باب السفر و السير و الفراق و القدوم و الوداع

الحسن : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من فر بدينه من أرض إلى أرض و إن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة و كان رفيق أبيه إبراهيم و نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .

أبو هريرة : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو يعلم الناس رحمة الله للمسافر لأصبح الناس على ظهر سفر إن الله بالمسافر رحيم.

لما أخرج يوسف (عليه السلام) من الجب و اشتري قال لهم قائل استوصوا بهذا الغريب خيرا فقال لهم يوسف (عليه السلام) من كان مع الله فليس له غربة .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) عند سيره إلى الشام : اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد اللهم أنت الصاحب في السفر و أنت الخليفة في الأهل فلا يجمعهما غيرك فإن المستخلف لا يكون مستصحبا و المستصحب لا يكون مستخلفا .

قيل لابن الأعرابي لم سمي السفر سفرا قال لأنه يسفر عن أخلاق القوم أي يكشف.

أراد الحسن الحج فأحب ثابت أن يصطحبا فقال ويحك دعنا نتعايش بستر الله إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما يتماقت عليه .

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار .

كعب : قلما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج في سفر إلا في يوم الخميس .

و كان (عليه السلام) يكره أن يسافر الرجل في غير رفقة .

و قال : الراكب شيطان و الراكبان شيطانان و الثلاثة ركب .

بعضهم ودع رفيقه فقال أودعك كما ودعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم عملك .

أنس : جاء شيخ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حاجة فابطئوا عن الشيخ أن يوسعوا له فقال (عليه السلام) ليس منا من لم يرحم صغيرنا و لم يوقر كبيرنا.

جعفر بن محمد (عليه السلام) : من عرف فضل كبير لسنه فوقره آمنه الله من فزع يوم القيامة .

قال : إذا بلغ المؤمن ثمانين سنة فإنه أسير الله في الأرض تكتب له الحسنات و تمحى عنه السيئات .

و قال من أتت عليه مائة سنة بعثه الله وافدا لأهل بيته .

دخل سليمان بن عبد الملك جامع دمشق فرأى شيخا يرجف فقال يا شيخ أ يسرك أن تموت قال لا قال و لم قال ذهب الشباب و شره و بقي الكبر و خيره إذا أنا قعدت ذكرت الله و إذا قمت حمدت الله فأحب أن تدوم لي هاتان الخصلتان قال إذا بلغ أحدكم أربعين سنة فليأخذ حذره من الله .

عبادة بن الصامت قال : قال جبرئيل ع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤمر الحافظان أن ارفقا بعبدي في حداثة سنه فإذا بلغ الأربعين احفظا و حققاه .

ابن عباس رضي الله عنه : من بلغ الأربعين و لم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار .

محمد بن علي بن الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين : إذا بلغ الرجل أربعين سنة نادى مناد من السماء دنا الرحيل فأعد زادا .

هلال بن يساف قال : كان الرجل من أهل المدينة إذا بلغ أربعين سنة تخلى للعبادة .

قال كان الناس يطلبون الدنيا فإذا بلغوا الأربعين طلبوا الآخرة .

حسن كان يقول لقد تمت حجة الله على ابن الأربعين فمات لها .

الحسن : لقد أعذر إليك أن عمرك أربعين سنة فبادر المهلة قبل حلول الأجل أما و الله لقد كان الرجل فيما مضى إذا أتت عليه أربعين سنة عاتب نفسه .

حذيفة : قالوا يا رسول الله ما أعمار أمتك قال مصارعهم من الخمسين إلى الستين قالوا يا رسول الله فأبناء السبعين قال قل من يبلغها من أمتي فرحم الله أبناء الثمانين .

سأل وهب بعضهم عن سنه فقال ستون فقال : إنه ينبغي لمن يسار إلى الله تعالى ستين سنة أن يكون قد أناخ .

و روي : أنت تسير إلى الله منذ ستين سنة أوشك أن تريح راحلتك و تحط رحلك.

بعضهم كنا نرجو الشباب فإذا تكلم عند من هو أكبر منه سنا آيسنا من كل خير عنده .

عاش حسان و أبوه ثابت و جده المنذر و أبوه كل واحد منهم مائة و أربع سنين.

كان عبد الرحمن إذا حدث بذلك اشرأب له و ثنى يده على مثله فمات و هو ابن ثمان و أربعين سنة مقدار عمرك في جنب عيش الجنة كنفس واحد فإذا ضيعت نفسك فخسرت عيش الأبد إنك من الخاسرين .

عنه (عليه السلام) : : خلق ابن آدم و إلى جنبه تسع و تسعون منية إن أخطأته وقع في الهرم .

علي (عليه السلام) : بقية عمر المرء لا ثمن لها يدرك بها ما فات و يحيى بها ما أمات .

ابن المعتز : عظم الكبير فإنه عرف الله قبلك و ارحم الصغير فإنه أغر بالدنيا منك .

سيط أحدهم قد كبر سنه و دق عظمه و أنكر نومه و طعمه و هو فاغر فاه لهفان على الدنيا كأنما ابتكر العيش فيها جذعا ويحك أ ترجو أن يرجع إليك الشباب فليس بعائد إليك أ ما تدرك نفسك في بقية عمرك أ ما تتوب إلى الله تعالى عن قريب .

إياس بن قتادة : رأى شيبة في لحيته فقال أرى الموت يطلبني و أراني لا أفوته يا رب أعوذ بك من فجأة الموت يا بني سعد قد وهبت لكم شبابي فهبوا لي شيبتي و لزم بيته فقال له أهله تموت هزالا فقال لأن أموت مؤمنا مهزولا أحب من أن أموت منافقا سمينا.

بعضهم : أ ما ينهاك شمطاك عن معاصي الله .

بعضهم : للموت تقحم على المشيب كتقحمه على الشباب .

قال يونس قال لي رؤبة حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل غرائب الغريبة و أروقها لك أ ما ترى الشيب قد بلغ في لحيتك الشيب علة لا يعاد عنها و مصيبة لا تعزى عليها.

رأى حكيم طاري شيبته فقال : مرحبا بثمرة الحكمة و جني التجربة و لباس التقوى .

صاح صبي بشيخ يا أحدب بكم ابتعت هذا القوس يا عماه فقال يا بني إن عشت أعطيتها بغير ثمن .

ما أطيب العيش لو لا أن صفوه مشوب و ثمره مشيب .

ابن المعتز :

و ما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فكيف به و الشيب للرأس شامل

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقول الله تعالى الشيب نوري فلا يجمل بي أن أحرق نوري بناري .

عيسى (عليه السلام) : كان إذا مر على الشباب قال لهم كم من زرع لم يدرك الحصاد و إذا مر على الشيوخ قال ما ينتظر بالزرع إذا أدرك إلا أن يحصد.

بعضهم يرفعه ما من شاب يدع لذة الدنيا و لهوها و يستقبل بشبابه طاعة الله إلا أعطاه الله أجر سبعين صديقا يقول الله عز و جل أيها الشاب المتبذل شبابه لي التارك شهواته أنت عندي كبعض ملائكتي.

أيوب (عليه السلام) : إن الله يزرع الحكمة في قلب الصغير و الكبير فإذا جعل الله العبد حكيما في الصبا لم يضع منزلته عند الحكماء حداثة سنه و هم يرون عليه من الله نور كرامته .

بعضهم : ما استسقى كبير قط فشرب صغير قبله إلا غارت عين من العيون. بعضهم جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم ثم قال ما أشد فطام الكبير .