الأول ربيع الاول هاجر رسول الله (ص) الى المدينة و فيه كانت ليلة مبيت أمير المؤمنين عليه السلام

قال الله تعالى:" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد".قصة وفضل مبيت أمير المؤمنين ص في فراش رسول الله ص
تفسير الإمام العسكري ع, قال ع: قال الإمام موسى بن جعفر ع في خبر طويل: أما أن من شيعة علي لمن يأتي يوم القيامة وقد وُضع له في كفة سيئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار التيارة تقول الخلائق: هلك هذا العبد, فلا يشكون أنه من الهالكين, وفي عذاب الله من الخالدين, فيأتيه النداء من قبل الله عز وجل: يا أيها العبد الخاطئ الجاني هذه الذنوب الموبقات, فهل بإزائها حسنات تكافئها, فتدخل جنة الله برحمة الله؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله؟ يقول العبد: لا أدري فيقول منادي ربنا عز وجل: فإن ربي يقول: ناد في عرصات القيامة: ألا إني فلان بن فلان, من أهل بلد كذا وكذا, قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار ولا حسنات لي بإزائها, فأي أهل هذا المحشر كان لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها, فهذا أوان شدة حاجتي إليها, فينادي الرجل بذلك, فأول من يجيبه علي بن أبي طالب ع لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي, المظلوم بعداوتي, ثم يأتي هو ومعه عدد كثير وجم غفير, وإن كانوا أقل عدداً من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات, فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون, كان بنا باراً, ولنا مكرماً وفي معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعاً, وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا وبذلناها له. فيقول علي ع: فبماذا تدخلون جنة ربكم؟ فيقولون: برحمته الواسعة التي لا يعدمها من والاك, ووالى آلك, يا أخا رسول الله |, فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا أخا رسول الله هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له, فأنت ماذا تبذل له؟ فإني أنا الحاكم، ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إياك, وما بينه وبين عبادي من الظلامات, فلا بد من فصل الحكم بينه وبينهم, فيقول علي ع: يا رب أفعل ما تأمرني. فيقول الله عز وجل: يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله, فيضمن لهم علي ع ذلك, ويقول لهم: اقترحوا عليّ ما شئتم أعطكموه عوضاً عن ظلاماتكم قبله, فيقولون: يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمد رسول الله ص|, فيقول علي ع: قد وهبت ذلك لكم, فيقول الله عز وجل: فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من علي بن أبي طالب ع فداء لصاحبه من ظلاماتكم. ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها, فيكون من ذلك ما يرضي الله عز وجل به خصماء أولئك المؤمنين, ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على بال بشر, فيقولون: يا ربنا هل بقي من جناتك شيء؟! إذا كان هذا كله لنا, فأين يحل سائر عبادك المؤمنين والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين؟! ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها قد جعلت لهم, فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس علي ابن أبي طالب الذي قد اقترحتموه عليه, قد جعله لكم, فخذوه وانظروا, فيصيرون هم وهذا المؤمن الذي عوضهم علي ع عنه إلى تلك الجنان, ثم يرون ما يضيفه الله عز وجل إلى ممالك علي ع في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له, مما شاء الله عز وجل من الاضعاف التي لا يعرفها غيره, ثم قال رسول الله ص: {أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم} المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب ع.
تفسير الامام العسكري (ع) ص127، تاويل الآيات 96، بحار الأنوار ج65 ص106
تحقيق مركز سيد الشهداء عليه السلام للبحوث الاسلامية