(المجلس الثاني جعدة تسم الإمام الحسن (ع

القصيدة: للشيخ محمد الملا الحلي

 

قـد جـلَّ رزءُ الـمجتبى حـسنٍ      لـكن رزءَ حـسينٍ قـد سما رُتبا

إن قـطّع الـسمُّ مـنه في مرارته      أحـشاه والـقلب منه كابد الوصبا

فـإنَّ حرَّ الظما من صنوه قطَّع ال      الأحشاء من حيث قد أذكى بها لهبا

وإن  اصـيب لـه في خنجرٍ فخذٌ      فالسبط بالباترات البيض قد ضربا

أو  صـيرت نشعه حربٌ لأسهمها      مرمى ولم يرعووا أو يرعوا النسبا

فـإنَّ  جـسم حسينٍ يوم مصرعه      دريـةٌ  لـسهام الـقوم قـد نصبا

أو  أنـهم سـلبوا مـنه عـمامته      فـبعد  قـتل حـسينٍ جسمه سلبا

وإن  قـضى حـسنٌ ألفت جنازتُه      الـتشييع والندب حتى أودعَ التربا

والسبط  لما قضى لم يُلفِ من أحد      سـوى نساه تصوبُ الدمع منسكبا

أو  دفـنه الـقومُ تـلقا جدِّه منعوا      وغـيره  جـاور المختار مغتصبا

فـالسبط  عـن دفنه أعداؤُه منعوا      حـتى  أقام ثلاثا بالعرا تَربا(1)

 

(نصاري)

مصايب عترة الهادي چثيره      بين المات منهم غرب ديره

او بـين اللي گضه ابهظمه چبيره      او مـنهم مـن تفتت چبده بسموم

لاچن  يــا خـلگ أم الـرزايه      يـوم احـسين واعـياله ظـمايه

يـوم  الـلي غـدوا كلهم ضحايه      او گلب زينب الحر امجسم اجسوم

(يـجدي احـسينكم منحور نحره)      يـجدي  وگطـعوا مـنه خنصره

او هـاذي خـيلهم هشمت صدره      واعـلـينه  يـجدي دارت الگوم

 

(أبوذية)

كـلف جرح الحسن يحسين يبره      او  بـعد ما شوف منه الألم يبره

راح  الچان لـلـوفّـاد يـبـره      او بگت دار الكرم ظلمه او خليه

 

جعدة (2) تسم الإمام الحسن (ع)

قال المازندراني: ان معاوية بذل لجعدة بنت الأشعث عشرة آلاف دينار وقطاعات كثيرة من سواد الكوفة وحمل إليها سما فجعلته في طعام ووضعته بين يدي الحسن (ع) فلما أكله جرى السم في بدنه فيئس من نفسه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين وأبي سيد الوصيين وأمي سيدة نساء العالمين وعمي جعفر الطيار في الجنة وحمزة سيد الشهداء. فاستمسك في بطنه حتى قطع أحشائه قطعة قطعة فمكث شهرين يرفع من تحته في اليوم كذا وكذا مرة طشت من دم وكان يقول: سقيت السم مرارا ما أصابني فيها ما أصابني في هذه المرة لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود معي (3).

 

ما زال مضطهدا يقاسي منهم      مـحنا  تُطبِّقُ سهلها بحزون

حتى قضى صبرا بسم جُعيدةٍ      في أمر ملتَحِفِ الضلال أفين

 

وفي مرضه دخل عليه الحسين (ع) فبكى بكاء شديدا حتى غشي عليه فلما أفقا قال له الحسن (ع) يا أخاه لا تحزن عليّ فإن مصابك أعظم من مصيبتني ورزئك أعظم من رزئي فإنك تقتل يا أبا عبد الله بشط الفرات بأرض كربلاء عطشانا لهيفا وحيدا فريدا مذبوحا يعلو صدرك أشقى الأمة ويحمحم فرسك ويقول في تحميمه الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها وتسبى حريمك ويؤتم أطفالك ويسيرون حريمك على الأقتاب بغير وطاء ولا فراش ويحمل رأسك يا أخي على رأس القنا بعد أن تقتل ويقتل أنصارك فيا ليتني كنت عندك أذب عنك كما يذب عنك أنصارك بقتل الأعداء ولكن هذا الأمر يكون وأنت وحيد لا ناصر لك منا ولكن لكل أجل كتا (يمحو الله ما يشاء الله ويثبت وعنده أم الكتاب) فعليك يا أخي بالصبر حتى تلحق بنا. فبكى الحسين (ع) بكاء شديدا وقال يا أخي يعز عليّ فراقك ثم أنه بكى بأعلى صوته فمنعه الحسن (ع) من البكاء بعد ما كثرت الرنَّه عليه والصياح من أخوته وأخواته ونسائه وأولاده وجميع أهل بيته وشيعته (4). وبينما الحسين (ع) وأهل بيته عنده وإذا بالحسن (ع) يقضي نحبه مظلوما مسموما أي وا إماماه وا سيداه وا حسناه وكأني بالحسين (ع):

 

(مجردات)

تـدري  اشكثر گلبي تولّم      وشگد حمل من فرگتك هم

من أصد لمچانك وحش تم      اعـليه الحزن كله ايتلملم

يا ريت انه المقتول بالسم      گلـبك يخويه وانته تسلم

 

(نصاري)

يصيح احسين والدمعه جريه      يـا ناس الحسن راح امنديه

نـار السم تره ابگلبي سريه      اويليت الحين يلفيني المحتم

 

(أبوذية)

مصاب الحسن مني الحيل هدّم      او مـن چبده يكت اعبار هدم

عـزانه  مـا يفل واللطم هدم      تـسم  جـعده عزيز الهاشميه

***

من مبلغُ المصطفى والطهر فاطمةٍ      إنَّ  الحسينَ دما يبكي على الحسنِ

يدعوه  يا عضُدي في كلّ معضلةٍ      ومُسعدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِ

لـم  أنـس زينبَ تدعوه ومقلتُها      عـبرى  وأدمُعُها كالعارض الهتن


(1) ـ أدب الطف ج8 ص181.

(2) ـ جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي زوجة الإمام الحسن (ع).

(3) ـ معالي السبطين ج1 ص50.

(4) ـ معالي السبطين ج1 ص47/48.