خطبة 116- و فيها ينصح أصحابه

أرْسله داعيا إلى الْحقّ و شاهدا على الْخلْق فبلّغ رسالات ربّه غيْر وان و لا مقصّر و جاهد في اللّه أعْداءه غيْر واهن و لا معذّر إمام من اتّقى و بصر من اهْتدى منْها و لوْ تعْلمون ما أعْلم ممّا طوي عنْكمْ غيْبه إذا لخرجْتمْ إلى الصّعدات تبْكون على أعْمالكمْ و تلْتدمون على أنْفسكمْ و لتركْتمْ أمْوالكمْ لا حارس لها و لا خالف عليْها و لهمّتْ كلّ امْرئ منْكمْ نفْسه لا يلْتفت إلى غيْرها و لكنّكمْ نسيتمْ ما ذكّرْتمْ و أمنْتمْ ما حذّرْتمْ فتاه عنْكمْ رأْيكمْ و تشتّت عليْكمْ أمْركمْ و لوددْت أنّ اللّه فرّق بيْني و بيْنكمْ و ألْحقني بمنْ هو أحقّ بي منْكمْ قوْم و اللّه ميامين الرّأْي مراجيح الْحلْم مقاويل بالْحقّ متاريك للْبغْي مضوْا قدما على الطّريقة و أوْجفوا على الْمحجّة فظفروا بالْعقْبى الدّائمة و الْكرامة الْباردة أما و اللّه ليسلّطنّ عليْكمْ غلام ثقيف الذّيّال الْميّال يأْكل خضرتكمْ و يذيب شحْمتكمْ إيه أبا وذحة .

 قال الشريف : الوذحة الخنفساء و هذا القول يومئ به إلى الحجاج و له مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره .