المجلس الأول وفاة الإمام الحسن (ع) يسقى السم

القصيدة: للشاعر الشيخ سلمان بن أحمد

الشهير بالتاجر

 

اقـصري  عـن ملامتي وعتابي      لـست  تـدرين يـا اميمُ بما بي

لـو تـذوقين مـا أذوقُ مـن الو      جـد لما لُمتُ فاشربي من شرابي

ثـم مـا شئتُ فاعذري أو فلومي      واقـرعي  بـالعتاب والعذل بابي

أولـم  تنظري برأسي اشتعال ال      شـيب مثل المصباح أو كالشهاب

يـا اميمُ ابيضت من الحزن عيني      فـارفقي بـي وراقـبي في ثيابي

أو فـكُـفي عـن الـملام فـإني      لأخـو زفـرةٍ وحـلف اكـتئاب

إنَّ  رزئـي بـالسبط رزءٌ عظيمٌ      ومـصابٌ  مرُّ المذاق كصاب(1)

غـيل فـي نـاقعٍ من السمِّ دافت      ه  إلـيـه ضـغـائنُ الأحـزاب

فقضى بعد قذف أحشاهُ في الطشت      شـهـيدا تـنـعاه آيُ الـكـتاب

وبـكاه  الـمحراب والمسجد الأع      ظـم والـمنبر الـفخيم الـجناب

والـحسينُ  الـشهيدُ مـما دهـاه      مـن  مصابٍ أذاب صمَّ الصلاب

شـقَّ جـيب الفؤاد والصبر حزنا      وحـثى فـوق رأسـه بـالتراب

ومـشى  خـلف نعشه حاسر الرأ      س  حـزيـنا يـنعاه لـلأحباب

وبـنو  هـاشمٍ تـحفُّ كما حفَّ      ت نـجـومٌ بـكوكبٍ وشـهاب

بـحسين  وبـالسرير الـذي قد      رفعته الأملاكُ قبل الصحاب(2)

 

(نصاري)

يـدمعي  سـيل يـا گلـبي تـحسَّر      عـلى  الـمسموم اويـلي الله اكـبر

اريـد الـطم وانـوح ابگلـب مالوم      اريــد ابچي وحــرم لـذة الـنوم

عـلى  نـجل الـزكيه المات مسموم      واخـوه  احـسين گلـبه اعليه تفطَّر

راس الـحسن حـطه ابحجره احسين      او عـلى خـيه يـويلي دمعت العين

او لـنـها صـارخه ذيچ الـنساوين      او منها الصوت طر گلب الصخر طر

او  زيـنب نـشدت احسين ابو اليمه      يـخويه احـسين اخـيَّك شنو امألمه

يگلـها  الـسم تـراهو مـرد جسمه      غـدت  تـبچي أخـيها ابدمع محمر

دارت صـوب اخـوها واحنت اعليه      لـو  يـحصل دوه الـجرحك وداويه

يـخويه الـعمر دونـك چنـت افديه      لچن  اشـبـيدنه هــذا الــمگدر

او مـن شـبحت لـعند الموت عينه      او حـين الـلي عـرگ مـنه جبينه

شــاف امـه الـمظلومه الـحزينه      تـبچي  او لازمـه الـضلع المكسَّر

يـيـمه مـن مـرد بـالسم چبـدتك      يـيمه مـن الـولم ذابـت مـهجتك

او  هـاذي صـارخه يم راسك اختك      واطـفـالك  گلـبها جـمر يـسعر

 

وفاة الإمام الحسن (ع) يسقى السم

قال في البحار:

دخل الحسن على رسول الله (ص) فلما رآه بكى ثم قال: إليّ إليّ يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه الأيمن وسأل ـ رسول الله ـ عن بكائه فقال (ص): أما الحسن فإنه ابني وولدي ومني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الأمة أمره أمري وقوله قولي فمن تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني وإني لما نظرت إليه ذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره في البقيع ثبتت قدماه على الصراط يوم تزل الأقدام (3).

 

لـله قـلبُك مـا لقيت من      الأذى  مـن كـل ناصب

حـتى سَـئِمتَ جـوارَهم      ورغبت من أسنى المراتب

سـمـتك جـعدةُ صـائما      افـديك مـن ظامٍ وساغب

فتقطعت  منك الحشا قطعا      وعـاد  الـلونُ شـاحب

 

وفي نفس المصدر: دخل عليه ـ الحسن ـ الحسين (ع) في مرضه وقال يا أخي: كيف تجد نفسك؟

قال: أنا في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ثم أوصى إليه وقال يا أخي: إذا مت فغسلني وحنطني وكفني واحملني إلى قبر جدي حتى تلحدني إلى جانبه، فإن مُنعت من ذلك فبحق جدك رسو الله (ص) وأبيك أمير المؤمنين (ع) وأمك الزهراء (ع) أن لا تخاصم أحدا واردد جنازتي من فورك إلى البقيع حتى تدفني مع أمي ـ تؤكد هذه الرواية أن الزهراء (ع) مدفونه في البقيع ـ فقال الحسين (ع) يا أخي أريد أن أعلم حالك عند الموت فقال الحسن (ع): سمعت النبي (ص) يقول لا يفارق العقل منا أهل البيت ما دامت الروح فينا، فضع يدك في يدي حتى إذا عاينت ملك الموت إغمز يدك. فوضع (الحسين) يده في يده فلما كان بعد ساعة غمز يده غمزاً خفيفا فقرب الحسين (ع) أذنه من فيه فقال الحسن (ع) أخي هذا ملك الموت يقول لي أبشر فإن الله عنك راض ثم سكن أنينه وعرق جبينه ومال وجهه إلى الخضرة ومد يديه ورجليه وغمض عينيه وفارقت روحه الطيبة (4).

 

يـومٌ به الحسنُ الزكيُّ      قضى بسمٍّ في المشارب

يـومٌ  به الإسلامُ يبكي      هـاتفا  شـجواً ونادب

يـومٌ بـه أفـقُ الهدى      عادت  كواكبه غوارب

وبـه الـملائك أعولت      والـجنُّ تـنعاه نوادب

 

(نصاري)

الونه احسين عنده او مدد ايديه      تشاهد ويل گلبي وانغشه اعليه

روحه فاضت او ما ظل نفس بيه      او لفوه اهل المدينه ابروس حسَّر

 

ثم قام الحسين (ع) فغسله وحنطه وكفنه وحمل جنازته على السرير وتزاحمت الرجال والنساء خلف الجنازة وكان كيوم مات في رسول الله (ص) إلى أن أتى به إلى مسجد رسول الله (ص) إلى المكان الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصُليَ على الحسن (5).

 

(نصاري)

شالوا  نعش ابو محمد الگبره      او رادوا دفنه عد والد الزهره

او لن أهل الحقد ذيچه الزمره      مـخلَّت يـندفن ليث المشكَّر

 

نعم: عندما مانعت عائشة ومن معها دفنه عند جده وكانوا رموا جناز الحسن بالسهام حتى سُلَّ منها سبعون سهما عندها كادت أن تقع الفتنة فصاح الحسين بمن معه: الله الله لا تضيعوا وصية أخي واعدلوا به إلى البقيع فإنه أقسم عليَّ إن أنا منعت من دفنه مع جده أن لا أخاصم فيه أحدا فعدلوا به ودفنوه بالبقيع.

 

(أبوذية)

الـليله مـاتم الـمسموم ينصاب      او خل دمعك عليه ادموم ينصاب

مثل چبد الحسن ما شفت ينصاب      ابـنبل يـرموه نعش ابن الزكيه

 

(أبوذية)

فرح ما شفت طول العمر بس هم      ولا جـفِّ الـدمع بـالعين بسهم

وسافه الحسن نعشه انضرب بسهم      او دفـنه انـمنع يـم سيد البريه

***

فـمن  الـمخبِّر أحمدا      حـلَّت بعترته النوائب

فـلبئسما خَلَفُوكُ قومُكَ      في بنيك أولي المراتب

مـنعوا أحبتَك الجوارَ      وقـد رضوهُ للأجانب


(1) ـ الصاب: شجر مر.

(2) ـ رياض المدح والرثاء ص411.

(3) ـ معالي السبطين ج1 ص52/53 نقلا عن البحار.

(4) ـ المصدر السابق ج1 ص53/54. الدمعة الساكبة ج3 ص333..

(5) ـ الدمعة الساكبة ج3 ص332.