المجلس الثاني الإمام الرضا (ع) يموت مسموما بالرمان

القصيدة: للشيخ أحمد بن صالح الطعان البحراني القطيفي

ت: 1315هـ

 

الله أكـبر إنَّ الـدين قـد كـسفت      ذُكـاه  لـما ابن موسى حلَّ تربانا

الله أكـبر إن الـعلم قـد نَـضَبَت      بـحارُه لابـن مـوسى بعد ما بانا

يـا غـيرة الله قـلبُ الـكون قلَّبه      ســمٌّ  يُـقطع لـلأحشاء ألـوانا

قضى الرضا نحبه سُمَّاً فحين قضى      قـضى  الـهدى عادما للحق بنيانا

قـضى  غـريب خراسانٍ بغصّته      نـفسي  الـفدا لغريبٍ في خراسانا

لـيت الـنبيَّ يـراه قـاذفا كـبدا      كـانت  لـدين الهدى قلبا وعنوانا

لـيت الـنبيَّ يـراه للردى غرضا      مـعالجا  سـكرات الـموت لهفانا

لـقد  ذوى عـودُ ريحان النبوة إذ      قـضى الـذي كان للأملاك ريحانا

وعـزَّ أن تـنظر الزهراء مهجتها      مـضرومةً بـضرام الـسم عدوانا

وإنَّ  سـماً سرى للجسم منه سرى      فـي قـلب كـل والي طاب إيمانا

فـيا  بـني الحقّ حقٌّ أن يُجرِّحَكم      خـطب  يُـجرِّح لـلمختار جثمانا

وإن يـشبَّ ضـرامٌ فـي قـلوبكُمُ      فـقلبه شـبَّ فـيه الـسمُّ نـيرانا

ولا  تـهـنُوا بـرمانٍ ولا عـنبٍ      فـسـمُّه شـاب أعـنابا ورمـانا

وفجّري  يا عيون المجد مني دما      بصحن خدِّ العلا لا زال هتّانا(1)


(هجري)

أصـبحت طوس ابزلازل والخلگ كلها ابعويل      لـجل  أبو محمد تزلزل يا خلگ عرش الجليل

الاعـلام الـسود مـنشوره او مـدامعهم تسيل      اهـتزت السبع العليه او بالأرض صار انقلاب

او  گام شـبله ايـغسله والـدمع من عينه همه      مـدده اعـله الـمغتسل والماي جاه امن السمه

او  بـالطفوف احسين جده اتغسل ابفيض الدمه      او شافت اعياله ابيسرها من عگب عينه العذاب

 

(أبوذية)

اشـفنه مـن رزايـا الـدهر يامر      عـليّه الـشمر گام ابـشتم يـامر

ولا مـن الـهواشم شـخص يامر      او يجي ويشوف بت حامي الحميه

 

(الرواية الثانية)

قال المفيد في الإرشاد: كان علي بن موسى الرضا (ع) يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ويخوفه بالله ويقيم له ما يدليه من خلافه وكان المأمون يظهر قبلو ذلك منه ويبطن كراهيته واستثقاله ودخل الرضا (ع) يوما عليه فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب الماء على يديه فقال: لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك أحدا. فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده.

لقد كان هذا سببا من أسباب كثيرة دعت المأمون إلى قتل الإمام علي بن موسى الرضا (ع) فأخذ يتربص الفرصة المناسبة ليقضي عليه فاغتنم فرصة مرض الرضا (ع) فدعا غلامه له اسمه عبد الله بن بشر وأمره أن يطول أظافره ولا يظهر لأحد ثم استدعاه فأخرج سما شبيها بالتمر الهندي وقال له: اعجن هذا بيديك جميعا وسر معي ففعل الغلام وقام المأمون وركب حتى دخل على الرضا (ع) وجلس عنده وقال: ما خبرك؟ قال (ع): أرجو أن أكون صالحا، قال له: أنا اليوم بحمد الله أيضا صالح فهل جاءك أحد من المترفقين(2) في هذا اليوم؟ قال: لا فغضب المأمون وصاح على غلمانه وقال: خذوا ماء الرمان الساعة فإنه ماء لا يتغنى عنه.

قال عبد الله بن بشر: ثم دعاني المأمون وقال: ائتني بالرمان فأتيته به فقال لي: اعصره بيديك ففعلت فأخذ المأمون ماء الرمان بيده وناوله الإمام فشرب منه (ع) قليلا ثم امتنع فطلب منه المأمون الزيادة، قال له (ع) حسبك قد أتيت على ما احتجت إليه وبلغت مرادك فنهض المأمون وخرج.

قال أبو الصلت: دخلت عليه وقد خرج المأمون من عنده فقال لي: يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحّد الله ويمجده فما صلينا العصر حتى قام الرضا (ع) خمسين مجلسا ـ من شدة الألم ـ وزاد الأمر في الليل فلم يلبث إلا يومين حتى قضى نحبه ولقي ربه شهيدا مسموما صابرا محتسبا (3)، أي وا إماماه، وا سيداه، وا مسموماه.

 

(فائزي)

مـات  الرضا وارتجت الفگده أرض طوس      اوطلعت الشيعه امفرّعه او تلطم على الروس

وارجـالها  اتـنادي عـلي تـفداك النفوس      او نـسوانها بـالدور نـصبت لـه عـزيه

الله  يـعـين امـحـمد ابـهاذي الـمصيبه      مـرة يـجي الـطوس او يـرد مره الطيبه

ايـسلي  الـعيله الـلي بگت لـجله امريبه      مـتـخوفه الـغايب جـرح كـاس الـمنيه

فـوگه  انحنى ايودعه او يحب خده او نحره      لـمن گضـه نـحبه نـهض مكسور ظهره

اتـوله جـهازه او شـيعه ابـنفسه الگبـره      او  رد لـلمدينه ايـنشف ادمـوعه الجريه

***

حتى إذا أزف المقدور جاء له      الجواد والدمع يجري من مآقيه

لكن جسم حسين في الطفوف ثوى      عـارٍ  ثـلاثا ووحش القفر تبكيه

ظـمآن  لم يرو عذبُ الماء غلته      والـسمر  تروي نجيعا من بوانيه

عـريان  بات بلا غسل ولا كفن      ومـا دنـا أحـد مـنه يـواريه

 

(فائزي)

حصل  غسل حصل كفن واتشيع ابساع      ودوه  الگبـره وانـدفن ما حصل مناع

لاكن احسين الما حصل شيله عن الگاع      محّد حضر جثته او عَنِ الرمضه رفعها

ظـل بالشمس مطروح محّد وصل يمه      بـس الـحريم اتـنوح والأطـفال لَمّه

هـاي اتـجيه اتـقبله او ذيچ الـتشمه      شـيفيد  لّـمة هـالحرم يمه او جمعها

 

(أبوذية)

وگفـن عـالچفيل الحرم وهوان      مـا  تدري اشحملنه هظم وهوان

يخويه اسهل علينه الموت وهوان      مـن  افـراگك امطبر عالوطيه

 

(تخميس)

وشـهيدا  فـم الزمان قبَّلته      وحواس الرسول قد رضعته

كيف تلك السيوف قد فرقته      حـرَّ قـلبي لزينب إذ رأته

ترب  الجسم مثخناً بالجراح


(1) ـ رياض المدح والرثاء ص200.

(2) ـ المترفقون: الأطباء.

(3) ـ الإرشاد للشيخ المفيد. نور الأبصار للحائري. المجالس السنية للسيد محسن الأمين.