(المجلس الرابع بشر بن خذلم ينعى الإمام الحسين (ع

القصيدة: للسيد الشريف الرضي

 

كـربلا  لازلـت كـرباً وبلا      مـا  لقي عندك آل المصطفى

كـم عـلى تربك لما صرِّعوا      مـن دم سال ومن دمع جرى

لم  يذوقوا الماء حتى اجتمعوا      بحدى السيف على ورد الردى

يـا رسـول الله لـو عاينتهم      وهـم مـا بـين قـتلٍ وسبا

مـن رَميضٍ يُمنع الظلَّ ومن      عـاطشٍ يُـسقى أنابيب القنا

ومـسوقٍ  عـائرٍ يُـسعى به      خلف  محمولٍ على غير وطا

لـرأت  عـيناك منهم منظرا      لـلحشى شـجوا وللعين قذى

لـيس  هـذا لـرسول الله يا      أمـة  الـطغيان والبغي جزا

جزروا  جزر الأضاحي نسله      ثـم  سـاقوا أهله سوق الإما

يـا  قـتيلً قَـوَّض الدهر به      عُـمُدَ الـدين وأعـلام الهدى

قـتـلوه  بـعد عـلمٍ مـنهمُ      أنـه  خـامسُ أصحاب الكسا

وا  صـريعاً عالج الموت بلا      شــدِّ  لـحيين ولا مـدِّ ردا

غـسّلوه بـدم الـطعن ومـا      كـفَّنوه غـير بـوغاء الثرى

مـيتٌ تـبكي له فاطمةٌ      وأبوها  وعليٌّ ذو العلى

لو رسول الله يحيى بعده      قعد اليوم عليه للعزا(1)

 

(تجليبة)

ابـحر الشمس ثاوي والگلب مجروح      ثـلث  تيام فوگ الرمل ظل مطروح

بچت زينب على افراگه ابدمع مسفوح      تگلـه الـخيل گامـت عـلخيم تفتر

خـيل  اعـداك غارت على امخيمنه      او  سـلبت كل ملاحفنا او مشت عنه

يـبو الـشيمه دگوم الـساع واتـعنه      او شـوف الـنار خويه بالخيم تسعر

تـسعر  بـالخيم يـحسين نار الگوم      او فـرّت مـن خيمها زينب او كلثوم

او ظـل ابنك علي ما بيه حيل ايگوم      بـس ايـدير بـعيونه او بگه امحير

بگه مـحتار مـن شاف الحرم تنحب      يـنادي ابصوت وين الينغر او يركب

ابـو  الـغيره يـخاف الحرم تتغرب      او تـمشي امـيسره تـبرالها العسكر

سـبايا لـو مشت منهو اليباريها      او  محد بگه امن اخوتها واهاليها

ولا  واحـد يحن گلبه او يحاميها      حيف اتيسرت وحسين ظل بالحر

 

بشر بن خذلم ينعى الإمام الحسين (ع)

(رواية ثانية لحالة الناس عند سماعهم خبر شهادة الإمام الحسين (ع))

قال القزويني في تظلم الزهراء:

ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة، قال بشر بن حذلم: فلما قربنا المدينة نزل علي بن الحسين (ع) فحط رحله، وضرب فسطاطه، وأنزل نساءه، وقال: يا بشر رحم الله أباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر على شيء منه؟ فقلت: بلى يابن رسول الله إني شاعر، قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله (ع) قال بشرك فركبت فرسي، وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي (ص) رفعت صوتي بالبكاءن وأنشأت أقول:

 

يا أهل يثرب لا مُقامَ لكم بها      قُتل  الحسينُ فأدمعي مدرارُ

الجسمُ  منه بكربلاء مضرَّجٌ      والرأسُ منه على القناة يُدارُ

 

قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (ع) مع عماته وأخواته، قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم، أعرفكم مكانه، قال: فا بقيت بالمدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن، مكشوفة شعورهن، مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعين بالعيول والثبور، فلم أر باكيا ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرَّ على المسلمين منه وسمعت جارية تنوح على الحسين (ع) فتقول:

 

نـعى  سـيدي نـاعٍ نـعاهُ فأوجعا      وأمـرضـني نـاع نـعاه فـأفجعا

فـعينَّي  جـودا بـالدموع وأسـكبا      وجـودا  بـدمع بـعد دمـعكما معا

على من دهى عرش الجليل فزُعزعا      فـأصبح  هـذا المجد والدين أجدعا

عـلى  ابـن نـبي الله وابن وصيه      وإن  كـان عنّا شاخص الدار أشسعا

 

ثم قالت: أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله (ع) وخدشت منا قروحا لما تندمل، فمن أنت يرحمك الله؟ فقلت: أنا بشر بن حذلم، وجهني مولاي علي بن الحسين (ع) وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين (ع) ونسائه.

 

(نصاري)

نـزل زين العباد او تهمل العين      بـنى العمته او لعياله الصواوين

نـاده  يا بشر طب يثرب الحين      وانـعه  احسين حتى الناس تعلم

گصـد  بـشر ابن حذلم للمدينه      گام  ايـصيح ويـهل دمع عينه

يـهل يـثرب بـعد فگدة العينه      عـليكم وطـن يثرب بعد يحرم

طلعت كل أهل يثرب امن الدور      تصيح ابهون يلراكب على الكور

صوتك  صار يشبه نفخة الصور      اخـذ  منه الگلوب اولا عگل تم

 

قال: فتركوني مكاني وبادروا، فضربت فرسي حتى رجعت إليهم، فوجدت الناس قد أخذوا الطريق والمواضع، فنزلت عن فرسي وتخطيت رقاب الناس، حتى قربت من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسين (ع) داخلا, فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم ومعه كرسي، فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة فارتفعت أصوات الناس بالبكاء وحنين النسوان والجواري والناس من كل ناحية يعزونه فضجت تلك البقعة ضجة واحدة (2).

 

(مجردات)

ضـجت فرد ضجه المدينه      الـكل فرد منهم جرت عينه

العباس  واحسين ابو اسكينه      الضلَّوا ابوادي الطف رهينه

 

(تخميس)

مَن  منشدٌ لي عن أهل هنا نزلوا      مـثل  البدور بها الأنوارُ تشتعل

مـن طيبةٍ طلعوا في كربلا أفلوا      بالأمس كانوا معي اليوم قد رحلوا

وخـلفوا  في سويدا القلب نيرانا


(1) ـ الدر النضيد ص3.

(2) ـ تظلم الزهراء ص347/348.