سورة الدخان

{حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين (5)}

 

عن أبي جعفر × قال: يا معشر الشيعة, خاصموا بسورة {إنا أنزلناه} تفلجوا, فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله |, وإنها لسيدة دينكم, وإنها لغاية علمنا. يا معشر الشيعة, خاصموا ب {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}‏ فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله |. يا معشر الشيعة, يقول الله تبارك وتعالى {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}. قيل: يا أبا جعفر, نذيرها محمد |؟ قال ×: صدقت, فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا, قال أبو جعفر ×: أرأيت بعيثه أليس نذيره, كما أن رسول الله | في بعثته من الله عز وجل نذير؟ فقال: بلى, قال ×: فكذلك لم يمت محمد إلا وله بعيث نذير, قال: فإن قلت: لا, فقد ضيع رسول الله | من في أصلاب الرجال من أمته, قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال ×: بلى إن وجدوا له مفسرا, قال: وما فسره رسول الله |؟ قال ×: بلى قد فسره لرجل واحد, وفسر للأمة شأن ذلك الرجل, وهو علي بن أبي طالب ×,[1] قال السائل: يا أبا جعفر, كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة, قال: أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه, كما أنه كان رسول الله | مع خديجة مستترا حتى أمر بالإعلان, قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟ قال: أوما كتم علي بن أبي طالب × يوم أسلم مع رسول الله | حتى ظهر أمره؟ قال: بلى, قال ×: فكذلك أمرنا {حتى يبلغ الكتاب أجله‏}. [2]

 

عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم‏ في حديث طويل أن نصرانيا قال لأبي الحسن موسى ×: أخبرني عن كتاب الله تعالى الذي أنزل على محمد | ونطق به, ثم وصفه بما وصفه به فقال‏ {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم‏} ما تفسيرها في الباطن؟ فقال ×: أما {حم}‏ فهو محمد |, وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه, وهو منقوص الحروف, وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي ×, وأما الليلة ففاطمة ÷, وأما قوله‏ {فيها يفرق كل أمر حكيم}‏ يقول: يخرج منها خير كثير, فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم. [3]

 

عن أبي جعفر الثاني, عن أبي عبد الله الصادق, عن أبي جعفر الباقر‏ عليهم السلام في حديث طويل: إن شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا: إن الله عز وجل يقول لرسوله | {إنا أنزلناه في ليلة القدر} إلى آخرها, فهل كان رسول الله | يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو يأتيه به جبرئيل × في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا, فقل لهم: فهل كان لما علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا, فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول الله | من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فإن قالوا: لا, فقل لهم: فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف, فهل خالف رسول الله |؟ فيقولون: نعم, فإن قالوا: لا, فقد نقضوا أول كلامهم, فقل لهم {ما يعلم تأويله‏ إلا الله والراسخون في العلم}‏ فإن قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه, فإن قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول الله | صاحب ذلك, فهل بلغ أو لا؟ فإن قالوا: قد بلغ, فقل: فهل مات | والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فإن قالوا: لا, فقل: إن خليفة رسول الله | مؤيد, ولا يستخلف رسول الله | إلا من يحكم بحكمه,وإلا من يكون مثله إلا النبوة, وإن كان رسول الله | لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده, فإن قالوا لك: فإن علم رسول الله | كان من القرآن‏ فقل {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها} إلى قوله {إنا كنا مرسلين‏}, فإن قالوا لك: لا يرسل الله عز وجل إلا إلى نبي, فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض؟ فإن قالوا: من سماء إلى سماء, فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية, فإن قالوا: من سماء إلى أرض, وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك, فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه؟ فإن قالوا: فإن الخليفة هو حكمهم فقل‏ {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} إلى قوله‏ {خالدون} لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله عز ذكره إلا وهو مؤيد, ومن أيد لم يخط, وما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا وهو مخذول, ومن خذل لم يصب, كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لا بد من وال‏, فإن قالوا: لا نعرف هذا, فقل لهم: قولوا ما أحببتم, أبى الله عز وجل بعد محمد | أن يترك العباد ولا حجة عليهم. [4]

 

عن أبي جعفر × قال: قال الله عز وجل في ليلة القدر {فيها يفرق كل أمر حكيم} يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم, والمحكم ليس بشيئين إنما هو شي‏ء واحد, فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل, ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت, إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة, يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا, وفي أمر الناس بكذا وكذا, وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر, ثم قرأ {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}. [5]

 

عن أبي عبد الله ×: إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب فيها الآجال, ويقسم فيها الأرزاق, ويخرج صكاك الحاج, ويطلع الله على خلقه, فلا يبقى مؤمن إلا غفر له إلا شارب مسكر, فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين {فيها يفرق كل أمر حكيم‏} أمضاه ثم أنهاه, قال: قلت: إلى من جعلت فداك؟ فقال ×: إلى صاحبكم, ولو لا ذلك لم يعلم ما يكون في تلك السنة. [6]

 

عن عبد الله بن سنان, عنه ×: إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق, وكتب فيها الآجال, وخرج فيها صكاك الحاج, وأطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم إلا شارب الخمر, فإذا كانت ليلة ثلاثة وعشرين {فيها يفرق كل أمر حكيم‏} ثم ينهى ذلك ويمضى, قال: قلت: إلى من؟ قال: إلى صاحبكم, ولو لا ذلك لم يعلم. [7]

 

عن هشام قال: قلت لأبي عبد الله ×: قول الله تعالى في كتابه {فيها يفرق كل أمر حكيم‏}, قال ×: تلك ليلة القدر, يكتب فيها وفد الحاج وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو موت أو حياة, ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء, ثم يلقيه إلى صاحب الأرض. قال الحرث بن المغيرة البصري: قلت: ومن صاحب الأرض: قال: صاحبكم. [8]

 

{كذلك وأورثناها قوما آخرين} (28)

 

عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن علي بن الحسين, عن أبيه عليهم السلام قال: حدثني قنبر مولى علي بن أبي طالب × قال: كنت مع أمير المؤمنين × على شاطئ الفرات, فنزع قميصه ودخل الماء, فجاءت موجة فأخذت القميص, فخرج أمير المؤمنين × فلم يجد القميص فاغتم لذلك, فإذا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن, انظر عن يمينك وخذ ما ترى, فإذا إزار عن يمينه وفيه قميص مطوي, فأخذه ليلبسه فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم, هدية من الله العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب, هذا قميص هارون بن عمران {كذلك وأورثناها قوما آخرين}‏. [9]

 

{فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} (29)

 

عن‏ عن أمير المؤمنين ×، قال: مر عليه رجل عدو الله ولرسوله، فقال: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}، ثم مر عليه الحسين بن على ×، فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والأرض، وقال: وما بكت السماء والأرض إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ‘. [10]

 

عن الحسن بن الحكم النخعي, عن رجل قال: سمعت أمير المؤمنين × في الرحبة وهو يتلو هذه الآية {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين‏} وخرج عليه الحسين × من بعض أبواب المسجد فقال: أما إن هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والأرض. [11]

 

عن إبراهيم النخعي‏، قال: خرج أمير المؤمنين ×، فجلس في المسجد، واجتمع أصحابه حوله، وجاء الحسين × حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه، فقال: يا بني، إن الله عير أقواما بالقرآن، فقال: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}، وأيم الله لتقتلن من بعدي، ثم تبكيك السماء والأرض. [12]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} قال: لم تبك السماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريا، حتى قتل الحسين ×، فبكت عليه. [13]

 

عن كثير بن شهاب الحارثي قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين × في الرحبة إذ طلع الحسين × عليه, فضحك علي × ضحكا حتى بدت نواجده, ثم قال: إن الله ذكر قوما وقال: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}, والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والأرض. [14]

 

عن الباقر × في قوله تعالى {فما بكت عليهم السماء والأرض} يعني علي بن أبي طالب ×, وذلك أن عليا × خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة, والحسين × خلفه يتلوه,‏ حتى أتى حلقة رسول الله | ثم قال: إن الله تعالى ذكر أقواما فقال: {فما بكت عليهم السماء والأرض} والله ليقتلنه ولتبكي السماء عليه. [15]

 

عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}، أنه إذا قبض الله نبيا من الأنبياء، بكت عليه السماء والأرض أربعين سنة، وإذا مات العالم العامل بعلمه بكيا عليه أربعين يوما، وأما الحسين × فتبكي عليه السماء والأرض طول الدهر، وتصديق ذلك أن يوم قتله قطرت السماء دماء وأن هذه الحمرة التي ترى في السماء ظهرت يوم قتل الحسين ×، ولم تر قبله أبدا، وأن يوم قتله × لم يرفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم. [16]

 

بمصادر العامة

 

{فما بكت عليهم السماء والأرض} الآية, قال السدي: لما قتل الحسين بن علي × بكت عليه السماء, وبكاؤها حمرتها. [17]

 

{ولقد اخترناهم على علم على العالمين} (32)

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال: الأئمة من المؤمنين وفضلناهم على من سواهم. [18]

 

عن أمير المؤمنين × في دعاء: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة, وأهل بيته الذين اخترتهم {على علم على العالمين‏}. [19]

 

{إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون (41) إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم (42)}

 

عن زيد الشحام قال: قال لي أبو عبد الله × ونحن في الطريق في ليلة الجمعة: اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا, فقرأت {إن يوم الفصل‏} كان {ميقاتهم‏ أجمعين يوم لا يغني‏ مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله} فقال أبو عبد الله ×: نحن والله الذي رحم الله, ونحن والله الذي استثنى الله لكنا نغني عنهم. [20]

 

عن أبي أسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد الله × ليلة جمعة فقال لي: اقرأ, فقرأت, ثم قال لي: اقرأ, فقرأت, ثم قال لي: اقرأ, فقرأت, ثم قال لي: يا شحام, اقرأ فإنها ليلة قرآن, فقرأت حتى إذا بلغت‏ {يوم لا يغني مولى عن مولى‏ شيئا ولا هم ينصرون‏} قال: هم‏, قال: قلت‏ {إلا من رحم الله‏}, قال: نحن القوم الذين رحم الله, ونحن القوم الذين استثنى الله, وإنا والله نغني عنهم. [21]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قوله تعالى‏ {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله‏} قال: نحن أهل الرحمة.[22]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قوله عز وجل‏ {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله‏} قال: نحن والله الذين رحم الله, والذين استثنى, والذين تغني ولايتنا. [23]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: يا أبا محمد, والله ما استثنى الله عز وجل بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين × وشيعته, فقال في كتابه وقوله الحق {يوم لا يغني‏ مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون‏ إلا من رحم الله} يعني بذلك عليا × وشيعته‏. [24]

 

{خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم} (47)

 

عن الإمام العسكري ×, عن رسول الله | في حديث طويل: أولا أنبئكم بمن هو أسوأ حالا من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: رجل‏ حضر الجهاد في سبيل الله تعالى، فقتل مقبلا غير مدبر، والحور العين يتطلعن‏ إليه، وخزان الجنان يتطلعون إلى‏ ورود روحه عليهم وأملاك السماء وأملاك الأرض يتطلعون إلى‏ نزول حور العين إليه، والملائكة خزان الجنان، فلا يأتونه‏. فتقول ملائكة الأرض حوالي ذلك المقتول: ما بال الحور العين‏ لا ينزلن إليه؟ وما بال خزان الجنان لا يردون عليه؟ فينادون من فوق السماء السابعة: يا أيتها الملائكة، انظروا إلى آفاق السماء ودوينها, فينظرون، فإذا توحيد هذا العبد المقتول‏ وإيمانه برسول الله |، وصلاته وزكاته، وصدقته، وأعمال بره كلها محبوسات دوين السماء، وقد طبقت‏ آفاق السماء كلها كالقافلة العظيمة قد ملأت ما بين أقصى المشارق والمغارب، ومهاب الشمال والجنوب, تنادي أملاك تلك الأفعال‏ الحاملون لها، الواردون بها: ما بالنا لا تفتح لنا أبواب السماء لندخل إليها بأعمال هذا الشهيد؟ فيأمر الله عز وجل بفتح أبواب السماء، فتفتح، ثم ينادى هؤلاء الأملاك: ادخلوها إن قدرتم. فلا تقلها أجنحتهم، ولا يقدرون على الارتفاع بتلك الأعمال. فيقولون: يا ربنا لا نقدر على الارتفاع بهذه الأعمال, فيناديهم منادي ربنا عز وجل: يا أيتها الملائكة لستم حمالي هذه الأثقال الصاعدين بها إن حملتها الصاعدين بها مطاياها التي ترفعها إلى دوين العرش، ثم تقرها في درجات الجنان. فتقول الملائكة: يا ربنا, ما مطاياها؟ فيقول الله تعالى: وما الذي حملتم من عنده؟ فيقولون: توحيده لك، وإيمانه بنبيك, فيقول الله تعالى: فمطاياها موالاة علي × أخي نبيي، وموالاة الأئمة الطاهرين، فإن أتيت فهي الحاملة الرافعة الواضعة لها في الجنان, فينظرون فإذا الرجل مع ما له من هذه الأشياء، ليس له موالاة علي بن أبي طالب والطيبين من آله (عليهم السلام)، ومعاداة أعدائهم. فيقول الله تبارك وتعالى للأملاك الذين كانوا حامليها: اعتزلوها، والحقوا بمراكزكم من ملكوتي ليأتها من هو أحق بحملها، ووضعها في موضع استحقاقها. فتلحق تلك الأملاك بمراكزها المجعولة لها. ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: يا أيتها الزبانية تناوليها، وحطيها {إلى سواء الجحيم}‏، لأن صاحبها لم يجعل لها مطايا من موالاة علي والطيبين من آله (عليهم السلام). قال رسول الله |: فتناول‏ تلك الأملاك، ويقلب الله عز وجل تلك الأثقال أوزارا وبلايا على باعثها لما فارقتها مطاياها من موالاة أمير المؤمنين ×, ونادت تلك الملائكة إلى مخالفته لعلي ×، وموالاته لأعدائه‏. فيسلطها الله عز وجل وهي في صورة الأسود على تلك الأعمال، وهي كالغربان‏ والقرقس‏ فتخرج من أفواه تلك الأسود نيران تحرقها، ولا يبقى له عمل إلا أحبط ويبقى عليه موالاته لأعداء علي × وجحده ولايته، فيقره ذلك في {سواء الجحيم} فإذا هو قد حبطت أعماله، وعظمت أوزاره وأثقاله. فهذا أسوأ حالا من مانع الزكاة الذي يحفظ الصلاة. [25]

 

عن الإمام العسكري × قال, قال الحسن بن علي ×: يأتي علماء شيعتنا القوامون لضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة، والأنوار تسطع من تيجانهم، على رأس كل واحد منهم تاج بهاء، قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة- ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة. فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه، ومن ظلمة الجهل أنقذوه ومن حيرة التيه أخرجوه، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان. ثم تنزلهم على منازلهم المعدة في جوار أستاديهم ومعلميهم، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم. ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عيناه وصمت أذناه وأخرس لسانه، ويحول عليه أشد من لهب النيران، فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية، فيدعوهم {إلى سواء الجحيم}. [26]

 

 


[1] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[2] الكافي ج 1 ص 249, تأويل الآيات ص 796, الوافي ج 2 ص 50 البرهان ج 5 ص 706, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 358, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 557

[3] الكافي ج 1 ص 479, تأويل الآيات ص 555, الوافي ج 3 ص 801, البرهان ج 5 ص 9, حلية الأبرار ج 4 ص 219, مدينة المعاجز ج 6 ص 300, بحار الأنوار ج 48 ص 87, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 623, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 117, تفسير الصافي ج 4 ص 404 بإختصار

[4] الكافي ج 1 ص 245, الوافي ج 2 ص 34 البرهان ج 5 ص 702, بحار الأنوار ج 25 ص 75, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 634, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 122

[5] الكافي ج 1 ص 248, تأويل الآيات ص 794, الوافي ج 2 ص 45, تفسير الصافي ج 4 ص 403, البرهان ج 5 ص 705, بحار الأنوار ج 25 ص 79, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 635, تفسير كنز الدقائق  12 ص 115

[6] بصائر الدرجات ص 222, بحار الأنوار ج 94 ص 19

[7] بصائر الدرجات ص 220, ينابيع المعاجز ص 158, بحار الأنوار ج 94 ص 22, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 625, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 120

[8] بصائر الدرجات ص 221, ينابيع المعاجز ص 159, بحار الأنوار ج 94 ص 22, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 625, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 120

[9] مئة منقبة ص 70, خصائص الأئمة عليهم السلام ص 57, الثاقب في المناقب ص  273, الخرائج ج 2 ص 559, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 229, مدينة المعاجز ج 1 ص 119, غاية المرام ج 6 ص 315, بحار الأنوار ج 39 ص 126

[10] تفسير القمي ج 2 ص 291, تفسير الصافي ج 4 ص 407, مدينة المعاجز ج 4 ص 149, البرهان ج 5 ص 14, بحار الأنوار ج 14 ص 168, رياض الأبرار ج 1 ص 263, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 627, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 129

[11] كامل الزيارات ص 88, البرهان ج 5 ص 15, مدينة المعاجز ج 4 ص 141, بحار الأنوار ج 45 ص 209

[12] كامل الزيارات ص 89, البرهان ج 5 ص 15, مدينة المعاجز ج 4 ص 142, بحار الأنوار ج 45 ص 209

[13] كامل الزيارات ص 89, البرهان ج 5 ص 15, مدينة المعاجز ج 4 ص 144, بحار الأنوار ج 45 ص 210, قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص 221 نحوه

[14] كامل الزيارات ص 92، البرهان ج 5 ص 15, مدينة المعاجز ج 4 ص 149، غاية المرام ج 4 ص 374, بحار الأنوار ج 45 ص 212

[15] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 53, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 628, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 130

[16] البرهان ج 5 ص 16, غاية المرام ج 4 ص 375,

[17] تفسير الثعلبي ج 8 ص 349, معالم التنزيل ج 4 ص 148, تذكرة الخواص ص 233, فرائد السمطين ج 2 ص 168, ينابيع المودة ج 3 ص 101

[18] تأويل الآيات ص 556, البرهان ج 5 ص 17, اللوامع النورانية ص 630, بحار الأنوار ج 23 ص 228, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 132

[19] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 310, خصائص الأئمة عليهم السلام ص 48, الدعوات للراوندي ص 65, الخرائج ج 2 ص 557, البرهان ج 5 ص 18, مدينة المعاجز ج 1 ص 307, اللوامع النورانية ص 631, بحار الأنوار ج 41 ص 240, مستدرك الوسائل ج 8 ص 266

[20] الكافي ج 1 ص 423, الوافي ج 3 ص 894, البرهان ج 5 ص 19, اللوامع النورانية ص 633, بحار الأنوار ج 24 ص 205, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 629, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 135. نحوه: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 400, الفضائل لابن شاذان ص 139, الروضة في الفضائل ص 131, تفسير الصافي ج 4 ص 409

[21] تأويل الآيات ص 556, البرهان ج 5 ص 19, اللوامع النورانية ص 633, بحار الأنوار ج 24 ص 206, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 135

[22] تأويل الآيات ص 557, اللوامع النورانية ص 634, البرهان ج 5 ص 19, بحار الأنوار ج 24 ص 205, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 136

[23] تأويل الآيات ص 557, البرهان ج 5 ص 19, اللوامع النورانية ص 634, بحار الأنوار ج 24 ص 205, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 136

[24] الكافي ج 8 ص 35, فضائل الشيعة ص 23, الوافي ج 5 ص 797, تفسير الصافي ج 4 ص 409, البرهان ج 5 ص 19, اللوامع النورانية ص 632, بحار الأنوار ج 24 ص 207. نحوه: دعائم الإسلام ج 1 ص 77, شرح الأخبار ج 3 ص 465, الإختصاص ص 107, أعلام الدين ص 453

[25] تفسير الإمام العسكري × ص 77, تأويل الآيات ص 178, بحار الأنوار ج 27 ص 188, مستدرك الوسائل ج 1 ص 163

[26] تفسير الإمام العسكري × ص 345, منية المريد ص 119, بحار الأنوار ج 7 ص 225