المجلس الثالث مرض الإمام الباقر (ع) ورحيله

القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

 

يــا  إمـامـنا آيـاته كـرزايا      هُ حـسـامٌ لا تـنـتهي بـعـداد

وفـقيدا أجـرى الـعيون وأورى      أبـدا فـي الـقلوب قـدح زنـاد

عـجـبا لـلردى عـليك تـعدَّى      بـعـدما كـان مـلتقى الانـقياد

عـجـبا  لـلبلاد بـعدك قـرَّت      وبـهـا  انـهدَّ شـامخُ الأطـواد

عـجبا لـلورى وقـد غبت عنها      لـلهدى تـهتدي وأنـت الـهادي

عـجـبا  لـلوجود بـعدك بـاقٍ      ولــه  كـنـت عـلة الإيـجاد

هـل  درى هـاشمٌ بـأبناه أودت      بـحـسا الـسمِّ غـيلةً والـحداد

أم  درى أحـمـدُ تُـذادُ ذراريـه      وتُـدنـى مـنـه ذراري الـمذاد

أم درى حـيدرٌ مـن الآل قـادت      آل  مـروان كـلَّ صـعب القياد

بـأبي مـن عليه أعولت الأملاكُ      حـزنـا فـوق الـطباق الـشداد

بـأبي من تردَّت الشرعةُ البيضاءُ      شـجـواً  لــه ثـياب الـحداد

مـن عـوادي الزمان كنت مجيرا      كيف جارت عليك منه العوادي(1)

 

(نصاري)

ركـن  الـدين عـالباقر تـهدم      لـمن  سمه هشام او مات بالسم

تـحمل مـن زغر سنه النوايب      او شاف ابكربله ابعينه المصايب

لـلشامات  راح اويـه الغرايب      او مـن ذل الـيسر كـبده تولم

ظـل من عگب هظم الغاضريه      مـكظم عـلصبر من جور اميه

لـمن جـرعوه كـاسات المنيه      اوكـبده ذاب واتگطَّع امن السم

 

مرض الإمام الباقر (ع) ورحيله

عن أبي بصير قال: سمعت الصادق (ع) يقول: إن أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه فبكى عند رأسه بعض أصحابه فنظر إليه وقال: إني لست بميت في وجعي هذا قال فبكى ومكث ما شاء الله من السنين فبين ما هو صحيح ليس به بأس فقال: يا بني إني ميت يوم كذا فمات في ذلك اليوم وهو يوم الاثنين سابع ذي الحجة قيل وبقي (ع) سبعة أيام وآثار السم تزداد في جسده إلى أن قضى نحبه فقام الإمام الصادق (ع) لتجهيزه فغسله وحنطه وكفنه وصلى عليه.

وقيل: إن رجلا كان على أميال من المدينة كان نائما فسمع في منامه قائلا يقول: انطلق وصل على أبي جعفر الباقر فإن الملائكة تغسله في البقيع فجاء الرجل فوجد أبا جعفر قد توفي حتى صلى عليه ثم أن الصادق (ع) بعد أن صلى عليه دفنه عند والده زين العابدين (ع) ولسان حال بني هاشم وسائر الناس: وا إماماه، وا ضيعتنا بعدك (2).

 

هـلمَّا بـنا نـبكي عـلى باقرِ العلمِ      سليل النبي المصطفى الصادق الأمِّي

عـلى لـذة العيش العَفا بعدما قضى      شـهيدا بـلا ذنـبٍ أتـاه ولا جُرمِ

لـو  طولُ حزني ما حَيَيّتُ وحُرقتي      ونوحي ولو أنَّ البكا قد برى عظمي

سـقاه  عـلى رغم الوفى السمَّ خفيةً      هـشـامٌ  ردىُّ الأب والـجدِّ والأمِّ

 

(نصاري)

عـليه صاحت الوادم فرد صيحه      الصادق غسله او حطه ابضريحه

بـس جـثة السبط ظلت طريحه      او بـالخيل الـصدر مـنه تهشم


ولسان حال زينب بنت علي علي (ع):

(نصاري)

اشـوفن خـيل تـلعب بـالميادين      اخاف اتدوس صدر ابن امي احسين

شـلچ  يـمگصره عنده او تدوسيه      او  كـل اعظامه او صدره تحطميه

اهـو  يوم الحرب ما ظل عظم بيه      سـالم بـالقنا او مـاضي الـحدين

آيــا  سـاعـة الگشـره عـليّه      عـسن  يـا ريـت زارتني المنيه

ولا اشـوفـن يـويلي الأعـوجيه      ابـحوافرها  تـحطّم صدر الحسين

 

(أبوذية)

يـخويه  امعين ما ظلك وناصر      او عله چتلى لگف دونك وناصر

يريت الخيل تسحگني وناصر      فـده لـحسين يوم الغاضريه

 

(تخميس)

سبيت بنات الوحي بعد فصيلها      والـسوط ألـهب وقعة لغليلها

فـغدت تسائل عن سراة قبيلها      ويـتيمةٍ فـزعت لجسم كفيلها

حسرى القناع تعج في أصواتها

 

(تخميس)

منه  دنت تهمي الدموع بثغرِهِ      وتـضج  باكية تنوء بصبره

لما رأت رضَّ الجياد لصدره      وقعت عليه تشمُّ موضع نحره

وعـيونها  تنهلُّ في عبراتها


(1) ـ المجالس السنية ج2 ص456 محسن الأمين.

(2) ـ نور الأبصار للحائري.