باب في وجوب معرفة آل محمَّد وعظمة شأن المعرفة وأهلها وضلالة المقصرين

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, من كتاب الآيات مرفوعاً إلى ابن عباس قال: قال رسول الله |: لا يُعذب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل علي وعترته عليهم السلام, ألا وإنه لم يمش فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعة علي ومحبيه الذين يظهرون أمره وينشرون فضله, أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة, والويل كل الويل لمن يكتم فضائله ويكتم أمره, فما أصبرهم على النار.[1]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن عمرو بن أبي المقدام, عن جابر قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إنما يَعرف الله عز وجل ويَعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت, ومن لا يَعرف الله عز وجل ولا يَعرف الامام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالاً.[2]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس, عن محمد بن عبد الجبار, عن صفوان, عن الفضيل, عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله ×: قال رسول الله |: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم, قلت: جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق[3] وضلال.[4]

 

* كتاب سليم بن قيس, أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: قلت لأبي ذر: حدثني رحمك الله بأعجب ما سمعته من رسول الله | يقول في علي بن أبي طالب × - إلى أن يقول - قال: سمعت رسول الله | يقول: لم يزل الله يحتج بعلي في كل أمة فيها نبي مرسل, وأشدهم معرفة لعلي أعظمهم درجة عند الله, [...] الخبر.[5]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن ابراهيم, عن أبيه, عن حماد بن عيسى, عن حريز, عن زرارة قال: قال أبو عبد الله ×: إعرف إمامك فإنك إذا عرفت لم يضرك, تقدم هذا الأمر أو تأخر.[6]

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, عن الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي + في كتابه مصباح الانوار, بإسناده عن رجاله مرفوعاً إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق × ذات يوم فقال لي: يا مفضل هل عرفت محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم؟

قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة, فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الاعلى.

قال: قلت: عرِّفني ذلك يا سيدي, قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وأنهم كلمة التقوى وخزان السماوات والارض والجبال والرمال والبحار, وعرفوا كم في السماء نجم وملك, ووزن الجبال, وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا علموها {ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}[7] وهو في علمهم, وقد علموا ذلك, قلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت, قال: نعم يا مفضل, نعم يا مكرَّم, نعم يا محبور, نعم يا طيب, طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها.[8]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, الحسين بن إبراهيم, عن محمد بن وهبان, عن محمد بن أحمد بن زكريا, عن الحسن بن علي بن فضال, عن علي بن عقبة, عن أبي كهمس قال: وبالاسناد الاول عن زرعة, عن أبي عبد الله × قال: قلت له: أي الاعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال: ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة, ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة, ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم, ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج, وفاتحة ذلك كله معرفتنا, وخاتمته معرفتنا, [...] الخبر.[9]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا السندي بن محمد, عن يونس بن يعقوب, عن عبد الاعلى قال: قال أبو عبد الله ×: ما نُبئ نبي قط الا بمعرفة حقنا وبفضلنا عمن سوانا.[10]

 

* الحر العاملي في وسائل الشيعة, عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عبد الله بن الصلت جميعاً عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر × في حديث قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه, وباب الاشياء, ورضا الرحمان, الطاعة للإمام بعد معرفته، أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الايمان.[11]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال × - في حديث طويل - : قال الصادق ×: وأعظم من هذا حسرة[12] رجل جمع مالاً عظيماً بكد شديد, ومباشرة الاهوال, وتعرض الاخطار, ثم أفنى ماله في صدقات ومبرات, وأفنى شبابه وقوته في عبادات وصلوات, وهو مع ذلك لا يرى لعلي بن أبي طالب × حقه, ولا يعرف له من الاسلام محله, ويرى أن من لا يعشره ولا يعشر عشير معشاره أفضل منه ×, يُوقف على الحجج فلا يتأملها, ويُحتج عليه بالآيات والأخبار فيأبى إلا تمادياً في غيّه, فذاك أعظم من كل حسرة يأتي يوم القيامة, وصدقاته ممثلة له في مثال الأفاعي تنهشه, وصلواته وعباداته ممثلة له في مثال الزبانية تدفعه حتى تدعّه[13] إلى جهنم دعاً يقول: يا ويلي ألم أك من المصلين؟! ألم أك من المزكين؟! ألم أك عن أموال الناس ونسائهم من المتعففين؟! فلماذا دهيت بما دهيت؟! فيقال له: يا شقي ما نفعك ما عملت, وقد ضيعت أعظم الفروض بعد توحيد الله تعالى والايمان بنبوة محمد رسول الله |, ضيعت ما لزمك من معرفة حق علي بن أبي طالب ولي الله, والتزمت ما حرم الله عليك من الائتمام بعدو الله, فلو كان لك بدل أعمالك هذه عبادة الدهر من أوله إلى آخره, وبدل صدقاتك الصدقة بكل أموال الدنيا بل بملء الارض ذهباً, لما زادك ذلك من رحمة الله تعالى إلا بعداً, ومن سخط الله عز وجل إلا قرباً.[14]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار & قال: حدثنا أبي, عن جعفر بن محمد الفزاري, عن عباد بن يعقوب, عن منصور بن أبي نويرة, عن أبي بكر بن عياش, عن أبي قدامة الفداني قال: قال رسول الله | : مَن منَّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم, فقد جمع الله له الخير كله.[15]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري ومحمد بن يحيى جميعاً, عن أحمد بن إسحاق, عن سعدان بن مسلم, عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها}[16] قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا.[17]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن محمد بن صدقة، قال: دخلت على الرضا × فقال: لقيت رسول الله، وعلياً، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد، وجعفر، وأبي صلى الله عليهم أجمعين في ليلتي هذه، وهم يحدثون الله عز وجل، فقلت: الله! قال: فأدناني رسول الله | وأقعدني بين أمير المؤمنين وبينه، فقال لي: كأني بالذرية من أزل قد أصاب لأهل السماء ولأهل الارض، بخ بخ لمن عرفوه حق معرفته، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، العارف به خير من كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، وهم والله يشاركون الرسل في درجاتهم, ثم قال لي: يا محمد، بخ بخ، لمن عرف محمداً وعلياً، والويل لمن ضل عنهم، وكفى بجهنم سعيراً.[18]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن,عن الوشاء، عن كرام الخثعمي, عن أبي الصامت، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله ×: يا معلى لو أن عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه[19] هرماً جاهلاً لحقنا لم يكن له ثواب.[20] 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن إسحاق بن غالب, عن أبي عبد الله × في خطبة له يذكر فيها حال الائمة × وصفاتهم: أن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه, وأبلج بهم عن سبيل منهاجه, وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه, فمن عرف من أمة محمد | واجب حق إمامه, وجد طعم حلاوة إيمانه, وعلم فضل طلاوة[21] إسلامه، لأن الله تبارك وتعالى نصب الامام علماً لخلقه, وجعله حجة على أهل مواده وعالَمه، وألبسه الله تاج الوقار, وغشاه من نور الجبار, يمد بسبب إلى السماء, ولا ينقطع عنه مواده, ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه, ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته, فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى, ومعميات السنن, ومشبهات الفتن, فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين × من عقب كل إمام, يصطفيهم لذلك ويجتبيهم, ويرضي بهم لخلقه ويرتضيهم, كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماماً, علماً بيناً, وهادياً نيراً, وإماماً قيماً, وحجة عالماً, أئمة من الله, يهدون بالحق وبه يعدلون, حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه, يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد, وينمو ببركتهم التلاد, جعلهم الله حياة للانام, ومصابيح للظلام, ومفاتيح للكلام, ودعائم للاسلام, جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها.

فالامام هو المنتجب المرتضى, والهادي المنتجى, والقائم المترجى, اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه, وفي البرية حين برأه, ظلاً قبل خلق نسمة عن يمين عرشه, محبواً بالحكمة في علم الغيب عنده, اختاره بعلمه, وانتجبه لطهره, بقية من آدم × وخيرة من ذرية نوح, ومصطفى من آل إبراهيم, وسلالة من إسماعيل, وصفوة من عترة محمد | لم يزل مرعياً بعين الله, يحفظه ويكلؤه بستره, مطروداً عنه حبائل إبليس وجنوده, مدفوعاً عنه وقوب[22] الغواسق[23] ونفوث كل فاسق, مصروفاً عنه قوارف[24] السوء, مبرءاً من العاهات, محجوباً عن الآفات, معصوماً من الزلات, مصوناً عن الفواحش كلها, معروفاً بالحلم والبر في يفاعه, منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه, مسنداً إليه أمر والده, صامتاً عن المنطق في حياته.

فإذا انقضت مدة والده, إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته, وجاءت الارادة من الله فيه إلى محبته, وبلغ منتهى مدة والده × فمضى وصار أمر الله إليه من بعده, وقلَّده دينه, وجعله الحجة على عباده, وقيَّمه في بلاده, وأيده بروحه, وآتاه علمه, وأنبأه فصل بيانه, واستودعه سره, وانتدبه لعظيم أمره, وأنبأه فضل بيان علمه, ونصبه علماً لخلقه, وجعله حجة على أهل عالمه, وضياء لاهل دينه, والقيِّم على عباده, رضي الله به إماماً لهم, استودعه سره, واستحفظه علمه, واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره, وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده, فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل, وتحيير أهل الجدل, بالنور الساطع, والشفاء النافع, بالحق الابلج, والبيان اللائح من كل مخرج, على طريق المنهج, الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام, فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي, ولا يجحده إلا غوي, ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا.[25]

* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثنا عمر بن رشيد, عن داود بن كثير, عن أبي عبد الله × في قوله الله عز وجل: {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}[26] قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يغفروا للذين لا يعلمون, فإذا عرَّفوهم فقد غفروا لهم.[27]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي,حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي القاضي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد × يقول: جاء إبليس إلى موسى بن عمران × وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربه؟!

فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة، وكان فيما ناجاه الله تعالى به أن قال له: يا موسى، لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري, ولم يبت مصراً على الخطيئة, وعرف حق أوليائي وأحبائي, فقال موسى: رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب؟

فقال عز وجل: هم كذلك يا موسى, إلا أنني أردت مَن مِن أجله خلقت آدم وحواء, ومَن مِن أجله خلقت الجنة والنار, فقال موسى: ومن هو, يا رب؟

قال: محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لاني أنا المحمود, فقال موسى: يا رب اجعلني من أمته, قال: أنت يا موسى من أمته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته, إن مَثله ومثل أهل بيته فيمن خلقت, كمثل الفردوس في الجنان, لا ييبس ورقها ولا يتغير طعمها, فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل حلماً, وعند الظلمة نوراً, أجيبه قبل أن يدعوني, وأعطيه قبل أن يسألني, [...] الخبر.[28]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: قال الحسن بن علي ‘: محمد وعلي أبوا هذه الامة, فطوبى لمن كان بحقهما عارفاً, ولهما في كل أحواله مطيعاً, يجعله الله من أفضل سكان جنانه ويسعده بكراماته ورضوانه.[29]

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبد الله × عن قول الله: {فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[30] قال: العمل الصالح المعرفة بالائمة, {ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[31] التسليم لعلي, لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله.[32]

 

* الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال, حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار, عن أحمد ابن محمد, عن ابن فضال, عن علي بن عقبة بن خالد, عن ميسرة قال: كنت عند أبي جعفر × وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً فجلس بعد سكوت منا طويلاً فقال: ما لكم؟! لعلكم ترون أني نبي الله, والله ما أنا كذلك, ولكن لي قرابة من رسول الله | وولادة, فمن وصلنا وصله الله, ومن أحبنا أحبه الله عز وجل, ومن حرمنا حرمه الله, أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد منا وكان هو الراد على نفسه قال: ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً وجعل بيته فيها, ثم قال أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك المسجد الحرام, ثم قال أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا فكان هو الراد على نفسه قال: ذلك ما بين الركن الاسود والمقام وباب الكعبة وذلك حطيم إسماعيل × ذلك الذي كان يذود غنيماته ويصلي فيه, والله! لو أن عبداً صفَّ قدميه في ذلك المكان قام ليلاً مصلياً حتى يجيئه النهار, وصام حتى يجيئه الليل ولم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئاً أبداً.[33]

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمر الزيات قال: حدثني علي بن إسماعيل, قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا الحسين الاشقر، قال: حدثنا قيس, عن ليث بن أبي سليم, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن الحسين بن علي ‘ قال: قال رسول الله |: ألزموا مودتنا أهل البيت, فإنه من لقي الله وهو يحبنا دخل الجنة بشفاعتنا, والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفتنا.[34]

 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله × وأنا أسمع فقال: تراني أدرك القائم ×؟ فقال: يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟ فقال: إي والله وأنت هو وتناول يده, فقال: والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبياً بسيفك في ظل رواق القائم صلوات الله عليه.[35]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور قال: حدثنا يونس, عن حماد بن عثمان, عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × قال: إن الله عز وجل نصب علياً × علماً بينه وبين خلقه, فمن عرفه كان مؤمناً, ومن أنكره كان كافراً, ومن جهله كان ضالاً, ومن نصب معه شيئاً كان مشركاً, ومن جاء بولايته دخل الجنة.[36]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن الهيثم بن واقد, عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله × يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين × فقال يا أمير المؤمنين {وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}[37]؟ فقال: نحن على الاعراف, نعرف أنصارنا بسيماهم, ونحن الاعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا, ونحن الاعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط, فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه, ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه, إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرَّف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه, فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا, فانهم {عن الصراط لناكبون}[38], فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض, وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها, لا نفاد لها ولا انقطاع.[39]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن خالد, عن فضالة بن أيوب, عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة, عن فضيل بن يسار قال: دخلت على أبي عبد الله × في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال: يا فضيل إنني كثيراً ما أقول: ما على رجل عرَّفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت, يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يميناً وشمالاً وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم, يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له ولو أصبح مقطعاً أعضاؤه كان ذلك خيراً له, يا فضيل بن يسار إن الله لا يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له, يا فضيل ابن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء, يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هماً واحداً كفاه الله همه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك.[40]

 

* تاج الدين الشعيري في جامع الاخبار, روي عن الصادق × عن أبيه عن جده × قال مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في مسجد الكوفة وقنبر معه فرأى رجلاً قائماً يصلي فقال قنبر ما رأيت رجلاً أحسن صلاة من هذا! فقال أمير المؤمنين ×: مه يا قنبر فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير من عبادة ألف سنة ولو أن عبداً عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت, ولو أن عبداً عبد الله ألف سنة وجاء بعمل الاثنين وسبعين نبياًً ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا كَبَّه الله على منخريه في نار جهنم.[41]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, محمد بن عيسى بن عبيد, عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن, عن عبد الله بن مسكان وأبي خالد القماط وأبي أيوب الخزاز, عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر ×: إن رسول الله أنال في الناس وأنال, وعندنا عرى العلم وأبواب الحكم ومعاقل العلم وضياء الأمر وأواخيه, فمن عرفنا نفعته معرفته وقُبل منه عمله, ومن لم يعرفنا لم ينفعه الله بمعرفة ما عَلم ولم يقبل منه عمله.[42]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن أبي سلمة, عن أبي عبد الله × قال سمعته يقول: نحن الذين فرض الله طاعتنا, لا يسع الناس إلا معرفتنا ولا يعذر الناس بجهالتنا, من عرفنا كان مؤمناً, ومن أنكرنا كان كافراً, ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء.[43]

* محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات,حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن محمد ابن زكريا, عن أبي المعافا عن وكيع, عن زاذان, عن سلمان الفارسي - في حديث طويل - عن أمير المؤمنين × قال: فقال لي: يا سلمان, الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا, وأنكر ولايتنا, يا سلمان أيما أفضل محمد | أم سليمان بن داود؟ قال سلمان: قلت: بل محمد |, فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب, ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب؟!

أنزل الله على شيث بن آدم × خمسين صحيفة, وعلى إدريس × ثلاثين صحيفة وعلى نوح × عشرين صحيفة وعلى إبراهيم × عشرين صحيفة, والتوراة والانجيل والزبور والفرقان, فقلت: صدقت يا سيدي هكذا يكون الامام.

قال الامام ×: إعلم يا سلمان أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا, وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه, وبيَّن فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف[44].[45]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي + من كتاب مسائل البلدان رواه باسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي, عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: دخل سلمان رضي الله عنه, على أمير المؤمنين × فسأله عن نفسه فقال: يا سلمان أنا الذي إذا دعيت الامم كلها إلى طاعتي فكَفَرت فعُذِّبت في النار, وأنا خازنها عليهم, حقاً أقول.

يا سلمان إنه لا يعرفني أحد حق معرفتي إلا كان معي في الملأ الاعلى, قال ثم دخل الحسن والحسين ‘ فقال: يا سلمان هذان شنفا عرش رب العالمين بهما تُشرق الجنان, وأمهما خيرة النسوان, أخذ الله على الناس الميثاق بي, فصدَّق من صدق وكذَّب من كذب أما من صدق فهو في الجنة وأما من كذب فهو في النار, وأنا الحجة البالغة والكلمة الباقية, وأنا سفير السفراء, [...] الخبر[46].

 

 

 

* كتاب سليم بن قيس, قال أبان: قال سليم:  - في حديث طويل - مع أمير المؤمنين × قال قلت: يا أمير المؤمنين, ما الايمان وما الإسلام؟ قال: أما الايمان فالإقرار بالمعرفة, والإسلام فما أقررت به والتسليم والطاعة لهم, قلت: الايمان الإقرار بعد المعرفة به؟ قال: من عرَّفه الله نفسه ونبيه وإمامه ثم أقر بطاعته فهو مؤمن, قلت: المعرفة من الله والإقرار من العبد؟ قال: المعرفة من الله دعاء وحجة ومنة ونعمة, والإقرار من الله قبول العبد, يمن على من يشاء, والمعرفة صنع الله تعالى في القلب, والإقرار فعال القلب من الله وعصمته ورحمته, [...] الخبر.[47]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, محمد بن علي, عن عبيس بن هشام, عن عبد الكريم وهو كرام بن عمرو الخثعمي, عن عمر بن حنظلة, قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن آية في القرآن تشككني, قال: وما هي؟ قلت: قول الله: {إنما يتقبل الله من المتقين}[48] قال: وأي شيء شككت فيها؟ قلت: من صلى وصام وعبد الله قُبل منه؟ قال: إنما يتقبل الله من المتقين العارفين, ثم قال: أنت أزهد في الدنيا أم الضحاك بن قيس؟ قلت: لا بل الضحاك بن قيس, قال: فإن ذلك لا يُتقبل منه شيء مما ذكرت.[49]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, والحجال, عن ثعلبة, عن أبي خالد القماط, عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {ومن دخله كان آمناً}[50] فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني أحد إلا من شاء الله قال: من أمَّ هذا البيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمره الله عز وجل به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمناً في الدنيا والآخرة.[51]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن أبي عمير, عن علي بن عبد العزيز, عن أبي عبد الله × قال: من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه وكفاه هم الدنيا والآخرة.[52]

* الميرزا النوري في مستدرك الوسائل,عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى, عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين البصري, عن أبي طالب محمد بن الحسن, عن أبي الحسن محمد بن الحسين, عن محمد بن وهبان, عن علي بن أحمد بن كثير العسكري, عن أبي سلمة أحمد بن المفضل, عن أبي علي راشد بن علي القرشي, عن عبد الله بن حفص المدني قال: حدثني محمد بن اسحاق, عن سعد بن زيد بن أرطاة, عن كميل بن زياد, عن أمير المؤمنين ×, أنه قال في وصيته إليه: يا كميل, إن رسول الله | أدبه الله عز وجل, وهو أدبني, وأنا أؤدب المؤمنين, وأورث الأدب المكرمين, يا كميل, ما من علم إلا وأنا أفتحه, وما من شيء إلا والقائم × يختمه, يا كميل {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[53], يا كميل, لا تأخذ إلا عنا تكن منا, يا كميل, ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة, [...] الخبر.[54]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الصباح قال قلت لأبي عبد الله ×: ما تقول في رجل دُعي إلى هذا الامر فعرفه وهو في أرض منقطعة إذ جاءه موت الامام فبينا هو ينتظر إذ جاءه الموت؟ فقال: هو والله بمنزلة من هاجر إلى الله ورسوله فمات وقد وقع أجره على الله.[55]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الحسين بن علي ×: من عرف حق أبويه الافضلين: محمد وعلي ‘ وأطاعهما حق الطاعة قيل له: تبحبح في أي الجنان شئت.[56]

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال ×: قال علي بن الحسين ‘: أوحى الله تعالى إلى موسى × حببني إلى خلقي, وحبب خلقي إليَّ, قال: يا رب كيف أفعل؟ قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني, فلئن ترد آبقاً عن بابي, أو ضالاً عن فنائي, أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها, قال موسى ×: ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال: العاصي المتمرد, قال: فمن الضال عن فنائك؟ قال: الجاهل بإمام زمانه تُعَرِّفه, والغائب عنه بعدما عَرِفَه الجاهل بشريعة دينه, تُعَرِّفه شريعتِه وما يعبد به ربه, ويتوصل به إلى مرضاته.[57]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن بعض أصحابنا, رفعه في قول الله تبارك وتعالى {ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}[58] قال: الشكر المعرفة[59], وفي قوله {ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم}[60] فقال: الكفر ههنا الخلاف, والشكر الولاية والمعرفة.[61]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن علي بن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله × جُعلت فداك قول الله: {آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً}[62] وقد يدخله المرجيء والقدري والحروري والزنديق الذي لا يؤمن بالله؟ قال: لا ولا كرامة, قلت: فمن جُعلت فداك؟ قال: ومن دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه وكفي هم الدنيا والاخرة.[63]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن صفوان بن يحيى, عن محمد بن مروان, عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تبارك وتعالى: {يوم ندعو كل اناس بإمامهم}[64] فقال: يا فضيل اعرف إمامك, فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك, تقدم هذا الأمر أو تأخر, ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الامر, كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره, لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه, قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد مع رسول الله |.[65]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد رفعه, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: جُعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عَرف هذا الامر فقد فُرِّج عنه لانتظاره.[66]

 

* الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان,روى العياشي بالإسناد عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد الله ×: ادع الله أن يرزقني الشهادة, فقال: العارف منكم هذا الأمر, المنتظر له, المحتسب فيه الخير, كمن جاهد والله مع قائم آل محمد × بسيفه, ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله | بسيفه, ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله | في فسطاطه, وفيكم آية من كتاب الله, وقلت: وأي آية جُعلت فداك؟ قال قول الله عز وجل: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}[67] ثم قال: صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم.[68]

 

* العلامة المجلسي في البحار, كتاب فضائل الشيعة للصدوق & عن داود الرقي قال: دخلت على أبي عبد الله × فقلت له: جُعلت فداك قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى}[69] فما هذا الهدى بعد التوبة والايمان والعمل الصالح؟ قال: فقال: معرفة الائمة والله إمام بعد إمام.[70]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘ قالوا سألناهما عن قول الله: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}[71] قال: أمروا بمعرفتنا.[72]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس, عن الحسين بن عبيد الله, عن الحسن بن علي بن أبي عثمان, عن عبد الكريم بن عبد الله, عن سلمة ابن عطا, عن أبي عبد الله × قال: خرج الحسين بن علي ‘ على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه, فقال له رجل: يا بن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟

قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.[73]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسين, عن صفوان بن يحيى, عن العلاء بن رزين, عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر × يقول: كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول, وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله[74], ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها, فهجمت ذاهبة وجائية يومها, فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها, فحنّت إليها واغترّت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها, فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها, فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك, وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك, فهجمت ذعرة متحيرة تائهة, لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها, فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها, فأكلها, وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الامة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل, أصبح ضالاً تائهاً, وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق, واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف, لا يقدرون مما كسبوا على شيء, ذلك هو الضلال البعيد.[75]

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني محمد ابن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله × قال: حدثني أبي, عن جدي، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين × علَّم أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه, قال ×: - إلى أن يقول - : سراج المؤمن معرفة حقنا, أشد العمى من عمي عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، إلا أنَّا دعونا إلى الحق، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة لنا, لنا راية الحق من استظل بها كنته، ومن سبق إليها فاز، ومن تخلف عنها هلك، ومن فارقها هوى، ومن تمسك بها نجا، أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة, والله لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق, [...] الخبر.[76]

 

 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: هكذا يزعمون فقال أبو جعفر ×: بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم, فقال له أبو جعفر × بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بعلم, فقال له أبو جعفر ×: فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل, قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: {وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}[77] فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتى يرجع إلى أهله, فقال أبو جعفر ×: نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة: اللهم نعم, فقال أبو جعفر ×: ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت, ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء[78] حلال يروم هذا البيت عارفاً بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: {واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}[79] ولم يعن البيت فيقول: إليه, فنحن والله دعوة إبراهيم × التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا, يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة, قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا, فقال أبو جعفر ×: ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.[80]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري, عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن الحسن بن محبوب, عن هشام بن سالم, عن عباد بن موسى الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدَّث عنك أنك قلت: لا يضر مع الايمان عمل, ولا ينفع مع الكفر عمل؟ فقال ×: إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها, إنما عنيت بهذا أنه من عَرَف الإمام من آل محمد × وتولاه, ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قُبل منه ذلك, وضُوعف له أضعافاً كثيرة, فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة, فهذا ما عنيت بذلك, وكذلك لا يُقبل الله من العباد الاعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الامام الجائر الذي ليس من الله تعالى.

فقال له عبد الله بن أبي يعفور: أليس الله تعالى قال: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون}[81] فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور؟ فقال له أبو عبد الله ×: وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية, هي والله معرفة الامام وطاعته, وقال عز وجل: {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون}[82] وإنما أراد بالسيئة إنكار الامام الذي هو من الله تعالى.

ثم قال أبو عبد الله ×: من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكراً لحقنا جاحداً بولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار.[83]

 

* نهج البلاغة لأمير المؤمنين ×, من خطبة طويلة له قال في آخرها: الزموا الارض، واصبروا على البلاء, ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم, ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم, فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيداً ووقع أجره على الله, واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله, وقامت النية مقام إصلاته لسيفه, وإن لكل شيء مدة وأجلاً.[84]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, حدثنا أحمد بن إدريس, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسن بن محبوب, عن هشام بن سالم, عن عمار الساباطي قال: كنت عند أبي عبد الله × وسأله عبد الله بن أبي يعفور عن قول الله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون}[85] فقال: وهل تدري ما الحسنة؟ إنما الحسنة معرفة الامام وطاعته, وطاعته من طاعة الله.[86]

 

* الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال, أبي & عن أحمد بن إدريس, عن الأشعري, عن ابراهيم بن اسحاق, عن عبد الله بن حماد, عن عمر بن شمر, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: من لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما نكبنا به فهو شريك من أبى إلينا فيما وليناه.[87]

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن هشام بن سالم, عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * هم درجات عند الله}[88] فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى.[89]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال: حدثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا, عن أبيه موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن النبي |, عن جبرئيل, عن ميكائيل, عن إسرافيل, عن الله جل جلاله: أنه قال: أنا الله لا إله إلا أنا, خلقت الخلق بقدرتي, فاخترت منهم من شئت من أنبيائي, وأخترت من جميعهم محمداً حبيباً وخليلاً وصفياً, فبعثته رسولاً إلى خلقي, واصطفيت له علياً, فجعلته له أخاً ووصياً ووزيراً ومؤدياً عنه من بعده إلى خلقي, وخليفتي على عبادي, ليبيّن لهم كتابي, ويسير فيهم بحكمي, وجعلته العلم الهادي من الضلالة, وبابي الذي أوتى منه, وبيتي الذي من دخله كان آمناً من ناري, وحصني الذي من لجأ إليه حصّنه من مكروه الدنيا والآخرة, ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه, وحجتي في السماوات والارضين على جميع من فيهن من خلقي, لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي, وهو يدي المبسوطة على عبادي, وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي, فمن أحببته من عبادي وتوليته عرّفته ولايته ومعرفته, ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته وولايته, فبعزتي حلفت, وبجلالي أقسمت إنه لا يتولى علياً عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة, ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير.[90]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس حدثنا أحمد بن إدريس, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن أبي عبد الله البرقي, عن رجل عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم}[91] فقال: لما يرانا هؤلاء وشيعتنا نشفع يوم القيامة يقولون: {فمالنا من شافعين * ولا صديق حميم} يعني بالصديق المعرفة, وبالحميم القرابة.[92]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قوله: {فك رقبة}[93] قال: بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا, ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة[94].[95]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثنا محمد ابن الفضيل, عن أبي حمزة قال: قال لي أبو جعفر ×: إنما يعبد الله من يعرف الله, فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً قلت: جُعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله | وموالاة علي × والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم, هكذا يُعرف الله عز وجل.[96]

 

* نهج البلاغة لأمير المؤمنين ×, من كلام له ×: فمن الايمان ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب, ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم, فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتى يحضره الموت، فعند ذلك يقع حد البراءة, والهجرة قائمة على حدها الاول, ما كان لله في أهل الارض حاجة من مُستسِر الإمة ومعلنِها, لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الارض, فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر, ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه, إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحمله إلا عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة وأحلام رزينة.[97]

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي, عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد ‘ يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك × أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً؟ فقال: إنما قال: اثنا عشر مهدياً, ولم يقل: إثنا عشر إماماً, ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا.[98]

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة,عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله: {واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}[99] قال أبو محمد ×: ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه, ولا من رازقه, قال أبو هاشم فجعلتُ أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليَّه وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليَّ فقال الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم, ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله فلا مؤمن إلا وهو بهم مصدق وبمعرفتهم موقن.[100]

 

* العلامة المجلسي في البحار, من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي بالاسناد عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر × فذكرت اختلاف الشيعة فقال: إن الله لم يزل فرداً متفرداً في الوحدانية ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة عليهم السلام فمكثوا ألف دهر, ثم خلق الأشياء وأشهدهم خلقها وأجرى عليها طاعتهم وجعل فيهم ما شاء, وفوض أمر الاشياء إليهم في الحكم والتصرف والارشاد والأمر والنهي في الخلق, لأنهم الولاة فلهم الأمر والولاية والهداية, فهم أبوابه ونوابه وحجابه يحللون ما شاء ويحرمون ما شاء ولا يفعلون إلا ما شاء {عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}[101] فهذه الديانة التي من تقدمها غرق في بحر الافراط ومن نقصهم عن هذه المراتب التي رتبهم الله فيها زهق في بر التفريط, ولم يوفِ آل محمد حقهم فيما يجب على المؤمن من معرفتهم, ثم قال: خذها يا محمد فإنها من مخزون العلم ومكنونه.[102]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عن فضالة بن أيوب, عن عمر بن أبان, عن عيسى بن أبي منصور - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد الله ×: ثلاث لكم[103] وثلاث لنا أن تعرفوا فضلنا وأن تطئوا عَقِبنا[104] وأن تنتظروا عاقبتنا, [...] الخبر.[105]

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله × عن الصراط؟ فقال هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة, وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة, ومن لم يعرفه في الدنيا زلَّت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم.[106]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن إبراهيم بن عبد الحميد, عن موسى بن أكيل النميري, عن العلاء بن سيابة, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}[107] قال: يهدي إلى الامام.[108]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الصادق × في قوله تعالى: {من جاء بالحسنة}[109] قال: الحسنة حبنا ومعرفة حقنا, والسيئة بغضنا وانتقاص حقنا.[110]

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن عبد الله بن محمد الحجال, عن نصر العطار, عمن رفعه باسناده قال: قال رسول الله | لعلي ×: ثلاث أقسم أنهن حق: إنك والأوصياء من بعدك عرفاء لا يُعرف الله إلا بسبيل معرفتكم, وعرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه, وعرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه.[111]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا محمد بن الحسين, عن صفوان, عن داود بن فرقد, عن زيد, عن أبي عبد الله × قال: أتدري بما أمروا؟ أمروا بمعرفتنا والرد الينا والتسليم لنا.[112]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن الحسين بن صغير, عمن حدثه, عن ربعي بن عبد الله, عن أبي عبد الله × أنه قال: أبى الله أن يُجري الاشياء إلا بأسباب, فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرحاً وجعل لكل شرح علماً, وجعل لكل علم باباً ناطقاً, عَرَفه من عَرَفه, وجهله من جهله, ذاك رسول الله | ونحن.[113]

 

* العلامة المجلسي في البحار, أحمد بن إدريس, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن سيار, عن سورة بن كليب, عن أبي جعفر × قال: نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا، ونحن وجه الله، نتقلب في الارض بين أظهركم, عرفنا من عرفنا، وجهلنا من جهلنا، من عرفنا فأمامه اليقين، ومن جهلنا فأمامه السعير. [114]

 

* المحقق الكركي في رسائله, في الحديث القدسي: كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأن[115] أعرف.[116] 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن هشام بن سالم, عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر ×: أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق؟ فقال: إن الله عز وجل بعث محمداً | إلى الناس أجمعين رسولاً وحجة لله على جميع خلقه في أرضه, فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه, ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف حقهما؟!

قال: قلت: فما تقول فيمن يؤمن بالله ورسوله ويصدق رسوله في جميع ما أنزل الله, يجب على أولئك حق معرفتكم؟ قال: نعم أليس هؤلاء يعرفون فلاناً وفلاناً قلت: بلى, قال: أترى أن الله هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء؟ والله ما أوقع ذلك في قلوبهم إلا الشيطان, لا والله ما ألهم المؤمنين حقنا إلا الله عز وجل.[117]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين, عن معلى, عن الحسن بن علي, عن أحمد بن عائذ, عن أبيه, عن ابن أذينة قال: حدثنا غير واحد, عن أحدهما ‘ أنه قال: لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه, ويرد إليه ويسلم له, ثم قال: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الاول؟![118]

 

* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد & قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن ابن سنان, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين × في خطبته: أنا الهادي, وأنا المهتدي, وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل, وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف, وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة, وأنا حبل الله المتين, وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى, وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده, وأنا جنب الله الذي يقول: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}[119] وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة, وأنا باب حطة, من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه, وحجته على خلقه, لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله.[120]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,بإسناده عن محمد بن أبي عمير, عن علي بن حسان, عن جعفر ابن هارون الزيات, قال: كنت أطوف بالكعبة وأبو عبد الله × في الطواف, فنظرت إليه فحدثت نفسي فقلت: هذا حجة الله؟ وهذا الذي لا يقبل الله شيئاً إلا بمعرفته؟ قال: فإني في هذا متفكر إذ جاءني أبو عبد الله × من خلفي, فضرب بيده على منكبي, ثم قال: {أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسُعُر}[121] ثم جازني.[122]

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة,حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن أبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن علي بن معبد, عن الحسين بن خالد, عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله |: أنا سيد من خلق الله عز وجل, وأنا خير من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين, وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف, وأنا وعلي أبوا هذه الامة, من عرفنا فقد عرف الله عز وجل, ومن أنكرنا فقد أنكر الله عز وجل, ومن علي سبطا أمتي, وسيدا شباب أهل الجنة: الحسن والحسين, ومن ولد الحسين تسعة أئمة طاعتهم طاعتي, ومعصيتهم معصيتي, تاسعهم قائمهم ومهديهم.[123]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين, عن معلى, عن الوشاء, عن عبد الكريم, عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}[124] فقال: أي شيء تقولون أنتم؟ قلت: نقول: إنها في الفاطميين, قال: ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف، فقلت: فأي شيء الظالم لنفسه؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف حق الامام, والمقتصد: العارف بحق الامام, والسابق بالخيرات: الإمام.[125]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبد الله, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × قال: قال أبو جعفر ×: دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين فقال ×: يا أبا عبد الله ألا اخبرك بقول الله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون}[126]؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين جُعلت فداك, فقال: الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت, والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت, ثم قرأ عليه هذه الآية.[127]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن نهيك، عن علي بن الحارث، عن صباح المزني، عن ناجية قال: رأيت رجلاً عند أبي عبد الله × فقال له: جُعلت فداك إني أعتقت خادماً لي وهو ذا أطلب شراء خادم منذ سنين فما أقدر عليها، فقال: ما فعلت الخادم قال: حية قال: ردها في مملوكتها, ما أغنى الله من عتق أحدكم, تعتقون اليوم ويكون علينا غداً, لا يجوز لكم أن تعتقوا إلا عارفاً.[128]

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري, عن المفضل بن عمر, قال سألت أبا عبد الله × عن الصراط؟ فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم.[129]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله × قال: إذا صلت المرأة خمساً, وصامت شهراً, وأطاعت زوجها, وعرفت حق علي × فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت.[130]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر × عن الاستطاعة وقول الناس, فقال: وتلا هذه الآية {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}[131] يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك, قال قلت قوله: {إلا من رحم ربك}؟ قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم وهو قوله: {ولذلك خلقهم} يقول: لطاعة الإمام, الرحمة التي يقول: {ورحمتي وسعت كل شيء}[132] يقول: علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شيء هم شيعتنا, ثم قال: {فسأكتبها للذين يتقون}[133] يعني ولاية غير الإمام وطاعته.

ثم قال: {يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل}[134] يعني النبي | والوصي والقائم {يأمرهم بالمعروف} إذا قام {وينهاهم عن المنكر} والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده {ويحل لهم الطيبات} أخذ العلم من أهله {ويحرم عليهم الخبائث} والخبائث قول من خالف {ويضع عنهم إصرهم} وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام {والاغلال التي كانت عليهم} والاغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام, فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم والاصر الذنب وهي الآصار, ثم نسبهم فقال: {الذين آمنوا به} يعني الإمام {وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون} يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم, ثم قال: {أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}[135] ثم جزاهم فقال: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}[136] والإمام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد | الصادقين على الحوض.[137]

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن محمد بن عيسى, عن يونس, عن أيوب بن الحر, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً}[138] فقال: طاعة الله ومعرفة الامام.[139]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن علي بن محمد, عن بكر بن صالح, عن الريان بن شبيب, عن يونس, عن أبي أيوب الخزاز, عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر ×: يا أبا حمزة يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلاً وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الارض, فاطلب لنفسك دليلاً.[140]

 

* العلامة المجلسي في البحار, علي بن إبراهيم عن القاسم بن الربيع, عن محمد بن سنان, عن صباح المدائني, عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبد الله × فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله ×: أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته, فإن من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد والأخذ بأمره والنصيحة لرسله, والمسارعة في مرضاته, واجتناب ما نهى عنه, فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة, ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ الموعظة, جعلنا الله من المتقين برحمته, جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه, فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك, ألبسنا الله وإياك عافيته في الدنيا والآخرة, كتبت تذكر أن قوماً أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم, وأنك أُبلغت عنهم أموراً تُروى عنهم كرهتها لهم, ولم تريهم إلا طريقاً حسناً وورعاً وتخشعاً, وبلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال, ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال, فوفقك الله وذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام, والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو رجل, وأن الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل, وكل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل, وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظَّم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون, فليس له أن يجتهد في العمل, وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها.

وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة ولحم الخنزير هو رجل, وذكروا أن ما حرم الله من نكاح الامهات والبنات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم على المؤمنين من النساء مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي |, وما سوى ذلك مباح كله, وذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة, ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون أن لهذا ظهراً وبطناً يعرفونه, فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم, والباطن هو الذي يطلبون وبه أمروا بزعمهم وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام؟ وكتبت تسألني عن تفسير ذلك, وأنا أبينه حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا في شبهة, وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه: {تعيها أذن واعية}[141] وأصفه لك بحلاله, وأنفي عنك حرامه إنشاء الله كما وصفت ومُعرّفكه حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إنشاء الله ولا قوة إلا بالله والقوة لله جميعاً.

أخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك وتعالى بَيِّن الشرك لا شك فيه, وأخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله, ولم يعطوا فهم ذلك, ولم يعرفوا حد ما سمعوا, فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم, ولم يضعوها على حدود ما أُمروا كذباً وافتراء على الله ورسوله, وجرأة على المعاصي, فكفى بهذا لهم جهلاً, ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس, ولكنهم حرفوها وتعدوا وكذبوا وتهاونوا بأمر الله وطاعته, ولكني أخبرك أن الله حدها بحدودها, لئلا يتعدى حدوده أحد, ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا حد ما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذوراً ولكن جعلها حدوداً محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر, ثم قال: {تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون}[142] فأخبرك حقائق, إن الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه ديناً ورضى من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به, وبه بعث أنبياءه ورسله, ثم قال: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}[143] فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمداً |, فأفضل الدين معرفة الرسل وولايتهم, وأخبرك أن الله أحل حلالاً وحرم حراماً إلى يوم القيامة, فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هو الحلال, فالمحلل ما أحلوا والمحرم ما حرموا, وهم أصله, ومنهم الفروع الحلال, وذلك سعيهم, ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال, من إقام الصلاة, وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الاخلاق ومحاسنها وجميع البر, ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه: {إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}[144] فعدوهم هم الحرام المحرم, وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة, فهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن, والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير, فهم الحرام المحرم, وأصل كل حرام, وهم الشر وأصل كل شر, ومنهم فروع الشر كله, ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها, ومن فروعهم تكذيب الأنبياء وجحود الاوصياء وركوب الفواحش, الزنا والسرقة وشرب الخمر والمسكر وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي, {وإنما يأمر الله بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى} يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم {وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وهم أعداء الأنبياء وأوصياء الأنبياء, وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون.

وأخبرك أني لو قلت لك: إن الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل, وأنا أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثناً وشركاً, ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال: {أنا ربكم الاعلى}[145] فهذا كله على وجه إن شئت قلت: هو رجل وهو إلى جهنم ومن شايعه على ذلك, فإنهم مثل قول الله: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}[146] لصدقت, ثم لو أني قلت: إنه فلان ذلك كله لصدقت, إن فلاناً هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى, ثم إني أخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل, وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان, وهو إمام أمته وأهل زمانه, فمن عرفه عرف الله ودينه, ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه, ولا يُعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله, والمعرفة على وجهين: معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله, فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها مَنٌّ من الله يمن به على من يشاء مع المعرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهر, فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم, ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه: {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}[147] فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه ولا يبصر ما يتكلم به لا يثاب عليه مثل ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة فيه, كذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة, فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الأمر إلى نبي الله وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت إليه معرفتهم, وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن بإحسانه, والمسيء بإساءته, وقد يقال: إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه, رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.

وأخبرك أني لو قلت: إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي | الذي جاء به من عند ربه لصدقت لأن ذلك كله إنما يعرف بالنبي, ولولا معرفة ذلك النبي والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك, فذلك مَنٌّ من الله على من يمن عليه, ولولا ذلك لم يعرف شيئاً من هذا, فهذا كله ذلك النبي وأصله, وهو فرعه, وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب عليّ له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله, وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله؟ وكيف يستقيم لي لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره, وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله, وإنما أنكر الدين من أنكره بأن قالوا: {أبعث الله بشراً رسولاً}[148] ثم قالوا: {أبشر يهدوننا}[149] فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به, وقالوا: {لولا أنزل عليه ملك}[150] فقال الله: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس}[151] ثم قال في آية اخرى: {ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً}[152] إن الله تبارك وتعالى إنما أحب أن يُعرف بالرجال, وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه, لا يقبل الله من العباد غير ذلك, {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}[153] فقال فيما أوجب ذلك من محبته لذلك: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً}[154] فمن قال لك: إن هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق, ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الاصل بترك الفروع, كما لا تغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمداً رسول الله, ولم يبعث الله نبياً قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الاخلاق ومحاسن الاعمال والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن, فالباطن منه ولاية أهل الباطل, والظاهر منه فروعهم, ولم يبعث الله نبياً قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي, فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم إليه, فأول ذلك معرفة من دعا إليه, ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له, وإنه من عرف أطاع, ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه, ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر, إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معاً جميعاً, ولا يكون الأصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال, ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر, وكذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر, ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن, لأن باطنه ظهره, ولا يستقيم إن ترك واحدة منها إذا كان الباطن حراماً خبيثاً فالظاهر منه إنما يشبه الباطن, فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع, وإنما قيل: اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة, فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك.

أخبرك أن من عرف أطاع, إذا عرف وصلى وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئاً وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب سيئها وكل ذلك هو النبي, والنبي أصله, وهو أصل هذا كله, لانه جاء به ودل عليه وأمر به, ولا يقبل من أحد شيئاً منه إلا به, ومن عرف اجتنب الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن, وحرم المحارم كلها, لأن بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي, وخرج مما خرج منه النبي, ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالاً ولم يحرم له حراماً, وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئاً من ذلك, ولم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراماً ولم يحلل لله حلالاً, وليس له صلاة وإن ركع وسجد, ولا له زكاة وإن أخرج لكل أربعين درهماً درهماً ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله.

وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الارحام التي حرم الله في كتابه فانهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي, فإن أحق ما بدأ به تعظيم حق الله وكرامة رسوله وتعظيم شأنه, وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعد قوله: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً}[155] وقال الله تبارك وتعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}[156] وهو أب لهم, ثم قال: {ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً}[157] فمن حرم نساء النبي | لتحريم الله ذلك فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت, وما حرم الله من الرضاعة, لأن تحريم ذلك كتحريم نساء النبي, فمن حرم ما حرم الله من الامهات والبنات والاخوات والعمات من نكاح نساء النبي | واستحل ما حرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك ديناً.

وأما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله, إنما دينه أن يحل ما أحل الله, ويحرم ما حرم الله وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه, والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما, فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح تراضياً على ما أحبا من الأجر والأجل, كما قال الله: {فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة}[158] إن هما أحبا أن يمدا في الأجل على ذلك الأجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما أحبا فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل, وليس بينهما عدة إلا من سواه فإن أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوماً, وليس بينهما ميراث, ثم إن شاءت تمتعت من آخر, فهذا حلال لهما إلى يوم القيامة, إن هي شاءت من سبعة, وإن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا كل هذا حلال لهما على حدود الله, ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه, وإذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق واجعلها متعة, فمتى ما قدمت طفت بالبيت واستلمت الحجر الاسود وفتحت به وختمت سبعة أشواط, ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم, ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط, تفتح بالصفا وتختم بالمروة, فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق, ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج, فلم تزل محرماً حتى تقف بالموقف, ثم ترمي الجمرات وتذبح وتحلق وتحل وتغتسل ثم تزور البيت, فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت, وهو قول الله: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي}[159] أن تذبح.

وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت}[160] إذا كان مسافراً وحضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه, فإن لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته {تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشتري به ثمناً}[161] قليلاً {ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثماً فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان}[162] من أهل ولايته {فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا}[163] وكان رسول الله | يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولا يبطل حق مسلم, ولا يرد شهادة مؤمن, فإذا أخذ يمين المدعي وشهادة الرجل قضى له بحقه وليس يعمل بهذا, فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاة الجور أبطلوا حقه, ولم يقضوا فيها بقضاء رسول الله |, كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويحيي عدلاً كان رسول الله | يعمل به, وأما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي وأنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا, فقد عرفت أن السنن والأمثال كائنة لم يكن شيء فيما مضى إلا سيكون مثله, حتى لو كانت شاة برشاء كان ههنا مثله, واعلم أنه سيضل قوم على ضلالة من كان قبلهم كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو وما أرادوا به, أخبرك أن الله تبارك وتعالى هو خلق الخلق لا شريك له, له الخلق والأمر والدنيا والآخرة, وهو رب كل شيء وخالقه, خلق الخلق وأحب أن يعرفوه بأنبيائه واحتج عليهم بهم, فالنبي × هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه لنفسه برسالته, وأكرمه بها, فجعله خليفته في خلقه, ولسانه فيهم, وأمينه عليهم, وخازنه في السماوات والارضين, قوله قول الله, لا يقول على الله إلا الحق, من أطاعه أطاع الله, ومن عصاه عصى الله, وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة وبالعبودية, ومن أقر بطاعته أطاع الله وهداه, فالنبي مولى الخلق جميعاً عرفوا ذلك أو أنكروه, وهو الوالد المبرور, فمن أحبه وأطاعه فهو الولد البار ومجانب للكبائر, وقد بينت ما سألتني عنه وقد علمت أن قوماً سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك, وقد برئ الله ورسوله من قوم يستحلون بنا أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها, والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول: {الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله أعمالهم السيئة ويعلمون أن الله هو الحق المبين}[164].

وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عن ذلك تعالى ربنا عما يقولون علواً كبيراً صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له وعنه أخذناه فجزاه الله عنا أفضل الجزاء, فإن جزاءه على الله, فتفهم كتابي هذا, والقوة لله.[165]


[1] مشارق أنوار اليقين ص239، عنه حلية الأبرار ج2 ص127، غاية المرام ج5 ص149.

[2] الكافي ص181، وسائل الشيعة ج1 ص92.

[3] في كمال الدين "جاهلية كفر وشرك وضلالة".

[4] الكافي ج1 ص377، عنه البحار ج8 ص362، كمال الدين ص412, وسائل الشيعة ج18 ص567، الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1 ص382، الإمامة والتبصرة ص82، مجمع الفائدة ج12 ص299, المحاسن ج1 ص154 نحوه.

[5] كتاب سليم بن قيس ص381، عنه البحار ج40 ص95.

[6] الكافي ج1 ص371، الغيبة للطوسي ص459، الغيبة للنعماني ص329، عنه البحار ج52 ص141، شرح الأخبار ج3 ص560.

[7] سورة الانعام, الآية 59.

[8] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص488، بحار الأنوار ج26 ص116، عنه الزام الناصب ج1 ص15, مدينة المعاجز ص129, غاية المرام ج5 ص213 عن مصباح الأنوار للشيخ الطوسي.

[9] أمالي الطوسي ص649، عنه البحار ج27 ص202/ ج71 ص 318/ ج79 ص225/ ج96 ص14, ومستدرك الوسائل ج3 ص41، وسائل الشيعة ج1 ص18، إرشاد القلوب ج1 ص145.

[10] بصائر الدرجات ص94, عنه البحار ج26 ص281, الكافي ج1 ص437, المحتضر ص155, كنز الفوائد ص259, تأويل الآيات ج2 ص566 نحوه, نفس الرحمان ص144.

[11] وسائل الشيعة ج1 ص90, الكافي ج2 ص 18, عنه البحار ج65 ص332, المحاسن ج1 ص286, غاية المرام ج6 ص183, مستدرك الوسائل ج17 ص268, تفسير العياشي ج1 ص259, عنه التفسير الصافي ج1 ص473.

[12] والمقصود هنا هو أشد الناس حسرة يوم القيامة هو من رأى ماله في ميزان غيره وأدخله الله به النار, وأدخل وارثه به الجنة.

[13] دعّه: أي دفعه.

[14] تفسير الإمام العسكري × ص40، عنه البحار ج27 ص186/ ج89 ص252، عدة الداعي ص94، مستدرك الوسائل ج1 ص162.

[15] أمالي الصدوق ص560، عنه البحار ج27 ص88، بشارة المصطفى ص272.

[16] سورة الأعراف, الآية 180.

[17] الكافي ج1 ص143، عنه تفسير الثقلين ج2 ص103, تفسير العياشي ج2 ص42، عنه مستدرك الوسائل ج5 ص229، بحار الأنوار ج91 ص6، الإختصاص ص252, تفسير الصافي ج2 ص255.

[18] دلائل الإمامة ص376, نوادر المعجزات ص171, مدينة المعاجز ج7 ص129, وورد في إثباة الهداة.

[19] التراقي: العظام المتصلة بالحلق من الصدر، والتقاؤها كناية عن نهاية الذبول والدقة والتجفف.

[20] المحاسن ج1 ص90, ثواب الأعمال ص204, عنه البحار ج27 ص177, مختصر بصائر الدرجات ص18, عنه البحار ج53 ص63, وسائل الشيعة ج1 ص94, مستدرك الوسائل ج1 ص159.

[21] الطلاوة: الحسن والبهجة والقبول.

[22] الوقوب: دخول الظلام.

[23] الغاسق: الليل المظلم.

[24] القرفة: التهمة.

[25] الكافي ج1 ص203, الغيبة للنعماني ص224، عنه البحار ج25 ص150، ينابيع المعاجز ص190.

[26] سورة الجاثية, الآية 14.

[27] تفسير القمي ج2 ص394, عنه البحار ج2 ص15/ ج9 ص237, التفسير الصافي ج5 ص5, تأويل الآيات ج2 ص576, تفسير الثقلين ج5 ص3, مستدرك الوسائل ج12 ص240.

[28] أمالي الصدوق ص764، عنه البحار ج13 ص338, تفسير القمي ج1 ص242، عنه البحار ج26 ص267، معاني الأخبار ص55، عنه البحار ج16 ص360, الجواهر السنية ص59.

[29] تفسير الإمام العسكري × ص330، عنه البحار ج36 ص9، غاية المرام ج5 ص303.

[30] سورة الكهف, الآية 110.

[31] المصدر نفسه.

[32] تفسير العياشي ج2 ص353، عنه جميعاً البحار ج36 ص106/ ج81 ص349، تفسير نور الثقلين ج3 ص317، التفسير الصافي ص270.

[33] ثواب الأعمال ص205, عنه البحار ج27 ص177, تفسير فرات ص222, المحاسن ج1 ص91, عنه البحار ج27 ص185, تفسير العياشي ج2 ص233, عنه البحار ج65 ص86, الحدائق الناضرة ج17 ص400, وسائل الشيعة ج1 ص94 مختصراً.

[34] أمالي المفيد ص13، أمالي الطوسي ص186، عنه البحار ج27 ص170، بشارة المصطفى ص162, شرح الأخبار ج1 ص445، إرشاد القلوب ج2 ص254، المحاسن ج1 ص61، عنه مستدرك الوسائل ج1 ص151.

[35] الكافي ج1 ص371, الغيبة للنعماني ص330, عنه البحار ج52 ص142.

[36] الكافي ج1 ص437، عنه البحار ج32 ص364، أمالي الطوسي ص487، حلية الأبرار ج2 ص422، الحدائق الناضرة ج18 ص148، كمال الدين ص412 باختصار.

[37] سورة الأعراف, الآية 46.

[38] سورة المؤمنون, الآية 74.

[39] الكافي ج1 ص184، عنه البحار ج8 ص339, تأويل الآيات ج1 ص176, الإحتجاج ج1 ص338 نحوه, بصائر الدرجات ص517، عنه البحار ج24 ص253، منتخب البصائر ص54، تفسير الفرات ص143، ينابيع المودة ج1 ص304.

[40] الكافي ج2 ص246، عنه البحار ج64 ص150، التمحيص ص56 نحوه.

[41] جامع الأخبار ص177، عنه البحار ج27 ص196، مستدرك الوسائل ج1 ص168.

[42] الإختصاص ص309، عنه البحار ج26 ص32، بصائر الدرجات ص383، عنه البحار ج2 ص215، مستدرك الوسائل ج1 ص158.

[43] الكافي ج1 ص187، عنه البحار ج32 ص325، وسائل الشيعة ج18 ص566، الحدائق الناضرة ج5 ص182.

[44] وفي نسخة تأويل الآيات: وهو مكشوف.

[45] نوادر المعجزات ص18, عنه البحار ج54 ص 339, مدينة المعاجز ج1 ص535, تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص240, إرشاد القلوب ج2 ص416، عنه البحار ج26 ص221, المحتضر ص160, عنه البحار ج27 ص28.

[46] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص505، عنه البحار ج26 ص292، مدينة المعاجز ج2 ص31.

[47] كتاب سليم ص173, عنه البحار ح65 ص287, دعائم الإسلام ج1 ص13.

[48] سورة المائدة, الآية 27.

[49] المحاسن ج1 ص168، عنه البحار ج27 ص185، مستدرك الوسائل ج1 ص161.

[50] سورة آل عمران, الآية 97.

[51] الكافي ج4 ص545، عنه التفسير الصافي ج1 ص360, وتفسير نور الثقلين ج1 ص369, من لا يحضره الفقيه ج2 ص205، التهذيب للشيخ الطوسي ج5 ص452، وسائل الشيعة ج8 ص68، تفسير العياشي ج1 ص189، عنه مستدرك الوسائل ج8 ص38، تفسير كنز الدقائق ج2 ص169, الحدائق الناضرة ج17 ص345.

[52] الكافي ج4 ص241, من لا يحضره الفقيه ج2 ص204, وسائل الشيعة ج9 ص364, تفسير العياشي ج1 ص189 نحوه, المحاسن ج1 ص69 نحوه, عنه البحار ح96 ص62.

[53] سورة آل عمران, الآية 34.

[54] مستدرك الوسائل ج17 ص267, بشارة المصطفى ص50, عنه البحار ج74 ص267, تحف العقول ص171.

[55] تفسير العياشي ج1 ص270، عنه البحار ج27 ص297/ ج69 ص164، تفسير نور الثقلين ج1 ص540، تفسير كنز الدقائق ج2 ص598.

[56] تفسير الإمام العسكري × ص330، عنه البحار ج23 ص260/ ج36 ص9، غاية المرام ج5 ص303.

[57] تفسير الإمام العسكري × ص342, عنه البحار ج2 ص4, الجواهر السنية ص77, منية المريد ص116, مستدرك الوسائل ج12 ص240/ ج17 ص319.

[58] سورة البقرة, الآية 185.

[59] إلى هنا أورده صاحب كنز الدقائق في تفسيره.

[60] سورة الزمر, الآية 7.

[61] المحاسن 49، عنه البحار ج24 ص60، تفسير نور الثقلين ج1 ص170/ ج4 ص477، التفسير الصافي ج4 ص315، تفسير كنز الدقائق ج1 ص435.

[62] سورة آل عمران, الآية 97.

[63] تفسير العياشي ج1 ص190، عنه البحار ج96 ص369، مستدرك الوسائل ج9 ص359، التفسير الصافي ج1 ص360، تفسير نور الثقلين ج1 ص368، تفسير كنز الدقائق ج2 ص 168 جميعهم عن تفسير العياشي.

[64] سورة الإسراء, الآية 71.

[65] الكافي ج1 ص371, الغيبة للنعماني ص329.

[66] الكافي ج1 ص371, الغيبة للنعماني ص330، عنه البحار ج52 ص143.

[67] سورة الحديد, الآية 19.

[68] تفسير مجمع البيان ج9 ص395، عنه بحار الأنوار ج24 ص38/ ج65 ص141, تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص665، تفسير نور الثقلين ج5 ص244، غاية المرام ج4 ص264، التفسير الصافي ج5 ص136.

[69] سورة طه, الآية 82.

[70] بحار الأنوار ج27 ص198، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص315، فضائل الشيعة ص26، غاية المرام ج3 ص319.

[71] سورة البقرة, الآية 208.

[72] تفسير العياشي ج1 ص102، عنه البحار ج24 ص159، غاية المرام ج4 ص341، تفسير كنز الدقائق ج1 ص505، تفسير الثقلين ج1 ص206.

[73] علل الشرائع ج1 ص9، عنه البحار ج23 ص83، التفسير الصافي ج5 ص75, تفسير نور الثقلين ج5 ص132

[74] شانئ لأعماله: أي مبغض لها.

[75] الكافي ج1 ص183/ص374, المحاسن ج1 ص92, عنه البحار ج23 ص86, الغيبة للنعماني ص127, غاية المرام ج3 ص75, الحدائق الناضرة ج14 ص164, وسائل الشيعة ج1 ص90 مختصراً, تفسير الثقلين ج2 ص533, الفصول المهمة ج1 ص665 مختصراً, إلزام الناصب ج1 ص11, شرح الزيارة الجامعة ص60.

[76] الخصال ص633, عنه البحار ج10 ص111, التفسير الصافي ج3 ص207, تفسير الثقلين ج3 ص195, عيون الحكم والمواعظ ص124.

[77] سورة سبأ, الآية 18.

[78] كراء: أجر المستأجر من دار أو دابة أو أرض ونحوها.

[79] سورة ابراهيم, الآية 37.

[80] الكافي ج8 ص311، عنه البحار ج24 ص237/ ج46 ص349، وسائل الشيعة ج18 ص136 باختصار، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص346، الفصول المهمة ج1 ص452 باختصار، الأصول الأصيلة ص22 باختصار عن الكافي، تفسير نور الثقلين ج4 ص331 عن الكافي، التفسير الصافي ج1 ص21 عن الكافي.

[81] سورة النمل, الآية 89.

[82] سورة النمل, الآية 90.

[83] أمالي الطوسي ص417، عنه جميعاً البحار ج24 ص43/ ج27 ص170، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص411، غاية المرام ج3 ص309، تفسير نور الثقلين ج4 ص104، مستدرك الوسائل ج1 ص154.

[84] نهج البلاغة ج2 ص132، عنه وسائل الشيعة ج11 ص40، بحار الأنوار ج52 ص144 عن النهج، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص668.

[85] سورة النمل, الآية 89.

[86] تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص411، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص522، غاية المرام ج3 ص310، بحار الأنوار ج24 ص42.

[87] ثواب الأعمال ص208، عنه البحار ج27 ص55.

[88] سورة آل عمران, الآية 162, 163.

[89] الكافي ج1 ص430، تفسير العياشي ج1 ص205، عنهما تفسير الصافي ج1 ص397، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص314، عنه البحار ج24 ص92، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص124، تفسير نور الثقلين ج1 ص407/ ج3 ص384 عن الكافي، تفسير كنز الدقائق ج2 ص272 عن العياشي.

[90] أمالي الصدوق ص291، عيون أخبار الرضا × ج1 ص53، عنهما البحار ج38 ص98، المحتضر ص91، وسائل الشيعة ج18 ص138 باختصار عن الأمالي، الجواهر السنية ص224، تفسير نور الثقلين ج1 ص425 باختصار، بشارة المصطفى ص61، تفسير كنز الدقائق ج2 ص324 باختصار عن العيون، غاية المرام ج1 ص247/ ج2 ص197/ ج5 ص120.

[91] سورة الشعراء, الآية 100, 101.

[92] تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص389، عنه البحار ج24 ص258.

[93] سورة البلد, الآية 13.

[94] وردت في سورة البلد, الآية 14, {أو إطعم في يوم ذي مسغبة}.

[95] تفسير القمي ج2 ص423، بحار الأنوار ج24 ص282، غاية المرام ج3 ص295، تفسير نور الثقلين ج5 ص582، التفسير الصافي ج5 ص332 جميعهم عن تفسير القمي.

[96] الكافي ج1 ص180, غاية المرام ج3 ص68, تفسير أبي حمزة ص80..

[97] نهج البلاغة ج2 ص128, عنه البحار ج66 ص227, التفسير الصافي ج2 ص369 بعضه, تفسير الثقلين ج2 ص256 بعضه, ينابيع المودة ج3 ص452.

[98] كمال الدين ص358, عنه البحار ج53 ص145, مختصر البصائر ص211, عنه البحار ج53 ص115.

[99] سورة الأعراف, الآية 72.

[100] كشف الغمة ج3 ص215، عنه البحار ج5 ص260، الثاقب في المناقب ص567، عنه مدينة المعاجز ج7 ص638.

[101] سورة الأنبياء, الآية 26, 27.

[102] بحار الأنوار ج25 ص339، الكافي ج1 ص441 باختصار، عنه الأنوار البهية ص58، المحتضر ص165 باختصار، حلية الأبرار ج1 ص18 باختصار.

[103] وأما الثلاث لكم فهي: قال ×: يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله, ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله, ويناصحه الولاية.

[104] العقب: مؤخر القدم.

[105] الكافي ج2 ص172، عنه البحار ج71 ص251، بحار الأنوار ج27 ص132 عن كتاب الشفاء والجلاء، وسائل الشيعة ج8 ص542، مستدرك الوسائل ج9 ص44, كتاب المؤمن ص41.

[106] معاني الأخبار ص32، عنه البحار ج8 ص66/ ج24 ص11، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص29، غاية المرام ج3 ص46، اللمعة البيضاء ص465، تفسير نور الثقلين ج1 ص21، التفسير الصافي ج1 ص85، تفسير الميزان ج1 ص41، تفسير كنز الدقائق ج1 ص60.

[107] سورة الإسراء, الآية 9.

[108] الكافي ج1 ص216، عنه تفسير نور الثقلين ج3 ص140، بصائر الدرجات ص497، عنه البحار ج24 ص144، تفسير العياشي ج2 ص282، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص279، منتخب البصائر ص5.

[109] سورة النمل, الآية 89.

[110] مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص403، بحار الأنوار ج24 ص45.

[111] الخصال ص150، عنه البحار ج23 ص99، بصائر الدرجات ص518، عنه البحار ج24 ص251، تفسير العياشي ج2 ص18 نحوه، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص31، مختصر البصائر ص54، التفسير الصافي ج2 ص199.

[112] بصائر الدرجات ص545، عنه البحار ج2 ص204، منتخب البصائر ص73.

[113] الكافي ج1 ص183، عنه شرح الزيارة الجامعة ص62, بصائر الدرجات ص26، عنه البحار ج2 ص90، عوالي اللئالي ج3 ص286، الفصول المهمة ج1 ص486, منتخب البصائر ص57.

[114] بحار الأنوار ج24 ص114, عن تفسير القمي ج1 ص377، بصائر الدرجات ص85، تفسير العياشي ج2 ص249 نحوه، الكافي ج1 ص143, نور البراهين ج1 ص382, التوحيد ص150, عنه تفسير الثقلين ج3 ص29.

[115] في بعض النسخ "لكي".

[116] رسائل المحقق الكركي ج3 ص159، بحار الأنوار ج84 ص199، مشارق أنوار اليقين ص39، شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي ج1 ص431.

[117] الكافي ج1 ص180، عنه الحدائق الناضرة ج3 ص39/ ج24 ص48، غاية المرام ج3 ص68، عوائد الأيام للمحقق النراقي ص98.

[118] الكافي ج1 ص180، عنه وسائل الشيعة ج18 ص42، غاية المرام ج3 ص68.

[119] سورة الزمر, الآية 56.

[120] التوحيد ص164، معاني الأخبار ص17، عنهما البحار ج39 ص339، نور البراهين ج1 ص414، تفسير نور الثقلين ج4 ص494، غاية المرام ج4 ص8, ينابيع المودة ج3 ص401.

[121] سورة القمر, الآية 24, وهذه الآية هي ما قالته ثمود حينما أتاها النذير.

[122] دلائل الإمامة ص291، بصائر الدرجات ص260، عنه البحار ج47 ص70، الخرائج والجرائح ج2 ص734، مدينة المعاجز ج5 ص347، الثاقب في المناقب ص401، تفسير نور الثقلين ج5 ص184.

[123] كمال الدين ص261، عنه البحار ج16 ص364/ ج26 ص342/ ج36 ص255, غاية المرام ج3 ص70/ ج7 ص127، شرح الزيارة الجامعة ص43.

[124] سورة فاطر, الآية  32, والآية هي: { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}.

[125] الكافي ج1 ص215، عنه التفسير الصافي ج4 ص238، وتفسير نور الثقلين ج4 ص361, تأويل الآيات ج2 ص481، عنه البحار ج23 ص219، الثاقب في المناقب ص566، الخرائج ج1 ص281، كشف الغمة ج3 ص215, مناقب آشوب ج3 ص274 نحوه, الإحتجاج ج2 ص138 نحوه, مدينة المعاجز ج7 ص635 نحوه.

[126] سورة النمل, الآية 92,91.

[127] الكافي ج1 ص185، عنه البحار ج7 ص304، منازل الآخرة ص187، تفسير الفرات ص140، المحاسن ج1 ص150، تأويل الآيات ج1 ص411 نحوه, عنه البحار ج24 ص42, مناقب آشوب ج3 ص522, التفسير الصافي ج4 ص78، تفسير نور الثقلين ج4 ص104، شواهد التنزيل ج1 ص553، ينابيع المودة ج1 ص291.

[128] الكافي ج6 ص196, وسائل الشيعة ج16 ص19, جواهر الكلام ج33 ص198.

[129] معاني الأخبار ص32، عنه البحار ج8 ص66، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص29 نحوه، اللمعة البيضاء ص465، منازل الآخرة ص235، غاية المرام ج3 ص46، التفسير الصافي ج1 ص85، تفسير نور الثقلين ج1 ص21، تفسير كنز الدقائق ج1 ص60، تفسير الميزان ج1 ص41 عن معاني الأخبار.

[130] الكافي ج5 ص555, من لا يحضره الفقيه ج3 ص441, وسائل الشيعة ج14 ص112.

[131] سورة هود, الآية 118, 119.

[132] سورة الأعراف, الآية 156.

[133] المصدر نفسه.

[134] سورة الأعراف, الآية 157, وكذلك الآيات التي تليها.

[135] سورة الزمر, الآية 54.

[136] سورة يونس, الآية 64.

[137] الكافي ج1 ص429، عنه البحار ج24 ص353، وسائل الشيعة ج18 ص45، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص178، إلزام الناصب ج1 ص59، تفسير نور الثقلين ج2 ص404.

[138] سورة البقرة, الآية 273.

[139] الكافي ج1 ص185، عنه التفسير الصافي ج1 ص298, تفسير العياشي ج1 ص151، عنه البحار ج1 ص215، تأويل الآيات ج1 ص97، المحاسن ج1 ص148، شرح الأخبار ج3 ص578.

[140] الكافي ج1 ص184، عنه تفسير أبي حمزة الثمالي ص80.

[141] سورة الحاقة, الآية 12.

[142] سورة البقرة, الآية 229.

[143] سورة الإسراء, الآية 105.

[144] سورة النحل, الآية 90.

[145] سورة النازعات, الآية 24.

[146] سورة البقرة, الآية 113.

[147] سورة الزخرف, الآية 86.

[148] سورة الإسراء, الآية 94.

[149] سورة التغابن, الآية 6.

[150] سورة الإنعام, الآية 8.

[151] سورة الإنعام, الآية 81.

[152] سورة الإنعام, الآية 8, 9.

[153] سورة الأنبياء, الآية 23.

[154] سورة النساء, الآية 80.

[155] سورة الأحزاب, الآية 53.

[156] سورة الأحزاب, الآية 6.

[157] سورة النساء, الآية 22.

[158] سورة النساء, الآية 24.

[159] سورة النساء, الآية 196.

[160] سورة المائدة, الآية 106.

[161] المصدر نفسه.

[162] سورة المائدة, الآية 106, 107.

[163] سورة المائدة, الآية 107, 108.

[164] سورة النور, الآية 23, 24, 25, والآية الأخيرة هي بصيغة: {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين}.

[165] البحار ج24 ص286، عن بصائر الدرجات ص546، مختصر البصائر ص78، خاتمة المستدرك ج4 ص114.