من هم أهل الرجعة

عن أبي عبد الله × قال: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي ×، وإن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا. [1]

 

عن سيف بن عميرة، قال: قال لي أبو جعفر ×: المؤمن ليخير في قبره فإذا قام القائم × فيقال له: قد قام صاحبك فإن أحببت أن تلحق به فالحق، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم. [2]

 

وقوله‏ {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} عن أبي عبد الله ×: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب ومحضوا الكفر محضا لا يرجعون في الرجعة, وأما في القيامة فيرجعون, أما غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الإيمان محضا أو محضوا الكفر محضا يرجعون‏. [3]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا, فأما ما سوى هذين فإنه يلهى عنه,[4] وقال في الرجعة: إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم × من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا, فأما ما سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب. [5]

 

عن المفضل بن عمر قال: ذكرنا القائم × ومن مات من أصحابنا ينتظره, فقال لنا أبو عبد الله ×: إذا قام أتي المؤمن في قبره, فيقال له: يا هذا, إنه قد ظهر صاحبك, فإن تشأ أن تلحق به فالحق, وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم. [6]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن أرواح المؤمنين يرون آل محمد عليهم السلام في جبال رضوى, فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم, وتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت ×, فإذا قام قائمنا × بعثهم الله وأقبلوا معه يلبون زمرا فزمرا, فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون, وينجو المقربون. [7]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل في صفة قبض روح المؤمن قال: ثم يزور آل محمد في جنان رضوى، فيأكل معهم من طعامهم، ويشرب معهم من شرابهم، ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله، فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا، فعند ذلك يرتاب المبطلون، ويضمحل المحلون، وقليل ما يكونون، هلكت المحاضير، ونجا المقربون، من أجل ذلك قال رسول الله | لعلي ×: أنت أخي، وميعاد ما بيني‏ وبينك وادي السلام. [8]

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قوله تبارك وتعالى {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} قال: فقال لي: يا أبا بصير, ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله | أن الله لا يبعث الموتى, قال: فقال: تبا لمن قال هذا, سلهم: هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك, فأوجدنيه, قال: فقال لي: يا أبا بصير, لو قد قام قائمنا # بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم, فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم, وهم مع القائم #, فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة, ما أكذبكم, هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب, لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم فقال: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}. [9]

 

عن زرارة قال: كرهت أن أسأل أبا جعفر × في الرجعة، فأقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: جعلت فداك, أخبرني عمن قتل مات قال ×: لا، الموت موت والقتل قتل، قال: فقلت له: ما أحد يقتل إلا مات؟ قال: فقال ×: يا زرارة, قول الله أصدق من قولك, قد فرق بينهما في القرآن قال: {أفإن مات أو قتل} وقال: {ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون} ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل، وقد قال الله: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} الآية, قال: فقلت له: إن الله يقول: {كل نفس ذائقة الموت} أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ قال: فقال ×: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إن من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت. [10]

 

عن المفضل, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله عز وجل‏ {ويوم نحشر من كل أمة فوجا} قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا. [11]

 

عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر × قال: قرأ هذه الآية {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} فقال: هل تدري من يعني؟ فقلت: يقاتل المؤمنون {فيقتلون ويقتلون}, فقال ×: لا, ولكن من قتل من المؤمنين رد حتى يموت, ومن مات رد حتى يقتل, وتلك القدرة فلا تنكرها.[12]

 

عن الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيم × قال: لترجعن‏ نفوس‏ ذهبت‏، وليقتص يوم يقوم، ومن عذب يقتص بعذابه، ومن أغيظ أغاظ بغيظه، ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا، ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم، وشفوا أنفسهم، ويصير عدوهم إلى أشد النار عذابا، ثم يوقفون بين يدي الجبار عز وجل فيؤخذ لهم بحقوقهم. [13]

 

عن المفضل بن عمر، قال‌: سمعت أبا عبد الله × يقول‌: يكر مع القائم × ثلاث عشرة امرأة‌, قلت‌: وما يصنع بهن؟ قال ×‌: يداوين الجرحى‌، ويقمن على المرضى, كما كان مع رسول الله | قلت‌: فسمهن لي‌؟ فقال ×‌: القنواء بنت رشيد، وام أيمن‌، وحبابة الوالبية‌، وسمية ام عمار بن ياسر، وزبيدة‌، وام خالد الأحمسية‌، وام سعيد الحنفية‌، وصبانة الماشطة‌، وام خالد الجهنية‌. [14]

 

عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله ×: إذا قام قائمنا × رد كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصورة التي كانوا عليها وفيها بين اظهرهم لينتصف منهم المؤمنون. [15]

 

 

* دعاء العهد المشهور

عن أبي عبد الله × أنه قال: من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة. وهو هذا:

اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، وَالْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ، وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرَضُونَ، يَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ، الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ، عَنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا، بَرِّهَا وَبَحْرِهَا، وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَوَاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَمَا أَحْصَاهُ عِلْمُهُ، وَأَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا وَمَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي، لَا أَحُولُ عَنْهَا وَلَا أَزُولُ أَبَداً.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَالْمُسَارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ، وَالْمُحَامِينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقِينَ إِلَى إِرَادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ. اللَّهُمَّ إِنْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلَى عِبَادِكَ حَتْماً، فَأَخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي، مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شَاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَنَاتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الْحَاضِرِ وَالْبَادِ.

اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ، وَاكْحُلْ نَاظِرِي بِنَظِرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبَادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، الْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ، حَتَّى لَا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.

وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ، وَنَاصِراً لِمَنْ لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ، وَمُشَيِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلَامِ دِينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِينَ.

اللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلَى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا بَعْدَهُ. اللَّهُمَّ وَاكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات وتقول: الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَلَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ. [16]

 


 

* الذين ذكروا بأسمائهم

* الممدوحون

عن أبي عبد الله ×: ويقبل الحسين × في اصحابه الذين قتلو معه، ومعه سبعون نبيا كما بعثو مع موسى بن عمران ×، فيدفع اليه القائم × الخاتم، فيكون الحسين × هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته. [17]

 

عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله ×: إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي × وأصحابه, ويزيد بن معاوية وأصحابه, فيقتلهم حذو القذة بالقذة, ثم قال أبو عبد الله ×: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}. [18]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل مع المفضل عن الرجعة: ثم يظهر الحسين × في اثني عشر ألف صديق, واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلاء, فيا لك عندها من كرة زهراء بيضاء. [19]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل مع المفضل عن الرجعة: يا سيدي والاثنان وسبعون رجلا أصحاب أبي عبد الله الحسين بن علي × يظهرون معهم؟ قال: يظهر معهم الحسين بن علي × باثني عشر ألف صديق من شيعته, وعليه عمامة سوداء. [20]

 

عن أبي عبد الله × في زيارة حضرة أبي الفضل العباس ×: ...إني بكم مؤمن وبإيابكم من المؤمنين‏...[21]

 

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × قال: يخرج القائم × من ظهر الكوفة سبعة وعشرين‏ رجلا: خمسة عشر من قوم موسى × الذين كانوا {يهدون بالحق وبه يعدلون‏}, وسبعة من أهل الكهف, ويوشع بن نون,[22] وسلمان, وأبا دجانة الأنصاري, والمقداد, ومالكا الأشتر, فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. [23]

 

عن سلمان قال: دخلت على رسول الله | يوما, فلما نظر إلي قال: يا سلمان, إن الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا، قال: قلت له: يا رسول الله! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، قال: يا سلمان, فهل عرفت من نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله أعلم! قال: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره، ودعاني فأطعته, وخلق من نوري نور علي × فدعاه إلى طاعته فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة ‘ فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن والحسين (عليهم السلام) فدعاهما فأطاعاه، فسمانا الله عز وجل بخمسة أسماء من أسمائه، فالله محمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، والله فاطر وهذه فاطمة، والله ذو الإحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين، ثم خلق منا ومن نور الحسين × تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله عز وجل سماء مبنية، أو أرضا مدحية، أو هواء وماء وملكا أو بشرا، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه‏ ونسمع له ونطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان! من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم، فوالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن، قال: قلت: يا رسول الله فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان، فقلت: يا رسول الله فأنى لي لجنابهم؟ قال: قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين: علي بن الحسين, ثم ولده: محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على دين الله العسكري، ثم ابنه حجة الله فلان سماه باسمه ابن الحسن المهدى، والناطق القائم بحق الله. قال سلمان: فبكيت، ثم قلت: يا رسول الله فأنى لسلمان بإدراكهم؟ قال: يا سلمان إنك مدركهم وأمثالك ومن تولاهم بحقيقة المعرفة، قال سلمان: فشكرت الله كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله! إني مؤجل إلى عهدهم؟ قال: يا سلمان, اقرأ {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي وقلت: يا رسول الله! بعهد منك؟ فقال: إي والذي أرسل محمدا إنه لبعهد مني وبعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة، وكل من هو منا ومظلوم فينا، إي والله يا سلمان، ثم ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار والتراث [الثارات‏] {ولا يظلم ربك أحدا}، ويجري تأويل‏ هذه الآية {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله | وما يبالي سلمان متى لقي الموت أو لقيه. [24]

 

عن أبي خديجة: قال سمعت أبا عبد الله × يقول: إني سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى, ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى, إنه يكون أول منشور في عشرة من أصحابه, ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه. [25]

 

عن أبي جعفر × قال: كأني بعبد الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذؤابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل, بين يدي قائمنا أهل البيت × في أربعة آلاف مكبرون ومكرون. [26]

 

عن أبي عبد الله × قال: كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة. [27]

 

عن داود الرقي قال: قلت له ×: إني قد كبرت ودق عظمي, أحب أن يختم عمري بقتل فيكم, فقال: وما من هذا بد, إن لم يكن في العاجلة تكون في الآجلة. [28]


 

* المذمومون

عن أبي الجارود، عن أبي جعفر ×، قال: سألته، متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود، لا تدركون. فقلت: أهل زمانه. فقال: ولن تدرك أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة، فقال: يا رب، انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول للملائكة الذين نصروا رسول الله | يوم بدر، ولم يحطوا سروجهم، ولم يضعوا أسلحتهم فيبايعونه، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، يسير إلى المدينة، فيسير الناس حتى يرضى الله، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا فرخ زنية. ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين، يكلمهما فيجيبانه، فيرتاب عند ذلك المبطلون، فيقولون: يكلم الموتى؟! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه‏ ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين ‘؛ وذلك الحطب عندنا نتوارثه، ويهدم قصر المدينة. ويسير إلى الكوفة، فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية، شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا ابن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله. ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله. قال: فلم أعقل المعنى، فمكثت قليلا، ثم قلت وما يدريه؟ جعلت فداك متى يرضى الله. قال: يا أبا الجارود، إن الله أوحى إلى أم موسى، وهو خير من أم موسى، وأوحى الله إلى النحل، وهو خير من النحل. فعقلت المذهب، فقال لي: اعقلت المذهب؟ قلت: نعم. فقال: إن القائم × ليملك ثلاثمائة وتسع سنين، كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها، يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد |، يسير بسيرة سليمان بن داود ×، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوى له الأرض، فيوحي الله إليه، فيعمل بأمر الله‏.[29]

 

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: رأيت أمير المؤمنين × وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده، فسلمت عليه، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني، وهو يومئذ خليفة، فاستأذن، فأذن له، فدخل ودخلت معه، فسلم على الثاني، وجلس، فحين استقرت به الأرض قال له: من‏ علمك‏ الجهالة يا مغرور، أما والله، لو ركبت القفر، ولبست الشعر، لكان خيرا لك من المجلس الذي قد جلسته، ومن علوك المنابر؛ أما والله، لو قبلت قول رسول الله | وأطعت ما أمرك به، لما سميت أمير المؤمنين، ولكأني بك قد طلبت الإقالة كما طلبها صاحبك، ولا إقالة. قال: صاحبي طلب منك الإقالة؟ قال: والله، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة، ولم أقله، وكذلك تطلبها أنت، وو الله، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء. فقال له الثاني: ما هذا التكهن، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع. قال له: إنك لتعلم أني لست بكاهن. قال له: من يعمل بنا ما قلت؟ قال: فتى من ولدي، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها. فقال له: يا أبا الحسن، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي؟ فقال له: والله، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك. قال: والله، لو علمت أنك تريد هذا، ما أذنت لك في الدخول. ثم قام فخرج، فقال لي: يا أبا الطفيل اسكت. فو الله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني، وقتل أمير المؤمنين ×. [30]

 

عن بشير النبال عن أبي عبد الله × قال: هل تدري أول ما يبدأ به القائم ×؟ قلت: لا, قال: يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما[31] ويذريهما في الريح, ويكسر المسجد, ثم قال: إن رسول الله × قال: عريش كعريش موسى ×, وذكر أن مقدم مسجد رسول الله | كان طينا وجانبه جريد النخل. [32]

 

عن هارون بن سعيد، قال: سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر: من علمك الجهالة يا مغرور، أما والله لو كنت بصيرا، أو كنت بما أمرك به رسول الله | خبيرا، أو كنت في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر، ولفرشت القصب، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياما، ولما ظلمت عترة النبي | بقبيح الفعل، غير اني أراك في الدنيا قتيلا بجراحة من عبد أم معمر، تحكم عليه بالجور فيقتلك توفيقا يدخل به والله الجنان على الرغم منك. والله لو كنت من رسول الله | سامعا ومطيعا لما وضعت سيفك على عاتقك، ولما خطبت على المنبر، ولكأني‏ بك وقد دعيت فأجبت، ونودي باسمك فأحجمت، وإن لك بعد القتل‏ لهتك ستر، وصلبا ولصاحبك‏ الذي اختارك، وقمت مقامه من بعده. فقال له عمر: يا أبا الحسن، اما تستحي لنفسك من هذا التهكن؟ فقال له أمير المؤمنين ×: والله ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله |, وما نطقت إلا بما علمت. قال: فمتى هذا، يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله | من قبريكما الذين لم ترقدا فيهما نهارا ولا ليلا لئلا يشك أحد فيكما إذ نبشتما ولو دفنتما بين المسلمين لشك‏ شاك، وارتاب مرتاب، وصلبتما على أغصان دوحات شجرة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما، وتفرع وتخضر فيكون علامة لمن أحبكما ورضي بفعالكما، ليميز الله الخبيث من الطيب، ولكأني‏ أنظر إليكما والناس يسألون ربهم العافية مما قد بليتما به. قال: فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن؟ قال: عصابة قد فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم الله لنصرة دينه، فما تأخذهم في الله لومة لائم، ولكأني أنظر إليكما وقد اخرجتما من قبريكما غضين طريين حتى تصلبا على الدوحات، فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما. ثم يؤتى بالنار التي اضرمت‏ لإبراهيم × ويحيى وجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن، ثم يؤمر بالنار وهي النار التي أضرمتموها على باب داري‏ لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله |، وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب وأم كلثوم حتى تحرقا بها، ويرسل الله عليكم‏ ريحا مرة فتنسفكما في اليم نسفا، بعد أن‏ يأخذ السيف منكما ما أخذ، ويصير مصير كما جميعا إلى النار، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله عز وجل: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}‏ يعني من تحت أقدامهم. قال: يا أبا الحسن، يفرق بيننا وبين رسول الله |؟ قال: نعم. قال: يا أبا الحسن، إنك سمعت هذا وإنه حق؟ قال: فحلف أمير المؤمنين × أنه سمعه من النبي | فبكى عمر وقال: إني أعوذ بالله مما تقول، فهل لك علامة؟ قال: نعم، قتل فظيع، وموت رضيع‏، وطاعون شنيع، ولا يبقى من الناس في ذلك الزمان إلا ثلثهم، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآيات حتى يتمنى الأحياء الموت مما يرون من الأهوال‏، فمن هلك استراح، ومن كان له خير عند الله نجا، ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، يأتيه الله ببقايا قوم موسى، ويحيي له أصحاب الكهف، ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين، وينزل من السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها. فقال له عمر: يا أبا الحسن، أما إني أعلم‏ إنك لا تحلف إلا على حق، فو الله‏ لا تذوق أنت ولا أحد من ولدك حلو الخلافة أبدا. فقال له أمير المؤمنين ×: ثم إنكم لا تزدادون لي ولولدي إلا عداوة. قال: فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين ×، فقال له: يا أمير المؤمنين، يا أبا الحسن، اعلم أن أصحابي هؤلاء حللوني‏ مما وليت من امورهم، فإن رأيت أن تحللني‏. فقال أمير المؤمنين ×: ارأيتك إن حللتك أنا فهل لك في تحليل من مضى‏ من رسول الله | وابنته، ثم ولى وهو يقول: {وأسروا الندامة لما رأوا العذاب}. [33]

 

عن المفضل بن عمر, عن جعفر بن محمد × في حديث طويل في ظهور اصاحب الزمان ×, الى أن قال المفضل: يا سيدي ثم‏ يسير المهدي‏ إلى أين؟ قال ×: إلى مدينة جدي |، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب، يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين. قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟ قال: يرد إلى قبر جده |، فيقول: يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله |، فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد، فيقول: ومن معه في القبر؟ فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر، فيقول:- وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون- من أبو بكر وعمر؟ وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله | وعسى المدفون غيرهما؟ فيقول الناس: يا مهدي آل محمد ما هاهنا غيرهما، إنهما دفنا معه، لأنهما خليفتا رسول الله | وأبوا زوجتيه. فيقول للخلق بعد ثلاثة أيام: أخرجوهما من قبريهما، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما، ولم يشحب لونهما. فيقول: هل فيكم من يعرفهما؟ فيقولون: نعرفهما بالصفة، وليس ضجيعي جدك غيرهما. فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟ فيقولون: لا، فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام. م ينتشر الخبر في الناس، ويحضر المهدي × ويكشف الجدران عن القبرين، ويقول للنقباء: ابحثوا عنهما وانبشوهما، فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما، فيخرجان غضين طريين كصروتهما في الدنيا. فيكشف عنهما أكفانهما، ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة، فيصلبهما عليها، فتحيا الشجرة وتورق وتونع‏ ويطول فرعها.فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف حقا، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما، ويخبر من أخفى ما في نفسه- ولو مقياس حبة- من محبتهما وولايتهما، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما. وينادي منادي المهدي ×: كل من أحب صاحبي رسول الله | وضجيعيه فلينفرد جانبا، فيتجزأ الخلق جزءين: أحدهما موال والآخر متبرئ‏ منهما. فيعرض المهدي × على أوليائهما البراءة منهما، فيقولون: يا مهدي آل رسول الله نحن لم نتبرأ منهما، وما كنا نقول: إن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما، انبرأ الساعة منهما، وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؟ من نضارتهما وغضاضتهما، وحياة هذه الشجرة بهما؟ بلى والله نبرأ منك، وممن آمن بك، وممن لا يؤمن بهما، وممن صلبهما وأخرجهما، وفعل بهما ما فعل، فيأمر المهدي × ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية. ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى، ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور، حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم ×، وجمع النار لإبراهيم ×، وطرح يوسف × في الجب، وحبس يونس × في بطن الحوت، وقتل يحيى ×، وصلب عيسى ×، وعذاب جرجيس ودانيال ×، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ‘ لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن ×، وقتل الحسين ×، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله |، وإراقة دماء آل محمد |، وكل دم سفك، وكل فرج نكح حراما، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم، وجور وغشم، منذ عهد آدم × إلى وقت قيام قائمنا ×، كل ذلك كل ذلك يعدده عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به. ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة، ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة، ثم يأمر ريحا فتنسفهما {في اليم نسفا}. قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟ قال ×: هيهات يا مفضل، والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله |، والصديق الأكبر أمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمة ×، وكل من محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا، وليقتصن منهما بجميع المظالم‏، حتى إنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى ما شاء الله. [34]

 

عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى ×: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فقال ×: يا أبا القاسم: ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل، وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله | وكنيه، وهو الذي تطوي له الأرض، ويذل له كل صعب ويجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، من أقاصي الأرض، وذلك قول الله عز وجل: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير} فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل. قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة،[35] فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.[36]

 

عن عبد الرحيم القصير قال: قال لي أبو جعفر ×: أما لو قام قائمنا × لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد, وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة ÷ منها, قلت: جعلت فداك, ولم يجلدها الحد؟ قال: لفريتها على أم إبراهيم,[37] قلت: فكيف أخره الله للقائم ×؟ فقال له: إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا | رحمة, وبعث القائم × نقمة.[38]

 

عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله ×: إن أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي × وأصحابه, ويزيد بن معاوية وأصحابه, فيقتلهم حذو القذة بالقذة, ثم قال أبو عبد الله ×: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}. [39]

 

عن أبي جعفر ×: كان أمير المؤمنين ×‏ يقول: من أراد أن يقاتل شيعة الدجال فليقاتل الباكي على دم عثمان، والباكي على أهل النهروان، إن من لقي الله عز وجل مؤمنا بأن عثمان قتل مظلوما لقي الله ساخطا عليه ويدرك الدجال، فقال رجل: يا أمير المؤمنين, فإن مات قبل ذلك؟ قال ×: فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه. [40]

 

عن أبي جعفر ×: قال أمير المؤمنين × في قوله عز وجل: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} قال: هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي, وخرج عثمان بن عفان وشيعته ونقتل بني أمية, فعندها {يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.[41]

 

عن أبي عبد الله × في حديث: إن سعدا [42] يكر فيقاتل عليا ×. [43]

 

عن معاوية بن عمار قال:‏ قلت لأبي عبد الله × قول الله‏ {فإن له معيشة ضنكا} قال: هي والله للنصاب, قال: جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا, قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة. [44]

 



[1] مختصر البصائر ص 106, البرهان ج 3 ص 507, حلية الأبرار ج 5 ص 368, مرآة العقول ج 3 شرح ص 201, بحار الأنوار ج 53 ص 39, رياض الأبرار ج 3 ص 244

[2] دلائل الإمامة ص 479, إثبات الهداة ج 5 ص 202, حلية الأبرار ج 5 ص 301

[3] تفسير القمي ج 1 ص 24. نحوه: مختصر البصائر ص 150, الإيقاظ من الهجعة ص 247, البرهان ج 1 ص 91, بحار الأنوار ج 53 ص 61

[4] من هما في إثبات الهداة

[5] تصحيح الإعتقادات الإمامية ص 90, بحار الأنوار ج 6 ص 253, إثبات الهداة ج 5 ص 205

[6] الغيبة للنعماني ص 458, منتخب الأنوار ص 36, نوادر الأخبار ص 283, إثبات الهداة ج 5 ص 134, الإيقاظ من الهجعة ص 271, بحار الأنوار ج 53 ص 91

[7] بحار الأنوار ج 6 ص 243

[8] الكافي ج 3 ص 132, الزهد ص 82, الوافي ج 24 ص 251, مدينة المعاجز ج 3 ص 110, بحار الأنوار ج 53 ص 97

[9] الكافي ج 8 ص 50, تفسير العياشي ج 2 ص 259, سعد السعود ص 116, تأويل الآيات ص 258, الوافي ج 3 ص 930, تفسير الصافي ج 3 ص 135, الإيقاظ من الهجعة ص 247, البرهان ج 3 ص 420, بحار الأنوار ج 53 ص 92, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 208

[10] تفسير العياشي ج 1 ص 202, مختصر البصائر ص 92, تفسير الصافي ج 1 ص 387, الإيقاظ من الهجعة ص 274, البرهان ج 1 ص 705, بحار الأنوار ج 53 ص 65, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 403, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 415

[11] تفسير القمي ج 2 ص 131, مختصر البصائر ص 109, تأويل الآيات ص 403, نوادر الاخبار ص 282, الوافي ج 2 ص 462, تفسير الصافي ج 4 ص 76, الإيقاظ من الهجعة ص 258, البرهان ج 4 ص 228, مدينة المعاجز ج 3 ص 92, بحار الأنوار ج 53 ص 40, رياض الأبرار ج 3 ص 244, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 100, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 595

[12] مختصر البصائر ص 104, نوادر الأخبار ص 281, الإيقاظ من الهجعة ص 277, البرهان ج 2 ص 857, بحار الأنوار ج 53 ص 74

[13] مختصر البصائر ص 118, بحار الأنوار ج 53 ص 44

[14] دلائل الإمامة ص 484, مدينة المعاجز ج 3 ص 195, إثبات الهداة ج 5 ص 203 باختصار

[15] دلائل الإمامة ص 464, إثبات الهداة ج 5 ص 201, حلية الأبرار ج 5 ص 303

[16] مصباح الزائر ص 455, بحار الأنوار ج 53 ص 95, زاد المعاد ص 302. نحوه: المزار الكبير ص 663, مصباح الكفعمي ص 550 فقط الدعاء

[17] مختصر البصائر ص 165, منتخب الأنوار ص 201, نوادر الأخبار ص 286, الوافي ج 2 ص 267, بحار الأنوار ج 53 ص 103, رياض الأبرار ج 3 ص 261

[18] تفسير العياشي ج 2 ص 282, تفسير الصافي ج 3 ص 179, حلية الأبرار ج 5 ص 369, بحار الأنوار ج 53 ص 76, رياض الأبرار ج 3 ص 260, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 139, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 362

[19] بحار الأنوار ج 53 ص 16, رياض الأبرار ج 3 ص 224, الهداية الكبرى ص 405, حلية الأبرار ج 5 ص 387

[20] حلية الأبرار ج 5 ص 379, الهداية الكبرى ص 396

[21] تهذيب الأحكام ج 6 ص 66, كامل الزيارات ص 257, المزار للمفيد ص 122, مصباج المجتهد ج 2 ص 725, المزار المبير لإبن مشهدي ص 389, مختصر البصائر ص 137, المزار للشهيد الأول ص 132, الوافي ج 14 ص 1510, بحار الأنوار ج 98 ص 218

[22] في تفسير العياشي والمصادر المذكورة بعده زيادة: "ومؤمن آل فرعون"

[23] الإرشاد ج 2 ص 386, روضة الواعظين ج 2 ص 266, إعلام الورى ج 2 ص 292, كشف الغمة ج 2 ص 466, الإيقاظ من الهجعة ص 249, نوادر الأخبار ص 283, الوافي ج 2 ص 469, رياض الأبرار ج 3 ص 194, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 43. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 32, إثبات الهداة ج 5 ص 173, البرهان ج 2 ص 596, بحار الأنوار ج 52 ص 346, رياض الأبرار ج 3 ص 194, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 85, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 210

[24] مقتضب الأثر ص 6, الهداية الكبرى ص 375, المحتضر ص 266, الإنصاف في النص ص 214, بحار الأنوار ج 53 ص 142. نحوه: دلائل الإمامة ص 447, البرهان ج 3 ص 503, حلية الأبرار ج 5 ص 358, نوادر الأخبار ص 128

[25] رجال الكشي ص 217, مختصر البصائر ص 114, بحار الأنوار ج 53 ص 76

[26] رجال الكشي ص 217, وسائل الشيعة ج 4 ص 386, بحار الأنوار ج 53 ص 7

[27] مختصر البصائر ص 110, الإيقاظ من الهجعة ص 284, بحار الأنوار ج 53 ص 40

[28] بحار الأنوار ج 25 ص 308, مستدرك الوسائل ج 4 ص 285

[29] دلائل الإمامة ص 455, حلية الأبرار ج 5 منهج 13 باب 28 ح 2

[30] دلائل الإمامة ص 479, حلية الأبرار ج 5 منهج 13 باب 28 ح 3

[31] إلى هنا في إثبات الهداة

[32] بحار الأنوار ج 52 ص 386, إثبات الهداة ج 5 ص 213

[33] الهداية الكبرى ص 162, مدينة المعاجز ج 2 ص 243, حلية الأبرار ج 5 منهج 13 باب 28 ح 4, إرشاد القلوب ج 2 ص 285, مشارق أنوار اليقين ص120 باختصار

[34] مختصر البصائر ص 447, الهداية الكبرى ص 402, حلية الأبرار ج 5 منهج 13 باب 28 ح 5, بحار الانوار ج 53 ص 12, رياض الأبرار ج 3 ص 221

[35] الى هنا في كفاية الأثر وخاتمة المستدرك

[36] كمال الدين ص 377, الاحتجاج ج 2 ص 249, مدينة المعاجز ج 7 ص 409, بحار الأنوار ج 52 ص 283, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 138, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 370, إعلام الورى ج 2 ص 242, سرور أهل الإيمان ص 34, منتخب الانوار ص 176, البرهان ج 1 ص 355, كفاية الأثر ص 281, خاتمة المستدرك ج 5 ص 240

[37] إلى هنا في مستدرك الوسائل

[38] علل الشرائع ج 2 ص 579, دلائل الإمامة ص 485, مختصر البصائر ص 496, الإيقاظ من الهجعة ص 244, بحار الأنوار ج 22 ص 242, رياض الأبرار ج 3 ص 185, مستدرك الوسائل ج 18 ص 92

[39] تفسير العياشي ج 2 ص 282, تفسير الصافي ج 3 ص 179, حلية الأبرار ج 5 ص 369, بحار الأنوار ج 53 ص 76, رياض الأبرار ج 3 ص 260, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 139, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 362

[40] مختصر البصائر ص 95, الإيقاظ من الهجعة ص 283, بحار الأنوار ج 52 ص 219

[41] مختصر البصائر ص 89, البرهان ج 1 ص 721, مدينة المعاجز ج 3 ص 98, بحار الأنوار ج 53 ص 64, رياض الأبرار ج 3 ص 255

[42] سعد بن أبي وقاص

[43] مختصر البصائر ص 123, بحار الأنوار ج 30 ص 194, رياض الأبرار ج 3 ص 260

[44] تفسير القمي ج 2 ص 65, مختصر البصائر ص 91, نوادر الاخبار ص 285, تفسير الصافي ج 3 ص 325, الإيقاظ من الهجعة ص 255, البرهان ج 3 ص 785, مرآة العقول ج 5 شرح ص 158, بحار الأنوار ج 53 ص 51, رياض الأبرار ج 3 ص 251, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 405, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 368