باب في حقائق أعداء آل محمد ومخالفيهم تنزُّلات عالم سَقَر التي وَقودها الناس والحجارة 2

* الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان, روي عن أبي هريرة, عن أبي سعيد الخدري, عن النبي | قال: لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم, ذراعاً بذراع, وشبراً بشبر, وباعاً بباع, حتى لو أن أحداً من أولئك دخل جحر ضب, لدخلتموه! قالوا: يا رسول الله كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟! قال: فهل الناس إلا هم.[1]

* الشيخ الكليني في الكافي, بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى}[2] فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين × قلت: قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر}[3]؟ قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل × على محمد |: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في علي × سنطيعكم في بعض الامر} قال: دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبي | ولا يعطونا من الخمس شيئاً وقالوا إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أن يكون الأمر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس ألا نعطيهم منه شيئاً, وقوله: {كرهوا ما نزل الله} والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين × وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: {أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم}[4] الآية.[5]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,روي عن إسماعيل بن يسار، عن غير واحد، عن جعفر بن محمد ‘ قال: كان إذا ذكر عمر زناه، وإذا ذكر أبا جعفر أبا الدوانيق زناه، ولا يزني غيرهما.[6]

 

 

* الشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى, روى الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة من أمها غلام فسموه الوليد فقال النبي |: تسمون بأسماء فراعنتكم، غيروا اسمه، فسموه عبد الله، فإنه سيكون في هذه الامة رجل يقال له: الوليد هو شر لأمتي من فرعون لقومه, قال: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد.[7]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي أن رسول الله | نفى الحكم بن العاص عم عثمان عن المدينة, وطرده عن جواره فلم يزل طريداً من المدينة ومعه ابنه مروان أيام رسول الله | وأيام أبي بكر وأيام عمر يُسمى طريد رسول الله |, حتى استولى عثمان فرده إلى المدينة وآواه, وجعل ابنه مروان كاتبه وصاحب تدبيره في داره.[8]

 

* العلامة المجلسي في البحار,روي أن النبي | كان جالساً في مسجد يوماً وحوله جماعة من الصحابة إذ دخل عليه عمه العباس وكان رجلاً صبيحاً حسناً حلو الشمائل فلما رآه النبي | قام إليه واستقبله وقبَّل ما بين عينيه ورحب به وأجلسه إلى جانبه, فأنشد العباس أبياتاً في مدحه |, فقال النبي |: جزاك الله يا عم خيراً ومكافأتك على الله تعالى, ثم قال: معاشر الناس احفظوني في عمي العباس وانصروه ولا تخذلوه, ثم قال: يا عم أطلب مني شيئاً أتحفك به على سبيل الهدية, فقال: يا بن أخي أريد من الشام الملعب, ومن العراق الحيرة, ومن هجر الخط, وكانت هذه المواضع كثيرة العمارة, فقال له النبي |: حباً وكرامة, ثم دعا علياً × فقال: أكتب لعمك العباس هذه المواضع, فكتب له أمير المؤمنين كتاباً بذلك, وأملى رسول الله | وأشهد الجماعة الحاضرين, وختم النبي | بخاتمه وقال: يا عم إن يفتح الله تعالى هذه المواضع فهي لك هبة من الله تعالى ورسوله, وإن فتحت بعد موتي فإني أوصي الذي ينظر بعدي في الامة بتسليم هذه المواضع إليك, ثم قال: معاشر المسلمين إن هذه المواضع المذكورة لعمي العباس, فعلى من يغير عليه أو يبدله أو يمعنه أو يظلمه لعنة الله ولعنة اللاعنين, ثم ناوله الكتاب, فلما ولي عمر وفتح هذه المواضع المذكورة أقبل عليه العباس بالكتاب, فلما نظر فيه دعا رجلاً من أهل الشام وسأله عن الملعب, فقال: يزيد ارتفاعه على عشرين ألف درهم, ثم سأل عن الآخرين, فذكر له أن ارتفاعهما تقوم بمال كثير, فقال: يا أبا الفضل إن هذا المال كثير لا يجزلك أخذه من دون المسلمين! فقال العباس: هذا كتاب رسول الله | يشهد لي بذلك قليلاً كان أو كثيراً, فقال عمر: والله إن كنت تساوي المسلمين في ذلك وإلا فارجع من حيث أتيت, فجرى بينهما كلام كثير غليظ, فغضب عمر وكان سريع الغضب فأخذ الكتاب من العباس ومزقه وتفل فيه ورمى به في وجه العباس, وقال: والله! لو طلبت منه حبة واحدة ما أعطيتك! فأخذ العباس بقية الكتاب وعاد إلى منزله حزيناً باكياً شاكياً إلى الله تعالى والى رسوله, فصاح العباس بالمهاجرين والأنصار, فغضبوا لذلك وقالوا: يا عمر تخرق كتاب رسول الله وتلقي به في الارض, هذا شيء لا نصبر عليه! فخاف عمر أن ينخرم عليه الامر, فقال: قوموا بنا إلى العباس نسترضيه ونفعل معه ما يصلحه, فنهضوا بأجمعهم إلى دار العباس فوجدوه موعوكاً لشدة ما لحقه من الفتن والالم والظلم, فقال: نحن في الغداة عائدوه إن شاء الله تعالى ومعتذرون إليه من فعلنا, فمضى غد وبعد غد ولم يعد إليه ولا اعتذر منه, ثم فرق الاموال على المهاجرين والانصار وبقي كذلك إلى أن مات.[9]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب لما ضرب أبو لؤلؤة عمر الضربة التي مات فيها سمع ابن عمر قوماً يقولون: قَتَل العلج أمير المؤمنين, فقدر أنهم يعنون الهرمزان رئيس فارس وكان قد أسلم على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × ثم أعتقه من قسمته من الفيء فبادر إليه عبيد الله بن عمر فقتله قبل أن يموت أبوه, فقيل لعمر: إن عبيد الله بن عمر قد قتل الهرمزان, فقال: أخطأ, فإن الذي ضربني أبو لؤلؤة, وما كان للهرمزان في أمري صنع, وإن عشت احتجت أن أقيده به, فإن علي بن أبي طالب لا يقبل منا الدية, وهو مولاه, فمات عمر واستولى عثمان على الناس بعده, فقال علي × لعثمان: إن عبيد الله بن عمر قتل مولاي الهرمزان بغير حق, وأنا وليه الطالب بدمه, سلمه إلي لاقيده به, فقال عثمان: بالامس قُتل عمر وأنا أقتل ابنه؟! أورد عليَّ آل عمر ما لا قوام لهم به؟! فامتنع من تسليمه إلى علي × شفقة منه بزعمه على آل عمر, فلما رجع الامر إلى علي × هرب منه عبيد الله بن عمر إلى الشام فصار مع معاوية, وحضر يوم صفين مع معاوية محارباً لأمير المؤمنين فقُتل في معركة الحرب ووجد متقلد السيفين يومئذ.[10]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي - في حديث طويل - عن رسول الله | بعد إغلاق كل الأبواب إلى المسجد فلما كان بعد أيام دخل عليه عمه العباس وقال: يا رسول الله! قد علمت ما بيني وبينك من القرابة والرحم الماسة, وأنا ممن يدين الله بطاعتك, فاسأل الله تعالى أن يجعل لي باب إلى المسجد أتشرف بها على من سواي, فقال له عليه وآله السلام: يا عم! ليس إلى ذلك سبيل, فقال: فميزاباً يكون من داري إلى المسجد أتشرف به على القريب والبعيد, فسكت النبي | وكان كثير الحياء لا يدري ما يعيد من الجواب خوفاً من الله تعالى وحياء من عمه العباس, فهبط جبرئيل × في الحال على النبي | وقد علم الله سبحانه ما في نفسه | من ذلك فقال: يا محمد! إن الله يأمرك أن تجيب سؤال عمك, وأمرك أن تنصب له ميزاباً إلى المسجد كما أراد, فقد علمت ما في نفسك وقد أجبتك إلى ذلك كرامة لك ونعمة مني عليك وعلى عمك العباس, فكبّر النبي | وقال: أبى الله إلا إكرامكم يا بني هاشم وتفضيلكم على الخلق أجمعين! ثم قام ومعه جماعة من الصحابة والعباس بين يديه حتى صار على سطح العباس, فنصب له ميزاباً إلى المسجد وقال: معاشر المسلمين إن الله قد شرف عمي العباس بهذا الميزاب فلا تؤذوني في عمي, فإنه بقية الآباء والأجداد, فلعن الله من آذاني في عمي وبخسه حقه أو أعان عليه, ولم يزل الميزاب على حاله مدة أيام النبي | وخلافة أبي بكر وثلاث سنين من خلافة عمر بن الخطاب, فلما كان في بعض الايام وعك العباس ومرض مرضاً شديداً وصعدت الجارية تغسل قميصه فجرى الماء من الميزاب إلى صحن المسجد, فنال بعض الماء ثوب الرجل[11], فغضب غضباً شديداً وقال لغلامه: اصعد واقلع الميزاب, فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العباس, وقال: والله لئن رده أحد إلى مكانه لأضربن عنقه, فشق ذلك على العباس ودعا بولديه عبد الله وعبيد الله ونهض يمشي متوكئاً عليهما وهو يرتعد من شدة المرض وسار حتى دخل على أمير المؤمنين ×, فلما نظر إليه أمير المؤمنين × انزعج لذلك, وقال: يا عم! ما جاء بك وأنت على هذه الحالة؟! فقص عليه القصة وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهدده من يعيده إلى مكانه, وقال له: يا بن أخي! إنه كان لي عينان أنظر بهما, فمضت إحداهما وهي رسول الله | وبقيت الأخرى وهي أنت يا علي, وما أظن أن أُظلم ويزول ما شرَّفني به رسول الله | وأنت لي, فانظر في أمري, فقال له: يا عم! ارجع إلى بيتك, فسترى مني ما يسرك إن شاء الله تعالى, ثم نادى: يا قنبر! علي بذي الفقار, فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال: يا قنبر اصعد فرد الميزاب إلى مكانه, فصعد قنبر فرده إلى موضعه, وقال علي ×: وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لاضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك, ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا, فبلغ ذلك عمر بن الخطاب, فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب, فقال: لا يُغضب أحداً أبا الحسن فيما فعله, ونكفّر عن اليمين, فلما كان من الغداة مضى أمير المؤمنين إلى عمه العباس, فقال له: كيف أصبحت يا عم؟ قال: بأفضل النعم ما دمت لي يا بن أخي, فقال له: يا عم طب نفساً وقر عيناً, فوالله لو خاصمني أهل الارض في الميزاب لخصمتهم, ثم لقتلتهم بحول الله وقوته, ولا ينالك ضيم[12] يا عم, فقام العباس فقبّل ما بين عينيه, وقال: يا بن أخي ما خاب من أنت ناصره.[13]

 

* السيد هاشم البحراني في حلية الأبرار,عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × قال: لما ظهرت نبوة محمد | وعظم على قريش أمره ونزول الوحي عليه وما كان يخبرهم به قال بعضهم لبعض: ليس لنا إلا قتل محمد، وقال أبو سفيان: أنا أقتله لكم، قالوا: وكيف تصنع؟ قال: بلغنا أنه يظل كل ليلة في مغار جبل أو في واد وقد عرفت أنه في هذه الليلة يمضي إلى جبل حراء فيظل فيه، قالوا: ويحك يا أبا سفيان إنه لا يمشي عليه أحد إلا قذفه حتى يقطعه، وكيف يمضي أحد إليه؟! وبعثوا إلى أرصاد لهم على النبي | فقال تجسسوا لنا عليه الليلة، ودوروا من حول جبل حراء، فلعل محمداً يعلوه فيقذفه، فتكفون مؤنته، فلما جن عليه الليل أخذ النبي | بيد علي بن أبي طالب ×، ثم خرجا وأصحابه لا يشعرون، وأبو سفيان وجميع من في الرصد مقنعون بالحديد من حول حراء، فما شعروا حتى وافى رسول الله | وأمير المؤمنين × بين يديه، فصعدا جبل حراء فلما صارا عليه وفي ذروته، اهتز الجبل وماج، ففزع أبو سفيان ومن معه، فتباعدوا من الجبل، وقالوا: كفينا مؤنة محمد وقد قذفه حراء وقطعه، فاطلبوه من حول الجبل، فسمعوا النبي | يقول: أسكن حراء فما عليك إلا نبي ووصي نبي, فقال أبو سفيان: فسمعت محمداً يقول: جبل حراء إن قرب منك أبو سفيان ومن معه فأدمهم بهوامك[14] حتى تنهشهم فتجعلهم حصيداً خامدين, قال أبو سفيان: فسمعت حراء يلبيه من كل جوانبه ويقول: سمعاً وطاعة لك يا رسول الله ولوصيك، فسعينا على وجوهنا خوفاً أن نهلك بما قال محمد |، وأصبحوا واجتمعت قريش فقصوا قصتهم وما كان من رسول الله | وما خاطب به جبل حراء وما أجابه، فقال أبو جهل لعنه الله: ماذا أنتم صانعون؟ فقالوا: رأيك فأنت سيدنا وكبيرنا، فقال: نكافح محمداً بالسيف علينا أم عليه، غُلبنا أم غلبناه، ففي أحد الغلبين راحة، فقال أبو سفيان: وقد بقي لي كيداً أكيد به محمداً، فقالوا له: وما هو يا أبا سفيان؟ فقال: إنه قد خبرت أنه يستظل من حر الشمس تحت حجر عال في هذا اليوم، فآتي الحجر إذا استظل به محمد فأهدهده عليه بجمع ذي القوة، فلعلنا نكفي مؤنته، فقالوا له: فافعل يا أبا سفيان، قال: فبعث أبو سفيان رصداً على النبي | حتى عرف أنه قد خرج هو وعلي × معه حتى أتيا الحجر واستظل تحته، وجعل رأسه في حجر علي صلوات الله عليهما، فقال: يا علي إني راقد وأبو سفيان يأتيك من وراء هذا الحجر في جمع ذي قوة، فإذا صاروا في ظهر الحجر استصعب عليهم، ويمتنع من أن يعمل فيه أيديهم، فمر الحجر أن ينقلب عليهم فإنه ينقلب، فيقتل القوم جميعاً ويفلت أبو سفيان وحده, فقال أبو سفيان لاصحابه: لا تجزعوا من كلام محمد، فإنه ما قال هذا القول إلا ليسمعنا حتى لا ندنو من الحجر، ثم إنه شجعهم حتى صاروا في ظهر الحجر، ورسول الله | راقد في حجر علي بن أبي طالب، فراموا الحجر أن يستهدهدوه أو يقلعوه فيلقوه على رسول الله |، فاستصعب عليهم وامتنع منهم, فقال أصحاب أبي سفيان: إنا نظن محمداً قد قال حقاً، إنا نعهد هذا الحجر لو رامه بعض عدونا لدهدهه وقلعه، فما باله اليوم مع كثرتنا لا يهتز! فقال أبو سفيان: اصبروا عليه, وأحس بهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فصاح: يا حجر انقلب عليهم فأتِ عليهم غير صخر بن حرب[15]، فما استتم كلامه حتى انقض الحجر عليهم! فتفرقوا، فامتد الحجر، وطال، حتى كبس القوم جميعاً غير أبي سفيان، فإنه أفلت وهو يضحك ويقول: يا محمد، لو أحييت لي الموتى، وسيرت الجبال، وأطاعك كل شيء لعصيتك وحدي، فسمع رسول الله | كلامه فقال له: ويلك يا أبا سفيان، والله لتؤمنن بي، ولتطيعني مكرهاً مغلوباً، إذا فتح الله مكة, فقال أبو سفيان: أما وقد أخبرت يا محمد بفتح مكة وإيماني بك وطاعتي إياك قهراً لا يكون، ففتح الله على رسول الله | مكة، وأسر أبو سفيان، فآمن مكرهاً وأطاع صاغراً, فقال أبو عبد الله صلوات الله عليه: والله لقد دخل أبو سفيان بعد فتح مكة على رسول الله وهو في مسجده على منبره، في يوم جمعة بالمدينة، فنظر أبو سفيان إلى أكابر ربيعة، ومضر، واليمن، وساداتهم في المسجد، يزاحم بعضهم بعضاً، فوقف أبو سفيان متحيراً، وقال في نفسه: يا محمد قدرت أن هذه الجماجم تذل لك حتى تعلو أعوادك هذه وتقول ما تقول، فقطع النبي صلوات الله عليه وآله خطبته وقال له: على رغم أنفك يا أبا سفيان، فجلس أبو سفيان خجلاً ثم قال في نفسه: يا محمد إن أمكنني الله منك لأملان يثرب خيلاً ورجلاً ولأعفين آثارك, فقطع النبي | خطبته ثم قال: يا أبا سفيان أما في حياتي فلا، وأما بعدي يتقدمك من هو أشقى منك، ثم يكون منك ومن أهل بيتك ما يكون، تقول في نفسك ما تقول، إلا أنك لا تطفئ نوري ولا تقطع ذكري ولا يدوم ذلك لكم ويسلبنكم الله إياه، وليخلدنكم في النار، وليجعلنكم شجرتها التي هي وقودها، فمن أجل ذلك قال الله: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا ظغياناً كبيراً}[16] والشجرة هم بنو أمية وهم أهل النار.[17]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسى، عن أديم بياع الهروي، قال: قلت لابي عبد الله × بلغنا أن رسول الله | كان يقول: إن الله يبغض البيت اللحم، قال: إنما ذلك البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس، وقد كان رسول الله | لحماً يحب اللحم، وقد جاءت امرأة إلى رسول الله | تسأله عن شيء وعائشة عنده، فلما انصرفت وكانت قصيرة، قالت عائشة بيدها تحكي قصرها، فقال لها رسول |: تخللي! قالت: يا رسول الله وهل أكلت شيئاً؟ قال |: تخللي، ففعلت فألقت مضغة عن فيها.[18]

 

* العلامة المجلسي في البحار, محمد بن الحسين, عن الحكم بن مسكين, عن أبي سعيد المكاري, عن أبي عبد الله × قال: إن أمير المؤمنين × أتى أبا بكر فقال له: أما أمرك رسول الله | أن تطيعني؟ فقال: لا، ولو أمرني لفعلت، قال: فانطلق بنا إلى مسجد قبا فإذا رسول الله | يصلي, فلما انصرف قال علي ×: يا رسول الله إني قلت لابي بكر: أمرك الله ورسوله أن تطيعني، فقال: لا، فقال رسول الله |: قد أمرتك فأطعه، قال: فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له: مالك؟ فقال: قال لي رسول الله | كذا وكذا فقال: تباً لأمة ولوك أمرهم أما تعرف سحر بني هاشم؟![19]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح,روي أن جابراً قال: إن الحكم بن أبي العاص عم عثمان بن عفان كان يستهزئ من رسول الله بخطوته في مشيته، ويسخر منه، وكان رسول الله | يمشي يوماً والحكم خلفه يحرك كتفيه ويكسر يديه خلف رسول الله إستهزاءاً منه بمشيته | فأشار رسول الله | بيده وقال: هكذا فكن, فبقي الحكم على تلك الحال من تحريك أكتافه وتكسير يديه، ثم نفاه عن المدينة ولعنه، فكان مطروداً إلى أيام عثمان فرده إلى المدينة وأكرمه.[20]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف, روي عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب × قال: شهدت أبي محمد بن عمر، ومحمد بن عمر بن الحسن وهو: الذي كان مع الحسين بكربلاء، وكانت الشيعة تنزله بمنزلة أبي جعفر ×، يعرفون حقه وفضله قال: فكلمه في أبي بكر وعمر، فقال محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب × لأبي: أسكت، فإنك عاجز والله، إنهما لشركاء في دم الحسين ×.[21]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري, عن معلى بن محمد, عن الوشاء, عن أبان بن عثمان عن الحرث النصري قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {الذين بدلوا نعمة الله كفراً}[22] قال: ما تقولون في ذلك؟ قلت نقول: هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة, قال: ثم قال: هي والله قريش قاطبة إن الله تبارك وتعالى خاطب نبيه |: فقال إني فضلت قريشاً على العرب وأتممت عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفراً وأحلوا قومهم دار البوار.[23]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي أن عمار بن ياسر قام يوماً في مسجد رسول الله | وعثمان يخطب على المنبر فوبخ عثمان بشيء من أفعاله، فنزل عثمان فركله برجله وألقاه على قفاه، وجعل يدوس في بطنه ويأمر أعوانه بذلك حتى غشي على عمار، وهو يفتري على عمار ويشتمه.[24]

 

* الشريف المرتضى في رسائله, روى النعماني في كتاب التسلي والتقوى وأسنده إلى الصادق × - في حديث طويل - يقول في آخره: وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله | وعلي × وجبرئيل وملك الموت, فيدنو إليه علي × فيقول: يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه, فيقول رسول الله |: يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه, فيقول جبرئيل لملك الموت: إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيته فأبغضه وأعنف به, فيدنو منه ملك الموت, فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان براءتك؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في دار الحياة الدنيا؟ فيقول: وما هي؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب, فيقول: ما أعرفها ولا أعتقد بها, فيقول له جبرئيل: يا عدو الله وما كنت تعتقد؟ فيقول: كذا وكذا, فيقول له جبرئيل: أبشر يا عدو الله بسخط الله وعذابه في النار, أما ما كنت ترجو فقد فاتك, وأما الذي كنت تخافه نزل بك, ثم يسل نفسه سلاً عنيفاً, ثم يوكل بروحه مائة شيطان كلهم يبصق في وجهه ويتأذى بريحه, فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار, يدخل إليه من فوح ريحها ولهبها, ثم إنه يؤتى بروحه إلى جبال برهوت, ثم إنه يصير في المركبات حتى أنه يصير في دودة, بعد أن يجري في كل مسخ مسخوط عليه, حتى يقوم قائمنا أهل البيت, فيبعثه الله ليضرب عنقه, وذلك قوله: {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل}[25], والله لقد أتي بعمر بن سعد بعد ما قتل وأنه لفي صورة قرد في عنقه سلسلة, فجعل يعرف أهل الدار وهم لا يعرفونه, والله لا يذهب الدنيا حتى يمسخ عدونا مسخاً ظاهراً حتى أن الرجل منهم ليمسخ في حياته قرداً أو خنزيراً, ومن ورائهم عذاب غليظ ومن ورائهم جهنم وساءت مصيراً.[26]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن هشام ابن سالم, عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى: {وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيباً إليه}[27] قال: نزلت في أبي الفصيل إنه كان رسول الله | عنده ساحراً فكان إذا مسه الضر يعني السقم دعا ربه منيباً إليه يعني تائباً إليه من قوله في رسول الله | ما يقول {ثم إذا خوله نعمة منه}[28] يعني العافية {نسي ما كان يدعوا إليه من قبل}[29] يعني نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله | إنه ساحر ولذلك قال الله عز وجل: {قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار}[30] يعني إمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله | قال: ثم قال أبو عبد الله ×: ثم عطف القول من الله عز وجل في علي × يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال: {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون}[31] أن محمد رسول الله {والذين لا يعلمون}[32] أن محمداً رسول الله وأنه ساحر كذاب {إنما يتذكروا أولوا الالباب}[33] قال: ثم قال أبو عبد الله ×: هذا تأويله يا عمار.[34]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد الديلمي البصري, عن محمد بن كثير الكوفي قال: كنت لا أختم صلاتي ولا أستفتحها إلا بلعنهما فرأيت في منامي طائراً معه تور[35] من الجوهر فيه شيء أحمر شبه الخلوق[36] فنزل إلى البيت المحيط برسول الله | ثم أخرج شخصين من الضريح فخلَّقهما بذلك الخلوق في عوارضهما ثم ردهما إلى الضريح وعاد مرتفعاً فسألت من حولي: من هذا الطائر وما هذا الخلوق؟ فقال: هذا ملك يجيء في كل ليلة جمعة يخلِّقهما, فأزعجني ما رأيت فأصبحت لا تطيب نفسي بلعنهما فدخلت على الصادق فلما رآني ضحك وقال: رأيت الطائر؟ فقلت: نعم يا سيدي, فقال: اقرأ {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا باذن الله}[37] فإذا رأيت شيئاً تكره فاقرأها, والله ما هو ملك موكل بهما لإكرامهما بل هو موكل بمشارق الارض ومغاربها إذا قتل قتيل ظلماً أخذ من دمه فطوقهما به في رقابهما لأنهما سبب كل ظلم مذ كانا.[38]

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلاً وسبعين كبلاً[39] فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر ابليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعاً؟! فيقال: هذا زفر, فيقول: بما حُدد له هذا العذاب؟ فيقال: ببغيه على علي ×, فيقول له إبليس: ويل لك وثبور لك, أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته, وسألته أن يجعل لي سلطاناً على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني على ذلك, وقال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}[40] وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت: {ولا تجد أكثرهم شاكرين}[41] فمنتك به نفسك غروراً فتوقف بين يدي الخلائق! فقال له: ما الذي كان منك إلى علي وإلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف؟ فيقول الشيطان وهو زفر لابليس: أنت أمرتني بذلك, فيقول له إبليس: فلم عصيت ربك وأطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان}[42] إلى آخر الآية.[43]

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال ابن أبي الحديد قرأت في تصانيف أبي أحمد العسكري أن عمر كان يخرج مع الوليد بن المغيرة في تجارة للوليد إلى الشام وعمر يومئذ ابن ثماني عشرة سنة, وكان يرعى للوليد إبله, ويرفع أحماله, ويحفظ متاعه فلما كان بالبلقاء لقيه رجل من علماء الروم, فجعل ينظر إليه, ويطيل النظر لعمر, ثم قال: أظن اسمك يا غلام عامراً أو عمران أو نحو ذلك؟ قال: إسمي عمر, قال: اكشف عن فخذيك, فكشف, فإذا على أحدهما شامة سوداء في قدر راحة الكف, فسأله أن يكشف عن رأسه, فإذا هو أصلع, فسأله أن يعتمد بيده, فاعتمد, فإذا أعسر أيسر[44], فقال له: أنت ملك العرب, قال: فضحك عمر مستهزئاً, فقال: أو تضحك؟ وحق مريم البتول أنت ملك العرب وملك الروم والفرس, فتركه عمر وانصرف مستهيناً بكلامه, فكان عمر يحدث بعد ذلك, ويقول: تبعني ذلك الرومي راكب حمار فلم يزل معي حتى باع الوليد متاعه وابتاع بثمنه عطراً وثياباً, قفل إلى الحجاز, والرومي يتبعني, لا يسألني حاجة ويُقَبل يدي كل يوم إذا أصبحت كما يقبل يد الملك, حتى خرجنا من حدود الشام ودخلنا في أرض الحجاز راجعين إلى مكة, فودعني ورجع, وكان الوليد يسألني عنه فلا أخبره, وما أراه إلا هلك, ولو كان حياً لشخص إلينا.[45]

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان بن يحيى, عن أبي الجارود, عن عمران بن هيثم, عن مالك بن ضمرة, عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: لما نزلت هذه الآية: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}[46] قال رسول الله |: يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات, فراية مع عجل هذه الامة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا, وأما الاصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه, فأقول ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الامة, فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه وأما الاصغر فعاديناه وقاتلناه, فأقول ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم ترد علي راية مع سامري هذه الامة فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فعصيناه وتركناه وأما الاصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح فأقول ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر ففرقناه[47] وبرئنا منه وأما الاصغر فقاتلناه وقتلناه, فأقول ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين, فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الاكبر فاتبعناه وأطعناه وأما الاصغر فاحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا, فأقول ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ثم تلا رسول الله |: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}[48].[49]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن عمرو بن ثابت, عن جابر قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله}[50] قال: هم والله أولياء فلان وفلان, اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماماً, فلذلك قال: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هو بخارجين من النار}[51] ثم قال أبو جعفر ×: هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم.[52]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي الوشاء, عن أبي الصخر أحمد بن عبد الرحيم, عن الحسن بن علي - رجل كان في جباية[53] مأمون - قال: دخلت أنا ورجل من أصحابنا على أبي طاهر عيسى بن عبد الله العلوي, قال أبو الصخر: وأظنه من ولد عمر بن علي وكان نازلاً في دار الصيديين فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح, فسلمنا عليه فرد علينا السلام, ثم ابتدأنا فقال: معكما أحد؟ فقلنا: لا, ثم التفت يميناً وشمالاً هل يرى أحداً ثم قال: أخبرني أبي جندي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي ‘ بمنى وهو يرمي الجمرات وأن أبا جعفر رمى الجمرات فاستتمها وبقي في يديه بقية, فعد خمس حصيات فرمى ثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية, فقلت له: أخبرني جُعلت فداك ما هذا فقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قط, إنك رميت بخمس بعد ذلك ثلاثة في ناحية وثنتين في ناحية؟ قال: نعم إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقان غضيين طريين فصلبا ههنا لا يراهما إلا إمام عدل, فرميت الأول ثنتين والآخر بثلاث لأن الآخر أخبث من الأول.[54]

 

* العلامة المجلسي في البحار, محمد بن عبد الجبار, عن عبد الله بن الحجال, عن أبي عبد الله المكي الحذاء, عن سواد أبي يعلى, عن بعض رجاله قال: قال أمير المؤمنين للحرث الأعور وهو عنده: هل ترى ما أرى؟ فقال: كيف أرى ما ترى وقد نوَّر الله لك وأعطاك ما لم يعط أحداً! قال: هذا فلان الاول على ترعة من ترع النار يقول: يا أبا الحسن استغفر لي, لا غفر الله له, قال: فمكت هنيئة ثم قال: يا حارث هل ترى ما أرى؟ فقال: وكيف أرى ما ترى وقد نور الله لك وأعطاك ما لم يعط أحداً! قال: هذا فلان الثاني على ترعة من ترع النار يقول: يا أبا الحسن إستغفر لي, لا غفر الله له.[55]

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسين, عن محمد بن أسلم, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}[56] قال: قال الله تبارك وتعالى وتقدس: فبأي النعمتين تكفران بمحمد | أم بعلي ×.[57]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا موسى بن عمر, عن عثمان عيسى, عن خالد بن نجيح قال: قلت لأبي عبد الله ×: جُعلت فداك سمّى رسول الله | أبا بكر الصديق؟ قال: نعم, قال: فكيف قال حين كان معه في الغار قال رسول الله |: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة قال: يا رسول الله | وإنك لتراها؟! قال: نعم, فتقدر أن ترينها؟ قال: أدن مني قال فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه الان صدقت أنك ساحر فقال رسول الله | الصديق أنت.[58]

وفي كتاب منتخب بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي, عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل, عن عثمان بن عيسى, عن خالد بن يحيي مثله, وزاد في آخره قال فقلت: لم سمي عمر الفاروق؟ قال: نعم ألا ترى أنه قد فرق بين الحق والباطل وأخذ الناس بالباطل, قلت: فلم سمي سالماً الأمين؟ قال: لما أن كتبوا الكتب ووضعوها على يد سالم فصار الامين, قلت فقال: اتقوا دعوة سعد؟ قال: نعم, قلت: وكيف ذلك؟ قال: إن سعداً يكر فيقاتل علياً ×.[59]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى الحسن بن علي الوشاء, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}[60] قال: هي في بطن القرآن, وإذا قيل للنصاب: تولوا علياً لا يفعلون.[61]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر عن أبي جعفر × قال: سألته عن هذه الآية {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون}[62] قال: الذين يدعون من دون الله الأول والثاني والثالث كذبوا رسول الله | بقوله: والوا علياً واتبعوه, فعادوا علياً ولم يوالوه ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم, فذلك قول الله: {والذين يدعون من دون الله} قال: وأما قوله: {لا يخلقون شيئاً} فإنه يعني: {لا يعبدون شيئاً وهم يُخلقون} فإنه يعني وهم يعبدون, وأما قوله{أموات غير أحياء} يعني كفار غير مؤمنين, وأما قوله: {وما يشعرون أيان يبعثون} فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم يشركون, لهكم إله واحد}[63], فإنه كما قال الله, وأما قوله[64]: {الذين لا يؤمنون}[65] فانه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق, وأما قوله {قلوبهم منكرة}[66] فإنه يعني قلوبهم كافرة وأما قوله: {وهم مستكبرون}[67] فإنه يعني عن ولاية علي مستكبرون, قال الله لمن فعل ذلك وعيداً منه: {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين}[68] عن ولاية علي ×.[69]

 

* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, البرسي, عن زيد الشحام, عن الاصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين × جاءه نفر من المنافقين, فقالوا له: أنت الذي تقول إن هذا الجري: مسخ حرام؟ فقال: نعم, فقالوا: أرنا برهانه, فجاء بهم إلى الفرات, ونادى هناس هناس, فأجابه الجري لبيك, فقال له أمير المؤمنين: من أنت؟ فقال: ممن عُرضت ولايتك عليه فأبى فمُسخ, وإن في من معك من يُمسخ كما مُسخنا, ويصير كما صرنا, فقال أمير المؤمنين: بيِّن قصتك ليسمع من حضر فيعلم, فقال: نعم, كنا أربع وعشرين قبيلة من بني إسرائيل, وكنا قد تمردنا وعصينا, وعرضت علينا ولايتك فأبينا, وفارقنا البلاد واستعملنا الفساد, فجاءنا آت أنت أعلم به والله منا, فصرخ فينا صرخة فجمعنا جمعاً واحداً, وكنا متفرقين في البراري فجمعنا لصرخته, ثم صاح صيحة أخرى وقال: كونوا مسوخاً بقدرة الله تعالى, فمسخنا أجناساً مختلفة, ثم قال: أيها القفار كوني أنهاراً تسكنك هذه المسوخ, واتصلي ببحار الارض حتى لا يبقى ماء إلا وفيه منها, وصرنا مسوخاً كما ترى.[70]

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روي بحذف الاسانيد عن جابر بن عبد اللهرضي الله عنه قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو خارج من الكوفة, فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها, نادى: يا يهود يا يهود فأجابوه من جوف القبور: لبيك! لبيك! مطلاع! يعنون ذلك يا سيدنا, فقال: كيف ترون العذاب؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون, فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة, ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن, فوقعت مغشياً على وجهي من هول ما رأيت, فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين × على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدائرة القمر, فقلت: يا سيدي هذا ملك عظيم؟ قال: نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود, وسلطاننا أعظم من سلطانه, ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد, فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا فعلت, لا والله لا كان ذلك أبداً, فقلت: يا مولاي لمن تكلم ولمن تخاطب؟ وليس أرى أحداً! فقال ×: يا جابر كُشف لي عن برهوت فرأيت شينبويه وحبتر, وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني: يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بولايتك فقلت: لا والله لا فعلت, لا والله لا كان ذلك أبداً, ثم قرأ هذه الآية: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}[71] يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشره الله أعمى يتكبكب في عرصات القيامة.[72]

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى,حدثنا علي بن عبيد الله, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن قيس بن أبي حازم, عن جرير بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله |: من مات على حب آل محمد مات شهيداً, ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له, ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً, ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان, ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير, ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها, ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له بابين من الجنة, ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمة, ألا ومن مات على حب آل محمد | مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله تعالى, ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً, ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.[73]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن عيسى رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي, عن محمد بن حسان السلمي, عن محمد بن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: نزل جبرئيل × على النبي | فقال: يا محمد, السلام يقرئك السلام ويقول: خَلقتُ السماوات السبع وما فيهن, والارضين السبع ومن عليهن, وما خلقت موضعاً أعظم من الركن والمقام, ولو أن عبداً دعاني هناك منذ خلقتُ السماوات والارضين ثم لقيني جاحداً لولاية علي لأكببته في سقر.[74]

 

* الكشي في رجاله, حمدويه قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن, عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله × قال: كتب أبو عبد الله × إلى أبي الخطاب: بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل وأن الصلاة رجل وأن الصيام رجل وأن الفواحش رجل وليس هو كما تقول, أنا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله، وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يُطاع من لا يُعرف وكيف يُعرف من لا يُطاع.[75]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن سهل بن زياد, عن إسماعيل بن مهران, عن الحسن القمي, عن إدريس بن عبد الله, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن تفسير هذه الآية: {ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين}[76] قال: عنى بها لم نك من أتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: {والسابقون السابقون * أولئك المقربون}[77] أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة: مصلي, فذلك الذي عنى حيث قال: {لم نك من المصلين}: لم نك من أتباع السابقين.[78]

 

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا × قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله | لعلي: من أحبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً.[79]

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي & قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي بن فضال, عن عاصم بن حميد الحناط, عن أبي حمزة الثمالي, عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو في الرحبة متكئاً, فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد عليّ وقال: أصبحت محباً لمحبنا, صابراً على بغض من يبغضنا، إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة, وإن مبغضنا بنى بناء فأسس {بنيانه على شفا جرف هار}[80], فكأن بنيانه قد هار {فانهار به في نار جهنم}[81], يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا, وإن مبغضنا لا يستطيع أن يحبنا, إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا، فلن يستطيع محبنا بغضنا, ولن يستطيع مبغضنا حبنا, ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب واحد {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}[82] يحب بهذا قوماً, ويحب بالآخر أعداءهم.[83]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد, عن المبارك, عن عبد الله بن جبلة, عن حميدة, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |: التاركون ولاية علي, المنكرون لفضله, المظاهرون أعداءه, خارجون من الاسلام من مات منهم على ذلك.[84]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس &: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه, عن جده, عن الحسن بن محبوب, عن الاحول, عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تبارك وتعالى: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب * ينادونهم ألم نكن معكم}[85] قال: فقال: أما إنها نزلت فينا وفي شيعتنا وفي المنافقين الكفار, أما إنه إذا كان يوم القيامة وحبس الخلائق في طريق المحشر ضرب الله سوراً من ظلمة فيه {باب باطنه فيه الرحمة} يعني النور, {وظاهره من قبله العذاب} يعني الظلمة فيصيرنا الله وشيعتنا في باطن السور الذي فيه الرحمة والنور, ويصير عدونا والكفار في ظاهر السور الذي فيه الظلمة, فيناديكم عدونا وعدوكم من الباب الذي في السور من ظاهره: {ألم نكن معكم} في الدنيا؟ نبياً ونبيكم واحد, وصلاتنا وصلاتكم وصومنا وصومكم وحجنا وحجكم واحد؟ قال: فيناديهم الملك من عند الله: {بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم} بعد نبيكم ثم توليتم وتركتم اتباع من أمركم به نبيكم, {وتربصتم} به الدوائر, {وارتبتم} فيما قال فيه نبيكم, {وغرتكم الاماني}, وما اجتمعتم عليه من خلافكم لاهل الحق, وغركم حلم الله عنكم في تلك الحال, حتى جاء الحق ويعني بالحق ظهور علي بن أبي طالب ومن ظهر من الائمة عليهم السلام بعده بالحق.

وقوله: {وغركم بالله الغرور} يعني الشيطان {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا}[86] أي لا توجد لكم حسنة تفدون بها أنفسكم {مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}[87].[88]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أبو القاسم الحسيني قال: حدثنا فرات بن ابراهيم, عن محمد بن ابراهيم, عن محمد بن الحسين بن ابراهيم, عن علوان بن محمد قال: حدثنا محمد بن معروف, عن السندي, عن الكلبي, عن جعفر بن محمد ‘ في قوله {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}[89] قال هو فلان وفلان {وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين}[90] زريق وحبتر {وما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الاولين}[91] وهما زريق وحبتر كانا يكذبان رسول الله | إلى قوله {إنهم لصالوا الجحيم}[92] هما {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}[93] يعني هما ومن تبعهما {كلا إن كتاب الابرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون - إلى قوله - عيناً يشرب بها المقربون}[94] وهم رسول الله | وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام {إن الذين أجرموا}[95] زريق وحبتر ومن تبعهما {كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون}[96] برسول الله | إلى آخر السورة فيهما.[97]

 

* كتاب سليم بن قيس, قال أبان عن سليم, قال: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله | ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة فقال أمير المؤمنين × - في حديث طويل - قالت فاطمة الزهراء سلام الله عليها: أنشدكم بالله أيها الناس, أما سمعتم رسول الله | يقول: إن ابنتي سيدة نساء أهل الجنة؟ قالوا: اللهم نعم, قد سمعناه من رسول الله |, قالت: أفسيدة نساء أهل الجنة تدعي الباطل وتأخذ ما ليس لها؟ أرأيتم لو أن أربعة شهدوا عليّ بفاحشة أو رجلان بسرقة أكنتم مصدقين علي؟ فأما أبو بكر فسكت, وأما عمر فقال: نعم, ونوقع عليك الحد فقالت: كذبت ولؤمت, إلا أن تقر أنك لست على دين محمد |, إن الذي يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة أو يقيم عليها حداً لملعون كافر بما أنزل الله على محمد | لأن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً لا تجوز عليهم شهادة لأنهم معصومون من كل سوء مطهرون من كل فاحشة, حدثني - يا عمر - من أهل هذه الآية؟! لو أن قوماً شهدوا عليهم أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرؤون منهم ويحدونهم؟ قال: نعم! وما هم وسائر الناس في ذلك إلا سواء قالت: كذبت وكفرت!! ما هم وسائر الناس في ذلك سواء! لأن الله عصمهم ونزل عصمتهم وتطهيرهم وأذهب عنهم الرجس, فمن صدّق عليهم فإنما يُكذّب الله ورسوله, فقال أبو بكر: أقسمت عليك يا عمر لما سكت, [...] الخبر.[98]

 

* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, عن علي بن الحسين المقري الكوفي، عن محمد بن حليم التمار, عن المخول بن ابراهيم, عن زيد بن كثير الجمحي, عن يونس بن ظبيان, عن المفضل بن عمر الجعفي, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ×: قال: لما قدم أبو محمد الحسن بن علي × من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين × ومهنين بالقدوم ودخلت عليه أزواج رسول الله | فقالت عائشة: والله يا أبا محمد ما فقد جدك إلا حيث فقد أبوك ولقد قلت يوم قام عندنا ناعيه قولاً صدقت فيه وما كذبت, فقال لها الحسن ×: عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول:

فبشرتها واستعجلت عن خمارها * وقد تستخف المعجلين البشائر

وأخبرها الركبان أن ليس بينها * وبين قرى نجران والشام كافر

فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عيناً بالاياب المسافر

ثم اتبعت الشعر بقولك: أما إذا قُتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء, فقالت له: يابن فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك بهذا عني؟! فقال لها: ما هذا غيب لانك أظهرتيه وسُمع منك, والغيب نبشُك عن جرد أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفك حتى صار جرحاً وإلا فاكشفي عنه وأريه من حولك من النساء, ثم إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة وأخذت منه أربعين ديناراً عدداً لا تعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي أمير المؤمنين × من تيم وعدي شكراً لقتل أمير المؤمنين ×, فقالت: يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله ابن هند, لقد شفى وأشفاني! فقالت لها أم سلمة زوجة رسول الله |: ويحك يا عائشة ما هذا منك بعجب وإني لأشهد عليك أن رسول الله | قال لي وأنت حاضرة وأم أيمن وميمونة: يا أم سلمة كيف تجديني في نفسك؟ فقلت: يا رسول الله أجده قُرباً ولا أبلغه وصفاً, فقال: فكيف تجدي علياً في نفسك؟ فقلت: لا يتقدمك يا رسول الله ولا يتأخر عنك وأنتما في نفسي بالسواء, فقال: شكر لله لك ذلك يا أم سلمة فلو لم يكن علي في نفسك مثلي لبرئت منك في الآخرة ولم ينفعك قربي منك في الدنيا, فقلتِ أنتِ لرسول الله |: وكذا كل أزواجك يا رسول الله؟ فقال: نعم, فقلتِ: لا والله ما أَجد لعلي فيَّ موضعاً, قربتنا فيه أو أبعدتنا, فقال لكِ: حسبك يا عائشة.

فقالت: يا أم سلمة يمضي محمد, ويمضي علي, ويمضي الحسن مسموماً, ويمضي الحسين مقتولاً كما خبرك جدهما رسول الله |, فقال لها الحسن ×: فما أخبرك جدي رسول الله | بأي موتة تموتين وإلى ما تصيرين؟ قالت له: ما أخبرني إلا بخير, فقال الحسن ×: والله لقد أخبرني جدي رسول الله | تموتين بالداء والدبيلة[99] وهي ميتة أهل النار وإنك تصيرين أنت وحزبك إلى النار, فقالت: يا حسن ومتى؟ فقال الحسن ×: حيث أخبرك بعداوتك علياً أمير المؤمنين × وإنشائك حرباً تخرجين فيها عن بيتك متأمرة على جمل ممسوخ من مردة الجن يقال له بكير, وإنك تسفكين دم خمسة وعشرين ألف رجل من المؤمنين الذين يزعمون أنك أمهم, قالت له: جدك أخبرك بهذا أم هذا من علم غيبك؟ قال لها: من علم غيب الله وعلم رسوله وعلم أمير المؤمنين ×, قال: فأعرضت عنه بوجهها وقالت في نفسها: والله لأتصدَّقن بأربعين وأربعين ديناراً ونهضت, فقال لها الحسن ×: والله لو تصدقت بأربعين قنطاراً ما كان ثوابك عليها إلا النار.[100]

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني محمد بن عبد الله قال: حدثني علي بن الحكم, عن أبان بن عثمان, عن محمد بن الفضيل الرزقي, عن أبي عبد الله, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: للنار سبعة أبواب: باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون, وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين, وباب يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة, لا يزاحمهم فيه أحد, وهو باب لظى، وهو باب سقر, وهو باب الهاوية تهوى بهم سبعين خريفاً وكلما هوى بهم سبعين خريفاً فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفاً ثم تهوي بهم كذلك سبعين خريقاً, فلا يزالون هكذا أبداً خالدين مخلدين, وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وأنه لأعظم الأبواب وأشدها حراً.

قال محمد بن الفضيل الرزقي: فقلت لأبي عبد الله ×: الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدك ‘ أنه يدخل منه بنو أمية يدخله من مات منهم على الشرك أو من أدرك منهم الاسلام؟ فقال: لا أم لك! ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار فهذا الباب يدخل فيه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أمية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار حطماً لا تسمع لهم فيها واعية, ولا يحيون فيها ولا يموتون.[101]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن منصور البزرج, عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله × قال سمعته يقول: إن أعمال العباد تُعرض كل خميس على رسول الله | فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً}[102] فقلت: جُعلت فداك أعمال من هذه؟!

قال ×: أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا.[103]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, القاسم بن محمد الهمداني قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا أبو الحسين يحيى بن محمد الفارسي, عن أبيه, عن أبي عبد الله, عن أبيه ‘ عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: خرجت ذات يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي قنبر فقلت له: يا قنبر ترى ما أرى؟ فقال ضوء الله عز وجل لك يا أمير المؤمنين عما عمى عنه بصري, فقلت: يا أصحابنا ترون ما أرى؟ فقالوا: لا قد ضوء الله لك يا أمير المؤمنين عما عمى عنه أبصارنا, فقلت: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لترونه كما أراه ولتسمعن كلامه كما أسمع فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة, مديد القامة, له عينان بالطول فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقلت: من أين أقبلت يا لعين؟ قال: من الأنام[104] فقلت: وأين تريد؟ قال: الأنام, فقلت: بئس الشيخ أنت, فقال: لم تقول هذا يا أمير المؤمنين؟ فوالله لأحدثنك بحديث عني عن الله عز وجل ما بيننا ثالث, فقلت: يا لعين عنك عن الله عز وجل ما بينكما ثالث؟ قال: نعم إنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي وسيدي ما أحسبك خلقت خلقاً هو أشقى مني؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: بلى قد خلقت من هو أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه, فانطلقت إلى مالك فقلت: السلام يقرء عليك السلام ويقول: أرني من هو أشقى مني فانطلق بي مالك إلى النار فرفع الطبق الأعلى فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً فقال لها: اهدئي فهدأت ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك سواداً وأشد حمى فقال لها: أخمدي فخمدت إلى أن انطلق بي إلى الطبق السابع وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الأولى فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً وجميع ما خلقه الله عز وجل فوضعت يدي على عيني وقلت: مرها يا مالك أن تخمَد وإلا خَمَدت, فقال: إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم فأمرها فخمدت فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها إلى فوق وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها, فقلت: يا مالك من هذان؟ فقال: أوما قرأت على ساق العرش وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته ونصرته بعلي, فقال: هذان من أعداء أولئك أو ظالميهم.[105]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × قال يبعث الله يوم القيامة قوماً بين أيديهم نور كالقباطي ثم يقال له كن هباءاً منثوراً ثم قال: أما والله يا أبا حمزة إنهم كانوا ليصومون ويصلون ولكن كانوا إذا عُرض لهم شيء من الحرام أخذوه, وإذا عُرض لهم شيء من فضل أمير المؤمنين × أنكروه, قال: والهباء المنثور هو الذي تراه يدخل البيت في الكوة من شعاع الشمس.[106]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن علي بن فضال, عن علي بن عقبة, عن عمر بن أبان, عن عبد الحميد الوابشي, عن أبي جعفر × قال: قلت له: إن لنا جار ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها؟ فقال سبحان الله وأعظم ذلك ألا أخبركم بمن هو شر منه؟ قلت: بلى! قال: الناصب لنا شر منه[107], أما إنه ليس من عبد يُذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغُفر له ذنوبه كلها, إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الإيمان, وإن الشفاعة لمقبولة وما تُقبل في ناصب, وإن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة, فيقول: يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك فيدخله الجنة وما له من حسنة وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: {فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}[108].[109]

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سليمان, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله الأصم, عن عبد الله بن بكير الأرجاني, قال: صحبت أبا عبد الله × في طريق مكة من المدينة, فنزلنا منزلاً يقال له: عسفان[110]، ثم مررنا بجبل أسود عن يسار الطريق موحش, فقلت له: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق مثل هذا! فقال لي: يابن بكير أتدري أي جبل هذا؟ قلت: لا, قال: هذا جبل يُقال له الكمد, وهو على واد من أودية جهنم, وفيه قتلة أبي الحسين ×, استودعهم فيه, تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم, وما يخرج من جب الجوى[111]، وما يخرج من الفلق[112]، وما يخرج من أثام[113]، وما يخرج من طينة الخبال[114]، وما يخرج من جهنم, وما يخرج من لظي ومن الحطمة, وما يخرج من سقر, وما يخرج من الحميم, وما يخرج من الهاوية, وما يخرج من السعير, وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان إليّ, وإني لأنظر إلى قتلة أبي وأقول لهما: هؤلاء فعلوا ما أسستما, لم ترحمونا إذ وليتم, وقتلتمونا وحرمتمونا, ووثبتم على حقنا, واستبددتم بالأمر دوننا, فلا رحم الله من يرحمكما, ذوقا وبال ما قدمتما, وما الله بظلام للعبيد[115], وأشدهما تضرعاً واستكانة الثاني, فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي, وربما طويت الجبل الذي هما فيه, وهو جبل الكمد.

قال: قلت له: جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع, قال: أسمع أصواتهما يناديان: عرِّج علينا نكلمك فإنا نتوب, وأسمع من الجبل صارخاً يصرخ بي: أجبهما, وقل لهما: {اخسؤوا فيها ولا تكلمون}[116] قال: قلت له: جُعلت فداك ومن معهم؟

قال: كل فرعون عتى على الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علَّم العباد الكفر, فقلت: من هم؟ قال: نحو بولس الذي علَّم اليهود أن يد الله مغلولة, ونحو نسطور الذي علَّم النصاري أن المسيح ابن الله, وقال لهم: هم ثلاثة, ونحو فرعون موسى الذي قال: أنا ربكم الأعلى, ونحو نمرود الذي قال: قهرت أهل الارض وقتلت من في السماء, وقاتل أمير المؤمنين ×, وقاتل فاطمة ومحسن, وقاتل الحسن والحسين ‘, فأما معاوية وعمرو[117] فما يطمعان في الخلاص, ومعهم كل من نصب لنا العداوة, وأعان علينا بلسانه ويده وماله, [...] الخبر.[118]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن علي بن محمد الرملي قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق المروزي قال: حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا اسماعيل بن أبان, عن يحيى بن أبي كثير, عن أبيه, عن أبي هارون العبدي, عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: كنا بمنى مع رسول الله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال |: هو الذي أخرج أباكم من الجنة فمضى إليه علي × غير مكترث فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى, واليسرى في اليمنى, ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي, مالك تريد قتلي؟! فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه, ولقد شاركت مبغضيك في الاموال والاولاد وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه {وشاركهم في الاموال والاولاد}[119].

قال النبي |: صدق يا علي, لا يبغضك من قريش إلا سفاحي, ولا من الانصار إلا يهودي, ولا من العرب إلا دعي, ولا من سائر الناس إلا شقي, ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها, ثم أطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار اعرضوا أولادكم على محبة علي فإن أجابوا فهم منكم, وإن أبوا فليسوا منكم.

قال جابر بن عبد الله فكنّا نعرض حب علي × على أولادنا فمن أحب علياً علِمنا أنه من أولادنا ومن أبغض علياً انتفينا منه.[120]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة,أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن علي، عن علي بن محمد، عن عبد المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: كنت عند أبي عبد الله × جالساً، إذ دخل آذنه فقال: قوم من أهل البصرة يستأذنون عليك, قال: كم عددهم؟ قال: لا أدري, قال: اذهب فعدهم وأخبرني, قال: فلما مضى الغلام قال أبو عبد الله ×: عدة القوم اثنا عشر رجلاً، وإنما أتوا يسألوني عن حرب طلحة والزبير، ودخل آذنه فقال: القوم اثنا عشر رجلاً, فَأَذِن لهم، فدخلوا، فقالوا: نسألك؟ فقال: سلوا, قالوا: ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك, قال: إذن تكفرون يا أهل البصرة, فقالوا: لا نكفر, قال: كان علي × مؤمناً منذ بعث الله نبيه إلى أن قبضه الله إليه، لم يؤمر عليه النبي | أحداً قط، ولم يكن في سرية إلا كان أميرها، وإن طلحة والزبير أتياه لما قتل عثمان فبايعاه أول الناس طائعين غير كارهين، وهما أول من غدر به، ونكثا عليه، ونقضا بيعته، وهمَّا به كما همَّ به من كان قبلهما، وخرجا بعائشة معهما يستعطفانها الناس، وكان من أمرهما وأمره ما قد بلغكم, قالوا: فإن طلحة والزبير صنعا ما صنعا، فما حال عائشة؟ قال: عائشة كبير جرمها، عظيم إثمها، ما أُهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها، ولقد عهد إليه النبي | وقال: لا بد من أن تقاتل الناكثين, وهم أهل البصرة، والقاسطين وهم أهل الشام، والمارقين وهم أهل النهروان، فقاتلهم علي × جميعاً, قال القوم: إن كان هذا قاله النبي فقد دخل القوم جميعاً في أمر عظيم! قال أبو عبد الله ×: إنكم ستنكرون, قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال: وما طويت عنكم أكثر، أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم، فتكفرون أعظم من كفرهم, [...] الخبر.[121]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله, عن موسى بن عمران, عن عمه الحسين بن يزيد, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله ×: لأي علة يكبر على الميت خمس تكبيرات ويُكبِّر مخالفونا بأربع تكبيرات؟ قال: لأن الدعائم التي بني عليها الاسلام خمس, الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية لنا أهل البيت, فجعل الله عز وجل للميت من كل دعامة تكبيرة, وإنكم أقررتم بالخمس كلها, وأقرَّ مخالفوكم بأربع وأنكروا واحدة فمن ذاك يكبرون على موتاهم أربع تكبيرات وتكبرون خمساً.[122]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن حماد بن عثمان, وهشام بن سالم, عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | يُكبِّر على قوم خمساً وعلى قوم آخرين أربعاً, فإذا كبَّر على رجل أربعاً اتُهم, يعني بالنفاق.[123]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, محمد بن علي ماجيلويه, عن محمد بن يحيى العطار, عن جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا أحمد بن هيثم, عن علي بن خطاب الخلال, عن ابراهيم بن محمد ابن حمران قال: خرجنا إلى مكة فدخلنا على أبي عبد الله × فذكر الصلاة على الجنائز فقال: كان يُعرف المؤمن والمنافق بتكبير رسول الله | على المؤمن خمساً وعلى المنافق أربعاً.[124]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن النوفلي, عن السكوني, عن أبي عبد الله × قال: سُئل كيف أصنع إذا خرجت مع الجنازة, أمشي أمامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها؟ فقال: إن كان مخالفاً فلا تمش أمامه فإن ملائكة العذاب يستقبلونه بألوان العذاب.[125]

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثني جعفر بن إسماعيل البزاز الكوفي قال: حدثني عبد الله بن الفضل, عن ثابت بن دينار, عن سعيد بن جبير, عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله |: من أنكر إمامة علي بعدي كان كمن أنكر نبوتي في حياتي, ومن أنكر نبوتي كان كمن أنكر ربوبية ربه عز وجل.[126]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى صاحب كتاب الواحدة أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور &, عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش, عن مورق العجلي, عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه - في حديث طويل - قال: قال رسول الله |: يا أبا ذر هذا - يعني أمير المؤمنين × - راية الهدى, وكلمة التقوى, والعروة الوثقى, وإمام أوليائي ونور من أطاعني, وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين, فمن أحبه كان مؤمناً ومن أبغضه كان كافراً, ومن ترك ولايته كان ضالاً مضلاً, ومن جحد ولايته كان مشركاً يا أبا ذر يؤتى بجاحد ولاية علي يوم القيامة أصم وأعمى وأبكم فيكبكب[127] في ظلمات القيامة ينادي: {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}[128] وفي عنقه طوق من نار, لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة, على كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح[129] من جوف قبره إلى النار, [...] الخبر.[130]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيدالله بن موسى, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه والحسين بن أبي العلا وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفي جميعهم عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قوله: {إنما أنا بشر مثلكم}[131] قال: يعني في الخلق إنه مثلهم مخلوق {يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[132] قال: لا يتخذ مع ولاية آل محمد ولاية غيرهم وولايتهم العمل الصالح فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها وجحد أمير المؤمنين × حقه وولايته.

قلت قوله: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري}[133] قال: يعني بالذكر ولاية علي × وهو قوله ذكري, قلت قوله {لا يستطيعون سمعاً}[134] قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي × عندهم ان يسمعوا ذكره لشدة بغض له وعداوة منهم له ولاهل بيته, قلت قوله {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً}[135] قال ×: يعنيهما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء وكانوا يرون أنهم بحبهم إياهما إنهما ينجيانهم من عذاب الله وكانوا بحبهما كافرين, قلت قوله {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً} أي منزلاً فهي لهما ولاشياعهما عتيدة عند الله, قلت قوله {نزلاً} قال: مأوى ومنزلاً.[136]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح,روي عن سليمان الأعمش, عن سمرة بن عطية, عن سلمان الفارسي قال: إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر, وتحث على بيعة علي ×, فبلغ أبا بكر ذلك, فأحضرها واستتابها فأبت عليه, فقال: يا عدوة الله أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون, فما قولك في إمامتي؟ قالت: ما أنت بامام, قال: فمن أنا؟ قالت أمير قومك اختارك قومك وولوك, فإذا كرهوك عزلوك, فالامام المخصوص من الله ورسوله يعلم ما في الظاهر والباطن, وما يحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر, وإذا قام في شمس أو قمر فلا فيء له, ولا تجوز الإمامة لعابد وثن, ولا لمن كفر ثم أسلم, فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة؟ قال: أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده! فقالت: كذبت على الله, ولو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك, فقال عز وجل: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}[137] ويلك إن كنت إماماً حقاً فما اسم السماء الدنيا الأولى والثانية, والثالثة, والرابعة, والخامسة, والسادسة, والسابعة؟ فبقى أبو بكر لا يحير جواباً, ثم قال: اسمها عند الله الذي خلقها. قالت: لو جاز للنساء أن يعلمن الرجال لعلمتك, فقال: يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء سماء وإلا قتلتك, قالت: أبالقتل تهددني؟! والله ما أبالي أن يجري قتلي على يدي مثلك ولكني أخبرك.

أما السماء الدنيا الاولى فأيلول, والثانية زبنول، والثالثة سحقوم, والرابعة ذيلول، والخامسة ماين, والسادسة ماحيز والسابعة أيوث, فبقي أبو بكر ومن معه متحيرين, وقالوا لها: ما تقولين في علي؟ قالت: وما عسى أن أقول في إمام الائمة, ووصي الأوصياء, من أشرق بنوره الارض والسماء, ومن لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته, ولكنك ممن نكث واستبدل, وبعت دينك بدنياك, قال أبو بكر: اقتلوها فقد ارتدت, فقُتلت, وكان علي × في ضيعة له بوادي القرى فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها, وإذا عند قبرها أربعة طيور بيض, مناقيرها حمر, في منقار كل واحد حبة رمان كأحمر ما يكون وهي تدخل في فرجة في القبر, فلما نظر الطيور إلى علي × رفرفن وقرقرن, فأجابها بكلام يشبه كلامها وقال: أفعل إن شاء الله, ووقف على قبرها ومد يده إلى السماء وقال: يا محيي النفوس بعد الموت, ويا منشئ العظام الدارسات, أحي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك, فإذا بهاتف يقول: امض لأمرك يا أمير المؤمنين, وخرجت أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس, وقالت: يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك, فأبي الله لنورك إلا ضياء, وبلغ أبا بكر وعمر ذلك فبقيا متعجبين فقال لهما سلمان: لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي الأولين والآخرين لأحياهم, وردها أمير المؤمنين × إلى زوجها, وولدت غلامين له, وعاشت بعد علي ستة أشهر.[138]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روى الاصبغ بن نباتة قال: كنت يوماً مع مولانا أمير المؤمنين × إذ دخل عليه نفر من أصحابه منهم أبو موسى الاشعري وعبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليمان وغيرهم فقالوا: يا أمير المؤمنين أرنا شيئاً من معجزاتك التي خصك الله بها, فقال ×: ما أنتم وذلك وما سؤالكم عما لا ترضون به؟ والله تعالى يقول: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني إني لا أعذب أحداً من خلقي إلا بحجة وبرهان وعلم وبيان, لأن رحمتي سبقت غضبي, وكتبت الرحمة عليّ, فأنا الراحم الرحيم وأنا الودود العلي, وأنا المنان العظيم, وأنا العزيز الكريم, فإذا أرسلت رسولاً أعطيته برهاناً وأنزلت عليه كتاباً, فمن آمن بي وبرسولي فأولئك هم المفلحون الفائزون, ومن كفر بي وبرسولي فأولئك هم الخاسرون الذين استحقوا عذابي.

فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن آمنا بالله وبرسوله وتوكلنا عليه, فقال علي ×: اللهم اشهد على ما يقولون وأنا العليم الخبير بما يفعلون, ثم قال ×: قوموا على اسم الله وبركاته, قال فقمنا معه حتى أتى بالجبانة ولم يكن في ذلك الموضع ماء, قال: فنظرنا فإذا روضة خضراء ذات ماء, وإذا في الروضة غُدران[139] وفي الغدران حيتان, فقلنا: والله إنها لدلالة الإمامة فأرنا غيرها يا أمير المؤمنين وإلا قد أدركنا بعض ما أردنا, فقال ×: حسبي الله ونعم الوكيل, ثم أشار بيده العليا نحو الجبانة فإذا قصور كثيرة مكللة بالدر والياقوت والجواهر وأبوابها من الزبرجد الاخضر, وإذا في القصور حور وغلمان وأنهار وأشجار وطيور ونبات كثيرة, فبقينا متحيرين متعجبين, وإذا وصائف وجواري وولدان وغلمان كالؤلؤ المكنون.

فقالوا: يا أمير المؤمنين لقد اشتد شوقنا إليك وإلى شيعتك وأوليائك فأومأ إليهم بالسكوت, ثم ركض الارض برجله فانفلقت الارض عن منبر من ياقوت أحمر فارتقى إليه, فحمد الله وأثنى عليه, وصلى على نبيه | ثم قال: غمضوا أعينكم, فغمضنا أعيننا, فسمعنا حفيف أجنحة الملائكة بالتسبيح والتهليل والتحميد والتعظيم والتقديس, ثم قاموا بين يديه قالوا: مرنا بأمرك يا أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين صلوات الله عليك, فقال ×: يا ملائكة ربي ائتوني الساعة بإبليس الابالسة وفرعون الفراعنة, قال: فوالله ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده, فقال ×: ارفعوا أعينكم, قال: فرفعنا أعيننا ونحن لا نستطيع أن ننظر إليه من شعاع نور الملائكة فقلنا: يا أمير المؤمنين الله الله في أبصارنا فما ننظر شيئاً البتة, وسمعنا صلصلة السلاسل واصطكاك الاغلال, وهبت ريح عظيمة, فقالت الملائكة: يا خليفة الله زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب, فقلنا: يا أمير المؤمنين الله الله في أبصارنا ومسامعنا, فوالله ما نقدر على احتمال هذا السر والقدر, قال: فلما جروه بين يديه قام وقال: واويلاه من ظلم آل محمد واويلاه من اجترائي عليهم, ثم قال: يا سيدي ارحمني فإني لا أحتمل هذا العذاب, فقال ×: لا رحمك الله ولا غفر لك أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان, ثم التفت إلينا وقال ×: أنتم تعرفون هذا باسمه وجسمه؟ قلنا: نعم يا أمير المؤمنين, فقال ×: سلوه حتى يخبركم من هو, فقالوا: من أنت؟ فقال: أنا إبليس الابالسة وفرعون هذه الامة أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين, وأنكرت آياته ومعجزاته, ثم قال أمير المؤمنين ×: يا قوم غمضوا أعينكم, فغمضنا أعيننا فتكلم × بكلام أخفى, فإذا نحن في الموضع الذي كنا فيه لا قصور ولا ماء ولا غدران ولا أشجار, قال الاصبغ بن نباتة رضي الله عنه: والذي أكرمني بما رأيت من تلك الدلائل والمعجزات ما تفرق القوم حتى ارتابوا وشكّوا!, وقال بعضهم: سحر وكهانة وإفك! فقال أمير المؤمنين ×: إن بني إسرائيل لم يعاقبوا ولم يمسخوا إلا بعد ما سألوا الآيات والدلالات, فقد حلت عقوبة الله بهم, والآن حلت لعنة الله فيكم وعقوبته عليكم, قال الاصبغ بن نباته رضي الله عنه: إني أيقنت أن العقوبة حلت بتكذيبهم الدلالات والمعجزات.[140]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينه قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا × قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر, عن أبيه عن آبائه علي بن أبي طالب ×, قال كنت جالساً عند الكعبة وإذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر وفي يده عكازة وعلى رأسه برنس أحمر وعليه مدرعة من الشعر فدنا إلى النبي | وهو مسند ظهره إلى الكعبة, فقال: يا رسول الله ادع لي بالمغفرة, فقال النبي |: خاب سعيك يا شيخ وضل عملك, فلما تولى الشيخ قال: يا أبا الحسن أتعرفه؟ قلت اللهم لا, قال: ذلك اللعين إبليس, قال علي ×: فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لأخنقه, فقال لي: لا تفعل يا أبا الحسن فإني {من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}[141] ووالله يا علي إني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلا شركت أباه في أمه فصار ولد الزنا, فضحكت وخليت سبيله.[142]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن اسمعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد الله × قال: دخل رجل على أبي عبد الله × فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه فقال: مه هذا إسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين ×, الله سماه به ولم يُسمَّ به أحد غيره فرضي به الا كان منكوحاً, وإن لم يكن به ابتلي به, وهو قول الله في كتابه: {إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً}[143] قال قلت: فماذا يُدعى به قائمكم؟

قال: يقال له السلام عليك يا بقية الله, السلام عليك يا بن رسول الله.[144]

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا علي بن أسباط, عن محمد بن يحيى أخي مغلس, عن العلاء بن رزين, عن محمد بن مسلم, عن أحدهما عليهما السلام: قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع, فهل ينفعه ذلك شيئاً؟ فقال: يا محمد إنما مَثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل, وكان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب, وإن رجلاً منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يُستجب له فأتى عيسى ابن مريم × يشكو إليه ما هو فيه, ويسأله الدعاء له, فتطهر عيسى وصلى ثم دعا فأوحى الله إليه: يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه, إنه دعاني وفي قلبه شك منك, فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له, فالتفت عيسى × فقال: تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ قال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت, فاسأل الله أن يُذهب به عني, فدعا له عيسى ×, فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته, كذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا.[145]

* الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال, أبي & قال: حدثني أحمد بن إدريس, عن محمد بن أحمد, عن ابراهيم بن اسحاق, عن عبد الله ابن حماد, عن عبد الله بن بكر, عن حمران ابن اعين, عن أبي جعفر × قال: لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل, وكل نبي بعثه الله, وكل صديق, وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عز وجل من النار ما أخرجه الله أبداً, والله عز وجل يقول في كتابه {ماكثين فيه أبداً}[146].[147]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الامام ×: قال موسى بن جعفر ‘: {وإذا لقوا}[148] هؤلاء الناكثون للبيعة، المواطئون على مخالفة علي × ودفع الأمر عنه {الذين آمنوا قالوا آمنا}[149] كإيمانكم، إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار قالوا لهم: آمنا بمحمد |، وسلمنا له بيعة علي × وفضله، وانقدنا لأمره كما آمنتم, وإن أولهم، وثانيهم وثالثهم إلى تاسعهم ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه، فإذا لقوهم اشمأزوا منهم، وقالوا: هؤلاء أصحاب الساحر والأهوج يعنون محمداً وعليا صلوات الله عليهما, ثم يقول بعضهم لبعض: احترزوا منهم لا يقفون من فلتات كلامكم على كفر محمد فيما قاله في علي، فينموا عليكم فيكون فيه هلاككم، فيقول أولهم: انظروا إليّ كيف أسخر منهم، وأكف عاديتهم عنكم, فإذا التقوا، قال أولهم: مرحباً بسلمان ابن الاسلام الذي قال فيه محمد سيد الانام: لو كان الدين معلقاً بالثريا لتناوله رجلاً من أبناء فارس، هذا أفضلهم يعنيك, وقال فيه: سلمان منا أهل البيت، فقرنه بجبرئيل الذي قال له يوم العباء لما قال لرسول الله |: وأنا منكم ؟ فقال: وأنت منا، حتى ارتقى جبرئيل إلى الملكوت الاعلى يفتخر على أهله ويقول: من مثلي بخ بخ، وأنا من أهل بيت محمد |.

ثم يقول للمقداد: ومرحباً بك يا مقداد، أنت الذي قال فيك رسول الله | لعلي ×: يا علي المقداد أخوك في الدين وقد قُدَّ منك، فكأنه بعضك، حباً لك, وبغضاً لاعدائك وموالاة لاوليائك، لكن ملائكة السماوات والحجب أكثر حباً لك منك لعلي ×، وأشد بغضاً على أعدائك منك على أعداء علي × فطوباك ثم طوباك.

ثم يقول لابي ذر: مرحباً بك يا أبا ذر وأنت الذي قال فيك رسول الله |: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر, قيل: بماذا فضله الله تعالى بهذا وشرفه؟ قال رسول الله |: لانه كان بفضل علي أخي رسول الله قَوّالاً، وله في كل الاحوال مَدّاحاً، ولشانئيه وأعدائه شانئاً، ولاوليائه وأحبائه موالياً، وسوف يجعله الله عز وجل في الجنان من أفضل سكانها، ويخدمه ما لا يعرف عدده إلا الله من وصائفها وغلمانها وولدانها.

ثم يقول لعمار بن ياسر: أهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا عمار، نلت بموالاة أخي رسول الله مع أنك وادع[150] رافه[151] لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليلاً ونهاراً، يعني الليل قياماً والنهار صياماً، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له, مرحباً بك قد رضيك رسول الله | لعلي أخيه مصافياً، وعنه مناوياً حتى أخبر أنك ستقتل في محبته، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته، وفقني الله تعالى لمثل عملك وعمل أصحابك ممن يوفر على خدمة محمد رسول الله |، وأخي محمد علي ولي الله، ومعاداة أعدائهما بالعداوة، ومصافات أوليائهما بالموالاة والمتابعة سوف يسعدنا الله يومنا هذا إذا التقيناكم.

فيقبل سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمرهم الله، ويجوزون عنهم, فيقول الاول لاصحابه: كيف رأيتم سخريتي بهؤلاء، وكفي عاديتهم عني وعنكم؟! فيقولون: لا تزال بخير ما عشت لنا, فيقول لهم: فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا فإن اللبيب العاقل من تجرع على الغصة حتى ينال الفرصة, ثم يعودون إلى أخدانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله | فيما أداه إليهم عن الله عز وجل من ذكر وتفضيل أمير المؤمنين × ونصبه إماماً على كافة المكلفين, {قالوا} لهم {إنا معكم إنما نحن}[152] على ما واطأناكم عليه من دفع علي عن هذا الامر إن كانت لمحمد كائنة، فلا يغرنكم ولا يهولنكم ما تسمعونه منا من تقريظهم وترونا نجترئ عليهم من مداراتهم ف‍ {إنما نحن مستهزؤن}[153] بهم, فقال الله عز وجل: يا محمد {الله يستهزئ بهم}[154] ويجازيهم جزاء استهزائهم في الدنيا والآخرة {ويمدهم في طغيانهم}[155] يمهلهم ويتأنى بهم برفقه، ويدعوهم إلى التوبة، ويعدهم إذا تابوا المغفرة، وهم يعمهون لا ينزعون عن قبيح، ولا يتركون أذى لمحمد | وعلي يمكنهم إيصاله إليهما إلا بلغوه.

قال الامام العالم ×: فأما استهزاء الله تعالى بهم في الدنيا فهو أنه مع إجرائه إياهم على ظاهر أحكام المسلمين لاظهارهم ما يظهرونه من السمع والطاعة، والموافقة يأمر رسول الله | بالتعريض لهم حتى لا يخفى على المخلصين من المراد بذلك التعريض، ويأمره بلعنهم, وأما استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أن الله عز وجل إذا أقرهم في دار اللعنة والهوان وعذبهم بتلك الالوان العجيبة من العذاب، وأقر هؤلاء المؤمنين في الجنان بحضرة محمد | صفي الملك الديان، أطلعهم على هؤلاء المستهزئين الذين كانوا يستهزؤن بهم في الدنيا حتى يروا ماهم فيه من عجائب اللعائن وبدائع النقمات، فتكون لذتهم وسرورهم بشماتتهم بهم، كما كان لذتهم وسرورهم بنعيمهم في جنان ربهم, فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين والمنافقين بأسمائهم وصفاتهم، وهم على أصناف: منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه, ومنهم من هو بين مخالب سباعها تعبث به وتفترسه, ومنهم من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها[156] تقع من أيديها عليه ما تشدد في عذابه، وتعظم خزيه ونكاله, ومنهم من هو في بحار حميمها يغرق، ويسحب فيها, ومنهم من هو في غسلينها وغساقها يزجره فيها زبانيتها, ومنهم من هو في سائر أصناف عذابها, والكافرون والمنافقون ينظرون، فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمد وعلي وآلهما صلوات الله عليهم يعتقدون ويرون: منهم من هو على فرشها يتقلب, ومنهم من هو في فواكهها يرتع, ومنهم من هو في غرفها أو في بساتينها ومنتزهاتها يتبحبح، والحور العين والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم، وطائفون بالخدمة حواليهم، وملائكة الله عز وجل يأتونهم من عند ربهم بالحباء والكرامات وعجائب التحف والهدايا والمبرات، يقولون لهم: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار, فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين: يا فلان ! ويا فلان ! ويا فلان ! حتى ينادونهم بأسمائهم ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون؟ هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتخلصوا من عذابكم، وتلحقوا بنا في نعيمها, فيقولون: يا ويلنا أنى لنا هذا؟! ف‍يقول المؤمنون: انظروا إلى هذه الابواب, فينظرون إلى أبواب من الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون، ويقدرون أنهم يتمكنون أن يتخلصوا إليها، فيأخذون بالسباحة في بحار حميمها، وعدوا بين أيدي زبانيتها وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك وهذه الاصناف من العذاب تمسهم، حتى إذا قدروا أن قد بلغوا تلك الابواب وجدوها مردومة عنهم وتدهدههم[157] الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلى سواء الجحيم, ويستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم فذلك قول الله تعالى {الله يستهزئ بهم}[158] وقوله عز وجل: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون}[159].[160]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن سلمة بن الخطاب, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً}[161] قال: كان رسول الله | دعا قريشاً إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا, فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا الذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت: أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً, تعييراً منهم, فقال الله رداً عليهم: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن}[162] من الامم السالفة {هم أحسن أثاثا ورئياً}[163].

قلت قوله: {من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً}[164] قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين × ولا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين, فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شراً مكاناً وأضعف جنداً, قلت قوله: {حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنداً}[165] قال: أما قوله: {حتى إذا رأوا ما يوعدون} فهو خروج القائم وهو الساعة, فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي قائمه, فذلك قوله: {من هو شر مكاناً} يعني عند القائم وأضعف جنداً.

قلت قوله: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}[166] قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى بإتباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه, قلت قوله: {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً}[167] قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده فهو العهد عند الله, قلت قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}[168] قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى, قلت: {فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لداً}[169] قال: إنما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين × علماً, فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين وهم الذين ذكرهم الله في كتابه لداً أي كفاراً.

قال: وسألته عن قول الله: {لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون}[170] قال: لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون عن الله وعن رسوله وعن وعيده {لقد حق القول على أكثرهم}[171] ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين × والائمة من بعده {فهم لا يؤمنون}[172] بإمامة أمير المؤمنين والاوصياء من بعده, فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الاذقان فهم مقمحون}[173] في نار جهنم, ثم قال: {وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خفلهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون}[174] عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين × والائمة من بعده هذا في الدنيا وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون, ثم قال: يا محمد {وسواء عليهمء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}[175] بالله وبولاية علي ومن بعده, ثم قال: {إنما تنذر من اتبع الذكر}[176] يعني أمير المؤمنين × {وخشي الرحمن بالغيب فبشره}[177] يا محمد {بمغفرة وأجر كريم}[178].[179]

 

* كتاب سليم بن قيس, أبان عن سليم, قال: سمعت علي بن أبي طالب × يقول قبل وقعة صفين: إن هؤلاء القوم لن ينيبوا إلى الحق ولا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم حتى يرموا بالعساكر تتبعها العساكر, وحتى يردفوا بالكتائب تتبعها الكتائب, وحتى يجر ببلادهم الخميس[180] تتبعها الخميس, وحتى تشن الغارات عليهم من كل فج عميق, وحتى يلقاهم قوم صدق صبر لا يزيدهم هلاك من هلك من قتلاهم وموتاهم في سبيل الله إلا جداً في طاعة الله.

والله لقد رأيتنا مع رسول الله | نقتل آبائنا وأبنائنا وأخوالنا وأعمامنا وأهل بيوتاتنا, ثم لا يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً وجداً في طاعة الله واستقلالاً بمبارزة الأقران, وإن كان الرجل منا والرجل من عدونا ليتصاولان تصاول الفحلين, يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس الموت, فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا, فلما رآنا الله صدقاً وصبراً أنزل الكتاب بحسن الثناء علينا والرضا عنا وأنزل علينا النصر, ولست أقول إن كل من كان مع رسول الله | كذلك, ولكن أعظمهم وجلّهم وعامتهم كانوا كذلك, ولقد كانت معنا بطانة لا تألونا خبالاً[181], قال الله عز وجل: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}[182] ولقد كان منهم بعض من تفضله أنت وأصحابك يا ابن قيس فارين, فلا رمى بسهم ولا ضرب بسيف ولا طعن برمح, إذا كان الموت والنزال لاذ وتوارى واعتل, ولاذ كما تلوذ النعجة العوراء لا تدفع يد لامس, وإذا لقي العدو فر ومنح العدو دبره جبناً ولؤماً, وإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم, كما قال الله: {سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير}[183] فلا يزال قد استأذن رسول الله | في ضرب عنق الرجل الذي ليس يريد رسول الله | قتله, فأبى عليه, ولقد نظر رسول الله | يوماً وعليه السلاح تام, فضحك رسول الله | ثم قال يكنيه: أبا فلان, اليوم يومك فقال الأشعث: ما أعلمني بمن تعني إن ذلك يفر منه الشيطان[184], قال ×: يابن قيس, لا آمن الله روعة الشيطان إذ قال.

ثم قال: ولو كنا حين كنا مع رسول الله | وتصيبنا الشدائد والأذى والبأس فعلنا كما تفعلون اليوم لما قام لله دين ولا أعز الله الاسلام, وأيم الله لتحتلبنها دماً وندماً وحسرة, فاحفظوا ما أقول لكم واذكروه, فليسلطن عليكم شراركم والأدعياء منكم والطلقاء والطرداء والمنافقون, فليقتلنكم ثم لتدعن الله فلا يستجيب لكم ولا يرفع البلاء عنكم حتى تتوبوا وترجعوا فإن تتوبوا وترجعوا يستنقذكم الله من فتنتهم وضلالتهم كما استنقذكم من شركم وجهالتكم, ألا إن[185] العجب كل العجب من جهال هذه الامة وضلالها وقادتها وساقتها إلى النار لأنهم قد سمعوا رسول الله | يقول عوداً وبدءاً: ما ولَّت أمة رجلاً قط أمرها وفيهم أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا, فولوا أمرهم قبلي ثلاثة رهط ما منهم رجل جمع القرآن ولا يدعي أن له علماً بكتاب الله ولا سنة نبيه, وقد علموا يقيناً أني أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه وأفقههم وأقرأهم لكتاب الله, وأقضاهم بحكم الله, وأنه ليس رجل من الثلاثة له سابقة مع رسول الله | ولا عناء معه في جميع مشاهده, فلا رمى بسهم ولا طعن برمح ولا ضرب بسيف جبناً ولؤماً ورغبة في البقاء, وقد علموا أن رسول الله | قاتل بنفسه فقتل أبي بن خلف وقتل مسجع بن عوف, وكان من أشجع الناس وأشدهم لقاء وأحقهم بذلك, وقد علموا يقيناً أنه لم يكن فيهم أحد يقوم مقامي, ولا يبارز الأبطال ولا يفتح الحصون غيري, ولا نزلت برسول الله | شديدة قط ولا كربه أمر ولا ضيق ومستصعب من الأمر إلا قال: أين أخي علي, أين سيفي, أين رمحي, أين المفرج غمي عن وجهي, فيقدمني, فأتقدم فأفديه بنفسي ويكشف الله بيدي الكرب عن وجهه, ولله عز وجل ولرسوله بذلك المن والطول حيث خصني بذلك ووفقني له, لم يكن لأبي بكر وعمر أي سابقة في الدين وإن بعض من سميت ما كان ذا بلاء ولا سابقة ولا مبارزة قرن ولا فتح ولا نصر غير مرة واحدة, ثم فر ومنح عدوه دبره ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه وقد فر مراراً فإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم وتغير وأمر ونهى, ولقد نادى ابن عبد ود يوم الخندق باسمه, فحاد عنه ولاذ بأصحابه حتى تبسم رسول الله | مما رآى به من الرعب وقال |: أين حبيبي علي؟ تقدم يا حبيبي يا علي.

وهو القائل يوم الخندق لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب والرأي: والله إن ندفع محمداً إليهم برمته نسلم من ذلك, حين جاء العدو من فوقنا ومن تحتنا كما قال الله تعالى: {وزلزلوا زلزالاً شديداً * وظنوا بالله الظنونا * وقال المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً}[186] فقال له صاحبه: لا, ولكن نتخذ صنماً عظيماً نعبده لأنا لا نأمن أن يظفر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا ولكن يكون هذا الصنم لنا ذخراً فإن ظفرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أنا لن نفارق ديننا, وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سراً, فنزل جبرئيل × فأخبر النبي | بذلك, ثم خبر به رسول الله | بعد قتلي ابن عبد ود, فدعاهما فقال: كم صنم عبدتما في الجاهلية؟ فقالا: يا محمد, لا تعيرنا بما مضى في الجاهلية, فقال | لهما: فكم صنم تعبدان يومكما هذا؟ فقالا: والذي بعثك بالحق نبياً ما نعبد إلا الله منذ أظهرنا من دينك ما أظهرنا, فقال: يا علي, خذ هذا السيف, فانطلق إلى موضع كذا وكذا فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فاهشمه, فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه, فانكبا على رسول الله | فقالا: استرنا سترك الله! فقلت أنا لهما: اضمنا لله ولرسوله أن لا تعبدا إلا الله ولا تشركا به شيئاً, فعاهدا رسول الله | على ذلك, وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضعه وكسرت وجهه ويديه وجذمت رجليه, ثم انصرفت إلى رسول الله |, فوالله لقد عرفت ذلك في وجههما عليّ حتى ماتا[187], ثم انطلق هو وأصحابه حين قبض رسول الله | فخاصموا الأنصار بحقي, فإن كانوا صدقوا واحتجوا بحق أنهم أولى من الأنصار لأنهم من قريش ورسول الله | من قريش, فمن كان أولى برسول الله | كان أولى بالأمر, وإنما ظلموني حقي, وإن كانوا احتجوا بباطل فقد ظلموا الأنصار حقهم, والله يحكم بيننا وبين من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا, ابتلاء والعجب لما قد أشربت قلوب هذه الامة من حبهم وحب من صدهم عن سبيل ربهم وردهم عن دينهم والله, لو أن هذه الامة قامت على أرجلها على التراب ووضعت الرماد على رؤوسها وتضرعت إلى الله ودعت إلى يوم القيامة على من أضلهم وصدهم عن سبيل الله ودعاهم إلى النار وعرضهم لسخط ربهم وأوجب عليهم عذابه بما أجرموا إليهم لكانوا مقصرين في ذلك, وذلك أن المحق الصادق والعالم بالله ورسوله يتخوف إن غير شيئاً من بدعهم وسننهم وأحداثهم, وعادته العامة, ومتى فعل شاقوه وخالفوه وتبرؤا منه وخذلوه وتفرقوا عن حقه, وإن أخذ ببدعهم وأقر بها وزينها ودان بها أحبته وشرفته وفضلته, والله لو ناديت في عسكري هذا بالحق الذي أنزل الله على نبيه وأظهرته ودعوت إليه وشرحته وفسرته على ما سمعت من نبي الله | فيه ما بقي فيه إلا أقله وأذله وأرذله ولاستوحشوا منه ولتفرقوا عني, ولولا ما عاهد رسول الله | إلي وسمعته منه وتقدم إلي فيه لفعلت, ولكن رسول الله | قد قال: يا أخي, كل ما اضطر إليه العبد فقد أحله الله له وأباحه إياه, وسمعته يقول: إن التقية من دين الله, ولا دين لمن لا تقية له, ثم أقبل × عليّ فقال: أدفعهم بالراح دفعاً عني ثلثان من حي وثلث مني فإن عوضني ربي فأعذرني وقال علي × للحكمين حين بعثهما : أحكما بكتاب الله وسنة نبيه وإن كان فيهما حز حلقي, فإنه من قادها إلى هؤلاء فإن نيتهم أخبثت, فقال له رجل من الأنصار: ما هذا الانتشار الذي بلغني عنك؟ ما كان أحد من الامة أضبط للأمر منك, فما هذا الاختلاف والانتشار؟ فقال علي بن أبي طالب ×: أنا صاحبك الذي تعرف, إلا أني قد بليت بأخابث من خلق الله, أريدهم على الأمر فيأبون, فإن تابعتهم على ما يريدون تفرقوا عني.[188]

 

* العلامة المجلسي في البحار, رأيت في بعض كتب المناقب, عن المفضل, قال الصادق ×: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بلغه عن بعض شيء[189], فأرسل إليه سلمان الفارسي فقال: إنه بلغني عنك كيت وكيت وكرهت أن أفضحك, وجعلت كفارة ذلك فك رقبتك من المال الذي حُمل إليك من خراسان الذي خنت فيه الله والمؤمنين, قال سلمان: فلما قلت ذلك له تغير وجهه وارتعدت فرائصه وأسقط في يديه, ثم قال بلسان كليل: يا أبا عبد الله! أما الكلام فلعمري قد جرى بيني وبين أهلي وولدي وما كانوا بالذي يفشون عليّ, فمن أين علم ابن أبي طالب؟! وأما المال الذي ورد علي فوالله ما علم به إلا الرسول الذي أتى به, وإنما هو هدية, فمن أين علم؟! يا أبا عبد الله والله! ثم والله! - ثلاثاً - إن ابن أبي طالب ساحر عليم! قال سلمان: قلت: بئس ما قلت يا عبد الله! فقال: ويحك! اقبل مني ما أقوله فوالله ما علم أحد بهذا الكلام ولا أحد عرف خبر هذا المال غيري, فمن أين علم؟! وما عَلِم هو إلا من السحر, وقد ظهر لي من سحره غير هذا! قال سلمان: فتجاهلت عليه, فقلت: بالله ظهر لك منه غير هذا؟ قال: إي والله يا أبا عبد الله! قلت: فأخبرني ببعضه, قال: إذاً والله أصدقك ولا أحرف قليلاً ولا كثيراً مما رأيته منه, لأني أحب أن أطلعك على سحر صاحبك حتى تجتنبه وتفارقه, فوالله ما في شرقها وغربها أحد أسحر منه, ثم احمرت عيناه وقام وقعد وقال: يا أبا عبد الله إني لمشفق عليك ومحب لك, على أنك قد اعتزلتنا ولزمت ابن أبي طالب, فلو ملت إلينا وكنت في جماعتنا لآثرناك وشاركناك في هذه الاموال, فاحذر ابن أبي طالب ولا يغرنك ما ترى من سحره! فقلت: فأخبرني ببعضه, قال: نعم, خلوت ذات يوم أنا وابن أبي طالب × في شيء من أمر الخمس, فقطع حديثي وقال لي: مكانك حتى أعود إليك, فقد عرضت لي حاجة, فخرج, فما كان بأسرع أن انصرف وعلى عمامته وثيابه غبار كثيرة, فقلت: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال: أقبلت على عساكر من الملائكة وفيهم رسول الله | يريدون بالمشرق مدينة يقال لها: صحور, فخرجت لأسلّم عليه, فهذه الغبرة من ذلك, فضحكت تعجباً من قوله, وقلت: يا أبا الحسن! رجل قد بلي في قبره وأنت تزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه, هذا ما لا يكون أبداً! فغضب من قولي, ثم نظر إلي فقال: أتكذبني؟! قلت: لا تغضب فإن هذا ما لا يكون, قال: فإن عرضته عليك حتى لا تنكر منه شيئاً تحدث لله توبة مما أنت عليه؟ قلت: لعمر الله, فاعرضه عليّ, فقال: قم, فخرجت معه إلى طرف المدينة, فقال لي: يا شاك غمض عينيك, فغمضتها فمسحهما ثم قال: يا غافل افتحهما, ففتحتهما فإذا أنا والله يا أبا عبد الله برسول الله | مع الملائكة لم أنكر منه شيئاً! فبقيت والله متعجباً أنظر في وجهه! فلما أطلت النظر إليه فعض الانامل بالاسنان وقال لي: يا فلان بن فلان: {أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً}[190] قال: فسقطت مغشياً على الارض, فلما أفقت قال لي: هل رأيته وسمعت كلامه؟ قلت: نعم, قال: انظر إلى النبي |, فنظرت فإذا لا عين ولا أثر ولا خبر من الرسول | ولا من تلك الخيول, فقال لي: يا مسكين فأحدث توبة من ساعتك هذه, فاستقر عندي في ذلك اليوم أنه أسحر أهل الارض, وبالله لقد خفته في ذلك اليوم وهالني أمره, ولولا أني وقفت يا سلمان على أنك تفارقه ما أخبرتك, فاكتم هذا وكن معنا لتكون منا وإلينا حتى أوليك المدائن وفارس, فصر إليهما ولا تخبر ابن أبي طالب × بشيء مما جرى بيننا, فإني لا آمنه أن يفعل لي من كيده شيئاً, قال: فضحكت وقلت: إنك لتخافه؟ قال: إي والله خوفاً لا أخاف شيئاً مثله, قال سلمان: فنشطت متجاهلاً بما حدثني وقلت: يا عبد الله أخبرني عن غيره فوالله إنك أخبرتني عن أعجوبة! قال: إذاً أخبرك بأعجب من هذا مما عاينته أنا بعيني, قلت: فأخبرني, قال: نعم, إنه أتاني يوماً مغضباً وفي يده قوسه فقال لي: يا فلان! عليك بشيعتك الطغاة ولا تتعرض لشيعتي, فإني خليق أن أنكل بك, فغضبت أنا أيضاً ولم أكن وقفت على سحره قبل ذلك فقلت: يا ابن أبي طالب مه! ما هذا الغضب والسلطنة! أتعرفني حق المعرفة! قال: نعم, فوالله لأعرفن قدرك, ثم رمى بقوسه الارض, وقال: خذيه, فصارت ثعباناً عظيماً مثل ثعبان موسى بن عمران ففغر فاه[191] فأقبل نحوي ليبعلني, فلما رأيت ذلك طار روحي فرقاً وخوفاً وصحت وقلت: الله! الله! الامان الامان يا أمير المؤمنين, أذكر ما كان في خلافة الاول مني حين وثب إليك, وبعد فاذكر ما كان مني إلى خالد بن الوليد الفاسق ابن الفاسق حين أمره الخليفة بقتلك, وبالله ما شاورني في ذلك فكان مني ما كان حتى شكاني ووقع بيننا العداوة, واذكر يا أمير المؤمنين ما كان مني في مقامي حين قلت: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه, فارتاب الناس وصاحوا وقالوا: طعن على صاحبه, قد عرفت هذا كله, وبالله إن شيعتك يؤذونني ويشنعون عليّ, ولولا مكانك يا أمير المؤمنين لكنت نكلت بهم, وأنت تعلم أني لم أتعرض لهم من أجلك وكرامتك, فاكفف عني هذا الثعبان فإنه يبلعني, فلما سمع هذا المقال مني قال: أيها المسكين لطفت في الكلام, وإنا أهل بيت نشكر القليل, ثم ضرب بيده إلى الثعبان وقال: ما تقول؟ قلت: الامان! الامان! قد علمت أني لم أقل إلا حقاً, فإذا قوسه في يده وليس هناك ثعبان ولا شيء, فلم أزل أحذره وأخافه إلى يومي هذا, قال سلمان: فضحكت وقلت: والله ما سمعت بمثل هذه الأعجوبات! قال: يا أبا عبد الله هذا ما رأيته أنا بعيني هاتين, ولولا أني قد رفعت الحشمة فيما بيني وبينك ما كنت بالذي أخبرك بهذا, قال سلمان: فتجاهلت عليه, فقلت: هل رأيت منه سحراً غير ما أخبرتني به؟ قال: نعم, لو حدثتك لبقيت منه متحيراً, ولا تقل يا أبا عبد الله إن هذا السحر هو الذي أظهره, لا والله ولكن هو وراثة يرثونها, قلت: كيف؟ قال: أخبرني أبي أنه رأى من أبيه أبي طالب ومن عبد الله سحراً لم يسمع بمثله, وذكر أبي أن أباه نفيلاً أخبره أنه رأى من عبد المطلب سحراً لم يسمع بمثله, قال سلمان فقلت: حدثني بما أخبرك به أبوك؟ قال: نعم, أخبرني أبي أنه خرج مع أبي طالب × في سفر يريدون الشام مع تجار قريش تخرج من السنة إلى السنة مرة واحدة فيجمعون أموالاً كثيرة, ولم يكن في العرب أتجر من قريش, فلما كانوا ببعض الطرق إذا قوم من الاعراب قطّاع, شاكون في السلاح لا يرى منهم إلا الحدق, فلما ظهروا لنا هالنا أمرهم وفزعنا ووقع الصياح في القافلة, واشتغل كل إنسان بنفسه يريد أن ينجوا بنفسه فقط, ودهمنا أمر جليل, واجتمعنا وعزمنا على الهرب, فمررنا بأبي طالب وهو جالس, فقلنا: يا أبا طالب! ما لك؟ ألا ترى ما قد دُهمنا فانجُ بنفسك معنا! فقال: إلى أين نهرب في هذه البراري؟! قلنا: فلما الحيلة؟ قال: الحيلة أن ندخل هذه الجزيرة فنقيم فيها ونجمع أمتعتنا ودوابنا وأموالنا فيها, قال: فبقينا متعجبين! وقلنا: لعله جن وفزع مما نزل به, فقلنا: ويحك! ولنا هنا جزيرة؟! قال: نعم, قلنا: أين هي؟! قال: انظروا أمامكم, قال: فنظرنا إذا والله جزيرة عظيمة لم ير الناس أعظم منها ولا أحصن منها, فارتحلنا وحملنا أمتعتنا, فلما قربنا منها إذا بيننا وبينها واد عظيم من ماء لا يمكن أحداً أن يسلكه, فقال: ويحكم! ألا ترون هذا الطريق اليابس الذي في وسطه؟ قلنا: لا, قال: فانظروا أمامكم وعن يمينكم, فنظرنا فإذا والله طريق يابس سهل المسلك ففرحنا, وقلنا: لقد من الله علينا بأبي طالب, فسلك وسلكنا خلفه حتى دخلنا الجزيرة فحططنا, فقام أبو طالب فخط خطاً على جميع القافلة, ثم قال: يا قوم أبشروا فإن القوم لن يصلوا إليكم ولا أحد منهم بسوء, قال: وأقبلت الأعراب يتراكضون خلفنا, فلما انتهوا إلى الوادي إذا بحر عظيم قد حال بينهم وبيننا فبقوا متعجبين, فنظر بعضهم إلى بعض, وقالوا: يا قوم هل رأيتم قط ها هنا جزيرة أو بحراً؟! قالوا: لا, فلما كثر تعجبهم قال شيخ منهم قد مرت عليه التجارب: يا قوم! أنا أطلعكم على بيان هذا الامر الساعة, قالوا: هات يا شيخ فإنك أقدمنا وأكبرنا سناً وأكثرنا تجارباً, قال: نادوا القوم, فنادوهم, فقالوا: ما تريدون؟ قال الشيخ: قولوا لهم: أفيكم أحد من ولد عبد المطلب؟ فنادوهم, فقالوا: نعم, فينا أبو طالب بن عبد المطلب, قال الشيخ: يا قوم! قالوا: لبيك, قال: لا يمكننا أن نصل إليهم بسوء أصلاً, فانصرفوا ولا تشتغلوا بهم, فوالله ما في أيديكم منهم قليل ولا كثير, فقالوا: قد خرفت أيها الشيخ, أتنصرف عنهم وتترك هذه الاموال الكثيرة والامتعة النفيسة معهم؟! لا والله ولكن نحاصرهم أو يخرجون إلينا فنسلبهم, قال الشيخ: قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين, فاتركوا نصحكم وذروا, قالوا: اسكت يا جاهل! فحطوا رواحلهم ليحاصروهم فلما حطوا أبصر بعضهم بالطريق اليابس, فصاح: يا قوم! ها هنا طريق يابس, فأبصر القوم كلهم الطريق اليابس, وفرحوا وقالوا: نستريح ساعة ونعلف دوابنا ثم نرتحل إليهم فإنهم لا يمكنهم أن يتخلصوا, ففعلوا, فلما أرادوا الارتحال تقدمت طائفة منهم إلى الطريق اليابس فلما توسطوا غرقوا وبقي الآخرون ينظرون إليهم فأمسكوا وندموا فاجتمعوا إلى الشيخ, وقالوا: ويحك يا شيخ! ألا أخبرتنا أمر هذا الطريق فإنه قد أغرق فيه خلق كثير, قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم فخالفتموني وعصيتم أمري حتى هلك منكم من هلك, قالوا له: ومن أين علمت ذاك يا شيخ؟ قال: ويحكم! إنا خرجنا مرة قبل هذا نريد الغارة على تجارة قريش, فوقعنا على القافلة فإذا فيها من الاموال والامتعة ما لا يحصى كثرة, فقلنا قد جاء الغنى آخر الابد, فلما أحسوا بنا ولم يكن بيننا وبينهم إلا قدر ميل قام رجل من ولد عبد المطلب يقال له: عبد الله, فقال: يا أهل القافلة! ما ترون؟ قالوا: ما ترى, قد دهمنا هذا الخيل الكثير, فسلوهم أن يأخذوا منا أموالنا ويخلوا سربنا فإنا إن نجونا بأنفسنا فقد فزنا, فقال عبد الله: قوموا وارتحلوا فلا بأس عليكم, فقلنا: ويحك! وقد قرب القوم وإن ارتحلنا وضعوا علينا السيوف, فقال: ويحكم! إنا لنا رباً يمنعنا منهم, وهو رب البيت الحرام والركن والمقام, وما استجرنا به قط إلا أجارنا, فقوموا وبادروا! قال: فقام القوم وارتحلوا, فجعلوا يسيرون سيراً رويداً, ونحن نتبعهم بالركض الحثيث والسير الشديد فلا نلحقهم, وكثر تعجبنا من ذلك, ونظر بعضنا إلى بعض وقلنا: يا قوم! هل رأيتم أعجب من هذا؟! إنهم يسيرون سيراً رويداً ونحن نتراكض فلا يمكننا أن نلحقهم, فما زال ذلك دأبنا ودأبهم ثلاثة أيام ولياليها, كل يوم يخطون فيقوم عبد الله فيخط خطاً حول القافلة ويقول لاصحابه: لا تخرجوا من الخط فإنهم لا يصلون إليكم فننتهي إلى الخط فلا يمكننا أن نتجاوزه, فلما كان بعد ثلاثة أيام كل يوم يسيرون سيراً رويداً ونحن نتراكض أشرفنا على هلاك أنفسنا وعطبت دوابنا وبقينا لا حركة بنا ولا نهوض, فقلنا: يا قوم! هذا والله العطب والهلاك, فما ترون؟ قالوا: الرأي الانصراف عنهم، فإنهم قوم سحرة, فقال بعضهم لبعض: إن كانو سحرة فالرأي أن نغيب عن أبصارهم ونوهمهم أنا قد انصرفنا عنهم, فإذا ارتحلوا كررنا عليهم كرة وهجمنا عليهم في مضيق, قالوا: نعم الرأي هذا, فانصرفنا عنهم وأوهمناهم أنا قد يئسنا, فلما كان من الغد ارتحلوا ومضوا فتركناهم حتى استبطنوا وادياً فقمنا فأسرجنا وركبنا حتى لحقناهم, فلما أحسوا بنا فزعوا إلى عبد الله بن عبد المطلب, وقالوا: قد لحقونا! فقال: لا بأس عليكم, امضوا رويداً, قال: فجعلوا يسيرون سيراً رويداً, ونحن نتراكض ونقتل أنفسنا ودوابنا حتى أشرفنا على الموت مع دوابنا, فلما كان في آخر النهار قال عبد الله لاصحابه: حطوا رواحلكم, وقام فخط خطاً وقال: لا تخرجوا من الخط فإنهم لن يصلوا إليكم بمكروه, فانتهينا إلى الخط فوالله ما أمكننا أن نتجاوزه, فقال بعضنا لبعض: والله ما بقي إلا الهلاك أو الانصراف عنهم على أن لا نعود إليهم, قال: فانصرفنا عنهم فقد عطبت دوابنا وهلكت, وكانت سفرة مشومة علينا, فلما سمعوا ذلك من الشيخ قالوا: ألا أخبرتنا بهذا الحديث فكنا ننصرف عنهم ولم يغرق منا من غرق؟! قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم, وقلت لكم: انصرفوا عنهم فليس لكم الوصول إليهم, وفيهم رجل من ولد عبد المطلب, وقلتم: إني قد خرفت وذهب عقلي, فلما سمع أبي هذا الكلام من الشيخ وهو يحدث أصحابه على رأس الخِطَّة[192] نظر إلى أبي طالب فقال: ويحك! أما تسمع ما يقول الشيخ؟ قال: بلى يا خطاب! أنا والله في ذلك اليوم مع عبد الله في القافلة وأنا غلام صغير, وكان هذا الشيخ على قعود له, وكان شائكاً لا يرى منه إلا حدقته, وكانت له جمة قد أرخاها عن يمينه وشماله, فقال الشيخ: صدق والله كنت يومئذ على قعود عليّ ذوابتان قد أرسلتهما عن يميني وشمالي, قال: الخطاب: فانصرفوا عنا, فقال أبو طالب: ارتحلوا, فارتحلنا, فإذا لا جزيرة ولا بحر ولا ماء, وإذا نحن على الجادة والطريق الذي لم نزل نسلكه فسرنا وتخلصنا بسحر أبي طالب حتى وردنا الشام فرحين مستبشرين, وحلف الخطاب أنه مر بعد بذلك الموضع بعينه أكثر من عشرين مرة إلى الشام فلم ير جزيرة ولا بحراً ولا ماء, وحلفت قريش على ذلك, فهل هذا يا سلمان إلا سحر مستمر؟ قال سلمان: قلت: والله ما أدري ما أقول لك إلا إنك تورد عليّ عجائب من أمر بني هاشم, قال: نعم, يا أبا عبد الله! هم أهل بيت يتوارثون السحر كابراً عن كابر! قال سلمان: فقلت وأنا أريد أن أقطع الحديث: ما أرى أن هذا سحر, قال: سبحان الله! يا أبا عبد الله ترى كذب الخطاب وأصحابه, أتراك ما حدثتك به مما عايتنه أنا بعيني كذب؟ قال سلمان: فضحكت, فقلت: ويلك! إنك لم تكذب ولا كذب الخطاب وأصحابه, وهذا كله صدق وحق, فقال: والله لا تفلح أبداً, وكيف تفلح وقد سحرك ابن أبي طالب؟ قلت: فاترك هذا, ما تقول في فك الرقبة والمال الذي وافاك من خراسان؟ قال: ويحك! يمكنني أن أعصي هذا الساحر في شيء يأمرني به؟! نعم أفكها على رغم مني وأوجه بالمال إليه, قال سلمان: فانصرفت من عنده, فلما بصر بي أمير المؤمنين × قال: يا سلمان! طال حديثكما, قلت: يا أمير المؤمنين حدثني بالعجائب من أمر الخطاب وأبي طالب, قال: نعم يا سلمان قد علمت ذلك وسمعت جميع ما جرى بينكما, وما قال لك أيضاً إنك لا تفلح, قال سلمان: والله الذي لا إله إلا هو ما حضر الكلام غيري وغيره, فأخبرني مولاي أمير المؤمنين × بجميع ما جرى بيني وبينه, ثم قال: يا سلمان! عد إليه فخذ منه المال وأحضر فقراء المهاجرين والانصار في مسجد رسول الله | وفرقه إليهم.[193]


[1] تفسير مجمع البيان ج5 ص86, البحار ج28 ص8, غاية المرام ج5 ص321, تفسير الميزان ج9 ص346.

[2] سورة محمد, الآية 25.

[3] سورة محمد, الآية 26.

[4] سورة الزخرف, الآية 89, 90.

[5] الكافي ج1 ص420, عنه البحار ج23 ص375/ ج30 ص263, تأويل الآيات ج2 ص587, غاية المرام ج4 ص370, التفسير الصافي ج5 ص28, تفسير الثقلين ج4 ص615.

[6] تقريب المعارف ص248, عنه البحار ج30 ص384.

[7] إعلام الورى ج1 ص97, عنه البحار ج18 ص126, الأمالي للمرتضى ج1 ص89.

[8] البحار ج30 ص370.

[9] البحار ج30 ص369, مجمع النورين ص254.

[10] البحار ج30 ص373, مجمع النورين ص226.

[11] أي عمر لعنه الله.

[12] الضيم: الظلم.

[13] البحار ج30 ص363, الأنوار العلوية ص58.

[14] الهوام: جمع الهامة وهي ما كان له سم.

[15] صخر بن حرب: هو أبو سفيان لعنه الله.

[16] سورة الإسراء, الآية 60.

[17] حلية الأبرار ج1 ص116, الهداية الكبرى ص75.

[18] البحار ج63 ص61, عن المحاسن ج2 ص460, عنه أيضاً البحار ج72 ص256.

[19] البحار ج27 ص304, عن بصائر الدرجات ص301, الإختصاص ص274, مدينة المعاجز ج3 ص8.

[20] الخرائج والجرائح ج1 ص168, عنه البحار ج18 ص59.

[21] تقريب المعارف ص252, عنه البحار ج30 ص387.

[22] سورة ابراهيم, الآية 28.

[23] الكافي ج8 ص103، عنه البحار ج30 ص266، تفسير العياشي ج2 ص229، غاية المرام ج4 ص52، بحار الأنوار ج24 ص55، التفسير الصافي ج3 ص87، تفسير نور الثقلين ج2 ص543.

[24] البحار ج30 ص372, الإستغاثة لأبو القاسم الكوفي ج1 ص53.

[25] سورة غافر, الآية 11.

[26] رسائل المرتضى ج1 ص351, عنه البحار ج45 ص312/ ج58 ص110, العوالم ص623.

[27] سورة الزمر, الآية 8.

[28] المصدر نفسه.

[29] المصدر نفسه.

[30] المصدر نفسه.

[31] سورة الزمر, الآية 9.

[32] المصدر نفسه.

[33] المصدر نفسه.

[34] الكافي ج8 ص204، عنه البحار ج24 ص121/ ج30 ص268/ ج35 ص375، حلية الأبرار ج2 ص174، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص511، تفسير نور الثقلين ج4 ص478، التفسير الصافي ج4 ص315.

[35] التور: إناء يشرب فيه.

[36] الخلوق: الطيب.

[37] سورة المجادلة, الآية 10.

[38] مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص363، عنه البحار ج30 ص236/ ج31 ص617/ ج47 ص124، مدينة المعاجز ج6 ص116.

[39] الكبل: القيد الضخم.

[40] سورة الحجر, الآية 42.

[41] سورة الأعراف, الآية 17.

[42] سورة ابراهيم, الآية 22, والآية هي: { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمُصْرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم}.

[43] تفسير العياشي ج2 ص223، عنه جميعاً البحار ج30 ص232، تفسير نور الثقلين ج2 ص534.

[44] أعسر أيسر: أي كان يعمل بيديه جميعاً, والذي عمل بالشمال فهو أعسر.

[45] بحار الأنوار ج31 ص109, عن تفسير نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج12 ص183.

[46] سورة آل عمران, الآية 106.

[47] وفي نسخة: فمزقناه.

[48] سورة آل عمران, الآية 106, 107.

[49] تفسير القمي ج1 ص109، عنه البحار ج37 ص346، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص119، اليقين ص329، عنه البحار ج30 ص203، غاية المرام ج2 ص346، تفسير نور الثقلين ج1 ص381، التفسير الصافي ج1 ص369، تفسير كنز الدقائق ج2 ص196.

[50] سورة البقرة, الآية 165.

[51] سورة البقرة, الآية 165, 166, 167.

[52] الكافي ج1 ص374، عنه تفسير نور الثقلين ج1 ص151، تفسير العياشي ج1 ص72، عنه البحار ج8 ص363/ ج30 ص220، الغيبة للنعماني ص131، عنه البحار ج23 ص359، الإختصاص ص334، عنه البحار ج31 ص616/ ج69 ص137، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص83، مستدرك الوسائل ج18 ص176، تفسير كنز الدقائق ج1 ص398، التفسير الصافي ج1 ص209.

[53] الجباية: أي الجماعة الذين يأخذون الزكاة.

[54] الإختصاص ص277، عنه مدينة المعاجز ج5 ص23، الخرائج والجرائح ج2 ص815، المحتضر ص13 نحوه، بصائر الدرجات ص306، عنه البحار ج27 ص306/ ج30 ص193، منتخب البصائر ص111 نحوه، مستدرك الوسائل ج10 ص78، خاتمة المستدرك ج5 ص67.

[55] البحار ج30 ص195, عن بصائر الدرجات ص441، وأيضاً عنه البحار ج40 ص18، مدينة المعاجز ج2 ص202.

[56] سورة الرحمن, الآية 13.

[57] تفسير القمي ج2 ص344، عنه البحار ج36 ص172، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص634، تفسير نور الثقلين ج5 ص189، التفسير الصافي ج5 ص108.

[58] بصائر الدرجات ص442، عنه البحار ج18 ص109/ ج19 ص71/ ج30 ص194، المحتضر ص56، تفسير القمي ج1 ص290، عنه البحار ج19 ص53، تفسير نور الثقلين ج2 ص220.

[59] منتخب البصائر ص30، عنه البحار ج53 ص75. 

[60] سورة المرسلات, الآية 48.

[61] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص756، عنه البحار ج36 ص131، تفسير أبي حمزة الثمالي ص348.

[62] سورة النحل, الآية 20, 21.

[63] سورة النحل, الآية 22.

[64] من هنا أورده القمي في تفسيره.

[65] سورة النحل, الآية 22.

[66] المصدر نفسه.

[67] المصدر نفسه.

[68] سورة النحل, الآية 23.

[69] تفسير العياشي ج2 ص256، عنه البحار ج31 ص607/ ج36 ص103، تفسير القمي ج1 ص383 بعضه، تفسير نور الثقلين ج3 ص46.

[70] مدينة المعاجز ج2 ص42، الهداية الكبرى ص157 نحوه، مشارق أنوار اليقين ص117، عنه البحار ج27 ص271، مستدرك الوسائل ج16 ص179, الأنوار العلوية ص144 نحوه.

[71] سورة الأنعام, الآية 28.

[72] تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص163، عنه البحار ج27 ص306، إلزام الناصب ج2 ص272، مدينة المعاجز ج2 ص97.

[73] بشارة المصطفى ص304، العمدة ص54، سعد السعود ص141، بحار الأنوار ج23 ص233، مجمع الفائدة ج7 ص527، جامع الأخبار ص166، عنه البحار ج65 ص138، الطرائف ص159، ينابيع المودة ج1 ص91/ ج2 ص333.

[74] أمالي الصدوق ص572، عنه البحار ج27 ص167، ثواب الأعمال ص209، عنه البحار ج69 ص133، المحاسن ج1 ص90، روضة الواعظين ص126، وسائل الشيعة ج1 ص94، غاية المرام ج2 ص297.

[75] رجال الكشي ص291، عنه البحار ج24 ص299/ ص301، بصائر الدرجات ص556، مختصر البصائر ص78، إختيار معرفة الرجال للطوسي ج2 ص577.

[76] سورة المدثر, الآية 42, 43.

[77] سورة الواقعة, الآية 10, 11.

[78] الكافي ج1 ص419، عنه البحار ج24 ص7، تفسير القمي ج2 ص395، عنه الحدائق الناضرة ج3 ص43، مناقب إبن شهر آشوب ص443، عنه البحار ج24 ص300، التفسير الصافي ج5 ص251.

[79] عيون أخبار الرضا × ج1 ص64، عنه البحار ج27 ص79، كشف اليقين ص294، كشف الغطاء ج1 ص17 نحوه، العمدة ص271 نحوه، ينابيع المودة ج2 ص291.

[80] سورة التوبة, الآية 109.

[81] المصدر نفسه.

[82] سورة الأحزاب, الآية 4.

[83] أمالي الشيخ المفيد ص233، عنه البحار ج65 ص38، تفسير أبي حمزة الثمالي ص264، الغارات ج2 ص912.

[84] المحاسن ج1 ص89/ ج1 ص186، عنه البحار ج27 ص238/ ج39 ص302/ ج69 ص134، الأصول الستة عشر ص60 نحوه، مستدرك الوسائل ج18 ص183 نحوه.

[85] سورة الحديد, الآية 13, 14 وكذلك كل الآيات التي تليها.

[86] سورة الحديد, الآية 15.

[87] المصدر نفسه.

[88] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص660، عنه البحار ج7 ص227/ ج24 ص276.

[89] سورة المطففين, الآية 7.

[90] سورة المطففين, الآية 8, 9, 10, 11.

[91] سورة المطففين, الآية 12, 13.

[92] سورة المطففين, الآية 16.

[93] سورة المطففين, الآية 17.

[94] سورة المطففين, الآية 18, 19, 20, 21, 22, 23, 24, 25, 26, 27, 28.

[95] سورة المطففين, الآية 29.

[96] سورة المطففين, الآية 29, 30.

[97] تفسير القمي ج2 ص410، عنه البحار ج24 ص5، التفسير الصافي ج5 ص299، تفسير نور الثقلين ج5 ص531.

[98] كتاب سليم بن قيس ص226, عنه البحار ج30 ص305, غاية المرام ج5 ص351.

[99] الدبيلة: داء يجتمع في الجوف.

[100] مدينة المعاجز ج3 ص410, عن الهداية الكبرى ص196.

[101] الخصال ص361، عنه البحار ج31 ص518، التفسير الصافي ج3 ص114، تفسير نور الثقلين ج4 ص504.

[102] سورة الفرقان, الآية 23.

[103] بصائر الدرجات ص446، عنه البحار ج23 ص344، ينابيع المعاجز ص103، التفسير الصافي ج4 ص10 باختصار، تفسير نور الثقلين ج4 ص9.

[104] وفي رواية البحار ومدينة المعاجز: من الآثام.

[105] الإختصاص للشيخ المفيد ص108، عنه البحار ج30 ص164، مدينة المعاجز ج1 ص121، بحار الأنوار ج8 ص315/ ج39 ص191.

[106] تفسير القمي ج2 ص112، عنه البحار ج7 ص176/ ج67 ص293، تفسير أبي حمزة الثمالي ص195، التفسير الصافي ج4 ص10، تفسير نور الثقلين ج4 ص9.

[107] إلى هنا فقط ورد في المحاسن وثواب الأعمال.

[108] سورة الشعراء, الآية 100, 101.

[109] الكافي ج8 ص101، عنه البحار ج8 ص56، تأويل الآيات ج1 ص391، شرح الأخبار ج3 ص589، المحاسن ج1 ص186، ثواب الأعمال ص211.

[110] عسفان: قرية بين مكة والمدينة.

[111] الجوى من المياه: المتغير والمنتن.

[112] الفلق: جهنم أو جب فيها.

[113] المراد ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدم.

[114] طينة الخبال: قيح أهل النار.

[115] إلى هنا أورد في المحتضر وثواب الأعمال.

[116] سورة المؤمنون, الآية 108.

[117] وهو عمرو ابن العاص كما في رواية الإختصاص.

[118] كامل الزيارات ص539, عنه تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص887، بحار الأنوار ج25 ص375، الإختصاص ص343, مدينة المعاجز ج6 ص147، ينابيع المعاجز ص183, ثواب الأعمال ص217, المحتضر ص69.

[119] سورة الإسراء, الآية 64.

[120] علل الشرائع ج1 ص142، عنه البحار ج27 ص151، تفسير فرات ص242، بحار الأنوار ج18 ص88/ ج60 ص236، شواهد التنزيل ج1 ص448، مستدرك الوسائل ج2 ص40 بعضه.

[121] دلائل الإمامة ص260, نوادر المعجزات ص144, مدينة المعاجز ج5 ص433, مناقب آشوب ج3 ص351 مختصراً, عنه البحار ج47 ص127.

[122] علل الشرائع ج1 ص303, عنه البحار ج78 ص343, الحدائق الناضرة ج10 ص417, وسائل الشيعة ج2 ص775.

[123] الكافي ج3 ص181, عنه البحار ج22 ص135, علل الشرائع ج1 ص303, عنه البحار ج78 ص343, تهذيب الأحكام ج3 ص197, الاستبصار للشيخ الطوسي ج1 ص475, وسائل الشيعة ج2 ص772, التفسير الصافي ج2 ص365, تفسير الثقلين ج2 ص250.

[124] علل الشرائع ج1 ص304, عنه البحار ج78 ص343, الصراط المستقيم ج3 ص187, وسائل الشيعة ج2 ص775.

[125] الكافي ج3 ص170, علل الشرائع ج1 ص304, عنه البحار ج78 ص274, تهذيب الأحكام ج1 ص312, الحدائق الناضرة ج4 ص73, وسائل الشيعة ج2 ص825.

[126] أمالي الصدوق ص754، عنه البحار ج38 ص109, غاية المرام ج1 ص187.

[127] كبكب الشيء: قلبه وصرعه.

[128] سورة الزمر, الآية 56.

[129] كلح: بدو الأسنان عند العبوس.

[130] تأويل الآيات ج2 ص871، عنه البحار ج40 ص55, المحتضر ص78، مدينة المعاجز ج2 ص395، تفسير فرات ص370، غاية المرام ج6 ص139.

[131] سورة الكهف, الآية 110.

[132] المصدر نفسه.

[133] سورة الكهف, الآية 101.

[134] المصدر نفسه.

[135] سورة الكهف, الآية 102.

[136] تفسير القمي ج2 ص47، عنه البحار ج24 ص377، تفسير نور الثقلين ج3 ص311/ ص313، التفسير الصافي ج3 ص266/ 268/ 270.

[137] سورة السجدة, الآية 24.

[138] الخرائج والجرائح ج2 ص548، عنه البحار ج41 ص199، نفس الرحمان ص461.

[139] الغدران بالضم: جمع الغدير أي النهر.

[140] بحار الأنوار ج42 ص53, الأنوار العلوية ص158.

[141] سورة ص, الآية 80, 81.

[142] عيون أخبار الرضا × ج1 ص77، عنه البحار ج60 ص245.

[143] سورة النساء, الآية 117.

[144] تفسير العياشي ج1 ص276، عنه البحار ج37 ص331، وسائل الشيعة ج10 ص469، مدينة المعاجز ج1 ص71، اليقين ص27، غاية المرام ج1 ص101، تفسير نور الثقلين ج1 ص551، تفسير كنز الدقائق ج2 ص625.

[145] أمالي الشيخ المفيد ص2، عنه مستدرك الوسائل ج1 ص166، تأويل الآيات ج1 ص87، عنه غاية المرام ج6 ص137، بحار الأنوار ج27 ص191 عن أمالي المفيد، الكافي ج2 ص400، عدة الداعي ص57، عنهما البحار ج14 ص278.

[146] سورة الكهف, الآية 3.

[147] ثواب الأعمال ص207، عنه البحار ج27 ص234.

[148] سورة البقرة, الآية 14.

[149] المصدر نفسه.

[150] وادع: أي ساكن, هادئ.

[151] رفه العيش: لان وطاب.

[152] سورة البقرة, الآية 14.

[153] المصدرنفسه.

[154] سورة البقرة, الآية 15.

[155] المصدر نفسه.

[156] المرزبة: المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد.

[157] دهده الحجر: دحرجه.

[158] سورة البقرة, الآية 15.

[159] سورة المطففين, الآية 34, 35.

[160] تفسير الإمام العسكري × ص120، عنه جميعاً البحار ج6 ص51، غاية المرام ج4 ص282، الفصول المهمة ج1 ص289 بعضه.

[161] سورة مريم, الآية 73.

[162] سورة مريم, الآية 74.

[163] المصدر نفسه.

[164] سورة مريم, الآية 75.

[165] المصدر نفسه.

[166] سورة مريم, الآية 76.

[167] سورة مريم, الآية 87.

[168] سورة مريم, الآية 96.

[169] سورة مريم, الآية 97.

[170] سورة يس, الآية 6.

[171] سورة يس, الآية 7.

[172] المصدر نفسه.

[173] سورة يس, الآية 8.

[174] سورة يس, الآية 9.

[175] سورة يس, الآية 10.

[176] سورة يس, الآية 11.

[177] المصدر نفسه.

[178] المصدر نفسه.

[179] الكافي ج1 ص431، عنه البحار ج24 ص332، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص306، تفسير القمي ج2 ص57، تفسير نور الثقلين ج3 ص355، التفسير الصافي ج3 ص291 بعضه.

[180] الخميس: الجيش.

[181] لا تألونا خبالاً: أي لا تقصرون في فساد الأمور.

[182] سورة آل عمران, الآية 118.

[183] سورة الأحزاب, الآية 19.

[184] يريد بذلك عمر لعنه الله وقد اختلقوا له حديثاً أن الشيطان يفر منه.

[185] من هنا أورده السيد هاشم في مدينة المعاجز.

[186] سورة الأحزاب, الآية 10, 11, 12, والآيات هي بلفظ: { إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديداً * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً}.

[187] إلى هنا أورده السيد هاشم في مدينة المعاجز.

[188] كتاب سليم بن قيس ص244، عنه البحار ج30 ص321، المحتضر ص58 بعضه، مدينة المعاجز ج2 ص87 بعضه.

[189] والمقصود هنا: بلغه عن الثاني لعنه الله.

[190] سورة الكهف, الآية 37.

[191] فغر فاه: أي فتحه.

[192] الخطة: مكان من الألرض.

[193] البحار ج30 ص246.