علم الأئمة عليهم السلام

* علم الأئمة عليهم السلام

* علمهم عليهم السلام بالكتاب

من كتاب أمير المؤمنين × الى مالك الأشتر حين ولاه مصر: وقال: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} فالرد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه, والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المتفرقة, ونحن أهل رسول الله الذين نستنبط المحكم من كتابه ونميز المتشابه منه, ونعرف الناسخ مما نسخ الله ووضع إصره. [1]

 

عن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق × ذات يوم فقال لي: يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل تعلم أنهم في طرف‏ عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة, فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى, قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي, قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وأنهم كلمة التقوى وخزناء السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار, وعرفوا كم في السماء نجم وملك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها, {وما تسقط من ورقة} إلا علموها {ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}‏ وهو في علمهم, وقد علموا ذلك, فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت, قال: نعم يا مفضل, نعم يا مكرم, نعم يا محبور, نعم يا طيب طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها. [2]

 

عن أبي عبد الله × ان مما استحقت به الإمامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار ثم العلم المنور بجميع ما يحتاج إليه الأمة من حلالها وحرامها، والعلم بكتابها خاصة وعامة، والمحكم والمتشابه، ودقايق علمه وغرايب تأويله وناسخه ومنسوخه، قلت: وما الحجة بان الامام لا يكون الا عالما بهذه الأشياء الذي ذكرت؟ قال: قول الله فيمن اذن الله لهم في الحكومة وجعلهم أهلها {انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار} فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يربون الناس بعلمهم، واما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثم اخبر فقال {بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} ولم يقل بما حملوا منه. [3]

 

عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر × فرأيت ابنا لعبد الله بن سلام جالسا في ناحية, فقلت لأبي جعفر ×: زعموا أن أبا هذا الذي عنده علم الكتاب, قال: لا ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ×, قال: أوحى إلى رسول الله | قل للناس: من كنت مولاه فعلي مولاه, فما بلغ بذلك وخاف الناس, فأوحى إليه‏ {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}‏ فأخذ بيد علي بن أبي طالب‏ × يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [4]

 

عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر × {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم‏ ومن عنده علم الكتاب}‏ قال: إيانا عنى, وعلي × أولنا, وأفضلنا وخيرنا بعد النبي |. [5]

 

عن يحيى الحلبي, عن بعض أصحابنا قال: كنت مع أبي جعفر × في المسجد أحدثه إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام, وقلت: جعلت فداك, هذا ابن الذي يقول الناس {عنده علم الكتاب}, قال: لا, إنما ذلك علي ×, نزلت فيه خمس آيات, أحدها {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}. [6]

 

عن أبي مريم قال: قلت لأبي جعفر ×: هذا ابن عبد الله بن سلام, يزعم أن أباه الذي يقول الله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: كذب, ذاك علي بن أبي طالب ×. [7]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قلت: هو علي بن أبي طالب ×. قال ×: فمن عسى أن يكون غيره؟ [8]

 

عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×, إنه عالم هذه الأمة بعد النبي |. [9]

 

عن سلمان الفارسي, عن أمير المؤمنين × في قول الله تبارك وتعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} فقال: أنا هو الذي عنده علم الكتاب, وقد صدقه الله وأعطاه | الوسيلة في الوصية, ولا تخلى أمته‏ من وسيلته إليه وإلى الله, قال: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة}. [10]

 

عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله ×: ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين × وعيسى وموسى ‘ أنهم أعلم؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولي العزم أحدا, قال: أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم, قال: قلت: وأين هذا في كتاب الله؟ قال: إن الله قال في موسى ×: {وكتبنا له في الألواح من كل شي‏ء موعظة} ولم يقل: كل شي‏ء, وقال في عيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} ولم يقل: كل شي‏ء, وقال في صاحبكم: {كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}.[11]

 

عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر ×: يا عبد الله, ما تقول في علي وموسى وعيسى صلوات الله عليهم؟ قلت: وما عسى أن أقول فيهم؟ قال ×: والله علي × أعلم منهما! ثم قال: ألستم تقولون: إن لعلي × ما لرسول الله | من العلم؟ قلنا: نعم، والناس ينكرون، قال: فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى × {وكتبنا له في الألواح من كل شي‏ء} فأعلمنا أنه لم يكتب له الشي‏ء كله، وقال لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} فأعلمنا أنه لم يبين الأمر كله، وقال لمحمد | {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء} قال: فسئل عن قوله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: والله إيانا عنى، وعلي × أولنا، وأفضلنا، وأخيرنا بعد رسول الله |. وقال: إن العلم الذي نزل مع آدم × على حاله عندنا، وليس يمضي منا عالم إلا خلف من يعلم علمه، والعلم نتوارث به. [12]

 

عن عمر بن حنظلة, عن أبي عبد الله × في قول الله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} فلما رآني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال: حسبك, كل شي‏ء في الكتاب [13] من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الأئمة عني به. [14]

 

عن عبد الله بن بكير, عن أبي عبد الله ×, قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك, فقال × لي: وما أعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم, وصاحبكم الذي قال الله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب‏} وكان والله عند علي × علم الكتاب, فقلت: صدقت والله جعلت فداك. [15]

 

عن جابر قال: قال أبو جعفر × في هذه الآية {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب‏} قال: هو علي بن أبي طالب ×. [16]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب‏} قال: علي × عنده علم الكتاب. [17]

 

عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: صاحب علم الكتاب علي ×. [18]

 

عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله | عن قول الله جل شأنه {قال الذي عنده علم من الكتاب} قال: ذاك وصي أخي سليمان بن داود, فقلت له: يا رسول الله, فقول الله عز وجل {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب ×. [19]

 

عن الباقر ×. وعلي بن فضال, والفضيل بن يسار, وأبو بصير, عن الصادق ×. وأحمد بن محمد الحلبي, ومحمد بن الفضيل, عن الرضا ×. وقد روي عن موسى بن جعفر ×. وعن زيد بن علي, وعن محمد ابن الحنفية رضي الله عنه, وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه. وعن أبي سعيد الخدري, وعن إسماعيل السدي, أنهم قالوا في قوله تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} هو علي بن أبي طالب ×. [20]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}  قال: هو علي بن أبي طالب ×، وما كان علم الكتاب إلا عنده. [21]

 

عن إبراهيم, عن أبيه, عن أبي الحسن الأول ×, قال: قلت له: جعلت فداك, أخبرني عن النبي |, ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم, قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلا ومحمد | أعلم منه, قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله, قال: صدقت, وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير, وكان رسول الله | يقدر على هذه المنازل, قال: فقال ×: إن سليمان بن داود × قال للهدهد حين فقده وشك في أمره: {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين‏} حين فقده فغضب عليه, فقال‏ {لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه‏ أو ليأتيني بسلطان مبين}‏ وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء, فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان, وقد كانت الريح والنمل والإنس والجن والشياطين والمردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه, وإن الله يقول في كتابه {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم‏ به الموتى}‏ وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال, وتقطع به البلدان, وتحيا به الموتى, ونحن نعرف الماء تحت الهواء, وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون, جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول: {وما من غائبة في السماء والأرض‏ إلا في كتاب مبين}, ثم قال‏: {ثم أورثنا الكتاب‏ الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء. [22]

 

عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله × إذ خرج إلينا وهو مغضب, فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب, ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل, لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني, فما علمت في أي بيوت الدار هي, قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر, وقلنا له: جعلنا فداك, سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك, ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب, قال: فقال ×: يا سدير, ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى, قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} قال: قلت: جعلت فداك, قد قرأته, قال: فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرني به, قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب, قال: قلت: جعلت فداك, ما أقل هذا, فقال: يا سدير, ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به. يا سدير, فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: قلت: قد قرأته جعلت فداك, قال: أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟ قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله, قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا, علم الكتاب والله كله عندنا. [23]

 

عن أبي عبد الله × قال: الذي {عنده علم الكتاب} هو أمير المؤمنين ×. وسئل عن {الذي عنده علم من الكتاب} أعلم أم الذي {عنده علم الكتاب}؟ فقال: ما كان علم {الذي عنده علم من الكتاب} عند الذي {عنده علم الكتاب} إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر، فقال أمير المؤمنين ×: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين |. [24]

قال: سألته[25] × عن قول الله عز وجل {ومن عنده علم الكتاب} قال: نزلت في علي × بعد رسول الله | وفي الأئمة بعده. [26]

 

عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر × في مسجد الرسول | وابن‏ عبد الله بن سلام جالس في صحن المسجد, قال: فقلت‏: جعلت فداك, هذا ابن‏ الذي {عنده علم الكتاب}؟ قال: لا, ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب ×, نزل فيه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية, ونزل فيه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, فأخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم‏ وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [27]

 

 

عن حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله ×: نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض, وما في الجنة وما في النار, وما بين ذلك, قال: فبهت‏ أنظر إليه, قال: فقال: يا حماد, إن ذلك من كتاب الله, إن ذلك في كتاب الله, إن ذلك في كتاب الله, ثم تلا هذه الآية {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‏} إنه من كتاب الله, فيه تبيان كل شي‏ء, فيه تبيان كل شي‏ء. [28]

 

عن بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله × على ذراع نفسه وقال: يا بكير, هذا والله جلد رسول الله |, وهذه والله عروق رسول الله |, وهذا والله لحمه, وهذا عظمه, وإني لأعلم ما في السماوات وأعلم ما في الأرض, وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما في الآخرة, فرأى تغير جماعة, فقال: يا بكير, إني لأعلم ذلك من كتاب الله تعالى إذ يقول {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء}. [29]

 

عن عمارة بن زيد الواقدي قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر ‘، فقال جعفر × في بعض كلامه: ...فقال له هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي ×: إن الله جل ذكره أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}, وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}, وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء}, وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين}, وأوحى الله تعالى إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. [30]

 

عن أبي جعفر, عن أبيه‏ ‘ قال: ما بعث الله نبيا إلا أعطاه من العلم بعضه, ما خلا النبي |, فإنه أعطاه من العلم كله, فقال {تبيانا لكل شي‏ء}. [31]

 

عن مروان, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قال: نحن والله أولو النهى, فقلت: جعلت فداك, وما معنى أولي النهى؟ قال: ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث من بعدهما وبني أمية, فأخبر رسول الله | وكان ذلك كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله | عليا ×, وكما انتهى إلينا من علي × فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم, فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب: {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} الذي انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله, فنحن قوام الله على خلقه, وخزانه على دينه, نخزنه ونسره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله |, حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين, فنحن على منهاج رسول الله | حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله | بدءا. [32]

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ في قول الله عز وجل: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم} قال ×: العهد ما أخذ النبي | على الناس من مودتنا وطاعة أمير المؤمنين ×, أن لا يخالفوه ولا يتقدموه ولا يقطعوا رحمه, وأعلمهم أنهم مسئولون عنه وعن كتاب الله جل وعز, وأما القسطاس فهو الإمام, وهو العدل من الخلق أجمعين, وهو حكم الأئمة, قال الله عز وجل: {ذلك خير وأحسن تأويلا} قال ×: هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي. [33]

 

روى أن أمير المؤمنين × قال لما تعجب الناس: ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه, فإن آصف بن برخيا كان وصيا، وكان عنده علم من الكتاب على ما قصه الله تعالى في كتابه, فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه, وأنا أكبر قدرة منه‏, فإن عندي علم الكتاب كله، قال الله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} ما عنى به إلا عليا × وصي رسول الله |, والله لو كسرت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل‏ بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. [34]

 

عن أبي جعفر الباقر × {ومن عنده علم الكتاب‏} قال: علي بن أبي طالب × عنده علم الكتاب الأول والآخر. [35]

 

عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر × في هذه الآية: {بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم} ثم قال: أما والله يا أبا محمد ما قال: بين دفتي المصحف, قلت: من هم, جعلت فداك؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا. [36]

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر × قال: الرجس هو الشك, ولا نشك في ديننا أبدا, ثم قال {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قلت: أنتم هم؟ قال ×: من عسى أن يكون. [37]

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} فقلت له: أنتم هم؟ فقال أبو جعفر ×: من عسى أن يكونوا ونحن الراسخون في العلم. [38]

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر ×, قال: تلا هذه الآية {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قال: أنتم هم؟ قال أبو جعفر ×: من عسى أن يكونوا؟ [39]

 

عن حمران قال: سألت أبا عبد الله × يقول عن قول الله تبارك وتعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قلت: أنتم هم؟ قال ×: من عسى أن يكون؟ [40]

 

عن أبي عبد الله × قال: {قال الذي عنده علم من الكتاب‏ أنا آتيك‏ به قبل أن يرتد إليك طرفك‏} قال: ففرج أبو عبد الله × بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله. [41]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء, وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم, وعلم رسول الله | ما لا يعلمون, وعلمنا علم رسول الله |, فروينا لشيعتنا, فمن قبله منهم فهو أفضلهم, أينما نكون فشيعتنا معنا, وقال ×: تمصون الرواضع وتدعون النهر العظيم, فقيل: ما تعني بذلك؟[42] قال: إن الله أوحى إلى رسول الله | علم النبيين بأسره, وأسره إلى أمير المؤمنين ×, فقيل: علي × أعلم أو بعض الأنبياء؟ فقال ×: إن الله يفتح مسامع من يشاء, أقول إن رسول الله | حوى علم جميع النبيين وعلمه الله ما لم يعلمهم, وأنه جعل ذلك كله عند علي ×, فتقول: علي × أعلم أو بعض الأنبياء؟ وتلا × {قال الذي عنده علم من الكتاب} ثم فرق بين أصابعه فوضعها على صدره وقال: عندنا والله علم الكتاب كله.[43]

 

عن أبي عبد الله × قال: الذي {عنده علم الكتاب} هو أمير المؤمنين ×. وسئل عن {الذي عنده علم من الكتاب} أعلم أم الذي {عنده علم الكتاب}؟ فقال: ما كان علم {الذي عنده علم من الكتاب} عند الذي {عنده علم الكتاب} إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر، فقال أمير المؤمنين ×: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين |. [44]

 

[45]

 

روى أن أمير المؤمنين × قال لما تعجب الناس: ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه, فإن آصف بن برخيا كان وصيا، وكان عنده علم من الكتاب على ما قصه الله تعالى في كتابه, فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه, وأنا أكبر قدرة منه‏, فإن عندي علم الكتاب كله، قال الله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} ما عنى به إلا عليا × وصي رسول الله |, والله لو كسرت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل‏ بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. [46]

 

عن سلمان الفارسي قال: قال لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: الويل كل الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر فضلنا. يا سلمان, أيما أفضل محمد | أو سليمان بن داود ‘؟ قال سلمان: بل محمد أفضل, فقال: يا سلمان, فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس إلى سبإ في طرفة عين, و{عنده علم من الكتاب} ولأفعل أنا أضعاف ذلك, وعندي ألف كتاب, أنزل الله على شيث بن آدم ‘ خمسين صحيفة, وعلى إدريس النبي × ثلاثين صحيفة, وعلى إبراهيم الخليل × عشرين صحيفة والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان, فقلت: صدقت يا سيدي, فقال الإمام ×: اعلم يا سلمان, أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا, وقد فرض الله تبارك وتعالى ولايتنا في كتابه في غير موضع, وبين فيه ما وجب العمل به وهو غير مكشوف. [47]

 

عن أبي الحسن الأول × في حديث طويل: وإن الله يقول في كتابه {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيا به الموتى, ونحن نعرف الماء تحت الهواء, وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون, جعله الله لنا في أم الكتاب, إن الله يقول {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} ثم قال: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شي‏ء.[48]

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قوله تعالى {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} قال: إن الكتاب لا ينطق ولكن محمد وأهل بيته (عليهم السلام) هم الناطقون بالكتاب. [49]

 

 

* بمصادر العامة

عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله | عن قول الله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب ×. [50]

 

عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس في قوله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} قال هو علي بن أبي طالب ×.[51]

 

عن ابن الحنفية {ومن عنده علم الكتاب} قال: هو علي بن أبي طالب ×. [52]

 

عن أبي صالح في قوله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} قال: علي بن أبي طالب × كان عالما بالتفسير والتأويل, والناسخ والمنسوخ, والحلال والحرام. قال أبو صالح: سمعت ابن عباس مرة يقول: هو عبد الله بن سلام, وسمعته في آخر عمره يقول: لا والله, ما هو إلا علي بن أبي طالب ×. [53]

 

عن أبي مريم وحدثني بن عبد الله ابن عطاء قال: كنت جالساً مع أبي جعفر × في المسجد, فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالساً في ناحية, فقلت لأبي جعفر ×: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام. فقال ×: إنما ذلك علي بن أبي طالب ×. [54]

 

عن علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء, قال أبو مريم: حدث علينا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر × قال: كنت عند أبي جعفر × جالسا إذ مر ابن عبد الله بن سلام, قلت: جعلت فداك, هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا, ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب × الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل {ومن عنده علم الكتاب} {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [55]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {ومن عنده علم الكتاب} قال: هو علي بن أبي طالب ×. [56]

 

عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {ومن عنده علم الكتاب} قال: علي بن أبي طالب ×. [57]

 

عن قيس بن سعد بن عبادة قال: {ومن عنده علم الكتاب} علي. قال معاوية بن أبي سفيان: هو عبد الله بن سلام. قال سعد: أنزل الله: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، وأنزل {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}، فالهادي من الآية الأولى، والشاهد من الثانية علي ×، لأنه نصبه | يوم الغدير، وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه, وقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. فسكت معاوية ولم يستطع أن يردها.[58]

 

عن أبي صالح في قوله عز وجل: {ومن عنده علم الكتاب} قال: رجل من قريش: هو علي × ولكنا لا نسميه. [59]

 

عن ابن عباس قال: {من عنده علم الكتاب} إنما هو علي ×، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ. [60]

 

عن علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء, قال أبو مريم: حدث علينا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر ×, قال: كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مر ابن عبد الله بن سلام, قلت: جعلت فداك, هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا, ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب × الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل {ومن عنده علم الكتاب} {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه‏} {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [61]

 

 

* هم الراسخون في العلم، وعلم التأويل فقط عندهم عليهم السلام

عن بريد بن معاوية العجلي, عن أحدهما × في قول الله تعالى: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} فرسول الله | أفضل الراسخين في العلم, قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله,[62] والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه, فأجابهم الله: {يقولون امنا به كل من عند ربنا} والقرآن خاص وعام, ومحكم ومتشابه, وناسخ ومنسوخ, والراسخون في العلم يعلمونه. [63]

 

عن فضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر × عن هذه الرواية: ما من القرآن آية الا ولها ظهر وبطن, فقال: ظهره تنزيله وبطنه تأويله, منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن, يجرى كما يجرى الشمس والقمر, كما جاء تأويل شئ منه يكون على الأموات كما يكون على الاحياء, قال الله: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} نحن نعلمه. [64]

 

عن أبي بصير، عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قال: إيانا عنى, فقلت له: أنتم هم؟ فقال أبو جعفر ×: من عسى أن يكونوا, {ونحن الراسخون في العلم}. [65]

 

عن سليم بن قيس قال: خرج علينا علي بن أبي طالب × ونحن في المسجد فاحتوشنا عليه. فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا، ولا {يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، وليسوا بواحد، ورسول الله | كان واحدا منهم، علمه الله سبحانه إياه، وعلمنيه رسول الله | ثم لا يزال في بقيته إلى يوم القيامة. ثم قرأ {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة} فأنا بقية من رسول الله | بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة. ثم قرأ {وجعلنا كلمة باقية في عقبه}، ثم قال: كان رسول الله | عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم، وعقب محمد|. [66]

 

عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم × يقول: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمد |: أنه قد فنيت أيامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربك، فرفع النبي | يديه إلى السماء باسطا كفيه وهو يقول: عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد، فأوحى الله عز وجل إليه: أن ائت أحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى الله عز وجل إليه: امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا، ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى - وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع - تشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها، فإنه سيجدها مدبوغة. وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض، يبقى المداد ويبقى الجلد، لا تأكله الأرض ولا يبليه التراب، لا يزداد كلما نشر إلا جدة، غير أنه محفوظ مستور، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك، وتمليه على ابن عمك، وليكتب وليستمد من تلك الدواة. فمضى رسول الله | حتى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ علي × في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله، ومن حضر ذلك المجلس بين يديه، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور. ثم نزل الوحي على محمد |، وكتب علي ×، إلا أنه يصف كل زمان وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر له أشياء {لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم}، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه. ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده، فسأله عنها، فقال: الصبر الصبر، وأوصى الينا بالصبر، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده، وعلامات تكون في ملك بني هاشم، فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها، وصار الولي إذا أفضي إليه الأمر تكلم بالعجب. [67]

 

عن أمير المؤمنين × في احتجاجه على بعض الزنادق الى أن قال: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وبقوله: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وبقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وبقوله: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وبقوله: {وأتوا البيوت من أبوابها} والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه عند الأنبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأصفياء وعهودهم وحدودهم وشرائعهم وسننهم مردود غير مقبول وأهله بمحل كفر وإن شملهم صفة الايمان. [68]

 

عن يزيد بن معاوية, عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | أفضل {الراسخين في العلم}, قد علم جميع ما انزل الله عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، قال: قلت: جعلت فداك, ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال: وما كان يقول؟ قلت: إنه يقول انكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن, قال ×: علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار. [69]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ثم بين محل ولاة أمره من أهل العلم بتأويل كتابه فقال عز وجل: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وعجز كل أحد من الناس عن معرفة تأويل كتابه غيرهم، لأنهم هم الراسخون في العلم المأمونون على تأويل التنزيل قال الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} إلى آخر الآية. [70]

 

 

* هم عليهم السلام أهل الذكر

عن زرارة, عن أبي جعفر ×, في قوله: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} من المعنون بذلك؟ فقال: نحن والله، فقلت: فأنتم المسؤولون؟ قال: نعم, قلت: ونحن السائلون؟ قال ×: نعم, قلت: فعلينا أن نسألكم؟ قال: نعم, قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: لا, ذلك إلينا, إن شئنا فعلنا وإن شئنا تركنا, ثم قال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب‏}. [71]

 

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرضا × كتابا فكان في بعض ما كتبت: قال الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وقال الله عز وجل {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب,[72] قال قال الله تبارك وتعالى {فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه}. [73]

 

عن أحمد بن محمد قال: كتب إلي أبو الحسن الرضا ×: عافانا الله وإياك أحسن عافية، إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف وإذا أمنا أمن، قال الله {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم} الآية, فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب،[74] أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا؟ إياكم وذاك فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}. [75]

 

عن الإمام الرضا × قال: قال أبو جعفر ×: إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، ومن إذا خفنا خاف، وإذا أمنا أمن، فأولئك شيعتنا. وقال الله تبارك وتعالى: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وقال الله {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب. [76]

 

عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال رسول الله |: الذكر أنا, والأئمة أهل الذكر,[77] وقوله عز وجل {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} قال أبو جعفر ×: نحن قومه ونحن المسؤولون. [78]

 

عن علي بن حسان, عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله × {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: الذكر محمد | ونحن أهله المسؤولون, [79] قال: قلت: قوله {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} قال: إيانا عنى, ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. [80]

 

عن الوشاء قال: سألت الرضا × فقلت له: جعلت فداك, {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون, قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم, قلت:‏ حقا علينا أن نسألكم؟ قال: نعم,[81] قلت: حقا عليكم أن تجيبونا؟ قال: لا, ذاك إلينا, إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل, أما تسمع قول الله تبارك وتعالى {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}. [82]

 

عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله × بعض خطب أبيه ×, حتى إذا بلغ موضعا منها قال × له: كف واسكت, ثم قال أبو عبد الله ×: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت, والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد,[83] ويجلوا عنكم فيه العمى, ويعرفوكم فيه الحق, قال الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏}. [84]

 

عن أبي بكر الحضرمي قال: كنت عند أبي جعفر × ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال: جعلني الله فداك, اخترت لك سبعين مسألة, ما تحضرني منها مسألة واحدة, قال: ولا واحدة يا ورد؟ قال: بلى, قد حضرني منها واحدة, قال: وما هي؟ قال:[85] قول الله تبارك وتعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} من هم؟ قال: نحن, قال: قلت: علينا أن نسألكم؟ قال: نعم, قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: ذاك إلينا. [86]

 

عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر ×, قال: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} أنهم اليهود والنصارى قال ×: إذا يدعونكم إلى دينهم, قال: قال بيده إلى صدره: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. [87]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: هم آل محمد, فذكرنا له حديث الكلبي أنه قال: هي في أهل الكتاب قال: فلعنه وكذبه. [88]

 

عن أبي عبد الله × أن رجلا قال له: جعلت فداك, إن رجالا من عندنا يقولون إن قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} أنهم علماء اليهود, فتبسم وقال: إذا والله يدعونهم إلى دينهم, بل نحن والله أهل الذكر الذين أمر الله برد المسألة إلينا. [89]

 

عن الريان بن الصلت, في حديث طويل أن الإمام الرضا × حضر مجلس المأمون وفيه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان‏, قال الإمام الرضا ×: فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏} فقالت العلماء: إنما عنى بذلك اليهود والنصارى, فقال أبو الحسن ×: سبحان الله, وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم, ويقولون إنه أفضل من دين الإسلام, فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال ×: نعم, الذكر رسول الله | ونحن أهله, وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق {فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات} فالذكر رسول الله | ونحن أهله. [90]

 

عن أبي الحسن الرضا ×, قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين ×: على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم, وعلى شيعتنا ما ليس علينا, أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب, إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا. [91]

 

عن زرارة, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} من هم؟ قال: نحن, قلت: فمن المأمورون بالمسألة؟ قال: أنتم, قال: قلت: فإنا نسألك كما أمرنا, وقد ظننت أنه لا يمنع مني إذا أتيته من هذا الوجه, قال: فقال ×: إنما أمرتم أن تسألونا وليس لكم علينا الجواب, إنما ذلك إلينا. [92]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: هم آل محمد, فعلى الناس أن يسألوهم وليس عليهم أن يجيبوا,[93] ذلك إليهم, إن شاءوا أجابوا وإن شاءوا لم يجيبوا. [94]

 

عن صفوان بن يحيى, عن أبي الحسن ×, قال: قلت: يكون الإمام يسأل عن الحلال والحرام ولا يكون عنده فيه شي‏ء؟ قال: لا, قال: الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر} هم الأئمة {إن كنتم لا تعلمون} قلت: من هم؟ قال: نحن, قلت: فمن المأمور بالمسألة؟ قال: أنتم, قلت: فإنا نسألك, وقد رمت أنه لا يمنع مني إذا أتيته من هذا الوجه, فقال: إنما أمرتم أن تسألوا وليس علينا الجواب, إنما ذلك إلينا. [95]

 

 

عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} من هم؟ قال: نحن, قال: قلت: علينا أن نسألكم؟ قال ×: نعم, قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك إلينا. [96]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. [97]

 

عن أبي جعفر × في قول الله {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: رسول الله | وأهل بيته هم أهل الذكر وهم الأئمة. [98]

 

عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سمعت أبا الحسن × يقول في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: نحن هم. [99]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: رسول الله | والأئمة هم أهل الذكر, {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} قال:‏ نحن قومه ونحن المسؤولون. [100]

 

عن أبي جعفر ×, قال: قلت: قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: الذكر القرآن ونحن المسؤولون. [101]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: الذكر القرآن, وآل رسول الله | أهل الذكر وهم المسؤولون. [102]

 

عن أبي جعفر × في قوله {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال الذكر القرآن ونحن أهله. [103]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وقال جل ذكره {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: الكتاب هو الذكر وأهله آل محمد |, أمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال. [104]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وقال جل ذكره {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: الكتاب هو الذكر وأهله آل محمد |, أمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال, وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}[105] وقال عز وجل {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون}[106] وقال عز وجل {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقال عز وجل {ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}[107] فرد الأمر أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم وبالرد إليهم‏. [108]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: نحن, قلت: نحن المأمورون أن نسألكم؟ قال: نعم, وذاك إلينا, إن شئنا أجبنا وإن شئنا لم نجب. [109]

 

عن أبي عبد الله × أنه سئل عن قول الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: هم آل محمد, ألا وأنا منهم. [110]

 

عن أبي الحسن الرضا × قال: قال الله تعالى {فسئلوا أهل الذكر} وهم الأئمة {إن كنتم لا تعلمون} فعليهم أن يسألوهم وليس عليهم أن يجيبوهم. إن شاءوا أجابوا, وإن شاءوا لم يجيبوا. [111]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل أنه × قال: يا يونس, إذا أردت العلم الصحيح فعندنا, فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}, [112] فانا ورثنا واوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب. [113]

 

عن أمير المؤمنين × في قوله عز وجل: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: نحن أهل الذكر. [114]

 

روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × أنه قال: ومن جهل فعليه أن يرد إلينا ما أشكل عليه, قال الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏}. [115]

 

عن علي بن الحسين ومحمد بن علي ‘ في وصية أمير المؤمنين ×: وأمركم أن تسألوا {أهل الذكر} ونحن والله أهل الذكر, لا يدعي ذلك غيرنا إلا كاذبا, يصدق ذلك قول الله عز وجل {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور} ثم قال: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏} فنحن أهل الذكر, فاقبلوا أمرنا وانتهوا عما نهينا. [116]

 

عن محمد بن علي بن الحسين × في قول الله عز وجل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏} قال: نحن أهل الذكر. [117]

 

قال الصادق جعفر بن محمد ×: إياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس, قد جعل الله تعالى للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق, لا علم إلا ما أمروا به, قال الله تعالى‏ {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} إيانا عنى. [118]

 

عن السدي قال: كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل كعب بن الأشرف ومالك بن الصيفي وحي بن أخطب فقالوا: إن في كتابكم {وجنة عرضها السماوات والأرض} إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين, فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟ فقال عمر: لا أعلم, فبينما هم في ذلك إذ دخل علي × فقال: في أي شي‏ء أنتم؟ فالتفت اليهودي وذكر المسألة فقال × لهم: خبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون؟ والليل إذا أقبل النهار أين يكون؟ فقال له: في علم الله يكون, قال علي ×: كذلك الجنان تكون في علم الله, فجاء علي × إلى النبي | وأخبره بذلك, فنزل {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏}. [119]

 

عن أبي الحسن × في حديث طويل: أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله | حيث قال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقال {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم} وقال {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وقال {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏}. [120]

 

 

* مصادر العامة

عن علي × في قوله {فسئلوا أهل الذكر} قال: نحن أهل الذكر. [121]

 

عن جابر, عن أبي جعفر × في قوله: {فسئلوا أهل الذكر} قال: نحن أهل الذكر. [122]

 

عن الحارث قال: سألت عليا × عن هذه الآية: {فسئلوا أهل الذكر} فقال: والله إنا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل، ولقد سمعت رسول الله | يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه. [123]

 

عن جابر, عن محمد بن علي × قال: لما نزلت هذه الآية {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال علي ×: نحن أهل الذكر الذي عنانا الله جل وعلا في كتابه. [124]

 

عن جابر, عن أبي جعفر × في قوله تعالى‏: {فسئلوا أهل الذكر} قال: نحن هم. [125]

 

عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {فسئلوا أهل الذكر} قال: هم الأئمة من عترة رسول الله |، وتلا وأنزلنا عليكم {ذكرا رسولا}. [126]

 

قال على الرضا بن موسى ×: لابد الأمة أن يسألوا عنا أمور دينهم لأنا نحن أهل الذكور، وذلك لان الذكر رسول الله |، ونحن أهله حيث قال تعالى في سورة الطلاق: {فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات}. [127]

 

عن جعفر الصادق × قال: للذكر معنيان: القرآن ومحمد |, ونحن أهل الذكر بكلا معنييه. أما معناه القرآن فقوله تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وقوله تعالى {إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}. وان معناه محمد | فالآية في سورة الطلاق {فاتقوا الله يا أولى الألباب} إلى آخرها. [128]

 

عن جعفر بن محمد ×: أن رجلا سأله فقال: من عندنا يقولون في قوله تعالى: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} إن الذكر هو التوراة وأهل الذكر هم علماء اليهود, فقال ×: إذن والله يدعوننا إلى دينهم، بل نحن والله أهل الذكر الذين أمر الله تعالى برد المسألة إلينا. [129]

 

 

* علم الأئمة عليهم السلام بجميع الأسماء

عن محمد بن مسلم, عن أبي عبد الله × قال: اهدى إلى رسول الله | والجوج فيه حب مختلط, فجعل رسول الله | يلقى إلى علي × حبة وحبة ويسأله: أي شئ هذا؟ وجعل علي × يخبره. فقال رسول الله |: اما ان جبرئيل اخبرني ان الله علمك اسم كل شئ, كما {علم آدم الأسماء كلها}. [130]

 

 

* شهادة الأئمة عليهم السلام على الخلق

عن ميمون البان, عن أبي جعفر × في قوله تبارك وتعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} قال: عدلا ليكونوا شهداء على الناس, قال: الأئمة {ويكون الرسول شهيدا عليكم} قال: على الأئمة .[131]

 

[132]

 

عن ميمون البان مولى بني هشام, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} قال أبو جعفر ×: منا شهيد على كل زمان, علي بن أبي طالب × في زمانه, والحسن × في زمانه, والحسين × في زمانه، وكل من يدعو منا إلى أمر الله تعالى.[133]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} قال: نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه. [134]

 

عن أبي عمر والزبيري, عن أبي عبد الله × قال: قال الله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} فان ظننت ان الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى ان من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيمة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعنى الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم {كنتم خير أمة أخرجت للناس} وهم الأمة الوسطى وهم خير أمة أخرجت للناس. [135]

 

* هم ورثوا علم رسول الله | والأنبياء كافة عليهم السلام

عن الإمام الصادق × في حديث طويل بين هشام بن عبد المك والإمام الباقر ×, قال هشام: أليس الله تعالى بعث محمدا | من شجرة بني عبد مناف الى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها؟ من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله | مبعوث الى الناس كافة، وذلك قول الله عز وجل: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض‏} الى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد | نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال أبي ×: من قوله تبارك وتعالى لنبيه‏ {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه لغيرنا, أمره الله أن يخصنا به دون غيرنا، فلذلك كان يناجي به أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله: {وتعيها أذن واعية} فقال له رسول الله | بين أصحابه: سألت الله أن يجعلها اذنك يا علي, فلذلك قال علي × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم، يفتح من كل باب ألف باب. [136]

 

عن سليم بن قيس قال: خرج علينا علي بن أبي طالب × ونحن في المسجد فاحتوشنا عليه. فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا، ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، وليسوا بواحد، ورسول الله | كان واحدا منهم، علمه الله سبحانه إياه، وعلمنيه رسول الله | ثم لا يزال في بقيته إلى يوم القيامة. ثم قرأ {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة} فأنا بقية من رسول الله | بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة. ثم قرأ {وجعلنا كلمة باقية في عقبه}، ثم قال: كان رسول الله | عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم، وعقب محمد|. [137]

 

عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم × يقول: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمد |: أنه قد فنيت أيامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربك، فرفع النبي | يديه إلى السماء باسطا كفيه وهو يقول: عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد، فأوحى الله عز وجل إليه: أن ائت أحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى الله عز وجل إليه: امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا، ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى - وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع - تشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها، فإنه سيجدها مدبوغة. وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض، يبقى المداد ويبقى الجلد، لا تأكله الأرض ولا يبليه التراب، لا يزداد كلما نشر إلا جدة، غير أنه محفوظ مستور، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك، وتمليه على ابن عمك، وليكتب وليستمد من تلك الدواة. فمضى رسول الله | حتى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ علي × في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله، ومن حضر ذلك المجلس بين يديه، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور. ثم نزل الوحي على محمد |، وكتب علي ×، إلا أنه يصف كل زمان وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر له أشياء {لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم}، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه. ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده، فسأله عنها، فقال: الصبر الصبر، وأوصى الينا بالصبر، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده، وعلامات تكون في ملك بني هاشم، فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها، وصار الولي إذا أفضي إليه الأمر تكلم بالعجب. [138]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل: ثم إن رسول الله | وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل {الله نور السماوات والأرض} يقول: أنا هادي السماوات والأرض, مثل العلم الذي أعطيته, وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة {فيها المصباح} فالمشكاة قلب محمد | والمصباح النور الذي فيه العلم, وقوله {المصباح في زجاجة} يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة {كأنها كوكب دري} فأعلمهم فضل الوصي {يوقد من شجرة مباركة} فأصل الشجرة المباركة إبراهيم × وهو قول الله عز وجل {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} وهو قول الله عز وجل {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} {لا شرقية ولا غربية} يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب, ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق, وأنتم على ملة إبراهيم × وقد قال الله عز وجل {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} وقوله عز وجل {يكاد زيتها يضي‏ء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون {يكاد زيتها يضي‏ء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك. [139]

 

عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر × قال: قلت: لأبي عبد الله ×: أليس كان أمير المؤمنين × كاتب الوصية ورسول الله | المملي عليه, وجبرئيل والملائكة المقربون × شهود؟ قال ×: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن, قد كان ما قلت, ولكن حين نزل برسول الله | الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل × مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة, فقال جبرئيل ×: يا محمد, مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها, يعني عليا ×, فأمر النبي | بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة ‘ فيما بين الستر والباب, فقال جبرئيل ×: يا محمد, ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك, وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا, قال: فارتعدت مفاصل النبي | فقال: يا جبرئيل, ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام, صدق عز وجل وبر, هات الكتاب, فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ×, فقال له: اقرأه, فقرأه حرفا حرفا, فقال |: يا علي, هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي, وشرطه علي وأمانته, وقد بلغت ونصحت وأديت, فقال علي ×: وأنا أشهد لك بأبي وأمي, أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت, ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي, فقال جبرئيل ×: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين, فقال رسول الله |: يا علي, أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها, فقال علي ×: نعم بأبي أنت وأمي, علي ضمانها, وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها, فقال رسول الله |: يا علي, إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة, فقال علي ×: نعم أشهد, فقال النبي |: إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك, فقال ×: نعم ليشهدوا, وأنا بأبي أنت وأمي أشهدهم, فأشهدهم رسول الله | وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل × فيما أمر الله عز وجل أن قال له: يا علي, تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله, والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ, وعلى ذهاب حقي, وغصب خمسك, وانتهاك حرمتك, فقال ×: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين ×: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل × يقول للنبي |: يا محمد, عرفه أنه ينتهك الحرمة, وهي حرمة الله وحرمة رسول الله |, وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط, قال أمير المؤمنين ×: فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل × حتى سقطت على وجهي, وقلت: نعم قبلت ورضيت, وإن انتهكت الحرمة, وعطلت السنن, ومزق الكتاب, وهدمت الكعبة, وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط, صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك, ثم‏ دعا رسول الله | فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ×, فقالوا مثل قوله, فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار, ودفعت إلى أمير المؤمنين ×. فقلت لأبي الحسن ×: بأبي أنت وأمي, ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله, فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ×؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا, أما سمعت قول الله عز وجل {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} والله لقد قال رسول الله | لأمير المؤمنين وفاطمة ×: أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا ‘: بلى, وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.[140]

 

 

* هم الإمام الذي أحصى الله كل شيء فيه

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, ما من علم إلا وقد أحصاه الله في, وكل علم علمته فقد علمته عليا × والمتقين من ولده (عليهم السلام), وهو الإمام المبين الذي ذكره الله في سورة يس {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين‏}. [141]

 

عن عمار بن ياسر قال: كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في بعض غزواته, فمررنا بواد مملوء نملا فقلت: يا أمير المؤمنين, ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم كم عدد هذا؟ قال ×: نعم يا عمار, أنا أعرف رجلا يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى, فقلت: من ذلك الرجل يا مولاي؟ فقال: يا عمار, أما قرأت في سورة يس {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}؟ فقلت: بلى يا مولاي, فقال ×: أنا ذلك الإمام المبين. [142]

 

عن أبي عبد الله, عن أبي جعفر ‘ في حديث طويل: إن الله جل ذكره أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}. وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء}. وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى الله تعالى إلى نبيه |: أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. [143]

 

عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله × وقد اجتمع على ماله بيان, فأحببت دفعه إليه وكنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل الناس, فوضعت المال بين يديه فقال لي: يا سدير, خنتنا ولم ترد بخيانتك إيانا قطيعتنا, قلت: جعلت فداك, وما ذلك؟ قال ×: أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا, قلت: صدقت جعلت فداك, إنما أردت أن أعلم قول أصحابي, فقال × لي: أما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه وعندنا ذلك, أما سمعت قول الله تعالى {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}؟ اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا مجتمع عندنا, وعلمنا من علم الأنبياء, فأين يذهب بك؟ قلت: صدقت, جعلت فداك. [144]

 

عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر × قال: قلت: لأبي عبد الله ×: أليس كان أمير المؤمنين × كاتب الوصية ورسول الله | المملي عليه, وجبرئيل والملائكة المقربون × شهود؟ قال ×: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن, قد كان ما قلت, ولكن حين نزل برسول الله | الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل × مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة, فقال جبرئيل ×: يا محمد, مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها, يعني عليا ×, فأمر النبي | بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة ‘ فيما بين الستر والباب, فقال جبرئيل ×: يا محمد, ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك, وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا, قال: فارتعدت مفاصل النبي | فقال: يا جبرئيل, ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام, صدق عز وجل وبر, هات الكتاب, فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ×, فقال له: اقرأه, فقرأه حرفا حرفا, فقال |: يا علي, هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي, وشرطه علي وأمانته, وقد بلغت ونصحت وأديت, فقال علي ×: وأنا أشهد لك بأبي وأمي, أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت, ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي, فقال جبرئيل ×: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين, فقال رسول الله |: يا علي, أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها, فقال علي ×: نعم بأبي أنت وأمي, علي ضمانها, وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها, فقال رسول الله |: يا علي, إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة, فقال علي ×: نعم أشهد, فقال النبي |: إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك, فقال ×: نعم ليشهدوا, وأنا بأبي أنت وأمي أشهدهم, فأشهدهم رسول الله | وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل × فيما أمر الله عز وجل أن قال له: يا علي, تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله, والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ, وعلى ذهاب حقي, وغصب خمسك, وانتهاك حرمتك, فقال ×: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين ×: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل × يقول للنبي |: يا محمد, عرفه أنه ينتهك الحرمة, وهي حرمة الله وحرمة رسول الله |, وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط, قال أمير المؤمنين ×: فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل × حتى سقطت على وجهي, وقلت: نعم قبلت ورضيت, وإن انتهكت الحرمة, وعطلت السنن, ومزق الكتاب, وهدمت الكعبة, وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط, صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك, ثم‏ دعا رسول الله | فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ×, فقالوا مثل قوله, فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار, ودفعت إلى أمير المؤمنين ×. فقلت لأبي الحسن ×: بأبي أنت وأمي, ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله, فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ×؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا, أما سمعت قول الله عز وجل {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} والله لقد قال رسول الله | لأمير المؤمنين وفاطمة ×: أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا ‘: بلى, وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.[145]

 

عن المفضل بن عمر الجعفي‏ في حديث طويل أن الإمام الصادق × فعل معجزة معه ومع صفوان الجمال, وثم دله على قبر أمير المؤمنين ×, قال الإمام الصادق × لهما: والله يا مفضل ويا صفوان, ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا ولا نقصتما عنها قدما, فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي وشكرا لهذه النعمة, وقرأ ×: {وكل شي‏ء أحصيناه كتابا} وقوله: {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}. [146]

 

عن أبي جعفر × في‏ قوله تعالى‏ {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى‏} ثم إن جبرئيل × أتاه فقال: يا محمد, إنك قد قضيت نبوتك‏, وأسلبتك أيامك, فاجعل الاسم‏ الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي ×, وإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي, ويعرف به ولايتي, ويكون حجة لمن ولد فيما يتربص النبي إلى خروج النبي الآخر, فأوصى إليه بالاسم الأكبر وهو ميراث العلم وآثار علم النبوة, وأوصى إليه بألف باب يفتح لكل باب ألف باب, وكل كلمة ألف كلمة, ومرض يوم الإثنين وقال: يا علي, لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله, كي لا يزيد فيه الشيطان شيئا ولا ينقص منه شيئا, فإنك في ضد سنة وصي سليمان ×, فلم يضع علي × رداءه على ظهره حتى جمع القرآن‏, فلم يزد فيه الشيطان شيئا ولم ينقص منه شيئا. [147]

 

 

* هم الأذن الواعية

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: والله إني أنا الذي أنزل الله في {وتعيها أذن واعية} فإنا كنا عند رسول الله | فخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم, فإذا خرجنا قالوا {ما ذا قال آنفا}. [148]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأنا الأذن‏ الواعية يقول الله عز وجل {وتعيها أذن واعية}. [149]

 

عن عمارة بن زيد الواقدي, في حديث طويل بين الإمام الباقر × وهشام بن عبد الملك, قال هشام: فقال: أليس الله بعث محمدا | من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها وأسودها وأحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله | مبعوث إلى الناس كافة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: {ولله ميراث السماوات والأرض} إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال ×: من قوله تعالى لنبيه |: {لا تحرك به لسانك لتعجل به‏} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه، أمر الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا. فلذلك كان | يناجي أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله تعالى: {وتعيها أذن واعية} فقال رسول الله | لأصحابه: سألت الله تعالى أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب، خصه به رسول‏ الله | من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا وتوارثناه من دون قومنا. [150]

 

عن عمارة بن زيد الواقدي, في حديث طويل بين الإمام الباقر × وهشام بن عبد الملك, قال هشام: فقال: أليس الله بعث محمدا | من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها وأسودها وأحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله | مبعوث إلى الناس كافة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: {ولله ميراث السماوات والأرض} إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال ×: من قوله تعالى لنبيه |: {لا تحرك به لسانك لتعجل به‏} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه، أمر الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا. فلذلك كان | يناجي أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله تعالى: {وتعيها أذن واعية} فقال رسول الله | لأصحابه: سألت الله تعالى أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب، خصه به رسول‏ الله | من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا وتوارثناه من دون قومنا. [151]

 

 

* علمهم عليهم السلام من ليلة القدر

عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي جعفر × قال: قال الله عز وجل في ليلة القدر {فيها يفرق كل أمر حكيم} يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين، إنما هو شئ واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عز وجل، ومن حكم بأمر فيه أختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت, إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا، وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر، ثم قرأ: {ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}. [152]

 

عن أبي جعفر الثاني × قال: قال رجل لأبي جعفر ×: يا ابن رسول الله لا تغضب علي قال: لماذا؟ قال: لما اريد أن أسألك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال: ولا أغضب قال: أرأيت قولك في ليلة القدر، وتنزل الملائكة والروح فيها إلى الاوصياء، يأتونهم بأمر لم يكن رسول الله | قد علمه؟ أو ياتونهم بامر كان رسول الله | علمه؟ وقد علمت أن رسول الله | مات وليس من علمه شئ إلا وعلي × له واع، قال أبو جعفر ×: مالي ولك أيها الرجل ومن أدخلك علي؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين، قال: فافهم ما أقول لك. إن رسول الله | لما اسري به لم يهبط حتى أعلمه الله جل ذكره علم ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان علي بن أبي طالب × قد علم جمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر، كما كان مع رسول الله |، قال السائل: أوما كان في الجمل تفسير؟ قال: بلى ولكنه إنما يأتي بالامر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي وإلى الاوصياء: افعل كذا وكذا، لامر قد كانوا علموه، امروا كيف يعملون فيه؟ قلت: فسر لي هذا, قال: لم يمت رسول الله | إلا حافظا لجملة وتفسيره، قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال: الامر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما امروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله عز وجل. قال السائل: فهل يعلم الاوصياء ما لا يعلم الانبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصي غير علم ما اوصي إليه، قال السائل: فهل يسعنا أن نقول: إن أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟ قال: لا لم يمت نبي إلا وعلمه في جوف وصيه وإنما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شئ منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا, قال أبو جعفر ×: من أنكره فليس منا. قال السائل: يا أبا جعفر أرأيت النبي | هل كان يأتيه في ليالي القدر شئ لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك أن تسأل عن هذا، أما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصي إلا والوصي الذي بعده يعلمه، أما هذا العلم الذي تسأل عنه فإن الله عز وجل أبى أن يطلع الاوصياء عليه إلا أنفسهم، قال السائل: يا ابن رسول الله كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مائة مرة فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فإنك ناظر إلى تصديق الذي سالت عنه. [153]

 

عن أبي جعفر الثاني ×: قال‏ أبو جعفر ×: لما ترون‏ من بعثه الله للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأزواجهم أكثر مما ترون‏ خليفة الله الذي بعثه‏ للعدل والصواب من الملائكة, قيل: يا أبا جعفر، وكيف يكون شي‏ء أكثر من الملائكة؟ قال: كما شاء الله عز وجل. قال السائل: يا أبا جعفر، إني لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث، لأنكروه‏. قال: كيف ينكرونه؟ قال: يقولون : إن الملائكة أكثر من الشياطين, قال: صدقت، افهم عني ما أقول أنه‏ ليس من يوم ولا ليلة إلا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلالة، ويزور إمام‏ الهدى عددهم من الملائكة، حتى إذا أتت ليلة القدر فيهبط فيها من‏ الملائكة إلى ولي‏ الأمر، خلق الله‏ - أو قال: قيض الله‏ - عز وجل من الشياطين بعددهم، ثم زاروا ولي الضلالة، فأتوه بالإفك‏ والكذب حتى لعله يصبح فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل‏ ولي الأمر عن ذلك، لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا، ويعلمه‏ الضلالة التي هو عليها. وايم الله‏، إن من صدق بليلة القدر ليعلم‏ أنها لنا خاصة؛ لقول رسول الله | لعلي × حين دنا موته: هذا وليكم من بعدي، فإن أطعتموه رشدتم‏، ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر، ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فإنه لا يسعه في الصدق إلا أن يقول: إنها لنا، ومن لم يقل فإنه‏ كاذب؛ إن‏ الله أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق, فإن قال: إنه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها، فليس قولهم ذلك بشي‏ء, وإن‏ قالوا: إنه ليس ينزل إلى أحد، فلا يكون أن ينزل شي‏ء إلى غير شي‏ء. وإن قالوا, وسيقولون: ليس هذا بشي‏ء، فقد ضلوا ضلالا بعيدا. [154]

 

عن أبي جعفر الثاني × قال: قال أبو عبد الله ×: بينا أبي × يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر قد قيض له فقطع عليه اسبوعه حتى ادخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل الي فكنا ثلاثة فقال: مرحبا يا ابن رسول الله, ثم وضع يده على رأسي وقال: بارك الله فيك يا امين الله بعد أبائه, يا أبا جعفر إن شئت فأخبرني, وإن شئت فأخبرتك, وإن شئت سلني, وإن شئت سألتك, وإن شئت فاصدقني, وإن شئت صدقتك, قال ×: كل ذلك أشاء، قال: فأياك ان ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره, قال ×: إنما يفعل ذلك من في قلبه علمان يخالف أحدهما صاحبه, وإن الله عز وجل أبى أن يكون له علم فيه اختلاف قال: هذه مسألتي وقد فسرت طرفا منها, أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف، من يعلمه؟ قال: أما جملة العلم فعند الله جل ذكره، وأما ما لا بد للعباد فعند الاوصياء، قال: ففتح الرجل عجيرته واستوى جالسا وتهلل وجهه، وقال: هذه أردت ولها أتيت, زعمت أن علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الاوصياء، فكيف يعلمونه؟ قال: كما كان رسول الله | يعلمه إلا أنهم لا يرون ما كان رسول الله | يرى، لانه كان نبيا وهم محدثون، وأنه كان يفد إلى الله عز وجل فيسمع الوحي وهم لا يسمعون، فقال: صدقت يا ابن رسول الله, سآتيك بمسألة صعبة. أخبرني عن هذا العلم ماله لا يظهر؟ كما كان يظهر مع رسول الله |؟ قال ×: فضحك أبي × وقال: أبى الله عز وجل أن يطلع على علمه إلا ممتحنا للايمان به كما قضى على رسول الله | أن يصبر على أذى قومه، ولا يجاهدهم، إلا بأمره، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتى قيل له: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} وأيم الله أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا، ولكنه إنما نظر في الطاعة، وخاف الخلاف فلذلك كف، فوددت أن عينك تكون مع مهدي هذه الامة، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض تعذب أرواح الكفرة من الاموات، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء. ثم أخرج سيفا ثم قال: ها إن هذا منها، قال: فقال: أبي ×: إي والذي اصطفى محمدا على البشر، قال: فرد الرجل اعتجاره وقال: أنا إلياس، ما سألتك عن أمرك وبي منه جهالة غير أني أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك وساخبرك بآية انت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا قال: فقال له أبي ×: إن شئت أخبرتك بها؟ قال: قد شئت، قال: إن شيعتنا إن قالوا لاهل الخلاف لنا: إن الله عز وجل يقول لرسوله |: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} - إلى آخرها - فهل كان رسول الله | يعلم من العلم - شيئا لا يعلمه - في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل × في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان لما علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول الله | من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا، فقل لهم: فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله |؟ فيقولون: نعم, فإن قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم, فقل لهم: {ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}. فإن قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فإن قالوا فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول الله | صاحب ذلك، فهل بلغ اولا؟ فإن قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات | والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فإن قالوا: لا، فقل: إن خليفة رسول الله | مؤيد ولا يستخلف رسول الله | إلا من يحكم بحكمه وإلا من يكون مثله إلا النبوة، وإن كان رسول الله | لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده. فإن قالوا لك: فإن علم رسول الله | كان من القرآن فقل: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها} إلى قوله {إنا كنا مرسلين} فإن قالوا لك: لا يرسل الله عز وجل إلا إلى نبي فقل: هذا الامر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء، أو من سماء إلى أرض؟ فإن قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فإن قالوا: من سماء إلى أرض, وأهل الارض أحوج الخلق إلى ذلك, فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه؟ فإن قالوا: فإن الخليفة هو حكمهم فقل: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} إلى قوله {خالدون} لعمري ما في الارض ولا في السماء ولي لله عز ذكره إلا وهو مؤيد، ومن ايد لم يخظ، وما في الارض عدو لله عز ذكره إلا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض، كذلك لابد من وال، فإن قالوا: لا نعرف هذا فقل لهم: قولوا ما أحببتم، أبى الله عز وجل بعد محمد | أن يترك العباد ولا حجة عليهم. قال أبو عبد الله ×: ثم وقف فقال: ههنا يا أبن رسول الله باب غامض أرأيت إن قالوا: حجة الله القرآن؟ قال: إذن أقول لهم: إن القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون، وأقول: قد عرضت لبعض أهل الارض مصيبة ما هي في السنة والحكم الذي ليس فيه اختلاف، وليست في القرآن، أبى الله لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الارض، وليس في حكمه راد لها ومفرج عن أهلها. فقال: ههنا تفلجون يا أبن رسول الله، أشهد أن الله عز ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الارض أو في أنفسهم من الدين أو غيره، فوضع القرآن دليلا قال: فقال الرجل: هل تدري يا ابن رسول الله دليل ما هو؟ قال أبو جعفر ×: نعم فيه جمل الحدود، وتفسيرها عند الحكم فقال أبى الله أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو في ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة. قال: فقال الرجل: أما في هذا الباب فقد فلجتهم بحجة إلا أن يفتري خصمكم على الله فيقول: ليس لله جل ذكره حجة ولكن أخبرني عن تفسير {لكيلا تأسوا على ما فاتكم}؟ مما خص به علي × {ولا تفرحوا بما آتاكم} قال: في أبي فلان واصحابه واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة {لا تأسوا على ما فاتكم} مما خص به علي × {ولا تفرحوا بما آتاكم} من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله |، فقال الرجل: أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه, ثم قام الرجل وذهب فلم أره. [155]

 

عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي عبد الله × قال: كان علي × كثيرا ما يقول: ما أجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله | وهو يقرأ: {إنا انزلناه} بتخشع وبكاء فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول الله |: لما رأت عيني ووعا قلبي، ولما يرى قلب هذا من بعدي, فيقولان: وما الذي رأيت وما الذي يرى؟ قال: فيكتب لهما في التراب {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} قال: ثم يقول: هل بقي شئ بعد قوله عز وجل: {كل أمر} فيقولان: لا، فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول: نعم، فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدى؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها؟ فيقولان: نعم، قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي ويقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي قال: فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله | من شدة ما يداخلهما من الرعب. [156]

 

عن داود بن فرقد قال: سألته × عن قول الله عز وجل {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر} قال: نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة, من موت أو مولود, قلت له: إلى من؟ فقال ×: إلى من عسى أن يكون؟ إن الناس في تلك الليلة في صلاة ودعاء ومسألة, وصاحب هذا الأمر في شغل, تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها {من كل أمر سلام هي} له إلى أن يطلع {الفجر}. [157]

 

 

* هم عليهم السلام أعلم الخلق

روى جابر بن يزيد وعمر بن أوس وابن مسعود واللفظ له‏: أن عمر قال: لا أدري ما أصنع بالمجوس, أين عبد الله بن عباس؟ قالوا: ها هو ذا, فجاء, فقال: ما سمعت عليا يقول في المجوس؟ فإن كنت لم تسمعه فاسأله عن ذلك, فمضى ابن عباس إلى علي × فسأله عن ذلك فقال:‏ {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون}‏ ثم أفتاه. [158]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وقال في الذين استولوا على تراث رسول الله | بغير حق من بعد وفاته {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن‏ يهدى فما لكم كيف تحكمون‏} فلو جاز للأمة الايتمام‏ بمن لا يعلم أو بمن يجهل لم يقل إبراهيم × لأبيه‏ {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} فالناس أتباع من اتبعوه من أئمة الحق وأئمة الباطل‏. [159]

 

عن زيد بن علي ×‏ في قوله تعالى‏ {أفمن‏ يهدي‏ إلى‏ الحق‏ أحق‏ أن‏ يتبع}‏ كان علي × يُسأل ولا يَسأل‏. [160]

 

عن الأعمش في إحتجاج طويل بين الناس ومؤمن الطاق, قال الناس: صدقت يا أبا جعفر – مؤمن الطاق - وأما من حجة العقل فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم, ووجدنا الإجماع قد وقع على علي × بأنه كان أعلم أصحاب رسول الله |, وكان الناس يسألونه ويحتاجون إليه وكان علي × مستغنيا عنهم, هذا من الشاهد, والدليل عليه من القرآن قوله عز وجل {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون}. [161]

 

عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ... فلعن الله من ساواك بمن ناواك، والله جل ذكره يقول: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}... [162]

 

 

* بمصادر العامة

عن ابن عباس قال: اختصم قوم إلى النبي |, فأمر بعض أصحابه أن يحكم بينهم, فحكم فلم يرضوا به، فأمر عليا × أن يحكم بينهم‏, فحكم بينهم فرضوا به، فقال لهم بعض المنافقين: حكم عليكم فلان فلم ترضوا به، وحكم عليكم علي × فرضيتم به, بئس القوم أنتم. فأنزل الله تعالى في علي ×: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع}‏ إلى آخر الآية، وذلك أن عليا × كان يوفق لحقيقة القضاء، من غير أن يعلم. [163]

 

 

* علم الغيب

عن عمارة بن زيد الواقدي، عن الصادق × في حديث طويل: فقال له هشام بن عبد الملك: إن عليا كان يدعي علم الغيب والله لم يطلع على غيبه أحدا، فكيف ادعى ذلك، ومن أين؟ فقال أبي ×: إن الله أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}، {وهدى وموعظة للمتقين} وفي قوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}، وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×، وأمره أن يؤلف القرآن من بعده، ويتولى غسله وتحنيطه وتكفينه من دون قومه، وقال لأهله وأصحابه: حرام أن تنظروا إلى عورتي غير أخي علي ×، فهو مني وأنا منه، له مالي وعليه ما علي، وهو قاضي ديني ومنجز وعدي. وقال لأصحابه: علي × يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. ولم يكن عند احد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي ×، ولذلك قال لأصحابه: أقضاكم علي ×. وقال عمر بن الخطاب: لو لا علي لهلك عمر. أفيشهد له عمر ويجحد غيره؟! [164]

 

عن أمير المؤمنين ×: وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} وهم: النعيم الذي يسأل العباد عنه، لأن الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم. قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله |، ومن حل محله من أصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه، وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقال فيهم : {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}. [165]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل ان هشام قال للإمام الباقر ×‏: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي ×: إن الله أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء} وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى الله إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. [166]

 

عن عبد الله بن عباس قال: مرت بالحسن بن علي × بقرة فقال: هذه حبلى بعجلة أنثى، لها غرة في جبهتها، وأس ذنبها أبيض. فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوليس الله يقول: {ويعلم ما في الأرحام} فكيف علمت هذا؟ فقال ×: إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد | وذريته (عليهم السلام). [167]

 

عن عمارة بن زيد الواقدي، في حديث طويل بين الإمام الباقر × وبين هشام بن عبد الملك, فقال له هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي – الإمام الباقر × -: إن الله أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}, وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}, وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء} وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى الله إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. [168]

 

عن سدير الصيرفي‏, في حديث طويل أن حمران بن أعين سأل الإمام الباقر ×: أرأيت قوله جل ذكره {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا} فقال أبو جعفر ×: {إلا من ارتضى من رسول} وكان والله محمد | ممن ارتضاه. [169]

 

عن سلمان الفارسي‏, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا سلمان، أما قرأت قول الله عز وجل حيث يقول: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال ×: يا سلمان، أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عز وجل على غيبه، وأنا العالم الرباني، وأنا الذي هو الله علي الشدائد، وطوى لي البعيد. [170]

 

عن الإمام الرضا × في حديث طويل: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فرسول الله | عند الله مرتضى, ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه, فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. [171]

 

عن أبي الحسن الهادي × في حديث طويل: إن الله لم {يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} فكل ما كان عند الرسول | كان عند العالم, وكل ما اطلع عليه الرسول | فقد اطلع أوصيائه عليه لئلا تخلو أرضه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته, وجواز عدالته. [172]

 

 



[1] تحف العقول ص 134, بحار الأنوار ج 74 ص 249

[2] تأويل الآيات ص 478, مدينة المعاجز ج 2 ص 129, بحار الأنوار ج 26 ص 116, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 62, غاية المرام ج 5 ص 213, البرهان ج 4 ص 569

[3] تفسير العياشي ج 1 ص 322, البرهان ج 2 ص 306, بحار الأنوار ج 25 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 634, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 123

[4] تفسير فرات ص 130, بحار الأنوار ج 35 ص 391

[5] الكافي ج 1 ص 229, بصائر الدرجات ص 214, تفسير العياشي ج 2 ص 220, دعائم الإسلام ج 1 ص 22, الخرائج ج 2 ص 799, تأويل الآيات ص 242, الوافي ج 3 ص 562, تفسير الصافي ج 3 ص 77, وسائل الشيعة ج 27 ص 181, البرهان ج 3 ص 272, بحار الأنوار ج 39 ص 91, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 400 عن أبي عبد الله ×, بشارة المصطفى | ص 194 نحوه

[6] بصائر الدرجات ص 214, البرهان ج 3 ص 274, بحار الأنوار ج 35 ص 431

[7] بصائر الدرجات ص 215, تفسير العياشي ج 2 ص 220, تفسير الصافي ج 3 ص 77, البرهان ج 3 ص 275, غاية المرام ج 4 ص 60, ينابيع المعاجز ص 17, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 523, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 483

[8] بصائر الدرجات ص 215, بحار الأنوار ج 35 ص 431

[9] بصائر الدرجات ص 216, تفسير العياشي ج 2 ص 221, تفسير الصافي ج 3 ص 77, البرهان ج 3 ص 275, اللوامع النورانية ص 311, بحار الأنوار ج 35 ص 432, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 523, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 483

[10] بصائر الدرجات ص 216, اللوامع النورانية ص 890, البرهان ج 2 ص 292, ينابيع المعاجز ص 16, غاية المرام ج 4 ص 59, بحار الأنوار ج 35 ص 432

[11] بصائر الدرجات ص 229, بحار الأنوار ج 14 ص 245, القصص للجزائري ص 409. نحوه: الإحتجاج ج 2 ص 375, تأويل الآيات ص 243, الفصول المهمة ج 1 ص 405, البرهان ج 3 ص 276, ينابيع المعاجز ص 24, غاية المرام ج 4 ص 60, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 521, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 480, الإصراط المستقيم ج 1 ص 211 بإختصار

[12] مختصر البصائر ص 302, بحار الأنوار ج 40 ص 212, الخرائج ج 2 ص 798 نحوه

[13] من هنا في إثبات الهداة

[14] تفسير العياشي ج 1 ص 13, تفسير الصافي ج 25, البرهان ج 1 ص 52, بحار الأنوار ج 89 ص 116, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 523, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 483, إثبات الهداة ج 2 ص 206

[15] بصائر الدرجات ص 212, البرهان ج 3 ص 273, ينابيع المعاجز ص 21, غاية المرام ج 4 ص 58, بحار الأنوار ج 26 ص 170, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 524, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 239

[16] بصائر الدرجات ص 213, البرهان ج 3 ص 274, غاية المرام ج 4 ص 58, بحار الأنوار ج 35 ص 430, شرح الأخبار ج 2 ص 310 نحوه

[17] بصائر الدرجات ص 213

[18] بصائر الدرجات ص 214, بحار الأنوار ج 35 ص 430

[19] الأمالي للصدوق ص 564, روضة الواعظين ج 1 ص 111, وسائل الشيعة ج 27 ص 188, البرهان ج 3 ص 275, ينابيع المعاجز ص 23, غاية المرام ج 4 ص 59, بحار الأنوار ج 35 ص 429

[20] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 29, البرهان ج 3 ص 276, بحار الأنوار ج 40 ص 145

[21] غرر لأخبار ص 146

[22] الكافي ج 1 ص 226, بصائر الدرجات ص 47, تأويل الآيات ص 480, الوافي ج 3 ص 555, البرهان ج 3 ص 261, بحار الأنوار ج 17 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 506, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 454

[23] الكافي ج 1 ص 257, بصائر الدرجات ص 230, الوافي ج 3 ص 591, البرهان ج 3 ص 273, ينابيع المعاجز ص 19, غاية المرام ج 4 ص 57, بحار الأنوار ج 26 ص 197, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 522, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 481

[24] تفسير القمي ج 1 ص 367, تفسير الصافي ج 3 ص 77, اللوامع النورانية ص 310, البرهان ج 3 ص 273, ينابيع المعاجز ص 20, غاية المرام ج 4 ص 58, بحار الأنوار ج 26 ص 160, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 87, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 482

[25] في تفسير العياشي: عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ×

[26] بصائر الدرجات ص 214, تفسير العياشي ج 2 ص 221, البرهان ج 3 ص 276, بحار الأنوار ج 26 ص 172, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 523, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 483

[27] تفسير فرات ص 123, بحار الأنوار ج 37 ص 171

[28] بصائر الدرجات ص 128, تفسير العياشي ج 2 ص 266, تأويل الآيات ص 611, البرهان ج 3 ص 446, ينابيع المعاجز ص 8, بحار الأنوار ج 89 ص 86, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 73, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 252, تفسير الصافي ج 3 ص 151 بإختصار

[29] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 250, بحار الأنوار ج 26 ص 28

[30] دلائل الإمامة ص 236, نوادر المعجزات ص 279, الأمان من الأخطار ص 68, الوافي ج 3 ص 775, البرهان ج 1 ص 739, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[31] تفسير فرات ص 145, بحار الأنوار ج 26 ص 64

[32] تفسير القمي ج 2 ص 61, البرهان ج 3 ص 765, اللوامع النورانية ص 378, بحار الأنوار ج 24 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 382. نحوه: بصائر الدرجات ص 518, محتصر البصائر ص 209, تأويل الآيات ص 309, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 320, تفسير فرات ص 256 بإختصار, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 214 بإختصار

[33] اليقين ص 296, بحار الأنوار ج 24 ص 187

[34] نوادر المعجزات ص 136, عيون المعجزات ص 38, مدينة المعاجز ج 1 ص 477

[35] روضة الواعظين ج 1 ص 105, البرهان ج 3 ص 276, ينابيع المعاجز ص 24, غاية المرام ج 4 ص 60, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 524, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 484

[36] الكافي ج 1 ص 214, بصائر الدرجات ص 205, الوافي ج 3 ص 534, تفسير الصافي ج 4 ص 120, وسائل الشيعة ج 27 ص 180, البرهان ج 4 ص 326, بحار الأنوار ج 23 ص 200, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 166, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 156, مستدرك الوسائل ج 17 ص 328

[37] بصائر الدرجات ص 206, البرهان ج 4 ص 327, بحار الأنوار ج 23 ص 203, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 166

[38] تأويل الآيات ص 423, البرهان ج 4 ص 327, بحار الأنوار ج 23 ص 189, مستدرك الوسائل ج 17 ص 327

[39] بصائر الدرجات ص 204, بحار الأنوار ج 23 ص 200, مستدرك الوسائل ج 17 ص 328

[40] بصائر الدرجات ص 205, البرهان ج 4 ص 327, بحار الأنوار ج 23 ص 201, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 166, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 157, مستدرك الوسائل ج 17 ص 329

[41] الكافي ج 1 ص 229, بصائر الدرجات ص 212, تأويل الآيات ص 243, الوافي ج 3 ص 561, البرهان ج 3 ص 274, بحار الأنوار ج 26 ص 170, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 89, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 566

[42] من هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[43] الخرائج ج 2 ص 796, مختصر البصائر ص 301, بحار الأنوار ج 40 ص 211, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 92, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 569

[44] تفسير القمي ج 1 ص 367, تفسير الصافي ج 3 ص 77, اللوامع النورانية ص 310, البرهان ج 3 ص 273, ينابيع المعاجز ص 20, غاية المرام ج 4 ص 58, بحار الأنوار ج 26 ص 160, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 87, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 482

[45] الأمالي للصدوق ص 564, روضة الواعظين ج 1 ص 111, وسائل الشيعة ج 27 ص 188, البرهان ج 3 ص 275, ينابيع المعاجز ص 23, غاية المرام ج 4 ص 59, بحار الأنوار ج 35 ص 429

[46] نوادر المعجزات ص 136, عيون المعجزات ص 38, مدينة المعاجز ج 1 ص 477

[47] إرشاد القلوب ج 2 ص 416, المحتضر ص 278, تأويل الآيات ص 244, بحار الأنوار ج 26 ص 221, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 484. نحوه: نوادر المعجزات ص 26, المناقب للعلوي ص 82, البرهان ج 3 ص 681, مدينة المعاجز ج 1 ص 539

[48] الكافي ج 1 ص 226, بصائر الدرجات ص 47, تأويل الآيات ص 480, الوافي ج 3 ص 555, ينابيع المعاجز 16, البرهان ج 4 ص 547, غاية المرام ج 4 ص 37, بحار الأنوار ج 17 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 507, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 551

[49] تأويل الآيات ص 559, البرهان ج 5 ص 31, اللوامع النورانية ص 637, بحار الأنوار ج 23 ص 197, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 161

[50] شوهد التنزيل ج 1 ص 400, ينابيع المودة ج 1 ص 307

[51] شوهد التنزيل ج 1 ص 401

[52] تفسير الثعلبي ج 5 ص 299, النور المشتعل للأصفهاني ص 125, شوهد التنزيل ج 1 ص 401, ينابيع المودة ج 1 ص 305

[53] شوهد التنزيل ج 1 ص 405

[54] تفسير الثعلبي ج 5 ص 299, شوهد التنزيل ج 1 ص 402 نحوه

[55] مناقب أهل البيت لابن المغازلي ص 374, مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 252, نهج الإيمان ص 138, ينابيع المودة ج 1 ص 305 نحوه بإختصار

[56] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 268

[57] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 268

[58] ينابيع المودة ج 1 ص 308

[59] شوهد التنزيل ج 1 ص 403

[60] ينابيع المودة ج 1 ص 308

[61] مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 252, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 374, نهج الإيمان ص 138

[62] الى هنا في وسائل الشيعة, تفسير الصافي, تفسير كنز الدقائق, تأويل الآيات

[63] بصائر الدرجات ص 204, الكافي ج 1 ص 213, مستدرك الوسائل ج 17 ص 332, الوافي ج 3 ص 531, البرهان ج 1 ص 45, الفصول المهمة في أصول الأئمة ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 23 ص 199, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 317, وسائل الشيعة ج 27 ص 179, تفسير الصافي ج 1 ص 318, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 19, تأويل الآيات ص 107

[64] بصائر الدرجات ص 196, البرهان ج 1 ص 44, وسائل الشيعة ج 27 ص 196, مستدرك الوسائل ج 17 ص 331, بحار الأنوار ج 23 ص 197, تفسير العياشي ج 1 ص 11, تفسير الصافي ج 1 ص 29

[65] تأويل الآيات ص 423, مستدرك الوسائل ج 17 ص 327, بحار لأنوار ج 23 ص 189

[66] تأويل الآيات ص 540, بحار الأنوار ج 24 ص 179, البرهان ج 4 ص 854, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 50, كتاب سليم يت قيس ص 462 مفصل, تفسير فرات ص 68 مفصل

[67] مختصر البصائر ص 185, بحار الأنوار ج 26 ص 26, بصائر الدرجات ص 506

[68] الإحتجاج ج 1 ص 369, وسائل الشيعة ج 27 ص 74, بحار الأنوار ج 65 ص 266

[69] تفسير القمي ج 1 ص 96, بحار الأنوار ج 23 ص 192, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 316, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 25, البرهان ج 1 ص 598

[70] بحار الأنوار ج 66 ص 80

[71] تفسير القمي ج 2 ص 68, بصائر الدرجات ص 42, وسائل الشيعة ج 27 ص 70, الفصول المهمة ج 1 ص 581, البرهان ج 3 ص 426, اللوامع النورانية ص 388, غاية المرام ج 3 ص 29, بحار الأنوار ج 23 ص 174, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 58, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 388, مستدرك الوسائل ج 17 ص 281

[72] إلى هنا في مستدرك الوسائل

[73] الكافي ج 1 ص 212, بصائر الدرجات ص 38, الوافي ج 3 ص 529, البرهان ج 3 ص 424, غاية المرام ج 3 ص 27, بحار الأنوار ج 23 ص 177, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 213, مستدرك الوسائل ج 17 ص 276, الفصول المهمة ج 1 ص 582 نحوه

[74] إلى هنا في وسائل الشيعة وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[75] تفسير العياشي ج 2 ص 261, البرهان ج 3 ص 428, غاية المرام  3 ص 30, بحار الأنوار ج 23 ص 183, وسائل الشيعة ج 27 ص 76, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 59, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 216

[76] قرب الإسناد ص 350, بحار الأنوار ج 23 ص 174

[77] إلى هنا في تأويل الآيات وإثبات الهداة وتفسير نرو الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[78] الكافي ج 1 ص 210, الوافي ج 3 ص 526, وسائل الشيعة ج 27 ص 63, البرهان ج 3 ص 423, اللوامع النورانية ص 617, غاية المرام ج 3 ص 26, بحار الأنوار ج 16 ص 359, تأويل الآيات ص 259, إثبات الهداة ج 2 ص 9, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 55, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 211

[79] إلى هنا في بصائر الدرجات وتأويل الآيات وبحار الأنوار ومستدرك الوسائل وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[80] الكافي ج 1 ص 210, الوافي ج 3 ص 527, وسائل الشيعة ج 27 ص 64, البرهان ج 3 ص 423, اللوامع النورانية ص 617, بصائر الدرجات ص 40, تأويل الآيات ص 259, بحار الأنوار ج 23 ص 179, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 55, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 211, مستدرك الوسائل ج 17 ص 279

[81] إلى هنا في هداية الأمة

[82] الكافي ج 1 ص 210, تأويل الآيات ص 259, الوافي ج 3 ص 527, وسائل الشيعة ج 27 ص 64, الفصول المهمة ج 1 ص 579, البرهان ج 3 ص 423, اللوامع النورانية ص 339, غاية المرام ج 3 ص 26, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 55, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 212, هداية الأمة ج 8 ص 365 نحوه

[83] إلى هنا في المحاسن

[84] الكافي ج 1 ص 50, الوافي ج 1 ص 195, وسائل الشيعة ج 27 ص 25, الفصول المهمة ج 1 ص 519, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 28, تفسير نور الثقلين ج 13 ص 55, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 211, المحاسن ج 1 ص 216. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 260, هداية الأمة ج 1 ص 6, بحار الأنوار ج 23 ص 183, مستدرك الوسائل ج 17 ص 268

[85] من هنا في الفصول المهمة وهداية الأمة

[86] الكافي ج 1 ص 211, الوافي ج 3 ص 529, البرهان ج 3 ص 424, اللوامع النورانية ص 339, غاية المرام ج 3 ص 26, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 212, الفصول المهمة ج 1 ص 580, هداية الأمة ج 8 ص 373. نحوه: بصائر الدرجات ص 38, بحار الأنوار ج 23 ص 176, مستدرك الوسائل ج 17 ص 276, وسائل الشيعة ج 27 ص 66 بعضه

[87] الكافي ج 1 ص 211, بصائر الدرجات ص 41, الوافي ج 3 ص 526, تفسير الصافي ج 3 ص 137, وسائل الشيعة ج 27 ص 63, البرهان ج 3 ص 424, غاية المرام ج 3 ص 27, بحار الأنوار ج 23 ص 180, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 213. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 260, مستدرك الوسائل ج 17 ص 268

[88] بصائر الدرجات ص 41, بحار الأنوار ج 23 ص 180, مستدرك الوسائل ج 17 ص 280

[89] دعائم الإسلام ج 1 ص 27, مستدرك الوسائل ج 17 ص 271

[90] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 239, الأمالي للصدوق ص 532, تحف العقول ص 435, بشارة المصطفى | ص 234, وسائل الشيعة ج 27 ص 72, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 28, بحار الأنوار ج 23 ص 173, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 214, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 215

[91] الكافي ج 1 ص 212, بصائر الدرجات ص 38, الوافي ج 3 ص 529, تفسير الصافي ج 3 ص 137, وسائل الشيعة ج 27 ص 65, الفصول المهمة ج 1 ص 579, غاية المرام ج 3 ص 27, بحار الأنوار ج 23 ص 177, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 213, مستدرك الوسائل ج 17 ص 282

[92] بصائر الدرجات ص 39, بحار الأنوار ج 23 ص 178, مستدرك الوسائل ج 17 ص 277

[93] إلى هنا في مستدرك الوسائل

[94] بصائر الدرجات ص 39, بحار الأنوار ج 23 ص 176, مستدرك الوسائل ج 17 ص 277

[95] بصائر الدرجات ص 39, بحار الأنوار ج 23 ص 178, مستدرك الوسائل ج 17 ص 278

[96] بصائر الدرجات ص 39, الأمالي للطوسي ص 664, البرهان ج 3 ص 427, غاية المرام ج 3 ص 29, بحار الأنوار ج 23 ص 178, مستدرك الوسائل ج 17 ص 277

[97] بصائر الدرجات ص 40, بحار الأنوار ج 23 ص 179, مستدرك الوسائل ج 17 ص 278

[98] بصائر الدرجات ص 40, بحار الأنوار ج 23 ص 179, مستدرك الوسائل ج 17 ص 278

[99] بصائر الدرجات ص 40, بحار الأنوار ج 23 ص 179

[100] بصائر الدرجات ص 40, بحار الأنوار ج 23 ص 179, مستدرك الوسائل ج 17 ص 270

[101] بصائر الدرجات ص 41, بحار الأنوار ج 23 ص 180, مستدرك الوسائل ج 17 ص 279

[102] بصائر الدرجات ص 42, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 28, بحار الأنوار ج 23 ص 181, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 55

[103] بصائر الدرجات ص 43, بحار الأنوار ج 23 ص 181, مستدرك الوسائل ج 17 ص 282

[104] الكافي ج 1 ص 295, الوافي ج 2 ص 316, وسائل الشيعة ج 27 ص 66, بصائر الدرجات ص 41, تفسير الصافي ج 3 ص 137, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 27, بحار الأنوار ج 23 ص 181, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 214, مستدرك الوسائل ج 17 ص 280, اللوامع النورانية ص 618, إثبات الهداة ج 2 ص 14

[105] إلى هنا في بصائر الدرجات وتفسير الصافي والبرهان وغاية المرام وبحار الأنوار وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق ومستدرك الوسائل

[106] إلى هنا في اللوامع النورانية

[107] إلى هنا في إثبات الهداة

[108] الكافي ج 1 ص 295, الوافي ج 2 ص 316, وسائل الشيعة ج 27 ص 66, بصائر الدرجات ص 41, تفسير الصافي ج 3 ص 137, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 27, بحار الأنوار ج 23 ص 181, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 214, مستدرك الوسائل ج 17 ص 280, اللوامع النورانية ص 618, إثبات الهداة ج 2 ص 14

[109] بصائر الدرجات ص 41, بحار الأنوار ج 23 ص 180, مستدرك الوسائل ج 17 ص 280

[110] بصائر الدرجات ص 41, بحار الأنوار ج 23 ص 180, مستدرك الوسائل ج 17 ص 280

[111] بصائر الدرجات ص 42, بحار الأنوار ج 23 ص 178, مستدرك الوسائل ج 17 ص 281

[112] إلى هنا في كفاية الأثر ووسائل الشيعة وهداية الأمة ج 1 ص 28 والإنصاف في النص وبهجة النظر وبحار الأنوار وخاتمة المستدرك

[113] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 166, كفاية الأثر ص 259, وسائل الشيعة ج 27 ص 72, هداية الأمة ج 1 ص 28, الإنصاف في النص ص 292, وبهجة النظر ص 91, بحار الأنوار ج 36 ص 405, خاتمة المستدرك ج 9 ص 247

[114] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 197, مشكاة الأنوار ص 57, البرهان ج 3 ص 427, غاية المرام ج 3 ص 30, بحار الأنوار ج 23 ص 186, مستدرك الوسائل ج 17 ص 269

[115] دعائم الإسلام ج 1 ص 13

[116] دعائم الإسلام ج 2 ص 353, مستدرك الوسائل ج 17 ص 283

[117] الإرشاد ج 2 ص 162, روضة الواعظين ج 1 ص 203, كشف الغمة ج 2 ص 126, البرهان ج 3 ص 427, حلية الأبرار ج 3 ص 393, غاية المرام ج 3 ص 29

[118] كنز الفوائد ج 2 ص 209, بحار الأنوار ج 2 ص 312, مستدرك الوسائل ج 17 ص 257

[119] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 352, البرهان ج 3 ص 428, غاية المرام ج 3 ص 25, بحار الأنوار ج 40 ص 174, الصراط المستقيم ج 2 ص 12 بإختصار

[120] كشف الغمة ج 2 ص 386, بحار الأنوار ج 50 ص 178

[121] تفسير العلبي ج 6 ص 266, تفسير الشهرستاني ج 1 ص 48, التفسير الكبير للطبراني ج 4 ص 275, جامع الأحكام للقرطبي ج 11 ص 273

[122] جامع البيان ج 14 ص 77, شواهد التنزيل ج 1 ص 434, تفسير ابن كثير ج 2 ص 591, الفصول المهمة ج 2 ص 209, تفسير الآلوسي ج 14 ص 146, ينابيع المودة  1 ص 357

[123] شواهد التنزيل ج 1 ص 432

[124] شواهد التنزيل ج 1 ص 435

[125] شواهد التنزيل ج 1 ص 436

[126] شواهد التنزيل ج 1 ص 437

[127] ينابيع المودة ج 1 ص 357

[128] ينابيع المودة ج 1 ص 357

[129] تفسير الشهرستاني ج 1 ص 48

[130] بصائر الدرجات ص 418, مدينة المعاجز ج 2 ص 201, بحار الأنوار ج 40 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 55, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 344

[131] بصائر الدرجات ص 82, بحار الأنوار ج 23 ص 342

[132] الكافي ج 1 ص 190, بصائر الدرجات ص 63, تفسير العياشي ج 1 ص 62, دعائم الإسلام ج 1 ص 21, بشارة المصطفى | ص 193, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 314, تأويل الآيات ص 86, الوافي ج 3 ص 498, البرهان ج 1 ص 342, بحار الأنوار ج 16 ص 357, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 134, تفسير فرات ص 62

[133] تفسير فرات ص 62, بحار الأنوار ج 23 ص 337, شرح الأخبار ج 2 ص 345 بإختصار

[134] بصائر الدرجات ص 82, البرهان ج 1 ص 343, مختصر البصائر ص 205, بحار الأنوار ج 23 ص 343, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 133, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 178

[135] تفسير العياشي ج 1 ص 63, بحار الأنوار ج 23 ص 350, تفسير الصافي ج 1 ص 197

[136] مدينة المعاجز ج 5 ص 69, الوافي ج 3 ص 775, دلائل الإمامة ص 335, نوادر المعاجزات ص 130, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, بحار الأنوار ج 46 ص 307, الدر النظيم ص 605

[137] تأويل الآيات ص 540, بحار الأنوار ج 24 ص 179, كتاب سليم بن قيس ص 462 مفصل, تفسير فرات ص 67 مفصل

[138] مختصر البصائر ص 185, بحار الأنوار ج 26 ص 26, بصائر الدرجات ص 506

[139] الكافي ج 8 ص 380, الوافي ج 3 ص 941, تفسير الصافي ج 3 ص 435, البرهان ج 4 ص 67, اللوامع النورانية ص 428, غاية المرام ج 3 ص 259, بحار الأنوار ج 23 ص 321, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 605, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 306

[140] الكافي ج 1 ص 281, الوافي ج 2 ص 264, البرهان ج 4 ص 566, حلية الأبرار ج 2 ص 385, بحار الأنوار ج 22 ص 479

[141] اليقين ص 350, نحو: روضة الواعظين ج 1 ص 93, الإحتجاج ج 1 ص 60, التحصين ص 582, العدد القوية ص 173, تفسير الصافي ج 4 ص 247, إثبات الهداة ج 3 ص 119, البرهان ج 2 ص 231, غاية المرام ج 1 ص 331, بحار الأنوار ج 35 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 379, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 62

[142] الفضائل لابن شاذان ص 94, الروضة في الفضائل ص 26, البرهان ج 4 ص 569, مدينة المعاجز ج 2 ص 133, اللوامع النورانية ص 543, غاية المرام ج 5 ص 214, بحار الأنوار ج 40 ص 176

[143] دلائل الإمامة ص 236, نوادر المعجزات ص 139, عيون المعجزات ص 279, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, الدر النظيم ص 606, البرهان ج 1 ص 739, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[144] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 227, مناقب آل أبي طالب ج 6 ص 106, بحار الأنوار ج 47 ص 130

[145] الكافي ج 1 ص 281, الوافي ج 2 ص 264, البرهان ج 4 ص 566, حلية الأبرار ج 2 ص 385, بحار الأنوار ج 22 ص 479

[146] الهداية الكبرى ص 98

[147] تفسير فرات ص 398, غاية المرام ج 3 ص 232, بحار الأنوار ج 23 ص 249, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 514

[148] بصائر الدرجات ص 136, تفسير العياشي ج 1 ص 14, البرهان ج 5 ص 472, اللوامع النورانية ص 768, غاية المرام ج 4 ص 90, بحار الأنوار ج 40 ص 138, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 403, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 407

[149] معاني الأخبار ص 59, بشارة المصطفى | ص 13, البرهان ج 5 ص 471, اللوامع النورانية ص 767,  غاية المرام ج 4 ص 89, بحار الأنوار ج 33 ص 284, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 402, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 406

[150] دلائل الإمامة ص 235, نوادر المعجزات ص 279, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, الدر النظيم ص 605, الوافي ج 3 ص 775, مدينة المعاجز ج 5 ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[151] دلائل الإمامة ص 235, نوادر المعجزات ص 279, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, الدر النظيم ص 605, الوافي ج 3 ص 775, مدينة المعاجز ج 5 ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[152] الكافي ج 1 ص 248, تأويل الآيات ص 794, الوافي ج 2 ص 45, تفسير الصافي ج 4 ص 403, البرهان ج 5 ص 705, بحار الأنوار ج 25 ص 79, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 622, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 115

[153] الكافي ج 1 ص 251, الوافي ج 2 ص 54, البرهان ج 5 ص 708, بحار الأنوار ج 25 ص 80, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 636, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 367

[154] الكافي ج 1 ص 252, الوافي ج 2 ص 55, الفصول المهمة ج 3 ص 374, البرهان ج 5 ص 709, بحار الأنوار ج 25 ص 82, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 637, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 369

[155] الكافي ج 1 ص 242, الوافي ج 2 ص 32, البرهان ج 5 ص 701, مدينة المعاجز ج 5 ص 191, بحار الأنوار ج 13 ص 397

[156] الكافي ج 1 ص 249, بصائر لدرجات ص 224, تأويل الآيات ص 795, الوافي ج 2 ص 49, البرهان ج 5 ص 705, مدينة المعاجز ج 2 ص 447, بحار الأنوار ج 25 ص 71, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 365

[157] بصائر الدرجات ص 220, بحار الأنوار ج 94 ص 22, مستدرك الوسائل ج 7 ص 462

[158] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 368, بحار الأنوار ج 40 ص 235

[159] بحار الأنوار ج 66 ص 80

[160] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 61, بحار الأنوار ج 38 ص 27

[161] الإحتجاج ج 2 ص 380, بحار الأنوار ج 47 ص 399

[162] المزار الكبير ص 270, المزار الشهيد الأول ص 74, بحار الأنوار ج 97 ص 363, زاد المعاد ص 470

[163] شواهد التنزيل ج 1 ص 348

[164] دلائل الإمامة ص 236, نوادر المعجزات ص 132, الوافي ج 3 ص 775, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, البرهان ج 1 ص 739, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[165] الإحتجاج ج 1 ص 375, بحار الأنوار ج 90 ص 118

[166] دلائل الإمامة ص 236, نوادر المعجزات ص 279, الدر النظيم ص 606, الوافي ج 3 ص 775, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 69 ص 183, رياض الأبرار ج 2 ص 109, الأمان من أخطار الأسفار والأزمان ص 68, البرهان ج 1 ص 739,

[167] دلائل الإمامة ص 171, نوادر المعجزات ص 235, فرج المهموم ص 223, مدينة المعاجز ج 3 ص 241, بحار الأنوار ج 55 ص 273, رياض الأبرار ج 1 ص 103

[168] دلائل الإمامة ص 236, الأمن من الأخطار ص 68, الدر النظيم ص 606, البرهان ج 1 ص 739, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 69 ص 183

[169] الكافي ج 1 ص 256, بصائر الدرجات ص 113, الوافي ج 1 ص 513, الفصول المهمة ج 1 ص 395, البرهان ج 5 ص 514, بحار الأنوار ج 4 ص 110, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 441, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 489, تفسير الصافي ج 5 ص 238 بإختصار

[170] المناقب للعلوي ص 81, نوادر المعجزات ص 88, البرهان ج 3 ص 681, مدينة المعاجز ج 1 ص 538, بحار الأنوار ج 42 ص 53

[171] الخرائج والجرائح ج 1 ص 343، الثاقب في المناقب ص 189, تفسير الصافي ج 5 ص 238, إثبات الهداة ج 4 ص 361, مدينة المعاجز ج 7 ص 204, بحار الأنوار ج 49 ص 75، رياض الأبرار ج 2 ص 348, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 444, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 493

[172] كشف الغمة ج 2 ص 387, بحار الأنوار ج 75 ص 367

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية