(المجلس الثاني شهادة الإمام زين العابدين (ع

القصيدة: لأحد الأدباء

 

فـوا  لـهفاهُ لـلسجاد مضىً      بـرته  سـمومه يري القداح

تُـذكّره  الـسموم لظى سمومٍ      يـكابدها أبـوه لـدى الكفاح

فـيسلو سـمَّه بـلظى أبـيه      ومـا ذكـر السموم بمستراح

ويـذكر إذ تُـجرعه سـمومٌ      أبـاه حـين اثـخن بالجراح

إلـى  أن سـمُّه استوفي قواه      فـاطفأ  مـنه مصباح الفلاح

قـضى الـسجاد مظلوما بسمٍّ      فما طيب الكرى لي من مباح

قضى  السجاد فالصدقات سرا      تـقيم عـليه مـأذبة الـنياح

قـضى عينُ الحياة فأيُّ عينٍ      عـقيب  العين تبخل بالسفاح

قـضى فالحقُّ منه في مضيقٍ      وضيقُ  الكفر منه في انفساح

وصدرُ العلم في حرجِ اكتئاب      وصدر الجهل منه في انشراح

بـكته الـجامدات فلا عجيبٌ      بـأن  تبكي بألسنةٍ فصاح(1)

 

(موشح)

هـم مـصايب كربله او هم علته      وفگد اخوته او ذبح ابوه او غربته

وگطّـعوا  بـالسم يـويلي كبدته      لـيش ابـن حامي الحمه يسمونه

يـا عـلي الـسجاد تـبگه امصيبتك      او  كـل وكـت تنصب مناحه شيعتك

سـيـدي  او لازم نـشيِّد حـضرتك      او نـوصلك رغـم الـذي ايـمنعونه

بـعد  يـا جرح البقيع انزف او جور      اشوكت يخمد غضب حسرات الصدور

يـا وسـافه مـوشحه اربـع اگبـور      ابـحـكم زمـره حـاقده او مـلعونه

 

يا فرج  الله يا صاحب العصر والزمان متى تظهر لتطلب بثارات أجدادك؟!

 

(تخميس)

جـرّد حـسامك جدد في الورى أملا      بـالعدل  والقسط واعمر بالهدى دولا

واطلب من القوم يا ابن الأوصيا ذحلا      واكـحل بـطلعتك الـغرا لـنا مقلا

يـكاد  يـأتي عـلى إنـسانها الرمدُ

 

شهادة الإمام زين العابدين (ع)

قال الحائري في نور الأبصار: كتب الحجاج ـ وكان واليا على الحجاز ـ إلى عبد الملك بن مروان: إذا أردت أن تثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين، فكتب إليه عبد الملك:

أما بعد فجنبني دماء بني هاشم وأحقنها فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولغوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال الله الملك.

فلما هلك عبد الملك وجلس ابنه الوليد على سرير الخلافة جعل يحتال في قتل إمامنا زين العابدين (ع) ولذلك بعث سماً قاتلاً إلى والي المدينة وأمره أن يقتله بالسم سرا، ففعل الوالي فلما سُقي إمامنا زين العابدين السم مرض مرضا شديدا وصار يغشى عليه ساعة بعد ساعة حتى كانت ليلة وفاته (2) غشى عليه في تلك الليلة ثلاث مرات فلما أفاق من غشيته الأخيرة تلا هذه الآية: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العالمين).

ثم دعا ولده الباقر (ع) وأوصى إليه بوصاياه فأول ما أوصاه كما قال الباقر (ع) ضمني أبي إلى صدره الشريف وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي الحسين حين حضرته الوفاة وقال: إن أباه أوصاه به، قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله، وقال: يا بني إذا مت فلا يلي غسلي غيرك، فإن الإمام لا يلي غسله إلا إمام مثله يكون بعده.

وقال السيد المقرم في كتابه (حياة الإمام زين العابدين (ع)) ثم أخرج سفطا وصندوقا وأمر أبا جعفر الباقر (ع) بحمله إليه ولما طلب منه بعض أخوته الميراث مما فيه قال (ع): لم يكن فيه مما ترثونه، إن فيه سلاح رسول الله (ص) فإذا أراد أن لا يصل إلى المسلمين من المشركين نشابة وضعه بينهم والتابوت الذي جاءت به الملائكة وإن مثل السلاح فينا كمثل السلاح في بني إسرائيل فمن وقف التابوت على باب دارهم أوتوا النبوة فكذلك السلاح في أهل البيت (ع) فمن كان عنده أوتي الإمامة وإن الدرع الذي يلبسه رسول الله (ص) يكون على كل إمام بلا زيادة ولا نقصان، وإن صاحب هذا الأمر لو أراد أهل السماوات والأرض أن يحملوه عن موضعه الذي وضعه الله لم يستطيعوا ثم دعا بماء ليتوضأ فجاء الإمام الباقر إليه بالماء فتوضأ وكان في تلك الليلة يقول لوله الباقر (ع) هذه الليلة هي التي وعدتها فإذا قضيت نحبي فغسلني وحنطني وادفني، ثم مدوا عليه الثوب وفاضت روحه، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا مسموماه، وا سيداه (3).

 

(نصاري)

طـول  الـليل مـا فتر ونينه      بـعد  ما صد لبو جعفر ابعينه

يـبويه  امـودعين الله گضينه      بچوا حنَّوا حنين افراگ شفجين

اويـلي من گضه السجاد يومه      حـن امحمد او هاجت اهمومه

يحگله  لو بچه او منهو اليلومه      فارگ  طود عز او علم للدين

 

(مجردات)

يگلبي اعله ابو الباقر تسله      خـلّف  ابلب احشاي عله

وارتـج عـليه الكون كله      والـباقر  ايـنوح او يگله

اخلافك  تصيب الدين خلّه      او  تمسي أهل بيتك ابذلّه

 

(أبوذية)

عـلي  حـايز مراجلها وسمها      علامه الغصص يجرعها وسمها

گضـه والجامعه ابچبده وسمها      او سـمه بـالچبد نـاره سريه

***

لهف نفسي عليه ما زال يبكي      فتيةً في الطفوف تلقى المنونا


(1) ـ رياض المدح والرثاء ص748.

(2) ـ الليلة الخامسة والعشرون من سنة 95هـ

(3) ـ نور الأبصار للشيخ محمد مهدي الحائري. حياة الإمام زين العابدين (ع) للسيد عبد الرزاق المقرم.