سورة الشعراء

{طسم (1) تلك آيات الكتاب المبين (2) لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين (3) إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (4)}

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: أما إن النداء من السماء باسم القائم # في كتاب الله لبين, فقلت: فأين هو أصلحك الله؟ فقال: في {طسم تلك آيات الكتاب المبين‏} قوله {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير. [1]

 

تفسير الثمالي في قوله تعالى {طسم تلك آيات الكتاب} إن من الآيات مناديا ينادي من السماء في آخر الزمان: ألا إن الحق مع علي × وشيعته. [2]

 

قوله {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} فإنه حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن هشام, عن أبي عبد الله × قال: تخضع رقابهم, يعني بني أمية, وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر. [3]

 

عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: خمس علامات قبل قيام القائم #: الصيحة, والسفياني, والخسف, وقتل النفس الزكية, واليماني, فقلت: جعلت فداك, إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا, فلما كان من الغد تلوت هذه الآية {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} فقلت له: أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل. [4]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ قال: سئل أمير المؤمنين × عن قوله‏ تعالى: {فاختلف الأحزاب من بينهم} فقال ×: انتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان. فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أوما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان. [5]

 

عن الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد × يقول: إن القائم # لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها, ويسمع أهل المشرق والمغرب, وفيه نزلت هذه الآية {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}. [6]

 

عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله × فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، وكان متكئا فغضب وجلس، ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي × يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إن الحق في علي بن أبي طالب × وشيعته. قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه، قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول, ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله × قول الله عز وجل: {وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر}. [7]

 

عن علي بن موسى الرضا × في حديث طويل عن صاحب الزمان #, قال: وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه, فإن الحق معه وفيه, وهو قول الله عز وجل {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}. [8]

 

عن أبي جعفر × في قوله تعالى {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية} قال ×: النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه. [9]

 

عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم‏ لها خاضعين} قال: نزلت في قائم آل محمد #, ينادى باسمه من السماء. [10]

 

عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قوله تعالى {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: سيفعل الله ذلك بهم, قلت: من هم؟ قال: بنو أمية وشيعتهم, قلت: وما الآية؟ قال ×: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر, وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه, وذلك في زمان السفياني, وعندها يكون بواره و بوار قومه. [11]

 

عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: تخضع لها رقاب بني أمية، قال: ذلك بارز عند زوال الشمس، قال: وذاك علي بن أبي طالب ×، يبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتى يبرز وجهه، ويعرف الناس حسبه ونسبه. ثم قال: أما إن بني أمية ليختبين الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول: هذا رجل من بني أمية فاقتلوه. [12]

 

عن ابن عباس في قوله جل وعز {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} قال: هذه نزلت فينا وفي بني أمية، تكون لنا عليهم دولة، فتذل أعناقهم لنا بعد صعوبة، وهوان بعد عز. [13]

 

عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}: تنزل الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، ثم يظهر رجل يعرف بوجهه وحسبه ونسبه أمام الشمس, قلت: ومن هو؟ قال: عسى أن يكون والله‏ أمير المؤمنين ×، وهو الآية التي قال فيها مخاطبا لنبيه |: {لتنذر به} مخابة النبي | يعني لتخربه وبمكانه أنه حجة الله على خلقه. [14]

 

بمصادر العامة:

 

تفسير الثمالي في قوله تعالى {طسم تلك آيات الكتاب} إن من الآيات مناديا ينادي من السماء في آخر الزمان: ألا إن الحق مع علي × وشيعته. [15]

 

عن عبد الله بن عباس قال: نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية، سيكون لنا عليهم الدولة, فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة وهوان بعد عزة, ثم قرأ {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}. [16]

 

{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}, عن عمر بن حنظلة قال: سألت جعفر الصادق × عن علامات قيام القائم #. قال: خمس علامات قبل قيام القائم #: الصيحة، وخروج السفياني، والخسف، وقتل النفس الزكية، واليماني. قال: فتلوت هذه الآية، فقلت له: أهي الصيحة؟ قال: نعم، لو كانت الصيحة خضعت أعناق أعداء الله عز وجل. [17]

 

{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}, عن أبي بصير وأبي الورد, هما، عن الباقر × قال: هذه الآية نزلت في القائم #, وينادي مناد باسمه واسم أبيه من السماء. [18]

 

{ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين} (21)

 

عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة عن علة عدم قيامه في زمن من كان قبله: ولي بموسى × أسوة إذ قال: {ففررت منكم لما خفتكم} فإن قلتم: إن موسى × فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: إن موسى × خاف منهم, فالوصي أعذر. [19]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إن لصاحب هذا الأمر # غيبة يقول فيها {ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين}‏. [20]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إذا قام القائم # تلا هذه الآية {ففررت منكم لما خفتكم‏}. [21]

 

عن المفضل بن عمر قال: سمعته يقول - يعني أبا عبد الله × - قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ×: إذا قام القائم # قال {ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين‏}. [22]

 

عن الباقر × قال: إذا ظهر قائمنا أهل البيت # قال: {ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما} خفتكم على نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح لي أمري. [23]

 

عن أبي بصير قال سمعت الباقر ×، يقول: في مهدينا # المنتظر بسبع سنين – إلى أن قال - وفيه موسى × خرج {خائفا يترقب} وقوله {ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين}‏. [24]

 

{قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين} (36)

 

عن أبي عبد الله × قال: أشهد أن المرجئة على دين الذين قالوا {أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين‏}. [25]

 

{فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} (61)

 

عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال له اليهودي: فإن موسى × قد ضرب له طريق في البحر, فهل فعل بمحمد | شي‏ء من هذا؟ فقال له علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | أعطي ما هو أفضل من هذا,[26] خرجنا معه إلى حنين, فإذا نحن بواد يشخب, فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة, فقالوا: يا رسول الله, العدو وراءنا والوادي أمامنا, كما قال أصحاب موسى ×: {إنا لمدركون} فنزل رسول الله | ثم قال: اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك, وركب | فعبرت الخيل لا تندى حوافرها, والإبل لا تندى أخفافها, فرجعنا فكان فتحنا. [27]

 

{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} (63)

 

قال الإمام العسكري × في حديث طويل عن نجاة بني إسرائيل من فرعون: فأوحى الله إلى موسى ×: {أن اضرب بعصاك البحر} وقل: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين لما فلقته. ففعل، {فانفلق}، وظهرت الأرض إلى آخر الخليج. [28]

 

{رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين} (83)

 

عن محمد بن الفرج قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا ×: جعلت فداك، من هؤلاء الصالحون الذين يقول إبراهيم × فيهم: {رب هب لي حكما وألحقني‏ بالصالحين}؟ قال: جاء الجواب: يا عاجز، من تراهم؟! نحن هم. [29]

 

{واجعل لي لسان صدق في الآخرين} (84)

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: قال الله عز وجل {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا} يعنى به علي بن أبي طالب × لأن إبراهيم × قد كان دعا الله عز وجل أن يجعل له {لسان صدق في الآخرين} فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق ويعقوب لسان صدق عليا. [30]

 

عن الصادق × في خبر: أن إبراهيم × كان قد دعا الله أن يجعل له {لسان صدق في الآخرين} فقال الله تعالى {وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا} يعني علي بن أبي طالب ×. [31]

 

وبالإسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار أنهم وضح لهم فيما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين × ثلاثمائة اسم في القرآن, منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود وقوله تعالى {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}. [32]

 

وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة: ...وبعض اتخذته خليلا، وسألك {لسان صدق في الآخرين} فأجبته، وجعلت ذلك عليا... [33]

 

بمصادر العامة:

 

عن علاء بن فضيل قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد × عن هذه الآية؟ قال: {لسان صدق} هو علي بن أبي طالب ×, إن إبراهيم × عرضت ولايته عليه فقال: اللهم اجعله من ذريتي, ففعل الله ذلك. [34]

 

{إلا من أتى الله بقلب سليم} 89

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إلا من أتى الله بقلب سليم}‏ يعني بذلك عليا × وشيعته‏. [35]

 

{فكبكبوا فيها هم والغاوون} (94)

 

عن الصادق × قال: هم بنو أمية {والغاوون} هم بنو فلان‏. [36]

 

{فما لنا من شافعين (100) ولا صديق حميم (101) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين (102)}

 

عن أبي عبد الله وأبي جعفر ‘ قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقولوا أعداؤنا إذا رأوا ذلك {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} قال: من المهتدين, قال: لأن الإيمان قد لزمهم بالإقرار. [37]

 

عن أبو أسامة بن حمران بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: والله لنشفعن لشيعتنا حتى يقول عدونا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}، يعني بالولاية لعلي والأئمة من ولده (عليهم السلام). [38]

 

قال أبو عبد الله ×: والله لنشفعن والله لنشفعن, ثلاث مرات, حتى يقول عدونا {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} إن شيعتنا يأخذون بحجزتنا, ونحن آخذون بحجزة نبينا, ونبينا آخذ بحجزة الله. [39]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} قال: الشافعون الأئمة, والصديق من المؤمنين. [40]

 

عن أبي جعفر ×: وإن الشفاعة لمقبولة, وما تقبل في ناصب, وإن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة, فيقول: يا رب, جاري كان يكف عني الأذى, فيشفع فيه, فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافى عنك, فيدخله الجنة وما له من حسنة, وإن أدنى المؤمنين شفاعة, ليشفع لثلاثين إنسانا, فعند ذلك, يقول أهل النار: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}. [41]

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × أنه قال: يا فضل، لا تزهدوا في فقراء شيعتنا فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر. ثم قال ×: يا فضل، إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه. ثم قال ×: أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}‏. [42]

 

عن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا, وذلك أن الله سبحانه‏ يفضلنا ويفضل شيعتنا, حتى إنا لنشفع ويشفعون, فإذا رأى ذلك من ليس منهم, قالوا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}‏. [43]

 

عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}‏‏ فقال ×: لما يرانا هؤلاء وشيعتنا نشفع يوم القيامة يقولون: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}‏‏ يعني بالصديق المعرفة, وبالحميم القرابة. [44]

 

عن سليمان بن خالد قال: كنا عند أبي عبد الله × فقرأ {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} وقال: والله لنشفعن, ثلاثا, ولتشفعن شيعتنا, ثلاثا, حتى يقول عدونا {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}. [45]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إن الله أباح لمحمد | الشفاعة في أمته, وإن الشفاعة في شيعتنا, وإن لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم، وإليه الإشارة بقوله: {فما لنا من شافعين} قال: والله لتشفعن شيعتنا في أهاليهم حتى يقول شيعة أعدائنا {ولا صديق حميم}. [46]

 

عن زرارة, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جدي الحسين ×, فانه يحشر وعينه قريرة, والبشارة تلقاه, والسرور بين على وجهه, والخلق في الفزع وهم آمنون, والخلق يعرضون وهم حداث الحسين × تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب, يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه, وإن الحور لترسل إليهم إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين, فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة, وإن أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار, ومن قائل {ما لنا من شافعين ولا صديق حميم}. [47]

 

عن أبو الجارود قال: قلت لجعفر بن محمد × بأن الناس يعيبونا بحبكم. قال: أعد علي, فأعدت عليه, فقال ×: لكني اخبرك أنه اذا كان يوم القيامة جمع الله تعالى الخلائق في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي ويفقدهم البعيد, ثم يأمر الله النار فتزفر زفرة يركب الناس لها بعضهم على بعض، فاذا كان ذلك قام محمد نبينا | فيشفع، وقمنا فشفعنا، وقام شيعتنا فشفعوا، فعند ذلك سواهم: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}. والله يا أبا الجارود، ما طلبوا الكرة إلا ليكونن من شيعتنا. [48]

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × قال: قال جابر لأبي جعفر ×: جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة ÷ إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك, قال أبو جعفر ×: حدثني أبي, عن جدي, عن رسول الله | قال: إذا كان يوم القيامة, نصب للأنبياء والرسل منابر من نور, فيكون منبري أعلا منابرهم يوم القيامة, ثم يقول الله: يا محمد اخطب, فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الانبياء والرسل بمثلها, ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لوصيي علي بن أبي طالب × في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم, ثم يقول الله: يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاصياء بمثلها, ثم ينصب لأولاد الانبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لأبني وسبطي وريحانتي أيام حياتي منبر من نور ثم يقال لهما: اخطبا فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الانبياء والمرسلين بمثلهما, ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل ×: أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا؟ فيقمن فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام): لله الواحد القهار, فيقول الله جل جلاله: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة, يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة: فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين, خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب, عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيصيروا على يمينها ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها عند باب الجنة, فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي, فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي فأدخليه الجنة, قال أبو جعفر ×: والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء, فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم ان يلتفتوا فإذا التفتوا يقول الله: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة, انظروا من أطعمكم لحب فاطمة, انظروا من كساكم لحب فاطمة, انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة, انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة, قال أبو جعفر ×: والله لا يبقي في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق, فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} فيقولون: {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}  قال أبو جعفر ×: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}. [49]

 

عن أبي عبد الله ×, في زيارة الإمام الحسين ×: ...فكن لي يا ولي الله سكنا وشفيعا, وكن بي رحيما, وكن لي منحا, يوم لا تنفع الشفاعة إلا لمن ارتضى, يوم لا تنفع شفاعة الشافعين, ويوم يقول أهل الضلالة: { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم}‏ فكن يومئذ, في مقامي بين يدي ربي لي منقذا فقد عظم جرمي, إذا ارتعدت فرائصي, وأخذ بسمعي, وأنا منكس رأسي, بما قدمت من سوء عملي, وأنا عاد كما ولدتني أمي, وربي يسألني فكن لي شفيعا, ومنقذا فقد أعددتك ليوم حاجتي, ويوم فقري وفاقتي‏. [50]

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي جعفر ×: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} وذلك أن الله يفضلنا ويفضل شيعتنا بأن نشفع, فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: {فما لنا من شافعين}. [51]

 

{أتبنون بكل ريع آية تعبثون} (128)

 

قوله: {بكل ريع} قال أبو جعفر ×: يعني بكل طريق {آية} والآية علي × {تعبثون‏}. [52]

 

{وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين (195) وإنه لفي زبر الأولين (196)}

 

عن أبي عبد الله × في قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} قال: الولاية نزلت لأمير المؤمنين × يوم الغدير. [53]

 

عن سالم الحناط قال: قلت لأبي جعفر ×: أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين‏} قال: هي الولاية لأمير المؤمنين ×. [54]

 

عن أبي محمد قال: قلت لأبي جعفر ×: أخبرني عن الولاية, أنزل بها جبرئيل × من عند رب العالمين يوم الغدير؟ فقال: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين}‏ قال: هي الولاية لأمير المؤمنين ×. [55]

 

عن أبي الحسن الأول × قال: ولاية علي × مكتوبة في جميع الصحف والكتب، ولم يبعث الله تعالى نبيا إلا بنبوة محمد | وولاية علي ×، وذلك قول الله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} قال: هي ولاية علي ×. [56]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: {لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين‏} والزبر الذكر, والأولين رسول الله | منهم. [57]

 

{أفبعذابنا يستعجلون} (204)

 

عن سفيان بن عيينة، قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {أفبعذابنا يستعجلون}, فنظر أبي كالمتعجب، فقال لي: يا سفيان، كيف سألتني عن هذه الآية وما سألني عنها أحد غيرك؟ ولقد سألت عنها أبي محمد بن علي × فقال لي: با بني, كيف سألتني عن هذه الآية وما سألني أحد غيرك؟ ولقد سألت عنها أبي علي بن الحسين × فقال لي مثل ذلك. وإنه سأل عنها أباه الحسين بن علي × فقال له مثل ذلك. وإنه سأل عنها أباه علي بن أبي طالب × فقال له مثل‏ ذلك، وانه قال لأبيه علي × إذ قال ذلك له: أردت أن تخبرني عنها فيمن انزلت؟ قال: نعم، لما رجعنا من حجة الوداع نزل رسول الله | بغدير خم، فقال: معاشر الناس، اني مسئول عنكم وانتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد إنك لرسول الله، بلغت رسالة ربك ونصحت لامتك وعبدت ربك حتى أتاك اليقين، فجزاك الله عنا من نبي خيرا. قال |: وأنتم، فجزاكم الله عني خيرا، فلقد صدقتموني وأعنتموني على تبليغ وحي الله عز وجل ورسالته، وجاهدتم معي فجزاكم الله عني خيرا. ثم أخذ بيدي فرفعها كأنها مروحة، وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأنا ولي جميعهم؟ قالوا: نعم. قال: من كنت مولاه فهذا مولاه, هل سمعتم وأطعتم؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد. فقام نعمان بن الحارث الفهري فقال: يا رسول الله, أتيتنا فذكرت لنا إنك رسول الله إلينا، فقلنا لك: أعن الله ذلك؟ قلت: نعم، فصدقناك. ثم أتيتنا بالفرائض- وذكرت كل فريضة منها- فقلنا لك: أعن الله هذا؟ قلت: نعم، فصدقناك. ثم أخذت الآن بيد ابن عمك هذا، فأمرتنا بولايته، فالله أمرك بهذا؟ قال: نعم والله عز وجل أمرني أن أقول ذلك لكم. فقال كلمة يعنى بها التكذيب، ثم ولى مغضبا، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}. ثم أتى ناقته، فحل عقالها، وركبها، فانطلق يريد أهله، فأصابته حجارة من السماء فسقطت في رأسه وخرجت من دبره وسقط ميتا - وفي رواية اخرى: نار فقتلته قبل أن يصل الى أهله - فأنزل الله عز وجل: {أفبعذابنا يستعجلون}. [58]

 

{أفرأيت إن متعناهم سنين (205) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون (206) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون (207)}

 

عن أبي عبد الله × قال: رأى رسول الله | في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى, فأصبح كئيبا حزينا, قال: فهبط عليه جبرئيل × فقال: يا رسول الله, ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل, إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن الصراط القهقرى, فقال: والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شي‏ء ما اطلعت عليه, فعرج إلى السماء, فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال: {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} وأنزل عليه {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه | خيرا {من ألف شهر} ملك بني أمية. [59]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إن أبي حدثني عن أبيه, عن جده, عن علي عليهم السلام: أن رسول الله | أخذته نعسة وهو على منبره, فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة يردون الناس على أعقابهم القهقرى, فاستوى رسول الله | جالسا والحزن يعرف في وجهه, فأتاه جبريل × بهذه الآية: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} يعني بني أمية, قال: يا جبريل, أعلى عهدي يكونون وفي زمني؟ قال: لا، ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها، ثم ملك الفراعنة قال: وأنزل الله تعالى في ذلك: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} تملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر. [60]

 

عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون} قال: خروج القائم # {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} قال: هم بنو أمية الذين متعوا في دنياهم. [61]

 

{وأنذر عشيرتك الأقربين} (214)

 

عن علي بن أبي طالب × قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله |: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعاني رسول الله | فقال لي: يا علي، إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، قال: فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيل × فقال: يا محمد، إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك عز وجل، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. فلما اجتمعوا له |، دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله | جذمة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشي‏ء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله | أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله |. فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله | فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري، فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا. فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب ×: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. [62]

 

عن علي بن أبي طالب × قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} ورهطك المخلصين, دعا رسول الله | بني عبد المطلب, وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا, فقال: أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك, حتى أتى علي فقلت: أنا يا رسول الله, فقال: يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي, فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب ×: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام. [63]

 

عن صفوان الجمال، قال: قال جعفر بن محمد الصادق × لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول الله | عليا × فقال: يا علي, اصنع لنا طعاما فخذ شاة وصاعا من بر، وادع عشرة من بني هاشم وبني عبد المطلب، فصنع علي × ما أمره رسول الله |، وأدخلهم عليه، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة وحده، فقرب علي × منهم المائدة وقدم القصعة ووضع النبي | يده على دورة القصعة، وقال: هلموا وكلوا على اسم الله فأكلوا حتى صدروا، وفضل كثير، فبادرهم رسول الله | بالكلام، وقال: أيكم يا بني عبد المطلب يقضي ديني، وينجز وعدي، ويقوم مقامي، ويكون خليفتي في أهلي ومالي، وأكون أخاه ويكون أخي في الدنيا والآخرة، ويكون وزيري وخليلي وصفيي وموضع سري، ويكون معي في درجتي؟ فسكت القوم كلهم، فقال علي ×: يا رسول الله أنا أقضي دينك وأنجز وعدك، وأكون خليفتك في أمتك وأهلك، وأكون أخاك وتكون أخي وأكون معك وعلى درجتك في الدنيا والآخرة. وكان علي × أصغرهم سنا، وأعظمهم بطشا، وأحمشهم ساقا، فقال رسول الله | قد فعلت يا علي فوجبت يومئذ المؤاخاة والموازرة له ×. [64]

 

عن علي بن أبي طالب × أنه قال: لما أنزل الله عز وجل {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله | بني عبد المطلب على فخذ شاة وقدح من لبن, وأن فيهم يومئذ عشرة ليس منهم رجل إلا يأكل الجذعة ويشرب الفرق, وهم بضع وأربعون رجلا, فأكلوا حتى صدروا, وشربوا حتى ارتووا, وفيهم يومئذ أبو لهب, فقال لهم رسول الله | يا بني عبد المطلب, أطيعوني‏ تكونوا ملوك الأرض وحكامها, إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له وصيا ووزيرا ووارثا وأخا ووليا, فأيكم يكون وصيي ووارثي ووليي وأخي ووزيري؟ فسكتوا, فجعل يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا, ليس منهم أحد يقبله حتى لم يبق منهم أحد غيري, وأنا يومئذ من أحدثهم سنا, فعرض علي فقلت: أنا يا رسول الله, فقال: نعم, أنت يا علي, فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب: لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم: أتاكم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورويتم وجعلوا, يهزءون ويقولون لأبي طالب ×: قد قدم ابنك اليوم عليك. [65]

 

عن ابن الكواء قال لعلي ×: بما كنت وصي محمد | من بين بني عبد المطلب؟ قال: ادن, ما الخير تريد, لما نزل على رسول الله | {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمعنا رسول الله | ونحن أربعون رجلا, فأمرني فأنضجت له رجل شاة وصاعا من طعام, أمرني فطحنته وخبزته, وأمرني فأدنيته, ثم قال: فقال |: تقدم علي عشرة عشرة من أجلتهم, فأكلوا حتى صدروا وبقي الطعام كما كان, وإن منهم لمن يأكل الجذعة  ويشرب الفرق, فأكلوا منها كلهم أجمعون, فقال أبو لهب: سحركم صاحبكم, فتفرقوا عنه ودعاهم رسول الله | ثانية, ثم قال: أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي؟‏ فعرض عليهم كلهم وكلهم يأبى, حتى انتهى إلي وأنا أصغرهم سنا وأعمشهم عينا وأحمشهم ساقا, فقلت: أنا, فرمى إلي بنعله, فلذلك كنت وصيه من بينهم. [66]

 

عن أبي رافع في قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: إن رسول الله | جمع بني عبد المطلب في الشعب وهم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه وأولادهم أربعون رجلا, فصنع لهم رجل شاة, ثم ثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق واللحم, ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتى تضلعوا, ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من‏ ذلك العس حتى رووا منه, فقال أبو لهب: والله إن منا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة وما يصلحها ولا تكاد تشبعه, ويشرب الفرق من النبيذ فما يرويه, وإن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا منها, إن هذا لهو السحر المبين. قال: ثم دعاهم فقال | لهم: إن الله عز وجل قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين, وأنتم عشيرتي الأقربون ورهطي المخلصون, وإن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا, فأيكم يقوم يبايعني على أنه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي, ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي, فسكت القوم فقال: والله ليقومن قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمن, قال: فقام علي × وهم ينظرون إليه كلهم فبايعه, وأجابه إلى ما دعاه إليه, فقال | له: ادن مني, فدنى منه, فقال له: افتح فاك, قال: ففتحه, فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه, فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به ابن عمك, أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه ووجهه بزاقا, فقال رسول الله |: بل ملأته علما وحكما وفقها. [67]

 

روي عن أمير المؤمنين ×: لما نزلت سورة الشعراء في آخرها آية الإنذار {وأنذر عشيرتك الأقربين} أمرني رسول الله |، وقال: يا علي، اطبخ ولو كراع شاة، ولو صاعا من طعام وقعبا من لبن، واعمد إلى قريش. قال: فدعوتهم واجتمعوا أربعين بطلا بزيادة، وكان فيهم أبو طالب وحمزة والعباس، فحضرت ما أمرني به رسول الله | معمولا، فوضعته بين أيديهم، فضحكوا استهزاء، فأدخل إصبعه رسول الله | بأربعة جوانب الجفنة، فقال: كلوا وقولوا: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال أبو جهل: يا محمد، ما نأكل، وأحدنا يأكل الشاة مع أربعة أصوع من الطعام! فقال: كل وأرني أكلك. فأكلوا حتى تملؤوا، وأيم الله ما يرى أثر أكل أحدهم، ولا نقص الزاد، فصاح بهم رسول الله |: كلوا. فقالوا: ومن يقدر على أكثر من هذا؟ فقال: ارفعه يا علي. فرفعته، فدنا منهم محمد |، وقال: يا قوم اعملوا أن الله ربي وربكم. فصاح أبو لهب، وقال: قوموا إن محمدا سحركم. فقاموا ومضوا فاستعقبهم علي بن أبي طالب، وأراد أن يبطش بهم، فقال له رسول الله |: لا يا علي، ادن مني. فتركهم ودنا منه، فقال له: أمرنا بالإنذار لا بذات الفقار، لأن له وقتا، ولكن اعمل لنا من الطعام مثل ما عملت، وادع لي من دعيت، فلما أتى غد، فعلت ما بالأمس فعلت. فلما اجتمعوا وأكلوا كما أكلوا. قال لهم رسول الله |: ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به من أمر الدنيا والآخرة. قيل: فقال أبو جهل: قد شغلنا أمر محمد، فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر والكهانة، لكنا استرحنا. فقطع كلامه عتبة بن ربيعة، وقال: والله إني لبصير بما ذكرته. فقال: لم لا تباحثه؟ قال: حاشا أن كان به ما ذكرت، فقال له: يا محمد، أنت خير أم هاشم؟ أنت خير أم عبد المطلب؟ أنت خير أم عبد الله؟ أنت خير أم علي بن أبي طالب، دامغ الجبابرة، قاصم أصلاب أكبرهم؟ فلم تضل آبائنا وتشتم آلهتنا، فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك أولويتها، وكن رئيسا لنا ما بقيت وإن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا. وإن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت وعقبك من بعدك، فما تقول؟ فقال |: بسم الله الرحمن الرحيم {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا} إلى آخر الآية، فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، فأمسك عتبة على فيه، ورجع فناشده بالله اسكت، فسكت، وقام ومضى، فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه، فدخل ولم يخرج أبدا، فغدوه قريش، فقال أبو جهل: قوموا بنا إليه. فدخلوا وجلسوا. فقال أبو جهل: يا عتبة، محمد سحرك. فقام قائما على قدميه، وقال: يا لكع الرجال، والله لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة، يا ويلك. قلت: محمد ساحر كاهن شاعر، سرنا إليه، سمعناه تكلم بكلام من رب السماء، فحلفته وأمسك، وقد سميتموه الصادق الأمين، هل رأيتم منه كذبة؟ ولكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم العذاب والذهاب. [68]

 

عن العبد الصالح × في حديث طويل: {وأنذر عشيرتك الأقربين‏} وهم بنو عبد المطلب أنفسهم, الذكر منهم والأنثى, ليس فيهم من أهل بيوتات قريش ولا من العرب أحد. [69]

 

عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام، في حديث طويل أن أبا بكر قال بعض خطبة السيدة الزهراء ÷ عن فدك, قال: أيها الناس، ما هذه الرعة، ومع كل قالة أمنية؟! أين كانت هذه الأماني في عهد نبيكم؟! فمن سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، كلا بل هو ثعالة شهيده ذنبه لعنه الله، وقد لعنه الله، مرب لكل فتنة، يقول: كروها جذعة؛ ابتغاء الفتنة من بعد ما هرمت، كأم طحال أحب أهلها الغوي، ألا لو شئت أن أقول لقلت، ولو تكلمت لبحت، وإني ساكت ما تركت، يستعينون بالصبية، ويستنهضون النساء، وقد بلغني- يا معشر الأنصار- مقالة سفهائكم- فوالله- إن أحق الناس بلزوم عهد رسول الله أنتم، لقد جاءكم فآويتم ونصرتم، وأنتم اليوم أحق من لزم عهده، ومع ذلك فاغدوا على أعطياتكم، فإني لست كاشفا قناعا، ولا باسطا ذراعا، ولا لسانا إلا على من استحق ذلك، والسلام.

قال: فأطلعت أم سلمة رأسها من بابها وقالت: ألمثل فاطمة بنت رسول الله ÷ يقال هذا، وهي الحوراء بين الإنس، والأنس للنفس، ربيت في حجور الأنبياء، وتداولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجو الطاهرات، ونشأت خير منشأ، وربيت خير مربى؟! أ تزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها؟! وقد قال الله له: {وأنذر عشيرتك الأقربين}؟ أفأنذرها وجاءت تطلبه وهي خيرة النسوان، وأم سادة الشبان، وعديلة مريم ابنة عمران، وحليلة ليث الأقران، تمت بأبيها رسالات ربه؛ فو الله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر، فيوسدها يمينه، ويلحفها بشماله؛ رويدا فرسول الله | بمرأى لغيكم، وعلى الله تردون، فواها لكم وسوف تعلمون. قال: فحرمت أم سلمة تلك السنة عطاءها؛ ورجعت فاطمة ÷ إلى منزلها فتشكت. [70]

 

بمصادر العامة:

 

عن عبد الله بن عباس, عن علي بن أبي طالب × قال لما أنزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} على رسول الله | دعاني فقال: يا علي, إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين, فضقت بذلك ذرعا وعلمت أني متى أنادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره, فصمت حتى جاءني جبريل × فقال: يا محمد, إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك, فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة, واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به, ففعلت ما أمرني به, ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا, يزيدون رجلا أو ينقصونه, وفيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب, فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم, فجئت به, فلما وضعته تناول رسول الله | بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة, ثم قال: كلوا باسم الله, فأكلوا حتى ما لهم إلى شي‏ء من حاجة, وايم الله الذي نفس علي بيده, إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم, ثم قال: اسق القوم يا علي, فجئتهم بذلك العس, فشربوا منه حتى رووا جميعا, وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله, فلما أراد رسول الله | أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم, فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله |, فقال من الغد: يا علي, إن هذا الرجل قد سبقني‏ إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم, فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس, ثم اجمعهم لي ففعلت, ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم, ففعل كما فعل بالأمس, فأكلوا حتى ما لهم بشي‏ء حاجة, ثم قال: اسقهم, فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتى رووا, ثم تكلم رسول الله | فقال: يا بني عبد المطلب, إني والله ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به, إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة, وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه, فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنها جميعا, وقلت: أنا - وإني لأحدثهم سنا, وأرمصهم عينا, وأعظمهم بطنا, وأحمشهم ساقا - أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه, فأعاد القول فأمسكوا, وأعدت ما قلت, فأخذ برقبتي ثم قال لهم: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم, فاسمعوا له وأطيعوا, فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب ×: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. [71]

 

عن عبد الله بن عباس, عن علي بن أبي طالب × قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله |: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعاني رسول الله | فقال: يا علي, إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين, فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أمرتهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتى جاء جبرئيل فقال: يا محمد, إنك لئن لم تفعل ما أمرت به يعذبك الله بذلك, فاصنع ما بدا لك. يا علي, اصنع لنا صاعا من طعام واجعل فيه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به - وساق الحديث إلى قوله - ثم تكلم رسول الله | فقال: يا بني عبد المطلب, إني والله ما أعلم أحدا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة, وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يوازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيي ووليي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، فقلت -: وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه, فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب ×: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي. [72]

 

شريك, عن الأعمش, عن المنهال, عن عباد بن عبد الله الأسدي, عن علي × قال: لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك‏ الأقربين} جمع النبي | من أهل بيته, فاجتمع ثلاثون رجلا, فأكلوا وشربوا ثلاثا,  ثم قال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي, ويكون معي في الجنة, ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله, أنت كنت تجد من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال الآخر: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي ×: أنا. [73]

 

عن علي × قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول الله | بأربعين رجلا من أهل بيته, إن كان الرجل منهم ليأكل جذعة وإن كان شاربا فرقا, فقدم إليهم رجلا فأكلوا حتى شبعوا, فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة, ويكون خليفتي في أهلي؟ فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي ×: أنا, قال رسول الله |: علي يقضي ديني عني, وينجز مواعيدي. [74]

 

عن علي × قال: لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا النبي | بني عبد المطلب، وصنع لهم طعاما ليس بالكثير، فقال: كلوا بسم الله من جوانبها، فإن البركة تنزل من ذروتها، ووضع يده أولهم، فأكلوا

حتى شبعوا، ثم دعا بقدح فشرب أولهم، ثم سقاهم فشربوا حتى رووا، فقال أبو لهب: لقد سحركم! وقال: يا بني عبد المطلب, إني جئتكم بما لم يجيء به أحد قط، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وإلى الله، وإلى كتابه، فنفروا وتفرقوا، ثم دعاهم الثانية على مثلها، فقال أبو لهب كما قال المرة الأولى، فدعاهم، ففعلوا مثل ذلك، ثم قال لهم - ومد يده -: من يبايعني على أن يكون أخي، وصاحبي، ووليكم من بعدي؟، فمددت يدي وقلت: أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم، عظيم البطن، فبايعني على ذلك. قال: وذلك الطعام أنا صنعته. [75]

 

عن ربيعة بن ناجد، أن رجلا قال لعلي ×: يا أمير المؤمنين, لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال: لما أنزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعاني رسول الله | فقال: يا علي، إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فاصنع لنا صاعا من الطعام، واجعل عليه رجل شاة، وعسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب وأبلغهم ما أمرت به. فصنعت كما أمرني، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة وعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله | ثم قال: خذوا بسم الله. فأكل القوم حتى مالهم بشق حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفسي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم، فجئت بذلك العس، فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يشرب. فقال: يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، وقد

رأيتم من فضل الله الآيات ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه، وكنت أصغر القوم سنا، قال: اجلس, ثم قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه وهو يقول: اجلس، حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي ثم قال: أنت أخي وصاحبي ووزيري، فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي. [76]

 

عن علي × قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال رسول الله |: علي يقضي ديني، وينجز بوعدي. [77]

 

عن البراء قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله | بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس، فأمر عليا برجل شاة فأدمها ثم قال: ادنوا باسم الله, فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة, ثم قال لهم: اشربوا باسم الله، فشرب القوم حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما يسحركم به الرجل، فسكت النبي | يومئذ فلم يتكلم. ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب, ثم أنذرهم رسول الله | فقال: يا بني عبد المطلب, إني أنا النذير إليكم من الله سبحانه والبشير لما يجيء به أحد منكم، جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ومن يواخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي، وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي ×: أنا, فقال: أنت, فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب ×: أطع ابنك فقد أمر عليك. [78]

 

{الذي يراك حين تقوم (218) وتقلبك في الساجدين (219)}

 

عن أبي جعفر × قال: {الذي يراك حين تقوم} في النبوة, {وتقلبك في الساجدين} قال: في أصلاب النبيين‏. [79]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × في قوله تعالى {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} قال: يراك حين تقوم بأمره, وتقلبك في أصلاب الأنبياء نبي بعد نبي. [80]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يرى تقلبه {في الساجدين‏} يعني في أصلاب النبيين. [81]

 

عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل: {وتقلبك في الساجدين} قال × في أصلاب النبيين.

وفي رواية الحسن بن أحمد قال: من صلب نبي إلى صلب نبي. [82]

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {وتقلبك في الساجدين} قال: في علي وفاطمة والحسن والحسين وأهل بيته (عليهم السلام). [83]

 

عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {وتقلبك في الساجدين} قال: يرى تقلبه في أصلاب النبيين, من نبي إلى نبي, حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم ×. [84]

 

عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |: لا ترفعوا قبلي, ولا تضعوا قبلي، فانى أراكم من خلفي كما أراكم من امامى, ثم تلا هذه الآية. [85]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل: فنحن أول خلق ابتدء الله، وأول خلق عبد الله، وسبحه، ونحن سبب خلق الخلق، وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والادميين، فبنا عرف الله، وبنا وحد الله، وبنا عبد الله. وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه، وبنا أثاب الله من أثاب، وعاقب من عاقب، ثم تلا قوله تعالى: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} وقوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}. فرسول الله | أول من عبد الله، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثم‏ نحن بعد رسول الله |. ثم أودعنا بعد ذلك صلب آدم × فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام، من صلب إلى صلب، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله، وشرف الذي استقر فيه، حتى صار في عبد المطلب ×، فوقع بأم عبد الله فاطمة، فافترق النور جزئين: جزء في عبد الله، وجزء في أبي طالب ×، فذلك قوله تعالى: {وتقلبك في الساجدين} يعني في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم، فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام، حتى أخرجنا في أوان عصرنا وزماننا، فمن زعم أنا لسنا ممن جرى في الأصلاب والأرحام، وولدنا الآباء والأمهات فقد كذب. [86]

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {وتقلبك في الساجدين} قال: من نبي إلى نبي, ومن نبي إلى نبي, حتى أخرجك نبيا. [87]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {وتقلبك في الساجدين} قال: أخرجه | من صلب نبي إلى صلب نبي إلى صلب نبي, هكذا إلى أن جعله نبي. [88]

 

عن ابن عباس في قول الله تعالى: {وتقلبك في الساجدين} قال: ما زال رسول الله | يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه‏. [89]

 

{هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (221) تنزل على كل أفاك أثيم (222)}

 

عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} قال: هم سبعة: المغيرة, وبنان, وصائد, وحمزة بن عمارة البربري, والحارث الشامي, وعبد الله بن الحارث, وأبو الخطاب. [90]

 

{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} (227)

 

عن عبد الله بن عباس قال: قام رسول الله | فينا خطيبا فقال: الحمد لله على آلائه وبلائه عندنا أهل البيت, وأستعين الله على نكبات الدنيا وموبقات الآخرة, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأني محمدا عبده ورسوله أرسلني برسالته إلى جميع خلقه, {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} واصطفاني على جميع العالمين من الأولين والآخرين, أعطاني مفاتيح خزائنه كلها, واستودعني سره وأمرني بأمره, فكان القائم وأنا الخاتم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, و{اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}, واعلموا أن الله {بكل شي‏ء محيط} و{أن الله بكل شي‏ء عليم}, أيها الناس, إنه سيكون بعدي قوم يكذبون علي فلا تقبلوا منهم‏ ذلك, وأمور تأتي من بعدي يزعم أهلها أنها عني ومعاذ الله أن أقول على الله إلا حقا, فما أمرتكم إلا بما أمرني به, ولا دعوتكم إلا إليه {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} قال: فقام إليه عبادة بن الصامت فقال: متى ذلك يا رسول الله ومن هؤلاء عرفناهم‏ لنحذرهم؟ فقال |: أقوام قد استعدوا للخلافة من يومهم هذا, وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس مني هاهنا - وأومأ بيده إلى حلقه - فقال له عبادة بن الصامت: فإذا كان كذلك فإلى من يا رسول الله؟ قال |: فإذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي, فإنهم يصدونكم عن الغي ويهدونكم إلى الرشد, ويدعونكم إلى الحق فيحيون كتابي‏ وسنتي وحديثي, ويموتون‏ البدع ويقمعون بالحق أهلها, ويزولون مع الحق حيث ما زال, فلن يخيل إلي أنكم تعلمون ولكني محتج عليكم إذا أنا أعلمتكم ذلك فقد أعلمتكم. أيها الناس, إن الله تبارك وتعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق أحدا غيرنا, فكنا أول من ابتدأ من خلقه, فلما خلقنا فتق بنورنا كل ظلمة, وأحيا بنا كل طينة طيبة, وأمات بنا كل طينة خبيثة, ثم قال: هؤلاء خيار خلقي, وحملة عرشي, وخزان علمي, وسادة أهل السماء والأرض, هؤلاء الأبرار المهتدون المهتدى بهم, من جاءني بطاعتهم وولايتهم أولجته جنتي وكرامتي, ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته ناري وضاعفت عليه عذابي {وذلك جزاء الظالمين}‏ ثم قال |: نحن أهل الإيمان بالله ملاكه وتمامه حقا حقا, وبنا سدد الأعمال الصالحة, ونحن وصية الله في الأولين والآخرين, وإن منا الرقيب على خلق الله, ونحن قسم الله أقسم بنا, حيث يقول الله تعالى‏: {اتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}. أيها الناس, إنا أهل البيت عصمنا الله من أن نكون مفتونين أو فاتنين أو مفتنين, أو كذابين أو كاهنين أو ساحرين, أو عائفين‏ أو خائنين أو زاجرين, أو مبتدعين أو مرتابين أو صادفين عن الحق منافقين, فمن كان فيه شي‏ء من هذه الخصال فليس منا ولا أنا منه والله منه بري‏ء ونحن منه براء, ومن برئ الله منه أدخله جهنم وبئس المهاد, وإنا أهل البيت‏ طهرنا الله من كل نجس, فنحن الصادقون إذا نطقوا والعالمون إذا سئلوا, والحافظون لما استودعوا, جمع الله لنا عشر خصال لم يجتمعن لأحد قبلنا ولا تكون لأحد غيرنا, العلم والحلم, والحكم واللب, والنبوة والشجاعة, والصدق والصبر والطهارة والعفاف, فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى, والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى, والحق الذي أمر الله في المودة فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون. [91]

 

عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل: الحسن والحسين ‘ إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة, وأمهما سيدة نساء العالمين, وأبوهما سيد الوصيين, ومن ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم # من ولدي, طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي, إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم, والمضيعين لحرمتهم بعدي, وكفى بالله وليا وناصرا, لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين لحقهم, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‏}. [92]

 

عن الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله |: القائم # من ولدي اسمه اسمي, وكنيته كنيتي, وشمائله شمائلي, وسنته سنتي, يقيم الناس على ملتي وشريعتي, ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل, من أطاعه فقد أطاعني, ومن عصاه فقد عصاني, ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني, ومن كذبه فقد كذبني, ومن صدقه فقد صدقني, إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره, والجاحدين لقولي في شأنه, والمضلين لأمتي عن طريقته, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}‏. [93]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ×, عن جابر بن عبد الله الأنصاري‏ في حديث طويل عن بعد خطبة لرسول الله | في فضل أمير المؤمنين ×: ثم نزل | عن المنبر, فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: جزاك الله عن تبليغك خيرا, فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين, يا محمد, إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [94]

 

عن أمير المؤمنين × أنه قال للإمام الحسن ×: يا بني، ما زال أبوك مدفوعا عن حقه، مستأثرا عليه منذ قبض رسول الله | حتى يوم الناس هذا، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [95]

 

عن جابر بن عبد الله الأنصارى في حديث طويل أن رسول الله | بعت أمير المؤمنين × وأبا بكر وعمر وعبد الرحمان بن عوف وسلمان على بساط إلى أهل الكهف, فعن سلمان أن أمير المؤمنين × قال لأهل الكهف: السلام عليك ايها الفتية الذين {آمنوا بربهم} فزادهم هدى, فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا مولانا وامامنا, الحمد لله الذى ادانا ولايتك, واخذ ميثاقنا بذلك لك وزادنا ايمانا وتثبيتا على التقوى, قد سمع من بحضرتك ان الولاية لك دونهم, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‏}. [96]

 

عن أبي عبد الله × قال: خطب أمير المؤمنين × بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة فقال فيها: واعلموا أن لكل حق طالبا, ولكل دم ثائرا, والطالب كقيام الثائر بدمائنا, والحاكم في حق نفسه هو العادل الذي لا يحيف, والحاكم الذي لا يجور {وهو الله الواحد القهار}، واعلموا أن على كل شارع بدعة, وزره ووزر كل مقتد به من بعده, من غير أن ينقص من أوزار العاملين شي‏ء, وسينتقم الله من الظلمة, مأكلا بمأكل ومشربا بمشرب, من لقم العلقم ومشارب الصبر الأدهم, فليشربوا بالصب من الراح السم المذاق, وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا, ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاويق الصبر الأدهم, فوق ما أتوا وعملوا، أما إنه لم يبق إلا الزمهرير من شتائهم, وما لهم من الصيف إلا رقدة ويحهم ما تزودوا, وجمعوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور وأوزار الآثام مع الذين ظلموا, اسمعوا واعقلوا وتوبوا وابكوا على أنفسكم, ف{سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، فأقسم ثم أقسم ليتحملنها بنو أمية من بعدي, وليعرفنها في دار غيرهم عما قليل, فلا يبعد الله إلا من ظلم وعلى البادي, [يعني الأول‏] ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم وأوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة, {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون‏}. [97]

 

عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام، عن السيدة الزهراء ÷ في الخطبة الفدكية أنها ÷ قالت: ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، ولكنها فيضة النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة الحجة، فدونكم فاحتقبوها دبرة الظهر, ناقبة الخف، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممددة, فبعين الله ما تفعلون، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون،[98] {وسيعلم‏ الكفار لمن عقبى الدار}، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}، {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وكان الأمر قد قصر. [99]

 

قالت أم سلمة: لما توفي رسول الله | دخلت على فاطمة ÷ فقلت: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟ فقالت: أصبحت بين كمد وكرب، عرس بينهما فقد النبي وظلم الوصي. ثم قالت: هتك والله الدين من حجبه على الأمة، فأصبحت إمامتها مبترة، وأحكامها مقتبضة على غير ما شرعها الله في التنزيل, وسنها رسوله في التأويل, وختمها الله في التنزيل، ولكنها أحقاد بدر وثارات أحد، وكانت قلوب أهل النفاق مصيبة لإمكان الوشاة، فلما استهدف الأمر عن كثب في مخيلة الشقاق أناس ما وعد الله على خلقه الرسالة وكفالة المؤمن، أحضر عائدة بدنيا بعد انتظار ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ومثال الشهادة. فقالت أم سلمة: لا عليك يا بنت الصفوة وبقية النبوة، لهم ندم العاقبة يوم لا ينفع الندم ولا ينقل القدم من ورطات الموبقات؛ أما والله لا مونع دونها لما مونع أن يكون عندهم على المناقب الشريفة والأخلاق الطاهرة، ولكن أيام المواقف للنبي |، ولله منهم الوغم المخنق. فقالت فاطمة ÷: أرشد الله أمرك، وشيد ذكرك، للمعاد غدا مجاز عطبهم وتمام ندمهم، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [100]

 

عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: الحمد لله الذي لا مقدم لما أخر, ولا مؤخر لما قدم. ثم ضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال ×: يا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها, لو كنتم قدمتم من قدم الله, وأخرتم من أخر الله, وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها الله, ما عال ولي الله, ولا عال سهم من فرائض الله, ولا اختلف اثنان في حكم الله, ولا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر الله, إلا وعندنا علمه من كتاب الله, فذوقوا وبال أمركم, وما فرطتم في ما قدمت أيديكم, وما الله بظلام للعبيد, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [101]

 

عن سلمان في حديث طويل: فيا أيها الأمة المتحيرة بعد نبيها, لو قدمتم من قدم الله وأخرتم ما أخر الله، وجعلتم الولاية والوارثة حيث جعلها الله، لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم رغدا، ولما عال والله فقير ولا سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولا تنازعت الأمة في شي‏ء من أمر بينها إلا وجدوا علم ذلك عند أهل بيت نبيهم من كتاب الله، ولأن الله تعالى يقول: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، فذوقوا وبال ما فرطتم، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [102]

 

عن أبي رجاء العطاردي قال: لما بايع الناس لأبي بكر دخل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه المسجد فقال: أيها الناس {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فأهل بيت نبيكم هم الآل من آل إبراهيم, والصفوة والسلالة من إسماعيل, والعترة الهادية من محمد |, فبمحمد شرف شريفهم فاستوجبوا حقهم ونالوا الفضيلة من ربهم, كالسماء المبنية, والأرض المدحية, والجبال المنصوبة, والكعبة المستورة, والشمس الضاحية, والنجوم الهادية, والشجرة النبوية أضاء زيتها وبورك ما حولها. فمحمد | وصي آدم ووارث علمه, وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, وتأويل القرآن العظيم, وعلي بن أبي طالب ×, الصديق الأكبر, والفاروق الأعظم, ووصي محمد |, ووارث علمه وأخوه. فما بالكم أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو قدمتم من قدم الله, وخلفتم الولاية لمن خلفها النبي |, والله لما عال ولي الله, ولا اختلف اثنان في حكم الله, ولا سقط سهم من فرائض الله, ولا تنازعت هذه الأمة في شي‏ء من أمر دينها إلا وجدتم علم ذلك عند أهل بيت نبيكم لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} فذوقوا وبال ما فرطتم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [103]

 

عن عبيد بن وائل قال: رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه‏ بالموسم وقد أقبل بوجهه على الناس, وهو يقول: يا أيها الناس, من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن اليمان أبو ذر الغفاري, سمعت رسول الله | يقول: كما قال الله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فمحمد | من نوح, والآل من إبراهيم, والصفوة والسلالة من إسماعيل, والعترة الهادية من محمد عليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام‏, به شرف شريفهم, وبه استوجبوا الفضل على قومهم, فأهل بيت النبي‏ | فينا كالسماء المرفوعة, والأرض المبسوطة, والجبال المنصوبة, والكعبة المستورة, والشمس المشرقة, والقمر الساري, والنجوم الهادية, والشجرة الزيتونة أضاء زيتها وبورك في زيتها, وإن منهم‏ وصي آدم في علمه, ومعدن العلم بتأويله, وقائد الغر المحجلين, والصديق الأكبر علي بن أبي طالب ×. ألا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها, أم والله لو قدمتم من قدم الله ورسوله, وأخرتم من أخر الله ورسوله, ما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله, ولا تنازعت هذه الأمة في شي‏ء بعد نبيها, إلا وعلم ذلك عند أهل بيت نبيكم‏, فذوقوا وبال ما كسبتم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [104]

 

عن المقداد قال: حضرت الحج، فتعلق أبو ذر بأستار الكعبة، وحول وجهه الى الناس وقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي: أنا جندب بن جنادة، أنا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله | قرأ هذه الآية: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} ثم قال: الأبوة من نوح، والآل من إبراهيم، والصفوة من إسماعيل، والذرية الطاهرة من أهل بيت محمد |، وأهل بيت محمد | هم السماء المرفوعة, والأرض المبسوطة, والشمس الضاحية, والقمر المنير, والنجوم الزاهرة, والجبال الراسية, والبحار الزاخرة, والزيتونة المباركة، أضاء زيتها وسطع شعاعها وملأ الأرض لمعانها, وعلي × رأسها وهو الصديق الأكبر, والفاروق الأعظم, ألا أيتها الامة المتحيرة, والله لو قدمتم من قدمه الله ورسوله |, وأخرتم من أخره الله ورسوله |, وسلمتم الحكومات الى أهلها ووليها, ما طاش أحد في حكم الله, ولا اختلف اثنان في فرائض الله، ولا ضلت الامة بعد نبيها، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [105]

 

عن عبيد الله بن أحمد الربع قال: بينا ابن عباس يخطب الناس بالبصرة إذ أقبل عليهم بوجهه فقال: أيتها الأمة المتحيرة في دينها, أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله, وجعلتم الوراثة والولاية حيث جعلهما الله, لما عال سهم من فرائض الله, ولا عال ولي الله, ولا اختلف اثنان في حكم الله, ولا تنازعت الأمة في شي‏ء من كتاب الله, فذوقوا وبال ما فرطتم فيه بما قدمت أيديكم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [106]

 

عن مالك المازني قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: أتاني معاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري، فقالوا: جئناك نسألك عن هذا الرجل - يعنون عليا × - فقلت: هو أحلى عندي من العسل وأمر عندكم من الدفلى, وأخف على فؤادي من الريش وأثقل عليكم من الجبال الرواسي - أو قال من الجبل الراسي - من حاد عنه أخطأ الطريق، ومن لزمه سلك الحدود أمن العثار، فهو شمس الله المنيرة, وسبيله الواضح, وعلمه اللائح، نور لمن لزمه، وشفاء لمن اقتدى به، حجة الله على خلقه, وباب حطته ومن دخله وسلك مسالكه‏ كان آمنا، ومن تركه كان خائبا, أما والله ما حدتم عنه إلا لخشونة مأكله وتقصي أموره، والله لو ألعقكم [لفقكم‏] الله من الدنيا حسواتها ما ابتغيتم به بدلا، ووالله ما عليا × أردنا بما قلنا، وما أردنا به إلا الله وحده، ثم القربة إلى رسوله | {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [107]

 

عن مالك المازني قال: أتى تسعة نفر أبا سعيد الخدري فقالوا: يا أبا سعيد, هذا الذي يكثر الناس فيه ما تقول فيه؟ فقال: عمن تسألوني؟ قالوا: نسأل عن علي بن أبي طالب × فقال: أما إنكم تسألون عن رجل أمر من الدفلى, وأحلى من العسل, وأخف من‏ الريشة, وأثقل من الجبال, أما والله ما حلا إلا على ألسنة المؤمنين, وما خف إلا على قلوب المتقين, ولا أحبه أحد قط لله ولرسوله إلا حشره الله من مع‏ الآمنين, وإنه لمن حزب الله وحزب الله هم الغالبون, والله ما أمر إلا على لسان كافر, ولا أثقل إلا على قلب منافق, وما ازور عنه أحد قط, ولا لوى ولا تحزب, ولا عبس ولا بسر ولا عسر, ولا مضر ولا التفت‏ ولا نظر ولا تبسم, ولا تجرى‏ ولا ضحك, إلا صاحبه ولا قال:‏ أعجب لهذا الأمر, إلا حشره الله منافقا مع المنافقين, {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [108]

 

عن ابن عباس أن أم كلثوم قالت لحاجب ابن زياد: ويلك, هذه الألف درهم خذها إليك واجعل رأس الحسين × أمامنا, واجعلنا على الجمال وراء الناس, ليشتغل الناس بنظرهم إلى رأس الحسين × عنا, فأخذ الألف وقدم الرأس, فلما كان الغد أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سوداء مكتوب على أحد جانبيها: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون} وعلى الجانب الآخر {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [109]

 

وفي أثر أنهم لما صلبوا رأسه – الإمام الحسين × - على الشجرة سمع منه {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون‏}. [110]

 

عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خراج خرج به, وأشرف منه على الهلاك, فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة, فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد × مالا جليلا من مالها, وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج بها عنك, فبعث إليه ووصف له علته, فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كسب الشاة فيداف بماء ورد فيوضع عليه, فلما رجع الرسول وأخبرهم أقبلوا يهزءون من قوله فقال له الفتح: هو والله أعلم بما قال, وأحضر الكسب وعمل كما قال, ووضع عليه فغلبه النوم وسكن, ثم انفتح وخرج منه ما كان فيه وبشرت أمه بعافيته, فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت خاتمها,[111] ثم استقل من علته, فسعى إليه البطحائي العلوي بأن أموالا تحمل إليه وسلاحا, فقال لسعيد الحاجب: اهجم عليه بالليل وخذ ما تجد عنده من الأموال والسلاح واحمله إلي, قال إبراهيم بن محمد: فقال لي سعيد الحاجب: صرت إلى داره بالليل ومعي سلم فصعدت السطح, فلما نزلت على بعض الدرج في الظلمة لم أدر كيف أصل إلى الدار, فناداني ×: يا سعيد, مكانك حتى يأتوك بشمعة, فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدته عليه جبة صوف وقلنسوة منها, وسجادة على حصير بين يديه, فلم أشك أنه كان يصلي فقال لي: دونك البيوت, فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا, ووجدت البدرة في بيته مختومة بخاتم‏ أم المتوكل وكيسا مختوما, وقال لي: دونك المصلى, فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبس, فأخذت ذلك وصرت إليه, فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة بعث إليها, فخرجت إليه, فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت له: كنت قد نذرت في علتك لما أيست منك إن عوفيت حملت إليه من مالي عشرة آلاف دينار, فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس, وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار, فضم إلى البدرة بدرة أخرى وأمرني بحمل ذلك إليه ×, فحملته ورددت السيف والكيسين وقلت له: يا سيدي عز علي, فقال × لي: {سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [112]

 

روي أنه نزل فيه - في قاتل أمير المؤمنين × -: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [113]

 

عن سليمان بن مهران الأعمش: قال: بينا أنا في الطواف بالموسم، إذ رأيت رجلا يدعو، وهو  يقول: اللهم اغفر لي، وأنا أعلم أنك لا تفعل. قال: فارتعدت  لذلك، فدنوت منه، وقلت: يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله وهذه أيام حرم في شهر عظيم فلم تيأس من المغفرة؟ قال: يا هذا ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة؟! قال: نعم. قلت: يوازن الجبال الرواسي؟! قال: نعم فإن شئت أخبرتك قلت أخبرني. قال: اخرج بنا من الحرم، فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد (لع) حين  قتل الحسين بن علي ×، وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة، فلما حملناه على طريق الشام نزلنا على دير للنصارى، وكان الرأس معنا مركوزا على رمح، ومعه الاحراس، فوضعنا الطعام، وجلسنا لنأكل، فإذا بكف في حائط الدير، تكتب:

أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب؟

 قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، فأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها، فغابت ثم عادوا أصحابي إلى الطعام، فإذا الكف قد عادت تكتب مثل الأول.

فلا والله ليس لهم شفيع ... وهم يوم القيامة في العذاب

فقام أصحابي  إليها، فغابت، ثم عادوا إلى الطعام، فعادت الكف تكتب:

وقد قتلوا الحسين بحكم جور ... وخالف حكمهم حكم الكتاب

فامتنعت عن الطعام: وما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب  من الدير، فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس، فبذل لعمر  بن سعد (لع) ألف درهم فأخذها، ووزنها ونقدها، ثم أخذ الرأس وبيته عنده ليلته تلك وأسلم على يده وترك الدير ووطن في بعض الجبال يعبد الله تعالى على دين محمد |. فلما وصل عمر بن سعد إلى قرب الشام طلب الدراهم فأحضرت إليه وهي بختمة فإذا الدراهم قد تحولت خزفا وعلى أحد جانبيها مكتوب: لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وعلى الجانب الآخر: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون خسرت الدنيا والآخرة فكتم هذا الحال. ثم لما توجه إلى يزيد جعل الرأس في طست وهو ينظر إليه وهو يقول:

ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلوا واستهلوا فرحا ... ولقالوا  يا يزيد لا تشل

فجزيناهم ببدر مثلها ... وبأحد يوم أحد فاعتدل

لست من خندف إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل

لعبت هاشم بالملك فلا ... خبر جاء ولا وحي نزل

 ومضى عمر بن سعد (لع) إلى الري فالحق بسلطانه فمحق الله عمره فأهلك في الطريق. قال سليمان الأعمش: فقلت للرجل: تنح عني لا تحرقني بنارك ووليت ولا أدري بعد ذلك ما خبره [114]

 

عن سعيد بن المسيب قال: لما استشهد سيدي ومولاي الحسين × وحج الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين × فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فماذا تأمرني فقال: امض على نيتك وحج, فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين, ووجهه كقطع الليل المظلم, وهو متعلق بأستار الكعبة, وهو يقول: اللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي وما أحسبك تفعل ولو تشفع في سكان سماواتك وأرضك, وجميع ما خلقت, لعظم جرمي! قال سعيد بن المسيب: فشغلت وشغل الناس عن الطواف حتى حف به الناس واجتمعنا عليه, فقلنا: يا ويلك! لو كنت إبليس ما كنا ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله فمن أنت وما ذنبك؟! فبكى وقال: يا قوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت, فقلنا له: تذكره لنا, فقال: أنا كنت جمالاً لأبي عبد الله × لما خرج من المدينة إلى العراق, وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي فأرى تكة تغشي الابصار بحسن إشراقها, وكنت أتمناها تكون لي إلى أن صرنا بكربلا, وقتل الحسين وهي معه, فدفنت نفسي في مكان من الارض فلما جن الليل, خرجت من مكاني فرأيت من تلك المعركة نوراً لا ظلمة! ونهاراً لا ليلاً! والقتلى مطرحين على وجه الارض, فذكرت لخبثي وشقائي التكة فقلت: والله لاطلبن الحسين وأرجو أن تكون التكة في سراويله فأخذها ولم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى أتيت إلى الحسين × فوجدته مكبوباً على وجهه وهو جثة بلا رأس, ونوره مشرق مرمل بدمائه, والرياح سافية عليه, فقلت: هذا والله الحسين! فنظرت إلى سراويله كما كنت أراها فدنوت منه, وضربت بيدي إلى التكة لآخذها فإذا هو قد عقدها عقداً كثيرة فلم أزل أحلها حتى حللت عقدة منها فمد يده اليمنى وقبض على التكة فلم أقدر على أخذ يده عنها ولا أصل إليها فدعتني النفس الملعونة إلى أن أطلب شيئاً أقطع به يديه فوجدت قطعة سيف مطروح فأخذتها واتكيت على يده ولم أزل أحزها حتى فصلتها عن زنده, ثم نحيتها عن التكة ومددت يدي إلى التكة لأحلها فمد يده اليسرى فقبض عليها فلم أقدر على أخذها فأخذت قطعة السيف, فلم أزل أحزها حتى فصلتها عن التكة, ومددت يدي إلى التكة لآخذها, فإذا الارض ترجف والسماء تهتز وإذا بغلبة عظيمة, وبكاء ونداء وقائل يقول: واابناه! وامقتولاه! واذبيحاه! واحسيناه! واغريباه! يا بني قتلوك وما عرفوك, ومن شرب الماء منعوك فلما رأيت ذلك, صعقت ورميت نفسي بين القتلى, وإذا بثلاث نفر وامرأة وحولهم خلائق وقوف, وقد امتلات الارض بصور الناس وأجنحة الملائكة, وإذا بواحد منهم يقول: يا ابناه يا حسين فداك جدك وأبوك وأخوك وامك وإذا بالحسين × قد جلس ورأسه على بدنه وهو يقول:, لبيك يا جداه يا رسول الله ويا أبتاه يا أمير المؤمنين ويا أماه يا فاطمة الزهراء, ويا أخاه المقتول بالسم عليكم مني السلام ثم إنه بكى وقال: يا جداه قتلوا والله رجالنا, يا جداه سلبوا والله نساءنا, يا جداه نهبوا والله رحالنا, يا جداه ذبحوا والله أطفالنا, يا جداه يعز والله عليك أن ترى حالنا, وما فعل الكفار بنا وإذا هم جلسوا يبكون حوله على ما أصابه, وفاطمة تقول: يا أباه يارسول الله أما ترى ما فعلت أمتك بولدي؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه وأخضب به ناصيتي وألقى الله عز وجل وأنا مختضبة بدم ولدي الحسين؟ فقال لها: خذي ونأخذ يا فاطمة فرأيتهم يأخذون من دم شيبه وتمسح به فاطمة ناصيتها, والنبي وعلي والحسن (عليهم السلام) يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى المرافق, وسمعت رسول الله يقول: فديتك يا حسين! يعز والله علي أن أراك مقطوع الرأس مرمل الجبينين دامي النحر مكبوباً على قفاك, قد كساك الذارئ من الرمول وأنت طريح مقتول, مقطوع الكفين يا بني من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى؟ فقال: يا جداه كان معي جمال من المدينة وكان يراني إذا وضعت سراويلي للوضوء فيتمنى أن يكون تكتي له, فما منعني أن أدفعها إليه إلا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلى, فوجدني جثة بلا رأس, فتفقد سراويلي فرأس التكة, وقد كنت عقدتها عقداً كثيرة, فضرب بيده إلى التكة فحل عقدة منها فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة, فطلب في المعركة فوجد قطعة سيف مكسور فقطع به يميني ثم حل عقدة أخرى, فقبضت على التكة بيدي اليسرى كي لا يحلها, فتنكشف عورتي, فحز يدي اليسرى, فلما أراد حل التكة حس بك فرمى نفسه بين القتلى فلما سمع النبي كلام الحسين بكى بكاء شديداً وأتى إليّ بين القتلى إلى أن وقف نحوي, فقال: مالي ومالك يا جمال؟ تقطع يدين طال ما قبلهما جبرئيل وملائكة الله أجمعون, وتباركت بها أهل السماوات والارضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذل والهوان, هتكوا نساءه من بعد الخدور, وانسدال الستور, سود الله وجهك يا جمال في الدنيا والآخرة, وقطع الله يديك ورجليك, وجعلك في حزب من سفك دماءنا وتجرء على الله, فما استتم دعاءه حتى شلت يداي وحسست بوجهي كأنه أُلبس قطعاً من الليل مظلماً, وبقيت على هذه الحالة فجئت إلى هذا البيت أستشفع وأنا أعلم أنه لا يغفر لي أبداً فلم يبق في مكة أحد إلا وسمع حديثه وتقرب إلى الله بلعنته, وكل يقول: حسبك ما جنيت يا لعين! {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [115]

 

عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...اللهم إنا نعلم أن هذا هو الحق من عندك، فالعن من عارضه واستكبر وكذب به وكفر، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، السلام عليك يا أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأول العابدين، وأزهد الزاهدين، ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته... [116]

 

بمصار العامة:

 

عن رسول الله | في حديث طويل: والحسن والحسين ‘ إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة، وأمهما سيدة نساء العالمين، وأبوهما سيد الوصيين, ومن ولد الحسين × تسعة أئمة, تاسعهم القائم # من ولدي, طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي, إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي, وكفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي, ومنتقما من الجاحدين حقهم {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.[117]

 

 


[1] الغيبة للنعماني ص 263, البرهان ج 4 ص 167, حلية الأبرار ج 5 ص 295, بحار الأنوار ج 52 ص 295

[2] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 61, بحار الأنوار ج 53 ص 54

[3] تفسير القمي ج 2 ص 118, تفسير الصافي ج 4 ص 29, إثبات الهداة ج 5 ص 177, الإيقاظ من الهجعة ص 382, البرهان ج 4 ص 166, حلية الأبرار ج 5 ص 290, بحار الأنوار ج 9 ص 228, رياض الأبرار ج 3 ص 29, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 456

[4] الكافي ج 8 ص 310, الوافي ج 2 ص 443, البرهان ج 4 ص 166, حلية الأبرار ج 5 ص 289, بحار الأنوار ج 52 ص 304, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 46, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 456

[5] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 201, الغيبة للنعماني ص 251, تأويل الآيات ص 384, إثبات الهداة ج 5 ص 364, البرهان ج 4 ص 166, حلية الأبرار ج 5 ص 290, بحار الأنوار ج 52 ص 229, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 458

[6] الغيبة للطوسي ص 177, تفسير الصافي ج 4 ص 29, إثبات الهداة ج 5 ص 120, بحار الأنوار ج 52 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 46, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 456

[7] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 202, الغيبة للنعماني ص 260, البرهان ج 4 ص 166, حلية الأبرار ج 5 ص 291, بحار الأنوار ج 52 ص 292

[8] كمال الدين ج 2 ص 372, كفاية الأثر ص 275, إعلام الورى  435, كشف الغمة ج 2 ص 525, تفسير الصافي ج 4 ص 30, غاية المرام ج 7 ص 90, بحار الأنوار ج 52 ص 322, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 457

[9] مختصر البصائر ص 482, البرهان ج 4 ص 169

[10] تأويل الآيات ص 383, إثبات الهداة ج 5 ص 189, الإيقاظ من الهجعة ص 297, البرهان ج 4 ص 168, حلية الأبرار ج 5 ص 293, بحار الأنوار ج 52 ص 284, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 457

[11] الإرشاد ج 2 ص 373, إعلام الورى ص 457, كشف الغمة ج 2 ص 460, منتخب الأنوار المضيئة ص 174, تفسير الصافي ج 4 ص 30, إثبات الهداة ج 5 ص 361, بحار الأنوار ج 52 ص 221, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 46, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 456, الصراط المستقيم ج 2 ص 249 بإختصار

[12] مختصر البصائر ص 482, سرور أهل الإيمان ص 30, تأويل الآيات ص 384, البرهان ج 4 ص 168, حلية الأبرار ج 5 ص 294, اللوامع النورانية ص 460, بحار الأنوار ج 53 ص 109, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 458

[13] مختصر البصائر ص 481, تأويل الآيات ص 383, البرهان ج 4 ص 168, حلية الأبرار ج 5 ص 293, بحار الأنوار ج 52 ص 284, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 457

[14] غرر الأخبار ص 150

[15] نهج الإيمان ص 188

[16] شواهد التنزيل ج 1 ص 540

[17] ينابيع المودة ص 246

[18] ينابيع المودة ص 246

[19] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 66, علل الشرائع ج 1 ص 149, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 270, الطرائف ج 2 ص 426, حلية الأبرار ج 1 ص 343, بحار الأنوار ج 29 ص 439, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 49, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 466. نحوه: الإحتجاج ج 1 ص 189, الفضائل لابن شاذان ص 130, الروضة في الفضائل ص 114, الدر النظيم ص 315, نهج الحق ص 329, نوادر الأخبار ص 191, مستدرك الوسائل ج 11 ص 73

[20] الغيبة للنعماني ص 174, إثبات الهداة ج 5 ص 157, حلية الأبرار ج 5 ص 273, بحار الأنوار ج 52 ص 157

[21] الغيبة للنعماني ص 174, كمال الدين ج 1 ص 328, تأويل الآيات ص 384, إثبات الهداة ج 5 ص 188, البرهان ج 4 ص 173, حلية الأبرار ج 5 ص 273, بحار الأنوار ج 52 ص 292, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 464

[22] الغيبة للنعماني ص 174, سرور أهل الإيمان ص 32, حلية الأبرار ج 5 ص 273, بحار الأنوار ج 52 ص 281, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 49, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 464

[23] بحار الأنوار ج 52 ص 385, إثبات الهداة ج 5 ص 212

[24] الهداية الكبرى ص 364

[25] تفسير العياشي ج 2 ص 24, البرهان ج 2 ص 568, البرهان ج 2 ص 568, بحار الأنوار ج 69 ص 179, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 55, مستدرك الوسائل ج 18 ص 176

[26] من هنا في الثاقب في المناقب والخرائج ومناقب آل أبي طالب وإثبات الهداة

[27] الإحتجاج ج 1 ص 218, بحار الأنوار ج 10 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 384, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 331. نحوه: الثاقب في المناقب ص 46, الخرائج ج 1 ص 54, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 220, إثبات الهداة ج 1 ص 360

[28] تفسير الإمام العسكري × ص 246, تأويل الآيات ص 61, تفسير الصافي ج 1 ص 129, البرهان ج 1 ص 214, بحار الأنوار ج 13 ص 139, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 247, مستدرك الوسائل ج 5 ص 234

[29] غرر الأخبار ص 179

[30] كمال الدين ج 1 ص 139, تأويل الآيات ص 297, البرهان ج 4 ص 174, اللوامع النورانية ص 462, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 231

[31] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 107, البرهان ج 3 ص 717, اللوامع النورانية ص 373, بحار الأنوار ج 35 ص 59

[32] الفضائل لابن شاذان ص 174, الروضة في الفضائل ص 231

[33] المزار الكبير ص 574, مصباح الزائر ص 447, الإقبال ج 1 ص 295, جمال الإسبوع ص 554, بحار الأنوار ج 99 ص 105, زاد المعاد ص 304

[34] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 287

[35] فضائل الشيعة ص 23

[36] تفسير القمي ج 2 ص 123, تفسير الصافي ج 4 ص 42, بحار الأنوار ج 2 ص 26, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 59, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 488

[37] تفسير القمي ج 2 ص 123, الفصول المهمة ج 1 ص 361, البرهان ج 4 ص 179, اللوامع النورانية ص 464, بحار الأنوار ج 8 ص 37, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 490. نحوه: الأصول الستة عشر ص 24, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 164

[38] غرر الأخبار ص 177

[39] أعلام الدين ص 449, بحار الأنوار ج 27 ص 122

[40] المحاسن ج 1 ص 184, الفصول المهمة ج 1 ص 361, البرهان ج 4 ص 179, اللوامع النورانية ص 464, بحار الأنوار ج 8 ص 42, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 61, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 492

[41] الكافي ج 8 ص 101, شرح الأخبار ج 3 ص 500, تأويل الآيات ص 387, الوافي ج 2 ص 231, تفسير الصافي ج 4 ص 43, البرهان ج 4 ص 177, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 493

[42] الأمالي للطوسي ص 47, بشارة المصطفى | ص 72, مجموعة ورام ج 2 ص 179, وسائل الشيعة ج 12 ص 233, البرهان ج 4 ص 178, بحار الأنوار ج 64 ص 72, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 61, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 491

[43] تأويل الآيات ص 386, شرح الأخبار ج 3 ص 452, البرهان ج 4 ص 179, اللوامع النورانية ص 463, بحار الأنوار ج 24 ص 258, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 490., تفسير فرات ص 297 عن أبي جعفر ×

[44] تأويل الآيات ص 386, البرهان ج 4 ص 179, بحار الأنوار ج 24 ص 258, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 490

[45] تأويل الآيات ص 386, البرهان ج 4 ص 179, اللوامع النورانية ص 464, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 491

[46] مشارق أنوار اليقين ص 289, بحار الأنوار ج 24 ص 275

[47] كامل الزيارات ص 81، مدينة المعاجز ج 4 ص 168, بحار الأنوار ج 45 ص 207، رياض الأبرار ج 1 ص 266, مستدرك الوسائل ج 10 ص 314

[48] شرح الأخبار ج 3 ص 461

[49] تفسير فرات الكوفي ص 299, بحار الأنوار ج 8 ص 52, رياض الأبرار ج 1 ص 34 نحوه

[50] كامل الزيارات ص 236, بحار الأنوار ج 98 ص 183

[51] شواهد التنزيل ج 1 ص 541

[52] تفسير القمي ج 2 ص 125, البرهان ج 4 ص 181, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 63, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 498

[53] تفسير القمي ج 2 ص 124, تفسير الصافي ج 4 ص 50, البرهان ج 4 ص 182, بحار الأنوار ج 37 ص 122, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 506

[54] الكافي ج 1 ص 412, بصائر الدرجات ص 73, تأويل الآيات ص 388, الوافي ج 3 ص 882, تفسير الصافي ج 4 ص 50, إثبات الهداة ج 3 ص 6, البرهان ج 4 ص 183, بحار الأنوار ج 24 ص 331, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 506

[55] بصائر الدرجات ص 73, البرهان ج 4 ص 183, بحار الأنوار ج 36 ص 95, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 507

[56] غرر الأخبار ص 305

[57] الغارات ج 1 ص 108, بحار الأنوار ج 94 ص 6, مستدرك الوسائل ج 7 ص 464

[58] شرح الأخبار ج 1 ص 229

[59] الكافي ج 4 ص 159, الفقيه ج 2 ص 156, التهذيب ج 3 ص 59, الأمالي للطوسي ص 687, الوافي ج 2 ص 189, تفسير الصافي ج 4 ص 52, إثبات الهداة ج 1 ص 249, البرهان ج 4 ص 184, بحار الأنوار ج 28 ص 77, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 509, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 36 نحوه بإختصار

[60] الصجيفة السجادية ص 18, تفسير الصافي ج 3 ص 201, إثبات الهداة ج 1 ص 274, مدينة المعاجز ج 6 ص 140, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 622, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 363

[61] تأويل الآيات ص 389, البرهان ج 4 ص 185, بحار الأنوار ج 24 ص 372, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 509

[62] الأمالي للطوسي ص 581, البرهان ج 4 ص 186, غاية المرام ج 3 ص 279, بحار الأنوار ج 18 ص 191 نحوه: تفسير فرات ص 301, الهداية الكبرى ص 46

[63] عرر الشرائع ج 1 ص 170, إثبات الهداة ج 3 ص 86, البرهان ج 4 ص 186, غاية المرام ج 3 ص 279, بحار الأنوار ج 18 ص 178, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 512

[64] الهداية الكبرى ص 46

[65] دعائم الإسلام ج 1 ص 15

[66] الخرائج ج 1 ص 92, بحار الأنوار ج 18 ص 44

[67] تأويل الآيات ص 389, البرهان ج 4 ص 187, اللوامع النورانية ص 466, غاية المرام ج 3 ص 281, بحار الأنوار ج 38 ص 249, تفسير فرات ص 303 نحوه

[68] البرهان ج 4 ص 777, غاية المرام ج 3 ص 283

[69] الكافي ج 1 ص 540, التهذيب ج 4 ص 129, الوافي ج 10 ص 294, وسائل الشيعة ج 9 ص 513, البرهان ج 2 ص 691

[70] دلائل الإمامة ص 123

[71] تاريخ الطبري ج 2 ص 660, الكامل في التاريخ ج 2 ص 62, كفاية الطالب ص 204, شرح النهج ج 13 ص 210, كنز العمال ج 13 ص 131, تفسير البغوي ج 3 ص 400. نحوه: جامع البيان ج 19 ص 148, الدر المنثور ج 5 ص 97, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 289

[72] شواهد التنزيل ج 1 ص 458

[73] مسند أحمد ج 1 ص 111, تاريخ مدينة دمشق ج 4 ص 32, التفسير لابن كثير ج 3 ص 363, مجمع الزوائد ج 9 ص 113, جواهر المطالب ج 1 ص 71

[74] فضائل أهل البيت عليهم السلام من كتاب فضائل الصحابة لابن حنبل ص 159, نهج الإيمان ص 238, الريضا النضرة ج 3 ص 125 نحوه

[75] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 289, كنز العمال ج 13 ص 149

[76] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مرديه ص 287. نحوه: السنن الكبرة للنسائي ج 5 ص 126, تاريخ الطبري ج 2 ص 63, شرح نهج البلاغة ج 13 ص 212, كنز العمال ج 13 ص 174

[77] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مرديه ص 287, النور المشتعل 155, كنز العمال ج 13 ص 150

[78] تفسير الثعلبي ج 7 ص 178, نهج الإيمان ص 238, فرائد السمطين ج 1 ص 85, شواهد التنزيل ج 1 ص 542 نحوه

[79] تفسير القمي ج 2 ص 125, تفسير الصافي ج 4 ص 54, البرهان ج 4 ص 191, بحار الأنوار ج 15 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 69, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 516

[80] تفسير فرات ص 304, بحار الأنوار ج 16 ص 374

[81] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 707, مدينة المعاجز ج 1 ص 501, بحار الأنوار ج 15 ص 237

[82] رجال الكشي ص 222

[83] تأويل الآيات ص 392, البرهان ج 4 ص 191, اللوامع النورانية ص 468, بحار الأنوار ج 24 ص 372, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 516

[84] تأويل الآيات ص 393, البرهان ج 4 ص 192, بحار الأنوار ج 15 ص 3. نحوه: مجمع البيان ج 7 ص 358, تفسير الصافي ج 4 ص 54, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 69, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 516

[85] مجمع البيان ج 7 ص 358, تفسير الصافي ج 4 ص 54, البرهان ج 4 ص 193, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 69, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 516

[86] حلية الأبرار ج 1 ص 16, مدينة المعاجز ج 2 ص 374, اللوامع النورانية ص 554, غاية المرام ج 1 ص 42, بحار الأنوار ج 25 ص 20

[87] الطبقات الكبرى ج 1 ص 25, تفسير الرازي ج 9 ص 38, المعجم الكبير ج 11 ص 287, تفسير الثعلبي ج 7 ص 180. نحوه: الشفاء بتعريف حقوق المصطفى | ج 1 ص 23, تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 401, السيرة النبوية لابن كثير ج 1 ص 211, البداية والنهاية ج 2 ص 314, السيرة الحلبية ج 1 ص 46, فتح القدير ج 4 ص 122, ينابيع المودة ج 1 ص61

[88] تفسير السمعاني ج 4 ص 67. نجوه: تفسير ابن كثير ج 3 ص 365, مجمع الزوائد ج 7 ص 86, سبل الهدى والرشاد ج 1 ص 288

[89] ختم الأولياء للترمذي ص 461, تفسير ابن أبي حاتم ج 9 ص 38, تفسير الرازي ج 9 ص 38, تفسير الثعلبي ج 7 ص 180, كفاية الطالب ج 1 ص 38, الدر المنثور ج 5 ص 98

[90] الخصال ج 2 ص 402, رجال الكشي ص 302, تفسير الصافي ج 4 ص 55, البرهان ج 4 ص 194, بحار الأنوار ج 25 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 70, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 520,

[91] تفسير فرات ص 305, بحار الأنوار ج 16 ص 374

[92] كمال الدين ج 1 ص 260, التحصين ص 553, إثبات الهداة ج 2 ص 78, البرهان ج 4 ص 195, غاية المرام ج 7 ص 127, الأنصاف في النص ص 199, بحار الأنوار ج 36 ص 254

[93] كمال الدين ج 2 ص 411, إعلام الورى ص 425, نوادر الأخبار ص 223, إثبات الهداة ج 5 ص 98, بحار الأنوار ج 51 ص 73

[94] الأمالي للمفيد ص 78, الأمالي للطوسي ص 119, بشارة المصطفى | ص 65, الفضائل لإبن شاذان ص 8, كشف الغمة ج 1 ص 387, الجواهر السنية ص 522, غاية المرام ج 2 ص 214, بحار الأنوار ج 38 ص 114

[95] المسترشد ص 403. دون الآية: الأمالي للطوسي ص 52, حلية الأبرار ج 2  ص 300, غاية المرام ج 6 ص 11, بحار الأنوار ج 32 ص 104

[96] الأصول الستة عشر ص 130, بحار الأنوار ج 57 ص 125

[97] تفسير القمي ج 1 ص 384, البرهان ج 3 ص 412, بحار الأنوار ج 32 ص 41, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 49, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 197

[98] إلى هنا في السقيفة وفدك والإحتاجاج وكشف الغمة والدر النظيم وبحار الأنوار

[99] دلائل الإمامة ص 121, السقيفة وفدك ص 144, الإحتجاج ج 1 ص 104, كشف الغمة ج 1 ص 491, الدر النظيم ص 478, بحار الأنوار ج 29 ص 229

[100] غرر الأخبار ص 319

[101] الكافي ج 7 ص 78, الوافي ج 25 ص 953, وسائل الشيعة ج 26 ص 77 دون الآية

[102] غرر الأخبار ص 280

[103] تفسير فرات ص 81, بحار الأنوار ج 28 ص 247

[104] تفسير فرات ص 82, بحار الأنوار ج 27 ص 320. نحوه: كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 592, الإحتجاج ج 1 ص 158

[105] شرح الأخبار ج 2 ص 499

[106] الأمالي للمفيد ص 47, الأمالي للطوسي ص 64, بشارة المصطفى | ص 254, بحار الأنوار ج 101 ص 333, مستدرك الوسائل ج 17 ص 156

[107] المسترشد ص 639

[108] تفسير فرات ص 304, بحار الأنوار ج 22 ص 127

[109] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 60, مدينة المعاجز ج 4 ص 114, بحار الأنوار ج 45 ص 304

[110] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 61, مدينة المعاجز ج 4 ص 115, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 74, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 527

[111] إلى هنا في إثبات الهداة

[112] الكافي ج 1 ص 499, الإرشاد ج 2 ص 302, إعلام الورى ص 361, الدعوات للراوندي ص 202, الخرائج والجرائح ج 2 ص 676, كشف الغمة ج 2 ص 378, الوافي ج 3 ص 836, حلية الأبرار ج 5 ص 35, مدينة المعاجز ج 7 ص 424, بحار الأنوار ج 50 ص 198, إثبات الهداة ج 4 ص 36, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 415 بإختصار

[113] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 309, تسلية المجالس ج 1 ص 479, بحار الأنوار ج 42 ص 237

[114] مدينة المعاجز ج 4 ص 138, الخرائج ج 2 ص 578, بحار الأنوار ج 45 ص 184

[115] بحار الأنوار ج 45 ص 316, مدينة المعاجز ج 3 ص 79, الهداية الكبرى ص 207 نحوه

[116] المزار الكبير ص 272, المزار للشهيد الأول ص 77, بحار الأنوار ج 97 ص 366, زاد المعاد ص 471

[117] فرائد السمطين ج 1 ص 55