{ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون} (12)
روى عن أبي الحسن × في زيارة أمير المؤمنين ×: ...وأدخل على قتلة أنصار رسولك, وقتلة أنصار أمير المؤمنين, وعلى قتلة أنصار الحسن, وعلى قتلة أنصار الحسين, وقتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين, عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم, ولا تخفف عنهم من من عذابها وهم فيها مبلسون ملعونون {ناكسوا رؤسهم عند ربهم}... [1]
{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} (13)
عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله | لعلي بن أبي طالب ×: يا علي, إن جبرئيل × أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح له قلبي, قال لي: يا محمد, إن الله تعالى قال لي: أقرأ محمدا مني السلام, وأعلمه أن عليا × إمام الهدى, ومصباح الدجى, والحجة على أهل الدنيا, وأنه الصديق الأكبر, والفاروق الأعظم, وأني آليت بعزتي وبجلالي أن لا أدخل النار أحدا تولاه وسلم له وللأوصياء من بعده, وأن لا أدخل الجنة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده, {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم} وأطباقها {من الجنة والناس أجمعين} من يكون من أعدائه, ولأملأن الجنة من خلائقي من يكون من أوليائه وشيعته. [2]
{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17) أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (18) أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون (19) وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (20)}
عن أبي جعفر ×, قال: سمعته × يقول: إن رسول الله | لما أسري به قال لعلي ×: يا علي, إني رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأشد استقامة من السهم, فيه أباريق عدد نجوم السماء, على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض, فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر, ثم قال: والذي نفس محمد بيده, إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون والآخرون بأحسن منه, يثمر ثمرا كالرمان وتلقي الثمرة على الرجل, فيشقها عن تسعين حلة, والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون, أنت قائدهم يوم القيامة, على الرجل نعلان, شراكهما من نور, يضيء أمامه حيث شاء من الجنة, فبينا هو كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول: سبحان الله, يا عبد الله, ما لك فينا دولة؟ فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله عز وجل {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} ثم قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه. [3]
عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن موسى, عن أبيه موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال لي علي ×: قال رسول الله |: من سره أن يلقى الله عز وجل آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك, وليتول بنيك الحسن والحسين, وعلي بن الحسين, ومحمد بن علي, وجعفر بن محمد, وموسى بن جعفر, وعلي بن موسى, ومحمدا, وعليا, والحسن, ثم المهدي (عليهم السلام) وهو خاتمهم, وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي يشنأهم الناس, ولو أحبهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون, يؤثرونك وولدك على الآباء والأمهات, والإخوة والأخوات, وعلى عشائرهم والقرابات, صلوات الله عليهم أفضل الصلوات, أولئك يحشرون تحت لواء الحمد, يتجاوز عن سيئاتهم, ويرفع درجاتهم, {جزاء بما كانوا يعملون}. [4]
عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي | إذ دخل علي بن أبي طالب × فقال رسول الله |: يا أبا الحسن، أتحب أن أريك كرامتك على الله؟ قال: نعم، بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: إذا كان غدا فانطلق إلى الشمس معي فإنها ستكلمك بإذن الله تعالى. قال: فماجت قريش والأنصار بأجمعهم، فلما أصبح صلى الغداة، وأخذ بيد علي بن أبي طالب × وانطلقا، ثم جلسا ينتظران طلوع الشمس، فلما طلعت، قال رسول الله |: يا علي، كلمها فإنها مأمورة، وإنها ستكلمك. فقال علي ×: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أيها الخلق السامع المطيع. فقالت الشمس: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا خير الأوصياء، لقد أعطيت في الدنيا والآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. فقال علي ×: ما ذا أعطيت؟ قالت: لم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس، ولكن هنيئا لك، العلم والحكمة في الدنيا، وأما في الآخرة فأنت ممن قال الله تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} وأنت ممن قال الله تعالى فيه: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} فأنت المؤمن الذي خصك الله بالإيمان. [5]
عن أبي جعفر × في قوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: فذلك أن علي بن أبي طالب × والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا فقال الفاسق الوليد بن عقبة: أنا والله أبسط منك لسانا وأحد منكم سنانا وأمثل منك جثوا في الكتيبة، قال علي ×: اسكت فإنما أنت فاسق, فأنزل الله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} فهو علي بن أبي طالب ×. [6]
عن أبي جعفر ×في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}، قال: المؤمن: علي بن أبي طالب ×؛ والفاسق: الوليد بن عقبة، استبا فقال الوليد: أنا والله أبسط منك لسانا, وأحد منك سنانا، فقال له أمير المؤمنين ×: اسكت يا فاسق، فأنزل الله تعالى {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} يعني: أمير المؤمنين ×، {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون}: الوليد بن عقبة لعنه الله؛ وقوله: {لا يستوون}: عند الله في: الطاعة، والمنزلة، والثواب. [7]
عن ابن جبير وابن عباس وقتادة, وروي عن الباقر × واللفظ له أنه قال الوليد بن عقبة لعلي ×: أنا أحد منك سنانا, وأبسط لسانا, وأملأ حشوا للكتيبة, فقال أمير المؤمنين ×: ليس كما قلت يا فاسق - وفي روايات كثيرة اسكت فإنما أنت فاسق - فنزلت الآيات {أفمن كان مؤمنا} علي بن أبي طالب × {كمن كان فاسقا} الوليد {لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات} الآية, أنزلت في علي × {وأما الذين فسقوا} أنزلت في الوليد.
فأنشأ حسان:
أنزل الله والكتاب عزيز ... في علي وفي الوليد قرآنا
فتبوأ الوليد من ذاك فسقا ... وعلي مبوئ إيمانا
ليس من {كان مؤمنا} عرف الله ... {كمن كان فاسقا} خوانا
سوف يجزى الوليد خزيا ونارا ... وعلي لا شك يجزى جنانا [8]
عن ابن عباس قال: إن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعلي ×: أنا أنشط منك لسانا, وأحد منك سنانا, وأملأ منك حشوا للكتيبة, فقال علي ×: اسكت يا فاسق, فأنزل الله جل اسمه {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} إلى قوله {تكذبون}. [9]
عن ابن عباس في قوله تعالى {أفمن كان مؤمنا} يعني علي بن أبي طالب × {كمن كان فاسقا} يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعنه الله {لا يستوون} عند الله. وفي قوله تعالى {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} نزلت في علي بن أبي طالب ×, {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار} نزلت في الوليد بن عقبة. [10]
عن ابن عباس في قوله عز وجل {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: نزلت في رجلين: أحدهما من أصحاب رسول الله | وهو المؤمن, والآخر فاسق, فقال الفاسق للمؤمن: أنا والله أحد منك سنانا, وأنشد لسانا, وأملى منك حشوا في الكتيبة, فقال المؤمن للفاسق: اسكت يا فاسق, فأنزل الله عز وجل {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}. [11]
عن الإمام الحسن × في إحتجاج طويل, قال×: أما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما ألومك أن تبغض عليا × وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر, أم كيف تسبه وقد سماه الله مؤمنا في عشرة آيات من القرآن وسماك فاسقا, وهو قول الله عز وجل {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}. [12]
عن ابن عباس في قوله تعالى {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} قال: {أفمن كان مؤمنا} يعني علي بن أبي طالب × {كمن كان فاسقا} يعني منافقا الوليد بن عقبة {لا يستوون} عند الله في الطاعة والثواب. [13]
عن ابن عباس في قوله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} المؤمن علي ×, والفاسق الوليد بن عقبة أو عتبة. [14]
عن ابن عباس في قوله {أفمن كان مؤمنا} وهو علي بن أبي طالب × {كمن كان فاسقا} وهو الوليد بن عقبة وهو الفاسق. [15]
عن أمير المؤمنين × في حديث الشورى, قال ×: فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام} إلى آخرها، {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} إلى آخر ما اقتص الله تعالى من خبر المؤمنين غيري؟ قالوا: اللهم لا. [16]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل يوم الشورى: قال ×: قال ×: انشدكم بالله هل تعلمون تفسير هذه الآية: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} فالفاسق الوليد بن عتبة والمؤمن أنا, غيري؟ قالوا: اللهم لا. [17]
عن ابن عباس, في حديث طويل أن سلمان قال عن أمير المؤمنين ×: هذا الذي قال الله تعالى فيه: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} عند الله. [18]
عن هشام بن محمد, عن أبيه قال هشام: وأخبرني ببعضه أبو مخنف لوط بن يحيى وغير واحد من العلماء في كلام كان بين الحسن بن علي بن أبي طالب × وبين الوليد بن عقبة, فقال له الحسن × لا ألومك أن تسب عليا × وقد جلدك في الخمر ثمانين سوطا, وقتل أباك صبرا بأمر رسول الله | في يوم بدر, وقد سماه الله عز وجل في غير آية {مؤمنا} وسماك {فاسقا}[19] وقد قال الشاعر فيك وفي علي ×:
أنزل الله في الكتاب علينا ... في علي وفي الوليد قرآنا
فتبوأ الوليد منزل كفر .. وعلي تبوأ بالإيمانا
ليس من كان مؤمنا يعبد الله ... {كمن كان فاسقا} خوانا
سوف يدعى الوليد بعد قليل .. وعلي إلى الجزاء عيانا
فعلي يجزى هناك جنانا ... وهناك الوليد يجزى هوانا [20]
عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...والله تعالى أخبر عما أولاك من فضله بقوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون}... [21]
بمصادر العامة:
عن عطاء بن يسار قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب × والوليد بن عقبة بن أبي معيط, كان بين الوليد وبين علي × كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لسانا، وأحد منك سنانا، وأرد منك للكتيبة، فقال علي ×: اسكت فإنك فاسق، فأنزل الله فيهما: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} إلى قوله {به تكذبون}. [22]
عن ابن عباس في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا} على بن أبى طالب × {كمن كان فاسقا} الوليد بن عقبة بن أبى معيط.
وقوله: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى} نزلت في على × {وأما الذين فسقوا فمأواهم النار} نزلت في الوليد بن عقبة. [23]
عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة لعلي ×: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا، وأملأ للكتيبة منك. فقال له علي ×: اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: يعني بالمؤمن عليا ×، وبالفاسق الوليد بن عقبة. [24]
عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: أما المؤمن فعلي بن أبي طالب ×، والفاسق عقبة بن أبي معيط، وذلك لسباب كان بينهم فأنزل الله عز وجل ذلك. [25]
عن ابن عباس أن الوليد بن عقبة قال لعلي ×: أنا أبسط منك لسانا, وأحد منك سنانا، وأملأ منك حشوا في الكتيبة, فقال له علي ×: على رسلك فإنك فاسق, فأنزل الله تعالى: {أفمن كان مؤمنا} يعني عليا × {كمن كان فاسقا} والوليد الفاسق. [26]
عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} في علي بن أبي طالب ×, ولوليد بن عقبة. [27]
عن ابن عباس قال: نزلت: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} يعني بالمؤمن عليا ×, وبالفاسق الوليد بن عقبة. [28]
قال شيخنا أبو القاسم البلخي: من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به وإطباق الناس عليه أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان يبغض عليا ويشتمه, وأنه هو الذي لاحاه في حياة رسول الله | ونابذه, وقال له: أنا أثبت منك جنانا, وأحد سنانا, فقال له علي ×: اسكت يا فاسق, فأنزل الله تعالى فيهما {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} الآيات المتلوة, وسمي الوليد بحسب ذلك في حياة رسول الله | الفاسق, فكان لا يعرف إلا بالوليد الفاسق. [29]
قوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} الآية, نزلت في علي بن أبي طالب × والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه, وذلك أنه كان بينهما تنازع وكلام في شيء، فقال الوليد لعلي ×: أسكت فإنك صبي، وأنا والله أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا، وأشجع جنانا، وأملأ منك حشوا في الكتيبة، فقال له علي ×: اسكت فإنك فاسق، فأنزل الله عز وجل: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}. [30]
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×, والوليد بن عقبة. [31]
عن ابن عباس قال: انتدب علي × والوليد بن عقبة, فقال الوليد لعلي ×: أنا أحد منك سنانا, وأسلط منك لسانا, وأملأ منك حشوا في الكتيبة, فقال له علي ×: اسكت يا فاسق, فأنزل الله تعالى هذه الآية. [32]
عن سليمان بن الحسين، عن أبيه, عن جده في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: نزلت في علي × والوليد بن عقبة، والمؤمن علي ×. [33]
عن السدي في قول الله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: نزلت في علي × والوليد بن عقبة. [34]
عن أبي حمزة الثمالي في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا} قال: زعم الكلبي والسدي أنها نزلت في علي × والوليد بن عقبة. [35]
عن محمد بن سيرين في قوله تعالى: {أفمن كان مؤمنا} هو علي × {كمن كان فاسقا} الوليد بن عقبة. [36]
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {أفمن كان مؤمنا} قال: نزلت هذه الآية في علي ×, يعني كان علي × مصدقا بوحدانيتي {كمن كان فاسقا} يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط. [37]
عن الإمام الحسن × في حديث طويل: وأما أنت يا وليد فوالله ما ألومك على بغض علي × وقد جلدك ثمانين في الخمر, وقتل أباك بين يدي رسول الله | صبرا, وأنت الذي سماه الله الفاسق وسمى عليا × المؤمن حيث تفاخرتما, فقلت له: اسكت يا علي, فأنا أشجع منك جنانا, وأطول منك لسانا, فقال لك علي ×: اسكت يا وليد, فأنا مؤمن وأنت فاسق, فأنزل الله تعالى في موافقة قوله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضا {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}. ويحك يا وليد, مهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه:
أنزل الله والكتاب عزيز ... في علي وفي الوليد قرآنا
فتبوأ الوليد إذ ذاك فسقا ... وعلي مبوأ إيمانا
ليس من {كان مؤمنا} عمرك الله ... {كمن كان فاسقا} خوانا
سوف يدعى الوليد بعد قليل ... وعلي إلى الحساب عيانا
فعلي يجزى بذاك جنانا ... ووليد يجزى بذاك هوانا
رب جد لعقبة بن أبان ... لابس في بلادنا تبانا [38]
أورد أصحاب السير ان الوليد بن عقبة قال لأمير المؤمنين علي ×: أنا احد منك سنانا، وأسلط منك لسانا، وأملأ منك حشوا للكتيبة, فقال له علي ×: اسكت فإنما أنت فاسق، فغضب الوليد من ذلك، وشكى إلى النبي | فنزل: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}، يعني بالفاسق الوليد بن عقبة, فأنشأ حسان ابن ثابت يقول في ذلك:
انزل الله والكتاب عزيز ... في علي وفي الوليد قرانا
فتبوا الوليد من ذاك فسقا ... وعلي مبوأ إيمانا
ليس من {كان مؤمنا} عرف الله ... {كمن كان فاسقا} خوانا
فعلي يجزى هناك نعيما ... ووليد يجزى هناك هوانا
سوف يجزى الوليد خزيار نارا .... وعلي لا شك يجزى جنانا [39]
{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون} (21)
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال ×: وما سمعوا قول الله تعالى {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}, قال المفضل: يا مولاي, ما العذاب الأدنى وما العذاب الأكبر؟ قال ×: العذاب الأدنى عذاب الرجعة, والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي يبدل فيه {الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}. [40]
عن مفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال: الأدنى غلاء السعر, والأكبر المهدي # بالسيف. [41]
عن جعفر الصادق ×: «أن الأدنى: القحط، والجدب، والأكبر: خروج القائم المهدي # بالسيف في آخر الزمان. [42]
عن أبي عبد الله × قال: {العذاب الأدنى} دابة الأرض. [43]
عن أبى عبد الله × قال: {العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر}: الرجعة. [44]
{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (24)
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فصبر النبي | في جميع أحواله, ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فعند ذلك قال |: الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. [45]
عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: نزلت هذه الآية في ولد فاطمة ÷ خاصة {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. [46]
عن أبي جعفر × في قوله تعالى {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} قال: نزلت في ولد فاطمة ÷. [47]
عن أبي جعفر × في قوله تعالى {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} قال أبو جعفر ×: نزلت في ولد فاطمة ÷ خاصة, جعل الله منهم أئمة يهدون بأمره. [48]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ولن يؤمن بالله إلا من آمن برسوله وحججه في أرضه, قال الله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وما كان الله عز وجل ليجعل لجوارح الإنسان إماما في جسده ينفي عنها الشكوك ويثبت لها اليقين وهو القلب ويهمل ذلك في الحجج, وهو قوله تعالى {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} وقال لآلئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} وقال تعالى {أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير} وقال سبحانه {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} الآية, ثم فرض على الأمة طاعة ولاة أمره القوام بدينه كما فرض عليهم طاعة رسول الله | فقال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. [49]
بمصادر العامة:
عن أبي جعفر × في قوله: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} قال: نزلت في ولد فاطمة ÷. [50]
عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا} قال: نزلت في ولد فاطمة × خاصة، جعل الله منهم أئمة يهدون بأمره. [51]
{أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون (27) ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين (28) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون (29) فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون (30)}
عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة عن ظهور صاحب الزمان #: فيومئذ تأويل هذه الآية {أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون}. [52]
عن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في قول الله عز وجل {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} قال: {يوم الفتح} يوم تفتح الدنيا على القائم # لا ينفع أحدا تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا وبهذا الفتح موقنا, فذلك الذي ينفعه إيمانه ويعظم عند الله قدره وشأنه, وزخرف له يوم البعث جنانه, وتحجب عنه فيه نيرانه. [53]
بمصادر العامة:
قوله تعالى {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} عن ابن دراج قال: سمعت جعفر الصادق × يقول في هذه الآية: {يوم الفتح} يوم تفتح الدنيا على القائم #، ولا ينفع أحدا تقرب بالايمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا, وأما من كان قبل هذا الفتح موقنا بإمامته، ومنتظرا بخروجه، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عز وجل عنده قدره وشأنه. [54]
[1] كامل الزيارات ص 44, الفقيه ج 2 ص 589, التهذيب ج 6 ص 27, فاضئل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 143, المزار الكبير 234, فرحة الغري ص 83, المزار للشهيد الأول ص 44, الوافي ج 14 ص 1426, بحار الأنوار ج 97 ص 339, زاد المعاد ص 457
[2] مئة منقبة ص 56, غاية المرام ج 2 ص 179. نحوه: التحصين ص 622, بحار الأنوار ج 27 ص 132
[3] فضائل الشيعة ص 36, المحاسن ج 1 ص 180, أعلام الدين ص 459, تأويل الآيات ص 434, نوادر الأخبار ص 382, البرهان ح 4 ص 395, بحار الأنوار ج 8 ص 138, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 230, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 298, غرر الأخبار ص 380 نحوه
[4] الغيبة للطوسي ص 136, الإنصاف في النص ص 133, بحار الأنوار ج 36 ص 258
[5] الثاقب في الناقب ص 255, غاية المرام ج 6 ص 216, مدينة المعاجز ج 1 ص 220
[6] تفسير القمي ج 2 ص 170, البرهان ج 4 ص 397, غاية المرام ج 4 ص 133, اللوامع النورانية ص 508, بحار الأنوار ج 35 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 231, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 300, تفسير الصافي ج 4 ص 159 بإختصار, الجمل والنصرة ص 217 نحوه
[7] غرر الأخبار ص 146
[8] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 10, البرهان ج 4 ص 399, غاية المرام ج 4 ص 135, اللوامع النورانية ص 510, بحار الأنوار ج 38 ص 234
[9] تأويل الآيات ص 435, البرهان ج 4 ص 398, غاية المرام ج 4 ص 133, اللوامع النورانية ص 508, بحار الأنوار ج 23 ص 382, تفسير فرات ص 328 نحوه
[10] تفسير فرات ص 327, بحار الأنوار ج 22 ص 129
[11] تأويل الآيات ص 436, البرهان ج 4 ص 398, غاية المرام ج 4 ص 134, اللوامع النورانية ص 509, بحار الأنوار ج 23 ص 383, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 301
[12] الإحتجاج ج 1 ص 276, تفسير الصافي ج 4 ص 159, البرهان ج 4 ص 398, غاية المرام ج 4 ص 134, اللوامع النورانية ص 509, بحار الأنوار ج 44 ص 81, رياض الأبرار ج 1 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 231, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 300
[13] تفسير فرات ص 327, بحار الأنوار ج 35 ص 349
[14] تفسير فرات ص 327
[15] تفسير فرات ص 327
[16] الأمالي للطوسي ص 550, إرشاد القلوب ج 2 ص 262, البرهان ج 4 ص 397, حلية الأبرار ج 2 ص 330, غاية المرام ج 4 ص 133, اللوامع النورانية ص 507
[17] الدر النظيم ص 333
[18] الثاقب في المناقب ص 130, مدينة المعاجز ج 1 ص 529
[19] إلى هان في تأويل الآيات وتفسير الصافي
[20] الأمالي للصدوق ص 490, بحار الأنوار ج 44 ص 91, تأويل الآيات ص 436, تفسير الصافي ج 4 ص 159, غرر الأخبار ص 247 نحوه
[21] المزار الكبير ص 273, المزار للشهيد الأول ص 78, بحار الأنوار ج 97 ص 364, زاد المعاد ص 471
[22] جامع البيان ج 21 ص 129, تفسير ابن أبي حاتم ج 9 ص 319, شواهد التنزيل ج 1 ص 580, الدر المنثور ج 5 ص 178
[23] ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني ص 44, تفسير الحبري ص 295, شواهد التنزيل ج 1 ص 577
[24] شواهد التنزيل ج 1 ص 575, النور المشتعل ص 164, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 297, نظم درر السمطين 92, الدر المنثور ص 177, فتح القدير ج 4 ص 255, شرح نهج البلاغة ج 17 ص 238 نحوه
[25] شواهد التنزيل ج 1 ص 578, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 297, الدر المنثور ص 178
[26] شواهد التنزيل ج 1 ص 574, المناقب للخوارزمي ص 279
[27] شواهد التنزيل ج 1 ص 577, نظم درر السمطين ص 92
[28] شواهد التنزيل ج 1 ص 572
[29] شرح نهج البلاغة ج 4 ص 80
[30] تفسير الثعلبي ج 7 ص 333, معالم التنزيل ج 3 ص 498
[31] تفسير ابن أبي حاتم ج 9 ص 319, الدر المنثور ص 178, شواهد التنزيل ج 1 ص 579
[32] شواهد التنزيل ج 1 ص 572, الدر المنثور ص 178
[33] شواهد التنزيل ج 1 ص 579
[34] شواهد التنزيل ج 1 ص 579
[35] شواهد التنزيل ج 1 ص 581
[36] شواهد التنزيل ج 1 ص 581
[37] شواهد التنزيل ج 1 ص 584
[38] شرح نهج البلاغة ج 6 ص 292. نحوه: مقتل الإمام الحسين × للخوارزمي ص 174, تذكرة الخواص ج 2 ص 31
[39] كفاية الطالب ص 140
[40] الهداية الكبرى ص 418, حلية الأبرار ج 5 ص 397, بحار الأنوار ج 53 ص 24
[41] تأويل الآيات ص 437, الصراط المستقيم ج 2 ص 262, إثبات الهداة ج 5 ص 190, البرهان ج 4 ص 400, بحار الأنوار ج 51 ص 59, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 303
[42] البرهان ج 4 ص 401, نهج البيان ج 4 ص 207
[43] تأويل الآيات ص 437, مختصر البصائر ص 491, الإيقاظ من الهجعة ص 386, البرهان ج 4 ص 401, اللوامع النورانية ص 512, بحار الأنوار ج 53 ص 114, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 303
[44] الإيقاظ من الهجعة ص 386, بحار الأنوار ج 53 ص 114
[45] الكافي ج 2 ص 88, تفسير القمي ج 1 ص 197, مشكاة الأنوار ص 25, الوافي ج 4 ص 342, وسائل الشيعة ج 15 ص 262, البرهان ج 2 ص 415, حلية الأبرار ج 1 ص 340, بحار الأنوار ج 9 ص 203, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 232, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 305
[46] تأويل الآيات ص 437, البرهان ج 2 ص 415, اللوامع النورانية ص 514, بحار الأنوار ج 24 ص 158, نفسير كنز الدقائق ج 10 ص 306
[47] تفسير فرات ص 329, بحار الأنوار ج 24 ص 157
[48] تفسير فرات ص 329, بحار الأنوار ج 24 ص 158
[49] بحار الأنوار ج 66 ص 79, إثبات الهداة ج 1 ص 159
[50] شواهد التنزيل ج 1 ص 583
[51] شواهد التنزيل ج 1 ص 583
[52] مختصر البصائر ص 474, بحار الأنوار ج 53 ص 86
[53] تأويل الآيات ص 438, البرهان ج 4 ص 403, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 307
[54] ينابيع المودة ج 3 ص 246