{وللآخرة خير لك من الأولى (4) ولسوف يعطيك ربك فترضى (5) ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى (7) ووجدك عائلا فأغنى (8) فأما اليتيم فلا تقهر (9) وأما السائل فلا تنهر (10) وأما بنعمة ربك فحدث (11)}
عن أبي عبد الله × في قوله: {وللآخرة خير لك من الأولى} قال: يعني الكرة هي الآخرة للنبي |, قلت: قوله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: يعطيك من الجنة فترضى. [1]
عن علي بن عبد الله بن العباس قال: عرض على رسول الله | ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا فسر بذلك, فأنزل الله عز وجل {وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: فأعطاه الله عز وجل ألف قصر في الجنة ترابه المسك, وفي كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم. [2]
عن الصادق جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله | على فاطمة ÷ وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من أجلة الإبل, فلما نظر إليها بكى فقال لها: يا فاطمة, تعجلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا, فأنزل الله عليه {وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى}. [3]
عن أبي جعفر × قال: لما حضرت النبي | الوفاة, استأذن عليه رجل, فخرج إليه علي × فقال: ما حاجتك؟ قال: أريد الدخول على رسول الله |, فقال علي ×: لست تصل إليه, فما حاجتك؟ فقال الرجل: إنه لا بد من الدخول عليه, فدخل علي × فاستأذن النبي | فأذن له, فدخل فجلس عند رأس رسول الله | ثم قال: يا نبي الله, إني رسول الله إليك, قال: وأي رسل الله أنت؟ قال: أنا ملك الموت, أرسلني إليك نخيرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا, فقال له النبي |: فأمهلني حتى ينزل جبرئيل × فأستشيره, ونزل جبرئيل × فقال: يا رسول الله, الآخرة {خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى} لقاء الله خير لك, فقال |: لقاء ربي خير لي, فامض لما أمرت به. [4]
عن ابن عباس في قوله {وللآخرة خير لك} يقول: للجزاء لك في الآخرة خير {من الأولى} يقول: ثواب الآخرة خير لك مما أعطيت من الدنيا, {ولسوف} وهذه عدة منه {يعطيك ربك} من الثواب في الآخرة {فترضى} يقول: فتقنع. [5]
عن حرب بن شريح البصري قال: قلت لمحمد بن علي × أي آية في كتاب الله أرجى؟ قال: ما يقول فيها قومك؟ قال: قلت: يقولون: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} قال: لكنا أهل البيت لا نقول ذلك, قال: قلت: فأيش تقولون فيها: قال ×: نقول {ولسوف يعطيك ربك فترضى} الشفاعة, والله الشفاعة, والله الشفاعة. [6]
عن عيسى بن مهران بإسناده إلى زيد بن علي × في قول الله عز وجل {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: إن رضا رسول الله | إدخال أهل بيته وشيعتهم الجنة. [7]
عن ابن عباس في قوله {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: يدخل الله ذريته الجنة. [8]
عن السدي في قول الله تعالى {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: رضاه أن يدخل أهل بيته الجنة. [9]
عن ابن عباس في قوله {ولسوف يعطيك ربك فترضى}: يعني ولسوف يشفعك يا محمد يوم القيامة في جميع أهل بيتك, فتدخلهم كلهم الجنة, ترضى بذلك عن ربك. [10]
عن أبي الحسن الرضا × في حديث طويل: قال الله عز وجل لنبيه محمد | {ألم يجدك يتيما فآوى} يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس {ووجدك ضالا} يعني عند قومك {فهدى} أي هداهم إلى معرفتك {ووجدك عائلا فأغنى} يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا. [11]
أبي الحسن الرضا × في قوله {ألم يجدك يتيما فآوى} قال: فردا لا مثل لك في المخلوقين فآوى الناس اليك {ووجدك ضالا} أي: ضالة في قوم لا يعرفون فضلك, فهداهم اليك, {ووجدك عائلا} تعول اقواما بالعلم فأغناهم بك. [12]
عن زرارة, عن أحدهما ‘ في قول الله: {ألم يجدك يتيما فآوى} فآوى إليك الناس {ووجدك ضالا فهدى} أي هدى إليك قوما, لا يعرفونك حتى عرفوك, {ووجدك عائلا فأغنى} أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك. [13]
عن ابن عباس, قال: سألت عن قول الله عز وجل {ألم يجدك يتيما فآوى} قال: إنما سمي يتيما لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين ولا من الآخرين, فقال الله عز وجل ممتنا عليه بنعمته {ألم يجدك يتيما} أي وحيدا لا نظير لك {فآوى} إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك, {ووجدك ضالا} يقول: منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم لمعرفتك, {ووجدك عائلا} يقول: فقيرا عند قومك يقولون: لا مال لك, فأغناك الله بمال خديجة ÷, ثم زادك من فضله فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا لنقل عينه إلى مرادك, وأتاك بالطعام حيث لا طعام, وأتاك بالماء حيث لا ماء, وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث, فأظفرك بهم على أعدائك. [14]
عن ابن عباس في قوله {ألم يجدك يتيما} عند أبي طالب × {فآوى} إلى أبي طالب × يحفظك ويربيك ووجدك في قوم ضلال, فهداهم بك إلى التوحيد {ووجدك عائلا فأغنى} بمال خديجة ÷ {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث}. [15]
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × قال: خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون, وبهم ينصرون, وبهم يمطرون: عبد الله بن مسعود, وأبو ذر, وعمار بن ياسر, وسلمان الفارسي, ومقداد بن الأسود, وحذيفة, وأنا إمامهم السابع, قال الله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} هؤلاء الذين صلوا على فاطمة الزهراء ÷. [16]
عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وأما بنعمة ربك فحدث} قال: الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك, ثم قال: فحدث بدينه, وما أعطاه الله, وما أنعم به عليه. [17]
عن عمر بن أبي نصر قال: حدثني رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن علي × وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت, فسألت ابن عمر فقلت: قول الله {وأما بنعمة ربك فحدث} قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه, ثم إني قلت للحسين بن علي ×: قول الله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} قال ×: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه.[18]
قال الحسن {وأما بنعمة ربك فحدث} يا محمد, حدث العباد بمنن أبي طالب × عليك, وحدثهم بفضائل علي × في كتاب الله لكي يعتقدوا ولايته. [19]
بمصادر العامة
عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله | على فاطمة ÷، وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلما نظر إليها قال: يا فاطمة، تعجلي، فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا، فأنزل الله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}. [20]
عن حرب بن شريح البزاز حدثنا: أبو جعفر محمد بن علي × قال: حدثني عمي محمد بن الحنفية, عن أبيه علي بن أبي طالب × قال: قال: رسول الله |: أشفع لأمتي حتى ينادي ربي: رضيت يا محمد؟ فأقول: رب رضيت. ثم قال ×: إنكم معشر أهل العراق تقولون: إن أرجى آية في القرآن {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}, قلت: إنا لنقول ذلك, قال: ولكنا أهل البيت، نقول: إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} وهي الشفاعة. [21]
عن ابن عباس، في قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: يدخل الله ذريته | الجنة. [22]
عن ابن عباس، في قوله: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} قال: رضاء محمد | أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار. [23]
عن علي بن أبي طالب × قال: خلقت الأرض لسبعة, بهم يرزقون, وبهم ينصرون, وبهم يمطرون: عبد الله بن مسعود, وأبو ذر, وعمار, وسلمان, والمقداد، وحذيفة، وأنا إمامهم السابع، قال الله: {وأما بنعمة ربك فحدث}. [24]
[1] تفسير القمي ج 2 ص 427, مختصر البصائر ص 163, تفسير الصافي ج 5 ص 340, البرهان ج 5 ص 682, بحار الأنوار ج 53 ص 59, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 594, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 317
[2] تأويل الآيات ص 783, البرهان ج 5 ص 682, بحار الأنوار ج 16 ص 143, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 319
[3] تأويل الآيات ص 783, البرهان ج 5 ص 683, بحار الأنوار ج 16 ص 143, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 319. نحوه: مكارم الأخلاق ص 117, تنبيه الخواطر ج 2 ص 230
[4] كشف الغمة ج 1 ص 18, بحار الأنوار ج 22 ص 533
[5] تفسير فرات ص 569
[6] تفسير فرات ص 570, بحار الأنوار ج 8 ص 57
[7] تأويل الآيات ص 784, البرهان ج 5 ص 683, بحار الأنوار ج 16 ص 143, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 19
[8] تفسير فرات ص 570
[9] تفسير فرات ص 569, البرهان ج 5 ص 683, بحار الأنوار ج 24 ص 48
[10] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 165, بحار الأنوار ج 8 ص 43
[11] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 199, الإحتجاج ج 2 ص 428, البرهان ج 5 ص 685, بحار الأنوار ج 16 ص 142, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 16, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 596, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 321
[12] مجمع البيان ج 10 ص 384, تفسير الصافي ج 5 ص 341, بحار الأنوار ج 16 ص 138, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 595, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 320
[13] تفسير القمي ج 2 ص 427, البرهان ج 5 ص 684, بحار الأنوار ج 16 ص 142, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 596, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 321
[14] معاني الأخبار ص 52, علل الشرائع ج 1 ص 130, البرهان ج 5 ص 684, بحار الأنوار ج 16 ص 141
[15] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 99, بحار الأنوار ج 35 ص 425, تفسير فرات ص 569 نحوه
[16] تفسير فرات ص 570, بحار الأنوار ج 22 ص 345. نحوه: رجال الكشي ص 7, الخصال ص360، الاختصاص ص 5، الوافي ج 2 ص 199, روضة الواعظين ج 2 ص 280, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 189, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 564, خاتمة المستدرك ج 8 ص 174
[17] الكافي ج 2 ص 94, الوافي ج 4 ص 346, البرهان ج 5 ص 685, بحار الأنوار ج 68 ص 28, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 601, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 327
[18] المحاسن ج 1 ص 218, البرهان ج 5 ص 685, بحار الأنوار ج 24 ص 53, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 602, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 328
[19] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 100, بحار الأنوار ج 35 ص 425
[20] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 199, الدر المنثور ج 6 ص 361, فتح القدير ج 5 ص 460, تفسير الآلوسي ج 30 ص 159. نحوه: التفسير الكبير للطبراني ج 6 ص 516, شواهد التنزيل ج 2 ص 445
[21] شواهد التنزيل ج 2 ص 446, تفسير الثعلبي ج 10 ص 220, تفسير الآلوسي ج 30 ص 159
[22] شواهد التنزيل ج 2 ص 446
[23] التفسير الكبير للطبراني ج 6 ص 516, شواهد التنزيل ج 2 ص 447, تفسير الثعلبي ج 10 ص 220, تفسير ابن كثير ج 8 ص 412, الدر المنثور ج 6 ص 361, فتح القدير ج 5 ص 459, تفسير الآلوسي ج 30 ص 159, بنابيع المودة ج 1 ص 148
[24] شواهد التنزيل ج 2 ص 449