بيان ذم الكبر

قد ذم الله الكبر في عدة مواضع من كتابه و ذم كل جبار متكبر فقال تعالى سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.

و قال تعالى وَ مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَ يَسْتَكْبِرْ.

و قال تعالى الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ .

و قال تعالى فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ .

و قال تعالى كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ .

و قال تعالى وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ .

و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر و لا يدخل النار رجل في قلبه مثقال حبة من إيمان .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقول الله تعالى الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في جهنم .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يدخل الجنة جبار و لا بخيل و لا سيئ الملكة .

و قال : بئس العبد عبد تجبر و اعتدى و نسي الجبار الأعلى بئس العبد عبد تجبر و اختال و نسي الكبير المتعال بئس العبد عبد سها و لها و نسي المقابر و البلى بئس العبد عبد عتا و بغى و نسي المبدأ و المنتهى .

و قيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أعظم كبر فلان فقال أ ليس بعده الموت .

و قال عيسى (عليه السلام) : طوبى لمن علمه الله كتابه ثم لم يمت جبارا.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن أحبكم إلينا و أقربكم منا في الآخرة أحسنكم أخلاقا و إن أبغضكم إلينا و أبعدكم منا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون قالوا يا رسول الله صلى الله عليك قد علمنا الثرثارون و المتشدقون فما المتفيهقون قال المتكبرون .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يحشر المتكبرون يوم القيامة ذرا مثل صور الرجال يعلوهم كل شي‏ء من الصغار ثم يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس يعلوهم نار الأثبار يسقون من طين الخبال عصارة أهل النار .

و قال يحشر الجبارون و المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر يطأهم الناس لهوانهم على الله .

و قال وهب لما خلق الله جنة عدن نظر إليها فقال أنت حرام على كل متكبر.

و قال بعضهم : ما دخل قلب امرئ شي‏ء من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك قل أو كثر .

و قال الحسن العجب لابن آدم يغسل الخرء كل يوم بيده مرتين ثم يتكبر و يعارض رب السماوات و قد قال وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ .

و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره بطرا .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : بينما رجل يتبختر في بردته قد أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ينظر الله إلى رجل يجر إزاره خيلاء.

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : من تعظم في نفسه و اختال في مشيته لقي الله و هو عليه غضبان .

و مر بالحسن شاب عليه بزة حسنة فدعاه فقال ابن آدم معجب بشبابه معجب بحاله كأن القبر قد وارى بدنك و كأنك قد لاقيت عملك ويحك داو قلبك فإن إرادة الله إلى العباد صلاح قلوبهم .

و رأى بعضهم المهلب و هو يتبختر في جبة خز فقال يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله و رسوله فقال له المهلب أ ما تعرفني قال بلى أعرفك أولك نطفة قذرة و آخرك جيفة مذرة و أنت بين ذلك تحمل عذرة فمضى المهلب و ترك مشيته تلك.

و قال مجاهد ذهب إلى أهله يتمطى أي يتبختر .