سورة التكاثر

{كلا سوف تعلمون (3) ثم كلا سوف تعلمون (4) كلا لو تعلمون علم اليقين (5) لترون الجحيم (6) ثم لترونها عين اليقين (7) ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم (8)}

 

عن عبد الله بن نجيح اليماني، قال: قلت لأبي عبد الله × {لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: النعيم الذي أنعم الله عليكم بمحمد وآل محمد |, وفي قوله تعالى {لو تعلمون علم اليقين} قال: المعاينة,[1] وفي قوله تعالى {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} قال: مرة بالكرة وأخرى يوم القيامة. [2]

 

عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله × جماعة, فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا, حتى تملينا وأتينا بتمر ينظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه, فقال رجل: {لتسئلن يومئذ عن النعيم} عن هذا النعيم الذي نعمتم عند ابن رسول الله |؟ فقال أبو عبد الله ×: الله أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه, ولكنه أنعم عليكم بمحمد وآل محمد |. [3]

 

عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفر × فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت قط طعاما أنظف منه ولا أطيب منه, فلما فرغنا من الطعام قال:‏ يا با خالد, كيف رأيت طعامنا؟ قلت جعلت فداك, ما رأيت أنظف منه قط ولا أطيب, ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله {لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال أبو جعفر ×: لا إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق. [4]

 

عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على محمد بن علي × فقدم لي طعاما لم آكل أطيب منه, فقال لي: يا أبا خالد, كيف رأيت طعامنا؟ فقلت: جعلت فداك ما أطيبه, غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغصتنيه, قال ×: وما هي؟ قلت: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال ×: والله لا تسأل عن هذا الطعام أبدا, ثم ضحك حتى افتر ضاحكتاه وبدت أضراسه, وقال: أتدري ما النعيم؟ قلت: لا, قال: نحن النعيم الذي تسألون عنه. [5]

 

عن حنان بن سدير قال: حدثني أبي قال‏: كنت عند جعفر بن محمد ×‏ فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قط, فقال لي: يا سدير, كيف رأيت طعامنا هذا؟ قلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله, ما أكلت مثله قط, ولا أظن آكل أبدا مثله, ثم إن عيني تغرغرت فبكيت, فقال: يا سدير ما يبكيك؟ قلت: يا ابن رسول الله, ذكرت آية في كتاب الله تعالى, قال ×: وما هي, قلت: قول الله في كتابه {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فخفت أن يكون هذا الطعام من النعيم الذي يسألنا الله عنه, فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: يا سدير, لا تسأل عن طعام طيب, ولا ثوب لين, ولا رائحة طيبة, بل لنا خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة, قلت له: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله, فما النعيم؟ قال حب علي وعترته (عليهم السلام), يسألهم الله يوم القيامة: كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته (عليهم السلام)؟ [6]

 

عن إبراهيم بن عباس الصولي‏ قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى × فقال لي: ليس في الدنيا نعيم حقيقي, فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} أما هذا النعيم في الدنيا؟ وهو الماء البارد, فقال له الرضا × وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب, فقالت طائفة: هو الماء البارد, وقال غيرهم: هو الطعام الطيب, وقال آخرون: هو النوم الطيب, قال الرضا ×: ولقد حدثني أبي, عن أبيه أبي عبد الله الصادق (عليهم السلام) أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فغضب × وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به, ولا يمن بذلك عليهم, والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به, ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا, يسأل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة, لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول. ولقد حدثني بذلك أبي, عن أبيه, عن آبائه, عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه قال: قال رسول الله |: يا علي, إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله |, وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك, فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له. [7]

 

سأل أبو حنيفة أبا عبد الله × عن هذه الآية {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد؟ فقال: لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها, أو شربة شربتها, ليطولن وقوفك بين يديه, قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد, وبنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين, وبنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء, وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع, والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي | وعترته (عليهم السلام). [8]

 

عن أبي عبد الله ×, قال: قلت قول الله: {لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: قال تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله |, ثم بأهل بيته المعصومين (عليهم السلام). [9]

 

عن جعفر بن محمد × في قوله {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: نحن من النعيم. [10]

 

عن أبي حفص الصائغ قال: سمعت جعفر بن محمد × يقول في قول الله تعالى {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: نحن من النعيم الذي ذكر الله, ثم قال جعفر × {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه}. [11]

 

عن الإمام جعفر بن محمد × أنه قال: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‏} والله ما هو الطعام والشراب ولكن ولايتنا أهل البيت. [12]

 

عن عبد الله بن نجيح اليماني قال: قلت لأبي عبد الله ×: ما معنى قوله عز وجل {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: النعيم الذي أنعم الله به عليكم من ولايتنا وحب محمد وآل محمد |. [13]

 

عن أبي الحسن موسى × في قوله عز وجل {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر. [14]

 

عن علي × أنه قال: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‏} نحن النعيم. [15]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‏} أنا نعمة الله تعالى التي أنعم الله بها على خلقه‏. [16]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: «النعيم: معرفة علي ×، والموالاة له وللأئمة (عليهم السلام) من ذريته. [17]

 

عن الباقر والصادق ‘ {النعيم‏} ولاية أمير المؤمنين ×. [18]

 

عن الصادق × في قوله تعالى {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‏} أي عن ولايتنا.[19]

 

عن أبو جعفر × في قوله {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم‏} يعني الأمن والصحة وولاية علي بن أبي طالب ×. [20]

 

عن ابن مسعود وقوله تعالى {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} معناه‏ عن حب علي بن أبي طالب ×. [21]

 

عن أبي عبد الله الصادق × في الدعاء بعد صلاة الغدير: يا صادق الوعد, يا من {لا يخلف الميعاد}, يا من هو كل يوم في شأن, أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسئول عنها عبادك, فإنك قلت وقولك الحق {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} وقلت {وقفوهم إنهم مسؤلون‏}. [22]

 

بمصادر العامة

 

عن جعفر بن محمد × في قوله عز وجل: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} قال: عن ولاية علي بن أبي طالب ×. [23]

 

عن جعفر بن محمد × في قوله تعالى: {لتسئلن يومئذ عن النعيم}‏ قال: نحن النعيم, وقرأ {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه‏}. [24]

 

 


[1] من هنا في تأويل الآيات والبرهان ورياض الأبرار وتفسير كنز الدقائق

[2] مختصر البصائر ص 477, بحار الأنوار ج 53 ص 107, تأويل الآيات ص 815, البرهان ج 5 ص 745, رياض الأبرار ج 3 ص 264, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 418

[3] المحاسن ج 2 ص 400, بحار الأنوار ج 24 ص 53. نحوه: الكافي ج 6 ص 280, الوافي ج 20 ص 525, وسائل الشيعة ج 24 ص 296, حلية الأبرار ج 3 ص 110, اللوامع النورانية ص 884, غاية المرام ج 3 ص 82, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 419

[4] الكافي ج 6 ص 280, المحاسن ج 2 ص 399, الوافي ج 20 ص 526, البرهان ج 5 ص 746, حلية الأبرار ج 3 ص 415, غاية المرام ج 3 ص 82, بحار الأنوار ج 7 ص 265, تفسير كنزا لدقائق ج 14 ص 420

[5] تأويل الآيات ص 816, البرهان ج 5 ص 748, حلية الأبرار ج 3 ص 416, اللوامع النورانية ص 885, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 57

[6] تفسير فرات ص 605, بحار الأنوار ج 24 ص 58, مستدرك الوسائل ج 16 ص 248

[7] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 129, البرهان ج 5 ص 747, غاية المرام ج 3 ص 83, بحار الأنوار ج 7 ص 272, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 664, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 421

[8] تفسير مجمع البيان ج 10 ص 433, تفسير الصافي ج 5 ص 370, البرهان ج 5 ص 749, اللوامع النورانية ص 886, غاية المرام ج 3 ص 85, بحار الأنوار ج 7 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 663, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 420, تأويل الآيات ص 817 نحوه

[9] تفسير القمي ج 2 ص 440, البرهان ج 5 ص 746, اللوامع النورانية ص 884, غاية المرام ج 3 ص 82, بحار الأنوار ج 7 ص 272, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 421

[10] الأمالي للطوسي ص 272, البرهان ج 5 ص 746, غاية المرام ج 3 ص 82, اللوامع النورانية ص 883, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 424

[11] تفسير فرات ص 605, بحار الأنوار ج 24 ص 57

[12] تأويل الآيات ص 815, البرهان ج 5 ص 748, اللوامع النورانية ص 884, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 424

[13] تأويل الآيات ص 815, البرهان ج 5 ص 748, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 424

[14] تأويل الآيات ص 816, البرهان ج 5 ص 748, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 424

[15] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 220, تأويل الآيات ص 816, البرهان ج 5 ص 748, اللوامع النورانية ص 884, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 425

[16] الفضائل لابن شاذان ص 84, حلية الأبرار ج 2 ص 124

[17] غرر الأخبار ص 174

[18] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 153, البرهان ج 5 ص 749, غاية المرام ج 3 ص 81, بحار الأنوار ج 24 ص 54

[19] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 284

[20] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 153, متشابه القرآن ومختلفه ج 2 ص 105, غاية المرام ج 3 ص 85, بحار الأنوار ج 24 ص 54

[21] الفضائل لابن شاذان ص 174, الروضة في الفضائل ص 232

[22] التهذيب ج 3 ص 146, الوافي ج 9 ص 1405, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 406, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 122. نحوه: المزار للمفيد ص 93, مصباح المتهجد ج 2 ص 750, الإقبال ج 1 ص 478, البلد الأمين ص 260, مصباح الكفعمي ص 683, بحار الأنوار ج 95 ص 305, زاد المعاد ص 212

[23] النور المشتعل ص 285, ينابيع المودة ج 1 ص 332

[24] شواهد التنزيل ج 2 ص 476