الفصل السابع و الأربعون: فيما نذكره من الإشارة إلى صفة صلاة العصر يوم الجمعة و فيما يتقدمها و فيما نتخيره من الذي رويناه في تعقيبها

يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة سلطان العلماء أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني بلغه الله مناه و كبت أعداءه بمحمد و آله أما صفة صلاة العصر يوم الجمعة فهي كما كنا ذكرناه في صفة صلاة العصر في عمل اليوم و الليلة إلا أن الأفضل هاهنا أن يسقط قبلها الأذان كما روي و يقتصر على الإقامة و أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الحمد من صلاة العصر يوم الجمعة سورة المنافقين و يقرأ في الركعة الثانية منها بعد الحمد سورة قل هو الله أحد ثم يتم صلاة العصر كما كنا قدمناه من المهمات و الآداب و أسباب الصواب فانظر ما شرحناه في ذلك الكتاب و يستحب صلاة ركعتين بعد صلاة عصر يوم الجمعة سنذكرها بإسنادها و فضلها بعد ما نختاره من أدعية تعقيب صلاة العصر يوم الجمعة كلها إن شاء الله

 

ذكر ما نقوله قبل الشروع في شرح تعقيب العصر من يوم الجمعة

 

اعلم أننا ذاكرون روايات تتضمن ألفاظ صلوات الله على النبي و آله (ص) و قد تضمنت وعودا جميلة على قدر منازلهم الجليلة فإن فضل الخدمة لهم تكون على قدر فضل الله جل جلاله عليهم و إحسانه إليهم فمهما ذكرنا و روينا من الجزاء و الثواب على الصلاة على من وصفناه فلا يتعجب منه و لا ينفر عنه و لكن يحتاج أن تكون عارفا بحقهم عليك و عاملا بمعرفتك بحقهم فإنه إذا لم يصدق الفعال المقال كان الإنسان متعرضا للخطر و الأهوال و قد خاطب الله جل جلاله من أمر بالبر و لم يفعله كأنه يخاطب من يقال له أنه عبد مجنون فقال جل جلاله أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ و روى محمد بن يعقوب الكليني من كتاب الروضة مما يتضمن حديث الشيعة يقول فيه عن أبي الحسن (ص) أنهم لطالما اتكئوا على الأرائك فقالوا نحن شيعة علي (ع) إنما شيعة علي (ع) من صدق قوله فعله و أنت يا أخي تعرف أن النبي و عليا و ذريتهما الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين كانت الشريعة و الدين عندهم أعز من أنفسهم و أولادهم و أموالهم و عيالهم و لذلك كان النبي و علي عليهما أفضل السلام يخاطران في حروب الإسلام بأنفسهما لحفظ حرمة الدين و طاعة رب العالمين فثبت أن حرمة الشريعة أهم على النبي و علي (ع) من أولادهما كما حررناه فما تقول فيمن قتل ولدا للنبي و علي (ع) أما يكون عدوا لهما بغير شك و لو قال و هو يقتل لولدهما أو و هو مصر على المعصية بقتله أنا أحب النبي (ص) و عليا (ع) و هما يحباني أ ما كان يعلم كل عاقل أنه يكذب و أنهما عدوان له و لا تنفعه الأماني فإذا عرفت ذلك فاعلم أن من ضيع حدود الشريعة و حرمتها و هون بها و قطع موصولها و وصل مقطوعها و استخف بها و آثر الدنيا عليها و عليها صغر فإنه يكون عند النبي (ص) و علي (ص) و عند ذريتهما الطاهرين أعظم ممن يكون قد قتل أولادهم أو كسر حرمتهم أو هون بهم أو قطع أعضائهم أو صغر منزلتهم لأنك قد عرفت أن حرمة الدين عندهم و حرمة سلطان المعاد أعز و أهم من حرمة الأولاد فإذا قال العبد المسكين بعد تهوينه بشي‏ء من أمور الدين أنا أحب النبي و عليا و هما يحباني و تعلق بهذه الأماني و مال إلى التواني فينبغي أن يعرف أنه مبطل في دعواه و أنهم (ص) إلى عداوته أقرب من محبته كما قد عرفت معناه فيحتاج إذا أردت الصلاة عليهم بهذه الألفاظ التي يأتي ذكرها على التفصيل أن تكون عارفا بهم (ع) و عاملا بمعرفتك بهم على الصدق و الوجه الجميل و هناك تظفر بذلك الوعد الجليل و قد ذكرنا في الفصل السادس و العشرين شيئا باهرا من فضل الصلاة على النبي و على عترته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين المعصومين

 

ذكر رواية في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

حدث الحسين بن الحسن بن بابويه قال حدثنا ماجيلويه قال حدثنا البرقي عن بعض أصحابنا عن منصور بن يونس عن أبي إسماعيل الصيقل قال قال أبو عبد الله (ع) من صلى على محمد و آله (ع) حين يصلي العصر يوم الجمعة قبل أن ينفتل من صلاته عشر مرات يقول اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و عليه و عليهم السلام و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته صلت عليه الملائكة من تلك الجمعة إلى الجمعة المقبلة في تلك الساعة

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي و آله صلوات الله جل جلاله عليه و عليهم

 

حدث أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه قال حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال حدثنا محمد بن مسعود العياشي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن يحيى عن ابن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و عليه و عليهم السلام و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته يقول ذلك سبعا أقول و قد تقدم ما يناسب هذه الرواية في اللفظ و إن كانت مختلفة في العدد و في تعيين ثواب ذلك

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر من يوم الجمعة

 

حدث أبو المفضل محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن صالح الساوي قال حدثنا محمد بن أحمد بن عيسى قال حدثنا الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع) قال قال الصلاة على النبي (ص) بعد العصر يوم الجمعة تقول اللهم صل على محمد و آل محمد و بارك على محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد و ارفع محمدا و آل محمد الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر من يوم الجمعة

 

بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ره فيما رواه في كتاب تهذيب الأحكام عن محمد بن عيسى اليقطيني عن زكريا المؤمن عن ابن ناجية عن داود بن النعمان عن عبد الله بن سيابة عن ناجية قال قال أبو جعفر (ع) إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و عليهم السلام و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته قال من قالها في دبر العصر كتب الله له مائة ألف حسنة و محا عنه مائة ألف سيئة و قضى له مائة ألف حاجة و رفع له مائة ألف درجة أقول و هذه الرواية مشبهة لألفاظ تلك الرواية و بينهما اختلاف تعرفه أهل الدراية ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين بعد صلاة العصر يوم الجمعة بإسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن سهل بن زياد رفعه قال إذا صليت يوم الجمعة فقل اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليه و عليهم و رحمة الله و بركاته فإن من قالها في دبر العصر كتب الله له مائة ألف حسنة و محا عنه مائة ألف سيئة و قضى له مائة ألف حاجة و رفع له بها مائة ألف درجة أقول و هذه تناسب تلك الرواية و ليست هي و يعرف ذلك أهل العناية

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

رويناها بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن بابويه فيما رواه في كتاب أماليه قال حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ره قال حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني عن زكريا المؤمن عن ابن ناجية عن داود بن النعمان عن ابن سيابة عن ناجية قال قال أبو جعفر الباقر (ع) إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل اللهم صل على محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة الله و بركاته فإن من قالها بعد العصر كتب الله عز و جل له مائة ألف حسنة و محا عنه مائة ألف سيئة و قضى له بها مائة ألف حاجة و رفع له بها مائة ألف درجة

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر من يوم الجمعة

 

حدث أبو المفضل محمد بن عبد الله قال حدثنا عصمة بن نوح قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى الأيام و يبعث الجمعة أمامها كالعروس ذات كمال و جمال تهدى إلى ذي دين و مال فتقف على باب الجنة و الأيام خلفها فيشفع لكل من أكثر الصلاة فيها على محمد و آل محمد (ع) قال ابن سنان فقلت كم الكثير في هذا و في أي زمان أوقات يوم الجمعة أفضل قال مائة مرة و ليكن ذلك بعد العصر قال و كيف أقولها قال تقول اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم مائة مرة أقول و قد سئل مولانا المهدي (ص) ما معناه أن الكناية بيوم الجمعة عنه (ص) و قد قدمت الرواية في أوائل هذا الكتاب أن يوم الجمعة إشارة به إليه

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على النبي محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

حدث أحمد بن محمد الكوفي قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي قال حدثنا محمد بن أبي عمير عن حفص بن أبي البختري عن جعفر بن محمد (ع) قال أفضل الأعمال يوم الجمعة الصلاة على النبي صلوات الله عليه و آله بعد العصر قال قيل له كيف نقول قال تقولون صلوات الله و ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه على محمد و آل محمد و السلام عليه و عليهم و على أرواحهم و على أجسادهم و رحمة الله و بركاته يقولها مائة مرة

 

ذكر رواية أخرى في الصلاة على محمد و آله (ص) بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

بإسنادي إلى محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال أخبرنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن حسان عن أبي عمران موسى بن رنجويه الأرمني عن عبد الله بن الحكم عن زيد الشحام قال قال أبو عبد الله (ع) إذا صليت العصر يوم الجمعة فقل اللهم اجعل صلواتك و صلوات ملائكتك و أنبيائك و رسلك على محمد النبي الأمي و على أهل بيته و عليهم السلام و رحمة الله و بركاته مائة مرة ثم ذكر تمام الحديث

 

ذكر الاستغفار بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

قد قدمنا في شروط الاستغفار رواية جليلة المقدار عقيب العصر من عمل اليوم و الليلة فانظره فلا حاجة الآن إلى ذكرها بالتكرار حدث هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه قال أخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا سعيد بن عبيد الله قال حدثنا أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن علي بن عطية و ذبيان بن حكيم الأودي عن موسى بن أكيل النميري عن أبي عبد الله (ع) قال من يستغفر الله تعالى يوم الجمعة بعد العصر سبعين مرة يقول أستغفر الله و أتوب إليه غفر الله له عز و جل له ذنبه فيما سلف و عصمه فيما بقي فإن لم يكن له ذنب غفر له ذنوب والديه 

 

ذكر قراءة إنا أنزلناه بعد صلاة العصر يوم الجمعة

 

حدث علي بن محمد بن السندي قال أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن يزيد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ص) قال لله تعالى يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته يعطي كل عبد منها ما شاء فمن قرأ بعد العصر يوم الجمعة إنا أنزلناه في ليلة القدر مائة مرة وهب الله تعالى له تلك الألف و مثلها يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداءه و إذ قد ذكرنا ما تخيرناه من التعقيب المختصر بعد صلاة العصر يوم الجمعة فلنذكر الآن ما نختاره من التعقيب بعدها من الدعوات المبسوطات فمن أهم ذلك دعاء العشرات و أنه ذكر دعاء العشرات من المهمات بعد صلاة العصر يوم الجمعة و سبب لقضاء الحاجات ورد في الروايات أنه لا يدعى به إلا على طهارة مستقبل القبلة أقول إني وقفت على خمس روايات بدعاء العشرات يختلف روايتها في النقصان و الزيادات و ها أنا أذكر ما لعله أصلح في الروايات روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي بإسناده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا ثعلبة بن ميمون عن صالح بن الفيض عن أبي مريم عن عبد الله بن عطا قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه و عليهم أجمعين أنه قال يا بني إنه لا بد أن يمضي الله عز و جل مقاديره و أحكامه على ما أحب و قضاه و سينفذ الله قضاءه و قدره و حكمه فيك فعاهدني يا بني تلفظ بكلمة مما أسر به إليك حتى أموت و بعد موتي باثني عشر شهرا فإني أخبرك بخبر أصله من الله تعالى تقوله غدوة و عشية فيشتغل ألف ألف ملك يعطى كل ملك منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة و يوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف مستغفر و يبنى لك في الفردوس ألف ألف قصر في كل قصر ألف ألف بيت تكون فيها جار جدك (ع) و يبنى لك في دار السلام بيت تكون فيه جار أهلك و يبنى لك في جنة عدن ألف مدينة و يحشر معك من قبرك كتاب ناطق ينطق بالحق يقول إن هذا لا سبيل للفزع و لا للخوف و لا لمزلة الصراط و لا للعذاب عليه و لا تموت إلا و أنت شهيد و تكون حياتك ما حييت و أنت سعيد و لا يصيبك فقر أبدا و لا فزع و لا جنون و لا بلوى أبدا و لا تدعو الله عز و جل بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا أتتك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت في أي نحو شئت و لا تطلب إليه حاجة لك و لا لغيرك من أمر الدنيا و الآخرة إلا سبب لك قضاءها و تكتب لك في كل يوم بعدد أنفاس أهل الثقلين بكل نفس ألف ألف حسنة و يمحى عنك ألف ألف سيئة و ترفع لك ألف ألف درجة و يوكل بالاستغفار لك العرش و الكرسي و الفردوس حتى تقف بين يدي الله عز و جل فعاهدني يا بني أ لا تعلم هذا الدعاء لأحد إلى محل منيتك فلا تعلمه أحدا إلا أهل بيتك و شيعتك و مواليك فإنك إن لم تفعل ذلك و علمته كل أحد طلبوا الحوائج إلى ربهم تعالى في كل نحو فقضاها لهم و إني لأحب أن يتم ما أنتم عليه فتحشرون و لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون و لا تدعو به إلا و أنت طاهر و وجهك مستقبل القبلة فإن فعلت ذلك في يوم الجمعة بعد صلاة العصر كان أفضل فعاهده الحسين (ع) على ذلك فقال علي (ع) يا بني إذا أردت ذلك فقل و ذكر الدعاء قال و قال أبو العباس بن سعيد و حدثني يعقوب بن يونس بن زياد الضرير قال حدثنا الفيض بن الفضل عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر (ع) قال أبو العباس و حدثني الحسين بن الحكم الخيبري قال حدثنا حسن بن حسين العرفي عن أبي مريم عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر (ع) الدعاء بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله و بالله و سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الله آناء الليل و أطراف النهار سبحان الله بالغدو و الآصال سبحان الله بالعشي و الأبكار سبحان الله حين تمسون و حين تصبحون و له الحمد في السماوات و الأرض و عشيا و حين تظهرون يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العرش العظيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحان الذي له العزة و الكرم سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان من أحصى كل يوم علمه سبحان ذي الطول و الفضل سبحان ذي المن و النعم سبحان ذي القدرة و الكرم سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي الكبرياء و العظمة و الجبروت سبحان الملك الحي الذي لا يموت سبحان الملك الحي المهيمن القدوس سبحان القائم الدائم سبحان الله الحي القيوم سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى سبحانه و تعالى سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح سبحان الدائم غير الغافل سبحان العالم بغير تعليم سبحان خالق ما يرى و ما لا يرى سبحان الذي يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار و هو اللطيف الخبير اللهم إني أصبحت و أمسيت منك في نعمة و خير و بركة و عافية فصل على محمد و آله و أتمم علي نعمتك و خيرك و بركاتك و عافيتك بنجاة من النار و ارزقني شكرك و عافيتك و فضلك و كرامتك أبدا ما أبقيتني اللهم بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و في نعمتك أصبحت و أمسيت اللهم إني أصبحت أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و سكان سماواتك و أرضك و أنبيائك و رسلك و ورثة أنبيائك و الصالحين من عبادك و جميع خلقك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا صلواتك عليه و آله و سلم عبدك و رسولك و أنك على كل شي‏ء قدير تحيي و تميت و تميت و تحيي و أشهد أن الجنة حق و أن النار حق و أن النشور حق و أن القبور حق و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أنك تبعث من في القبور و أشهد أن علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح الحجة القائم المنتظر صلواتك يا رب عليه و عليهم السلام أجمعين هم الأئمة الهداة المهتدون ]المهديون[ غير الضالين و لا المضلين و أنهم أولياؤك المصطفون و حزبك الغالبون و صفوتك من خلقك و خيرتك من بريتك و نجباؤك الذين انتجبتهم لولايتك و اختصصتهم من خلقك و اصطفيتهم على عبادك و جعلتهم حجة على العالمين صلواتك عليهم و السلام و رحمة الله و بركاته اللهم صل على محمد و آله و اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقنيها يوم القيامة و أنت عني راض إنك على كل شي‏ء قدير اللهم لك الحمد حمدا كما أنت أهله ]حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره[ حمدا تضع له السماء كنفيها و تسبح لك الأرض و من عليها اللهم لك الحمد حمدا يزيد و لا يبيد اللهم لك الحمد حمدا سرمدا دائما أبدا لا انقطاع له و لا نفاد و لك ينبغي و إليك ينتهي حمدا يصعد أوله و لا ينفد آخره اللهم و لك الحمد علي و معي و في و قبلي و بعدي و أمامي و فوقي و تحتي و لدي و إذا مت و قبرت و بقيت فردا وحيدا ثم فنيت و لك الحمد إذا نشرت و بعثت يا مولاي اللهم لك الحمد و لك الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما تحب و ترضى اللهم لك الحمد على كل عرق ساكن و لك الحمد على كل نومة و يقظة و لك الحمد على كل أكلة و شربة و نفس و بطشة و قبضة و بسطة و لحظة و طرفة و على كل موضع شعرة و على كل حال اللهم لك الحمد كله و لك الشكر كله و لك المجد كله و لك الملك كله و لك الجود كله و بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره و أنت منتهى الشأن كله اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك و لك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك و لك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك و لك الحمد حمدا لا أجر لقائله إلا رضاك اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك و لك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث الحمد و لك الحمد وارث الحمد و لك الحمد بديع الحمد و لك الحمد مبتدع الحمد و لك الحمد منتهى الحمد و لك الحمد مبتدئ الحمد و لك الحمد مشتري الحمد و لك الحمد ولي الحمد و لك الحمد مالك الحمد و لك الحمد قديم الحمد و لك الحمد صادق الوعد وفي العهد عزيز الجند قائم المجد ]الحمد[ و لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل الآيات من فوق سبع سماوات عظيم البركات مخرج النور من الظلمات و مخرج من في الظلمات إلى النور مبدل السيئات حسنات و جاعل الحسنات درجات اللهم لك الحمد غافر الذنب و قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت إليك المصير اللهم لك الحمد في الليل إذا يغشى و لك الحمد في النهار إذا تجلى و لك الحمد في الآخرة و الأولى اللهم لك الحمد عدد كل نجم في السماء و لك الحمد عدد كل ملك في السماء و لك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء و لك الحمد عدد كل قطرة في البحار و لك الحمد عدد ما في جوف الأرضين و أوزان مياه البحار و لك الحمد على عدد ما على وجه الأرض و لك الحمد على عدد ما أحصى كتابك و لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و لك الحمد عدد الورق و الشجر و الحصى و النوى و لك الحمد عدد أوزان مياه البحار و الثرى و لك الحمد عدد الإنس و الجن و البهائم و السباع و الهوام حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب ربنا و ترضى و كما ينبغي لكرم وجهك و عز جلالك من الحمد مباركا فيه أبدا ثم تقول عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ثم تقول عشر مرات الحمد لله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو اللطيف الخبير ثم تقول عشرا يا الله يا الله و تقول عشرا يا رحمان يا رحمان و تقول عشرا يا رحيم يا رحيم و تقول عشرا يا حنان يا منان و تقول عشرا يا حي يا قيوم و تقول عشرا يا منير يا منير و تقول عشرا يا قدوس يا قدوس و تقول عشرا يا بديع السماوات و الأرض و تقول عشرا يا ذا الجلال و الإكرام و تقول عشرا يا حي لا إله إلا أنت يا الله لا إله إلا أنت و تقول عشرا بسم الله الرحمن الرحيم و تقول عشرا اللهم صل على محمد و آل محمد ثم تقول عشرا اللهم افعل بي ما أنت أهله و تقول عشرا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و تقول عشرا اللهم اصنع بي ما أنت أهله و لا تصنع بي ما أنا أهله فإنك أهل التقوى و أهل المغفرة و أنا أهل الذنوب و الخطايا فارحمني يا مولاي و أنت أرحم الراحمين و تقول عشرا آمين آمين ثم تسأل حاجتك فإنك تجاب إن شاء الله تعالى

 

ذكر دعاء بعد العصر من يوم الجمعة

 

أرويه بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه فيما يرويه عن جابر عن أبي جعفر (ع) عن علي بن الحسين (ع) و هو اللهم إنك أنهجت سبيل الدلالة عليك بأعلام الهداية بمنك على خلقك و أقمت لهم منار القصد إلى طريق أمرك بمعادن لطفك و توليت أسباب الإنابة إليك بمستوضحات من حججك قدرة منك على استخلاص أفاضل عبادك و حضا لهم على أداء مضمون شكرك و جعلت تلك الأسباب لخصائص من أهل الإحسان عندك و ذوي الحباء لديك تفضيلا لأهل المنازل منك و تعليما أن ما أمرت به من ذلك مبرأ من الحول و القوة إلا بك و شاهد في إمضاء الحجة على عدلك و قوام وجوب حكمك اللهم و قد استشفعت المعرفة بذلك إليك و وثقت بفضيلتها عندك و قدمت الثقة بك وسيلة في استنجاز موعودك و الأخذ بصالح ما ندبت إليه عبادك و انتجاعا بها محل تصديقك و الإنصات إلى فهم غباوة الفطن عن توحيدك علما مني بعواقب الخيرة في ذلك و استرشادا لبرهان آياتك و اعتمدت بك حرزا واقيا ممن دونك و استنجدت الاعتصام بك كافيا من أسباب خلقك فأرني مبشرات من إجابتك تفي بحسن الظن بك و تنفي عوارض التهم لقضائك فإنه ضمانك للمجتهدين و وفاؤك للراغبين إليك اللهم و لا أذلن على التعزز بك و لا أستقفين نهج الضلالة عنك و قد أمتك ركائب طلبتي و أنيخت نوازع الآمال مني إليك و ناجاك عزم البصائر لي فيك اللهم و لا أسلبن عوائد مننك غير متوسمات إلى غيرك اللهم و جدد لي وصلة الانقطاع إليك و اصدد قوى سببي عن سواك حتى أفر عن مصارع الهلكات إليك و أحث الرحلة إلى إيثارك باستظهار اليقين فيك فإنه لا عذر لمن جهلك بعد استعلاء الثناء عليك و لا حجة لمن اختزل عن طريق العلم بك مع إزاحة اليقين مواقع الشكوك فيك و لا يبلغ إلى فضائل القسم إلا بتأييدك و تسديدك فتولني بتأييد من عونك و كافني عليه بجزيل عطائك اللهم أثني عليك أحسن الثناء لأن بلاءك عندي أحسن البلاء أوقرتني نعما و أوقرت نفسي ذنوبا كم من نعمة أسبغتها علي لم أؤد شكرها و كم من خطيئة أحصيتها علي أستحيي من ذكرها و أخاف جزاءها أن تعف لي عنها فأهل ذلك أنت و أن تعاقبني عليها فأهل ذلك أنا اللهم فارحم ندائي إذا ناديتك و أقبل علي إذا ناجيتك فإني أعترف لك بذنوبي و أذكر لك حاجتي و أشكو إليك مسكنتي و فاقتي و قسوة قلبي و ميل نفسي فإنك قلت فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ و ها إنا ذا يا إلهي قد استجرت بك و قعدت بين يديك مستكينا متضرعا إليك راجيا لما عندك تراني و تعلم ما في نفسي و تسمع كلامي و تعرف حاجتي و مسكنتي و حالي و منقلبي و مثواي و ما أريد أن أبتدئ فيه من منطقي و الذي أرجو منك في عاقبة أمري و أنت محص لما أريد التفوه به من مقالي جرت مقاديرك بأسبابي و ما يكون مني في سريرتي و علانيتي و أنت متم لي ما أخذت عليه ميثاقي و بيدك لا بيد غيرك زيادتي و نقصاني و أحق ما أقدم إليك قبل الذكر لحاجتي و التفوه بطلبتي شهادتي بوحدانيتك و إقراري بربوبيتك التي ضلت عنها الآراء و تاهت فيها العقول و قصرت دونها الأوهام و كلت عنها الأحلام فانقطع دون كنه معرفتها منطق الخلائق و كلت الألسن عن غاية وصفها فليس لأحد أن يبلغ شيئا من وصفك و يعرف شيئا من نعتك إلا ما حددته و وصفته و وقفته عليه و بلغته إياه فأنا مقر بأني لا أبلغ ما أنت أهله من تعظيم جلالك و تقديس مجدك و تمجيدك و كرمك و الثناء عليك و المدح لك و الذكر لآلائك و الحمد لك على بلائك و الشكر لك على نعمائك و ذلك ما تكل الألسن عن صفته و تعجز الأبدان عن أداء شكره و إقراري لك بما احتطبت على نفسي من موبقات الذنوب التي قد أوبقتني و أخلقت عندك وجهي و لكبير خطيئتي و عظيم جرمي هربت إليك ربي و جلست بين يديك مولاي و تضرعت إليك سيدي لأقر لك بوحدانيتك و بوجود ربوبيتك فأثني عليك بما أثنيت على نفسك و أصفك بما يليق بك من صفاتك و أذكر ما أنعمت به علي من معرفتك و أعترف لك بذنوبي و أستغفرك لخطيئتي و أسألك التوبة منها إليك و العود منك علي بالمغفرة لها فإنك قلت اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً و قلت ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ إلهي إليك اعتمدت لقضاء حاجتي و بك أنزلت اليوم فقري و فاقتي التماسا مني لرحمتك و رجاء مني لعفوك فإني لرحمتك و عفوك أرجى مني لعملي و رحمتك و عفوك أوسع من ذنوبي فتول اليوم قضاء حاجتي بقدرتك على ذلك و تيسر ذلك عليك فإني لم أر خيرا قط إلا منك و لم يصرف عني سوء قط أحد غيرك فارحمني سيدي يوم يفردني الناس في حفرتي و أفضي إليك بعملي فقد قلت سيدي وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ أجل و عزتك سيدي لنعم المجيب أنت و لنعم المدعو أنت و لنعم المستعان أنت و لنعم الرب أنت و لنعم القادر أنت و لنعم الخالق أنت و لنعم المبدئ أنت و لنعم المعيد أنت و لنعم المستغاث أنت و لنعم الصريخ أنت فأسألك يا صريخ المكروبين و يا غياث المستغيثين و يا ولي المؤمنين و الفعال لما تريد يا كريم يا كريم يا كريم أن تكرمني في مقامي هذا و فيما بعده كرامة لا تهينني بعدها أبدا و أن تجعل أفضل جائزتك اليوم فكاك رقبتي من النار و الفوز بالجنة و أن تصرف عني شر كل جبار عنيد و شر كل شيطان مريد و شر كل ضعيف من خلقك أو شديد و شر كل قريب أو بعيد و شر كل من ذرأته أو برأته أو أنشأته و ابتدعته و من شر الصواعق و البرد و الريح و المطر و من شر كل ذي شر و من شر كل دابة صغيرة أو كبيرة بالليل و النهار أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

 

ذكر صلوات على النبي و آله صلوات الله عليه و عليهم و سلامه أجمعين

 

رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال و روي عن أبي عبد الله (ع) أنه قال و يستحب أن يصلى على النبي (ص) بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل الورع البارع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداءه و رويت هذه الصلاة بإسنادي إلى أبي العباس أحمد بن عقدة من كتابه الذي صنفه في مشايخ الشيعة فقال أنبأنا محمد بن عبد الله بن مهران قال حدثني أبي عن أبيه أن أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع) دفع إلى محمد بن الأشعث كتابا فيه دعاء و الصلاة على النبي (ص) كما دفعه جعفر بن محمد بن الأشعث إلى ابنه مهران و كانت الصلاة على النبي (ص) التي فيه اللهم إن محمدا صلى الله عليه و آله و سلم كما وصفته في كتابك حيث تقول لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فاشهد أنه كذلك و أنك لم تأمر بالصلاة عليه إلا بعد أن صليت عليه أنت و ملائكتك و أنزلت في محكم قرآنك إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً لا لحاجة إلى صلاة أحد من المخلوقين بعد صلاتك عليه و لا إلى تزكيتهم إياه بعد تزكيتك بل الخلق جميعا هم المحتاجون إلى ذلك لأنك جعلته بابك الذي لا تقبل ممن أتاك إلا منه و جعلت الصلاة عليه قربة منك و وسيلة إليك و زلفة عندك و دللت المؤمنين عليه و أمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا بها أثرة لديك و كرامة عليك و وكلت بالمصلين عليه ملائكتك يصلون عليه و يبلغونه صلاتهم و تسليمهم اللهم رب محمد صلى الله عليه و آله فإني أسألك بما عظمت من أمر محمد و أوجبت من حقه أن تطلق لساني من الصلاة عليه بما تحب و ترضى و بما لم تطلق به لسان أحد من خلقك و لم تعطه إياه ثم تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته على قدسك و جنات فردوسك ثم لا تفرق بيني بينه اللهم إني أبدأ بالشهادة له ثم بالصلاة عليه و إن كنت لا أبلغ من ذلك رضي نفسي و لا يعبره لساني عن ضميري و لا ألام على التقصير مني لعجز قدرتي عن بلوغ الواجب علي منه لأنه حظ لي و حق علي و أداء لما أوجبت له في عنقي أن ]أنه[ قد بلغ رسالاتك غير مفرط فيما أمرت و لا مجاوز لما نهيت و لا مقصر فيما أردت و لا متعد لما أوصيت و تلى آياتك على ما أنزلت إليه وحيك و جاهد في سبيلك مقبلا غير مدبر و وفي بعهدك و صدق وعدك و صدع بأمرك لا يخاف فيك لومة لائم و باعد فيك الأقربين و قرب فيك الأبعدين و أمر بطاعتك و ائتمر بها سرا و علانية و نهى عن معصيتك و انتهى عنها و أشهد أنه تولى من الدنيا راضيا عنك مرضيا عندك محمودا في المقربين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصالحين المصطفين و أنه غير مليم و لا ذميم و أنه لم يكن من المتكلفين و أنه لم يكن ساحرا و لا سحر له و لا كاهنا و لا تكهن له و لا شاعرا و لا شعر له و لا كذابا و أنه رسولك و خاتم النبيين جاء بالحق من عند الحق و صدق المرسلين و أشهد أن الذين كذبوه ذائقو العذاب الأليم و أشهد أن ما أتانا به من عندك و أخبرنا به عنك أنه الحق اليقين لا شك فيه من رب العالمين اللهم فصل على محمد عبدك و رسولك و نبيك و وليك و نجيك و صفيك و صفوتك و خيرتك من خلقك الذي انتجبته لرسالاتك و استخلصته لدينك و استرعيته عبادك و ائتمنته على وحيك علم الهدى و باب النهى و العروة الوثقى فيما بينك و بين خلقك الشاهد لهم و المهيمن عليهم أشرف و أفضل و أزكى و أطهر و أنمى و أطيب ما صليت على أحد من خلقك و أنبيائك و رسلك و أصفيائك و المخلصين من عبادك اللهم و اجعل صلواتك و غفرانك و رضوانك و معافاتك و كرامتك و رحمتك و منك و فضلك و سلامك و شرفك و إعظامك و تبجيلك و صلوات ملائكتك و رسلك و أنبيائك و الأوصياء و الشهداء و الصديقين و عبادك الصالحين و حسن أولئك رفيقا و أهل السماوات و الأرضين و ما بينهما و ما فوقهما و ما تحتهما و ما بين الخافقين و ما بين الهواء و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و ما سبح لك في البر و البحر و في الظلمة و الضياء بالغدو و الآصال و في آناء الليل و أطراف النهار و ساعاته على محمد بن عبد الله سيد المرسلين و خاتم النبيين و إمام المتقين و مولى المؤمنين و ولي المسلمين و قائد الغر المحجلين و رسول رب العالمين إلى الجن و الإنس و الأعجمين و الشاهد البشير و الأمير النذير الداعي إليك بإذنك السراج المنير اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين اللهم صل على محمد في الآخرين و صل على محمد يوم الدين يوم يقوم الناس لرب العالمين اللهم صل على محمد كما هديتنا به اللهم صل على محمد كما أنعشتنا به اللهم صل على محمد كما استنقذتنا به اللهم صل على محمد كما أحييتنا به اللهم صل على محمد كما شرفتنا به اللهم صل على محمد كما أعززتنا به اللهم صل على محمد كما فضلتنا به اللهم أجز نبينا محمدا صلى الله عليه و آله أفضل ما أنت جاز يوم القيامة نبيا عن أمته و رسولا عمن أرسلته إليه اللهم اخصصه بأفضل قسم الفضائل و بلغه أعلى شرف المكرمين من الدرجات العلى في أعلى عليين في جنات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر اللهم أعط محمدا صلى الله عليه و آله حتى يرضى و زده بعد الرضا و اجعله أكرم خلقك منك مجلسا و أعظمهم عندك جاها و أوفرهم عندك حظا في كل خير أنت قاسمه بينهم اللهم أورد عليه من ذريته و أزواجه و أهل بيته و ذوي قرابته و أمته من تقر به عينه و اقرر عيوننا برؤيته و لا تفرق بيننا و بينه اللهم صل على محمد و آل محمد و أعطه من الوسيلة و الفضيلة و الشرف و الكرامة ما يغبطه به الملائكة المقربون و النبيون و المرسلون و الخلق أجمعون اللهم بيض وجهه و أعل كعبه و أفلج حجته و أجب دعوته و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته و أكرم زلفته و أجزل عطيته و تقبل شفاعته و أعطه سؤله و شرف بنيانه و عظم برهانه و نور نوره و أوردنا حوضه و اسقنا بكأسه و تقبل صلاة أمته عليه و اقصص بنا أثره و اسلك بنا سبيله و توفنا على ملته و استعملنا بسنته و ابعثنا على منهاجه و اجعلنا ندين بدينه و نهتدي بهداه و نقتدي بسنته و نكون من شيعته و مواليه و أوليائه و أحبائه و خيار أمته و مقدم زمرته و تحت لوائه نعادي عدوه و نوالي وليه حتى توردنا عليه بعد الممات مورده غير خزايا و لا نادمين و لا مبدلين و لا ناكثين اللهم و أعط محمدا صلى الله عليه و آله مع كل زلفة زلفة و مع كل قربة قربة و مع كل وسيلة وسيلة و مع كل فضيلة فضيلة و مع كل شفاعة شفاعة و مع كل كرامة كرامة و مع كل خير خيرا و مع كل شرف شرفا و شفعة في كل من يشفع له من أمته و غيرهم من الأمم حتى لا يعطى ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد مصطفى إلا دون ما أنت معطيه محمدا صلى الله عليه و آله يوم القيامة اللهم و اجعله المقدم في الدعوة و المؤثر به في الأثرة و المنوه باسمه في الدنيا و الآخرة في الشفاعة إذا تجليت بنورك و جي‏ء بالنبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و قضي بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين ذلك يوم التغابن ذلك يوم الحسرة ذلك يوم الآزفة ذلك يوم لا تستقال فيه العثرات و لا تبسط فيه التوبات و لا يستدرك فيه ما فات اللهم فصل على محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد كأفضل ما صليت و رحمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم و امنن على محمد و آل محمد كما مننت على موسى و هارون اللهم و سلم على محمد و آل محمد كأفضل ما سلمت على نوح في العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و على أئمة المسلمين الأولين منهم و الآخرين اللهم صل على محمد و على آل محمد و على إمام المسلمين اللهم و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و افتح له فتحا يسيرا و انصره نصرا عزيزا و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا اللهم عجل فرج آل محمد و أهلك أعداءهم من الجن و الإنس اللهم صل على محمد و أهل بيته و ذريته و أزواجه الطيبين الأخيار الطاهرين المطهرين الهداة المهتدين غير الضالين و لا المضلين الذين أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم صل على محمد و آل محمد في الأولين و صل عليهم الآخرين و صل عليهم في الملإ الأعلى و صل عليهم أبد الآبدين صلاة لا منتهى لها و لا أمد دون رضاك آمين آمين رب العالمين اللهم العن الذين بدلوا دينك و كتابك و غيروا سنة نبيك عليه سلامك و أزالوا الحق عن موضعه ألفي ألف لعنة مختلفة غير مؤتلفة و العنهم ألفي ألف لعنة مؤتلفة و غير مختلفة و العن أشياعهم و أتباعهم و من رضي بفعالهم من الأولين و الآخرين اللهم يا بارئ المسموكات و داحي المدحوات و قاصم الجبابرة و رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما تعطى منهما ما تشاء و تمنع منهما ما تشاء أسألك بنور وجهك و بحق محمد صلى الله عليه و آله أعط محمدا حتى يرضى و بلغه الوسيلة العظمى اللهم اجعل محمدا في السابقين غايته و في المنتجبين كرامته و في العالمين ذكره و أسكنه أعلى غرف الفردوس في الجنة التي لا تفوقها درجة و لا يفضلها شي‏ء اللهم بيض وجهه و أضئ نوره و كن أنت الحافظ له اللهم اجعل محمدا أول قارع لباب الجنة و أول داخل و أول شافع و أول مشفع اللهم صل على محمد و آل محمد الولاة السادة الكفاة الكهول الكرام القادة القماقم الضخام الليوث الأبطال عصمة لمن اعتصم بهم و إجارة لمن استجار بهم و الكهف الحصين و الفلك الجارية في اللجج الغامرة فالراغب عنهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق و رماحك في أرضك و صل على عبادك في أرضك الذين أنقذت بهم من الهلكة و أنرت بهم من الظلمة شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم صلى الله عليه و عليهم أجمعين آمين آمين رب العالمين اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين و أبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير و أتضرع إليك تضرع الضعيف الضرير و أبتهل إليك ابتهال المذنب الخاطئ مسألة من خضعت لك نفسه و رغم لك أنفه و سقطت لك ناصيته و انهملت لك دموعه و فاضت لك عبرته و اعترف بخطيئته و قلت حيلته و أسلمته ذنوبه أسألك الصلاة على محمد و آله أولا و آخرا و أسألك حسن المعيشة ما أبقيتني معيشة أقوى بها في جميع حالاتي و أتوسل بها في الحياة الدنيا إلى آخرتي عفوا لا تترفني فأطغى و لا تقتر علي فأشقى أعطني من ذلك غنى من جميع خلقك و بلغه إلى رضاك و لا تجعل الدنيا علي سجنا و لا تجعل فراقها علي حزنا أخرجني منها و من فتنتها مرضيا عني مقبولا فيها عملي إلى دار الحيوان و مساكن الأخيار اللهم إني أعوذ بك من أزلها و زلزالها و سطوات سلطانها و سلاطينها و شر شيطانها و بغي من بغى علي فيها اللهم من أرادني فأرده و من كادني فكده و افقأ عني عيون الكفرة و اعصمني من ذلك بالسكينة و ألبسني درعك الحصينة و اجعلني في سترك الواقي و أصلح لي حالي و بارك لي في أهلي و مالي و ولدي و حزانتي و من أحببت فيك و أحبني اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت و ما أعلنت و ما أسررت و ما نسيت و ما تعمدت اللهم إنك خلقتني كما أردت فاجعلني كما تحب يا أرحم الراحمين

 

ذكر صلاة على النبي و الأئمة (ص) مروية عن مولانا الحسن العسكري (ع)

 

أخبرني الجماعة الذين قدمت ذكر أسمائهم في عدة مواضع بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العابد بالدالية لفظا قلت أنا الدالية موضع بالقرب ]يقرب[ من سنجار و وجدت في رواية أخرى بهذه الصلاة على النبي (ص) و هذا لفظ إسنادها قال حدثنا محمد بن وهبان الهيناني قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بانين بن محمد بن عجلان اليمني الشيخ الصالح لفظا أقول ثم اتفقت الروايتان بعد ذلك كما سيأتي ذكره و إن اختلف فيهما شي‏ء ذكرناه على حاشية الكتاب قال أبو محمد عبد الله بن محمد العابد المقدم ذكره سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي (ع) في منزله بسر من رأى سنة خمس و خمسين و مائتين أن يملي علي الصلاة على النبي و أوصيائه (ع) و أحضرت معي قرطاسا كبيرا فأملى علي لفظا من غير كتاب و قال اكتب الصلاة على النبي (ص) اللهم صل على محمد كما حمل وحيك و بلغ رسالاتك و صل على محمد كما أحل حلالك و حرم حرامك و علم كتابك و صل على محمد كما أقام الصلاة و أدى الزكاة و دعا إلى دينك و صل على محمد كما صدق بوعدك و أشفق من وعيدك و صل على محمد كما غفرت به الذنوب و سترت به العيوب و فرجت به الكروب و صل على محمد كما دفعت به الشقاء و كشفت به الغماء و أجبت به الدعاء و نجيت به من البلاء و صل على محمد كما رحمت به العباد و أحييت به البلاد و قصمت به الجبابرة و أهلكت به الفراعنة و صل على محمد كما أضعفت به الأموال و حذرت به من الأهوال و كسرت به الأصنام و رحمت به الأنام و صل على محمد كما بعثته بخير الأديان و أعززت به الأيمان و بترت به الأوثان و عظمت به البيت الحرام و صل على محمد و أهل بيته الطاهرين الأخيار و سلم تسليما

 

الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

 

اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أخي نبيك و وليه و وصيه ]صفيه[ و وزيره و مستودع علمه و موضع سره و باب حكمته و الناطق بحجته و الداعي إلى شريعته و خليفته في أمته و مفرج الكرب عن وجهه قاصم الكفرة و مرغم الفجرة الذي جعلته من نبيك بمنزلة هارون من موسى اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و العن من نصب له من الأولين و الآخرين و صل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوصياء أنبيائك يا رب العالمين

 

الصلاة على السيدة فاطمة الزهراء (ع)

 

اللهم صل على الصديقة فاطمة الزهراء الزكية حبيبة نبيك و أم أحبائك و أصفيائك التي انتجبتها و فضلتها و اخترتها على نساء العالمين اللهم كن الطالب لها ممن ظلمها و استخف بحقها اللهم و كن الثائر لها اللهم بدم أولادها اللهم و كما جعلتها أم أئمة الهدى و حليلة صاحب اللواء الكريمة عند الملإ الأعلى فصل عليها و على أمها خديجة الكبرى صلاة تكرم بها وجه محمد صلى الله عليه و آله و تقر بها أعين ذريتها و أبلغهم عني في هذه الساعة أفضل التحية و السلام

 

الصلاة على الحسن و الحسين (ع)

 

اللهم صل على الحسن و الحسين عبديك و ولييك و ابني رسولك و سبطي الرحمة و سيدي شباب أهل الجنة أفضل ما صليت على أحد من أولاد النبيين و المرسلين اللهم صل على الحسن بن سيد النبيين و وصي أمير المؤمنين السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن سيد الوصيين أشهد أنك يا ابن أمير المؤمنين أمين الله و ابن أمينه عشت رشيدا مظلوما و مضيت شهيدا و أشهد أنك الإمام الزكي الهادي المهدي اللهم صل عليه و بلغ روحه و جسده عني في هذه الساعة أفضل التحية و السلام اللهم صل على الحسين بن علي المظلوم الشهيد قتيل الكفرة و طريح الفجرة السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا ابن رسول الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد موقنا أنك أمين الله و ابن أمينه قتلت مظلوما و مضيت شهيدا و أشهد أن الله تعالى الطالب بثأرك و منجز ما وعدك من النصر و التأييد في هلاك عدوك و إظهار دعوتك و أشهد أنك وفيت بعهد الله و جاهدت في سبيل الله و عبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين لعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة خذلتك و لعن الله أمة ألبت عليك و أبرأ إلى الله تعالى ممن أكذبك و استخف بحقك و استحل دمك بأبي أنت و أمي يا أبا عبد الله لعن الله قاتلك و لعن الله خاذلك و لعن الله من سمع واعيتك فلم يجبك و لم ينصرك و لعن الله من سبى نساءك أنا إلى الله منهم بري‏ء و ممن والاهم و أعانهم عليه و أشهد أنك و الأئمة من ولدك كلمة التقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجة على أهل الدنيا و أشهد أني بكم مؤمن و بمنزلتكم موقن و لكم تابع بذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي و مثواي في دنياي و آخرتي

 

الصلاة على علي بن الحسين (ع)

 

اللهم صل على علي بن الحسين سيد العابدين الذي استخلصته لنفسك و جعلت منه أئمة الهدى الذين يهدون بالحق و به يعدلون اخترته لنفسك و طهرته من الرجس و اصطفيته و جعلته هاديا مهديا اللهم صل عليه أفضل ما صليت على أحد من ذرية أنبيائك حتى تبلغ به ما تقر به عينه في الدنيا و الآخرة إنك عزيز حكيم

 

الصلاة على محمد بن علي الباقر (ع)

 

اللهم صل على محمد بن علي باقر العلم و إمام الهدى و قائد أهل التقوى و المنتجب من عبادك اللهم و كما جعلته علما لعبادك و منارا لبلادك و مستودعا لحكمتك و مترجما لوحيك و أمرت بطاعته و حذرت عن معصيته فصل عليه يا رب أفضل ما صليت على أحد من ذرية أنبيائك و أصفيائك و رسلك و أمنائك يا إله العالمين

 

الصلاة على جعفر بن محمد الصادق (ع)

 

اللهم صل على عبدك جعفر بن محمد الصادق خازن العلم الداعي إليك بالحق النور المبين اللهم و كما جعلته معدن كلامك ]حكمك[ و وحيك و خازن علمك و لسان توحيدك و ولي أمرك و مستحفظ دينك فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أصفيائك و حججك إنك حميد مجيد

 

الصلاة على موسى بن جعفر (ع)

 

اللهم صل على الأمين المؤتمن موسى بن جعفر البر الوفي الطاهر الزكي النور المنير المجتهد المحتسب الصابر على الأذى فيك اللهم و كما بلغ عن آبائه ما استودع من أمرك و نهيك و حمل على المحجة و كابد أهل الغرة و الشدة فيما كان يلقى من جهال قومه رب فصل عليه أفضل و أكمل ما صليت على أحد ممن أطاعك و نصح لعبادك إنك غفور رحيم

 

الصلاة على علي بن موسى الرضا (ع)

 

اللهم صل على علي بن موسى الرضا الذي ارتضيته و رضيت به من شئت من خلقك اللهم و كما جعلته حجة على خلقك و قائما بأمرك و ناصرا لدينك و شاهدا على عبادك و كما نصح لهم في السر و العلانية و دعا إلى سبيلك بالحكمة و الموعظة الحسنة فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و خيرتك من خلقك إنك جواد كريم

 

الصلاة على محمد بن علي بن الجواد بن موسى (ع)

 

اللهم صل على محمد بن علي بن موسى عليهم السلام علم التقي و نور الهدى و معدن الهدى و فرع الأزكياء و خليفة الأوصياء و أمينك على وحيك اللهم فكما هديت به من الضلالة و استنقذت به من الجهالة و أرشدت به من اهتدى و زكيت به من تزكى فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و بقية أوليائك إنك عزيز حكيم

 

الصلاة على علي بن محمد أبي الحسن العسكري (ع)

 

اللهم صل على علي بن محمد وصي الأوصياء و إمام الأتقياء و خلف أئمة الدين و الحجة على الخلائق أجمعين اللهم كما جعلته نورا يستضي‏ء به المؤمنون فبشر بالجزيل من ثوابك و أنذر بالأليم من عقابك و حذر بأسك و ذكر بآياتك و أحل حلالك و حرم حرامك و بين شرائعك و فرائضك و حض على عبادتك و أمر بطاعتك و نهى عن معصيتك فصل عليه أفضل ما صليت على أحد من أوليائك و ذرية أنبيائك يا إله العالمين

 

قال أبو محمد اليمني يقول السيد الإمام العالم العامل رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني وجدت في أصل قوبل بخط الشيخ أبي جعفر الطوسي رضوان الله جل جلاله عليه أبو محمد اليمني و في نسخة أخرى عتيقة

 

قال أبو محمد عبد الله بن محمد اليمني قال فلما انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك فقلت له في ذلك فقال لو لا أنه دين أمرنا الله أن نبلغه و نؤديه إلى أهله لأحببت الإمساك و لكنه الدين اكتب به الصلاة على الحسن بن علي العسكري بن محمد (ع) اللهم صل على الحسن بن علي الهادي البر التقي الصادق الوفي النور المضي‏ء خازن علمك و المذكر بتوحيدك و ولي أمرك و خلف أئمة الدين الهداة الراشدين و الحجة على أهل الدنيا فصل عليه يا رب أفضل ما صليت على أحد من أصفيائك و حججك على خلقك و أولاد رسلك يا إله العالمين

 

الصلاة على ولي الأمر المنتظر الحجة بن الحسن (ع)

 

اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا اللهم انصره و انتصر به لدينك و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم اللهم أعذه من شر كل طاغ و باغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و أقصم به جبابرة الكفرة و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيك عليه و آله السلام و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني في آل محمد ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون إله الحق رب العالمين آمين

 

ذكر صلوات على النبي و آله (ص) مروية عن مولانا المهدي (ص)

 

و هي ما إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبدا لأمر اطلعنا الله جل جلاله عليه أخبرني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال أخبرني الحسين بن عبيد الله عن محمد بن أحمد بن داود و هارون بن موسى التلعكبري قالا أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الرازي الخضيب الأيادي فيما رواه في كتابه كتاب الشفاء و الجلاء عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه قال حدثني الحسين بن محمد بن عامر الأشعري القمي قال حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان قال حججت في سنة إحدى و ثمانين و مائتين و كنت مع قوم مخالفين من أهل بلادنا فلما أن قدمنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا دارا في زقاق بين سوق الليل و هي دار خديجة (ع) تسمى دار الرضا (ع) و فيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت على أنها دار الرضا (ع) ما تكونين من أصحاب هذه الدار و لم سميت دار الرضا فقالت أنا من مواليهم و هذه دار الرضا علي بن موسى (ع) اسكنيها الحسن بن علي (ع) فإني كنت في خدمته فلما سمعت ذلك منها آنست بها و أسررت الأمر عن رفقائي المخالفين فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في الدار و نغلق الباب و نلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنا نديره خلف الباب فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل و رأيت الباب قد انفتح و لا أرى أحدا فتحه من أهل الدار و رأيت رجلا ربعة أسمر إلى الصفرة ما هو قليل اللحم في وجهه سجادة عليه قميصان و إزار رقيق قد تقنع به و في رجليه نعل طاق فصعد إلى غرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن و كانت تقول لنا إن في الغرفة ابنة لا تدع أحدا يصعد إليها فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضي‏ء في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها ثم أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه و كان الذين معي يرون مثل ما أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى ابنة العجوز و أن تكون قد تمتع بها فقالوا هؤلاء العلوية يرون المتعة و هذا حرام لا يحل فيما زعموا و كنا نراه يدخل و يخرج و يجي‏ء إلى الباب و إذا الحجر على حاله الذي تركناه و كنا نغلق هذا الباب خوفا على متاعنا و كنا لا نرى أحدا يفتحه و لا يغلقه و الرجل يدخل و يخرج و الحجر خلف الباب إلى وقت ننحيه إذا خرجنا فلما رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي و وقعت في نفسي هيبة فتلطفت العجوز و أحببت أن أقف على خبر الرجل فقلت لها يا فلانة إني أحب أن أسألك و أفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه فأنا أحب إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لأسألك عن أمر فقالت لي مسرعة و أنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ لي ذلك من أجل أصحابك فقلت ما أردت أن تقولي فقالت يقول لك و لم تذكر أحدا لا تخاشن أصحابك و شركاءك و لا تلاحهم فإنهم أعداؤك و دارهم فقلت لها من يقول فقالت أنا أقول فلم أجترئ لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها فقلت أي أصحابي تعنين و ظننت أنها تعني رفقائي الذين كانوا حجاجا معي فقالت شركائك الذين في بلدك و في الدار معك و كان جرى بيني و بين الذين معي في الدار عتب في الدين فسعوا بي حتى هربت و استترت بذلك السبب فوقفت على أنها عنت أولئك فقلت لها ما تكونين أنت من الرضا فقالت أنا كنت خادمة للحسن بن علي (ص) فلما استيقنت ذلك قلت لأسألنها عن الغائب فقلت بالله عليك رأيته بعينك فقالت يا أخي لم أره بعيني فإني خرجت و أختي حبلى و بشرني الحسن بن علي (ع) بأني سوف أراه في آخر عمري و قال لي تكونين له كما كنت لي و أنا اليوم منذ كذا بمصر و إنما قدمت الآن بكتابة و نفقة وجه بها إلي على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية و هي ثلاثون دينارا و أمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة مني في أن أراه فوقع في قلبي أن الرجل الذي كنت أراه يدخل و يخرج هو هو فأخذت عشرة دراهم صحاح فيها سنة رضوية من ضرب الرضا (ع) قد كنت خبأتها لألقيها في مقام إبراهيم (ع) و كنت نذرت و نويت ذلك فدفعتها إليها و قلت في نفسي أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة (ع) أفضل مما ألقيها في المقام و أعظم ثوابا فقلت لها ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة (ع) و كان في نيتي أن الذي رأيته هو الرجل و أنها تدفعها إليه فأخذت الدراهم و صعدت و بقيت ساعة ثم نزلت فقالت يقول لك ليس لنا فيها حق اجعلها في الموضع الذي نويت و لكن هذه الرضوية خدمنا بدلها و ألقها في الموضع الذي نويت ففعلت و قلت في نفسي الذي أمرت به من الرجل ثم كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بآذربيجان فقلت لها تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب (ع) فقالت ناولني فإني أعرفه فأريتها النسخة و ظننت أن المرأة تحسن أن تقرئها فقالت لا يمكنني أن أقرأها في هذا المكان فصعدت الغرفة ثم أنزلته فقالت صحيح و في التوقيع أبشركم ببشري ما بشرت به غيره ثم قالت يقول لك إذا صليت على نبيك كيف تصلي عليه فقلت أقول اللهم صل على محمد و آل محمد و بارك على محمد و آل محمد كأفضل ما صليت و باركت و ترحمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد فقالت لا إذا صليت فصل عليهم كلهم و سمهم فقلت نعم فلما كان من الغد نزلت و معها دفتر صغير فقالت يقول لك إذا صليت على النبي (ص) فصل عليه و على أوصيائه على هذه النسخة فأخذتها و كنت أعمل بها و رأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة و ضوء السراج قائم و كنت أفتح الباب و أخرج على أثر الضوء و أنا أراه أعني الضوء و لا أرى أحدا حتى يدخل المسجد و أرى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم و رأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع فيكلمونها و تكلمهم و لا أفهم عنهم و رأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد نسخة الدفتر الذي خرج بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين و خاتم النبيين و حجة رب العالمين المنتجب في الميثاق المصطفى في الظلال المطهر من كل آفة البري‏ء من كل عيب المؤمل للنجاة المرتجي للشفاعة المفوض إليه دين الله اللهم شرف بنيانه و عظم برهانه و أفلج حجته و ارفع درجته و أضئ نوره و بيض وجهه و أعطه الفضل و الفضيلة و الدرجة و الوسيلة الرفيعة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون و الآخرون و صل على أمير المؤمنين و وارث المرسلين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيين و حجة رب العالمين و صل على الحسن بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على الحسين بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على علي بن الحسين سيد العابدين و إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على محمد بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على علي بن موسى إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على محمد بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على علي بن محمد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على الحسن بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين و صل على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام الهدى و إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجة رب العالمين اللهم صل على محمد و على أهل بيته الأئمة الهادين العلماء الصادقين الأبرار المتقين دعائم دينك و أركان توحيدك و تراجمة وحيك و حججك على خلقك و خلفائك في أرضك الذين اخترتهم لنفسك و اصطفيتهم على عبادك و ارتضيتهم لدينك و خصصتهم بمعرفتك و جللتهم بكرامتك و غشيتهم برحمتك و ربيتهم بنعمتك و غذيتهم بحكمتك و ألبستهم نورك و رفعتهم في ملكوتك و حففتهم بملائكتك و شرفتهم بنبيك صلواتك عليه و آله اللهم صل على محمد و عليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها إلا أنت و لا يسعها إلا علمك و لا يحصيها أحد غيرك اللهم و صل على وليك المحيي سنتك القائم بأمرك الداعي إليك الدليل عليك و حجتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك اللهم أعز نصره و مد في عمره و زين الأرض بطول بقائه اللهم اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شر الكائدين و ازجر عنه إرادة الظالمين و خلصه من أيدي الجبارين اللهم أعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و عدوه و جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه و تسر به نفسه و بلغه أفضل ما أمله في الدنيا و الآخرة إنك على كل شي‏ء قدير اللهم جدد به ما محي ]امتحى[ به من دينك و أحي به ما بدل من كتابك و أظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك به على يديه غضا جديدا خالصا مخلصا لا شك و لا شبهة معه و لا باطل عنده و لا بدعة لديه اللهم نور بنوره كل ظلمة و هد بركنه كل بدعة و أهدم بغرته كل ضلالة و أقسم به كل جبار و أخمد بسيفه كل نار و أهلك بعدله كل جبار و أجر حكمه على كل حكم و أذل بسلطانه كل سلطان اللهم أذل كل من ناواه و أهلك كل ما عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره و سعى في إطفاء نوره و أراد إخماد ذكره اللهم صل على محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن الرضا و الحسين المصفى و جميع الأوصياء مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و زد في أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أفضل آمالهم دينا و دنيا و آخرة إنك على كل شي‏ء قدير يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني بلغه الله مناه و كبت أعداءه و إذ قد ذكرنا صلوات على النبي و على آله صلى الله جل جلاله عليه و عليهم مع بقاء جلاله فها نحن ذاكرون ما نختاره من الروايات المتضمنة للدعوات للمهدي (ع) الذي بشر به النبي (ص) و قد تضمن كتاب الطرائف أخبارا من طرق كثيرة في ثبوت ذلك و الدلالة عليه و هو فرج عام يأتي لأهل الإسلام و رحمة للأنام ما عرفت أن أحدا من أهل العلم خالف في البشارة من النبي عليه أفضل السلام بظهوره حيث يختار الله جل جلاله ذلك بحسن تدبيره و قد قدمنا في جملة عمل اليوم و الليلة من اهتمام أهل القدوة بالدعاء للمهدي (ص) فيما مضى من الأزمان ما ينبه على أن الدعاء له من مهمات أهل الإسلام و الإيمان حتى روينا في تعقيب الظهر من عمل اليوم و الليلة دعاء الصادق جعفر بن محمد (ص) قد دعا به للمهدي (ع) أبلغ من الدعاء لنفسه سلام الله عليه و قد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم و الليلة أيضا فصلا جميلا قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهدي (ع) أبلغ من الدعاء لنفسه (ص) و في الاقتداء بالصادق و الكاظم (ع) عذر لمن عرف محلهما في الإسلام و سنذكر أيضا أمر الرضا علي بن موسى (ص) و أمر غيره بالدعاء للمهدي (ص) و دعاء كان يدعو به (ص)

 

ذكر الدعاء لصاحب الأمر المروي عن الرضا عليهما أفضل السلام

 

حدثني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع من هذا الكتاب بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان و الرضوان يوم الحساب قال أخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله و الحميري و علي بن إبراهيم و محمد بن الحسن الصفار كلهم عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مولد و صالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن و رواه جدي أبو جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن عبد الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للإطالة في هذا المكان يروي عن يونس بن عبد الرحمن أن الرضا (ع) كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر (ع) بهذا اللهم ادفع عن وليك و خليفتك و حجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك و عينك الناظرة على بريتك و شاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك عندك و أعذه من شر جميع ما خلقت و برأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و آباءه أئمتك و دعائم دينك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و في جوارك الذي لا يحقر و في منعك و عزك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به و اجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه و أيده و انصره بنصرك العزيز و أيده بجندك الغالب و قوه بقوتك و اردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفه بالملائكة حفا اللهم و بلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من أتباع النبيين اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بالنصر و انصره بالرعب و قو ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و دمر على من غشه و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه و اقصم به رءوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و مقوية الباطل و ذلل به الجبارين و أبر به الكافرين و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقي لهم آثارا اللهم طهر منهم بلادك و اشف منهم عبادك و أعز به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و دارس حكمة النبيين و جدد به ما امتحى من دينك و بدل من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتى تنير بعدله ظلم الجور و تطفئ به نيران الكفر و توضح به معاقد الحق و مجهول العدل فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته من خلقك و اصطفيته على عبادك و ائتمنته على غيبك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و طهرته من الرجس و سلمته من الدنس اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا و لا أتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و أنه الهادي المهدي الطاهر التقي النقي الرضي الزكي اللهم أعطه في نفسه و أهله و ولده و ذريته و أمته و جميع رعيته ما تقر به عينه و تسر به نفسه و تجمع له ملك المملكات كلها قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتى يجري حكمه على كل حكم و يغلب بحقه كل باطل اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي و يلحق بها التالي و قونا على طاعته و ثبتنا على مشايعته و امنن علينا بمتابعته و اجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوية سلطانه اللهم و اجعل ذلك لنا خالصا من كل شك و شبهه و رياء و سمعه حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك و حتى تحلنا محله و تجعلنا في الجنة معه و أعذنا من السامة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممن تنتصر به لدينك و تعز به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا عسير اللهم صل على ولاة عهده و الأئمة من بعده و بلغهم آمالهم و زد في آجالهم و أعز نصرهم و تمم لهم ما أسندت إليهم في أمرك لهم و ثبت دعائمهم و اجعلنا لهم أعوانا و على دينك أنصارا فإنهم معادن كلماتك و أركان توحيدك و دعائم دينك و ولاة أمرك و خالصتك من عبادك و صفوتك من خلقك و أولياؤك و سلائل أوليائك و صفوة أولاد رسلك و السلام عليهم و رحمة الله و بركاته يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداءه بمحمد و آله قد تضمن هذا الدعاء قوله (ع) اللهم صل على ولاة عهده و الأئمة من بعده و لعل المراد بذلك أن الصلاة على الأئمة الذين يرتبهم في أيامه للصلاة بالعباد في البلاد و الأئمة في الأحكام في تلك الأيام و أن الصلاة عليهم تكون بعد ذكر الصلاة عليه (ص) بدليل قوله ولاة عهده لأن ولاة العهود يكونون في الحياة فكان المراد اللهم صل بعد الصلاة عليه على ولاة عهده و الأئمة من بعده و قد تقدم في الرواية عن مولانا الرضا (ع) و الأئمة من ولده و لعل هذه قد كانت صل على ولاة عهده و الأئمة من ولده فقد وجدت ذلك كما ذكرناه في نسخة غير ما رويناه و قد روي أنهم من أبرار العباد في حياته و وجدت رواية متصلة الإسناد بأن للمهدي (ص) أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحار على غاية عظيمة من صفات الأبرار و روي تأويل غير ذلك مذكور في الأخبار و وجدت هذا الدعاء برواية تغني عن هذا التأويل و ما ذكرها لأنها أتم في التفصيل و هي ما حدث به الشريف الجليل أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي قال حدثنا أبو الحسين إسحاق بن الحسن ]الحسن العلوي[ الغفراني قال حدثنا محمد بن همام بن سهيل الكاتب و محمد بن شعيب بن أحمد المالكي جميعا عن شعيب بن أحمد المالكي عن يونس بن عبد الرحمن عن مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) أنه كان يأمر بالدعاء للحجة صاحب الزمان (ع) فكان من دعائه له (ص) اللهم صل على محمد و آل محمد و ادفع عن وليك و خليفتك و حجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك بإذنك الناطق بحكمتك و عينك الناظرة في بريتك و شاهدا ]الشاهد[ على عبادك الجحجاح المجاهد المجتهد عبدك العائذ بك اللهم و أعذه من شر ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصي رسولك و آباء أئمتك و دعائم دينك صلواتك عليهم أجمعين و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و في جوارك الذي لا يحتقر و في منعك و عزك الذي لا يقهر اللهم و آمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به و اجعله في كنفك الذي لا يضام من كان فيه و انصره بنصرك العزيز و أيده بجندك الغالب و قوه بقوتك و اردفه بملائكتك اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفه بملائكتك حفا اللهم و بلغه أفضل ما بلغت القائلين بقسطك من أتباع النبيين اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بالنصر و انصره بالرعب و افتح له فتحا يسيرا و اجعل له من لدنك على عدوك و عدوه سلطانا نصيرا اللهم اجعله القائم المنتظر و الإمام الذي به تنتصر و أيده بنصر عزيز و فتح قريب و ورثه مشارق الأرض و مغاربها اللاتي باركت فيها و أحي به سنة نبيك صلواتك عليه و آله حتى لا يستخفي بشي‏ء من الحق مخافة أحد من الخلق و قو ناصره و اخذل خاذله و دمدم على من نصب له و دمر على من غشه اللهم و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه و القوام به و اقصم به رءوس الضلالة و شارعة البدعة و مميتة السنة و مقوية الباطل و اذلل به الجبارين و أبر به الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا و أين كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقي لهم آثارا اللهم و طهر منهم بلادك و اشف منهم عبادك و أعز به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و دارس حكم النبيين و جدد به ما محي من دينك و بدل من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه غضا جديدا صحيحا محضا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتى تنير بعدله ظلم الجور و تطفئ به نيران الكفر و تظهر به معاقد الحق و مجهول العدل و توضح به مشكلات الحكم اللهم و إنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته من خلقك و اصطفيته على عبادك و ائتمنته على غيبك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و طهرته و صرفته عن الدنس و سلمته من الريب اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامة أنه لم يذنب و لم يأت حوبا و لم يرتكب لك معصية و لم يضيع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و إنه الإمام التقي الهادي المهدي الطاهر التقي الوفي الرضي الزكي اللهم فصل عليه و على آبائه و أعطه في نفسه و ولده و أهله و ذريته و أمته و جميع رعيته ما تقر به عينه و تسر به نفسه و تجمع له ملك المملكات كلها قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتى يجري حكمه على كل حكم و يغلب بحقه على كل باطل اللهم و اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي و يلحق بها التالي اللهم و قونا على طاعته و ثبتنا على مشايعته و امنن علينا بمتابعته و اجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوية سلطانه اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعل ذلك كله منا لك خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك و حتى تحلنا محله و تجعلنا في الجنة معه و لا تبتلنا في أمره بالسأمة و الكسل و الفترة و الفشل و اجعلنا ممن تنتصر به لدينك و تعز به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كبير إنك على كل شي‏ء قدير اللهم و صل على ولاة عهوده و بلغهم آمالهم و زد في آجالهم و انصرهم و تمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك و اجعلنا لهم أعوانا و على دينك أنصارا و صل على آبائه الطاهرين الأئمة الراشدين اللهم فإنهم معادن كلماتك و خزان علمك و ولاة أمرك و خالصتك من عبادك و خيرتك من خلقك و أوليائك و سلائل أوليائك و صفوتك و أولاد أصفيائك صلواتك و رحمتك و بركاتك عليهم أجمعين اللهم و شركاؤه في أمره و معاونوه على طاعتك الذين جعلتهم حصنه و سلاحه و مفزعه و أنسه الذين سلوا عن الأهل و الأولاد و تجافوا الوطن و عطلوا الوثير من المهاد قد رفضوا تجاراتهم و أضروا بمعايشهم و فقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و حالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم و خالفوا القريب ممن صد عن وجهتهم و ائتلفوا بعد التدابر و التقاطع في دهرهم و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام من الدنيا فاجعلهم اللهم في حرزك و في ظل كنفك و رد عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك و أجزل لهم من دعوتك من كفايتك و معونتك لهم و تأييدك و نصرك إياهم ما تعينهم به على طاعتك و أزهق بحقهم باطل من أراد إطفاء نورك و صل على محمد و آله و املأ بهم كل أفق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و رحمة و فضلا و اشكر لهم على حسب كرمك و جودك و ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك و أذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات إنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد آمين رب العالمين يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أفضل السادة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني كبت الله أعداءه فهذه الرواية قد اشتملت على ما لم تشتمل عليه الرواية الأولى من الرواية فادع بها إن شئت أن تكون من أهل السعود و احفظ فيها جانب الملك المعبود و تأدب بين يديه كما كنا قدمناه و أشرنا إليه

 

ذكر دعاء آخر

 

رواه محمد بن يعقوب الكليني عن الصادق (ع) و قد قدمت طريقي إلى كل ما يرويه محمد بن يعقوب الكليني فقال ره في كتابه كتاب الكافي بإسناده إلى أبي عبد الله (ع) جعفر بن محمد الصادق (ع) ما هذا لفظه لا بد للغلام من غيبة قلت مما قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه و هو المنتظر و هو الذي يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول حمل و منهم من يقول مات أبوه و لم يخلف و منهم من يقول ولد قبل موت أبيه بسنتين قال زرارة فقلت ما تأمرني إذا أدركت ذلك الزمان فقال ادع بهذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني هذا آخر رواية محمد بن يعقوب رضوان الله عليه في كتابه المشار إليه

 

ذكر دعاء آخر يدعى له (ص) به

 

و أوله يشبه الدعاء المتقدم عليه و هو مما ينبغي إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة فإياك أن تهمل الدعاء به فإننا عرفنا ذلك من فضل الله جل جلاله الذي خصنا به فاعتمد عليه أخبرني الجماعة الذين قدمت الإشارة إليهم بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله جل جلاله عليه قال أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء و ذكر أن الشيخ أبا عمرو العمري قدس الله روحه أملاه عليه و أمره أن يدعو به و هو الدعاء في غيبة القائم من آل محمد (ع) و حدث أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن العباس بن نوح رضي الله عنه قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ره قال حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال حدثني أبو علي محمد بن همام ره بهذا الدعاء و ذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه و أمره أن يدعو به اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك و لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لا تمتني ميتة جاهلية و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم فكما هديتني لولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليا و محمدا و جعفرا و موسى و عليا و محمدا و عليا و الحسن و الحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم ثبتني على دينك و استعملني بطاعتك و لين قلبي لولي أمرك و عافني مما امتحنت به خلقك و ثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك و أمرك ينتظر و أنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره و كشف سره و صبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و لا أكشف عما سترت و لا أبحث عما كتمت و لا أنازعك في تدبيرك و لا أقول لم و كيف و ما بال ولي الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوض أموري كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذ الأمر مع علمي بأن لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجة و المشية و الحول و القوة فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك صلواتك عليه و آله ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة شافيا من الجهالة و أبرز يا رب مشاهدته و ثبت قواعده و اجعلنا ممن تقر عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفنا على ملته و احشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت و برأت و ذرأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصي رسولك عليه السلام اللهم و مد في عمره و زد في أجله و أعنه على ما وليته و استرعيته و زد في كرامتك له فإنه الهادي المهدي و القائم المهتدي الطاهر التقي الزكي النقي الرضي المرضي الصابر الشكور المجتهد اللهم و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان به و قوة اليقين في ظهوره و الدعاء له و الصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من قيامه و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله صلى الله عليه و آله و ما جاء به من وحيك و تنزيلك و قو قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى و قونا على طاعته و ثبتنا على متابعته و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الراضين بفعله و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتى تتوفينا و نحن على ذلك لا شاكين و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذبين اللهم عجل فرجه و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و كذب به و أظهر به الحق و أمت به الجور و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذل و انعش به البلاد و اقتل به جبابرة الكفرة ]الكفر[ و اقصم به رءوس الضلالة و ذلل الجبارين و الكافرين و أبر به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقى لهم آثارا و طهر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدد به ما امتحى من دينك و أصلح به ما بدل من حكمك و غير من سنتك حتى يعود دينك به و على يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصرة دينك و اصطفيته بعلمك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهرته من الرجس و نقيته من الدنس اللهم فصل عليه و على آبائه الأئمة الطاهرين و على شيعته المنتجبين و بلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون و اجعل ذلك منا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك غيبة نبينا و فقد ولينا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الأعداء و كثرة عدونا و قلة عددنا اللهم ففرج ذلك بفتح منك تعجله و نصر منك تعزه و إمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك و قتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها و لا بقية إلا أفنيتها و لا قوة إلا أوهنتها و لا ركنا إلا هدمته ]هددته[ و لا حدا إلا فللته و لا سلاحا إلا أكللته و لا راية إلا نكستها و لا شجاعا إلا قتلته و لا جيشا إلا خذلته و ارمهم يا رب بحجرك الدامغ و اضربهم بسيفك القاطع و بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين و عذب أعدائك و أعداء دينك و أعداء رسولك صلواتك عليه و آله بيد وليك و أيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك و حجتك في أرضك هول عدوه و كيد من كاده و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا و اقطع عنهم مادتهم و ارعب له قلوبهم و زلزل أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدد عليهم عذابك و اخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشد عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حر نارك فإنهم أضلوا و أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات و أضلوا عبادك اللهم و أحي بوليك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه و أحي القلوب الميتة و اشف به الصدور الوغرة و اجمع به الأهواء المختلفة على الحق و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر و لا عدل إلا زهر و اجعلنا يا رب من أعوانه و مقوية سلطانه و المؤتمرين لأمره و الراضين بفعله و المسلمين لأحكامه و ممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف الضر و تجيب المضطر إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف الضر عن وليك و اجعله خليفتك ]خليفة[ في أرضك كما ضمنت له اللهم و لا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام و لا تجعلني من أعداء آل محمد عليهم السلام و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمد عليهم السلام فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا و الآخرة و من المقربين آمين رب العالمين فإذا فرغت من تعقيب صلاة العصر يوم الجمعة فاسجد سجدة الشكر و اعمل فيها ما ذكرناه و قل كلما قدمناه بعد تعقيب العصر في عمل اليوم و الليلة و رويناه