{فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا (3)}
عن أبي عبد الله × في قوله عز ذكره {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا, فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا, فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا, فينقلونه إليهم فيعيه هؤلاء وتضيعه هؤلاء, فأولئك الذين يجعل الله عز ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون. [1]
عن أبي عبد الله × قال: {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر} فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام, أو يعاب فيه مؤمن. [2]
حديث ابن عباس: أن المقداد قال له – لأمير المؤمنين × -: أنا منذ ثلاثة أيام ما طعمت شيئا, فخرج أمير المؤمنين × وباع درعه بخمسمائة, ودفع إليه بعضها وانصرف متحيرا, فناداه أعرابي: اشتر مني هذه الناقة مؤجلا, فاشتراها بمائة درهم, ومضى الأعرابي فاستقبله آخر وقال: بعني هذه الناقة بمائة وخمسين درهما, فباع وصاح: يا حسن ويا حسين, امضيا في طلب الأعرابي وهو على الباب, فرآه النبي | فقال وهو متبسم: يا علي, الأعرابي صاحب الناقة جبرئيل, والمشتري ميكائيل. يا علي, المائة عن الناقة والخمسين بالخمس التي دفعتها إلى المقداد, ثم تلا {ومن يتق الله يجعل له} الآية [3]
{أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا (10) رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا (11)}
عن الكلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: قال × لي: كم لمحمد | اسم في القرآن؟ قال: قلت: اسمان أو ثلاث, فقال ×: يا كلبي, له عشرة أسماء, {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} و{لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} و{طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} و{يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} و{ن والقلم وما يسطرون} و{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} و{يا أيها المزمل} و{يا أيها المدثر} و{قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر اسم من أسماء محمد | ونحن أهل الذكر,[4] فاسأل يا كلبي عما بدا لك, قال: فأنسيت والله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه. [5]
عن الريان بن الصلت, في حديث طويل أن الإمام الرضا × حضر مجلس المأمون وفيه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان, قال الإمام الرضا ×: فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فقالت العلماء: إنما عنى بذلك اليهود والنصارى, فقال أبو الحسن ×: سبحان الله, وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم, ويقولون إنه أفضل من دين الإسلام, فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال ×: نعم, الذكر رسول الله | ونحن أهله, وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق {فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات} فالذكر رسول الله | ونحن أهله. [6]
عن علي بن الحسين ومحمد بن علي ‘ في وصية أمير المؤمنين ×: وأمركم أن تسألوا {أهل الذكر} ونحن والله أهل الذكر, لا يدعي ذلك غيرنا إلا كاذبا, يصدق ذلك قول الله عز وجل {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور} ثم قال: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فنحن أهل الذكر, فاقبلوا أمرنا وانتهوا عما نهينا. [7]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا سلمان ويا جندب، وصار محمد | الذكر الذي قال الله عز وجل: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات}. [8]
عن زيد بن علي × عن قول الله {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: إن الله سمى رسوله في كتابه ذكرا, فقال: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} وقال {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}. [9]
قال ابن عباس في قوله {ذكرا رسولا}: النبي | ذكر من الله, وعلي × ذكر من محمد | كما قال {وإنه لذكر لك ولقومك}. [10]
بمصادر العامة
عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {فسئلوا أهل الذكر} قال: هم الأئمة من عترة رسول الله |، وتلا وأنزلنا عليكم {ذكرا رسولا}. [11]
قال على الرضا بن موسى ×: لابد الأمة أن يسألوا عنا أمور دينهم لأنا نحن أهل الذكور، وذلك لان الذكر
رسول الله |، ونحن أهله حيث قال تعالى في سورة الطلاق: {فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات}. [12]
{الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} (12)
عن أبي الحسن الرضا × في حديث طويل: {الذي خلق سبع سماوات طباقا} {ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن} فأما صاحب الأمر فهو رسول الله |, والوصي بعد رسول الله | قائم هو على وجه الأرض, فإنما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضين. [13]
[1] الكافي ج 8 ص 178, تنبيه الخواطر ج 2 ص 150, الوافي ج 26 ص 446, تفسير الصافي ج 5 ص 188, وسائل الشيعة ج 27 ص 90, البرهان ج 5 ص 409, بحار الأنوار ج 24 ص 364, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 355, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 304
[2] الكافي ج 2 ص 377, تفسير القمي ج 1 ص 204, مستطررفات السرائر ص 639, تنبيه الخواطر ج 2 ص 210, الوافي ج 5 ص 1048, وسائل الشيعة ج 16 ص 261, هداية الأمة ج 5 ص 594, بحار الأنوار ج 71 ص 213
[3] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 78, بحار الأنوار ج 41 ص 31
[4] إلى هنا في إثبات الهداة
[5] بصائر الدرجات ص 512, مختصر البصائر ص 211, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 16 ص 101, إثبات الهداة ج 1 ص 213
[6] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 239, الأمالي للصدوق ص 532, تحف العقول ص 435, بشارة المصطفى | ص 234, وسائل الشيعة ج 27 ص 72, البرهان ج 3 ص 425, غاية المرام ج 3 ص 28, بحار الأنوار ج 23 ص 173, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 214, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 215
[7] دعائم الإسلام ج 2 ص 353, مستدرك الوسائل ج 17 ص 283
[8] المناقب للعلوي ص 73, بحار الأنوار ح 26 ص 5
[9] تفسير فرات ص 235, بحار الأنوار ج 23 ص 188, مستدرك الوسائل ج 17 ص 271
[10] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 98, البرهان ج 5 ص 414, بحار الأنوار ج 35 ص 403
[11] شواهد التنزيل ج 1 ص 437
[12] ينابيع المودة ج 1 ص 357
[13] تفسير القمي ج 2 ص 329, تفسير الصافي ج 5 ص 192, البرهان ج 5 ص 157, بحار الأنوار ج 57 ص 80, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 366, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 321