(المجلس الرابع بكاء السيدة أم البنين (رض) على الإمام الحسين (ع

القصيدة: للسيد عبد المطلب الحلي

ت: 1335هـ

 

أيُّ  يــومٍ مـلأ الـدنيا أسـى      طـبق  الـكون عجيجا وصياحا

يـوم  أضـحى حـرمُ الله بـه      لـلمغاوير عـلى الـطفِّ مباحا

أبـرزت  مـنه بنات المصطفى      حـائراتٍ  يـتقارضن الـمناحا

أيُّـهـا الـمـدلج فـي زيَّـافةٍ      تـنشُرُ  الأكم كما تطوي البطاحا

فــإذا جـئـت الـغريين أرح      فـلقد نـلت بـمسراك الـنجاحا

صل ضريح المرتضى عنِّي وخذ      غـرب  عتبٍ يملأ القلب جراحا

قـل لـه يـا أسـد الله اسـتمع      نـفثةً ضـاق بـها الصدر فباحا

كـم  رضـيعٍ لك بالطفِّ قضى      عـاطشا  يـقبضُ بالراحة راحا

أرضـعـته حُـلُمُ الـنبل دمـا      مـن نَجيعِ النحر لا الدرَّ القراحا

ولـكـم ربـةِ خـدرٍ مـا رأى      شـخصها  الوهم ولا بالظنِّ لاحا

لـو تـراها يوم أضحت بالعرى      جـزعا  تندب رحلا مستباحا(1)

 

(مجردات)

يـا ريت لن شخصك فلا غاب      عـن كـربلا يـا داحي الباب

عله  احسين ما خلَّوا تره اثياب      او ساده الرمل واكفانه الأحراب

وابـناتك سبوهن گوم الاجناب      لا خـدر ظل اولا بگه احجاب

 

(أبوذية)

الـشدايد  والـعسر باسمك تيسر      اعله ابن ود منهو غير انته تيسر

الـعجب كل العجب زينب تيسر      وهـي تـنخاك يا راعي الحميه

 

بكاء السيدة أم البنين (رض) على الإمام الحسين (ع)

قال السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه حياة العباس (ع) كانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بحق أهل البيت مخلصة في ولائهم ممحضة في مودتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه والمحل الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيام العين (2).

وعن بعض الخطباء قال: لما رجعت عائلة الحسين إلى المدينة قالت زينب لا أريد أحداً يدخل عليّ إلا من فقدت لها عزيزا في كربلاء، وجلست في منزلها وجعلت جاريتها على الباب، وإذا بالباب يطرق، فقالت الجارية من على الباب؟ فإن سيدتي زينب لا تريد أحداً يدخل عليها إلا من فقدت لها عزيزاً في كربلاء، فقالت لها: قولي لسيدتك زينب إني شريكتها في هذا العزاء، وأريد أن أدخل عليها وأساعدها فإني مثلها في المصاب، فلما أخبرت الجارية زينب قالت: سليها من هي التي تكون مثلي في المصاب، ثم قالت: إن صدق ظني فإنها أم البنين، فرجعت الجارية وقالت لها: سيدتي تقول من أنت التي مثلها من المصاب؟ قالت: أنا الثاكلة!! أنا أم الفاجعة الكبرى، قالت: أوضحي لي من تكونين؟ قالت: ما عرفتيني أنا أم البنين قالت الجارية: لقد صدقت سيدتي في ظنها، وانك والله كما تقولين أم المصيبة العظمى والفاجعة الكبرى.

 

(نصاري)

صـاحت صـوت آيا فگد الأطياب      والله  اشـموحشه يـا دور الأحباب

اهناك او سمعن الصرخه على الباب      أنـا  أم عـباس اجـيتچ لا تفترين

 

ثم فتحت لها الباب فلما دخلت استقبلتها زينب واعتنقتها وبكت وقالت: عظم الله لك الأجر في أولادك الأربعة، فأجابتها أم البنين وأنت عظم الله لك الأجر في الحسين (ع) (3).

 

(نصاري)

بچت زيـنب او نـادت تلگنها      بالله اويـاي گومـن سـاعدنها

هـاي أم الـبنين الـراح منها      صناديد اربعه او بالحرب نفلين

بچت زينب او صاحت آيحزني      او  لفنها أم البنين ابضلع محني

تـصيح ابصوت آيحسين يبني      هـاي  امصيبتك بچَّت الدارين

اشلون أم البنين اصياح صاحت      اهنا يحسين يبني روحي راحت

تـلگلنها الحرم عيَّت او ناحت      زينب  بالعزه كسرت الصوبين

 

(تخميس)

مـا حدّث التاريخُ أن أدبروا      في الحرب مهما نارُها تَسعرُ

فـكيف  قـلبي كسره يُجبَرُ      يـاليتَ  شعري أكما أخبروا

بـأنَّ  عـباساً قطيعُ اليدين


(1) ـ مثير الأحزان ص126.

(2) ـ كتاب العباس بن الإمام أمير المؤمنين (ع) ص72 عبد الرزاق المقرم.

(3) ـ النص الجلي في مولد العباس بن علي، محمد علي الناصري البحراني نسبه إلى بعض الخطباء.