* عظمة الأئمة ومناقبهم عليهم السلام
* الأئمة عليهم السلام مظهر الله تعالى
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأما قوله {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} فهو تبارك اسمه أجل وأعظم من أن يظلم, ولكن قرن أمناءه على خلقه بنفسه, وعرف الخليقة جلالة قدرهم عنده وأن ظلمهم ظلمه, بقوله {وما ظلمونا} ببغضهم أولياءنا ومعونة أعدائهم عليهم {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} إذ حرموها الجنة وأوجبوا عليها خلود النار. [1]
عن زرارة, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال ×: إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم, ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه, وولايتنا ولايته حيث يقول {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} يعني الأئمة منا,[2] ثم قال: في موضع آخر {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} ثم ذكر مثله. [3]
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي × في حديث طويل: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم, ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته,[4] ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه | فقال: {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. [5]
عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبد الله × فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله × - الى أن قال - {قالوا لو لا أنزل عليك ملك} فقال: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} ثم قال في آية أخرى: {ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} تبارك الله تعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال وأن يطاع بطاعتهم, فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه, لا يقبل الله من العباد غير ذلك, {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}. [6]
عن داود بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله ×: أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة، وأنتم الصيام، وأنتم الحج؟ فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل، ونحن الزكاة، ونحن الصيام، ونحن الحج، ونحن الشهر الحرام، ونحن البلد الحرام، ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله، ونحن وجه الله، قال الله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} ونحن الآيات، ونحن البينات. [7]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل, قال له سائل: من هؤلاء الحجج؟ قال ×: هم رسول الله، ومن حل محله من أصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه، وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقال فيهم: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} قال السائل: ما ذاك الأمر؟ قال علي ×: الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، من: خلق، ورزق، وأجل، وعمل، وعمر، وحياة وموت، وعلم غيب السماوات والأرض، والمعجزات التي لا تنبغي إلا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه، وهم وجه الله الذي قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله}. [8]
عن حمزة بن بزيع، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {فلما آسفونا انتقمنا منهم} فقال: إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون، فجعل رضاهم رضا نفسه وسخطهم سخط نفسه، لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى خلقه، لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها, وقال {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}. [9]
عن بكر بن صالح، قال: سمعت الرضا × يقول: ما يقول الناس في هذه الآية؟ قلت: جعلت فداك وأي آية؟ قال×: قول الله عز وجل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}، قلت: اختلفوا فيها، قال أبو الحسن ×: ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا إمام بعد موسى × فرد الله عليهم {بل يداه مبسوطتان}، واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنما عنى بقولهم لا إمام بعد موسى ×. [10]
عن النبي | أنه قال: لعلي × سبعة عشر اسما, فقال ابن عباس: أخبرنا ما هي يا رسول الله, فقال: اسمه عند العرب علي, وعند أمه حيدرة, وفي التوراة إليا, وفي الإنجيل بريا, وفي الزبور قريا, وعند الروم بظرسيا, وعند الفرس نيروز, وعند العجم شميا, وعند الديلم فريقيا, وعند الكرور شيعيا, وعند الزنج حيم, وعند الحبشة تبير, وعند الترك حميرا, وعند الأرمن كركر, وعند المؤمنين السحاب, وعند الكافرين الموت الأحمر, وعند المسلمين وعد, وعند المنافقين وعيد, وعندي طاهر مطهر, وهو جنب الله ونفس الله ويمين الله عز وجل, قوله {ويحذركم الله نفسه} وقوله {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء}. [11]
عن عمر الطيالسي, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} قال: فقال: يا عمر هل رأيت أحدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف؟[12] قال: من سب ولي الله فقد سب الله. [13]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام) {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله} تعريفا للخليقة قربهم, ألا ترى أنك تقول: فلان إلى جنب فلان, إذا أردت أن تصف قربه منه,[14] وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون من إسقاط أسماء حججه منه, وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم, فأثبت به الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه, [15] وجعل أهل الكتاب المقيمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة {أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} أي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت, وجعل أعداءها أهل {الشجرة الملعونة} الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم فأبى {الله إلا أن يتم نوره}. [16]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في قوله: {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: فيفنى كل شيء ويبقى الوجه؟ الله أعظم من أن يوصف، لا ولكن معناها كل شيء هالك إلا دينه, ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه، لم نزل في عباده ما دام الله له فيهم روبة، فإذا لم يكن له فيهم روبة فرفعنا إليه ففعل بنا ما أحب، قلت: جعلت فداك, وما الروبة؟ قال: الحاجة. [17]
عن خيثمة قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: دينه، وكان رسول الله | وأمير المؤمنين × دين الله ووجهه, وعينه في عباده، ولسانه الذي ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه، لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية، قلت: وما الروية؟ قال: الحاجة, فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع ما أحب. [18]
عن ابن المغيرة قال: كنا عند أبي عبد الله × فسأله رجل عن قول الله تعالى {كل شيء هالك إلا وجهه} قال ×: ما يقولون فيه؟ قلت: يقولون: يهلك كل شيء إلا وجهه, فقال ×: يهلك كل شيء إلا وجهه الذي يؤتى منه, ونحن وجه الله الذي يؤتى منه. [19]
عن أبي بصير, عن الحرث بن المغيرة قال: كنا عند أبي عبد الله × فسأله رجل عن قول الله تعالى {كل شيء هالك إلا وجهه} فقال: ما يقولون؟ قلت: يقولون هلك كل شيء إلا وجهه, فقال ×: سبحان الله لقد قالوا عظيما! إنما عنى كل شيء هالك إلا وجهه الذي يؤتى منه, ونحن وجهه الذي يؤتى منه. [20]
عن عبد السلام بن صالح الهروي في حديث طويل أنه قال للإمام الرضا ×: يا ابن رسول الله, فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله, فقال ×: يا أبا الصلت, من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر, ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه (عليهم السلام), هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته, وقال الله عز وجل {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك} وقال عز وجل {كل شيء هالك إلا وجهه} فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه (عليهم السلام) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة, وقد قال النبي |: من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة,[21] وقال |: إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني. [22]
عن الإمام الهادي × في حديث طويل: وإذا كان للإمام الذي من الله أن يعاقب عن الله كان له أن يمن عن الله, أما سمعت قول الله {هذا عطاؤنا} الآية. [23]
عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {فلما آسفونا انتقمنا منهم} فقال: إن الله عز وجل لا يأسف كأسفنا, ولكنه خلق أولياء لنفسه, يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون, فجعل رضاهم رضا نفسه, وسخطهم سخط نفسه, لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه, فلذلك صاروا كذلك, وليس أن ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه, لكن هذا معنى ما قال من ذلك, وقد قال: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها, وقال {من يطع الرسول فقد أطاع الله}, وقال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}, فكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك, وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الأشياء مما يشاكل ذلك, ولو كان يصل إلى الله الأسف والضجر وهو الذي خلقهما وأنشأهما لجاز لقائل هذا أن يقول: إن الخالق يبيد يوما ما, لأنه إذا دخله الغضب والضجر دخله التغيير, وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة, ثم لم يعرف المكون من المكون, ولا القادر من المقدور عليه, ولا الخالق من المخلوق, تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا, بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة, فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه, فافهم إن شاء الله تعالى. [24]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: يا مفضل, يسند القائم # ظهره إلى كعبة البيت الحرام ويمد يده المباركة فترى {بيضاء من غير سوء} فيقول: هذه يد الله وعن الله وبأمر الله, ثم يتلو هذه الآية: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}. [25]
عن أبي الحسن الرضا × في حديث طويل: يا أبا الصلت, من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر, ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه (عليهم السلام), هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته, وقال الله تعالى {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}. [26]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام) {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} تعريفا للخليقة قربهم, ألا ترى أنك تقول: فلان إلى جنب فلان, إذا أردت أن تصف قربه منه. [27]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: لا يضل من اتبعنا, ولا يهتدي من أنكرنا, ولا ينجو من أعان علينا عدونا, ولا يعان من أسلمنا, ولا يخلو عنا بطمع في حطام الدنيا الزائلة عنه, فإنه من آثر الدنيا علينا عظمت حسرته غدا, وذلك قول الله {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين}. [28]
عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وقد سأله رجل عن قول الله عز وجل {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} فقال أبو عبد الله ×: نحن والله خلقنا من نور جنب الله, وذلك قول الكافر إذا استقرت به الدار {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} يعني ولاية محمد وآل محمد (عليهم السلام). [29]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري, في حديث طويل عن رسول الله | قال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}, فقالوا: يا رسول الله, بين لنا ما هذا الحبل, فقال: هو قول الله {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه, والحبل من الناس وصيي, فقالوا: يا رسول الله, من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}, فقالوا: يا رسول الله, وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي والسبيل إلي من بعدي. [30]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام في قول الله عز وجل {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} قال: خلقنا والله من نور جنب الله, خلقنا الله جزء من جنب الله, وذلك قوله عز وجل {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} يعني في ولاية علي ×. [31]
عن أبي عبد الله ×, في حديث المعراج أن الله تعالى قال لرسول الله |: وأما ابنتك فإني أوقفها عند عرشي, فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه, فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت فإني أجيز حكومتك فيهم, فتشهد العرصة, فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار, فيقول الظالم: واحسرتاه {على ما فرطت في جنب الله}! ويتمنى الكرة و{يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقال {حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} فيقول الظالم: {أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} أو الحكم لغيرك؟ فيقال لهم {ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون}. [32]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي. فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}. فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي. فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من {كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: إليه وإلى ذريته ×. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله. فقال النبي |: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون. فقال النبي |: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون. قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين × الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي | بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ×. [33]
عن زرارة, عن أبي جعفر × قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف, وكيف يوصف وقال في كتابه {وما قدروا الله حق قدره}, فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك, وإن النبي | لا يوصف, وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع وجعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء فقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه, وإنا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس, وهو الشك, والمؤمن لا يوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر. [34]
* ولايتهم عليهم السلام ولاية الله تعالى
عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: نحن موالي رسول الله |, فخرج رسول الله | إلى حجة الوادع, ثم صار إلى غدير خم, فأمر فأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه. فكانت على ولايتي ولاية الله, وعلى عداوتي عداوة الله, وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره. [35]
* هم الواسطة في الفيض
قال أمير المؤمنين ×: وإنما أراد بالخلق إظهار قدرته, وإبداء سلطانه, وتبيين براهين حكمته, فخلق ما شاء كما شاء, وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه, فكان فعلهم فعله, وأمرهم أمره, كما قال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}. [36]
ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاما مع الإمام الصادق جعفر بن محمد ×, فلما رفع الصادق × يده من أكله قال الحمد لله رب العالمين, اللهم هذا منك ومن رسولك, فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله أجعلت مع الله شريكا؟ فقال له: ويلك فإن الله تعالى يقول في كتابه {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} ويقول في موضع آخر {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله} فقال أبو حنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلا في هذا الوقت, فقال أبو عبد الله ×: بلى قد قرأتهما وسمعتهما, ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك {أم على قلوب أقفالها} وقال {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. [37]
عن أبي الحسن × قال: كيف يوصف بكنهه محمد | وقد قرنه الجليل باسمه, وشركه في عطائه, وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته, إذ يقول {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}. [38]
* الأئمة عليهم السلام يهدون بالأمر الله تعالى
عن أبي عبد الله × في رسالة طويلة: فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وزهرتها, وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته وطاعته, فإن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم, والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلالة الذين قضى الله أن يكون لهم دول في الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد | يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله | ليحق عليهم كلمة العذاب. [39]
عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} قال أبو جعفر ×: يعني الأئمة من ولد فاطمة ÷ يوحى إليهم بالروح في صدورهم. [40]
عن زيد بن علي × قال: كنت عند أبي علي بن الحسين × إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري, فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد × من بعض الحجر, فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال: يا غلام أقبل, فأقبل, ثم قال: أدبر, فأدبر, فقال: شمائل كشمائل رسول الله |, ما اسمك يا غلام؟ قال ×: محمد, قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, قال: أنت إذا الباقر, قال: فأبكى [فانكب] عليه وقبل رأسه ويديه, ثم قال: يا محمد, إن رسول الله | يقرئك السلام, قال: على رسول الله أفضل السلام, وعليك يا جابر بما أبلغت السلام, ثم عاد إلى مصلاه فأقبل يحدث أبي ويقول: [41] إن رسول الله | قال لي يوما: يا جابر, إذا أدركت ولدي الباقر فأقرئه مني السلام, فإنه سميي وأشبه الناس بي, علمه علمي وحكمه حكمي, سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار, والسابع مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما, ثم تلا رسول الله | {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}. [42]
* الأئمة عليهم السلام نور الله تعالى
عن أمير المؤمنين ×, عن رسول الله | في خطبة طويلة: ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختارني منهم, ثم نظر نظرة فاختار أخي عليا ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي, فبعثني رسولا ونبيا ودليلا, فأوحى إلي أن اتخذ عليا أخا ووليا ووصيا وخليفة في أمتي بعدي, ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي, من والاه والاه الله, ومن عاداه عاداه الله, ومن أحبه أحبه الله, ومن أبغضه أبغضه الله, لا يحبه إلا مؤمن, ولا يبغضه إلا كافر, رب الأرض بعدي وسكنها, وهو كلمة الله التقوى, وعروة الله الوثقى, أتريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم {والله متم نوره ولو كره المشركون} ويريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}. [43]
عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن × في بني زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد! قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله | جهد الناس في إطفاء نور الله, فأبى {الله إلا أن يتم نوره} بأمير المؤمنين ×, فلما توفي أبو الحسن × جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله, فأبى {الله إلا أن يتم نوره}. [44]
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: وعدنا أبو الحسن الرضا × ليلة إلى مسجد دار معاوية، فجاء فسلم, فقال: إن الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله، حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله |، وأبى الله {إلا أن يتم نوره}, وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله حين مضى أبو الحسن الأول ×، فأبى الله {إلا أن يتم نوره}، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس، فاحمدوا الله على ما من عليكم به. [45]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه[46] أطفأ لنور الله {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون} أما والله ليملكنهم منا رجال، ورجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم ويحفروا الآبار. [47]
عن عبد الله بن العباس, عن رسول الله | في حديث طويل عن الأئمة من بعده, قال |: يا ابن عباس, ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله, وحربهم حربي وحربي حرب الله, وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله, ثم قال {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}. [48]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل وقد ذكر شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى ×: وكذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم وملك الأمراء والجبابرة منهم على يد القائم # منا, ناصبونا العداوة ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول | وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم # ويأبى الله عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة {إلا أن يتم نوره} {ولو كره المشركون}. [49]
عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا × أسأل عن تفسير هذه الآية: {الله نور السموات والأرض} فكتب إلي الجواب: اما بعد, فإن محمدا | كان أمين الله في خلقه, فلما قبض النبي | كنا أهل البيت ورثنه, فنحن أمناء الله في أرضه, عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام, وما من فئة تضل مأة به وتهدي مأة به إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها, وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق, وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم, أخذ الله علينا وعليهم الميثاق, يردون موردنا ويدخلون مدخلنا, ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة, نحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا, والحجزة النور, وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا, والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر, ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن, ومن مات وهو يحبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، وهدى لمن اهتدى بنا, ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شيء, وبنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا أطعمكم الله عشب الارض، وبنا أنزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم, وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم, وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان. مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل فنحن {المشكاة فيها مصباح} المصباح محمد رسول الله | {المصباح في زجاجة} من عنصرة طاهرة {الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية} لا دعية ولا منكرة {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} القرآن {نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم} فالنور علي × يهدي الله لولايتنا من أحب، وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه, منيرا برهانه, ظاهرة عند الله حجته, [50] حق على الله أن يجعل أولياءنا المتقين والصديقين والشهداء والصالحين و{حسن أولئك رفيقا} فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات, نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء ونحن أولاد الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله | ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك} يا محمد {وما وصينا به ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب} قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم, ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من الرسل {أن أقيموا الدين} ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون كما قال الله {ولا تتفرقوا فيه}, وإن {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} من الشرك, من أشرك بولاية علي × {ما تدعوهم إليه} من ولاية علي ×, يا محمد: فيه هدى {ويهدي إليه من ينيب} من يجيبك إلي بولاية علي ×. وقد بعثت إليك بكتاب فتدبره وافهمه فإنه {شفاء لما في الصدور} ونور. [51]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل أن السيدة الزهراء ÷ قالت عندما هجم القوم على دارها: ويحك يا عمر! ما هذه الجرأة على الله ورسوله؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ {والله متم نوره}. [52]
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن ×, قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين × بأفواههم, قلت: قوله تعالى {والله متم نوره} قال: يقول: والله متم الإمامة, والإمامة هي النور, وذلك قوله عز وجل {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} قال: النور هو الإمام. [53]
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين × بأفواههم, قلت {والله متم نوره} قال: والله متم الإمامة لقوله عز وجل الذين {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} فالنور هو الإمام, قلت:[54] {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} قال: هو الذي أمر رسوله | بالولاية لوصيه, والولاية هي دين الحق, قلت {ليظهره على الدين كله}, قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم #, قال: يقول الله {والله متم نوره} ولاية القائم # {ولو كره الكافرون} بولاية علي ×. [55]
* فضلهم لا يبلغ
عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: من سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا حقا فليتول {الله ورسوله والذين آمنوا}, وليبرأ إلى الله من عدوهم, ويسلم لما انتهى إليه من فضلهم, لان فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال: {أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم. [56]
عن فتح بن يزيد الجرجاني, عن أبي الحسن الهادي × في حديث طويل: أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم} وقال {ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر منهم} وقال {ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وقال {فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون}. [57]
عن الحسن بن العباس بن جريش, عن أبي جعفر × قال: إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن، قلت: جعلت فداك أي شأن؟ قال: يؤذن للملائكة والنبيين والأوصياء الموتى ولأرواح الأوصياء والوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربها أسبوعا وهم يقولون: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، حتى إذا فرغوا صلوا خلف كل قائمة له ركعتين ثم ينصرفون. فتنصرف الملائكة بما وضع الله فيها من الاجتهاد شديد إعظامهم لما رأوا وقد زيد في اجتهادهم وخوفهم مثله. وينصرف النبيون والأوصياء وأرواح الاحياء شديدا عجبهم وقد فرحوا أشد الفرح لأنفسهم ويصبح الوصي والأوصياء قد ألهموا إلهاما من العلم علما مثل جم الغفير ليس شئ أشد سرورا منهم، اكتم فوالله لهذا أعز عند الله من كذا وكذا عندك حصنه. قال: يا محبور والله ما يلهم الاقرار بما ترى إلا الصالحون، قلت: والله ما عندي كثير صلاح، قال: لا تكذب على الله فإن الله قد سماك صالحا حيث يقول: {أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} يعني الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين وملائكته وأنبيائه وجميع حججه عليه وعلى محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار السلام. [58]
* التفويض الصحيح لهم عليهم السلام
عن أبي عبد الله ×: لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله | وإلى الأئمة, قال عز وجل: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} وهي جارية في الأوصياء عليهم السلام.[59]
عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله × في قوله تعالى {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قال ×: أعطى سليمان ملكا عظيما, ثم جرت هذه الآية في رسول الله |, فكان له أن يعطي ما شاء من شاء, ويمنع من شاء, وأعطاه الله أفضل مما أعطى سليمان لقوله {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [60]
عن أبي عبد الله × قال: إن الله أدب نبيه | على أدبه, فلما انتهى به إلى ما أراد قال له {إنك لعلى خلق عظيم} ففوض إليه دينه فقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وإن الله فرض في القرآن ولم يقسم للجد شيئا وإن رسول الله | أطعمه السدس فأجاز الله له, وإن الله حرم الخمر بعينها وحرم رسول الله | كل مسكر فأجاز الله له ذلك, وذلك قول الله {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}. [61]
عن إسماعيل بن عبد العزيز قال: قال لي جعفر بن محمد ×: إن رسول الله | كان يفوض إليه إن الله تبارك وتعالى فوض إلى سليمان × ملكه فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وإن الله فوض إلى محمد | نبيه فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}, فقال رجل: إنما كان رسول الله | مفوضا إليه في الزرع والضرع, فلوى جعفر × عنه عنقه مغضبا فقال: في كل شيء! والله في كل شيء! [62]
عن أبي عبد الله × قال: ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطاه محمدا |, قال لسليمان بن داود × {فامنن أو أمسك بغير حساب} وقال لمحمد |: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [63]
عن موسى بن أشيم قال: دخلت على أبي عبد الله × فسألته عن مسألة فأجابني, فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني, ثم جاء آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي, ففزعت من ذلك وعظم علي, فلما خرج القوم نظر إلي فقال ×: يا ابن أشيم, كأنك جزعت؟ قلت: جعلني الله فداك, إنما جزعت من ثلاث أقاويل في مسألة واحدة, فقال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى داود × أمر ملكه فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى محمد | أمر دينه فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فإن الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد |, فلا تجزع. [64]
عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله × فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها, ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول, فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين, فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه, وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله, فبينا أنا كذلك إد دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي, فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية, قال: ثم التفت إلي فقال لي: يا ابن أشيم, إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود × فقال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى رسول الله | فقد فوضه إلينا. [65]
عن موسى بن أشيم قال: قلت لأبي عبد الله ×: إني أريد أن تجعل لي مجلسا، فواعدني يوما فأتيته للميعاد، فدخلت عليه فسألته عما أردت أن أسأله عنه، فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب، فقال: ما ترى، هذا رجل بالباب, فقلت: جعلت فداك, أما أنا فقد فرغت من حاجتي فرأيك، فأذن له، فدخل الرجل فتحدث ساعة، ثم سأله عن مسائلي بعينها لم يخرم منها شيئا، فأجابه بغير ما أجابني، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلا الله ثم خرج, فلم نلبث إلا يسيرا حتى استأذن عليه آخر, فأذن له فتحدث ساعة، ثم سأله عن تلك المسائل بعينها، فأجابه بغير ما أجابني وأجاب الأول قبله، فازددت غما حتى كدت أن أكفر، ثم خرج, فلم نلبث إلا يسيرا حتى جاء آخر ثالث فسأله عن تلك المسائل بعينها، فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين، فاظلم علي البيت ودخلني غم شديد، فلما نظر إلي ورأى ما بي مما تداخلني، ضرب بيده على منكبي. ثم قال: يا ابن أشيم, إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود × ملكه، فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وإن الله عز وجل فوض إلى محمد | أمر دينه فقال: {احكم بين الناس بما أراك الله}، وإن الله فوض إلينا ذلك كما فوض إلى محمد |. [66]
عن أديم بن الحر قال: سأل موسى بن أشيم أبا عبد الله × وأنا حاضر عن آية من كتاب الله فخبره بها, فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبر به موسى بن أشيم, ثم قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين, وقلت: تركنا أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الحرف الواحد الواو وشبهها وجئت ثم يخطئ هذا الخطأ كله, فبينا أنا في ذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبرني وخلاف الذي خبر به الذي سأله بعدي, فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمدا, فحدثت نفسي بشيء, فالتفت إلي أبو عبد الله × فقال: يا ابن أشيم, لا تفعل كذا وكذا, فبان حديثي عن الأمر الذي حدثت به نفسي, ثم قال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى سليمان بن داود فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى نبيه | فقد فوضه إلينا. يا ابن أشيم, {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} أتدري ما الحرج؟ قلت: لا, فقال بيده وضم أصابعه كالشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء. [67]
عن أديم بن الحر قال: أديم سأله موسى بن أشيم - يعني أبا عبد الله × - عن آية من كتاب الله فخبره بها, فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره, قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء الله, حتى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين, وقلت: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطي في الحرف الواحد الواو وشبهها, وجئت إلى من يخطي هذا الخطاء كله, فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني والذي سأله بعدي, فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمد منه, فحدثت بشيء في نفسي, فالتفت إلي أبو عبد الله × فقال: يا ابن أشيم, لا تفعل كذا وكذا, فحدثني عن الأمر الذي حدثت به نفسي, ثم قال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى سليمان بن داود × فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى نبيه | فقد فوض إلينا. يا ابن أشيم, من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإيمان, {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} أتدري ما الحرج؟ قلت: لا, فقال بيده وضم أصابعه كالشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء. [68]
عن أديم بن الحر قال: شهدت أبا عبد الله × وقد سأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأخبره بخلاف ما أجاب الأول، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجاب الأول والثاني، فقيل له في ذلك، فقال: إن الله عز وجل فوض إلى سليمان × أمر ملكه، فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وإن الله عز وجل فوض إلى محمد | أمر دينه، فقال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وما فوض إلى محمد | فقد فوض إلينا. [69]
عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا ×: ما تقول في التفويض؟ فقال ×: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه | أمر دينه فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}, فأما الخلق والرزق فلا, ثم قال ×: إن الله عز وجل يقول {الله خالق كل شيء} وهو يقول {الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون}. [70]
عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله × في قوله تعالى {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قال ×: أعطى سليمان ملكا عظيما, ثم جرت هذه الآية في رسول الله |, فكان له أن يعطي ما شاء من شاء, ويمنع من شاء, وأعطاه الله أفضل مما أعطى سليمان لقوله {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [71]
عن إسماعيل بن عبد العزيز قال: قال لي جعفر بن محمد ×: إن رسول الله | كان يفوض إليه إن الله تبارك وتعالى فوض إلى سليمان × ملكه فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وإن الله فوض إلى محمد | نبيه فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}, فقال رجل: إنما كان رسول الله | مفوضا إليه في الزرع والضرع, فلوى جعفر × عنه عنقه مغضبا فقال: في كل شيء! والله في كل شيء! [72]
عن أبي عبد الله × قال: ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطاه محمدا |, قال لسليمان بن داود × {فامنن أو أمسك بغير حساب} وقال لمحمد |: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [73]
عن موسى بن أشيم قال: دخلت على أبي عبد الله × فسألته عن مسألة فأجابني, فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني, ثم جاء آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي, ففزعت من ذلك وعظم علي, فلما خرج القوم نظر إلي فقال ×: يا ابن أشيم, كأنك جزعت؟ قلت: جعلني الله فداك, إنما جزعت من ثلاث أقاويل في مسألة واحدة, فقال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى داود × أمر ملكه فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى محمد | أمر دينه فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فإن الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد |, فلا تجزع. [74]
عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله × فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها, ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول, فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين, فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه, وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله, فبينا أنا كذلك إد دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي, فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية, قال: ثم التفت إلي فقال لي: يا ابن أشيم, إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود × فقال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى رسول الله | فقد فوضه إلينا. [75]
عن أديم بن الحر قال: سأل موسى بن أشيم أبا عبد الله × وأنا حاضر عن آية من كتاب الله فخبره بها, فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبر به موسى بن أشيم, ثم قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين, وقلت: تركنا أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الحرف الواحد الواو وشبهها وجئت ثم يخطئ هذا الخطأ كله, فبينا أنا في ذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فخبره بخلاف ما خبرني وخلاف الذي خبر به الذي سأله بعدي, فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمدا, فحدثت نفسي بشيء, فالتفت إلي أبو عبد الله × فقال: يا ابن أشيم, لا تفعل كذا وكذا, فبان حديثي عن الأمر الذي حدثت به نفسي, ثم قال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى سليمان بن داود فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى نبيه | فقد فوضه إلينا. يا ابن أشيم, {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} أتدري ما الحرج؟ قلت: لا, فقال بيده وضم أصابعه كالشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء. [76]
عن أديم بن الحر قال: أديم سأله موسى بن أشيم - يعني أبا عبد الله × - عن آية من كتاب الله فخبره بها, فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره, قال ابن أشيم: فدخلني من ذلك ما شاء الله, حتى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين, وقلت: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطي في الحرف الواحد الواو وشبهها, وجئت إلى من يخطي هذا الخطاء كله, فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني والذي سأله بعدي, فتجلى عني وعلمت أن ذلك تعمد منه, فحدثت بشيء في نفسي, فالتفت إلي أبو عبد الله × فقال: يا ابن أشيم, لا تفعل كذا وكذا, فحدثني عن الأمر الذي حدثت به نفسي, ثم قال: يا ابن أشيم, إن الله فوض إلى سليمان بن داود × فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وفوض إلى نبيه | فقال {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما فوض إلى نبيه | فقد فوض إلينا. يا ابن أشيم, من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإيمان, {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا} أتدري ما الحرج؟ قلت: لا, فقال بيده وضم أصابعه كالشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء ولا يدخل فيه شيء. [77]
عن أديم بن الحر قال: شهدت أبا عبد الله × وقد سأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأخبره بخلاف ما أجاب الأول، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجاب الأول والثاني، فقيل له في ذلك، فقال: إن الله عز وجل فوض إلى سليمان × أمر ملكه، فقال {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وإن الله عز وجل فوض إلى محمد | أمر دينه، فقال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وما فوض إلى محمد | فقد فوض إلينا. [78]
* أرسلوا إلى الناس كافة
عن عبد الله بن بكير الأرجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد ×: أخبرني عن رسول الله | كان عاما للناس بشيرا, أليس قد قال الله في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}، لأهل الشرق والغرب, وأهل السماء والأرض من الجن والإنس, هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري، قال: يا ابن بكير, إن رسول الله | لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري، قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل × فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد |, فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم, ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه, فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي | بنفسه. [79]
عن عبد الله بن بكر الأرجاني, في حديث طويل أنه قال للإمام الصادق ×: فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال: يا ابن بكر, فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد جعل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم, والله يقول {وما أرسلناك إلا كافة للناس} يعني به من على الأرض والحجة من بعد النبي | يقوم مقام النبي | من بعده, وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة, والآخذ بحقوق الناس, والقيام بأمر الله, والمنصف لبعضهم من بعض, فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق؟ وقال {ما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} فأي آية أكبر منا؟ [80]
* هم أمة محمد | خاصة
عن أبي عمرو الزبيري, عن أبي عبد الله × قال: قلت له: أخبرني عن أمة محمد | من هم؟ قال: أمة محمد بنو هاشم خاصة، قلت: فما الحجة في أمة محمد أنهم أهل بيته الذين ذكرت دون غيرهم؟ قال: قول الله {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك التواب الرحيم} فلما أجاب الله إبراهيم وإسماعيل وجعل من ذريتهما أمة مسلمة وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الأمة، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ردف إبراهيم دعوته الأولى بدعوة الأخرى فسأل لهم تطهيرا من الشرك ومن عبادة الأصنام ليصح أمره فيهم ولا يتبعوا غيرهم، فقال {واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم} فهذه دلالة على أنه لا تكون الأئمة والأمة المسلمة التي بعث فيها محمد | الا من ذرية إبراهيم لقوله وأجنبني وبنى ان نعبد الأصنام. [81]
من كتاب أمير المؤمنين × لمعاوية: قال الله لإبراهيم وإسماعيل ‘ وهما يرفعان القواعد من البيت {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} فنحن الأمة المسلم، وقالا: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} فنحن أهل هذه الدعوة ورسول الله | منا ونحن منه بعضنا من بعض وبعضنا أولى ببعض في الولاية والميراث {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. [82]
[83]
* هم آل محمد | خاصة
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × أن سائلا سأله: أعطني جعلني الله فداك، حجة من كتاب الله أستدل بها على أن آل محمد هم أهل بيته خاصة دون غيرهم، قال: نعم، قال الله عز وجل، وهو أصدق القائلين: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}، ثم بين من أولئك الذين اصطفاهم فقال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. ولا تكون ذرية القوم إلا نسلهم. وقال عز وجل: {اعملوا آل داود شكرا} وقال: {قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}، وإنما كان ابن عم فرعون، وقد نسب الله هذا المؤمن إلى فرعون لقرابته في النسب، وهو مخالف لفرعون في الاتباع والدين، ولو كان كل من آمن بمحمد | من آل محمد الذين عناهم الله في القرآن لما نسب مؤمن آل فرعون إلى فرعون وهو مخالف لفرعون في دينه، ففي هذا دليل على أن آل الرجل هم أهل بيته. [84]
عن الصادق, عن آبائه قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه, وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ×, وان الله اصطفاهم كما {اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فاتبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم, فقدموهم ولا تتقدموا عليهم, فإنهم أحلمكم صغارا, وأعلمكم كبارا فاتبعوهم, لا يدخلونكم في ضلال, ولا يخرجونكم من هدى. [85]
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما ‘، قال: لو لم يحرم على الناس أزواج النبي | بقول الله عز وجل: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا} حرمن على الحسن والحسين ‘، بقول الله تبارك وتعالى اسمه: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف} ولا يصلح للرجل أن ينكح امرأة جده. [86]
عن الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الله تعالى قد حرم علينا نساء النبي | بقول الله: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء}. [87]
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × في إحتجاجه على أن الحسن والحسين ‘ ابنا رسول الله | قال: قال الله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله | نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه. [88]
عن موسى بن جعفر ×، في حديثه مع الرشيد, ...قال (الرشيد): لم جوزتم للعامة والخاصة ان ينسبوكم إلى رسول الله | ويقولون لكم: يا بني رسول الله, وأنتم بنو علي وإنما ينسب المرء إلى أبيه, وفاطمة إنما هي وعاء والنبي | جدكم من قبل أمكم؟ فقلت: يا أمير المؤمنين لو أن النبي | نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال: سبحان الله ولم لا أجيبه؟ بل افتخر علي العرب والعجم وقريش بذلك فقلت له: لكنه | لا يخطب إلى ولا أزوجه فقال: ولم؟ فقلت: لأنه | ولدني ولم يلدك فقال: أحسنت يا موسى... [89]
عن بشير الدهان، قال: قال لي أبو عبد الله ×: ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد الا وهو يرى أنه على الحق، وانكم إنما أجبتمونا في الله، ثم تلا {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {من يطع الرسول فقد أطاع الله} {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} ثم قال: والله لقد نسب الله عيسى بن مريم ‘ في القرآن إلى إبراهيم × من قبل النساء، ثم قال: {ومن ذريته داود وسليمان} إلى قوله {ويحيى وعيسى}. [90]
عن موسى بن جعفر × أنه قال: لما دخلت على الرشيد سلمت عليه, فرد علي السلام ثم قال - الى أن قال - كيف قلتم: إنا ذرية النبي |, والنبي | لم يعقب, وإنما العقب للذكر لا للأنثى, وأنتم ولد البنت ولا يكون لها عقب, فقلت: أسألك يا أمير المؤمنين بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة, فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي, وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى, وأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه بشيء ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم, واحتججتم بقوله عز وجل {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم, فقلت: تأذن لي في الجواب؟ قال: هات, قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم, {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس}, من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليس لعيسى أب, فقلت: إنما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم ÷, وكذلك ألحقنا بذراري النبي | من قبل أمنا فاطمة ÷. [91]
قال أبو الحسن موسى بن جعفر ×: لما أمرهم هارون الرشيد بحملي دخلت عليه, فسلمت فلم يرد السلام, ورأيته مغضبا فرمى إلي بطومار فقال - الى أن قال - لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم: يا ابن رسول الله, وأنتم ولد علي ×, وفاطمة ÷ إنما هي وعاء, والولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم, فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل, فقال: لست أفعل أو أجبت, فقلت: فأنا في أمانك ألا تصيبني من آفة السلطان شيئا, فقال: لك الأمان, قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم, {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} فمن أبو عيسى؟ فقال: ليس له أب إنما خلق من كلام الله عز وجل وروح القدس, فقلت: إنما ألحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم ÷, وألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة ÷ لا من قبل علي ×, فقال أحسنت يا موسى. [92]
عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر, قال: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين ‘ من ذرية النبي | تجدونه في كتاب الله, وقد قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده، قال: أليس تقرأ سورة الأنعام {ومن ذريته داود وسليمان} حتى بلغ {ويحيى وعيسى}» قال: أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب؟ قال: صدقت. [93]
الشعبي قال: كنت بواسط، وكان يوم أضحى, فحضرت صلاة العيد مع الحجاج، فخطب خطبة بليغة، فلما انصرف، جاءني رسوله، فأتيته، فوجدته جالسا مستوفزا. فقال: يا شعبي، هذا يوم الاضحى، وقد أردت أن اضحي فيه برجل من أهل العراق، فأحببت أن تسمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به. فقلت: أيها الأمير، أفترى أن تستن بسنة رسول الله |، وتضحي بما أمر أن يضحى به، وتفعل مثل ما فعله، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم الى غيره. قال: يا شعبي، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه لكذبه على الله وعلى رسوله | وإدخاله الشبهة في الإسلام. قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني عن ذلك؟ قال: لا بد من ذلك. ثم أمر بنطع، فبسط، وبسياف، فاحضر. وقال: أحضروا الشيخ. فأتوا به، فاذا هو يحيى بن يعمر, فاغتممت غما شديدا، وقلت في نفسي: وأي شيء يقول يحيى مما يوجب قتله. فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم العراق؟ قال يحيى: الزعم كذب ولكني أقول إني فقيه من فقهاء أهل العراق. قال: فمن أي فقهك زعمت الحسن والحسين ‘ من ذرية رسول الله |؟ قال: ما أنا زاعم لذلك بل أنا قائله بحق. قال: وبأي حق قلت ذلك؟ قال: بكتاب الله عز وجل. فنظر إلي الحجاج، فقال: اسمع ما يقول, فإن هذا مما لم يكن سمعته عنه, أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل دليلا بأن الحسن والحسين ‘ من ذرية محمد |؟ - وساق الحديث - فقال يحيى للحجاج: قول الله عز وجل {ومن ذريته داود وسليمان} من عني بذلك؟ قال الحجاج: إبراهيم. قال يحيى: فداود وسليمان من ذريته؟ قال الحجاج: نعم. قال يحيى: ومن نص الله عز وجل عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ الحجاج. {وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}. قال يحيى: ومن؟ فقرأ الحجاج: {وزكريا ويحيى وعيسى}, قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له من صلبه؟ قال: من قبل أمه. قال يحيى: فمن أقرب رحما: مريم من إبراهيم, أم فاطمة ÷ من محمد |, أم الحسن والحسين ‘ منه, أم عيسى من إبراهيم ‘؟ قال الشعبي: فكأنما لقمه حجرا. [94]
عن عبد الملك بن عمير قال: بعث الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال له: أنت الذي تزعم أن ابني علي ابنا رسول الله |؟ قال: نعم وأتلو عليك بذلك قرآنا, قال: هات, قال: أعطني الأمان, قال: لك الأمان, قال: أليس الله عز وجل يقول: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين} ثم قال: {وزكريا ويحيى وعيسى}, أفكان لعيسى أب؟ قال: لا, قال: فقد نسبه الله عز وجل في الكتاب إلى إبراهيم ×, قال: ما حملك على أن تروي مثل هذا الحديث, قال: ما أخذ الله على العلماء في علمهم: أن لا يكتموا علما علموه. [95]
عن يحيى بن يعمر العامري قال: بعث إلي الحجاج فقال: يا يحيى أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله |؟ قلت له: إن أمنتني تكلمت, قال: فأنت آمن, قلت له: نعم أقرأ عليك كتاب الله, إن الله يقول {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا} إلى أن قال {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} وعيسى × كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول وقد نسبه الله تعالى إلى إبراهيم ×, قال: ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قلت: ما استوجب الله عز وجل على أهل العلم في علمهم {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} الآية, قال صدقت ولا تعودن لذكر هذا ولا نشره. [96]
عن عامر الشعبي أنه قال: بعث إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت, فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليه, فنظرت فإذا نطع منشور والسيف مسلول, فسلمت عليه فرد علي السلام, فقال: لا تخف فقد آمنتك الليلة وغدا إلى الظهر, وأجلسني عنده, ثم أشار فأتي برجل مقيد بالكبول والأغلال, فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول إن الحسن والحسين ‘ كانا ابني رسول الله |, ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لأضربن عنقه, فقلت: يجب أن تحل قيده, فإنه إذا احتج فإنه لا محالة يذهب, وإن لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد, فحلوا قيوده وكبوله, فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير, فحزنت بذلك وقلت: كيف يجد حجة على ذلك من القرآن؟ فقال له الحجاج: ائتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك, فقال له: انتظر, فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك, فقال: انتظر, فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك, فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم, ثم قال: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى قوله {وكذلك نجزي المحسنين} ثم سكت وقال للحجاج: اقرأ ما بعده, فقرأ {وزكريا ويحيى وعيسى} فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى ×؟ قال: إنه كان من ذريته, قال: إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته فنسب إليه مع بعده, فالحسن والحسين ‘ أولى أن ينسبا إلى رسول الله | مع قربهما منه, فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره, وأذن له في الرجوع, قال الشعبي: فلما أصبحت قلت في نفسي: قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن, لأني كنت أظن أني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها, فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها, ثم قال: هذا كله ببركة الحسن والحسين × لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا, وأرضينا الله ورسوله |. [97]
عن المفضل بن صالح, عن جعفر بن محمد × قال: قال رسول الله |: خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما، وأمسك قسما, ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث, فألقى ثلثين وأمسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب, ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله |، فنحن ذريته، فإن قلت للناس: لرسول الله ذرية, جحدوا, ولقد قال الله {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} فنحن ذريته, قال: فقلت: أنا أشهد أنكم ذريته، ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك أن يجعلني معك في الدنيا والآخرة، فدعا لي ذلك قال: وقبلت باطن يده. [98]
عن معاوية بن وهب قال: سمعته × يقول: الحمد لله, نافع عبد آل عمر كان في بيت حفصة فيأتيه الناس وفودا ولا يعاب ذلك عليهم ولا يقبح عليهم, وإن أقواما يأتونا صلة لرسول الله |, فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك ويقبح عليهم, ولقد قال الله في كتابه {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} فما كان لرسول الله | إلا كأحد أولئك, جعل الله له أزواجا وجعل له ذرية, ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله | من أهل بيته أكرم الله بذلك رسوله |. [99]
عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية} قال: فجعل لرسول الله | من الأزواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله, فنحن عقب رسول الله | وذريته, أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا. [100]
قال: أبو العباس: يقال له البرذون بن شبيب، أنه سمع جعفر بن محمد × يقول: احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين، {وكان أبوهما صالحا}. [101]
عن يزيد بن رومان في حديث طويل: قال الحسين × لنافع بن الازرق: يا ابن الأزرق, إني أخبرت أنك تكفر أبي وأخي وتكفرني, قال له نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الإسلام فلما بدلتم استبدلنا بكم, فقال له الحسين ×: يا ابن الأزرق, أسألك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما} إلى قوله {كنزهما} من حفظ فيهما؟ قال: أبوهما, قال: فأيهما أفضل أبوهما أم رسول الله | وفاطمة ÷؟ قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله |, قال: فما حفظنا حتى حال بيننا وبين الكفر؟ فنهض ابن الأزرق ثم نفض ثوبه ثم قال: قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون.[102]
عن الإمام زين العابدين × في حديث طويل: ألا إن الله ذكر أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء بالآباء, قال الله تعالى {وكان أبوهما صالحا} ولقد أخبرني أبي, عن آبائه (عليهم السلام) كان العاشر من ولده, ونحن عترة رسول الله | فاحفظونا لرسول الله |, قال: فرأيت الناس يبكون من كل جانب. [103]
عن الإمام زين العابدين × في حديث طويل, قال في قوله تعالى {وآت ذا القربى حقه}: فنحن هم. [104]
عن أبي الطفيل, عن علي ×, قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال {وآت ذا القربى حقه والمسكين} قالوا: لا. [105]
عن ابن عباس في قوله تعالى {وآت ذا القربى حقه} وذاك حين جعل رسول الله | سهم ذي القربى لقرابته, فكانوا يأخذونه على عهد رسول الله | حتى توفي, ثم حجب الخمس عن قرابته فلم يأخذوه. [106]
عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قوله عز وجل {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} فخصصنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة, فكان رسول الله | يجيء إلى باب علي وفاطمة ‘ بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: الصلاة رحمكم الله, وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصصنا من دون جميع أهل بيتهم. [107]
عن أبي جعفر × في قوله تعالى {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} قال: أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس، ليعلم الناس أن لأهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة، ثم أمرهم خاصة. [108]
عن أبي جعفر الباقر, عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام في قول الله عز وجل {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} قال: نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام), كان رسول الله | يأتي باب فاطمة ÷ كل سحرة فيقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته, الصلاة يرحمكم الله, {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [109]
قال أبو الحمراء خادم النبي |: لما نزلت هذه الآية: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} كان النبي | يأتي باب علي وفاطمة ‘ عند كل صلاة فيقول: الصلاة رحمكم الله, {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [110]
* بمصادر العامة
عن ابن الديلمي قال: قال علي بن الحسين × لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم, قال ×: أفما قرأت في بني إسرائيل {وآت ذا القربى حقه} قال: انكم القرابة الذين أمر الله بأن يؤتى حقهم؟ قال: نعم. [111]
عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت {وأمر أهلك بالصلاة} كان النبي | يجيء إلى باب علي × صلاة الغداة ثمانية أشهر، يقول: الصلاة رحمكم الله, {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [112]
عن أبي الحمراء خادم النبي |: لما نزلت هذه الآية {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} كان النبي | يأتي باب علي وفاطمة ‘ عند كل صلاة فيقول: الصلاة رحمكم الله, {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} الآية. [113]
عن الإمام علي × أنه قال يوم الشورى: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال {وآت ذا القربى حقه}. قالوا: اللهم لا. [114]
* احتجاج الإمام الرضا × بأنهم هم آل محمد | خاصة
لما حضر علي بن موسى × مجلس المأمون, وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان, فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية, فقالت العلماء: أراد الله الأمة كلها, فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا ×: لا أقول كما قالوا, ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة × فقال المأمون: وكيف عنى العترة دون الأمة؟ فقال الرضا ×: لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة, لقول الله: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} ثم جعلهم كلهم في الجنة, فقال عز وجل: {جنات عدن يدخلونها} فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم, ثم قال الرضا ×: هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وهم الذين قال رسول الله |: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي, لن يفترقا حتى يردا علي الحوض, انظروا كيف تخلفوني فيهما, يا أيها الناس, لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم, قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة, هم الآل أو غير الآل؟ فقال الرضا ×: هم الآل, فقالت العلماء: فهذا رسول الله | يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته, فقال الرضا ×: أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟ قالوا: نعم, قال ×: فتحرم على الأمة؟ قالوا: لا, قال ×: هذا فرق بين الآل وبين الأمة, ويحكم, أين يذهب بكم أصرفتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون, أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم, قالوا: من أين؟ قلت: يا أبا الحسن, قال ×: من قول الله {لقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون} فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين, أما علمتم أن نوحا سأل ربه: {فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق} وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله, فقال له ربه تبارك وتعالى: {إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}[115] فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس؟ فقال الرضا ×: إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه, قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله؟ قال الرضا ×: في قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} وقال الله في موضع آخر: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليهما, بقوله: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين, والملك هاهنا الطاعة لهم, قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا ×: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا, فأول ذلك قول الله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك المخلصين, هكذا في قراءة أبي بن كعب, وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود, فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية, وهذه منزلة رفيعة, وفضل عظيم وشرف عال, حين عنى الله عز وجل بذلك الآل, فهذه واحدة والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين, والآية الثالثة, حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال فقال: {فقل} يا محمد {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأبرز النبي | عليا والحسن والحسين وفاطمة ×, فقرن أنفسهم بنفسه, فهل تدرون ما معنى قوله: {وأنفسنا وأنفسكم} قالت العلماء: عنى به نفسه, قال أبو الحسن ×: غلطتم, إنما عنى به عليا ×, ومما يدل على ذلك قول النبي | حين قال: لينتهين بنو وليعة, أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي, يعني عليا × فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد, وفضل لا يختلف فيه بشر, وشرف لا يسبقه إليه خلق, إذ جعل نفس علي × كنفسه, فهذه الثالثة, وأما الرابعة فإخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة, حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يا رسول الله, تركت عليا وأخرجتنا؟ فقال رسول الله |: ما أنا تركته وأخرجتكم, ولكن الله تركه وأخرجكم, وفي هذا بيان قوله لعلي ×: أنت مني بمنزلة هارون من موسى, قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن ×: أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم, قالوا: هات, قال ×: قول الله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة} ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى, وفيها أيضا منزلة علي × من رسول الله |, ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله | حين قال: إن هذا المسجد لا يحل لجنب, ولا لحائض, إلا لمحمد وآل محمد × فقالت العلماء: هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله | قال أبو الحسن ×: ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله | يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها, فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها, ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة, ما لا ينكره إلا معاند ولله عز وجل الحمد على ذلك, فهذه الرابعة, وأما الخامسة فقول الله عز وجل: {وآت ذا القربى حقه} خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها, واصطفاهم على الأمة, فلما نزلت هذه الآية على رسول الله | قال: ادعوا لي فاطمة × فدعوها له, فقال: يا فاطمة, قالت ×: لبيك يا رسول الله, فقال: إن فدك لم يوجف عليها ب {خيل ولا ركاب} وهي لي خاصة دون المسلمين, وقد جعلتها لك لما أمرني الله به, فخذيها لك ولولدك, فهذه الخامسة, وأما السادسة فقول الله عز وجل: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فهذه خصوصية للنبي | دون الأنبياء, وخصوصية للآل دون غيرهم, وذلك أن الله حكى عن الأنبياء في ذكر نوح ×: {يا قوم لا أسئلكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون} وحكى عن هود × قال: {... لا أسئلكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون} وقال لنبيه |: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا, ولا يرجعون إلى ضلالة أبدا, وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب, فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله | على المؤمنين شيء, إذ فرض عليهم مودة ذي القربى, فمن أخذ بها وأحب رسول الله | وأحب أهل بيته × لم يستطع رسول الله أن يبغضه, ومن تركها ولم يأخذ بها, وأبغض أهل بيت نبيه | فعلى رسول الله | أن يبغضه, لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله, وأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا, ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه |: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قام رسول الله | في أصحابه: فحمد الله وأثنى عليه, وقال: أيها الناس, إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد, فقام فيهم يوما ثانيا فقال: مثل ذلك فلم يجبه أحد, فقام فيهم يوم الثالث فقال: أيها الناس, إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد, فقال: أيها الناس, إنه ليس ذهبا ولا فضة ولا مأكولا ولا مشروبا, قالوا: فهات إذا, فتلا عليهم هذه الآية, فقالوا: أما هذا فنعم, فما وفى به أكثرهم, ثم قال أبو الحسن ×: حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي × قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله | فقالوا: إن لك يا رسول الله مئونة في نفقتك, وفيمن يأتيك من الوفود, وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا, أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج, فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد, {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} لا تؤذوا قرابتي من بعدي, فخرجوا فقال أناس منهم: ما حمل رسول الله | على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده, إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه, وكان ذلك من قولهم عظيما, فأنزل الله هذه الآية: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم} فبعث إليهم النبي | فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي والله يا رسول الله, لقد تكلم بعضنا كلاما عظيما فكرهناه, فتلا عليهم رسول الله | فبكوا واشتد بكاؤهم, فأنزل الله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون} فهذه السادسة, وأما السابعة فيقول الله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} وقد علم المعاندون منهم, أنه لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله, قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال |: تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد, كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد, وهل بينكم معاشر الناس في هذا اختلاف؟ قالوا: لا, فقال المأمون: هذا ما لا اختلاف فيه أصلا وعليه الإجماع, فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو الحسن ×: أخبروني عن قول الله: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} فمن عنى بقوله: {يس} قال العلماء: يس محمد ليس فيه شك, قال أبو الحسن ×: أعطى الله محمدا وآل محمد من ذلك فضلا, لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله, وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء × فقال تبارك وتعالى: {سلام على نوح في العالمين} وقال: {سلام على إبراهيم} وقال: {سلام على موسى وهارون} ولم يقل: سلام على آل نوح, ولم يقل سلام على آل إبراهيم, ولا قال سلام على آل موسى وهارون, وقال عز وجل: {سلام على آل ياسين} يعني آل محمد | فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه, فهذه السابعة, وأما الثامنة فقول الله عز وجل: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فقرن سهم ذي القربى مع سهمه, وسهم رسوله | فهذا فصل بين الآل والأمة, لأن الله جعلهم في حيز وجعل الناس كلهم في حيز دون ذلك, ورضي لهم ما رضي لنفسه, واصطفاهم فيه وابتدأ بنفسه, ثم ثنى برسوله, ثم بذي القربى في كل ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم, فقال: وقوله الحق: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} وأما قوله: {واليتامى والمساكين} فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم ولم يكن له نصيب, وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم, ولا يحل له أخذه, وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير, لأنه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله |, فجعل لنفسه منها سهما, ولرسوله | سهما, فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم, وكذلك الفيء ما رضيه لنفسه ولنبيه | رضيه لذي القربى, كما جاز لهم في الغنيمة فبدأ بنفسه, ثم برسوله |, ثم بهم, وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله |, وكذلك في الطاعة قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فبدأ بنفسه, ثم برسوله | ثم بأهل بيته ×, وكذلك آية الولاية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول | مقرونة بطاعته, كما جعل سهمه مع سهم الرسول | مقرونا بأسهمهم في الغنيمة والفيء, فتبارك الله ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت, فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره, ونزه رسوله |, ونزه أهل بيته × عنها, فقال: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله} فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل لنفسه سهما, أو لرسوله |, أو لذي القربى لأنه لما نزههم عن الصدقة, نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته, لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد وأهل بيته × وهي أوساخ الناس, لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ, فلما طهرهم واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه, وكره لهم ما كره لنفسه, وأما التاسعة, فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال العلماء: إنما عنى بذلك اليهود والنصارى, قال أبو الحسن ×: وهل يجوز ذلك, إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنه أفضل من دين الإسلام, فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن؟ قال ×: نعم, الذكر رسول الله | ونحن أهله, وذلك بين في كتاب الله بقوله في سورة الطلاق: {فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات} فالذكر رسول الله | ونحن أهله, فهذه التاسعة, وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} إلى آخرها, أخبروني, هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني, أو ما تناسل من صلبي لرسول الله | أن يتزوجها, لو كان حيا؟ قالوا: لا, قال ×: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها؟ قالوا: بلى, قال: فقال ×: ففي هذا بيان أنا من آله, ولستم من آله, ولو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم, كما حرمت عليه بناتي, لأنا من آله وأنتم من أمته, فهذا فرق بين الآل والأمة, لأن الآل منه والأمة إذا لم تكن الآل فليست منه, فهذه العاشرة, وأما الحادية عشر فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم} الآية, وكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه, ولم يضفه إليه بدينه, وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله | بولادتنا منه, وعممنا الناس بدينه, فهذا فرق ما بين الآل والأمة, فهذه الحادية عشر, وأما الثانية عشر فقوله: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} فخصنا بهذه الخصوصية, إذ أمرنا مع أمره ثم خصنا دون الأمة, فكان رسول الله | يجيء إلى باب علي وفاطمة × بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات, فيقول: الصلاة يرحمكم الله, وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها, وخصنا من جميع أهل بيته, فهذا فرق ما بين الآل والأمة, {والحمد لله رب العالمين} وصلى الله على محمد نبيه.[116]
* هم ذو القربى
عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قول الله عز وجل {وآت ذا القربى حقه} خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة, فلما نزلت هذه الآية على رسول الله | قال: ادعوا إلي فاطمة, فدعيت له, فقال: يا فاطمة, قالت: لبيك يا رسول الله, فقال: هذه فدك مما هي لم يوجف عليه ب{الخيل ولا ركاب} وهي لي خاصة دون المسلمين, وقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به, فخذيها لك ولولدك. [117]
عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين × يقول: نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه |, فقال: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين} منا خاصة, ولم يجعل لنا سهما في الصدقة, أكرم الله نبيه | وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس. [118]
عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: فنحن والله عنى بذي القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله | فقال تعالى: {فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فينا خاصة[119] {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله} في ظلم آل محمد | {إن الله شديد العقاب} لمن ظلمهم,[120] رحمة منه لنا وغنى أغنانا الله به, ووصى به نبيه |, ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا أكرم الله رسوله | وأكرمنا أهل البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس. [121]
عن أبي عبد الله الصادق ×, عن السيدة الزهراء ÷ في حديث طويل: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء} فما لله فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى. [122]
عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر ×, قال: سمعته يقول: الفيء والأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة الدماء, وقوم صولحوا وأعطوا بأيديهم, وما كان من أرض خربة أو بطون أودية فهو كله من الفيء, فهذا لله ولرسوله |, فما كان لله فهو لرسوله | يضعه حيث شاء وهو للإمام × بعد الرسول | وقوله {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} قال: ألا ترى هو هذا, وأما قوله {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} فهذا بمنزلة المغنم, كان أبي × يقول ذلك وليس لنا فيه غير سهمين, سهم الرسول وسهم القربى, ثم نحن شركاء الناس فيما بقي. [123]
عن عمرو بن أبي المقدام, عن أبيه قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فقال أبو جعفر ×: هذه الآية فينا خاصة, فما كان لله وللرسول فهو لنا, ونحن ذو القربى, ونحن المساكين, لا تذهب مسكنتنا من رسول الله | أبدا, ونحن أبناء السبيل, فلا يعرف سبيل الله إلا بنا, والأمر كله لنا. [124]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلم يزل يلقي | فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقال عز ذكره {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} ثم قال: {وآت ذا القربى حقه} فكان علي ×, وكان حقه الوصية التي جعلت له, والاسم الأكبر, وميراث العلم, وآثار علم النبوة, فقال: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} ثم قال: {وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت} يقول: أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها, مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم.[125]
* فضائلهم عليهم السلام في آية المباهلة وكون أمير المؤمنين × نفس رسول الله |
عن ابن سنان, عن أبي عبد الله ×: ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله | وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد, وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله |: هذا في مسجدك, فقال: دعوهم, فلما فرغوا دتوا من رسول الله | فقالوا: إلى ما تدعون؟ فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله, واني رسول الله, وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث, قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله | فقال: قل لهم ما تقولون في آدم ×؟ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب وينكح؟ فسألهم النبي | فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين, فأنزل الله {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} الآية الى قوله {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال رسول الله |: فباهلوني, فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم, وان كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا: أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي, وان باهلنا باهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله | ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين، فعرفوا وقالوا لرسول الله |: نعطيك الرضى فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله | على الجزية وانصرفوا. [126]
عن محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على النبي | كنت معهم وكرز يسير - وكرز صاحب نفقاتهم - فعثرت بغلته فقال: تعس من نأتيه، يريد بذلك النبي | فقال له صاحبه وهو العاقب: بل تعست وانتكست، فقال: ولم ذاك؟ فقال: لأنك أتعست النبي الأمي أحمد، قال: وما علمك بذلك؟ قال: أما تقرأ المصباح الرابع من الوحي إلى المسيح: أن قل لبني إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم وأجوافكم عندي جيف الميتة، يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان صاحب الوجه الأقمر، والجمل الأحمر المشرب بالنور، ذي الجناب الحسن، والثياب الخشن، سيد الماضين عندي، وأكرم الباقين علي، المستن بسنتي والصابر في ذات نفسي، والمجاهد بيده المشركين من أجلي، فبشر به بني إسرائيل، ومر بني إسرائيل أن يعزروه وينصروه، قال عيسى: قدوس، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟ قال: هو منك وأنت منه، وهو صهرك على أمك، قليل الأولاد، كثير الأزواج، يسكن مكة من موضع أساس وطئ إبراهيم × نسله من مباركة وهي ضرة أمك في الجنة، له شأن من الشأن، تنام عيناه ولا ينام قلبه، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، له حوض من شفير زمزم إلى معرب الشمس حيث يعرف، فيه شرابان من الرحيق والتسنيم، فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعده أبدا وذلك بتفضيلي إياه على سائر المرسلين، يوافق قوله فعله وسريرته علانيته، فطوباه وطوبى أمته، الذين على ملته يحيون، وعلى سنته يموتون، ومع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين، يكون في زمن قحط وجدب فيدعوني فيرخي السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها، وأبارك فيما يصنع يده فيه، قال: إلهي سمه، قال: نعم هو أحمد، وهو محمد رسولي إلى الخلق كافة أقربهم مني منزلة، وأخصهم مني شفاعة، لا يأمر إلا بما أحب، ولا ينهى إلا عما أكره. قال له صاحبه: فأني تقدم بنا على من هذه صفته قال: نشهد أقواله وننظر آياته، فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة ونكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا، وإن يكن كذابا كفيناه بكذبه على الله، قال له صاحبه: ولم إذا رأيت العلامة لا تتبعه؟ قال: أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ كرمونا ومولونا ونصبوا لنا كنايسنا، وأعلوا فيها ذكرنا، فكيف تطيب النفس بدين يستوي فيه الشريف والوضيع؟ فلما قدموا المدينة قال من يراهم من أصحاب رسول الله |: ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل من هؤلاء، لهم شعور وعليهم ثياب الحبر، وكان رسول الله | متناء عن المسجد فحضرت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجد رسول الله | تلقاء المشرق، فهم رجال من أصحاب رسول الله | بمنعهم، فأقبل رسول الله | فقال: دعوهم، فلما قضوا صلاتهم جلسوا إليه وناظروه فقالوا: يا أبا القاسم حاجنا في عيسى، فقال: عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقال أحدهم بل هو ولده وثاني اثنين، وقال آخر بل ثالث ثلاثة: أب، وابن، وروح قدس، وقد سمعنا في قرآن نزل عليك يقول: فعلنا، وجعلنا، وخلقنا، ولو كان واحدا لقال: خلقت وجعلت، وفعلت، فتغشى النبي | الوحي ونزل على صدره سورة آل عمران إلى قوله رأس الستين منها: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} الآية، فقص عليهم رسول الله | القصة وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد والله أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم. وقال لهم رسول الله |: إن الله قد أمرني بمباهلتكم، إذا كان غدا باهلناك، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بمن يباهلنا غدا؟ بكثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بأهله من أهل الصفوة والطهارة؟ فإنهم وشيج الأنبياء وموضع بهلهم فلما كان من غد، غدا رسول الله | بيمينه علي، وبيساره الحسن والحسين، ومن ورائهم فاطمة ÷ عليهم الحلل النجرانية، وعلى كتف رسول الله | كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف ولا لين، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع، ورفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة وأشرف الناس ينظرون، واصفر لون السيد والعاقب وزلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم وبقي كبيرهم، ولكن أره أنك غير مكترث، وأعطه من المال والسلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، وقل له، أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته، فلما رفع النبي | يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه: أي رهبانية ؟ دارك الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل ولا مال، فقالا: يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟ قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله وجهة، وأقربهم إليه وسيلة، قال: فبصبصا يعني ارتعدا وكرا، وقالا له: يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف، وألف درع، وألف حجفة وألف دينار كل عام، على أن الدرع والسيف والحجف عندك إعارة حتى نأتي من وراءنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا وشاهدنا، فيكون الامر على ملاء منهم فإما الاسلام وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام فقال النبي |: قد قبلت منكما، أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي نارا تأجج ثم ساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرف العين فحرقتهم تأججا فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماء وأهل الأرض لتساقطت عليهم السماء كسفا متهافتة: ولتقطعت الأرضون زبرا سايحة فلم يستقر عليها بعد ذلك، فرفع النبي | يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال: على من ظلمكم حقكم وبخسني الاجر الذي افترضه الله عليهم فيكم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة. [127]
قال ابن عباس في قوله تعالى: {قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم}، قال: وقد وفد نجران على نبي الله |، وفيهم السيد والعاقب، وأبو الحرث وهو عبد المسيح ابن نونان أسقف نجران سادة أهل نجران، فقالوا: لم تذكر صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم تزعم إنه عبد الله، قال أجل هو عبد الله, قالوا: فأرنا فيمن خلق الله عبدا مثله, فأعرض النبي | عنهم فنزل جبرئيل × بقوله تعالى: {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} إلى قوله {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال لهم: {تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} قالوا: نعم نلاعنك, فخرج رسول الله | فاخذ بيد علي ومعه فاطمة، والحسن والحسين، فقال: رسول الله هؤلاء أبنائنا ونسائنا وأنفسنا فهموا ان يلاعنوه، ثم إن السيد قال لابن الحارث والعاقب: ما تصنعون بملاعنة هذا لأنه إن كان كاذبا ما نصنع بملاعنته شيئا، وإن كان صادقا لتهلكن, فصالحوه على الجزية, فقال رسول الله |: اما والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم بشر. قال الصادق ×: ان الأسقف قال لهم: ان غدا فجاء بولده وأهل بيته فاحذروا مباهلته وان جاء بأصحابه، فليس بشئ, فغدا رسول الله | اخذا بيد علي والحسن والحسين بين يديه، وفاطمة تتبعه وتقدم رسول الله | فجثا لركبتيه, فقال الأسقف: جثا والله محمد كما تجيئوا الأنبياء للمباهلة، وكاع عن التقدم - وكاع الكلب في الرمل أي: مشى على كوعه. وقال رسول الله |: لو لاعنوني - يعنى النصارى - لقطعت دابر كل نصراني في الدنيا. [128]
عن أمير المؤمنين × قال: لما قدم وفد نجران على النبي | قدم فيهم ثلاثة من النصارى من كبارهم: العاقب ومحسن والأسقف فجاؤوا إلى اليهود وهم في بيت المدارس فصاحوا بهم يا إخوة القردة والخنازير، هذا الرجل بين ظهرانيكم قد غلبكم أنزلوا إلينا، فنزل إليهم منصور اليهودي وكعب بن الأشرف اليهودي، فقالوا لهم: احضروا غدا نمتحنه، قال: وكان النبي | إذا صلى الصبح قال: ههنا من الممتحنة أحد؟ فان وجد أحدا أجابه وإن لم يجد أحدا قرأ على أصحابه ما نزل عليه في تلك الليلة, فلما صلى الصبح جلسوا بين يديه فقال له الأسقف: يا أبا القاسم, فذاك موسى من أبوه؟ قال: عمران، قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب، قال: فأنت فداك أبي وأمي, من أبوك؟ قال: عبد الله بن عبد المطلب, قال: فعيسى من أبوه؟ قال: فسكت النبي |، وكان رسول الله | وما احتاج إلى شئ من المنطق فينقض عليه جبرئيل × من السماء السابعة فيصل له منطقه في أسرع من طرفة العين، فذاك قول الله تعالى: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} قال: فجاء جبرئيل × فقال: هو روح الله وكلمته، فقال له الأسقف: يكون روح بلا جسد؟ قال: فسكت النبي |، قال: فأوحي إليه: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} قال: فنزا الأسقف نزوة إعظاما لعيسى أن يقال له "من تراب". ثم قال: ما نجد هذا يا محمد في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور، ولا تجد هذا عندك، قال: فأوحى الله إليه: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فقالوا: أنصفتنا يا أبا القاسم، فمتى موعدك؟ قال: بالغداة إنشاء الله، قال: فانصرف وهم يقولون: لا إله إلا الله ما نبالي أيهما أهلك الله: النصرانية والحنيفية إذا هلكوا غدا, قال علي بن أبي طالب ×: فلما صلى النبي | الصبح أخذ بيدي فجعلني بين يديه، وأخذ فاطمة ÷ فجعلها خلف ظهره، وأخذ الحسن والحسين ‘ عن يمينه وعن شماله، ثم برك لهم باركا، فلما رأوه قد فعل ذلك ندموا وتؤامروا فيما بينهم وقالوا: والله إنه لنبي، ولئن باهلنا ليستجيبن الله له علينا فيهلكنا ولا ينجينا شئ منه إلا أن نستقيله، قال: فأقبلوا حتى جلسوا بين يديه، ثم قالوا: يا أبا القاسم أقلنا، قال: نعم قد أقلتكم، أما والذي بعثني بالحق لو باهلتكم ما ترك الله على ظهر الأرض نصرانية إلا أهلكه. [129]
عن الشعبي, قال: جاء العاقب والسيد النجرانيان إلى رسول الله | فدعاهم إلى الاسلام فقالا: اننا مسلمان. فقال إنه يمنعكما من الاسلام ثلاث أكل الخنزير, وتعليق الصليب, وقولكم في عيسى بن مريم, فقالا: ومن أبو عيسى؟ فسكت فنزل القرآن: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية ثم نبتهل{فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقالا: نباهلك. فتواعدوا لغد, فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه فوالله لان كان نبيا لا ترجع إلى أهلك ولك على وجه الأرض أهل ولا مال. فلما أصبح النبي | أخذ بيد علي والحسن والحسين وقدمهم وجعل فاطمة ÷ وراءهم, ثم قال لهما: تعاليا فهذا أبناءنا الحسن والحسين, وهذا نساءنا فاطمة وأنفسنا علي. فقالا: لا نلاعنك. [130]
عن شهر بن حوشب, قال: قدم على رسول الله | عبد المسيح بن أبقى ومعه العاقب وقيس أخوه، ومعه حارث بن عبد المسيح، وهو غلام، ومعه أربعون حبرا، فقال: يا محمد كيف تقول في المسيح؟ فوالله إنا لننكر ما تقول، قال: فأوحى الله تعالى إليه {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} فقال إجلالا له مما يقول: بل هو الله، فأنزل الله: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع} إلى آخر الآية، فلما سمع ذكر الأبناء غضب غضبا شديدا ودعا الحسن والحسين وعليا وفاطمة ÷ فأقام الحسن × عن يمينه، والحسين × عن يساره، وعلي × إلى صدره، وفاطمة ÷ إلى ورائه فقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا فائتيا لهم بأكفاء، قال: فوثب العاقب فقال: أذكرك الله أن تلا عن هذا الرجل، فوالله إن كان كاذبا مالك في ملاعنته خير، وإن كان صادقا لا يحول الحول ومنكم نافخ ضرمة، قال: فصالحوه كل الصلح. [131]
عن حريز, عن أبي عبد الله × قال: ان أمير المؤمنين × سئل عن فضائله فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا فقال: ان رسول الله | أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران, فتكلما في أمر عيسى، فأنزل الله هذه الآية {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى آخر الآية, فدخل رسول الله | فأخذ بيد على والحسن والحسين وفاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة. قال: وقال أبو جعفر × وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا. [132]
قال المأمون يوما للرضا × أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين × يدل عليها القرآن، قال: فقال له الرضا ×: فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله | الحسن والحسين ‘ فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ÷ فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين × فكان نفسه بحكم الله عز وجل، فقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله | و أفضل، فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله | بحكم الله تعالى. قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنيه خاصة؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله | ابنته وحدها؟ فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين × ما ذكرت من الفضل؟ قال: فقال له الرضا ×: ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره، كما أن الآمر آمر لغيره، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة، كمالا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله | رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين × فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله، قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال. [133]
قال الشعبي: كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج، فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا قال: يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به. فقلت: أيها الأمير أو ترى أن تستن بسنة رسول الله | وتضحي بما أمر أن يضحى به وتفعل مثل فعله وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره؟ فقال: يا شعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه، لكذبه على الله وعلى رسوله وإدخاله الشبهة في الاسلام قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟ قال: لابد منه، ثم أمر بنطع فبسط وبالسياف فاحضر وقال: أحضروا الشيخ فأتوا به، فإذا هو يحيى بن يعمر، فاغتممت غما شديدا وقلت في نفسي: وأي شئ يقوله يحيى مما يوجب قتله؟ فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟ قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء أهل العراق. قال: فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين ‘ من ذرية رسول الله |؟ قال: ما أنا زاعم ذلك بل قائله بحق. قال: وأي حق قلته؟ قال: بكتاب الله عز وجل, فنظر إلي الحجاج وقال: اسمع ما يقول، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين ‘ من ذرية محمد رسول الله |؟ فجعلت أفكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك, وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وأن رسول الله | خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ قال الشعبي: فكأنما أهدى إلى قلبي سرورا، وقلت في نفسي: وقد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظا للقرآن. [134]
عن مكحول, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يعدد به مناقبه: واما الرابعة والثلاثون, فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل عز وجل فيه: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكانت نفسي نفس رسول الله |, والنساء فاطمة، والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله | الاعفاء فعفا عنهم, وقال: والذي انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد لو باهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير. [135]
عن رسول الله | فألحق الله فاطمة بمحمد وعلي في الشهادة، وألحق الحسن والحسين بهم ‘، قال الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}. فكان الأبناء الحسن والحسين ‘ جاء بهما رسول الله |، فأقعدهما بين يديه كجروي الأسد وأما النساء فكانت فاطمة ÷ جاء بها رسول الله | وأقعدها خلفه كلبوة الأسد وأما الأنفس فكان علي بن أبي طالب × جاء به رسول الله، فأقعده عن يمينه كالأسد، وربض هو | كالأسد، وقال لأهل نجران: هلموا الآن نبتهل، فنجعل لعنة الله على الكاذبين. فقال رسول الله |: اللهم هذا نفسي وهو عندي عدل نفسي، اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين، وقال: اللهم هذان ولداي وسبطاي، فأنا حرب لمن حاربوا، وسلم لمن سالموا، ميز الله بذلك الصادقين من الكاذبين. فجعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أصدق الصادقين وأفضل المؤمنين، فأما محمد فأفضل رجال العالمين، وأما علي فهو نفس محمد أفضل رجال العالمين بعده، وأما فاطمة فأفضل نساء العالمين. وأما الحسن والحسين فسيدا شباب أهل الجنة. [136]
عن أبي الحسن موسى بن جعفر × في حديث طويل: ...فقال الله تبارك وتعالى {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكان تأويل أبناءنا: الحسن والحسين ‘, ونساءنا: فاطمة ÷, وأنفسنا: علي بن أبي طالب ×... [137]
عن الإمام موسى بن جعفر × في حديث طويل بينه وبين هارون:...ثم قال (هارون): كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي | لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد لابنته ولا يكون لها عقب؟ فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا ما أعفتني من هذه المسألة فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد على وأنت يا موسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهى إلى ولست أعفيك في كل ما أسئلك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله وأنتم تدعون معشر ولد على أنه لا يسقط عنكم منه شئ لا الف ولا واو الا تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} واستغنيتم عن رأى العلماء وقياسهم، فقلت تأذن لي في الجواب؟ قال: هات، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: انما ألحقنا بذراري الأنبياء من طريق مريم ÷، وكذلك ألحقنا بذراري النبي | من قبل أمنا فاطمة ÷, أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات قلت: قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ولم يدع أحد أنه أدخله النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب × وفاطمة، والحسن والحسين أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب ×.[138]
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: قال لي أبو جعفر ×: يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين ‘؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله |. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله عز وجل في عيسى ابن مريم ×: {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح ×. قال: فأي شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله |: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} قال: فأي شئ قالوا؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول: أبناؤنا. قال: فقال أبو جعفر ×: يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل وتعالى أنهما من صلب رسول الله | لا يردها إلا الكافر. قلت: وأين ذلك جعلت فداك؟ قال: من حيث قال الله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله | نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه. [139]
عن الحسن بن علي × في حديث طويل: ...فقال الله لمحمد | حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجوه: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأخرج رسول الله | من الأنفس معه أبي، ومن البنين إياي وأخي، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه، ونحن منه وهو منا... [140]
عن المنذر قال: حدثنا علي × قال: لما نزلت هذه الآية {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية قال: أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما, فقال رجل من اليهود: لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه. [141]
عن الريان بن الصلت، عن الإمام الرضا في احتجاج طويل له مع علماء أهل العراق وخراسان, قال ×: فحين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه | بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل يا محمد {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأبرز النبي | عليا والحسن والحسين وفاطمة وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل: {وأنفسنا وأنفسكم}؟ قالت العلماء: عنى به نفسهم. فقال أبو الحسن ×: غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب ×، ومما يدل على ذلك، قول النبي | حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي بن أبي طالب ×، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه... [142]
عن أبي رافع قال: قدم صهيب مع أهل نجران فذكر لرسول الله | ما خاصموه به من أمر عيسى بن مريم × وأنهم دعوه ولد الله، فدعاهم رسول الله | فخاصمهم وخاصموه فقال: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله | عليا × فأخذ بيده فتوكأ عليه ومعه إبناه الحسن والحسين وفاطمة ÷ خلفهم, فلما رأى النصارى ذلك, أشار عليهم رجل منهم فقال: ما أرى لكم أن تلاعنوه, فإن كان نبيا هلكتم ولكن صالحوه. قال: فصالحوه. قال: قال رسول الله |: لولا عنوني ما وجد لهم أهل ولا ولد ولا مال. [143]
عن الشعبي قال: لما نزلت {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} أخذ رسول الله | يتكأ على علي والحسن والحسين , وتبعتهم فاطمة ÷ قال: فقال: هؤلاء أبناءنا, وهذه نساءنا, وهذا أنفسنا. فقال رجل لشريك: يا أبا عبد الله {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى الآخر الآية. قال: يلعنهم كل شئ حتى الخنافس في جحرها. ثم غضب شريك واستشاط فقال: يا معافا, فقال له رجل يقال له ابن المقعد: يا أبا عبد الله أنه لم يعنك, فقال: أنت أيقع, إنما أرادني, تركت ذكر علي بن أبي طالب ×. [144]
عن الصقعب بن زهير انه سئل أمير المؤمنين × عن التختم في اليمين؟ فقال: لما أنزل الله على نبيه: {قل تعالوا ندع أبناءنا} الآية، قال جبرئيل: يا رسول الله ما من نبي إلا وأنا بشيره ونذيره, فما افتخرت بأحد من الأنبياء إلا بكم أهل البيت. فقال النبي |: يا جبرئيل أنت منا, فقال جبرئيل: أنا منكم. فقال رسول الله |: أنت منا يا جبرئيل، فقال: يا رسول الله بين لي ليكون لي فرج لامتك. فأخذ النبي | خاتمه بشماله فقال: أنا رسول الله أولكم وثانيكم علي وثالثكم فاطمة ورابعكم الحسن وخامسكم الحسين وسادسكم جبرئيل، وجعل خاتمة في إصبعه اليمنى، فقال: أنت سادسنا يا جبرئيل، فقال جبرئيل: يا رسول الله ما من أحد تختم بيمينه وأراد بذلك سنتك ورأيته يوم القيامة متحيرا إلا أخذت بيده وأوصلته إليك وإلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. [145]
عن أبي جعفر × في قوله: {أبناءنا وأبناءكم} يعني الحسن والحسين ‘, {وأنفسنا وأنفسكم} رسول الله | وعلي × {ونساءنا ونساءكم} فاطمة الزهراء ÷. [146]
عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله | يقول لعلي × ثلاثا، فلان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله | يقول لعلي ×، وخلفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله |: أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته | يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي عليا، فاتى علي × أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الآية {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهلي. [147]
عن أبي ذر: أن عليا × وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم، قتل ذلك الرجل، وإن ترافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد، قال لهم علي بن أبي طالب ×: إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول، فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن باطلا فأنكروه. قالوا: قل. - وذكر فضائله عليهم وهم يعترفون به. فمما قال لهم -: فهل فيكم أحد أنزل الله عز وجل فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل الله عز وجل نفسه نفس رسوله غيري؟ قالوا: لا. [148]
عن الأحول، عن أبي عبد الله × قال: قلت له شيئا مما أنكرته الناس، فقال : قل لهم: إن قريشا قالوا: نحن أولو القربى الذين هم لهم الغنيمة. فقل لهم: كان رسول الله | لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، وعند المباهلة جاء بعلي والحسن والحسين وفاطمة، أفيكون لنا المر، ولهم الحلو؟ [149]
* بمصادر العامة
عن ابن عباس: ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله | وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم, منهم السيد وهو الكبير, والعاقب وهو الذي يكون بعده, وصاحب رأيهم, فقال رسول الله | لهما: أسلما, قالا: أسلمنا, قال: ما أسلمتما, قالا: بلى, قد أسلمنا قبلك, قال: كذبتما, يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما: عبادتكما الصليب, وأكلكما الخنزير, وزعمكما ان لله ولدا, ونزل {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية, فلما قرأها عليهم قالوا: ما نعرف ما تقول, ونزل {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} يقول: من جادلك في أمر عيسى × من بعدما جاءك من العلم من القرآن {فقل تعالوا} إلى قوله {ثم نبتهل} يقول: نجتهد في الدعاء, ان الذي جاء به محمد | هو الحق, وان الذي يقولون هو الباطل, فقال لهم: ان الله قد أمرني ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم, فقالوا: يا أبا القاسم, بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك, فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم, قال السيد للعاقب: قد والله علمتم ان الرجل نبي مرسل, ولئن لاعنتموه انه ليستأصلكم, ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم, فان أنتم ان تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه, وارجعوا إلى بلادكم, وقد كان رسول الله | خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة , فقال رسول الله |: ان أنا دعوت فأمنوا أنتم. فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية. [150]
عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: ولما نزلت هذه الآية: {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. [151]
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه قال: امر معاوية بن أبي سفيان سعدا, فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب, فقال: اما ما ذكرت ثلاثا, قالهن له رسول الله |, فلن أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله | يقول له خلفه في بعض مغازيه, فقال له علي ×: يا رسول الله, خلفتني مع النساء والصبيان, فقال له رسول الله |: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى, الا انه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, قال: فتطاولنا لها, فقال: ادعوا لي عليا, فاتى به أرمد, فبصق في عينه ودفع الراية إليه, ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا , فقال: اللهم هؤلاء أهلي. [152]
عن السدي: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الآية، فأخذ - يعني النبي | - بيد الحسن والحسين وفاطمة، وقال لعلي ×: اتبعنا! فخرج معهم، فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي |، وليس دعوة النبي كغيرها، فتخلفوا عنه يومئذ. فقال النبي |: لو خرجوا لاحترقوا. فصالحوه على صلح على أن له عليهم ثمانين ألفا فما عجزت الدراهم ففي العروض الحلة بأربعين، وعلى أن له عليهم ثلاثا وثلاثين درعا، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعة وثلاثين فرسا غازية كل سنة، وأن رسول الله | ضامن لها حتى نؤديها إليهم. [153]
عن جابر بن عبد الله قال: قدم وفد من هل نجران على النبي | فهم لعاقب والسيد فدعاهما إلى الاسلام فقالا: أسلمنا قبلك. قال: كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام. فقالا: هات أنبئنا. قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغاديانه بالغداة فغدا رسول الله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا له بالخراج فقال النبي: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا قال جابر: فنزلت هذه الآية: {ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}. [154]
عن ابن عباس في قوله عز وجل:{ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}. قال نزلت في رسول الله | وعلي × {أنفسنا} و{نساءنا} فاطمة ÷ و{أبناءنا} حسن وحسين ‘. والدعاء {على الكاذبين} نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم.[155]
عن علباء بن أحمر اليشكري، قال: لما نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم} الآية، أرسل رسول الله | إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، ودعا اليهود ليلاعنهم فقال شاب من اليهود: ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟ لا تلاعنوا! فانتهوا. [156]
عن قتادة، قال: ذكر لنا أن نبي الله | دعا وفدا من وفد نجران من النصارى، وهم الذين حاجوه في عيسى، فنكصوا عن ذلك وخافوا. وذكر لنا أن نبي الله | كان يقول: والذي نفس محمد بيده، إن كان العذاب لقد تدلى على أهل نجران، ولو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الأرض. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} قال: بلغنا أن نبي الله | خرج ليلا عن أهل نجران، فلما رأوه خرج، هابوا وفرقوا، فرجعوا. قال معمر، قال قتادة: لما أراد النبي | أهل نجران أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة: اتبعينا، فلما رأى ذلك أعداء الله رجعوا. [157]
عن ابن زيد، قال: قيل لرسول الله |: لو لاعنت القوم بمن كنت تأتي حين قلت {أبناءنا وأبناءكم}؟ قال: حسن وحسين. [158]
عن زيد بن علي في قوله: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية. قال: كان النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين . [159]
عن عمرو بن سعد بن معاذ قال: قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا: يا محمد إنك تذكر صاحبنا؟ فقال النبي |: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم. فقال النبي: هو عبد الله ورسوله فقال النبي |: هو عبد الله ورسوله. قالا: فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت. فأعرض النبي | عنهما يومئذ ونزل عليه جبرئيل بقوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} وقالا: يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟ قال: نعم. قالا: من هو؟ قال: آدم، ثم قرأ رسول الله |: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} الآية. قالا: فإنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله |: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم} الآية، فأخذ رسول الله | بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا. فهما أن يفعلا، ثم إن السيد قال للعاقب ما تصنع بملاعنته؟ لئن كان كاذبا ما تصنع بملاعنته، ولئن كان صادقا لنهلكن! فصالحوه على الجزية، فقال النبي | يومئذ: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد. [160]
عن جابر بن عبد الله قال: قدم على النبي | العاقب والسيد، فدعاهما إلى الاسلام فتلاحيا وردا عليه، فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله | وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا وأقرا له بالخراج فقال رسول الله |: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا. وفيهم نزلت: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}. قال الشعبي: قال جابر: {أنفسنا} رسول الله | وعلي بن أبي طالب ×، و {أبناءنا} الحسن والحسين ‘، و {نساءنا} فاطمة ÷. [161]
عن حذيفة بن اليمان قال: جاء العاقب والسيد أسقفا نجران يدعوان النبي | إلى الملاعنة، فقال العاقب للسيد: إن لاعن بأصحابه فليس بنبي وإن لاعن بأهل بيته فهو نبي؟! فقام رسول الله | فدعا عليا × فأقامه عن يمينه ثم دعا الحسن × فأقامه عن يساره ثم دعا الحسين × فأقامه عن يمين علي ثم دعا فاطمة ÷ فأقامها خلفه فقال العاقب للسيد: لا تلاعنه إنك إن لاعنته لا نفلح نحن ولا أعقابنا؟! فقال رسول الله |: لو لاعنوني ما بقيت بنجران عين تطرف. [162]
عن ابن عباس في قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} الآية، فزعم أن وفد نجران قدموا على محمد نبي الله | المدينة منهم السيد والحارث وعبد المسيح فقالوا: يا محمد لم تذكر صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم تزعم أنه عبد. فقال رسول الله |: هو عبد الله ورسوله. فقالوا: هل رأيت أو سمعت فيمن خلق الله عبدا مثله؟! فأعرض نبي الله عنهم ونزل عليه جبرئيل فقال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية. فغدوا إلى نبي الله فقالوا: هل سمعت بمثل صاحبنا؟ قال: نعم نبي الله آدم خلقه الله من تراب ثم قال له: كن فكان قالوا: ليس كما قلت. فأنزل الله فيه: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} الآيات. قالوا: نعم نلاعنك. فأخذ رسول الله | بيدي ابن عمه علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا. فهموا أن يلاعنوه ثم إن الحرث قال لعبد المسيح: ما نصنع بملاعنته هذا شيئا لئن كان كاذبا ما ملاعنته بشئ ولئن كان صادقا لنهلكن إن لاعناه، فصالحوه على ألفي حلة كل عام، فزعم أن رسول الله | قال: والذي نفس محمد بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم أحد إلا أهلكه الله عز وجل. [163]
عن ابن عباس قال: لما قرأ رسول الله | هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة، قالوا له: حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا، فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب وكان ديانهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله، لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا | نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفضل من عند ربكم، والله ما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، وإن أبيتم إلا الف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله |، وقد غدا رسول الله محتضنا للحسن × وآخذا بيد الحسين ×، وفاطمة ÷ تمشي خلفه، وعلي × خلفها، وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله من مكانه، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا ألا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونثبت على ديننا، فقال رسول الله |: إن أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، فاتوا فقال: فإني أنابذكم الحرب. فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة، ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة: ألف في صفر وألف في رجب، فصالحهم النبي | على ذلك. [164]
عن أبى سعيد الخدرى قال: لما نزلت هذه الآية: {تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم} فخرج رسول الله | بعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). [165]
* هم الأمة الوسطى والشهداء على الناس
عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر ×: قول الله تبارك وتعال {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} قال: نحن الأمة الوسط, ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه, قلت: قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم} قال ×: إيانا عنى, ونحن المجتبون, ولم يجعل الله تبارك وتعالى {في الدين من حرج} فالحرج أشد من الضيق {ملة أبيكم إبراهيم} إيانا عنى خاصة {وسماكم المسلمين} الله سمانا المسلمين من قبل في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن {ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} فرسول الله | الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى, ونحن الشهداء على الناس, فمن صدق يوم القيامة صدقناه, ومن كذب كذبناه. [166]
عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} قال: نحن الأمة الوسطى, ونحن شهداء الله على خلقه, وحججه في أرضه, قلت: قول الله عز وجل {ملة أبيكم إبراهيم} قال: إيانا عنى خاصة {هو سماكم المسلمين من قبل} في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن {ليكون الرسول شهيدا عليكم} فرسول الله | الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل, ونحن الشهداء على الناس, فمن صدق صدقناه يوم القيامة, ومن كذب كذبناه يوم القيامة. [167]
عن الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ في قول الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} إلى آخرها, أمرهم بالركوع والسجود وعبادة الله وقد افترضها الله عليهم, وأما فعل الخير فهو طاعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × بعد رسول الله |. {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم} يا شيعة آل محمد {وما جعل عليكم في الدين من حرج} قال: من ضيق, {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم} يا آل محمد, يا من قد استودعكم المسلمين وافترض طاعتكم عليهم, {وتكونوا} أنتم {شهداء على الناس} بما قطعوا من رحمكم, وضيعوا من حقكم, ومزقوا من كتاب الله, وعدلوا حكم غيركم بكم, فالزموا الأرض و{فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله} يا آل محمد وأهل بيته {هو مولاكم} أنتم وشيعتكم {فنعم المولى ونعم النصير}. [168]
* هم المطهرون الذي يمسون الكتاب
عن أمير المؤمنين ×: {لا يمسه إلا المطهرون} يعني لا يناله كله إلا المطهرون, إيانا عنى, نحن الذين {أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا} وقال: {أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله من عباده, ونحن صفوة الله, ولنا ضربت الأمثال, وعلينا نزل الوحي. [169]
عن جماعة الصائغ قال: سمعت المفضل بن عمر يسأل أبا عبد الله ×: هل يفرض الله طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء؟ فقال له أبو عبد الله ×: الله أجل وأكرم وأرأف بعباده, وأرحم من أن يفرض طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء صباحا ومساء, قال: ثم طلع أبو الحسن موسى × فقال له أبو عبد الله ×: أيسرك أن تنظر إلى صاحب كتاب علي ×؟ فقال له المفضل: وأي شيء يسرني إذا أعظم من ذلك! فقال: هو هذا صاحب كتاب علي ×, الكتاب المكنون الذي قال الله عز وجل {لا يمسه إلا المطهرون}. [170]
عن أبي أيوب الأنصاري قال: نزل النبي | داري فنزل عليه جبرئيل × من السماء بجام من فضة, فيه سلسلة من ذهب, فيه ماء من الرحيق المختوم, فناول النبي | فشرب, ثم ناول عليا × فشرب, ثم ناول فاطمة ÷ فشربت, ثم ناول الحسن × فشرب, ثم ناول الحسين × فشرب, ثم ناول الأول فانضم الكأس فأنزل الله تعالى {لا يمسه إلا المطهرون} {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. [171]
* هم الصديقين والشهداء والصالحين
عن أصبغ بن نباتة الحنظلي قال: رأيت أمير المؤمنين × يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول الله | ثم قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله، فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال: بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فإنك كنت تشهد ونغيب، فقال: إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر, ولا يجحد به إلا جاحد، فقام عمار بن ياسر فقال: يا أمير المؤمنين سمهم لنا لنعرفهم, فقال: إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل, وإن أفضل الرسل محمد |, وإن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي، ألا وإن أفضل الأوصياء وصي محمد |، ألا وإن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء، ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره، شئ كرم الله به محمدا | وشرفه والسبطان الحسن والحسين والمهدي عليهم السلام، يجعله الله من شاء منا أهل البيت، ثم تلا هذه الآية {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}. [172]
عن أنس بن مالك, قال: صلى بنا رسول الله | في بعض الايام صلاة الفجر, ثم أقبل علينا بوجهه الكريم, فقلت: يا رسول الله إن رأيت ان تفسر لنا قول الله عز وجل: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فقال |: أما النبيون فأنا, وأما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب ×, وأما الشهداء فعمي حمزة, وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين. قال: وكان العباس حاضرا, فوثب وجلس بين يدي رسول الله | وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة؟ قال: وكيف ذلك يا عم؟ قال العباس: لأنك تُعرّف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا, فتبسم النبي | وقال: أما قولك يا عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت, ولكن يا عم إن الله تعالى خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله تعالى آدم, حيث لا سماء مبنية, ولا أرض مدحية, ولا ظلمة ولا نور, ولا جنة ولا نار, ولا شمس ولا قمر. قال العباس: وكيف كان بدو خلقكم يا رسول الله؟ قال: يا عم لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا, ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحا, فمزج النور بالروح فخلقني, وأخي عليا, وفاطمة, والحسن, والحسين, فكنا نسبحه حين لا تسبيح, ونقدسه حين لا تقديس, فلما أراد الله تعالى أن يُنشئ الصنعة فتق نوري, فخلق منه العرش, فنور العرش من نوري, ونوري خير من نور العرش. ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب × فخلق منه نور الملائكة, فنور الملائكة من نور علي, فنور علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه نور السماوات والارض ونور ابنتي فاطمة من نور الله فنور ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض, ثم فتق نور ولدي الحسن, فخلق منه نور الشمس والقمر, فنور الشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ثم فتق نور ولدي الحسين, فخلق منه الجنة, والحور العين, فنور الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين, ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر الله الظلمات أن تمر على السموات فأظلمت السماوات على الملائكة, فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس, وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا, وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤسا, فبحق هذه الاشباح إلا كشفت عنا هذه الظلمة, فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة ÷ قناديل معلقة في بطنان العرش, فازهرت السماوات والارض, ثم أشرقت بنورها, فلأجل ذلك سميت الزهراء, فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أزهرت منه السماوات والارض؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة ابنة حبيبي, وزوجة وليي, وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم, وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها, ثم لمحبيها إلى يوم القيامة. فلما سمع العباس من رسول الله | ذلك وثب قائما, وقبل بين عيني علي ×, وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله تعالى. [173]
* هم ورثوا رسول الله | خاصة
عن عمارة بن زيد الواقدي، عن الصادق × في حديث طويل: فقال (هشام بن عبد الملك بن مروان) لأبي ×: ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟ فقال أبي: نحن كذلك، ولكن الله اختصنا من مكنون سره وخالص علمه، بما لم يختص أحدا به غيرنا. فقال: أليس الله بعث محمدا | من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها وأسودها وأحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة، وذلك قول الله {ولله ميراث السماوات والأرض} إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال: من قوله تعالى لنبيه |: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه، أمر الله أن يخصنا به من دون غيرنا. فلذلك كان يناجي أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله {وتعيها أذن واعية} فقال رسول الله | لأصحابه: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب. خصه به رسول الله | من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا وتوارثناه من دون قومنا. [174]
عن زيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قوله {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} قال: أرحام رسول الله | أولى بالملك والإمرة. [175]
عن أبي عبد الله عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: دخل علي × على رسول الله | في مرضه وقد أغمي عليه ورأسه في حجر جبرئيل, وجبرئيل في صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي × قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك, فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فجلس علي × وأخذ رأس رسول الله | فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله | في حجره حتى غابت الشمس، وإن رسول الله | أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي × فقال: يا علي أين جبرئيل؟ فقال: يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك, قال: يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فجلست وأخذت رأسك, فلم تزل في حجري حتى غابت الشمس. [176]
عن الإمام ×: أثبت الله بهذه الآية ولاية علي بن أبي طالب ×, لأن عليا × كان أولى برسول الله | من غيره, لأنه كان أخاه في الدنيا والآخرة, لأنه حاز ميراثه وسلاحه ومتاعه وبغلته الشهباء وجميع ما ترك, وورث كتابه من بعده, قال الله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} وهو القرآن كله نزل على رسول الله |. [177]
* بمصادر العامة
من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا, وهو قوله سبحانه وتعالى {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} وقوله تعالى {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاع. [178]
عن زيد بن علي × في قوله {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} قال: ذلك علي بن أبي طالب × كان مهاجرا ذا رحم. [179]
* نزول الملائكة عليهم عليهم السلام في غير ليلة القدر
عن أبي اليسع قال: دخل حمران بن أعين على أبي جعفر × وقال له: جعلت فداك, يبلغنا أن الملائكة تنزل عليكم, فقال: إن الملائكة والله لتنزل علينا تطأ فرشنا, أ ما تقرأ كتاب الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}. [180]
عن أبي عبد الله × قوله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} فقال أبو عبد الله ×: أما والله وسدناهم الوسائد في منازلنا. [181]
عن سليمان بن خالد قال: تلا أبو عبد الله × هذه الآية {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} إلى آخر الآية, فقال: أما والله يا سليمان لربما, أتكأناهم وسائدنا في بيوتنا. [182]
عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله × يقول: {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم} ثم قال: والله إنا لنتكيهم على وسائدنا. [183]
عن مسمع البصري قال: كنت لا ازيد على اكلة واحدة بالليل والنهار, وربما استأذنت على أبي عبد الله × فدعا بالطعام عند غيره تأذيت به وتصيابني التخمة, فشكوت ذلك وأخبرته أني إذا أكلت لم أتأذ به، فقال ×: إنك لتأكل طعام قوم تصاحبهم الملائكة على فرشهم، فقلت: ويظهرون لكم؟ قال فمسح × يده على رأس بعض صبيانه وقال: هم الطف بصبياننا منا بهم, ثم تلا × {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} ثم قال ×: ربما وسدنا لهم الوسائد في منازلنا. [184]
عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} فقال: أما والله لربما وسدناهم الوسائد في منازلنا, فقيل له: الملائكة يظهرون لكم؟ فقال: هم ألطف بصبياننا منا بهم, وضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: والله طالما انكب عليها الملائكة, وربما التقطنا من زغبها. [185]
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: يا أبا محمد, هم الأئمة من آل محمد |, فقلت له: {تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت بالبشرى {ألا تخافوا ولا تحزنوا} وهي والله تجري فيمن استقام من شيعتنا, وسكت لأمرنا, وكتم حديثنا ولم يذعه عند عدونا. [186]
عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} قال: هم الأئمة (عليهم السلام), ويجري فيمن استقام من شيعتنا, وسلم لأمرنا, وكتم حديثنا عند عدونا, فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين, فاستقاموا وسلموا لأمرنا, وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا, ولم يشكوا كما شككتم, فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. [187]
* الإمام ورث الكتاب وهو السابق بالخيرات
عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله ×, سألته: عن قوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فقال: أي شيء تقولون أنتم؟ قلت: نقول: إنها في الفاطميين, قال: ليس حيث تذهب, ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف, فقلت: فأي شيء الظالم لنفسه؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام, والمقتصد العارف بحق الإمام, والسابق بالخيرات الإمام. [188]
عن سورة بن كليب قال: قلت لأبي جعفر ×: ما معنى قوله عز وجل {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية؟ قال: الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام, قلت: فمن المقتصد؟ قال: الذي يعرف الإمام, قلت: فمن السابق بالخيرات؟ قال: الإمام, قلت: فما لشيعتكم؟ قال: تكفر ذنوبهم, وتقضى لهم ديونهم, ونحن باب حطتهم, وبنا يغفر لهم. [189]
عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر × إذ أتاه رجلان من أهل البصرة, فقالا له: يا ابن رسول الله, إنا نريد أن نسألك عن مسألة, فقال × لهما: اسألا عما جئتما, قالا: أخبرنا عن قول الله عز وجل {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} إلى آخر الآيتين, قال: نزلت فينا أهل البيت. قال أبو حمزة: فقلت: بأبي أنت وأمي, فمن الظالم لنفسه؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه, فقلت: من المقتصد منكم؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين, فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه, وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر, ولم يكن للمضلين عضدا, ولا للخائنين خصيما, ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا. [190]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال: فهم آل محمد | صفوة الله, {فمنهم ظالم لنفسه} وهو الهالك, {ومنهم مقتصد} وهم الصالحون, {ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فهو علي بن أبي طالب ×, يقول الله عز وجل {ذلك هو الفضل الكبير} يعني القرآن, يقول الله عز وجل {جنات عدن يدخلونها} يعني آل محمد | يدخلون قصور جنات كل قصر من لؤلؤة واحدة, ليس فيها صدع ولا وصل, لو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلا سعة لهم, له القباب من الزبرجد, كل قبة لها مصراعان والمصراع طوله اثنا عشر ميلوا يقول الله عز وجل {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور} قال: والحزن ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدة. [191]
عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال ×: أي شيء تقول؟ قلت: إني أقول إنها خاصة لولد فاطمة ÷, فقال ×: أما من سل سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة ÷ وغيرهم فليس بداخل في الآية, قلت: من يدخل فيها؟ قال: الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى, والمقتصد منا أهل البيت هو العارف حق الإمام, والسابق بالخيرات هو الإمام. [192]
عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد × فسألته عن قول الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فقال ×: كلهم من آل محمد |، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام، والمقتصد العارف بالإمام، والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام. قال: فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد |، فنظر إلي وقال: الأمر أعظم مما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد |، فاحمد الله فقد جعلك متمسكا بحبلهم، تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم، فابشر يا أبا هاشم فإنك على خير. [193]
عن الإمام ×: أثبت الله بهذه الآية ولاية علي بن أبي طالب ×, لأن عليا × كان أولى برسول الله | من غيره, لأنه كان أخاه في الدنيا والآخرة, لأنه حاز ميراثه وسلاحه ومتاعه, وبغلته الشهباء, وجميع ما ترك, وورث كتابه من بعده قال الله تعالى {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} وهو القرآن كله نزل على رسول الله |. [194]
عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله | في حديث في شأن الأئمة عليهم السلام والنص عليهم: أهل الأرض كلهم في تيه غيرهم وغير شيعتهم, لا يحتاجون إلى أحد من الأمة في شيء من أمر دينهم والأمة يحتاجون إليهم, وهم الذين قال الله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. [195]
عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا × مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان, فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فقالت العلماء: أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها, فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا ×: لا أقول كما قالوا, ولكني أقول: أراد الله العترة الطاهرة, فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الأمة؟ فقال له الرضا ×: إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله تبارك وتعالى {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال {جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب} فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم. [196]
عن أبي عبد الله × في قوله: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون} إلى {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} ف{النحل} الأئمة, و{الجبال} العرب، و{الشجر} الموالي عتاقه، {ومما يعرشون} يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق، وهو يتولى الله ورسوله والأئمة، والثمرات المختلف ألوانه: فنون العلم الذي قد يعلم الأئمة شيعتهم، {فيه شفاء للناس} يقول في العلم شفاء للناس، والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم, ولو كان كما يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة إلا برأ لقول الله {فيه شفاء للناس} ولا خلف لقول الله، وإنما الشفاء في علم القرآن لقوله {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} فهو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية, وأهله الأئمة الهدى الذين قال الله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}. [197]
عن أبي إسحاق السبيعي قال: خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي × فسألته عن هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فقال: ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق؟ يعني أهل الكوفة, قال: قلت: يقولون إنها لهم, قال: فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة؟ قلت: فما تقول أنت جعلت فداك؟ قال ×: هي لنا خاصة يا أبا إسحاق, أما السابقون بالخيرات فعلي والحسن والحسين (عليهم السلام), والإمام منا, والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل, والظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له. يا أبا إسحاق, بنا يفك الله رقابكم, ويحل الله وثاق الذل من أعناقكم, وبنا يغفر الله ذنوبكم, وبنا يفتح وبنا يختم, ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف, ونحن سفينتكم كسفينة نوح ×, ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل. [198]
قال أبو جعفر محمد بن علي ×: ما يقول من قبلكم في هذه الآية: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها}؟ قال: قلت: يقولون: نزلت في أهل القبلة, قال ×: كلهم؟ قلت: كلهم, قال ×: فينبغي أن يكونوا قد غفر لهم كلهم, قلت: يا ابن رسول الله فيمن نزلت؟ قال: فينا, قلت: فما لشيعتكم؟ قال: لمن اتقى وأصلح منهم الجنة، بنا يغفر الله ذنوبهم, وبنا يقضي ديونهم، ونحن باب حطتهم كحطة بني اسرائيل. [199]
عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول ×, قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي | ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلا ومحمد | أعلم منه، قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله، قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله | يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره {فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} حين فقده، فغضب عليه فقال: {لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} وإنما غضب لانه كان يدله على الماء، فهذا - وهو طائر - هذا اعطي ما لم يعط سليمان, وقد كانت الريح والنمل والانس والجن والشياطين والمردة له طائعين، ولم يكن بعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه وإن الله يقول في كتابه: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى} وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان، ونحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب، إن الله يقول: {وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين} ثم قال: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ. [200]
عن أبي جعفر, عن أبيه ‘ قال: ما بعث الله نبيا إلا أعطاه من العلم بعضه ما خلا النبي | فإنه أعطاه من العلم كله, فقال {تبيانا لكل شيء}, وقال {وكتبنا له} لموسى × {في الألواح من كل شيء} و{قال الذي عنده علم من الكتاب} ولم يخبر أن عنده علم الكتاب, والمن لا يقع من الله على الجميع, وقال لمحمد | {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فهذا الكل ونحن المصطفون, وقال النبي |: {رب زدني علما} فهي الزيادة التي عندنا من العلم الذي لم يكن عند أحد من الأوصياء والأنبياء ولا ذرية الأنبياء (عليهم السلام) غيرنا, فهذا العلم, علمنا البلايا والمنايا {وفصل الخطاب}. [201]
عن سمعت محمد بن عمر قال قال الله تعالى: {ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} وقال: {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل} {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} فقد بين لكم أنه اصطفى آل عمران، وأنه أورثهم الكتاب من بعد موسى وجعل منهم أئمة يهدون بأمره، ثم بين في الكتاب أنه اصطفى آل إبراهيم وآل عمران وأنهم ذرية بعضها من بعض، ثم قال: في هذه الأمة {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}، فمنهم يعني آل محمد | خاصة ورثة الذين ذكرنا. [202]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه ‘, عن ابن عباس, عن النبي | قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق, غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد |, فتكون أول من تكسى, ويستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء, لم يستقبلن أحدا قبلها ولا أحدا بعدها على نجائب من ياقوت, أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ, عليها رحائل من در, على كل رحالة منها نمرقة من سندس وركابها زبرجد, فيجزن بها الصراط حتى ينتهين بها إلى الفردوس, فيتباشر بها أهل الجنان, وفي بطنان الفردوس قصور بيض وقصور صفر من اللؤلؤ من غرز واحد, إن في القصور البيض لسبعين ألف دار, منازل محمد وآله |, وإن في القصور الصفر لسبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآله ×, فتجلس ÷ على كرسي من نور, ويجلسون حولها, ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحد قبلها ولا يبعث إلى أحد بعدها, فيقول: إن ربك يقرؤك السلام ويقول: سليني أعطك, فتقول ÷: قد أتم علي نعمته, وهنأني كرامته, أباحني جنته, أسأله ولدي, وذريتي, ومن ودهم بعدي, وحفظهم من بعدي, فيوحي الله إلى الملك من غير أن يزول من مكانه أن سرها وبشرها أني قد شفعتها في ولدها ومن ودهم بعدها وحفظهم فيها, فتقول {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} وأقر بعيني.
قال جعفر ×: كان أبي × يقول: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم} الآية. [203]
عن أبي ذر قال: رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النبي | إذ انكب سلمان على قدم رسول الله | يقبلها, فزجره النبي | عن ذلك, ثم قال له: يا سلمان, لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها, أنا عبد من عبيد الله, آكل مما يأكل العبيد, وأقعد كما يقعد العبيد, فقال له سلمان: يا مولاي, سألتك بالله إلا أخبرتني بفضائل فاطمة ÷ يوم القيامة؟ قال: فأقبل النبي | ضاحكا مستبشرا, ثم قال: والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله, وعيناها من نور الله, وخطامها من جلال الله, وعنقها من بهاء الله, وسنامها من رضوان الله, وذنبها من قدس الله, وقوائمها من مجد الله, إن مشت سبحت وإن رغت قدست, عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة جمعت فخلقت وصنعت ومثلت من ثلاثة أصناف: فأولها من مسك أذفر, وأوسطها من العنبر الأشهب, وآخرها من الزعفران الأحمر, عجنت بماء الحيوان, لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت, ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر, جبرئيل × عن يمينها, وميكائيل × عن شمالها, وعلي × أمامها, والحسن والحسين ‘ وراءها, والله يكلاها ويحفظها, فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: معاشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم, هذه فاطمة بنت محمد | نبيكم, زوجة علي إمامكم, أم الحسن والحسين, فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعد الله لها من الكرامة قرأت: بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} قال: فيوحي الله عز وجل إليها: يا فاطمة سليني أُعطك, وتمني علي أُرضك, فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى, أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار, فيوحي الله إليها: يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والارض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار. [204]
* بمصادر العامة
عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين ×, قال: إني لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق فقالا: يا ابن رسول الله جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن, فقال: وما هي؟ قالا: قول الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا}, فقال: يا أهل العراق وأيش يقولون؟ قالا: يقولون: إنها نزلت في أمة محمد |, فقال: علي بن الحسين ×: أمة محمد كلهم إذا في الجنة, قال: فقلت من بين القوم: يا ابن رسول الله, فيمن نزلت؟ فقال: نزلت والله فينا أهل البيت, ثلاث مرات, قلت: أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه؟ قال: الذي استوت حسناته وسيئاته وهو في الجنة, فقلت: والمقتصد؟ قال: العابد لله في بيته حتى يأتيه اليقين، فقلت: السابق بالخيرات؟ قال: من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه. [205]
* هم السابقون
عن رسول الله | في حديث طويل: أخبركم أن الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما, وذلك قوله {أصحاب اليمين} و{أصحاب الشمال} فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين, ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها أثلاثا وذلك قوله: {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون} فأنا من السابقين وأنا خير السابقين, ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} فقبيلتي خير القبائل, وأنا سيد ولد آدم, وأكرمكم على الله ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [206]
عن سلمان المحمدي, عن رسول الله | في حديث طويل أنه | قال للسيدة الزهراء ÷: إن الله خلق الخلق فجعلهم قسمين، فجعلني وعليا × في خيرهما قسما، وذلك قوله: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} ثم جعل القسمين قبائل، فجعلنا في خيرها قبيلة، وذلك قوله: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلنا في خيرها بيتا في قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي، واختار عليا والحسن والحسين (عليهم السلام) واختارك، فأنا سيد ولد آدم، وعلي × سيد العرب، وأنت سيدة النساء، والحسن والحسين ‘ سيدا شباب أهل الجنة، ومن ذريتكما المهدي#، يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا. [207]
عن رسول الله | في حديث طويل أنه قال للسيدة الزهراء ÷: إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق قسمين, فجعلني وزوجك في أخيرهما قسما, وذلك قوله عز وجل {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة}, ثم جعل الاثنين ثلاثا فجعلني وزوجك في أخيرهما ثلثا, وذلك قوله {والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم}. [208]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا} فكان إبراهيم × وحده أمة, ثم رفده بعد كبره بإسماعيل وإسحاق, وجعل {في ذريتهما النبوة والكتاب}, وكذلك رسول الله | كان وحده أمة, ثم رفده بعلي وفاطمة ‘, وكثره بالحسن والحسين ‘ كما كثر إبراهيم بإسماعيل وإسحاق, وجعل الإمامة التي هي خلف النبوة في ذريته من ولد الحسين بن علي × كما جعل النبوة في ذرية إسحاق, ثم ختمها بذرية إسماعيل وكذلك كانت الإمامة في الحسن بن علي × لسبقه قال الله عز وجل في ذلك {والسابقون السابقون أولئك المقربون}, فكان الحسن أسبق من الحسين ‘, ثم نقل الله عز وجل الإمامة إلى ولد الحسين × كما نقل النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل ‘ – إلى أن قال × - فلما قبض الله نبيه | كان علي بن أبي طالب×ص أولى الناس بالإمامة بعد رسول الله | لقول الله عز وجل {والسابقون السابقون أولئك المقربون}, ولقول رسول الله | في الحسن والحسين ‘: هما سيدا شباب أهل الجنة, وأبوهما خير منهما, ولقوله |: الحسن والحسين ‘: إماما حق, قاما أو قعدا, وأبوهما خير منهما, فكان علي × أولى بالإمامة من الحسن والحسين ‘ لأنه السابق, فلما قبض كان الحسن × أولى بالإمامة من الحسين × بحجة السبق, وذلك قوله {والسابقون السابقون}, فكان الحسن أسبق من الحسين ‘ وأولى بالإمامة, فلما حضرت الحسن × الوفاة لم يجز أن يجعلها في ولده, وأخوه نظيره في التطهير وله بذلك وبالسبق فضيلة على ولد الحسن, فصارت إليه, فلما حضرت الحسين × الوفاة لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه دون ولده, لقول الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}, فكان ولده أقرب إليه رحما من ولد أخيه, وكانوا أولى بها, فأخرجت هذه الآية ولد الحسن وحكمت لولد الحسين ‘, فهي فيهم جارية إلى يوم القيامة {والحمد لله رب العالمين}. [209]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: أنشدكم الله, أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله | أحد من هذه الأمة؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فأنشدكم الله, أتعلمون حيث نزلت {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} {والسابقون السابقون أولئك المقربون} سئل عنها رسول الله | فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم, فأنا أفضل أنبياء الله ورسله, وعلي بن أبي طالب × وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: اللهم نعم. [210]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاجه يوم الشورى, قال ×: فهل فيكم أحد ذكره الله عز وجل بما ذكرني إذ قال: {والسابقون السابقون أولئك المقربون} غيري؟ فهل سبقني منكم أحد إلى الله ورسوله؟ قالوا: لا. [211]
* بمصادر العامة
عن بن عباس قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما, فذلك قوله {أصحاب اليمين} {وأصحاب الشمال} فأنا من أصحاب اليمين وأنا من خير أصحاب اليمين, ثم جعل القسمين بيوتا, فجعلني في خيرهما بيتا فذلك قوله {أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون} فأنا من خير السابقين, ثم جعل البيوت قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله {شعوبا وقبائل} فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله عز وجل ولا فخر, ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [212]
عن الإمام علي × في إحتجاج طويلة: أنشدكم بالله أمنكم من نزل فيه: {والسابقون السابقون أولئك المقربون} فكنت سابق هذه الأمة تدرون غيري؟ قالوا: اللهم لا. [213]
عن الإمام علي × في إحتجاج طويلة: أنشدكم الله أتعلمون أن عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية, وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله | أحد من هذه الأمة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} سئل عنها رسول الله | فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم, فأنا أفضل أنبياء الله ورسله, وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: اللهم نعم. [214]
* حياتهم عليهم السلام بعد الموت
[215]
عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن أبي جعفر الثاني × أن أمير المؤمنين × قال لأبي بكر يوما: {لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} وأشهد أن محمدا | رسول الله مات شهيدا والله ليأتينك، فأيقن إذا جاءك فان الشيطان غير متخيل به فأخذ علي × بيد أبي بكر فأراه النبي | فقال له: يا أبا بكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة وتب إلى الله مما في يدك، فإنه لا حق لك فيه، قال: ثم ذهب فلم ير. [216]
سئل أمير المؤمنين ×: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، وأنا وصي خير البشر، وأنا الأول وأنا الآخر، وأنا الباطن وأنا الظاهر، وأنا بكل شئ عليم، وأنا عين الله، وأنا جنب الله وأنا أمين الله على المرسلين، بنا عبد الله، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه، وأنا أحيي وأنا أميت وأنا حي لا أموت. فتعجب الاعرابي من قوله فقال ×: أنا الأول أول من آمن برسول الله | وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده، وأنا الظاهر ظاهر الاسلام، وأنا الباطن بطين من العلم، وأنا بكل شئ عليم فإني عليم بكل شئ أخبر الله به نبيه فأخبرني به، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين و الكفرة، وأما جنب الله فأن تقول نفس: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، ومن فرط في فقد فرط في الله، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتما من محمد | فلذلك سمي خاتم النبيين، محمد سيد النبيين وأنا سيد الوصيين، وأما خزان الله في أرضه فقد علمنا ما علمنا رسول الله | بقول صادق، وأنا أحيي أحيي سنة رسول الله، وأنا أميت أميت البدعة، وأنا حي لا أموت لقوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}. [217]
عن الحارث بن وكيدة قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين ×، فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله ×. فقال لي: يا بن وكيدة، أما علمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟! قال: فقلت في نفسي: أسرق رأسه، فنادى: يا بن وكيدة، ليس لك إلى ذاك سبيل، سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم رأسي، فذرهم {فسوف يعلمون إذ الأغلـل فى أعنـقهم والسلـسل يسحبون}. [218]
* الأئمة عليهم السلام وشيعتهم هم حزب الله
عن ابن عباس وقوله {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} علي بن أبي طالب ×. [219]
عن أبي سعيد الخدري فقالوا: يا أبا سعيد هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول فيه؟ فقال: عمن تسألوني؟ قالوا: نسأل عن علي بن أبي طالب ×, فقال: أما إنكم تسألوني عن رجل أمر من الدفلى, وأحلى من العسل, وأخف من الريشة, وأثقل من الجبال, أما والله ما حلا إلا على ألسنة المؤمنين, وما أخف إلا على قلوب المتقين, فلا أحبه أحد قط لله ولرسوله إلا حشره الله من الآمنين, وإنه لمن حزب الله و{حزب الله هم الغالبون} والله ما أمر إلا على لسان كافر, ولا ثقل إلا على قلب منافق, وما ازور عنه أحد قط ولا لوى ولا تحزب ولا عبس ولا بسر ولا عسر ولا مضر ولا التفت ولا نظر ولا تبسم ولا يجري ولا ضحك إلى صاحبه, ولا قال: أعجب لهذا الأمر إلا حشره الله منافقا مع المنافقين {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [220]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: الهداية هي الولاية كما قال الله عز وجل {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق والأوصياء في عصر بعد عصر. [221]
عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله ×: لما نزلت هذه الآية بالولاية, أمر رسول الله | بالدوحات, دوحات غدير خم, فقمت ثم نودي الصلاة جامعة، ثم قال: أيها الناس ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، رب وال من والاه, وعاد من عاداه، ثم أمر الناس ببيعته وبايعه الناس لا يجيء أحد إلا بايعه، ولا يتكلم حتى جاء أبو بكر، فقال: يا با بكر بايع عليا بالولاية، فقال: من الله أومن رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله, ثم جاء عمر فقال: بايع عليا بالولاية به، فقال: من الله أومن رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله، ثم ثنى عطفيه فالتقيا- فقال لأبي بكر: لشد ما يرفع بضبعي ابن عمه, ثم خرج هاربا من العسكر، فما لبث أن رجع إلى النبي | فقال: يا رسول الله إني خرجت من العسكر لحاجة, فرأيت رجلا عليه ثياب بيض لم أر أحسن منه، والرجل من أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا, فقال: لقد عقد رسول الله | لعلي × عقدا لا يحله إلا كافر، فقال: يا عمر أتدري من ذاك, قال: لا، قال: ذاك جبرئيل × فاحذر أن تكون أول من تحله فتكفر, ثم قال أبو عبد الله ×: لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب ×، فما قدر على أخذ حقه، وإن أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقه، {فإن حزب الله هم الغالبون} في علي ×. [222]
عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: من سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا حقا فليتول {الله ورسوله والذين آمنوا}, وليبرأ إلى الله من عدوهم, ويسلم لما انتهى إليه من فضلهم, لان فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك، ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال: {أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم. [223]
عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال: أخبرنا علي السوري قال: أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة ابن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن علي ‘, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون}. [224]
عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب, عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله |: يا علي أنت أخي وأنا أخوك, أنا المصطفى للنبوة وأنت المجتبى للإمامة, وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل, وأنا وأنت أبوا هذه الأمة, يا علي أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي, شيعتك شيعتي, وأنصارك أنصاري, وأولياؤك أوليائي, وأعداؤك أعدائي, يا علي أنت صاحبي على الحوض غدا, وأنت صاحبي في المقام المحمود, وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا, لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك, وإن الملائكة لتقرب إلى الله تقدس ذكره بمحبتك وولايتك, والله إن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض, يا علي أنت أمين أمتي, وحجة الله عليها بعدي, قولك قولي وأمرك أمري, وطاعتك طاعتي وزجرك زجري, ونهيك نهيي ومعصيتك معصيتي, وحزبك حزبي وحزبي حزب الله, {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [225]
عن عمار بن أبي اليقظان, عن أبي عبد الله × قال: يجيء رسول الله | يوم القيامة آخذا بحجزة ربه, ونحن آخذون بحجزة نبينا, وشيعتنا آخذون بحجزتنا, فنحن وشيعتنا حزب الله, و{حزب الله هم الغالبون}, والله ما نزعم أنها حجزة الإزار, ولكنها أعظم من ذلك, يجيء رسول الله | آخذا بدين الله, ونجيء نحن آخذين بدين نبينا, وتجيء شيعتنا آخذين بديننا. [226]
عن أبي عبد الله × أن رسول الله | قال لعلي × في حديث طويل: يا علي لك في الجنة كنز, وأنت ذو قرنيها, وشيعتك حزب الله, و{حزب الله هم الغالبون}, يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط, وأنتم على الحوض تسقون من أحبكم, وتمنعون من أخل بفضلكم, وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر. [227]
* هم عليهم السلام المتوسمين
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: هم الأئمة, قال رسول الله |: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل, [228] في قول الله تعالى {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}. [229]
عن أبي جعفر × قال: ليس مخلوق إلا وبين عينيه مكتوب أنه مؤمن أو كافر, وذلك محجوب عنكم وليس بمحجوب من الأئمة من آل محمد |, ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه هو مؤمن أو كافر, ثم تلا هذه الآية {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} فهم المتوسمون. [230]
عن أبي جعفر × قال: بينا أمير المؤمنين × في مسجد الكوفة, إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها, فقضى لزوجها عليها, فغضبت فقالت: والله ما الحق فيما قضيت, وما تقضي بالسوية ولا تعدل في الرعية, ولا قضيتك عند الله بالمرضية, فنظر إليها مليا ثم قال لها: كذبت يا جرية, يا بذية, يا سلسع, أي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء, قالت: فولت المرأة هاربة تولول وتقول: ويلي ويلي! لقد هتكت يا ابن أبي طالب سرا كان مستورا, قال: فلحقها عمرو بن حريث فقال لها: يا أمة الله, لقد استقبلت عليا × بكلام سررتني, ثم إنه نزغك بكلمة فوليت عنه هاربة تولولين, ققالت إن عليا × والله أخبرني بالحق وبما أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي ومن أبوي, فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين × فأخبره بما قالت له المرأة, وقال له: فبما تقول؟ ما نعرفك بالكهانة, قال × له: يا عمرو, ويلك إنها ليست بالكهانة شيء, ولكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام, فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر, وما هم به مبتلون وما هم عليه من سيئ من أعمالهم وحسنه في قدر أذن الفأرة, ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه | فقال {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} وكان رسول الله | هو المتوسم, ثم أنا من بعده, والأئمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون, فلما تأملتها عرفت ما عليها بسيماها. [231]
عن عبد الكريم يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبد الله ×, فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج, فقال له داود الرقي: يا ابن رسول الله, هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال: ويحك يا أبا سليمان, {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الجاحد لولاية علي × كعابد وثن,[232] قال: قلت: جعلت فداك, هل تعرفون محبكم ومبغضكم؟ قال: ويحك يا با سليمان, إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر, إن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدائنا فترى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر, وقال الله عز وجل {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} نعرف عدونا من ولينا. [233]
عن الحسن بن الجهم في حديث طويل أن رجلا سأل الإمام الرضا ×: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟ قال × له: أما بلغك قول الرسول |: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟ قال: بلى, قال: وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه, وقد جمع الله للأئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين, وقال عز وجل في محكم كتابه {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} فأول المتوسمين رسول الله |, ثم أمير المؤمنين ×, من بعده ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) إلى يوم القيامة. [234]
عن عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد × فقلت له: يا ابن رسول الله, في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها, فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني, وإن شئت فسل, قال: فقلت له: يا ابن رسول الله, وبأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ قال: بالتوسم والتفرس, أما سمعت قول الله عز وجل {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} وقول رسول الله |: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل. [235]
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله | لعلي بن أبي طالب ×: يا علي, أنا نذير أمتي وأنت هاديها, والحسن قائدها, والحسين سائقها, وعلي بن الحسين جامعها, ومحمد بن علي عارفها, وجعفر بن محمد كاتبها, وموسى بن جعفر محصيها, وعلي بن موسى معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدني مؤمنيها, ومحمد بن علي قائمها وسائقها, وعلي بن محمد ساترها وعالمها, والحسن بن علي مناديها ومعطيها, والقائم الخلف ساقيها ومناشدها {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} يا عبد الله. [236]
* بمصادر العامة
عن الحكم في قوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: كان والله محمد بن علي × منهم. [237]
عن الحكم بن عتيبة في قوله: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: المتفرسين، وكان أبو جعفر × منهم. [238]
عن عبد الله بن بنان قال: سألت جعفر بن محمد × عن قوله: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: رسول الله | أولهم، ثم أمير المؤمنين, ثم الحسن, ثم الحسين, ثم علي بن الحسين, ثم محمد بن علي (عليهم السلام) ثم الله أعلم. قلت: يا ابن رسول الله, فما بالك أنت؟ قال: إن الرجل ربما كنى عن نفسه. [239]
عن جابر, عن أبي جعفر × قال: بينما أمير المؤمنين × في مسجد الكوفة إذ أتته امرأة تستعدي على زوجها، فقضى لزوجها، عليها فغضبت, فقالت: والله ما الحق فيما قضيت، ولا تقضي بالسوية، ولا تعدل في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية! فنظر إليها مليا ثم قال: كذبت يا بذية يا بذية، يا سلقلقة - أو يا سلقى - فولت هاربة، فلحقها عمرو بن حريث فقال: لقد استقبلت عليا بكلام ثم إنه نزعك بكلمة فوليت هاربة, قالت: إن عليا × والله أخبرني بالحق, وشيء أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي. فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين فأخبره بما قالت, وقال: يا أمير المؤمنين, ما نعرفك بالكهانة, فقال: ويلك, إنها ليست بكهانة مني ولكن الله أنزل قرآنا {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} فكان رسول الله | هو المتوسم, وأنا من بعده, والأئمة من ذريتي (عليهم السلام) بعدي هم المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما هي بسيماها. [240]
عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: هم الأئمة، قال رسول الله |: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. [241]
* أعمال العباد تعرض على الأئمة عليهم السلام
عن أبي الحسن ×, قال: سئل عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إن أعمال العباد تعرض على رسول الله | كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا. [242]
عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله × عن قوله تعالى {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقال: إن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا. [243]
عن مسلم قال: سألته[244] عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: أعمال العباد تعرض على رسول الله | برها وفاجرها. [245]
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن أبا الخطاب كان يقول إن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل خميس, فقال أبو عبد الله ×: ليس هكذا, ولكن رسول الله | تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا, وهو قول الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}[246] وسكت. قال أبو بصير: إنما عنى الأئمة عليهم السلام. [247]
عن أبي عبد الله × قال: تعرض الأعمال على رسول الله | أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها, وهو قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله} وسكت. [248]
عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر ×: {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فيوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله | وعلى علي × فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد. [249]
عن محمد بن مسلم, قال: سألته[250] عن الأعمال هل تعرض على النبي |؟ قال: ما فيه شك, قلت له: أرأيت قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إنهم شهود الله في أرضه.[251]
عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هو رسول الله | والأئمة, تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس. [252]
عن أبي جعفر × أنه ذكر هذه الآية {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هو والله علي بن أبي طالب ×. [253]
عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا × قال: قلت للرضا ×: ادع الله لي ولأهل بيتي, فقال: أولست أفعل, والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة, قال: فاستعظمت ذلك فقال لي: أما تقرأ كتاب الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}[254] قال: هو والله علي بن أبي طالب ×. [255]
عن أبي عبد الله × في قوله {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} المؤمنون هاهنا الأئمة الطاهرون. [256]
عن ابن أذينة، قال: كنت عند أبي عبد الله × فقلت له: جعلت فداك، أخبرني عن قول الله عز وجل: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: إيانا عنى. [257]
عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هم الأئمة. [258]
عن أبي عبد الله × قوله {قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: هم الأئمة, تعرض عليهم أعمال العباد كل يوم إلى يوم القيامة. [259]
عن أبي الحسن × في هذه الآية {قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قال: نحن هم. [260]
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قول الله تعالى {اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} قلت: من المؤمنون؟ قال: من عسى أن يكون إلا صاحبك. [261]
عن أبي عبد الله ×, قلت: حدثني في علي × حديثا, فقال: أشرحه لك أم أجمعه؟ قلت: بل اجمعه، فقال: علي باب هدى، من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدني، قال: [262] إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة, فيأتي علي × وبيده اللواء حتى يرتقيه ويركبه ويعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن أنكره دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله؟ قال: نعم، ما يقول في هذه الآية, يقول تبارك وتعالى: {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} هو والله علي بن أبي طالب ×. [263]
عن أبي سعيد الخدري: أن عمار بن ياسر قال لرسول الله |: وددت أنك عمرت فينا عمر نوح, فقال رسول الله |: يا عمار حياتي خير لكم ووفاتي ليس بشر لكم, أما في حياتي فتحدثون وأستغفر الله لكم, وأما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي, وإنكم تعرضون علي بأسمائكم وقبائلكم فإن يكن خيرا حمدت الله وإن يكن سوى ذلك استغفرت الله لذنوبكم, فقال المنافقون والشكاك والذين في قلوبهم مرض: يزعم أن الأعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم, إن هذا لهو الإفك, فأنزل الله عز وجل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} فقيل له: ومن المؤمنون؟ قال: عامة وخاصة, أما الذي قال الله عز وجل والمؤمنون منهم فهم آل محمد الأئمة قال: {وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} من طاعة الله وتفريضه ومعصيته. [264]
* هم عليهم السلام القرى التي بارك الله تعالى فيها
عن أبي حمزة الثمالي قال: أتى الحسن البصري أبا جعفر × فقال: جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله, فقال أبو جعفر ×: ألست فقيه أهل البصرة؟ قال: قد يقال ذلك, فقال له أبو جعفر ×: هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال: لا, قال: فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال: نعم, فقال أبو جعفر ×: سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر, بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ما هو؟ قال: زعموا أنك تقول إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم, قال: فسكت الحسن, فقال: أرأيت من قال الله له في كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول منه؟ فقال الحسن: لا, فقال أبو جعفر ×: إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطابا, ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه, فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت, فقال له: ما هو؟ قال: أرأيت حيث يقول {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} يا حسن, بلغني أنك أفتيت الناس, فقلت: هي مكة, فقال أبو جعفر ×: فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم؟ قال: بلى, قال: فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن, فنحن القرى التي بارك الله فيها, وذلك قول الله عز وجل, فمن أقر بفضلنا حيث بينهم وبين شيعتهم {القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة} والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا, وقوله تعالى: {وقدرنا فيها السير} فالسير مثل للعلم سير به, {ليالي وأياما} مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام, {آمنين} فيها إذا أخذوا منه آمنين من الشك والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال, لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم بالمعرفة, لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة {بعضها من بعض}, فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى, ونحن تلك الذرية المصطفاة, لا أنت ولا أشباهك يا حسن, فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة, لم أقل فيك إلا ما علمته منك وظهر لي عنك, وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما. [265]
عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر ×: بلغني أنك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم. فقال له أبو جعفر ×: بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بل بعلم. فقال له أبو جعفر ×: فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل، قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: {وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}. فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر ×: نشدتك بالله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة: اللهم نعم. وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرا حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} ولم يعن البيت فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم × التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا. فقال أبو جعفر ×: ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به. [266]
عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين × فقال له: جعلني الله فداك, أخبرني عن قول الله عز وجل {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال × له: ما يقول الناس فيها قبلكم؟ قال: يقولون: إنها مكة, فقال ×: وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال فما هو؟ قال ×: إنما عنى الرجال, قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ فقال ×: أوما تسمع إلى قوله عز وجل {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} وقال {وتلك القرى أهلكناهم} وقال {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} أفيسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟ قال ×: نحن هم, فقال: أوما تسمع إلى قوله {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}؟ قال: آمنين من الزيغ. [267]
عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله × قال: دخل الحسن البصري على محمد بن علي × فقال له: يا أخا أهل البصرة, بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت, فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت, قال: وما هي جعلت فداك؟ قال قول الله عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما, وربما أخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه, ثم مكث مليا ثم أومى بيده إلى صدره وقال: نحن القرى التي بارك الله فيها, قال: جعلت فداك, أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ قال: نعم, قول الله عز وجل {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا} فمن العاتي على الله عز وجل الحيطان أم البيوت أم الرجال؟ فقال: الرجال, ثم قال: جعلت فداك زدني, قال ×: قوله عز وجل في سورة يوسف {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} لمن أمروه أن يسأل القرية والعير أم الرجال؟ فقال: جعلت فداك, فأخبرني عن القرى الظاهرة؟ قال: هم شيعتنا, يعني العلماء منهم. [268]
عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا, إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني شيعة أمير المؤمنين. [269]
عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان #: إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: قوامنا وخدامنا شرار خلق الله. فكتب ×: ويحكم, أما تقرؤون ما قال عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة}, ونحن والله القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة.
قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني, عن محمد بن صالح، عن صاحب الزمان #. [270]
عن علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى, عن أبيه جعفر عليهم السلام قال: دخل على أبي × بعض من يفسر القرآن فقال له: أنت فلان؟ وسماه باسمه قال: نعم, قال ×: أنت الذي تفسر القرآن؟ قال: نعم, قال: فكيف تفسر هذه الآية {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}؟ قال: هذه بين مكة ومنى, فقال له أبو عبد الله ×: أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟ قال: نعم, قال: فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف وقطيع؟ قال: فما هو؟ قال ×: ذاك نحن أهل البيت, قد سماكم الله ناسا وسمانا قرى, قال: جعلت فداك, أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ فقال أبو عبد الله ×: أليس الله تعالى يقول {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} فللجدران والحيطان السؤال أم للناس؟ وقال تعالى {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا} فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان؟ [271]
* حقهم عليهم السلام في الأنفال والخمس
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: بؤسى لما لقيت من هذه الأمة بعد نبيها من الفرقة وطاعة أئمة الضلال والدعاة إلى النار, ولم أعط سهم ذوي القربى إلا لمن أمر الله بإعطائه الذين قال الله {إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} فنحن الذين عنى الله بذي {القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} كل هؤلاء منا خاصة, لأنه لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا, وأكرم الله نبيه | وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ أيدي الناس. [272]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يحكي عن أبو بكر وعمر: ألا تعجبون من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن, وقد علم الله أنهم سيظلموناه وينتزعونه منا فقال {إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان}. [273]
عن عبد الحميد بن أبي الديلم, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلم يزل – روسل الله | - يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقال عز ذكره {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} ثم قال {وآت ذا القربى حقه} فكان علي ×, وكان حقه الوصية التي جعلت له, والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة. [274]
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن الرضا ×, قال: سئل عن قول الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فقيل له: فما كان لله فلمن هو؟ فقال: لرسول الله |, وما كان لرسول الله فهو للإمام. [275]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في حديث طويل: يا أبا حمزة, كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفيء, ثم قال عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فنحن أصحاب الخمس والفيء, وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا. [276]
عن زكريا بن مالك الجعفي, عن أبي عبد الله × أنه سأله عن قول الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} قال: أما خمس الله عز وجل فللرسول يضعه حيث يشاء, وأما خمس الرسول فلأقاربه, وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه, واليتامى يتامى أهل بيته, فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم, وأما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت أنا لا نأكل الصدقة ولا تحل لنا فهي للمساكين وأبناء السبيل. [277]
عن أحدهما ‘ في قول الله تعالى {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} قال: خمس الله وخمس الرسول للإمام, وخمس ذي القربى لقرابة الرسول | والإمام, واليتامى يتامى آل الرسول, والمساكين منهم وأبناء السبيل منهم فلا يخرج منهم إلى غيرهم. [278]
عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبي بصير أنهم قالوا له ×: ما حق الإمام في أموال الناس؟ قال: الفيء والأنفال والخمس، وكل ما دخل منه فيء أو أنفال أو خمس أو غنيمة فإن لهم خمسه، فإن الله يقول: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين} وكل شيء في الدنيا فإن لهم فيه نصيبا, فمن وصلهم بشيء مما يدعون له أكثر مما يأخذون منه. [279]
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الرضا ×, قال: سألته عن قول الله: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} قال: الخمس لله وللرسول وهو لنا. [280]
عن سدير، عن أبي جعفر ×, قال: قال: يا أبا الفضل، لنا حق في كتاب الله في الخمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله، أو لم يعلموا به، لكان سواء. [281]
عن الريان بن الصلت, عن الإمام الرضا × في إحتجاج طويل مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة: وأما الثامنة فقول الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسول الله |, فهذا فضل أيضا بين الآل والأمة, لأن الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك, ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه, فبدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى, في كل ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضي لهم, فقال وقوله الحق {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}. [282]
عن الإمام الصادق ×: إن الله لما حرم علينا الزكاة أنزل لنا الخمس, قال الله تعالى {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية, فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة, والكرامة لنا حلال. [283]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: قال: قال علي لفاطمة ‘: صيري إلى أبي بكر وذكريه فدكا، فصارت فاطمة ÷ إليه وذكرت له فدكا مع الخمس والفيء، فقال: هاتي بينة يا بنت رسول الله, فقالت: أما فدك، فإن الله عز وجل أنزل على نبيه قرآنا يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقي، قال الله تعالى: {فآت ذا القربى حقه} فكنت أنا وولدي أقرب الخلائق إلى رسول الله | فنحلني وولدي فدكا، فلما تلا عليه جبرئيل ×: {والمسكين وابن السبيل}، قال رسول الله |: ما حق المسكين وابن السبيل؟ فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}, فقسم الخمس على خمسة أقسام، فقال: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء} فما لله فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى. قال الله تعالى: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطاب وقال: ما تقول؟ فقال عمر: ومن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟ فقالت فاطمة ÷: اليتامى الذين يؤمنون بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل الذي يسلك مسلكهم. قال عمر: فإذا الخمس والفيء كله لكم ولمواليكم وأشياعكم؟ فقالت فاطمة ÷: أما فدك فأوجبها الله لي ولولدي دون موالينا وشيعتنا، وأما الخمس فقسمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا كما يقرأ في كتاب الله. [284]
عن أنس بن مالك، أن فاطمة ÷ أتت أبا بكر فقالت: لقد علمت الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات، وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى، ثم قرأت عليه قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} الآية، فقال لها أبو بكر: بأبي أنت وأمي ووالد ولدك، وأنا اقرأ من كتاب الله الذي تقرئين منه، ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلم اليكم كاملا، قالت: أفلك هو ولأقربائك؟ ثم قال: لا، بل أنفق عليكم منه، وأصرف الباقي في مصالح المسلمين. قالت: ليس هذا حكم الله تعالى، قال: هذا حكم الله، فان كان رسول الله عهد اليك في هذا عهدا أو أوجبه لكم حقا صدقتك وسلمته كله اليك والى أهلك، قالت: ان رسول الله | لم يعهد الي في ذلك بشيء، ألا اني سمعته يقول لما انزلت هذه الآية: أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى. قال أبو بكر: لم يبلغ علمي من هذه الآية ان أسلم اليكم هذا السهم كله كاملا، ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم، ويفضل عنكم، وهذا عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فأسأليهم عن ذلك، وانظري هل يوافقك على ما طلبت أحد منهم، فأنصرفت الى عمر فقالت له مثل ما قالت لأبي بكر، فقال لها مثل ما قاله لها أبو بكر، فعجبت فاطمة ÷ من ذلك، وتظنت انهما كانا قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه. [285]
عن ديلم بن عمر قال: كنت بالشام حتى أتي بسبايا آل محمد | فأقيموا على باب المسجد حيث تقام السبايا, وفيهم علي بن الحسين ×, فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرون الفتنة, فلم يأل عن سبهم وشتمهم, فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين ×: إني قد أنصت لك حتى فرغت من منطقك, وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء, فأنصت لي كما أنصت لك, فقال له: هات, قال علي × ا الى أن قال - فهل قرأت هذه الآية {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى}؟ فقال له الشامي: بلى, فقال علي ×: فنحن ذو القربى – اى أن قال - فرفع الشامي يده إلى السماء ثم قال: اللهم إني أتوب إليك, ثلاث مرات, اللهم إني أتوب إليك من عداوة آل محمد, وأبرأ إليك ممن قتل أهل بيت محمد, ولقد قرأت القرآن منذ دهر فما شعرت بها قبل اليوم. [286]
من كتاب أميرالمؤمنين × الى معاوية: ألا وقد عرفناك قبل اليوم وعداوتك وحسدك وما في قلبك من المرض الذي أخرجه الله, والذي أنكرت من قرابتي وحقي فإن سهمنا وحقنا في كتاب الله قسمه لنا مع نبينا فقال: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} وقال {فآت ذا القربى حقه} أوليس وجدت سهمنا مع سهم الله ورسوله, وسهمك مع الأبعدين لا سهم لك؟ [287]
* بمصادر العامة
قال المنهال بن عمرو: سألت عبد الله بن محمد بن علي وعلي بن الحسين ‘ عن الخمس فقال: هو لنا, قلت لعلي ×: إن الله تعالى يقول: {واليتامى والمساكين وابن السبيل} فقال: أيتامنا ومساكيننا. [288]
عن ابن الديلمي قال: قال علي بن الحسين × لرجل من أهل الشأم: أما قرأت في الأنفال: {واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول} الآية؟ قال: نعم، قال: فإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم. [289]
عن علي بن أبي طالب × في قول الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء} الآية قال: لنا خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا، كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين. [290]
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليا × يقول: اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة عند رسول الله | فقال العباس: يا رسول الله كبرت سني ودق عظمي وكثرت مئونتي, فإن رأيت يا رسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من الطعام فافعل. فأجابه النبي |، فقالت فاطمة ÷: يا رسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل. فقال رسول الله |: نعم, ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها، ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها علي فافعل, فقال: نعم, فقلت أنا: إن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس, فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك, فقال النبي |: فافعل، فولانيه رسول الله | فقسمته في حياته. [291]
عبد الله بن عبيد الله بن العباس, عن عكرمة أن فاطمة ÷ قالت لما اجتمع علي والعباس وفاطمة وأسامة بن زيد، عند النبي | فقال: سلوني, فقال العباس: أسألك كذا وكذا من المال. قال: هو لك. وقالت فاطمة ÷: أسألك مثل ما سأل عمي العباس, فقال: هو لك. وقال أسامة: أسألك أن ترد علي أرض كذا وكذا - أرضا كان له انتزعه منه - فقال: هو لك, فقال لعلي ×: سل, فقال: أسألك الخمس, فقال: هو لك، فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} الآية، فقال النبي |: قد نزلت في الخمس كذا كذا, فقال علي ×: فذاك أوجب لحقي, فأخرج الرمح الصحيح والرمح المكسر، والبيضة الصحيحة والبيضة المكسورة, فأخذ رسول الله | أربعة أخماس وترك في يده خمسا. [292]
* ازدياد ركعات الصلاة بسببهم عليهم السلام
عن أبي محمد العلوي الدينوري بإسناده رفع الحديث إلى الصادق × قال: قلت له: لم صارت المغرب ثلاث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: إن الله عز وجل أنزل على نبيه | لكل صلاة ركعتين في الحضر، فأضاف إليها رسول الله | لكل صلاة ركعتين في الحضر وقصر فيها في السفر إلا المغرب: فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة ÷ فأضاف إليها ركعة شكرا لله عز وجل، فلما أن ولد الحسن × أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل، فلما أن ولد الحسين × أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل، فقال: {للذكر مثل حظ الأنثيين} فتركها على حالها في الحضر والسفر. [293]
* الوالدان هما رسول الله | وأمير المؤمنين ×
عن أبي
بصير, عن أبي عبد الله × قال: إن رسول الله | أحد الوالدين, وعلي × الآخر، فقلت: أين موضع ذلك في كتاب الله؟ قال: اقرأ {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}. [294]
عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قول الله {وبالوالدين إحسانا} قال: إن رسول الله | أحد الوالدين, وعلي × الآخر، و ذكر أنها الآية التي في النساء. [295]
عن أبي مريم الأنصاري قال: كنا عند جعفر بن محمد × فسأله أبان بن تغلب عن قول الله تعالى: {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} قال: هذه الآية التي في النساء من الوالدان؟ قال جعفر ×: رسول الله | وعلي بن أبي طالب × هما الوالدان. [296]
عن جعفر الصادق × في قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} قال: إن رسول الله | وعلي بن أبي طالب × هما الوالدان. {وبذي القربى} قال: الحسن والحسين ‘. [297]
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن المؤمن إذا مات رأى رسول الله | وعليا × يحضرانه، وقال رسول الله |: أنا أحد الوالدين وعلي × الآخر. قال: قلت: وأي موضع ذلك من كتاب الله؟ قال: قوله {اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}. [298]
عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين × عن قوله تعالى {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} فقال ×: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم, وورثا الحكم, وأمر الناس بطاعتهما, ثم قال الله {إلي المصير} فمصير العباد إلى الله, والدليل على ذلك الوالدان, ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه, فقال في الخاص والعام {وإن جاهداك على أن تشرك بي} يقول: في الوصية, وتعدل عمن أمرت بطاعته, {فلا تطعهما} ولا تسمع قولهما, ثم عطف القول على الوالدين فقال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما, وذلك قوله {واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم} فقال: إلى الله ثم إلينا, فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين, فإن رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله. [299]
عن زرارة, عن عبد الواحد بن مختار قال: دخلت على أبي جعفر × فقال: أما علمت أن عليا × أحد الوالدين الذين قال الله عز وجل {أن اشكر لي ولوالديك}. قال زرارة: فكنت لا أدري أي آية هي, التي في بني إسرائيل أو التي في لقمان, قال: فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر × فخلوت به, فقلت: جعلت فداك, حديثا جاء به عبد الواحد, قال: نعم, قلت: أي آية هي, التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل؟ فقال ×: التي في لقمان. [300]
عن أبي عبد الله × قال: أكبر الكبائر سبع – إلى أن قال - وعقوق الوالدين – إلى أن قال - وأما عقوق الوالدين: فإن الله عز وجل قال في كتابه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}, وهو أب لهم فعقوه في ذريته وفي قرابته. [301]
* لا يمسهم عليهم السلام الشيطان
عن بعض اصحاب الإمام العسكري × قال: كتبت إليه ×: هل يحتلم الامام؟ وقلت في نفسي بعد نفود الكتاب: الاحتلام شيطنة وقد اعاذ الله اولياءه من ذلك. فوقع ×: حال الائمة في النوم مثل حالهم في اليقظة لا يغير النوم شيئا منهم، وقد اعاذ الله اولياءه من زلة الشيطان كما حدثتك نفسك، قال الله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}. [302]
عن أبي عبد الله × أنه قال لأبي بصير: لقد ذكركم الله في كتابه, فقال {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} والله ما أراد بهذا إلا الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم. [303]
عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمد × وهو يقول: نحن أهل بيت الرحمة, وبيت النعمة, وبيت البركة، ونحن في الأرض بنيان, وشيعتنا عرى الإسلام, وما كانت دعوة إبراهيم × إلا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيامة إلى إبليس فقال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}. [304]
* تسليمهم عليهم السلام لله تعالى
قال أبو بصير للباقر ×: ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج، فقال: بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا؟ فمسح على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا فقال: انظر يا أبا بصير إلى الحجيج، قال: فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير, والمؤمن بينهم كالكواكب اللامع في الظلماء، فقال أبو بصير: صدقت يا مولاي, ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا, فقال أبو بصير في ذلك، فقال ×: ما بخلنا عليك يا أبا بصير, وإن كان الله تعالى ما ظلمك, وإنما خار لك, وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل الله علينا, ويجعلونا أربابا من دون الله, ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته, ولا نسأم من طاعته, {ونحن له مسلمون}. [305]
* التوسل
عن الأعمش قال: خرجت حاجا إلى مكة, فلما انصرفت بعيدا رأيت عمياء على ظهر الطريق تقول: بحق محمد وآله رد علي بصري, قال: فتعجبت من قولها وقلت لها: أي حق لمحمد | وآله على الله؟ إنما الحق له عليهم, فقالت: مه يا لكع, والله ما ارتضى هو حتى حلف بحقهم, فلو لم يكن لهم عليه حقا ما حلف به, قال: قلت: وأي موضع حلف؟ قالت: قوله {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} والعمر في كلام العرب الحياة, قال: فقضيت حجتي ثم رجعت فإذا بها مبصرة في موضعها وهي تقول: أيها الناس, أحبوا عليا ×, فحبه ينجيكم من النار! قال: فسلمت عليها وقلت: ألست العمياء بالأمس تقولين: بحق محمد وآله رد علي بصري؟ قالت: بلى, قلت: حدثيني بقصتك, قالت: والله ما جزتني حتى وقف علي رجل فقال لي: إن رأيت محمدا | وآله تعرفينه؟ قلت: لا, ولكن بالدلالة التي جاءتنا, قالت: فبينا هو يخاطبني إذ أتاني رجل آخر متوكئا على رجلين فقال: ما قيامك معها؟ قال: إنها تسأل ربها بحق محمد وآله أن يرد عليها بصرها, فادع الله لها, قال: فدعا ربه ومسح على عيني بيده فأبصرت, فقلت: من أنتم؟ فقال: أنا محمد وهذا علي, قد رد الله عليك بصرك, اقعدي في موضعك هذا حتى يرجع الناس وأعلميهم أن حب علي × ينجيهم من النار.[306]
عن ابن عباس أنه قال: من كرامات الله سبحانه لنبينا | أنه أقسم في القرآن بحياته، ولم يفعل ذلك بنبي غيره، قال تعالى: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}، وكأنه سبحانه قال: وحياتك أنهم كذلك. [307]
عن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله الصادق × يقول: أتى يهودي النبي | فقام بين يديه يحد النظر إليه فقال: يا يهودي, ما حاجتك؟ قال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله, وأنزل عليه التوراة والعصا, وفلق له البحر وأظله بالغمام؟ فقال له النبي |: إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكني أقول: إن آدم × لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي, فغفرها الله له. وإن نوحا × لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق, فنجاه الله عنه. وإن إبراهيم × لما ألقي في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها, فجعلها الله عليه {بردا وسلاما}. وإن موسى × لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما آمنتني, فقال الله جل جلاله {لا تخف إنك أنت الأعلى}. يا يهودي, إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ولا نفعته النبوة. يا يهودي, ومن ذريتي المهدي × إذا خرج نزل عيسى بن مريم × لنصرته فقدمه وصلى خلفه. [308]
قال أمير المؤمنين × في قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}: أنا وسيلته. [309]
* وجوب الشجاعة في الإمام
عن هشام في إحتجاج طوبل في الإمامة, قيل له: فمن أين قلت إنه – الإمام - أشجع الناس؟ قال: لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون إليه في الحروب, وقال الله عز وجل: {ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله} فإن لم يكن شجاعا فر فيبوء بغضب من الله, ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عز وجل حجة الله على خلقه. [310]
[1] الإحتجاج ج 1 ص 254, البرهان ج 5 ص 839, بحار الأنوار ج 90 ص 121, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 87, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 215
[2] الى هنا في تفسير كنز الدقائق وتفسير الصافي وتفسير نور الثقلين
[3] الكافي ج 1 ص 146, البرهان ج 1 ص 224, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 214, تفسير الصافي ج 1 ص 135, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 87, غاية المرام ج 2 ص 16
[4] الى هنا في مناقب آل أبي طالب
[5] الكافي ج 1 ص 435, الوافي ج 3 ص 918, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 87, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 214, البرهان ج 1 ص 224, , بحار الأنوار ج 24 ص 339, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 284
[6] بصائر الدرجات ص 530, مختصر البصائر ص 246, البرهان ج 1 ص 58, بحار الأنوار ج 24 ص 291,
[7] تأويل الآيات ص 21, بحار الأنوار ج 24 ص 303, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 22, البرهان ج 1 ص 52
[8] الإحتجاج ج 1 ص 375, بحار الأنوار ج 90 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 626
[9] الكافي ج 1 ص 144, التوحيد ص 168, معاني الأخبار ص 19, الوافي ج 1 ص 421, تفسير الصافي ج 4 ص 396, البرهان ج 4 ص 875, بحار الأنوار ج 4 ص 65, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 608, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 77
[10] رجال الكشي ص 457, بحار الأنوار ج 48 ص 264
[11] الفضائل ص 175, الروضة في الفضائل ص 233
[12] من هنا في الاعتقادات للصدوق
[13] تفسير العياشي ج 1 ص 373, البرهان ج 2 ص 467, بحار الأنوار ج 27 ص 239, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 757, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 421, مستدرك الوسائل ج 12 ص 306, تفسير الصافي ج 2 ص 147, الإعتقادات للصدوق ص 107
[14] من هنا في تفسير الصافي
[15] من هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[16] الإحتجاج ج 1 ص 252, البرهان ج 5 ص 837, اللوامع النورانية ص 898, بحار الأنوار ج 24 ص 195, تفسير الصافي ج 1 ص 48, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 210, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 443
[17] تفسير القمي ج 2 ص 147, تأويل الآيات ص 418, البرهان ج 4 ص 296, بحار الأنوار ج 24 ص 193, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 112. نحوه: بصائر الدرجات ص 65, الإمامة والتبصرة ص 92, كمال الدين ج 1 ص 231, معاني الأخبار ص 12
[18] التوحيد ص 151, تفسير الصافي ج 4 ص 108, بحار الأنوار ج 4 ص 7, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 146, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 113
[19] بصائر الدرجات ص 66, بحار الأنوار ج 4 ص 5
[20] بصائر الدرجات ص 64, البرهان ج 4 ص 295, اللوامع النورانية ص 488. نحوه: الكافي ج 1 ص 143, الوافي ج 1 ص 417, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 144, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 110
[21] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[22] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 115, الأمالي للصدوق ص 460, التوحيد ص 117, الإحتجاج ج 2 ص 408, بحار الأنوار ج 4 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 192, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 572
[23] تحف العقول ص 481, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 405, الوافي ج 15 ص 336, وسائل الشيعة ج 28 ص 41, بحار الأنوار ج 10 ص 390, مستدرك الوسائل ج 18 ص 23
[24] الكافي ج 1 ص 144, التوحيد ص 168, معاني الأخبار ص 19, الوافي ج 1 ص 421, تفسير الصافي ج 4 ص 396, البرهان ج 4 ص 875, بحار الأنوار ج 4 ص 65, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 608, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 77
[25] الهداية الكبرى ص 397, مختصر البصائر ص 442, حلية الأبرار ج 5 ص 379, بحار الأنوار ج 53 ص 8, رياض الأبرار ج 3 ص 217
[26] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 115, التوحيد ص 117, الأمالي للصدوق ص 460, الإحتجاج ج 2 ص 409, البرهان ج 5 ص 236, اللوامع النورانية ص 697, بحار الأنوار ج 4 ص 31, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 192, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 572
[27] الإحتجاج ج 1 ص 252, تفسير الصافي ج 1 ص 48, البرهان ج 4 ص 721, اللوامع النورانية ص 576, غاية المرام ج 4 ص 10, بحار الأنوار ج 24 ص 195, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 210, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 443
[28] تحف العقول ص 121, الخصال ج 2 ص 631, تفسير فرات ص 368, بحار الأنوار ج 10 ص 109, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 494, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 324
[29] تأويل الآيات ص 509, البرهان ج 4 ص 720, اللوامع النورانية ص 574, غاية المرام ج 4 ص 9, بحار الأنوار ج 24 ص 192, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 324
[30] الغيبة للنعماني ص 40, إثبات الهداة 3 ص 139, البرهان ج 4 ص 718, اللوامع النورانية ص 573, غاية المرام ج 4 ص 5, بحار الأنوار ج 36 ص 17
[31] تأويل الآيات ص 508, البرهان ج 4 ص 719, اللوامع النورانية ص 574, غاية المرام ج 4 ص 9, بحار الأنوار ج 24 ص 192, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 323
[32] كامل الزيارات ص 334, تأويل الآيات ص 839, الجواهر السنية ص 568, البرهان ج 4 ص 861, بحار الأنوار ج 28 ص 63, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 534
[33] الغيبة للنعماني ص 39, غاية المرام ج 2 ص 172, بحار الأنوار ج 36 ص 112
[34] الكافي ج 2 ص 182, المؤمن ص 30, الوافي ج 5 ص 613, بحار الأنوار ج 73 ص 30, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 170
[35] الكافي ج 8 ص 27, البرهان ج 4 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 588, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 33, غاية المرام ج 2 ص 116
[36] الإحتجاج ج 1 ص 374, بحار الأنوار ج 90 ص 118
[37] كنز الفوائد ج 2 ص 36 بحار الأنوار ج 10 ص 216, رياض الأبرار ج 2 ص 207, وسائل الشيعة ج 24 ص 351 بإختصار, هداية الأمة ج 8 ص 124 يإختصار شديد
[38] كشف الغمة ج 2 ص 386, بحار الأنوار ج 50 ص 178, خاتمة المستدرك ج 8 ص 295
[39] الكافي ج 8 ص 13, الوافي ج 26 ص 99 إثبات الهداة ج 1 ص 122, بحار الأنوار ج 75 ص 223
[40] تأويل الآيات ص 322, البرهان ج 3 ص 829, بحار الأنوار ج 24 ص 158, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 442
[41] من هنا في إثبات الهداة
[42] كفاية الأثر ص 301, البرهان ج 3 ص 828, حلية الأبرار ج 3 ص 360, الإنصاف في النص ص 364, بحار الأنوار ج 36 ص 360, إثبات الهداة ج 2 ص 183, الصراط المستقيم ج 2 ص 120 بإختصار شديد
[43] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 685, الغيبة للنعماني ص 83, الروضة في الفضائل ص 124, تأويل الآيات ص 662, البرهان ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 30 ص 311. نحوه: فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 158, مشارق أنوار اليقين ص 303, الفضائل لابن شاذان ص 134
[44] رجال الكشي ص 445, تفسير العياشي ج 1 ص 372, بحار الأنوار ج 48 ص 261
[45] قرب الإسناد ص 347, بحار الأنوار ج 49 ص 262, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 211, تفسي كنز الدقائق ج 5 ص 444,
[46] الضرمة: النار يقال: ما بالدار نافخ ضرمة أي أحد. والنيط: نياط القلب وهو العرق الذي القلب متعلق به, فإذا طعن مات صاحبه.
[47] تفسير العياشي ج 2 ص 81, البرهان ج 2 ص 745, بحار الأنوار ج 32 ص 592
[48] كفاية الأثر ص 18, بحار الأنوار ج 36 ص 286, النجم الثاقب ج 1 ص 511
[49] كمال الدين ج 2 ص 354, الغيبة للطوسي ص 169, الوافي ج 2 ص 421, البرهان ج 4 ص 93, منتخب الأنوار ص 182, تفسير الصافي ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 51 ص 220, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 211, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 443, غاية المرام ج 4 ص 122
[50] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[51] تفسير القمي ج 2 ص 104، البرهان ج 4 ص 70, غاية المرام ج 3 ص 261, بحار الأنوار ج 26 ص 241, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 606, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 310, تفسير فرات ص 283 نحوه
[52] الهداية الكبرى ص 407, حلية الأبرار ج 5 ص 391,بحار الأنوار ج 53 ص 18, رياض الأبرار ج 3 ص 226
[53] الكافي ج 1 ص 195, الوافي ج 3 ص 512, إثبات الهداة ج 2 ص 6, البرهان ج 5 ص 365, اللوامع النورانية ص 749, غاية المرام ج 4 ص 339, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231
[54] من هنا في مناقب آل أبي طالب والصراط المستقيم وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[55] الكافي ج 1 ص 432, تأويل الآيات ص 661, الوافي ج 3 ص 914, إثبات الهداة ج 3 ص 13, البرهان ج 5 ص 365, حلية الأبرار ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 739, بحار الأنوار ج 23 ص 318, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 82, الصراط المستقيم ج 2 ص 74, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 233
[56] الكافي ج 8 ص 10, الوافي ج 26 ص 105, بحار الأنوار ج 75 ص 219, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 526, تأويل الآيات ص 145 بعضه
[57] كشف الغمة ج 3 ص 179, بحار الأنوار ج 50 ص 178
[58] بصائر الدرجات ص 130, ينابيع المعاجز ص 161, بحار الأنوار ج 26 ص 87
[59] بصائر الدرجات ص 386, الكافي ج 1 ص 267, الإختصاص ص 331, بحار الأنوار ج 17 ص 6, تفسير الصافي ج 1 ص 496, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 546, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 611
[60] الكافي ج 1 ص 268, الوافي ج 3 ص 620, تفسير الصافي ج 4 ص 301, البرهان ج 4 ص 657, بحار الأنوار ج 17 ص 7, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 282, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 169
[61] بصائر الدرجات ص 379, الكافي ج 1 ص 267, الوافي ج 3 ص 618, البرهان ج 5 ص 337, بحار الأنوار ج 17 ص 5, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 461, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 244
[62] بصائر الدرجات ص 380, بحار الأنوار ج 17 ص 9
[63] بصائر الدرجات ص 382, بحار الأنوار ج 17 ص 11
[64] بصائر الدرجات ص 383, الإختصاص ص 329, بحار الأنوار ج 2 ص 240, مستدرك الوسائل ج 17 ص 305
[65] الكافي ج 1 ص 265, بصائر الدرجات ص 385, الوافي ج 3 ص 618, البرهان ج 5 ص 336, بحار الأنوار ج 47 ص 50, رياض الأبرار ج 2 ص 143, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 461, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 244, مختصر البصائر ص 272 نحوه
[66] مختصر البصائر ص 265, البرهان ج 2 ص 169
[67] الإختصاص 330, البرهان ج 2 ص 478
[68] بصائر الدرجات ص 386, بحار الأنوار ج 25 ص 332
[69] مختصر البصائر ص 273
[70] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 202, إثبات الهداة ج 5 ص 380, البرهان ج 5 ص 339, غاية المرام ج 5 ص 133, بحار الأنوار ج 17 ص 7, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 166
[71] الكافي ج 1 ص 268, الوافي ج 3 ص 620, تفسير الصافي ج 4 ص 301, البرهان ج 4 ص 657, غاية المرام ج 5 ص 132, بحار الأنوار ج 17 ص 7, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 282, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 169
[72] بصائر الدرجات ص 380, بحار الأنوار ج 17 ص 9
[73] بصائر الدرجات ص 382, بحار الأنوار ج 17 ص 11
[74] بصائر الدرجات ص 383, الإختصاص ص 329, بحار الأنوار ج 2 ص 240, مستدرك الوسائل ج 17 ص 305
[75] الكافي ج 1 ص 265, بصائر الدرجات ص 385, الوافي ج 3 ص 618, البرهان ج 5 ص 336, بحار الأنوار ج 47 ص 50, رياض الأبرار ج 2 ص 143, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 461, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 244, مختصر البصائر ص 272 نحوه
[76] الإختصاص 330, البرهان ج 2 ص 478
[77] بصائر الدرجات ص 386, بحار الأنوار ج 25 ص 332
[78] مختصر البصائر ص 273
[79] تفسير القمي ج 2 ص 202, مسائل علي بن جعفر × ص 330, مختصر البصائر ص 156, تفسير الصافي ج 4 ص 221, البرهان ج 4 ص 521, حلية الأبرار ج 1 ص 81, بحار الأنوار ج 18 ص 188, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 335, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 504
[80] كامل الزيارات ص 328, تأويل الآيات ص 843, البرهان ج 4 ص 522, اللوامع النورانية ص 620, ينابيع المعاجز ص 189, حلية الأبرار ج 5 ص 147, بحار الأنوار ج 25 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 538
[81] تفسير العياشي ج 1 ص 60, بحار الأنوار ج 24 ص 154, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 129
[82] الغارات ج 1 ص 200, بحار الأنوار ج 33 ص 137
[83] تفسير العياشي ج 1 ص 388, البرهان ج 2 ص 508 بحار الأنوار ج 65 ص 85, تفسير الصافي ج 3 ص 162, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 786, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 501
[84] دعائم الإسلام ج 1 ص 30
[85] الفضائل للقمي ص 154, الروضة في فضائل أمير المؤمنين × ص 178, بحار الأنوار ج 23 ص 144
[86] الكافي ج 5 ص 420, النوادر الأشعري ص 101, التهذيب ج 7 ص 281, مستدرك الوسائل ج 14 ص 377, بحار الأنوار ج 2 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 460
[87] تفسير العياشي ج 1 ص 230, بحار الأنوار ج 22 ص 199, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 460, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 401
[88] الكافي ج 8 ص 317, بحار الأنوار ج 93 ص 239, تفسير القمي ج 1 ص 209, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 742, العدد القوية ص 40
[89] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 80, الإحتجاج ج 2 ص 163, بحار الأنوار ج 48 ص 127, الدر النظيم ص 659
[90] المحاسن ج 1 ص 156, بحار الأنوار ج 65 ص 90
[91] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 84, الإحتجاج ج 2 ص 392, الدر النظيم ص 659, البرهان ج 1 ص 635, بحار الأنوار ج 48 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 743, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 383, 7, غاية المرام ج 3 ص 227
[92] الإختصاص ص 56, البرهان ج 2 ص 714, رياض الأبرار ج 2 ص 299, كشف الغمة ج 2 ص 251 بإختصار
[93] تفسير العياشي ج 1 ص 367, البرهان ج 2 ص 448, بحار الأنوار ج 93 ص 243, 4
[94] شرح الأخبار ج 3 ص 92, بحار الأنوار ج 25 ص 243
[95] الأمالي للصدوق ص 631, بحار الأنوار ج 93 ص 242, 3
[96] بحار الأنوار ج 43 ص 229, 1
[97] بحار الأنوار ج 43 ص 229, 1, رياض الأبرار ج 1 ص 71 بإختصار
[98] تفسير العياشي ج 2 ص 214, البرهان ج 3 ص 264, بحار الأنوار ج 25 ص 219, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 509, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 463
[99] تفسير العياشي ج 2 ص 213, البرهان ج 3 ص 263, بحار الأنوار ج 25 ص 218, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 509
[100] المحاسن ج 1 ص 141, بحار الأنوار ج 27 ص 154, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 510, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 463
[101] الأمالي للطوسي ص 273, كشف الغمة ج 2 ص 162, بحار الأنوار ج 27 ص 203, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 288, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 132
[102] تفسير العياشي ج 2 ص 338, البرهان ج 3 ص 657, بحار الأنوار ج 33 ص 423, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 29, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 133
[103] كشف الغمة ج 1 ص 51
[104] الأمالي للصدوق ص 166, روشة الواعظين ج 1 ص 191, الإحتجاج ج 2 ص 307, تفسير الصافي ج 3 ص 187, البرهان ج 3 ص 521, غاية المرام ج 3 ص 243, بحار الأنوار ج 29 ص 107
[105] تفسير العياشي ج 2 ص 288, الطرائف ج 2 ص 413, بناء المقالة الفاطمية ص 413, غرر الأخبار ص 219, البرهان ج 3 ص 523, اللوامع النورانية ص 354, غاية المرام ج 3 ص 286, بحار الأنوار ج 29 ص 121, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 392
[106] تفسير فرات ص 323, بحار الأنوار ج 29 ص 122
[107] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 240, الأمالي للصدوق ص 533, تحف العقول ص 436, بشارة المصطفى | ص 235, البرهان ج ج 3 ص 789, بحار الأنوار ج 25 ص 220, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 408, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 376
[108] تفسير مجمع البيان ج 7 ص 68, تفسير الصافي ج 3 ص 327, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 408, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 375
[109] تأويل الآيات ص 316, البرهان ج ج 3 ص 790, بحار الأنوار ج 25 ص 219
[110] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 197
[111] تفسير الثعلبي ج 6 ص 91, نهج الإيمان ص 496, ينابيع المودة ج 1 ص 358
[112] مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص 278, شواهد التنزيل ج 2 ص 46, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 136, الدر المنثور ج 4 ص 314, فتح القدير ج 3 ص 395, تفسير الآلوسي ج 16 ص 283
[113] شواهد التنزيل ج 1 ص 497
[114] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 435, كنز العمال ج 5 ص 726. نحوه: مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 129, المناقب للخوارزمي ص 315, فرائد السمطين ج 1 ص 322
[115] إلى هنا في البرهان
[116] تحف العقول ص 425, الأمالي للصدوق ص 522, بحار الأنوار ج 25 ص 220, البرهان ج 4 ص 548
[117] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 233, الأمالي للصدوق ص 526, تحف العقول ص 430, بشارة المصطفى | ص 230, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 142, تفسير الصافي ج 3 ص 186, البرهان ج 3 ص 521, غاية المرام ج 2 ص 328, بحار الأنوار ج 29 ص 105, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 153, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 388
[118] الكافي ج 1 ص 539, المقنعة ص 277, الوافي ج 10 ص 281, تفسير الصافي ج 5 ص 155, وسائل الشيعة ج 9 ص 511, البرهان ج 2 ص 698, اللوامع النورانية ص 726, غاية المرام ج 3 ص 288, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 277, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 164
[119] من هنا في تأويل الآيات وكتاب سليم بن قيس والبرهان وغاية المرام وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[120] إلى هنا في تأويل الآيات وكتاب سليم بن قيس والبرهان وغاية المرام وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[121] الكافي ج 8 ص 63, بحار الأنوار ج 34 ص 175, تأويل الآيات ص 653, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 948, البرهان ج 5 ص 339, غاية المرام ج 5 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 284, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 172
[122] بحار الأنوار ج 29 ص 195, مستدرك الوسائل ج 7 ص 291
[123] التهذيب ج 4 ص 134, الوافي ج 10 ص 305, البرهان ج 5 ص 335, غاية المرام ج 3 ص 288, وسائل الشيعة ج 9 ص 527
[124] تأويل الآيات ص 652, البرهان ج 5 ص 335, اللوامع النورانية ص 725, غاية المرام ج 3 ص 289, بحار الأنوار ج 23 ص 258, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 165
[125] الكافي ج 1 ص 294, الوافي ج 2 ص 316, البرهان ج 5 ص 301, غاية المرام ج 2 ص 335
[126] تفسير القمي ج 1 ص 104, البرهان ج 1 ص 629, بحار الأنوار ج 21 ص 340, غاية المرام ج 3 ص 222, تفسير الصافي ج 1 ص 344, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 347, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 107 بعضه وبعضه ص 108
[127] سعد السعود ص 91, بحار الأنوار ج 21 ص 350
[128] روضة الواعظين ص 164, بحار الأنوار ج 21 ص 345
[129] تفسير فرات ص 87, بحار الأنوار ج 21 ص 347
[130] تفسير فرات ص 86, بحار الأنوار ج 21 ص 347
[131] تفسير فرات ص 88, بحار الأنوار ج 21 ص 349
[132] تفسير العياشي ج 1 ص 175, دعائم الإسلام ج 1 ص 17, البرهان ج 1 ص 636, بحار الأنوار ج 21 ص 341, غاية المرام ج 3 ص 228, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 117
[133] الفصول المختارة ص 38, بحار الأنوار ج 10 ص 350
[134] كنز الفوائد ص 167, بحار الأنوار ج 25 ص 243
[135] الخصال ص 576, بحار الأنوار ج 31 ص 439, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 349, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 110
[136] تفسيرالإمام العسكري × ص 660, بحار الأنوار ج 37 ص 49
[137] الأختصاص ص 56, بحار الأنوار ج 48 ص 123, تفسير الصافي ج 1 ص 343, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 348, تفسير نز الدقائق ج 2 ص 112, غاية المرام ج 3 ص 227, عيون أخبار ارضا × ج 2 ص 81
[138] الإحتجاج ج 2 ص 164, الحدائق الناظرة ج 12 ص 400, عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 80, بحار الأنوار ج 48 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 743 بعضه, الدر النظيم ص 659, غاية المرام ج 3 ص 227
[139] الكافي ج 8 ص 317, تفسير القمي ج 1 ص 209, الوافي ج 3 ص 944, البرهان ج 2 ص 52, بحار الأنوار ج 93 ص 239, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 742, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 742, العدد القوية ص 40
[140] الأمالي للطوسي ص 564, حلية الأبرار ج 2 ص 75, بحار الأنوار ج 10 ص 141, كتاب الولاية ص 185, غاية المرام ج 3 ص 206
[141] تفسير العياشي ج 1 ص 177, غاية المرام ج 3 ص 228, البرهان ج 1 ص 637, بحار الأنوار ج 21 ص 342
[142] الأمالي للصدوق ص 618, عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 209, غاية المرام ج 2 ص 328, البرهان ج 1 ص 635, بحار الأنوار ج 25 ص 223, بشارة المصطفى | ص 229, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 349, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 121
[143] تفسير فرات ص 86, بحار الأنوار ج 21 ص 346
[144] تفسير فرات ص 87, بحار الأنوار ج 21 ص 349
[145] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 88, مستدرك الوسائل ج 3 ص 290, بحار الأنوار ج 42 ص 63
[146] تفسير فرات ص 85, بحار الأنوار ج 21 ص 346
[147] الأمالي للطوسي ص 306, بحار الأنوار ج 21 ص 10, بشارة المصطفى | ص 203, غاية المرام ج 2 ص 40
[148] الأمالي للطوسي ص 545, حلية الأبرار ج 2 ص 323, بحار الأنوار ج 31 ص 372
[149] تفسير العياشي ج 1 ص 176, غاية المرام ج 3 ص 228, بحار الأنوار ج 93 ص 200
[150] الدر المنثور ج 2 ص 39, تفسير الآلوسي ج 3 ص 188, أسباب نزول الآيات ص 67 بإختصار
[151] شواهد التنزيل ج 1 ص 160, سنن الترمذي ج 4 ص 293, المستدرك ج 3 ص 150, السنن الكبرى ج 7 ص 63, زاد المسير ج 1 ص 339, تفسير البحر المحيط ج 2 ص 502, الدر المنثور ج 2 ص 39, فتح القدير ج 1 ص 348, تفسير الآلوسي ج 3 ص 190, إمتاع الأسماع ج 5 ص 386, سبل الهدى والرشد ج 6 ص 419, ينابيع المودة ج 2 ص 233, دخائر العقبى ص 25
[152] صحيح مسلم ج 7 ص 120, سنن الترمذي ج 5 ص 301, السنن الكبرى ج 5 ص 107, الإصابة ج 4 ص 468, مناقب الخوارزمي ص 108
[153] جامع البيان ج 3 ص 408, تخريج الأحاديث والآثار ج 1 ص 188, العجاب في بيان الأسباب ج 2 ص 687 بإختصار شديد
[154] شواهد التنزيل ج 1 ص 158, أسباب نزول الآيات ص 67, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 227
[155] شواهد التنزيل ج 1 ص 159, معرفة علوم الحديث ص 50, ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني ص 42
[156] جامع البيان ج 3 ص 409, الدر المنثور ج 2 ص 39
[157] جامع البيان ج 3 ص 409
[158] جامع البيان ج 3 ص 409
[159] جامع البيان ج 3 ص 408
[160] شواهد التنزيل ج 1 ص 155
[161] شواهد التنزيل ج 1 ص 162, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 226
[162] شواهد التنزيل ج 1 ص 163
[163] شواهد التنزيل ج 1 ص 164
[164] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 227, تخريح الأحاديث والأثار ج 1 ص 185, معالم التنزيل ج 1 ص 310, تفسير الرازي ج 8 ص 85تفسير أبي السعود ج 2 ص 46, نهج الإيمان ص 346
[165] ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني ص 42
[166] الكافي ج 1 ص 191, تأويل الآيات ص 347, الوافي ج 3 ص 500, البرهان ج 3 ص 910, بحار الأنوار ج 16 ص 357, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 521, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 147. نحوه: تفسير فرات ص 275, دعائم الإسلام ج 1 ص 22, بشارة المصطفى | ص 194, تفسير الصافي ج 3 ص 391
[167] الكافي ج 1 ص 190, الوافي ج 3 ص 498, بحار الأنوار ج 16 ص 357
[168] تأويل الآيات ص 348, البرهان ج 3 ص 911, اللوامع النورانية ص 416, بحار الأنوار ج 24 ص 362, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 153
[169] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 847, بحار الأنوار ج 33 ص 270
[170] الغيبة للنعماني ص 326, بحار الأنوار ج 48 ص 22, خاتمة المستدرك ج 4 ص 113
[171] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 230, بحار الأنوار ج 39 ص 127
[172] الكافي ج 1 ص 450, بحار الأنوار ج 22 ص 282, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 513, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 520, تفسير فرات ص 112 بأختلاف في بسيط في اللفظ
[173] مدينة المعاجز ج 3 ص 419, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 424, بحار الأنوار ج 25 ص 16 عن رياض الجنان, تأويل الآيات ص 143, إرشاد القلوب ج 2 ص403 باختلاف
[174] دلائل الإمامة ص 235, نوادر المعجزات ص 130, الأمان من أخطار الأسفار ص 67, مدينة المعاجز ج 5 ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 307, الدر النظيم ص 605
[175] تفسير فرات ص 155
[176] تفسير العياشي ج 2 ص 70, البرهان ج 2 ص 721, بحار الأنوار ج 41 ص 172, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 173, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 381
[177] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 168, البرهان ج 2 ص 722, بحار الأنوار ج 38 ص 317
[178] شرح النهج ج 15 ص 182, ينابيع المودة ج 3 ص 447
[179] نهج الإيمان ص 378
[180] بصائر الدرجات ص 91, تفسير الصافي ج 4 ص 360, البرهان ج 4 ص 787, مدينة المعاجز ج 3 ص 126, اللوامع النورانية ص 590, بحار الأنوار ج 26 ص 352, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 545, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 447
[181] بصائر الدرجات ص 91, كشف الغمة ج 2 ص 187, بحار الأنوار ج 26 ص 353
[182] بصائر الدرجات ص 93, بحار الأنوار ج 26 ص 356
[183] بصائر الدرجات ص 94, بحار الأنوار ج 26 ص 357
[184] عيون المعجزات ص 91
[185] الخرائج ج 2 ص 850, بحار الأنوار ج 56 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 547, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 448, تفسير الصافي ج 4 ص 360 بإختصار
[186] بصائر الدرجات ص 94, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 26 ص 357
[187] بصائر الدرجات ص 524, مختصر البصائر ص 274, اللوامع النورانية ص 591, بحار الأنوار ج 2 ص 202, البرهان ج 4 ص 788
[188] الكافي ج 1 ص 214، الوافي ج 3 ص 535, تفسير الصافي ج 4 ص 238, البرهان ج 4 ص 546, غاية المرام ج 4 ص 36, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 361, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 564
[189] تأويل الآيات ص 471, البرهان ج 4 ص 550, بحار الأنوار ج 23 ص 219, البرهان ج 4 ص 550, غاية المرام ج 4 ص 40, بحار الأنوار ج 23 ص 219, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 571
[190] معاني الأخبار ص 105, البرهان ج 4 ص 548, غاية المرام ج 4 ص 38, بحار الأنوار ج 23 ص 214, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 363, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 567
[191] تأويل الآيات ص 471, البرهان ج 4 ص 550, غاية المرام ج 4 ص 40, اللوامع النورانية ص 539, بحار الأنوار ج 23 ص 220, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 571
[192] الإحتجاج ج 2 ص 375, البرهان ج 4 ص 551, غاية المرام ج 4 ص 41, بحار الأنوار ج 23 ص 215, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 364, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 568, تفسير الصافي ج 4 ص 238 بإختصار
[193] الثاقب في المناقب ص 566, الخرائج ج 2 ص 687, كشف الغمة ج 2 ص 418, الدر النظيم ص 745, البرهان ج 4 ص 551, غاية المرام ج 4 ص 41, مدينة المعاجز ج 7 ص 634, بحار الأنوار ج 23 ص 217
[194] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 168, البرهان ج 2 ص 722, بحار الأنوار ج 38 ص 317
[195] الفصول المهمة ج 1 ص 515
[196] عيون أخبار الرضا × ص 522, الأمالي للصدوق ص 522, تحف العقول ص 425, بشارة المصطفى | 228, المحتضر ص 167, وسائل الشيعة ج 27 ص 72, البرهان ج 4 ص 548, غاية المرام ج 4 ص 39, بحار الأنوار ج 49 ص 173, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 365, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 570
[197] تفسير العياشي ج 2 ص 263, تفسير الصافي ج 3 ص 144, البرهان ج 3 ص 435, اللوامع النورانية ص 341, بحار الأنوار ج 24 ص 112, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 233
[198] تأويل الآيات ص 470, البرهان ج 4 ص 550, غاية المرام ج 4 ص 40, اللوامع النورانية ص 538, بحار الأنوار ج 23 ص 218, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 362, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 570. نحوه: سعد السعود ص 107, تفسير فرات ص 348
[199] شرح الأخبار ج 3 ص 472
[200] الكافي ج 1 ص 226, بصائر الدرجات ص 47, تأويل الآيات ص 480, الوافي ج 3 ص 555, البرهان ج 3 ص 261, غاية المرام ج 4 ص 37, بحار الأنوار ج 14 ص 112, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 506, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 454
[201] تفسير فرات ص 145, بحار الأنوار ج 26 ص 64
[202] المسترشد ص 599
[203] تفسير فرات ص 443, بحار الأنوار ج 43 ص 224
[204] تأويل الآيات ج 2 ص 472، البرهان ج 4 ص 552, بحار الأنوار ج 27 ص 139، تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 576
[205] شواهد التنزيل ج 2 ص 155
[206] تفسير القمي ج 2 ص 347. نحوه: الأمالي للصدوق ص 630, غرر الأخبار ص 65, البرهان ج 5 ص 114, بحار الأنوار ج 16 ص 315
[207] الأمالي للطوسي ص 608, إثبات الهداة ج 2 ص 128, غاية المرام ج 2 ص 233, بحار الأنوار ج 22 ص 502
[208] تفسير فرات ص 448, بحار الأنوار ج 22 ص 497
[209] دعائم الإسلام ج 1 ص 37
[210] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 643, كمال الدين ج 1 ص 276, الإحتجاج ج 1 ص 147, التحصين ص 632, غاية المرام ج 3 ص 106, بحار الأنوار ج 31 ص 410
[211] الأمالي للطوسي ص 549, إرشاد القلوب ج 2 ص 260, حلية الأبرار ج 2 ص 328, بحار الأنوار ج 31 ص 377, المسترشد ص 352 نحوه
[212] المعجم الكبير ج 3 ص 56, أخبار الحسن بن علي × للطبراني ص 91, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 305, تفسير الثعلبي ج 8 ص 40, دلائل النبوة للبيهقي ص 172, شواهد التنزيل ج 2 ص 48, الشفا بتعريف حقوق المصطفى | ج 1 ص 173, كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب × ص 377, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 212, البداية والنهاية ج 2 ص 316, مجمع الزوائد ج 8 ص 214, إمتاع الأسماع ج 3 ص 208, الدر المنثور ج 5 ص 199, كنز العمال ج 2 ص 44, السيرة الحلبية ج 1 ص 43, فتح القدير ج 4 ص 280, تفسير الآلوسي ج 22 ص 12, ينابيع المودة ج 1 ص 58
[213] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 133
[214] فرائد السمطين ج 1 ص 314, ينابيع المودة ج 1 ص 346
[215] بصائر الدرجات ص 280, بحار الأنوار ج 29 ص 30
[216] الكافي ج 1 ص 533, المحتضر ص 18, مدينة المعاجز ج 3 ص 32, بحار الأنوار ج 25 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 408, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 280
[217] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 205, بحار الأنوار ج 39 ص 347
[218] دلائل الإمامة ص 188, نوادر المعجزات ص 246, مدينة المعاجز ج 3 ص 462
[219] تفسير فرات ص 129, بحار الأنوار ج 35 ص 198
[220] تفسير فرات ص 304, بحار الأنوار ج 22 ص 127
[221] الإحتجاج ج 1 ص 248, البرهان ج 5 ص 831, بحار الأنوار ج 24 ص 213, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 648
[222] تفسير العياشي ج 1 ص 329, البرهان ج 2 ص 327, بحار الأنوار ج 37 ص 138
[223] الكافي ج 8 ص 10, الوافي ج 26 ص 105, تأويل الآيات ج 1 ص 146, بحار الأنوار ج 75 ص 219, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 526,
[224] الإحتجاج ج 1 ص 62, روضة الواعظين ج 1 ص 96, تفسير الصافي ج 2 ص 63, البرهان ج 2 ص 235, بحار الأنوار ج 37 ص 212, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 181
[225] الأمالي للصدوق ص 332, بشارة المصطفى | ص 55, بحار الأنوار ج 39 ص 93
[226] التوحيد ص 166, تفسير الصافي ج 2 ص 47, بحار الأنوار ج 4 ص 25, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 648
[227] مشارق أنوار اليقين ص 70, بحار الأنوار ج 65 ص 41 عن رياض الجنان
[228] إلى هنا في الإختصاص
[229] الكافي ج 1 ص 218, بصائر الدرجات ص 355, تفسير العياشي ج 2 ص 247, الوافي ج 3 ص 540, تفسير العياشي ج 3 ص 118, وسائل الشيعة ج 12 ص 38, البرهان ج 3 ص 378, اللوامع النورانية ص 327, بحار الأنوار ج 64 ص 74, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 23, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 148, مستدرك الوسائل ج 8 ص 340, الإختصاص ص 306
[230] بصائر الدرجات ص 354, الإختصاص ص 302, البرهان ج 3 ص 379, بحار الأنوار ج 24 ص 130
[231] بصائر الدرجات ص 354, الإختصاص ص 302, البرهان ج 3 ص 381, مدينة المعاجز ج 2 ص 205, بحار الأنوار ج 24 ص 126. نحوه: تفسير فرات ص 229, تفسير العياشي ج 2 ص 248, الخرائج ج 2 ص 747, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 152
[232] من هنا في مناقب آل أبي طالب
[233] بصائر الدرجات ص 378, ينابيع المعاجز ص 88, البرهان ج 3 ص 379, بحار الأنوار ج 24 ص 123, الإختصاص ص 303 نحوه, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 215 بإختصار
[234] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 200, المحتضر ص 166, إثبات الهداة ج 5 ص 345, البرهان ج 3 ص 380, حلية الأبرار ج 4 ص 345, مدينة المعاجز ج 7 ص 150, اللوامع النورانية ص 331, ينابيع المعاجز ص 175, بحار الأنوار ج 24 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 150
[235] معاني الأخبار ص 350, علل الشرائع ج 1 ص 173, الأربعون حديثا للشهيد الأول ص 69, تأويل الآيات ص 280, إثبات الهداة ج 4 ص 151, البرهان ج 3 ص 380, مدينة المعاجز ج 6 ص 155, ينابيع المعاجز ص 98, اللوامع النورانية ص 332, غاية المرام ج 1 ص 34, بحار الأنوار ج 38 ص 79, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 151
[236] مئة منقبة ص 24, الإستنصار ص 22, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 292, الدر النظيم ص 795, العدد القوية ص 88, الصراط المستقيم ج 2 ص 150, إثبات الهداة ج 2 ص 284, بحار الأنوار ج 27 ص 312 نحوه
[237] شواهد التنزيل ج 1 ص 419
[238] شواهد التنزيل ج 1 ص 421
[239] شواهد التنزيل ج 1 ص 419
[240] شواهد التنزيل ج 1 ص 420
[241] شواهد التنزيل ج 1 ص 422
[242] بصائر الدرجات ص 424, وسائل الشيعة ج 16 ص 112, البرهان ج 2 ص 840, بحار الأنوار ج 23 ص 343
[243] بصائر الدرجات ص 425, تفسير العياشي ج 2 ص 109, البرهان ج 2 ص 844, مستدرك الوسائل ج 12 ص 162
[244] أي أبي عبد الله ×
[245] بصائر الدرجات ص 425, تفسير العياشي ج 2 ص 109, البرهان ج 2 ص 844, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 534, مستدرك الوسائل ج 12 ص 162
[246] الى هنا في بصائر الدرجات
[247] معاني الأخبار ص 392, وسائل الشيعة ج 16 ص 109, البرهان ج 2 ص 842, بحار الأنوار ج 23 ص 340, بصائر الدرجات ص 424. نحوه بأختلاف: تفسير العياشي ج 2 ص 109, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 534, مستدرك الوسائل ج 12 ص 162
[248] الكافي ج 1 ص 219, الوافي ج 3 ص 544, تفسير الصافي ج 2 ص 373, وسائل الشيعة ج 16 ص 107, الفصول المهمة ج 1 ص 390, البرهان ج 2 ص 838, بحار الأنوار ج 17 ص 131, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 263, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 535, ينابيع المعاجز ص 100. نحوه: بصائر الدرجات ص 428, الفقيه ج 1 ص 191, هداية الأمة ج 5 ص 567
[249] بصائر الدرجات ص 428, تفسير العياشي ج 2 ص 109, وسائل الشيعة ج 16 ص 113, البرهان ج 2 ص 841, مدينة المعاجز ج 3 ص 88, بحار الأنوار ج 6 ص 183, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 534
[250] الإمام الباقر أو الإمام الصادق ‘
[251] بصائر الدرجات ص 425, الأصول الستة عشر ص 156, تفسير العياشي ج 2 ص 108, البرهان ج 2 ص 842, بحار الأنوار ج 23 ص 344, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 262, مستدرك الوسائل ج 12 ص 161
[252] بصائر الدرجات ص 427, بحار الأنوار ج 23 ص 345
[253] الكافي ج 1 ص 220, تأويل الآيات ص 213, الوافي ج 3 ص 546, تفسير الصافي ج 2 ص 373, وسائل الشيعة ج 16 ص 108, البرهان ج 2 ص 839, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 264, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 536
[254] الى هنا في بصائر الدرجات وبحار الأنوار
[255] الكافي ج 1 ص 219, تأويل الآيات ص 213, الوافي ج 3 ص 545, تفسير الصافي ج 2 ص 373, وسائل الشيعة ج 16 ص 108, البرهان ج 2 ص 839, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 264, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 536, ينابيع المعاجز ص 101, بصائر الدرجات ص 429, بحار الأنوار ج 23 ص 347
[256] تفسير القمي ج 1 ص 304, البرهان ج 2 ص 842, بحار الأنوار ج 23 ص 339, بصائر الدرجات ص 427 نحوه
[257] الأمالي للطوسي ص 409, بصائر الدرجات ص 427, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 400, وسائل الشيعة ج 16 ص 113, البرهان ج 2 ص 841, بحار الأنوار ج 23 ص 339, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 263, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 535. نحوه: بشارة المصطفى | ص 194, دعائم الإسلام ج 1 ص 21
[258] الكافي ج 1 ص 219, بصائر الدرجات ص 427, تأويل الآيات ص 213, الوافي ج 3 ص 544, وسائل الشيعة ج 16 ص 113, الفصول المهمة ج 1 ص 391, هداية الأمة ج 5 ص 567, البرهان ج 2 ص 839, بحار الأنوار ج 23 ص 345, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 263, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 535, تفسير العياشي ج 2 ص 109 بإختصار
[259] بصائر الدرجات ص 427, بحار الأنوار ج 23 ص 345
[260] بصائر الدرجات ص 427, بحار الأنوار ج 23 ص 346
[261] بصائر الدرجات ص 429, وسائل الشيعة ج 16 ص 114, البرهان ج 2 ص 842, بحار الأنوار ج 23 ص 346, ينابيع المعاجز ص 104
[262] من هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[263] تفسير العياشي ج 2 ص 108, البرهان ج 2 ص 844, بحار الأنوار ج 7 ص 330, ينابيع المعاجز ص 107. نحوه: تفسير نور الثقلين ج 2 ص 263, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 534
[264] سعد السعود ص 98, , بحار الأنوار ج 17 ص 144, مستدرك الوسائل ج 12 ص 163
[265] الإحتجاج ج 2 ص 327, البرهان ج 4 ص 516, حلية الأبرار ج 3 ص 390, اللوامع النورانية ص 532, بحار الأنوار ج 24 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 330, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 490
[266] الكافي ج 8 ص 311, تأويل الآيات ص 251, الوافي ج 26 ص 442, تفسير الصافي ج 1 ص 21, البرهان ج 4 ص 513, حلية الأبرار ج 3 ص 388, اللوامع النورانية ص 528, بحار الأنوار ج 24 ص 237, رياض الأبرار ج 2 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 331, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 492
[267] الإحتجاج ج 2 ص 313, اللوامع النورانية ص 532, بحار الأنوار ج 10 ص 145, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 329, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 489, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 129 نحوه
[268] تأويل الآيات ص 462, البرهان ج 4 ص 515, حلية الأبرار ج 3 ص 389, اللوامع النورانية ص 530, بحار الأنوار ج 24 ص 235, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 488, مستدرك الوسائل ج 17 ص 316
[269] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, بحار الأنوار ج 37 ص 169
[270] الإمامة والتبصرة ص 140, كمال الدين ج 2 ص 483, الغيبة للطوسي ص 345, إعلام الورى ص 453, منتخب الأنوار المضيئة ص 137, وسائل الشيعة ج 27 ص 151, البرهان ج 4 ص 514, اللوامع النورانية ص 529, بحار الأنوار ج 51 ص 343, رياض الأبرار ج 3 ص81, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 332, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 493, خاتمة المستدرك ج 4 ص 139, تفسير الصافي ج 4 ص 217 نحوه
[271] تأويل الآيات ص 461, البرهان ج 4 ص 514, اللوامع النورانية ص 531, بحار الأنوار ج 24 ص 234, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 488
[272] كتاب سليم بن قيس ص 722, الكافي ج 8 ص 63, التهذيب ج 4 ص 126الإحتجاج ج 1 ص 264, الوافي ج 10 ص 325, البرهان ج 2 ص 698, بحار الأنوار ج 34 ص 168, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 155, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 343, مستدرك الوسائل ج 7 ص 289
[273] كتاب سليم بن قيس ص 679, إرشاد القلوب ج 2 ص 398, بحار الأنوار ج 30 ص 307
[274] الكافي ج 1 ص 294, الوافي ج 2 ص 316, إثبات الهداة ج 2 ص 14, البرهان ج 2 ص 301, غاية المرام ج 2 ص 335
[275] الكافي ج 1 ص 544, الوافي ج 10 ص 323, التهذيب ج 4 ص 126, وسائل الشيعة ج 9 ص 512, البرهان ج 2 ص 690, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 155, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 344, تفسير الصافي ج 2 ص 304
[276] الكافي ج 8 ص 285, تأويل الآيات ص 199, الوافي ج 10 ص 331, وسائل الشيعة ج 9 ص 552, البرهان ج 2 ص 697, بحار الأنوار ج 24 ص 311, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 345
[277] الخصال ج 1 ص 324, الفقيه ج 2 ص 42, التهذيب ج 4 ص 125, تفسير العياشي ج 2 ص 63, الوافي ج 10 ص 324, وسائل الشيعة ج 9 ص 509, البرهان ج 2 ص 695, بحار الأنوار ج 93 ص 200, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 157, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 345, مستدرك الوسائل ج 7 ص 288, المقنع ص 271, تفسير الصافي ج 2 ص 304
[278] التهذيب ج 4 ص 126, وسائل الشيعة ج 9 ص 510, تفسير الصافي ج 2 ص 304, هداية الأمة ج 4 ص 152, البرهان ج 2 ص 696, تفسير نور الثقلين ج 2 ص157, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 346
[279] تفسير العياشي ج 2 ص 61, وسال الشيعة ج 9 ص 534, البرهان ج 2 ص 699, بحار الأنوار ج 93 ص 200, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 159, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 348
[280] تفسير العياشي ج 2 ص 62, وسائل الشيعة ج 9 ص 518, البرهان ج 2 ص 699, بحار الأنوار ج 93 ص 201, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 160, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 349
[281] تفسير العياشي ج 2 ص 62, البرهان ج 2 ص 699, بحار الأنوار ج 93 ص 188
[282] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 237, الأمالي للصدوق ص 633, تحف العقول ص 433, بشارة المصطفى | ص 233, وسائل الشيعة ج 9 ص 515, بحار الأنوار ج 25 ص 229, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 158, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 347, غاية المارم ج 2 ص 331
[283] فقه القرآن ج 1 ص 262, من غير ذكر الآية: الفقيه ج 2 ص 41, الخصال ج 1 ص 291, الوافي ج 10 ص 281, وسائل الشيعة ج 9 ص 483, هداية الأمة ج 4 ص 141, بحار الأنوار ج 93 ص 199, نفسير مجمع البيان ج 4 ص 470
[284] بحار الأنوار ج 26 ص 195, مستدرك الوسائل ج 7 ص 290
[285] السقيفة وفدك ص 114
[286] الإحتجاج ج 2 ص 307. نحوه: تفسير فرات ص 153, تفسير كنز الدقائق ح 15 ص 289. نحوه بإختلاف: تسلية المجالس ج 2 ص 382, بحار الأنوار ج 45 ص 129
[287] الغارات ج 1 ص 123, بحار الأنوار ج 33 ص 140
[288] تفسير القرطبي ج 8 ص 10, جامع البيان ج 10 ص 11, تفسير الثعلبي ج 4 ص 361, تفسير ابن كثير ج 2 ص 324, تفسير البحر المحيط ج 4 ص 493 بإختصار.عن الإمام علي × بإختصار: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ج 2 شرح ص 159, شرح نهج البلاغة ج 12 ص 219
[289] جامع البيان ج 10 ص 8, الدر المنثور ج 6 ص 7, تفسير الآلوسي ج 25 ص 31
[290] شواهد التنزيل ج 1 ص 285
[291] مسند أحمد ج 1 ص 84, شواهد التنزيل ج 2 ص 287, مجمع الزوائد ج 9 ص 14, مسند أبي يعلي ج 1 ص 299, كنز العمال ج 4 ص 517, السنن الكبرى ج 6 ص 342, تاريخ المدينة ج 2 ص 645
[292] شواهد التنزيل ج 1 ص 286
[293] علل الشرائع ج 2 ص 324, الفقيه ج 1 ص 454, التهذيب ج 2 ص 113, الوافي ج 7 ص 192, وسائل الشيعة ج 4 ص 88, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 388, بحار الأنوار ج 37 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 543, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 601
[294] تفسير العياشي ج 1 ص 241, البرهان ج 2 ص 77, بحار الأنوار ج 36 ص 8, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 479, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 401, تفسير الصافي ج 1 ص 449 بإختصار
[295] تفسير العياشي ج 1 ص 241, بحار الأنوار ج 36 ص 8, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 479, تفسير الصافي ج 1 ص 449 بإختصار
[296] تفسير فرات ص 104, بحار الأنوار ج 36 ص 12
[297] تفسير فرات ص 104, بحار الأنوار ج 23 ص 269
[298] تفسير فرات ص 104, بحار الأنوار ج 36 ص 13
[299] الكافي ج 1 ص 248, تفسير القمي ج 2 ص 148, الوافي ج 3 ص 909, البرهان ج 4 ص 370, غاية المرام ج 5 ص 300, اللوامع النورانية ص 501, بحار الأنوار ج 23 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 202, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 251
[300] تأويل الآيات ص 429, البرهان ج 4 ص 371, اللوامع النورانية ص 502, بحار الأنوار ج 71 ص 33, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 250
[301] التهذيب ج 4 ص 149, تفسير فرات ص 102, الوافي ج 2 ص 240, البرهان ج 2 ص 67, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 390
[302] عيون المعجزات ص 136, مدينة المعاجز ج 7 ص 599
[303] الكافي ج 8 ص 35, تفسير فرات ص 226, فضائل الشيعة ص 24, الإختصاص ص 106, تأويل الآيات ص 252, الوافي ج 5 ص 798, البرهان ج 3 ص 368, بحار الأنوار ج 65 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 132, تفسير الصافي ج 3 ص 113 بعضه, أعلام الدين ص 453 نحوه
[304] تفسير العياشي ج 2 ص 243, البرهان ج 3 ص 368, بحار الأنوار ج 65 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 132
[305] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 318, بحار الأنوار ج 46 ص 261, مدينة المعاجز ج 5 ص 51
[306] تفسير فرات ص 228, بحار الأنوار ج 42 ص 44
[307] المجازات النبوية ص 392
[308] الأمالي للصدوق ص 218, روضة الواعظين ج 2 ص 272, جامع الأخبار ص 8, الإحتجاج ج 1 ص 47, تأويل الآيات ص 53, البرهان ج 1 ص 197, غاية المرام ج 4 ص 179, بحار الأنوار ج 16 ص 366, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 165, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 379
[309] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 273, البرهان ج 3 ص 75
[310] كمال الدين ج 2 ص 367, بحار الأنوار ج 48 ص 201, علل الشرائع ج 1 ص 204 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية