سورة النجم

{والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (5) ذو مرة فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) ثم دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أ فتمارونه على ما يرى (12) ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) عندها جنة المأوى (15) إذ يغشى السدرة ما يغشى (16) ما زاغ البصر وما طغى (17) لقد رأى من آيات ربه الكبرى (18)}

 

عن أبي جعفر ×‏ في قوله عز وجل {والنجم إذا هوى} قال: أقسم بقبض محمد | إذا قبض, {ما ضل صاحبكم} بتفضيله أهل بيته (عليهم السلام), {وما غوى وما ينطق عن الهوى} يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه, وهو قول الله عز وجل {إن هو إلا وحي يوحى‏}. [1]

 

عن أبي الحسن الرضا × في قوله تعالى {والنجم والشجر يسجدان} قال: النجم رسول الله |, وقد سماه الله في غير موضع فقال: {والنجم إذا هوى}. [2]

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {والنجم إذا هوى} ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضى {ما ضل صاحبكم} بتفضيله أهل بيته, إلى قوله {إن هو إلا وحي يوحى}. [3]

 

عن ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله |, فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال: أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم, فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي, فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب, فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب ×, فقال رسول الله | لعلي ×: يا علي, والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي, فقال المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى, وما ينطق في شأنه إلا بالهوى, فأنزل الله تبارك وتعالى‏ {والنجم إذا هوى}‏ يقول الله عز وجل: وخالق النجم إذا هوى {ما ضل صاحبكم‏} يعني في محبة علي بن أبي طالب ×‏ {وما غوى وما ينطق عن الهوى}‏ يعني في شأنه {إن هو إلا وحي يوحى‏}. [4]

 

عن ربيعة السعدي قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل {والنجم إذا هوى}, قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر, فسقط في حجرة علي بن أبي طالب ×, وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره, فيحوز الوصية والخلافة والإمامة, ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب ×, و{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}. [5]

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: لما مرض النبي | مرضه الذي قبضه الله فيه, اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول الله, إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم, فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول فلم يجبهم عن شي‏ء مما سألوه, فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله, إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي, فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي, والقائم فيكم بأمري, ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي, فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي ×, فهاج القوم‏ وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى, فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} إلى آخر السورة. [6]

 

عن عائشة قالت:‏ بينا النبي | جالس إذ قال له بعض أصحابه: من أخير الناس بعدك يا رسول الله؟ فأشار إلى نجم في السماء, فقال |: من سقط هذا النجم في داره, فقال القوم: فما برحنا حتى سقط النجم في دار علي بن أبي طالب ×, فقال بعض أصحابه ما قالوا: ما رفع ضبع ابن عمه, فأنزل الله تعالى‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى‏ محمد ص‏ وما ينطق عن الهوى}‏ في علي بن أبي طالب ×‏ {إن هو إلا وحي يوحى}‏ أنا أوحيته إليه. [7]

 

عن عبد الله بن بريدة الأسلمي, عن أبيه قال: انقض نجم على عهد رسول الله |, فقال النبي |: من وقع هذا النجم في داره فهو الخليفة, فوقع النجم في دار علي بن أبي طالب ×, فقالت قريش: ضل محمد, فأنزل الله تبارك وتعالى‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏}. [8]

 

عن علي بن أبي طالب × قال: جاءت جماعة من قريش إلى النبي |, فقالوا: يا رسول الله, انصب لنا علما يكون لنا من بعدك لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل بعد موسى بن عمران, فقد قال ربك:‏ {إنك ميت وإنهم ميتون‏} ولسنا نطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في قومه, وقد عرفت منتهى أجلك ونريد أن نهتدي ولا نضل, فقال‏: إنكم قريبو عهد بالجاهلية, وفي قلوب أقوام أضغان, وعسيت إن فعلت أن لا يقبلوا, ولكن من كان في منزله الليلة آية من غير ضير فهو صاحب الحق, قال: فلما صلى رسول الله | العشاء وانصرف إلى منزله, سقط في منزلي نجم أضاءت له المدينة وما حولها, وانفلق بأربع فلق انشعبت في كل شعبة فلقة من غير ضير. قال نوف: قال لي جابر بن عبد الله: إن القوم أصروا على ذلك وأمسكوا, فلما أوحى الله إلى نبيه |: أن ارفع ضبع ابن عمك, قال: يا جبرئيل, أخاف من تشتت قلوب القوم, فأوحى الله تعالى إليه‏ {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس},‏ قال: فأمر النبي | بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة, فاجتمع المهاجرون والأنصار, فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: يا معشر قريش, لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر العرب, لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر الموالي, لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم دعا بدواة وقرطاس فأمر فكتب فيه:‏ بسم الله الرحمن الرحيم, لا إله إلا الله, محمد رسول الله, قال: شهدتم؟ قالوا: نعم, قال:‏ أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فقبض على ضبع علي بن أبي طالب × فرفعه للناس حتى تبين بياض إبطيه, ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, ثم قال‏: اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فيه كلام فأنزل الله تعالى‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}‏ فأوحى إليه‏ {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏}. [9]

 

عن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي |, إذ انقض كوكب فقال رسول الله |: من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي, فقام فتية من بني هاشم فإذا الكوكب قد انقض في منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×, قالوا: يا رسول الله, كل هذا قد رويت في علي ×, فأنزل الله تعالى‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى. وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏}. [10]

 

عن جعفر بن محمد × قال: لما أقام رسول الله | أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يوم غدير خم فذكر كلاما, فأنزل الله تعالى‏ على لسان جبرئيل ×, فقال له: يا محمد, إني منزل غدا ضحوة نجما من السماء يغلب ضوؤه على ضوء الشمس, فأعلم أصحابك أنه‏ من سقط ذلك النجم في داره فهو الخليفة من بعدك, فأعلمهم رسول الله | أنه غدا يسقط من السماء نجم يغلب ضوؤه ضوء الشمس, فمن سقط ذلك النجم في داره فهو الخليفة من بعدي, فجلسوا كلهم كل في منزله يتوقع أن يسقط النجم في منزله, فما لبثوا أن سقط النجم في منزل أمير المؤمنين‏ علي بن أبي طالب وفاطمة ‘, واجتمع القوم وقالوا: والله ما تكلم فيه إلا بالهوى, فأنزل الله تعالى‏ على نبيه‏ | {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم‏} في علي‏ × {وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏} إلى‏ {أفتمارونه على ما يرى‏}. [11]

 

عن أبي عبد الله × قال: لما أوقف رسول الله | أمير المؤمنين × يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق: فقالت فرقة: ضل محمد, وفرقة قالت: غوى, وفرقة قالت: بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه, فأنزل الله سبحانه {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. [12]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل: وقال قائل: ليت محمدا أتانا بآية من السماء في علي × كما أتانا بها في نفسه من شق القمر وغيره, فأنزل الله عز وجل هذا النجم على ذروة دار أخي علي × آية له, خصه الله بها فلم يزل ذلك النجم معلقا على مشربة أمير المؤمنين × ومعه في المسجد إلى أن غاب كل نجم من السماء وهذا النجم معلق, فقال لهم رسول الله |: هذا حبيبي جبريل قد أنزل علي في هذا النجم وحيا وهو ما تسمعونه، ثم قرأ |: بسم الله الرحمن الرحيم {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى} ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه، والشمس قد بزغت وغاب كل نجم في السماء. [13]

 

قال عبد الله بن عباس: بينا أنا عند رسول الله | في مسجده بعد العشاء الآخرة, وعنده جماعة من أصحابه, إذ انقض نجم فقال النبي |: من انقض هذا في حجرته فهو الوصي من بعدي, قال: فوثب الجماعة وإذا النجم قد انقض في حجرة علي ×, فقالوا: لقد ضل محمد في حب علي, فأنزل الله تعالى {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}. [14]

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: اجتمع أصحاب رسول الله | ليلة في العام الذي فتح فيه مكة, وقالوا: يا رسول الله، من شأن الأنبياء، أنهم إذا استقام أمرهم أن يوصوا إلى وصي، أو من يقوم مقامه بعده ويأمر بأمره، ويسير في الأمة بسيرته، فقال |: قد وعدني ربي بذلك أن يبين لي ربي عز وجل من يختاره للأمة خليفة بعدي, ومن هو الخليفة على الأمة؟ بأنه ينزل من السماء نجم، ليعلموا من الوصي بعدي, قال: فلما فرغوا من صلاتهم، صلاة العشاء الآخرة، في تلك الساعة والناس ينظرون ما يكون، وهي ليلة مظلمة، لا قمر فيها، وإذا بضوء قد أضاء منه المشرق والمغرب, وقد نزل نجم من السماء إلى الأرض، وجعل يدور على الدور، حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب × وله شعاع عظيم هائل, وقد أضاءت بشعاعه الدور، وقد فزع الناس وصار على الحجرة, قال: فعاد الناس يكبرون ويهللون، وقالوا: يا رسول الله، نجم من السماء قد نزل على صخرة دار علي بن أبي طالب × قال: فقام، وقال |: هو والله الوصي من بعدي، والقائم بأمري فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدموه ولا تتقدموا عليه، فهو والله خليفة الله في أرضه بعدي، قال: فخرج الناس من عند رسول الله |. فقال: واحد من المنافقين: ما يقول محمد في ابن عمه إلا بالهوى وقد ركبته الهوى حتى لو أمكن أن يجعله نبيا، لجعله نبيا, قال: فنزل جبرئيل × وقال: يا محمد، ربك يقرئك السلام، ويقول لك اقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏}. [15]

 

عن ابن عباس قال: بينما نحن جلوس عند النبي | بين المغرب والعشاء الآخرة إذ هوى نجم فسقط، فقال النبي |: انظروا في دار من سقط، فإنه يسقط في بيت وصيي بعدي، فنظروا فإذا هو قد سقط في دار علي ×، فقال النبي |: «الله أكبر، الله أكبر، فاستوى الرجلان يتناجيان ويقولان: لقد ضل في حب علي‏‏ ومال إليه وغوى، فأنزل الله تعالى: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى}. [16]

 

عن جعفر بن محمد × قال: قال رسول الله |: أنا سيد الناس ولا فخر, وعلي × سيد المؤمنين, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, فقال رجل من قريش: والله ما يألو يطري ابن عمه, فأنزل الله سبحانه {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى} وما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه {إن هو إلا وحي يوحى}. [17]

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله |:‏ ليلة أسري بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى, فقال لي جبرئيل ×: تقدم يا محمد, فدنوت دنوة, والدنوة مد البصر, فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا, فقال لي: يا محمد, من خلفت في الأرض؟ قلت: يا رب, أعدلها وأصدقها وأبرها واسمها, علي بن أبي طالب, ووصيي ووارثي وخليفتي في أهلي, فقال لي: أقرئه مني السلام وقل له: إن غضبه عز ورضاه حكم. يا محمد إني‏ أنا الله لا إله إلا أنا العلي الأعلى, وهبت لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا وأنا العلي الأعلى. يا محمد إني‏ أنا الله لا إله إلا أنا {فاطر السماوات والأرض}‏ وهبت لابنتك اسما من أسمائي فسميتها فاطمة وأنا فاطر كل شي‏ء. يا محمد, إني‏ أنا الله لا إله إلا أنا الحسن البلاء, وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسميتهما: الحسن والحسين, وأنا الحسن البلاء. قال: فلما حدث النبي | قريشا بهذا الحديث قال قوم: ما أوحى الله إلى محمد بشي‏ء, وإنما تكلم عن هوى نفسه, فأنزل الله تبارك وتعالى تبيان ذلك‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى}‏. [18]

 

روي: أن النبي | لما تلا {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى}‏ قال رجل من قريش: كفرت برب النجم, فقال النبي |: سلط الله عليك‏ كلبا من كلابه, يعني أسدا, فخرج مع أصحابه في كثرة إلى الشام, حتى إذا كانوا بها رأى أسدا فجعلت فرائصه ترعد, فقيل له: من أي شي‏ء ترعد وما نحن وأنت إلا سواء؟ فقال: إن محمدا دعا علي, لا والله ما أظلت هذه السماء من ذي لهجة أصدق من محمد, ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه, ثم جاء القوم فحاطوه بأنفسهم وبمتاعهم ووسطوه‏ بينهم وناموا جميعا حوله, فجاءهم الأسد فهمس يستنشق رجلا رجلا حتى انتهى إليه فضغمه ضغمة كانت إياها وكان بآخر رمق وهو يقول‏: ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس ومات‏. [19]

 

عن أبي إسماعيل بن إسحاق بن حماد واللفظ له في حديث طويل أن المأمون قال: يا إسحاق, أوما علمت أن جماعة من أصحاب رسول الله | لما أشاد بذكر علي × وبفضله, وطوق أعناقهم ولايته وإمامته, وبين لهم أنه خيرهم من بعده, وأنه لا يتم لهم طاعة الله إلا بطاعته, وكان في جميع ما فضله به نص على أنه ولي الأمر بعده, قالوا: إنما ينطق النبي | عن هواه, وقد أضله حبه ابن عمه وأغواه وأطنبوه في القول سرا, فأنزل الله المطلع على السرائر {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى‏ وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏}. [20]

 

عن أبي جعفر × في قوله {ما ضل صاحبكم وما غوى‏} يقول: ما ضل في علي × وما غوى‏. [21]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ألم ينسبوه (رسول الله |) إلى أنه | ينطق عن الهوى في ابن عمه علي ×, حتى كذبهم الله عز وجل فقال سبحانه {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى‏}. [22]

 

سأل حمران بن أعين يحيى بن أكثم عن قول النبي × حيث أخذ بيد علي × وأقامه للناس فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, أبأمر من الله تعالى ذلك أم برأيه؟ فسكت عنه حتى انصرف, فقيل له في ذلك, فقا:ل إن قلت برأيه نصبه للناس, خالفت قول الله تعالى {وما ينطق عن الهوى}, وإن قلت: بأمر الله تعالى, ثبتت إقامته, قال: فلم خالفوه واتخذوا وليا غيره؟ [23]

 

عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعدي أفضل من علي بن أبي طالب ×, وإنه إمام أمتي وأميرها, وإنه لوصيي وخليفتي عليها, من اقتدى به بعدي اهتدى, ومن اهتدى بغيره ضل وغوى, إني أنا النبي المصطفى ,ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب × {عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} نزل به الروح المجتبى عن الذي {له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى}. [24]

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام في قوله جل وعز {ذو مرة فاستوى}‏ إلى قوله‏ {إذ يغشى السدرة ما يغشى‏} فإن النبي | لما أسري به إلى ربه‏ جل وعز قال: وقف بي‏ جبرئيل × عند شجرة عظيمة لم أر مثلها, على كل غصن منها ملك, وعلى كل ورقة منها ملك, وعلى كل ثمرة منها ملك, وقد كللها نور من نور الله جل وعز, فقال جبرئيل ×: هذه السدرة المنتهى,‏ كان ينتهي الأنبياء من قبلك إليها ثم لا يجاوزونها, وأنت تجوزها إن شاء الله, ليريك من آياته الكبرى, فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات الله وتصير إلى جواره, ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش, فدنا لي‏ رفرف أخضر ما أحسن أصفه, فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده, وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم وذهبت عني المخاوف والنزعات,‏ وهدأت نفسي واستبشرت وظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا أجمعين, ولم أر عندي أحدا من خلقه فتركني ما شاء الله, ثم رد علي روحي فأفقت فكان توفيقا من ربي عز وجل أن غمضت عيني وكل بصري وغشيني عن النظر, فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ, فذلك قوله عز وجل‏ {ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى}‏ وإنما كنت أرى في مثل مخيط الإبرة ونور بين يدي ربي لا تطيقه الأبصار, فناداني ربي جل وعز فقال تبارك وتعالى: يا محمد, قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي لبيك, قال: هل عرفت قدرك عندي ومنزلتك وموضعك؟ قلت: نعم يا سيدي, قال: يا محمد, هل عرفت موقفك مني وموضع ذريتك؟ قلت: نعم يا سيدي, قال: فهل تعلم يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: يا رب أنت أعلم وأحكم و{أنت علام الغيوب}‏, قال: اختصموا في الدرجات والحسنات, فهل تدري ما الدرجات والحسنات؟ قلت: أنت أعلم يا سيدي وأحكم, قال: إسباغ الوضوء في المكروهات, والمشي على الأقدام إلى الجمعات‏ معك ومع الأئمة من ولدك, وانتظار الصلاة بعد الصلاة, وإفشاء السلام, وإطعام الطعام, والتهجد بالليل والناس نيام‏, قال‏: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه‏}, قلت: نعم يا رب,‏ {والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} قال: صدقت يا محمد, {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت‏} وأغفر لهم, فقلت:‏ {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إلى آخر السورة, قال: ذلك لك ولذريتك يا محمد, قلت: ربي وسيدي وإلهي, قال: أسألك عما أنا أعلم به منك, من خلفت في الأرض بعدك؟ قلت: خير أهلها لها, أخي وابن عمي وناصر دينك يا رب, والغاضب لمحارمك إذا استحلت, ولنبيك غضب, غضب النمر إذا جدل‏ علي بن أبي طالب, قال: صدقت يا محمد, إني اصطفيتك بالنبوة, وبعثتك بالرسالة, وامتحنت عليا بالبلاغ والشهادة إلى أمتك, وجعلته حجة في الأرض معك وبعدك, وهو نور أوليائي, ولي من أطاعني, وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين, يا محمد وزوجته فاطمة, وإنه وصيك, ووارثك, ووزيرك, وغاسل عورتك, وناصر دينك, والمقتول على سنتي وسنتك, يقتله شقي هذه الأمة, قال رسول الله |: ثم أمرني ربي بأمور وأشياء أمرني أن أكتمها ولم يأذن لي في إخبار أصحابي بها, ثم هوى بي الرفرف فإذا أنا بجبرئيل × فتناقلني‏ منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى, فوقف بي تحتها, ثم أدخلني إلى جنة المأوى فرأيت مسكني ومسكنك يا علي فيها, فبينا جبرئيل × يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله جل وعز, فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى, فناداني ربي جل وعز: يا محمد, قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي,‏ قال: سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك, أنت مقربي من خلقي, وأنت أميني وحبيبي ورسولي, وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو يبغضون‏ صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري ولا أبالي, يا محمد, علي أمير المؤمنين, وسيد المسلمين, وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم, أبو السبطين سيدي شباب أهل جنتي, المقتولين ظلما, ثم حرض‏ على الصلاة وما أراد تبارك وتعالى, وقد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سنيه‏, فذلك قوله‏ جل وعز {قاب قوسين أو أدنى‏} من ذلك, ثم ذكر سدرة المنتهى فقال‏: {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى‏} يعني يغشى‏ ما غشي السدرة من نور الله وعظمته‏. [25]

 

عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر عند أبي عبد الله × بدء الاذان وقصة الاذان في إسراء النبي | حتى انتهى إلى السدرة المنتهى، قال فقالت السدرة المنتهى – لرسول الله | -: ما جازني مخلوق قبلك، قال: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، قال: وأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال له: {آمن الرسول بما انزل إليه من ربه} قال: فقال رسول الله |: {والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} قال: فقال رسول الله |: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: فقال الله: قد فعلت، قال: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا} إلى آخر السورة, وكل ذلك يقول الله: قد فعلت، قال: ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال: فقال رسول الله |: رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، قال: فقال الله: {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون} قال: فلما فرغ من مناجاة ربه رد إلى البيت المعمور، ثم قص قصة البيت والصلاة فيه، ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب ×. [26]

 

عن أبي جعفر × قال: انتهى النبي | إلى السماء السابعة, وانتهى إلى سدرة المنتهى, قال: فقالت السدرة: ما جاوزني مخلوق قبلك, {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى} قال: فدفع إليه | كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال, فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه, وفتحه ونظر فيه, فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم, قال: وفتح كتاب أصحاب الشمال, ونظر فيه فإذا هي أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم, ثم نزل ومعه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب ×. [27]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ومر النبي | حتى انتهى إلى السماء السابعة، قال: وانتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جاوزني مخلوق قبلك، ثم مضى فتدانى {فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى} الله {إلى عبده ما أوحى}، قال: فدفع إليه كتابين: كتاب أصحاب اليمين بيمينه, وكتاب أصحاب الشمال بشماله، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر فيه فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم. [28]

 

عن حمران بن أعين قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل في كتابه‏ {ثم‏ دنا فتدلى‏ فكان قاب قوسين أو أدنى}‏ فقال: أدنى الله محمدا | منه, فلم يكن بينه وبينه إلا قفص لؤلؤ فيه فراش من ذهب يتلألأ, فأري صورة, فقيل له: يا محمد, أتعرف هذه الصورة؟ فقال: نعم, هذه صورة علي بن أبي طالب ×, فأوحى الله إليه أن زوجه فاطمة ÷ واتخذه وصيا. [29]

 

عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب × عن الله جل جلاله, هل يوصف بمكان؟ فقال ×: تعالى الله عن ذلك, قلت: فلم أسرى بنبيه محمد | إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماء وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه, قلت: فقول الله عز وجل {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى‏} قال ×: ذاك رسول الله | دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات, ثم تدلى | فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض, حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى. [30]

 

روي عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه, عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال له اليهودي: فإن هذا سليمان × قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده‏ {غدوها شهر ورواحها شهر}, قال له علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | أعطي ما هو أفضل من هذا, إنه سري به‏ {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}‏ مسيرة شهر, وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة, حتى انتهى إلى ساق العرش ف{دنا} بالعلم‏ {فتدلى‏} من الجنة رفرف أخضر, وغشي النور بصره, فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده, ولم يرها بعينه‏ {فكان} كقاب‏ {قوسين}‏ بينه وبينها {أو أدنى فأوحى}‏ الله‏ {إلى عبده ما أوحى‏}. [31]

 

عن الإمام موسى بن جعفر × قال: حدثني أبي جعفر, عن أبيه الباقر ‘ قال: حدثني أبي علي × قال: حدثني أبي الحسين بن علي بن أبي طالب ×, في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × ويهودي, فقال اليهودي: فإن الله تعالى ناجى موسى × على طور سيناء بثلاث مائة وثلاث عشرة كلمة, مع كل كلمة يقول له: يا موسى إني أنا الله, فهل فعل بمحمد | شيئا من ذلك؟ فقال علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | ناجاه الله تعالى فوق سبع سماوات, رفعه عليهن فناجاه في موطنين, أحدهما عند سدرة المنتهى وكان له هناك مقام محمود, ثم عرج به حتى انتهي به إلى ساق العرش وقال الله تعالى‏ {دنا فتدلى}‏ ودلي له رفرف أخضر غشي عليه نور عظيم حتى كان في دنوه كقاب‏ {قوسين أو أدنى‏} وهو مقدار ما بين الحاجب إلى الحاجب. [32]

 

دعاء الندبة: ... يا ابن من‏ {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى‏}، دنوا واقترابا من العلي الأعلى.... [33]

 

عن المفضل بن عمر الجعفي, وروى الدعاء عن مولانا جعفر بن محمد الصادق × وقال في هذه الرواية ويستحب أن يدعى به آخر نهار يوم الجمعة. وقال جدي أبو جعفر الطوسي فيما ذكره دعاء السمات مروي عن العمري, ويستحب الدعاء به في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة, وهذا لفظ الدعاء بالرواية الأولى فكأنها أتم إن شاء الله تعالى‏: ...وبمجدك الذي تجليت به لموسى كليمك × في طور سيناء ولإبراهيم × خليلك من‏ قبل في مسجد الخيف, ولإسحاق صفيك × في بئر شيع, وليعقوب نبيك × في بيت إيل‏, ولمحمد | لما عرجت به إليك حتى {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} {عند سدرة المنتهى}... [34]

 

عن أبي عبد الله ×: قال النبي | انتهيت إلى محل سدرة المنتهى وإذا بورقة منها تظل أمة من الأمم, فكنت من ربي كقاب {قوسين أو أدنى‏} كما حكى الله عز وجل. [35]

 

عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ×: أول من سبق من الرسل إلى بلى محمد |, وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل × لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد, فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل, ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من الله عز وجل كما قال الله {قاب قوسين أو أدنى} أي بل‏ أدنى‏. [36]

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه‏, عن علي بن الحسين, عن فاطمة بنت محمد عليهم السلام قالت: قال رسول الله |: لما عرج بي إلى السماء فصرت إلى سدرة المنتهى {فكان قاب قوسين أو أدنى} فرأيته بقلبي ولم أره بعيني. [37]

 

عن أبي عبد الله × في حديث عن معراج رسول الله |, قال ×: كان | كما قال الله‏ {قاب قوسين‏ أو أدنى}‏ فقال له أبو بصير: جعلت فداك, ما {قاب قوسين أو أدنى}؟‏ قال ×: ما بين سيتها إلى رأسها, فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق, ولا أعلمه إلا وقد قال: زبرجد, فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة, فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد, قال: لبيك ربي, قال: من لأمتك من بعدك؟ قال: الله أعلم, قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين, وسيد المسلمين, وقائد الغر المحجلين‏, قال: ثم قال أبو عبد الله × لأبي بصير: يا أبا محمد, والله ما جاءت ولاية علي × من الأرض ولكن جاءت من السماء مشافهة. [38]

 

عن الإمام الباقر محمد بن علي ‘ قال: قال رسول الله |: لما أسري بي إلى السماء وصرت عند سدرة المنتهى، قال لي جبرئيل ×: اخلع نعليك وانزل عن البراق، فخلعت نعلي، وقال لي: يا محمد، جز، فجزت حتى صار بيني وبين ربي جلت عظمته ما شاء الله تعالى، فقال لي ربي: ادن، فدنوت حتى صار بيني وبين ربي عز وجل‏ {قاب قوسين أو أدنى‏}، وقال: يا محمد، من خلفت على أمتك على الأرض؟ قلت: يا رب، عليا، قال: يا محمد، تحب أن ترى‏  عليا؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد، انظر جانب الحجاب عن يسارك، فنظرت فإذا بعلي راكعا لله تعالى، قلت: يا رب، هذا علي راكع، فقال: يا محمد، انظر إلى الأرض، فنظرت وإذا علي قائم، فقلت: يا رب، هذا علي قائم، قال: يا محمد، انظر إلى تحت العرش، فنظرت، فإذا علي ساجد، فقلت: يا رب، هذا علي ساجد، فلما هبطت إلى الأرض بشرت عليا، فقال ×: يا رسول الله، أنا عبد الله وفي قبضته، يحولني كيف شاء وأراد. [39]

 

عن أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن رسول الله | قال: لما أسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب {قوسين أو أدنى فأوحى} إلي ربي {ما أوحى}، ثم قال: يا محمد، أقرئ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما سميت بهذا أحدا قبله، ولا أسمي بهذا أحدا بعده. [40]

 

عن أنس قال: قال رسول الله |: لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عز وجل حتى كان بيني وبينه {قاب قوسين أو أدنى‏}، فقال: يا محمد، من تحب من الخلق, قلت: يا رب عليا, قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري، فإذا علي بن أبي طالب ×. [41]

 

عن سلمان وابن عباس قالا: قال رسول الله |: دنوت من ربي فكنت منه كقاب {قوسين أو أدنى} وكلمني بين جبلي العقيق, ثم قال: يا أحمد, إني خلقتك وعليا من نوري, وخلقت هذين الجبلين من نور وجه علي بن أبي طالب, فوعزتي وجلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي يعرف بها المؤمنون, ولقد أقسمت بعزتي على نفسي أني حرمت النار على المتختم بالعقيق إذا تولى علي بن أبي طالب ×. [42]

 

عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله |: لما أسري بي إلى السماء، فبقيت من ربي كقاب {قوسين أو أدنى} سمعت النداء من ربي: يا محمد، من تحب ممن معك في الأرض؟ قلت: يا رب، أحب من تحبه أنت، وتأمرني بمحبته. فقال: يا محمد، أحب عليا فإني أحبه، وأحب من يحبه. فلما رجعت إلى السماء الرابعة، تلقاني جبرئيل × فقال: ما قال لك ربك؟ وما قلت له؟ قلت: حبيبي جبرئيل, قال لي: كيت وكيت. فبكى جبرئيل ×، وقال: يا محمد، والذي بعثك بالحق نبيا لو أن أهل الأرض يحبون عليا، كما يحبه أهل السماوات، لما خلق الله نارا يعذب بها أحدا. [43]

 

عن عبد الله بن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: فلما كنت من عظمة ربي كقاب {قوسين أو أدنى}, قال لي: يا محمد, من أطوع خلقي لك؟ فقلت: علي بن أبي طالب, فقال عز وجل: فاتخذه خليفة ووصيا, فقد اتخذته صفيا ووليا. يا محمد, كتبت اسمك واسمه على عرشي من قبل أن أخلق خلقي, محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما, فمن أحبكما وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين, ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الضالين‏. [44]

 

عن هشام بن الحكم, عن أبي الحسن موسى ×, قال: قلت له: لأي علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل؟ ولأي علة يقال في الركوع: سبحان ربي العظيم وبحمده؟ ويقال: في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده؟ قال ×: يا هشام, إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات سبعا, والأرضين سبعا, والحجب سبعا, فلما أسري بالنبي | وكان من ربه كقاب {قوسين أو أدنى}, رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله |, وجعل يقول الكلمات التي تقال في الافتتاح, فلما رفع له الثاني كبر, فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب وكبر سبع تكبيرات, فلذلك العلة يكبر في الافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات, فلما ذكر ما رأى من عظمة الله ارتعدت‏ فرائصه فابترك على ركبتيه وأخذ يقول: سبحان ربي العظيم وبحمده, فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه وجعل يقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده, فلما قال: سبع مرات سكن ذلك الرعب فلذلك جرت به السنة. [45]

 

روي أن النبي | التفت إلى الأنبياء (عليهم السلام) ببيت المقدس فقال: بما تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله, وأنك رسول الله, وعلي أمير المؤمنين, ثم عرج به | إلى السماء السابعة, حتى كان {قاب قوسين أو أدنى‏} فرفعت الحجب له, فمشى, فنودي: يا محمد, إنك لتمشي في مكان ما مشى عليه بشر قبلك. [46]

 

عن السيدة الزهراء ÷: أنا ابنة {دنا فتدلى} وكان من ربه {قاب قوسين أو أدنى‏}. [47]

 

روي أن أسماء قالت للسيدة الزهراء ÷: يا بنت من كان من ربه {قاب قوسين أو أدنى‏}. [48]

 

عن الإمام الحسن × في خطبة طويلة: أنا ابن من كان من ربه {كقاب قوسين أو أدنى‏}. [49]

 

عن الإمام السجاد ×: أنا ابن من علا فاستعلى, فجاز سدرة المنتهى, {فكان} من ربه {قاب قوسين أو أدنى‏}. [50]

 

عن أبي عبد الله‏ × في دعاء طويل: اللهم إني أتقرب إليك بنبيك وصفيك وحبيبك وأمينك ورسولك وخيرتك من خلقك, الذاب عن حريم المؤمنين, القائم بحجتك, المطيع لأمرك, المبلغ لرسالاتك, الناصح لأمته حتى أتاه اليقين, إمام الخير, وقائد الخير, وخاتم النبيين, وسيد المرسلين, وإمام المتقين, وحجتك على العالمين, الداعي إلى صراطك المستقيم, الذي بصرته سبيلك, وأوضحت له حجتك وبرهانك, ومهدت له أرضك, وألزمته حق معرفتك, وعرجت به إلى سماواتك, فصلى بجميع ملائكتك, وغيبته في حجبك, فنظر إلى نورك ورأى آياتك, وكان منك كقاب {قوسين أو أدنى‏}, فأوحيت إليه بما أوحيت, وناجيته بما ناجيت. [51]

 

عن صفوان بن يحيى‏, في حديث بين أبي القرة وأبي الحسن الرضا × حول رؤية الله تعالى, قال أبو قرة: فإنه يقول {ولقد رآه نزلة أخرى} فقال أبو الحسن ×: إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى, حيث قال {ما كذب الفؤاد ما رأى}, يقول: ما كذب فؤاد محمد | ما رأت عيناه, ثم أخبر بما رأى فقال: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} فآيات الله غير الله‏. [52]

 

عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن ×: هل رأى رسول الله | ربه عز وجل؟ فقال ×: نعم بقلبه رآه, أما سمعت الله عز وجل يقول {ما كذب الفؤاد ما رأى‏} أي لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد. [53]

 

عن سلمان الفارسي المحمدي, عم أمير المؤمنين × في حديث طويل, قال × في فضل رسول الله |: وقربه | عن يمين عرشه بحيث لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, فأوحى الله إليه في وحيه {ما كذب الفؤاد ما رأى‏}. [54]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل, قال ×: أما قوله {ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى} يعني محمدا | كان عند سدرة المنتهى حيث لا يتجاوزها خلق من خلق الله. [55] وقوله في آخر الآية {ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى} رأى جبرئيل × في صورته مرتين, هذه المرة ومرة أخرى, وذلك أن خلق جبرئيل × عظيم, فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلا الله رب العالمين. [56]

 

عن محمد بن سليمان الديلمي مولى عبد الله عن سليمان قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {سدرة المنتهى} وقوله {أصلها ثابت وفرعها في السماء} فقال: رسول الله | والله جذرها, وعلي × ذروها, وفاطمة ÷ فرعها, والأئمة (عليهم السلام) أغصانها, وشيعتهم أوراقها. قال: قلت: جعلت فداك, فما معنى المنتهى؟ قال: إليها والله انتهى الدين, من لم يكن من الشجرة فليس بمؤمن وليس لنا شيعة. [57]

 

عن ابن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: وحملت على جناح جبرئيل × حتى انتهيت إلى السماء السابعة, فجاوزت {سدرة المنتهى عندها جنة المأوى‏}. [58]

 

عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {لقد رأى من آيات ربه الكبرى‏} قال: رأى جبرئيل × على ساقه الدر مثل القطر على البقل له ستمائة جناح, قد ملأ ما بين السماء إلى الأرض. [59]

 

بمصادر العامة

 

عن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي | إذا انقض كوكب, فقال رسول الله |: من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي ×, قالوا: يا رسول الله, قد غويت في حب علي، فأنزل الله تعالى‏ {والنجم إذا هوى‏} إلى قوله‏ {وهو بالأفق الأعلى‏}. [60]

 

عن أنس قال: انقض كوكب على عهد رسول الله |, فقال رسول الله |: انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي; فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي ×، فأنزل الله تعالى: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [61]

 

عن أنس قال: انقض كوكب على عهد رسول الله |, فقال النبي |: انظروا إلى هذا الكوكب, فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي، فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي طالب ×، فقال جماعة من الناس: قد غوى محمد في حب علي, فأنزل الله: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}‏. [62]

 

عن أنس بن مالك قال: هوى نجم ذات ليلة في دار علي بن أبي طالب ×, فقال: المنافقون: ضل محمد في حب‏ ابن أبي طالب وغوى, فأنزل الله‏ {والنجم إذا هوى}‏ إلى قوله‏ {وحي يوحى‏}. [63]

 

عن علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله |‏ إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم بعدي, والقائم فيكم بأمري، فلما كان من الغد انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا, حتى وقع في حجرة علي بن أبي طالب ×، فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى, فأنزل الله‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى‏}. [64]

 

عن عبد الله بن عباس‏ بينا أنا عند النبي | في مسجده بعد العشاء الآخرة، وعنده جماعة من أصحابه إذا انقض نجم فقال |: من انقض هذا النجم في حجرته فهو الوصي من بعدي، فوثبت الجماعة، فإذا النجم قد انقض في حجرة علي ×, فقالوا: لقد ضل محمد في حب علي, فأنزل الله‏ {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى‏}. [65]

 

عن ابن عباس‏ في قول الله: {والنجم إذا هوى}‏ قال: لما جمعت الأنصار لرسول الله | سبعمائة دينار، وأتوا بها إليه فقالوا: قد جمعنا لك هذه فاقبلها منا, فأنزل الله‏ {قل لا أسئلكم عليه‏} على تبليغ الرسالة والقرآن‏ {أجرا} أي جعلا {إلا المودة في القربى‏} يعني إلا حب أهل بيتي، فقال المنافقون: إنه يريد منا أن نحب أهل بيته، فأنزل الله‏ {والنجم إذا هوى‏} يعني والقرآن إذا نزل نجما نجما على محمد | {ما ضل صاحبكم}‏ ما كذب محمد | {وما غوى}‏ إنما فضل أهل بيته من قولي‏ {وما ينطق عن الهوى}‏ يعني فيما قاله‏ رسول الله | في فضل أهل بيته‏ (عليهم السلام) {إن هو} يعني القرآن‏ {إلا وحي}‏ من الله في فضل أهل بيته ومحمد بوحي من الله يقول. الآية. [66]

 

عن حبة العرني قال: إن رسول الله | حيث أمر بسد الأبواب عن المسجد إلا باب علي ×, قال بعضهم: أخرج عباسا وأبا بكر وعمر وعثمان وغيرهم، وأحل محله ابن عمه. فلما رأى رسول الله | ذلك، صلى جامعة، ثم خطب وقرأ: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى}. [67]

 

عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا: أمر رسول الله | أن تسد الأبواب التي في المسجد, فشق عليهم, قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان وهو يقول: أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك, فقال رجل يومئذ: ما يألوا برفع ابن عمه! قال: فعلم رسول الله | أنه قد شق عليهم، فدعا الصلاة جامعة. فلما اجتمعوا صعد المنبر، فلم يسمع لرسول الله | خطبة قط كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا, فلما فرغ قال: يا أيها الناس، ما أنا سددتها، ولا أنا فتحتها، ولا أنا أخرجتكم

وأسكنته. ثم قرأ: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى}.[68]

 

عن بريدة الأسلمي في حديث سد أبواب المسجد إلا باب علي ×, قال رسول الله |: يا أيها الناس, ما أنا سددتها وما أنا فتحتها, بل الله عز وجل سدها, ثم قرأ {والنجم إذا هوى} إلى قوله {إن هو إلا وحي يوحى}.[69]

 

{ومناة الثالثة الأخرى} (20)

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنا الهادم هبل الأعلى, {ومناة الثالثة الأخرى‏}. [70]

 

{الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في‏ بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى‏} (32)

 

عن جابر قال: سألت أبا جعفر × عن تفسير هذه الآية {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش‏} قال: فقال أبو جعفر × نزلت في آل محمد | وشيعتهم‏, {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش}‏. [71]

 

عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘ في قوله تعالى {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش‏} نزلت في آل محمد |. [72]

 

{وأنه هو أضحك وأبكى} (43)

 

بمصادر العامة

 

{وأنه هو أضحك وأبكى‏}, عن ابن عباس قال: أضحك عليا × وحمزة وجعفرا يوم بدر من الكفار بقتلهم إياهم، وأبكى كفار مكة في النار حين قتلوا. [73]

 

{هذا نذير من النذر الأولى} (56)

 

عن علي بن معمر, عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله {هذا نذير من النذر الأولى} قال: إن الله تبارك وتعالى لما ذرأ الخلق في الذر الأول فأقامهم صفوفا, وبعث الله محمدا | فآمن به قوم، وأنكره قوم،[74] فقال الله {هذا نذير من النذر الأولى}، يعني به محمدا | حيث دعاهم إلى الله عز وجل في الذر الأول‏. [75]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {هذا نذير من النذر الأولى‏} قال: خلق الله جل وعز الخلق وهم أظلة، فأرسل رسول الله | إليهم، فمنهم من آمن به، ومنهم من كفر به، ثم بعثه في الخلق الآخر، فآمن به من كان آمن به في الأظلة، وجحد به من جحد به يومئذ، فقال عز وجل فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل. [76]

 

عن المفضل، عن أبي عبد الله × قال: ما بعث الله نبيا أكرم من محمد |، ولا خلق الله قبله أحدا، ولا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمد |، فذلك قوله تعالى: {هذا نذير من النذر الأولى} وقال: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، فلم يكن قبله مطاع في الخلق، ولا يكون بعده إلى أن تقوم الساعة في كل قرن إلى أن يرث الله‏ {الأرض ومن عليها}. [77]

 

عن أبي عبد الله × {هذا نذير من النذر الأولى‏} يعني محمدا | هو نذير من النذر الأولى، يعني إبراهيم وإسماعيل (عليهم السلام)، هم ولدوه فهو منهم. [78]

 

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ×: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا بخاتم محمد | وذلك قوله جل اسمه {هذا نذير من النذر الأولى}. [79]

 

 


[1] الكافي ج 8 ص 380, الوافي ج 3 ص 940, تفسير الصافي ج 5 ص 85, البرهان ج 5 ص 186, اللوامع النورانية ص 283, غاية المرام ج 4 ص 232, بحار الأنوار ج 23 ص 321, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 146

[2] تفسير القمي ج 2 ص 343, البرهان ج 5 ص 230, بحار الأنوار ج 24 ص 68, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 468

[3] تأويل الآيات ص 603, البرهان ج 5 ص 188, غاية المرام ج 4 ص 234, بحار الأنوار ج 24 ص323, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 473

[4] الأمالي للصدوق ص 565, تأويل الآيات ص 602, تفسير الصافي ج 5 ص 84, إثبات الهداة ج 3 ص 72, البرهان ج 5 ص 187, مدينة المعاجز ج 2 ص 431, غاية المرام ج 4 ص 232, بحار الأنوار ج 35 ص 273, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 144, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 469

[5] الأمالي للصدوق ص 566, إثبات الهداة ج 3 ص 72, البرهان ج 5 ص 188, مدينة المعاجز ج 2 ص 433, غاية المرام ج 4 ص 233, بحار الأنوار ج 35 ص 273

[6] الأمالي للصدوق ص 584, تأويل الآيات ص 601, إثبات الهداة ج 3 ص 73, البرهان ج 5 ص 186, مدينة المعاجز ج 2 ص 429, غاية المرام ج 4 ص 232, بحار الأنوار ج 35 ص 273, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 470, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 10 نحوه

[7] تفسير فرات ص 449, بحار الأنوار ج 35 ص 280

[8] تفسير فرات ص 449, بحار الأنوار ج 35 ص 281

[9] تفسير فرات ص 450, بحار الأنوار ج 35 ص 281

[10] تفسير فرات ص 451, بحار الأنوار ج 35 ص 283, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 472, الصراط المستقيم ج 1 ص 232 نحوه

[11] تفسير فرات ص 451, بحار الأنوار ج 35 ص 283

[12] تأويل الآيات ص 604, شرح الأخبار ج 1 ص 243, البرهان ج 5 ص 188, غاية المرام ج 4 ص 234, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 171, بحار الأنوار ج 24 ص 323, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 473

[13] الهداية الكبرى ص 117, إرشاد القلوب ج 2 ص 270, مدينة المعاجز ج 3 ص 163, بحار الأنوار ج 35 ص 277

[14] بشارة المصطفى | ص 188

[15] الروضة في الفضائل ص 172. نحوه: مدينة المعاجز ج 2 ص 433, غاية المرام ج 4 ص 235, بحار الأنوار ج 35 ص 274

[16] غرر الأخبار ص 94

[17] تأويل الآيات ص 603, البرهان ج 5 ص 188, اللوامع النورانية ص 685, غاية المرام ج 4 ص 234, بحار الأنوار ج 24 ص 322, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 473

[18] تأويل الآيات ص 604, البرهان ج 5 ص 189, غاية المرام ج 4 ص 234, بحار الأنوار ج 24 ص 323, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 474

[19] الخرائج ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 18 ص 241

[20] بحار الأنوار ج 69 ص 147

[21] تفسير القمي ج 2 ص 334, تفسير الصافي ج 5 ص 85, إثبات الهداة ج 3 ص 149, البرهان ج 5 ص 190, غاية المرام ج 4 ص 236, بحار الأنوار ج 18 ص 404, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 146, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 471

[22] الأمالي للصدوق ص 104, تفسير الصافي ج 5 ص 85, بحار الأنوار ج 67 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 147, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 472

[23] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 252

[24] كنز الفوائد ج 2 ص 56, مئة منقبة ص 61, التحصين ص 623, بحار الأنوار ج 38 ص 152

[25] اليقين ص 298, بحار الأنوار ج 18 ص 395. نحوه: تأويل الآيات ص 605, البرهان ج 5 ص 198, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 490

[26] بصار الدرجات ص 210, بحار الأنوار ج 18 ص 387. بإختصار: مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 150

[27] بصائر الدرجات ص 192, بحار الأنوار ج 26 ص 126

[28] تفسير العياشي ج ج 1 ص 158, البرهان ج 3 ص 488, بحار الأنوار ج 81 ص 120

[29] تأويل الآيات ص 605, المحتضر ص 222, مدينة المعاجز ج 2 ص 437, بحار الأنوار ج 18 ص 302, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 481

[30] الأمالي للصدوق ص 150, علل الشرائع ج 1 ص 131, روضة الواعظين ج 1 ص 60, نوادر الأخبار ص 83, البرهان ج 5 ص 195, بحار الأنوار ج 3 ص 314, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 477

[31] الإحتجاج ج 1 ص 220, البرهان ج 1 ص 567, بحار الأنوار ج 10 ص 41, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 151

[32] إرشاد القلوب ج 2 ص 409, بحار الأنوار ج 16 ص 344

[33] المزار الكبير ص 580, مصباح الزائر ص 451, إقبال الأعمال ج 1 ص 298, بحار الأنوار ج 99 ص 108, زاد المعاد ص 307

[34] جمال الأسبوع ص 535

[35] تفسير القمي ج 1 ص 95, البرهان ج 1 ص 570, بحار الأنوار ج 55 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 304, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 483

[36] تفسير القمي ج 1 ص 246, مختصر البصائر ص 410, البرهان ج 4 ص 417, مدينة المعاجز ج 1 ص 58, غاية المرام ج 1 ص 93, بحار الأنوار ج 5 ص 236, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 148, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 477

[37] تفسير فرات ص 452, بحار الأنوار ج 23 ص 281

[38] الكافي ج 1 ص 442, تفسير الصافي ج 5 ص 87, البرهان ج 3 ص 494, بحار الأنوار ج 18 ص 306, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 478

[39] مناقب العلوي ص 116

[40] الأمالي للطوسي ص 295, بشارة المصطفى | ص 186, الجواهر السنية ص 516, إثبات الهداة ج 3 ص 106, مدينة المعاجز ج 1 ص 70, غاية المرام ج 1 ص 91, بحار الأنوار ج 37 ص 290, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 478

[41] الأمالي للطوسي ص 352, تفسير الصافي ج 5 ص 86, الجواهر السنية ص 511, البرهان ج 5 ص 194, بحار الأنوار ج 18 ص 406, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 477

[42] مئة منقبة ص 168, غاية المرام ج 1 ص 31

[43] الروضة في الفضائل ص 213, بحار الأنوار ج 39 ص 248

[44] تأويل الآيات ص 750,المحتضر ص 251, الدر النظيم ص 327, البرهان ج 5 ص 607, بحار الأنوار ج 25 ص 4, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 186

[45] علل الشرائع ج 2 ص 332, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 314, البرهان ج 3 ص 489, بحار الأنوار ج 18 ص 369, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 126, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 330

[46] روضة الواعظين ج 1 ص 59

[47] الفضائل لابن شاذان ص 80

[48] كشف الغمة ج 1 ص 500, بحار الأنوار ج 43 ص 186

[49] تحف العقول ص 233, بحار الأنوار ج 44 ص 41

[50] الإحتجاج ج 2 ص 311, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 168, تفسير الصافي ج 5 ص 86, بحار الأنوار ج 45 ص 161, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 151, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 479

[51] مصباح المتهجد ج 1 ص 326, بحار الأنوار ج 87 ص 30

[52] الكافي ج 1 ص 95, التوحيد ص 111, روضة الواعظين ج 1 ص 33, الإحتجاج ج 2 ص 406, الوافي ج 1 ص 379, الفصول المهمة ج 1 ص 178, البرهان ج 3 ص 779, بحار الأنوار ج 4 ص 36, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 153, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 484

[53] التوحيد ص 116, نوادر الأخبار ص 82, تفسير الصافي ج 5 ص 89, البرهان ج 5 ص 197, بحار الأنوار ج 4 ص 43, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 153, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 483

[54] إرشاد القلوب ج 2 ص 305, بحار الأنوار ج 30 ص 64

[55] من هنا في تفسير الصافي وتفسير نور الثقلين نفسير كنز الدقائق

[56] التوحيد ص 263, الإحتجاج ج 1 ص 243, البرهان ج 5 ص 197, بحار الأنوار ج 4 ص 33, تفسير الصافي ج 5 ص 91, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 158, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 489

[57] بصائر الدرجات ص 60, بحار الأنوار ج 24 ص 139

[58] الإحتجاج ج 1 ص 48, بحار الأنوار ج 9 ص 290, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 98, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 300

[59] التوحيد ص 116, تفسير الصافي ج 5 ص 91, البرهان ج 5 ص 197, بحار الأنوار ج 4 ص 43 تفسير نور الثقلين ج 5 ص 157, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 489

[60] شواهد التنزيل ج 2 ص 278, مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 216, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 369, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 392, نهج الإيمان ص 198, كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب × ص 261, ينابيع المودة ج 2 ص 249

[61] مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 220, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 332

[62] شواهد التنزيل ج 2 ص 276

[63] شواهد التنزيل ج 2 ص 277

[64] شواهد التنزيل ج 2 ص 280

[65] شواهد التنزيل ج 2 ص 280

[66] شواهد التنزيل ج 2 ص 281

[67] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 326

[68] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 326, الدر المنثور ج 6 ص 122

[69] نهج الإيمان ص 441, فرائد السمطين ج 1 ص 205

[70] الفضائل لابن شاذان ص 85

[71] تفسير فرات ص 453

[72] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 284, بحار الأنوار ج 24 ص 301

[73] شواهد التنزيل ج 2 ص 283

[74] من هنا في بصائر الدرجات

[75] تفسير القمي ج 2 ص 340, مختصر البصائر ص 412, تفسير الصافي ج 5 ص 98, البرهان ج 5 ص 210, بحار الأنوار ج 5 ص 234, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 173, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 521, بصائر الدرجات ص 84

[76] مختصر البصائر ص 423

[77] الأمالي للطوسي ص 669, البرهان ج 5 ص 210, اللوامع النورانية ص 303, غاية المرام ج 3 ص 10, بحار الأنوار ج 16 ص 371

[78] مختصر البصائر ص 422, تفسير فرات ص 453 نحوه

[79] مختصر البصائر ص 422