سورة الكوثر

{إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الأبتر (3)}

 

عن عبد الله بن عباس قال: لما نزل على رسول الله | {إنا أعطيناك الكوثر} قال له علي بن أبي طالب ×: ما هو الكوثر يا رسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به, قال علي ×: إن هذا النهر شريف, فانعته لنا يا رسول الله, قال: نعم, يا علي, الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى, ماؤه أشد بياضا من اللبن, وأحلى من العسل, وألين من الزبد, وحصاة حصباؤه الزبرجد والياقوت والمرجان, حشيشة الزعفران, ترابه المسك الأذفر, قواعده تحت عرش الله عز وجل, ثم ضرب رسول الله | يده في جنب علي أمير المؤمنين × وقال: يا علي, إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي. [1]

 

عن ابن عباس قال: قال النبي | إن الله عز وجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش, عليه ألف ألف قصر, لبنة من ذهب ولبنة من فضة, حشيشها الزعفران, ورضراضها الدر والياقوت, وأرضها المسك الأبيض, فذلك خير لي ولأمتي, وذلك قوله تعالى‏ {إنا أعطيناك الكوثر}. [2]

 

قال ابن عباس: لما نزلت {إنا أعطيناك الكوثر} صعد رسول الله | المنبر فقرأها على الناس, فلما نزل قالوا: يا رسول الله, ما هذا الذي قد أعطاك الله؟ قال: نهر في الجنة أشد, بياضا من اللبن وأشد استقامة من القدح, حافتاه قباب الدر والياقوت, يرده طير خضر لها أعناق كأعناق البخت, قالوا: يا رسول الله, ما أنعم هذا الطائر! قال: أفلا أخبركم بأنعم منه؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: من أكل الطير وشرب الماء فاز برضوان الله. [3]

 

عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله |: أراني جبرئيل × منازلي ومنازل أهل بيتي على الكوثر. [4]

 

عن علي بن أبي طالب× وإسماعيل بن أبان, عن محمد بن عجلان, عن زيد بن علي, عن رسول الله | في حديث المعراج ان جبرائيل × قال له: تقدم بين يدي يا محمد, فتقدمت, فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرر واليواقيت, أشد بياضا من الفضة وأحلى من العسل, وأطيب ريحا من المسك الأذفر, قال: فضربت بيدي, فإذا طينه مسكة ذفرة, قال: فأتاني جبرئيل × فقال لي: يا محمد, أي نهر هذا؟ قال: قلت: أي نهر هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا نهرك, وهو الذي يقول الله عز وجل‏ {إنا أعطيناك الكوثر} إلى موضع {الأبتر} عمرو بن العاص هو الأبتر.[5]

 

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله | يقول‏:‏ لما أسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد أمامك, وأراني الكوثر وقال: يا محمد, هذا الكوثر لك دون النبيين, فرأيت عليه قصورا كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدر, وقال: يا محمد, هذه مساكنك ومساكن وزيرك ووصيك علي بن أبي طالب × وذريته الأبرار, قال: فضربت بيدي إلى بلاطه, فشممته, فإذا هو مسك, وإذا أنا بالقصور لبنة ذهب ولبنة فضة. [6]

 

عن ابن عباس‏ في قوله تعالى‏ {إنا أعطيناك الكوثر} قال: نهر في الجنة, عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ, ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل, شاطئاه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت, خص الله به نبيه | وأهل بيته (عليهم السلام) دون الأنبياء. [7]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن رسول الله | صلى الغداة ثم التفت إلى علي × فقال: يا علي, ما هذا النور الذي أراه قد غشيك؟ قال ×: يا رسول الله, أصابتني جنابة في هذه الليلة, فأخذت بطن الوادي فلم أصب الماء, فلما وليت ناداني مناد: يا أمير المؤمنين, فالتفت فإذا خلفي إبريق مملو من ماء وطشت من ذهب مملو من ماء, فاغتسلت, فقال رسول الله |: يا علي, أما المنادي فجبرئيل ×, والماء من نهر يقال له: الكوثر, عليه اثنا عشر ألف شجرة, كل شجرة لها ثلاثمائة وستون غصنا, فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح, فما من شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا من الآخر, ولو لا أن الله تبارك وتعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا فرحا من شدة حلاوة تلك الأصوات, وهذا النهر في جنة عدن, وهو لي ذلك ولفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وليس لأحد فيه شي‏ء. [8]

 

عن أمير المؤمنين × في حيث طويل: العجب لطغاة أهل الشام حيث يقبلون قول عمرو ويصدقونه, وقد بلغ من حديثه وكذبه وقلة ورعه أن يكذب على رسول الله |, وقد لعنه سبعين لعنة, ولعن صاحبه الذي يدعو إليه في غير موطن, وذلك أنه هجا رسول الله | بقصيدة سبعين بيتا, فقال رسول الله |: اللهم إني لا أقول الشعر ولا أحله, فالعنه أنت وملائكتك بكل بيت لعنة تترى على عقبه إلى يوم القيامة, ثم لما مات إبراهيم بن رسول الله | قام فقال: إن محمدا قد صار أبتر لا عقب له وإني لأشنأ الناس له, وأقولهم فيه سوءا, فأنزل الله فيه {إن شانئك هو الأبتر} يعني أبتر من الإيمان ومن كل خير. [9]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا أبا بكر, ارجع عن ظلمك, وتب إلى ربك, والزم بيتك, وابك على خطيئتك, وسلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك, فقد علمت ما عقده رسول الله | في عنقك من بيعته, وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو مولاه, ونبه على بطلان وجوب هذا الأمر لك ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق, ومعدن الشنئان والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل الله على نبيه | {إن شانئك هو الأبتر} فلا اختلاف بين أهل العلم أنها نزلت في عمرو. [10]

 

عن ابن عباس في حديث طويل: إن عمرا داخل بين العظم واللحم والعصا واللحاء وقد تكلم فليستمع, فقد وافق قرنا, أما والله يا عمرو إني لأبغضك في الله وما أعتذر منه, إنك قمت خطيبا فقلت: أنا شانئ محمد, فأنزل الله عز وجل‏ {إن شانئك هو الأبتر}, فأنت أبتر الدين والدنيا, وأنت شانئ محمد في الجاهلية والإسلام, وقد قال الله تبارك وتعالى‏ {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}‏ وقد حاددت الله ورسوله قديما وحديثا. [11]

 

بمصادر العامة

 

عن محمد بن يحيى قال: خطب الحسين × عائذة بنت شعيب بن بكار بن عبد الملك فقال: كيف نزوجك على فقرك؟ فقال الحسين بن علي بن أبي طالب ×: تعيرنا بالفقر وقد نحلنا الله الكوثر. [12]

 

عن علي × قال: قال رسول الله |: أراني جبرئيل ÷ منازلي ومنازل أهل بيتي (عليهم السلام) على الكوثر. [13]

 

عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله | فقال: قد أعطيت الكوثر, قلت: وما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد أبدا فيشعث, لا يشربه إنسان خفر ذمتي, ولا من‏ قتل أهل بيتي. [14]

 

القاسم بن الفضل, عن يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسن بن علي × فقال: سودت وجوه المؤمنين, فقال: لا تؤنبني رحمك الله, فإن رسول الله | قد أجرة بني أمية يخطبون على منبره رجلا فرجلا فساءه ذلك, فنزلت هذه الآية {إنا أعطيناك الكوثر} نهر في الجنة, ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} تملكه بني أمية. قال القاسم: فحسبنا ذلك فإذا هو ألف, لا يزيد ولا ينقص. [15]

 

 


[1] الأمالي للطوسي ص 69, الأمالي للمفيد ص 294, بشارة المصطفى | ص 5, تفسير الصافي ج 5 ص 382, البرهان ج 5 ص 772, بحار الأنوار ج 8 ص 18, رياض الأبرار ج 2 ص 238, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 682, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 463. نحوه: تفسير فرات ص 609, نوادر الأخبار ص 356

[2] الإحتجاج ج 1 ص 49, البرهان ج 5 ص 775, بحار الأنوار ج 8 ص 18, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 682, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 462

[3] روضة الواعظين ج 2 ص 501, البرهان ج 5 ص 776, بحار الأنوار ج 8 ص 16, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 680, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 460

[4] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 220, تأويل الآيات ص 821, بحار الأنوار ج 8 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 464

[5] اليقين ص 291, بحار الأنوار ج 18 ص 392

[6] تأويل الآيات ص 821, البرهان ج 5 ص 774, بحار الأنوار ج 8 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 464

[7] تأويل الآيات ص 821, البرهان ج 5 ص 774, بحار الأنوار ج 8 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 464

[8] تأويل الآيات ص 822, البرهان ج 5 ص 775, مدينة المعاجز ج 2 ص 451, بحار الأنوار ج 8 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 465

[9] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 737, بحار الأنوار ج 33 ص 224

[10] الإحتجاج ج 1 ص 77, بحار الأنوار ج 28 ص 195

[11] الخصال ج 1 ص 214, بحار الأنوار ج 44 ص 115

[12] شواهد التنزيل ج 2 ص 485, أنساب الأشراف ج 4 ص 64, الأغاني ج 12 ص 53, تاريخ مدينة دمشق ج 10 ص 367

[13] شواهد التنزيل ج 2 ص 486

[14] شواهد التنزيل ج 2 ص 487, المعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 126, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 350, الدر المنثور ج 6 ص 402, تفسير الآلوسي ج 30 ص 243

[15] المعجم الكبير ج 3 ص 90, أخبار الحسن بن علي × للطبراني ص 151, فضل الأوقات ص 211, شعب الإيمان ص 323, دلائل النوبوة ص 511, مقتل الإمام الحسين × للخورازمي ص 196, تاريخ مدينة دمشق ج 57 ص 340, تفسير الرازي ج 32 ص 133, الكامل في التاريخ ج 3 ص 407