(المجلس السابع بكاء الإمام علي بن الحسين (ع) على أبيه (ع

القصيدة: للشيخ صالح بن العرندس الحلي

ت: 840هـ

 

إمـام الـهدى سـبط الـنبوةِ والدُ      الأئـمة  رب النهي مولى له الأمر

أبـوه  الإمام المترضى علم الهدى      وصيُّ رسول الله والصنو والصهر

إمـامٌ  بـكته الإنس والجن والسما      ووحش  الفلا والطير والبر والبحر

لـه  القبة البيضاء بالطف لم تزل      يـطوف  بـها حُـزنا ملائكةٌ غُرُّ

وفـيه  رسـول الله قـال وقـوله      صحيحٌ  صريحٌ ليس في ذلكم نُكر

حُـبي بـثلاثٍ مـا أحـاط بمثلها      ولـيٌّ فـمن زيد سواه ومن عمرو

لـه تـربةٌ فـيها الـشفاء وقـبةٌ      يـجاب  بها الداعي إذا مسَّه الضُرُّ

وذريــةٌ  دُرِّيــةٌ مـنه تـسعةٌ      أئـمة حـقِّ لا ثـمانٍ ولا عـشر

أيـقتل  ظـمآنا حـسينٌ بـكربلا      وفـي  كـل عضوٍ من أنامله بحر

ووالده الساقي على الحوض في غد      وفـاطمةُ مـاء الـفرات لـه مهر

ولـهفي  لزين العادبدين وقد سرى      أسـيرا عـليلا لا يُـفّكُ لـه أسر

وآل  رسـول الله تـسبى نساؤُهم      ومن حولهنَّ الستر يُهتكُ الخدر(1)

 

(مجردات)

يحسين اجه الحادي او نوه ايشيل      او  لـلـشام يـظعن بـالمداليل

او  نـوگ الـظعن كلها مهازيل      او  صـار الخواتك يمهن اعويل

والـشام شـده او دربـه اطويل      مـا  يـنمشه ابـلايه ريـاجيل

والـظعن خـاف ايـشيل بالليل      يـاهو الـيباري الـتگع واتميل

اولا عـدنه والـي غـير العليل      ايـعالج ابروحه او جسمه انحيل

 

(أبوذية)

يـوم الطف نهب عگلي وهاله      هـدّ  اركـان كل ثابت وهاله

ابعليل احسين من ساروا وهاله      يـساره  والجثث فوگ الوطيه

 

بكاء الإمام علي بن الحسين (ع) على أبيه (ع)

قال الراوي: بكى علي بن الحسين بن علي (ع) أربعا وثلاثين سنة وما وضع بين يده طعام إلا بكى (2). وفي نقل آخر كان صائما نهاره قائماً ليله فإذا حضر الإفطار جاءه غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ويقول: كل يا مولاي، فيقول: قتل ابن رسول الله جائعا، قتل ابن رسول الله عطشانا، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل الطعام من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتى لحق بالله (عز وجل) (3).

 

وسمع (ع) ذات يوم رجلا ينادي في السوق: أيها الناس ارحموني، أنا رجل غريب، فتوجه إليه الإمام (ع) وقال له: لو قُدِّر لك أن تموت في هذه البلدة، فهل تبقى بلا دفن؟ فقال الرجل: الله أكبر كيف أبقى بلا دفن وأنا رجل مسلم، وبين ظهراني أمة مسلمة، فبكى الإمام زين العابدين (ع) وقال: وا أسفاه عليك يا أبتاه، تبقى ثلاثة أيام بلا دفن وأنت ابن رسول الله.

 

ليس الغريب غريب الأهل والوطن      بـل الغريب غريب الغسل والكفن

 

(أبوذية)

يريت الصاب چبد احسين منشال      او  ظل نايم على التربان منشال

اسـلبوه او ما بگاله ثوب منشال      او  ولوه من طاح يوم الغاضريه

 

ومرّ (ع) ذات يوم في سوق المدينة على جزار يمسك شاة يجرها إلى الذبح، فناداه الإمام (ع) يا هذا هل سقيتها الماء؟ فقال الجزار: نعم نحن معاشر الجزارين لا نذبح الشاة حتى نسقيها الماء. فبكى الإمام (ع) وصاح وا لهفاه عليك أبا عبد الله تذبح عطشانا (4).

 

لم يُذبح الكبشُ حتى يُروَ من ظمأ      ويُـذبحُ  ابـنُ رسولِ اللهِ ظمآنا

 

(تخميس)

أيـذاذُ  نسل الطاهرين أباً وجد      عـن ورد ماءٍ قد أبيح لمن ورد

لو كنت يا ماء الفرات من الشهد      أيسوغُ  لي منك الوردُ وعنك قد

صدر  الإمام سليلُ ساقي الكوثر

 

(مجردات)

اشلون اشرب لذيذ الماي حاشه      وابوي  الترب صارت افراشه

واهـلي گضـوا كلهم عطاشه

 

ورحم الله شاعرنا الفتلاوي الذي أجاد في وصف حال الزهراء (ع):

 

(تجليبة)

عـجيب الـشرب ماي ابشربته اتهنه      او مات احسين ظامي او لا شرب منه

مـنهو الـشاف مثل احسين وامصابه      ابگلـبه  انصاب وايده انشلت الصابه

يـطلب  مـاي مـن احـسين طلابه      هـذا  امـصاب لا دونـه ولا عـنه

هـذا ابـني دليلي او مهجتي وحشاي      جـريح او عادة المجروح يطلب ماي

اهـوعطشان  هـذي ناشفه عن هاي      يـموت ابـحسرته والـماي هذا النه

لـيش  ابـني نـزل كربله المعروفه      او  دون الماي توچب ليش أهل كوفه

أبـو  فـاضل عـليمن طارن اكفوفه      يشوف  اطفال والهه امن العطش ونه

 

(تخميس)

وطفتُ مع الأحزان حول المصارع      صـراخُ اليتامى والأيامى بمسمعي

ونـارُ  خـليلِ اللهِ ما بين أضلعي      وتـسألني عـن زمزمٍ هاك أدمعي

أو  الحجر الملثوم هذا ضريحه(5)


(1) ـ المنتخب ص353 فخر الدين الطريحي.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج5 ص166.

(3) ـ نفس المهموم ص472.

(4) ـ اللهوف، معالي السبطين، مأساة الحسين بين السائل والمجيب للشيخ عبد الوهاب الكاشي.

(5) ـ هذا التخميس وتخاميس أخرى نقلتها من ديوان المدائح المنظومة في العترة المظلومة للسيد مرتضى الحسيني السندي دام علاه وأبو الحسنين شاعر باللغتين مرهف الإحساس رقيق الكلمة وهو رادود وخطيب حسيني.