(المجلس الرابع وصايا الإمام محمد الباقر (ع

القصيدة: الأبيات الأربعة الأولى للشيخ علي بن الحسين الأربلي

والأربعة الأخيرة للسيد محسن الأمين

 

يـا راكـبا يـقطعُ جوزَ الفلا      عـلى أمـونٍ جـسرةٍ ضامر

عـرِّج عـلى طيبةَ وأنزِل بها      وقـف  مقام الضارع الصاغر

وقـبِّلِ  الأرضَ وسـف تربَها      واسجد على ذاك الثرى الطاهر

وعـج على أرض البقيع الذي      تـرابُه يـجلو قـذى الـناظر

واذر  دمـوع الـعين فيها دما      عـلى ضـريح الـسيد الباقر

عـلى  إمـامٍ مـا جرى ذكره      في  خاطري إلا جرى ناظري

عـلى إمـام لـم يـدع رزؤُه      صبرا  الجلدٍ في الورى صابر

عـلى إمـام هـدَّ ركن الهدى      مـصابُه بـالقاسم الـفاقر(1)

 

(فائزي)

بـطل ونـينه اوغـمض الـباقر العينين      او ضجت عليه اهل المدينه او زاد الحنين

ارض  الـمدينه اعـليه ضجت كل اهلها      او  بـعده الهواشم مظلمه او موحش نزلها

 

(أبوذية)

هظمنه ماسده اعله احد وشافه      اولا مجروح طاب النه وشافه

انوح اعله اليبس چبده وشافه      او جسمه اموذر امعفر رميه

 

وصايا الإمام محمد الباقر (ع)

قال المؤرخون: إنه لما حان حينه (ع) وتيقن وفاته أوصى إلى ابنه أبي عبد الله الصادق (ع) بجميع ما يحتاج إليه الناس وسلم إليه ما كان عنده من مواريث الأنبياء وسلاح رسول الله (ص). قال الإمام الصادق (ع): كنت عند أبي (ع) في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وكفنه وفي إدخال قبره، قلت: جعلت فداك والله يا أبتاه ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن هيئة من اليوم وما أرى عليك أثر الموت.

وفي بعض الكتب أنه (ع) أوصى بثلاثمائة درهم لمأتمه وذلك لتستأجر له نوادب يندبنه في منى أيام منى. وكان (ع) يرى ذلك من السنة لأن رسول الله (ص) قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.

وفي نور الأبصار: أوصى الباقر (ع) لولده جعفر: أوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى (2).

 

(أبوذية)

الـباقر بـالعرش مكتوب يسمه      صدگ من مات سم مسموم يسمه

الـكل  الـناس هالمنشور يسمه      او  خـل تعلم ابموته الجعفريه

 

أقول: والحسين (ع) سمعته ابنته سكينه يوصي شيعته أن تندبه مدى الزمان.

 

شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني      او سـمعتم بـغريب او شهيدٍ فاندبوني

فـأنا السبط الذي من غير جرمٍ قتلوني      وبـجرد الخيل بعد القتل عمدا يحقوني

ليتكم  في يوم عاشورا جميعا تنظروني      كيف استسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني

وسـقوه  سـهم بغيٍ بدل الماء المعين

 

(مجردات)

عـيدي  الوصيه الشيعتي هاي      مـيـاتم  يـنصبون الـعزاي

عله غربتي او محنتي او بلواي      او  يـذكروني عد شربة الماي

حـر او عـطش ذوبن لحشاي

 

(مجردات)

عـذب ماي بارد من تشربون      العطش كربله او يومه تذكرون

غـريب  اچتلت ياللي تحبُّون      مـصابي عليكم ما ظن ايهون

انـه  ابـكربله ظلَّيت مرهون      لـيالي  ثـلاثه موش مدفون

 

(تخميس)

وبـقى وحـيدا طـوقته حتوفهم      وذحول  جيش المرغمات انوفهم

حـتى إذا سـارت إليه صفوفهم      صلت على جسم الحسين سيوفهم

فـغدى لـساجدة الـظبا محرابا

 

(تخميس)

فـهوى شـهيداً صـابراً لـرزيةٍ      اورت  حـنايا الـخافقين بـحرقةٍ

كيف ابن من أحيى النفوس بشرعةٍ      ظـمـآنَ ذاب فـؤاده مـن غـلَّةٍ

لـو مـست الـصخر الأصمَّ لذابا


(1) ـ المجالس السنية ج2 ص457.

(2) ـ نور الأبصار للحائري. المجالس السنية ج2 للسيد الأمين. مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري.