{ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} (6)
عن رسول الله | في حديث أنه قال لأمير المؤمنين ×: مرحبا بالحبيب القريب, ثم تلا | هذه الآية {ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} أنت يا علي منهم. [1]
{ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} (12)
روي عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه, عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال له اليهودي: فإن هذا سليمان × قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده {غدوها شهر ورواحها شهر}, قال له علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | أعطي ما هو أفضل من هذا, إنه سري به {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} مسيرة شهر, وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة, حتى انتهى إلى ساق العرش ف{دنا} بالعلم {فتدلى} من الجنة رفرف أخضر, وغشي النور بصره, فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده, ولم يرها بعينه {فكان} كقاب {قوسين} بينه وبينها {أو أدنى فأوحى} الله {إلى عبده ما أوحى}. [2]
عن سيد الشهداء ×: يا أصبغ, إن سليمان بن داود × أعطى الريح {غدوها شهر ورواحها شهر}, وأنا قد أعطيت أكثر مما أُعطي سليمان, فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله, فقال ×: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه, وليس لأحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سر الله, فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثة رسوله, فقلت: الحمد لله على ذلك. [3]
{يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} (13)
روي عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه, عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال اليهودي: فإن هذا سليمان سخرت له الشياطين {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} قال له علي ×: لقد كان كذلك, ولقد أعطي محمد | أفضل من هذا, إن الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها, ولقد سخرت لنبوة محمد | الشياطين بالإيمان, فأقبل إليه من الجنة التسعة من أشرافهم: واحد من جن نصيبين, والثمان من بني عمرو بن عامر من الأحجة, منهم: شضاه, ومضاه, والهملكان, والمرزبان, والمأزمان, ونضاه, وهاضب, وهضب, وعمرو, وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن} وهم التسعة, فأقبل إليه الجن والنبي | ببطن النخل ,فاعتذروا بأنهم {ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا} ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين, واعتذروا بأنهم قالوا {على الله شططا} وهذا أفضل مما أعطي سليمان ×, فسبحان من سخرها لنبوة محمد | بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا, ولقد شمل مبعثه من الجن والإنس ما لا يحصى. [4]
{وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} (18)
عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان #: إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: قوامنا وخدامنا شرار خلق الله. فكتب ×: ويحكم, أما تقرؤون ما قال عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة}, ونحن والله القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة.
قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني, عن محمد بن صالح، عن صاحب الزمان #. [5]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل, {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال ×: مع قائمنا أهل البيت. [6]
عن علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى, عن أبيه جعفر عليهم السلام قال: دخل على أبي × بعض من يفسر القرآن فقال له: أنت فلان؟ وسماه باسمه قال: نعم, قال ×: أنت الذي تفسر القرآن؟ قال: نعم, قال: فكيف تفسر هذه الآية {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}؟ قال: هذه بين مكة ومنى, فقال له أبو عبد الله ×: أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟ قال: نعم, قال: فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف وقطيع؟ قال: فما هو؟ قال ×: ذاك نحن أهل البيت, قد سماكم الله ناسا وسمانا قرى, قال: جعلت فداك, أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ فقال أبو عبد الله ×: أليس الله تعالى يقول {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} فللجدران والحيطان السؤال أم للناس؟ وقال تعالى {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا} فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان؟ [7]
عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر ×: بلغني أنك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم. فقال له أبو جعفر ×: بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بل بعلم. فقال له أبو جعفر ×: فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل، قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: {وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}. فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر ×: نشدتك بالله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة: اللهم نعم. وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرا حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} ولم يعن البيت فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم × التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا. فقال أبو جعفر ×: ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به. [8]
عن أبي حمزة الثمالي قال: أتى الحسن البصري أبا جعفر × فقال: جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله, فقال أبو جعفر ×: ألست فقيه أهل البصرة؟ قال: قد يقال ذلك, فقال له أبو جعفر ×: هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال: لا, قال: فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال: نعم, فقال أبو جعفر ×: سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر, بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ما هو؟ قال: زعموا أنك تقول إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم, قال: فسكت الحسن, فقال: أرأيت من قال الله له في كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول منه؟ فقال الحسن: لا, فقال أبو جعفر ×: إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطابا, ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه, فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت, فقال له: ما هو؟ قال: أرأيت حيث يقول {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} يا حسن, بلغني أنك أفتيت الناس, فقلت: هي مكة, فقال أبو جعفر ×: فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم؟ قال: بلى, قال: فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن, فنحن القرى التي بارك الله فيها, وذلك قول الله عز وجل, فمن أقر بفضلنا حيث بينهم وبين شيعتهم {القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة} والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا, وقوله تعالى: {وقدرنا فيها السير} فالسير مثل للعلم سير به, {ليالي وأياما} مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام, {آمنين} فيها إذا أخذوا منه آمنين من الشك والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال, لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم بالمعرفة, لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة {بعضها من بعض}, فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى, ونحن تلك الذرية المصطفاة, لا أنت ولا أشباهك يا حسن, فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة, لم أقل فيك إلا ما علمته منك وظهر لي عنك, وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما. [9]
عن أبي عبد الله × قال: دخل الحسن البصري على محمد بن علي × فقال له: يا أخا أهل البصرة, بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت, فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت, قال: وما هي جعلت فداك؟ قال قول الله عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما, وربما أخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه, ثم مكث مليا ثم أومى بيده إلى صدره وقال: نحن القرى التي بارك الله فيها, قال: جعلت فداك, أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ قال: نعم, قول الله عز وجل {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا} فمن العاتي على الله عز وجل الحيطان أم البيوت أم الرجال؟ فقال: الرجال, ثم قال: جعلت فداك زدني, قال ×: قوله عز وجل في سورة يوسف {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} لمن أمروه أن يسأل القرية والعير أم الرجال؟ فقال: جعلت فداك, فأخبرني عن القرى الظاهرة؟ قال: هم شيعتنا, يعني العلماء منهم. [10]
عن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين × فقال له: جعلني الله فداك, أخبرني عن قول الله عز وجل {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} قال × له: ما يقول الناس فيها قبلكم؟ قال: يقولون: إنها مكة, فقال ×: وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال فما هو؟ قال ×: إنما عنى الرجال, قال: وأين ذلك في كتاب الله؟ فقال ×: أوما تسمع إلى قوله عز وجل {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} وقال {وتلك القرى أهلكناهم} وقال {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} أفيسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟ قال ×: نحن هم, فقال: أوما تسمع إلى قوله {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}؟ قال: آمنين من الزيغ. [11]
بمصادر العامة:
عن محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمان #: إن أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذي روي عن آبائك (عليهم السلام) انهم قالوا: قوامنا شرار خلق الله. فكتب: ويحكم, ما تقرؤن ما قال الله تعالى: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة} فنحن والله القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة.
وهذا التفسير أيضا روي عن الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام). [12]
{فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} (19)
عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} قال: صبار على مودتنا وعلى ما نزل به من شدة أو رخاء, صبور على الأذى فينا, شكور لله على ولايتنا أهل البيت. [13]
{ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} (20)
عن سلمان, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أخبرني رسول الله | أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله | إياي يوم غدير خم بأمر الله, وأخبرهم بأني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب, فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه الأمة أمة مرحومة معصومة فما لك ولا لنا عليهم سبيل, وقد أعلموا مفزعهم وإمامهم بعد نبيهم, فانطلق إبليس كئيبا حزينا, قال أمير المؤمنين ×: أخبرني رسول الله | بعد ذلك وقال: يبايع الناس أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد تخاصمهم بحقنا وحجتنا, ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مشمر, يقول كذا وكذ,ا ثم يخرج فيجمع أصحابه وشياطينه وأبالسته فيخرون سجدا فيقولون: يا سيدنا يا كبيرنا, أنت الذي أخرجت آدم من الجنة, فيقول: أي أمة لن تضل بعد نبيها, كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سلطان ولا سبيل, فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم الله به من طاعته, وأمرهم به رسول الله. وذلك قوله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [14]
عن أبي جعفر × قال: لما أخذ رسول الله | بيد علي × يوم الغدير, صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه, فقالوا: يا سيدهم ومولاهم, ما ذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه, فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا, فقالوا: يا سيدهم, أنت كنت لآدم. فلما قال المنافقون: إنه ينطق عن الهوى, وقال أحدهما لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله | - صرخ إبليس صرخة بطرب, فجمع أولياءه فقال: أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم, قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب, وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول. فلما قبض رسول الله | وأقام الناس غير علي × لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الوثبة وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا, لا يطاع الله حتى يقوم الإمام. وتلا أبو جعفر ×: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}, قال أبو جعفر ×: كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله |, والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله |: إنه ينطق عن الهوى, فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه. [15]
عن أبي عبد الله × قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم, فقال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رءوسهم, فقال لهم إبليس: ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله | {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} الآية. [16]
عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا, إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني شيعة أمير المؤمنين. [17]
عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي | لعلي × ما قال، وأقامه للناس صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق, قال: فنزل القرآن {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} فقال: صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وأنزل عليه {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي | بسم الله الرحمن الرحيم {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: صرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب علي, ولكن وعزتك وجلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك. قال فقال أبو عبد الله ×: والذي بعث بالحق محمدا | للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم, والمؤمن أشد من الجبل, والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه والمؤمن لا يستقل عن دينه. [18]
عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | لما أخذ بيد علي × بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, كان إبليس لعنه الله حاضرا بعفاريته فقالت له حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه: والله ما هكذا قلت لنا, لقد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترقت أصحابه, وهذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر, فقال: افترقوا, فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشيء مما قال. وهو قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [19]
عن أبي جعفر × إنه قال: لما كان يوم غدير خم، وقال النبي | في علي × ما قال، اجتمع جنود إبليس إليه، فقالوا: ما هذا الأمر الذي حدث, كنا نظن أن محمدا إذا مضى تفرق هؤلاء، فنراه قد عقد هذا الأمر لآخر من بعده. فقال لهم: إن أصحابه لا يفوا له بما عقد عليهم. قال عطية: ثم قال لي أبو جعفر ×: أتدري أين هو من كتاب الله تعالى؟ قلت: لا. قال ×: هو قوله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [20]
عن أمير المؤمنين ×: أولم يأمر الله عز وجل نبيه | بتبليغ ما عهده إليه في وصيه وإظهار إمامته وولايته {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فبلغ رسول الله | ما قد سمع, واعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته, وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك وهو قوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فكيف يتم هذا وقد نصب لأمته علما وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا, فإن أمته ينقضون عهده, ويغدرون بوصيه من بعده, ويظلمون أهل بيته, ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم واستكبارهم وعزهم, فأنزل الله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [21]
روى أبو سعيد السمان بإسناده أن إبليس أتى رسول الله | في صورة شيخ حسن السمت فقال: يا محمد, ما أقل من يبايعك على ما تقول في ابن عمك علي! فأنزل الله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [22]
عن علي بن الحسين ×, عن السيدة زينب ÷, عن أمير المؤمنين ×: وكأني بك وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد, أذلاء خاشعين, تخافون أن يتخطفكم الناس فصبرا صبرا, فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم, وغير محبيكم وشيعتكم, ولقد قال لنا رسول الله | حين أخبرنا بهذا الخبر, إن إبليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته, فيقول: يا معاشر الشياطين, قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة, وبلغنا في هلاكهم الغاية, وأورثناهم النار إلا من اعتصم بهذه العصابة, فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم, وإغرائهم بهم وأوليائهم, حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم, ولا ينجو منهم ناج, {ولقد صدق عليهم إبليس} وهو كذوب, أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح, ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر. [23]
{وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (28)
عن عبد الله بن بكير الأرجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد ×: أخبرني عن رسول الله | كان عاما للناس بشيرا, أليس قد قال الله في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}، لأهل الشرق والغرب, وأهل السماء والأرض من الجن والإنس, هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري، قال: يا ابن بكير, إن رسول الله | لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري، قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل × فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد |, فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم, ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه, فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي | بنفسه. [24]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وما أرسلناك إلا كافة للناس} في الرجعة. [25]
عن أبي جعفر ×: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله |, وأشار بيده إلى آفاق الأرض. [26]
عن عبد الله بن بكر الأرجاني, في حديث طويل أنه قال للإمام الصادق ×: فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال: يا ابن بكر, فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم؟ وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد جعل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم, والله يقول {وما أرسلناك إلا كافة للناس} يعني به من على الأرض والحجة من بعد النبي | يقوم مقام النبي | من بعده, وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة, والآخذ بحقوق الناس, والقيام بأمر الله, والمنصف لبعضهم من بعض, فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق؟ وقال {ما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} فأي آية أكبر منا؟ [27]
{وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير} (45)
عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله {وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير} قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم, وما بلغ ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد |. [28]
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} (46)
عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة} فقال ×: إنما أعظكم بولاية علي ×, هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى {إنما أعظكم بواحدة}. [29]
عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: سألت جعفر بن محمد × عن قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة} قال ×: بالولاية, {أن تقوموا لله مثنى وفرادى} الأئمة من ذريتهما. [30]
عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قول الله عز وجل {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى}, قال ×: بالولاية, قلت: وكيف ذاك؟ قال: إنه لما نصب النبي | أمير المؤمنين × للناس فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اغتابه رجل وقال: إن محمدا ليدعو كل يوم إلى أمر جديد, وقد بدا لأهل بيته يملكهم رقابنا, فأنزل الله عز وجل على نبيه | بذلك قرآنا فقال له: {قل إنما أعظكم بواحدة} فقد أديت إليكم ما افترض ربكم عليكم, قلت: فما معنى قوله عز وجل {أن تقوموا لله مثنى وفرادى}؟ فقال ×: أما {مثنى} يعني طاعة رسول الله | وطاعة أمير المؤمنين ×, وأما {فرادى} يعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعدهما, ولا والله يا يعقوب ما عنى غير ذلك. [31]
عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تبارك وتعالى {قل إنما أعظكم بواحدة} قال ×: يعني الولاية, فقلت: وكيف ذلك؟ قال: أما إنه لما نصبه للناس فقال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, ارتاب الناس وقالوا: إن محمدا ليدعونا في كل وقت إلى أمر جديد, وقد بدأنا بأهل بيته يملكهم رقابنا, فأنزل الله تعالى على نبيه |: يا محمد {قل إنما أعظكم بواحدة} فقد أديت إليكم ما افترض عليكم ربكم, أما {مثنى} فيعني طاعة رسول الله | وأمير المؤمنين ×, وأما قوله {وفرادى} فيعني طاعة الإمام من ذريتهما من بعدهما. [32]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأما قوله {إنما أعظكم بواحدة} فإن الله جل ذكره نزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام ولو شاء لخلقها في أقل من لمح البصر, ولكنه جعل الأناة والمداراة أمثالا لأمنائه وإيجابا للحجة على خلقه, فكان أول ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بأن لا إله إلا الله, فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيه | بالنبوة والشهادة له بالرسالة, فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلاة, ثم الصوم, ثم الحج, ثم الجهاد, ثم الزكاة, ثم الصدقات, وما يجري مجراها من مال الفيء, فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرضه شيء آخر يفترضه؟ فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره, فأنزل الله في ذلك {قل إنما أعظكم بواحدة} يعني الولاية. [33]
عن أبي جعفر × إنه قال في قول الله عز وجل: {قل إنما أعظكم بواحدة} قال: إن الله عز وجل أوحى الى نبيه محمد | يأمره بالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد, فلما فعلوا ذلك وأقاموه، وكان آخر ما فعلوه منه الحج معه حجة الوداع, وقام فيهم بولاية علي ×. قال قوم: الى متى يلزمنا محمد هذه الفرائض شيئا بعد شيء؟ فأنزل الله تعالى قل: {إنما أعظكم بواحدة} يعني الولاية لأمير المؤمنين ×. [34]
{قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد} (47)
عن أبي جعفر × في قوله {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} وذلك أن رسول الله | سأل قومه أن يودوا أقاربه ولا يؤذوهم، وأما قوله: {فهو لكم} يقول: ثوابه لكم. [35]
عن جابر, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا} قال: من تولى الأوصياء من آل محمد | واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين, حتى تصل ولايتهم إلى آدم × وهو قول الله عز وجل {من جاء بالحسنة فله خير منها يدخله الجنة} وهو قول الله عز وجل {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} يقول: أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة. [36]
دعاء الندبة، وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان ×، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة وهو: ... ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك فقلت {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}, وقلت {ما سألتكم من أجر فهو لكم}, وقلت {ما أسئلكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} وكانوا هم السبيل إليك، والمسلك إلى رضوانك... [37]
بمصادر العامة:
عن جابر الجعفي, عن الباقر × في قوله عز وجل: {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا} قال: من توالى الأوصياء من آل محمد | واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم ×، وهو قول الله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله خير منها}، وهو دخول الجنة، وهو قول الله عز وجل: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} يقول: أجر المودة التي لم أسألكم غيرها، فهو لكم تهتدون بها وتسعدون بها وتنجون من عذاب يوم القيامة. [38]
{ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب (51) وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد (52) وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد (53) وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب (54)}
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل أنه قال لمعاوية: وأن الله سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من الشرق, يذلهم الله بهم ويقتلهم تحت كل حجر, وأن رجلا من ولدك مشوم ملعون جلف جاف منكوس القلب فظ غليظ قد نزع الله من قلبه الرأفة والرحمة, أخواله من كلب, كأني أنظر إليه ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو, فيبعث جيشا إلى المدينة فيدخلونها فيسرفون فيها في القتل والفواحش, ويهرب منه رجل من ولدي زكي نقي الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا, وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته, وهو من ولد ابني الحسين × الذي يقتله ابنك يزيد, وهو الثائر بدم أبيه, فيهرب إلى مكة ويقتل صاحب ذلك الجيش رجلا من ولدي زكيا بريا عند أحجار الزيت, ثم يسير ذلك الجيش إلى مكة, وإني لأعلم اسم أميرهم وعدتهم وأسماءهم وسمات خيولهم, فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف الله بهم قال الله عز وجل {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}. [39]
عن أبي جعفر × في حديث طويل عن ظهور صاحب الأمر #: ثم ينطلق # فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام، والولاية لعلي بن أبي طالب ×، والبراءة من عدوه, ولا يسمي أحدا حتى ينتهي إلى البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به} يعني بقائم آل محمد | {وقد كفروا به} يعني بقائم آل محمد | إلى آخر السورة.[40]
عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر ×: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} وهم والله أصحاب القائم # يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم وهو قوله {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به} يعني بالقائم من آل محمد |. [41]
عن أبي جعفر × قال: يخرج القائم # فيسير حتى يمر بمر فيبلغه أن عامله قد قتل, فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك شيئا, ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء, فيخرج جيشان للسفياني, فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم وهو قوله عز وجل {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به} يعني بقيام القائم # {وقد كفروا به من قبل} يعني بقيام القائم # من آل محمد | {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب}. [42]
في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله {ولو ترى إذ فزعوا} قال: من الصوت, وذلك الصوت من السماء {وأخذوا من مكان قريب} قال: من تحت أقدامهم خسف بهم. [43]
عن أمير المؤمنين × أنه قال: المهدي # أقبل جعد, بخده خال, يكون مبدؤه من قبل المشرق, وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر, يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه, ويأتي المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به, وذلك قول الله عز وجل في كتابه {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}. [44]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل أنه قال لعمر: ولكأني أنظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما طريين بصورتيكما حتى تصلبا على الدوحات، فتكون ذلك فتنة لمن أحبكما، ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم × ولجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن ومؤمنة, وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله | وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم (عليهم السلام)، حتى تحرقا بها، ويرسل الله إليكما ريحا مدبرة فتنسفكما في اليم نسفا ويأخذ السيف من كان منكما ويصير مصيركما إلى النار جميعا، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله تعالى: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} يعني من تحت أقدامكما. [45]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وخروج السفياني براية خضراء، وصليب من ذهب، أميرها رجل من كلب، واثنا عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني متوجها إلى مكة والمدينة، أميرها أحد من بني أمية يقال له: خزيمة، أطمس العين الشمال، على عينه طرفة تميل بالدنيا، فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة، فيجمع رجالا ونساء من آل محمد | فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الأموي. ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد |، قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان، حتى إذا توسطوا الصفائح البيض بالبيداء، يخسف بهم، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد، يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم، وليكون آية لمن خلفه، فيومئذ تأويل هذه الآية {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}. [46]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وأنا المنادي {من مكان قريب} قد سمعه الثقلان الجن والإنس وفهمه كل قوم. [47]
بمصادر العامة:
عن رسول الله | وذكر فتنة تكون بين أهل الشرق والمغرب: فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين: جيشا إلى المشرق، وجيشا إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام، فتخرج راية هدى من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش منها على ليلتين فيقتلونهم ولا يفلت منهم مخبر, ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها. ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله سبحانه جبرائيل × فيقول: يا جبرائيل, اذهب فأبدهم, فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم، فذلك قوله عز وجل في سورة سبأ: {ولوترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} فلا ينفلت منهم إلا رجلان: أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة. [48]
[1] الفضائل لابن شاذان ص 167, الروضة في الفضائل ص 209, مدينة المعاجز ج 1 ص 340, بحار الأنوار ج 39 ص 128
[2] الإحتجاج ج 1 ص 220, البرهان ج 1 ص 567, بحار الأنوار ج 10 ص 41, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 151
[3] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 52، تسلية المجالس ج 2 ص 100, مدينة المعاجز ج 3 ص 501، بحار الأنوار ج 44 ص 184، رياض الأبرار ج 1 ص 156, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 318, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 470
[4] الإحتجاج ج 1 ص 222, البرهان ج 5 ص 49, بحار الأنوار ج 17 ص 292, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 321, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 474, مستدرك الوسائل ج 1 ص 176
[5] الإمامة والتبصرة ص 140, كمال الدين ج 2 ص 483, الغيبة للطوسي ص 345, إعلام الورى ص 453, منتخب الأنوار المضيئة ص 137, وسائل الشيعة ج 27 ص 151, البرهان ج 4 ص 514, اللوامع النورانية ص 529, بحار الأنوار ج 51 ص 343, رياض الأبرار ج 3 ص81, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 332, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 493, خاتمة المستدرك ج 4 ص 139, تفسير الصافي ج 4 ص 217 نحوه
[6] علل الشرائع ج 1 ص 91, تفسير الصافي ج 4 ص 217, البرهان ج 4 ص 514, حلية الأبرار ج 4 ص 36, بحار الأنوار ج 2 ص 294, رياض الأبرار ج 3 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 487
[7] تأويل الآيات ص 461, البرهان ج 4 ص 514, اللوامع النورانية ص 531, بحار الأنوار ج 24 ص 234, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 488
[8] الكافي ج 8 ص 311, تأويل الآيات ص 251, الوافي ج 26 ص 442, تفسير الصافي ج 1 ص 21, البرهان ج 4 ص 513, حلية الأبرار ج 3 ص 388, اللوامع النورانية ص 528, بحار الأنوار ج 24 ص 237, رياض الأبرار ج 2 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 331, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 492
[9] الإحتجاج ج 2 ص 327, البرهان ج 4 ص 516, حلية الأبرار ج 3 ص 390, اللوامع النورانية ص 532, بحار الأنوار ج 24 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 330, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 490
[10] تأويل الآيات ص 462, البرهان ج 4 ص 515, حلية الأبرار ج 3 ص 389, اللوامع النورانية ص 530, بحار الأنوار ج 24 ص 235, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 488, مستدرك الوسائل ج 17 ص 316
[11] الإحتجاج ج 2 ص 313, اللوامع النورانية ص 532, بحار الأنوار ج 10 ص 145, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 329, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 489, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 129 نحوه
[12] ينابيع المودة ج 3 ص 247
[13] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 518, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 496, بحار الأنوار ج 24 ص 220 نحوه
[14] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 579, الإحتجاج ج 1 ص 81, مدينة المعاجز ج 2 ص 242, بحار الأنوار ج 28 ص 263
[15] الكافي ج 8 ص 344, تأويل الآيات ص 464, الوافي ح 2 ص 184, البرهان ج 4 ص 518, غاية المرام ج 1 ص 309, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 164, بحار الأنوار ج 28 ص 256, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 496
[16] تفسير القمي ج 2 ص 201, تفسير الصافي ج 4 ص 218, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165, بحار الأنوار ج 37 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 334, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 498
[17] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, بحار الأنوار ج 37 ص 169
[18] تفسير العياشي ج 2 ص 301, البرهان ج 3 ص 548, بحار الأنوار ج 37 ص 164, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 185, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 446
[19] تأويل الآيات ص 465, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165, بحار الأنوار ج 37 ص 168, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 498
[20] شرح الأخبار ج 1 ص 236
[21] بحار الأنوار ج 90 ص 59
[22] إقبال الأعمال ج 1 ص 458, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 77, بحار الأنوار ج 37 ص 135
[23] كامل الزيارات ص 266, بحار الأنوار ج 45 ص 183
[24] تفسير القمي ج 2 ص 202, مسائل علي بن جعفر × ص 330, مختصر البصائر ص 156, تفسير الصافي ج 4 ص 221, البرهان ج 4 ص 521, حلية الأبرار ج 1 ص 81, بحار الأنوار ج 18 ص 188, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 335, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 504
[25] مختصر البصائر ص 114, الإيقاظ من الهجعة ص 358, بحار الأنوار ج 53 ص 42, رياض الأبرار ج 3 ص 245
[26] مختصر البصائر ص 489, تأويل الآيات ص 416, البرهان ج 4 ص 291, مدينة المعاجز ج 3 ص 97, بحار الأنوار ج 53 ص 113
[27] كامل الزيارات ص 328, تأويل الآيات ص 843, البرهان ج 4 ص 522, اللوامع النورانية ص 620, ينابيع المعاجز ص 189, حلية الأبرار ج 5 ص 147, بحار الأنوار ج 25 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 538
[28] تفسير القمي ج 2 ص 204, تفسير الصافي ج 4 ص 224, البرهان ج 4 ص 525, اللوامع النورانية ص 535, بحار الأنوار ج 24 ص 306, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 516
[29] الكافي ج 1 ص 420, تفسير القمي ج 2 ص 204, تفسير فرات ص 345, تأويل الآيات ص 467, الوافي ج 3 ص 892, تفسير الصافي ج 4 ص 225, إصبات الهداة ج 3 ص 7, البرهان ج 4 ص 526, بحار الأنوار ج 23 ص 392, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 517, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 518
[30] تفسير فرات ص 346, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 180, بحار الأنوار ج 23 ص 391, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 342
[31] تأويل الآيات ص 466, البرهان ج 4 ص 526, بحار الأنوار ج 23 ص 391, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 517. نحوه: تفسير فرات ص 346, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 37
[32] تفسير فرات ص 345
[33] الإجتجاج ج 1 ص 254, تفسير الصافي ج 4 ص 225, البرهان ج 4 ص 526, اللوامع النورانية ص 900, بحار الأنوار ج 90 ص 122, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 517
[34] شرح الأخبار ج 1 ص 236
[35] تفسير القمي ج 2 ص 204, تفسير الصافي ج 4 ص 226, البرهان ج 4 ص 527, بحار الأنوار ج 9 ص 231, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 342, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 519
[36] الكافي ج 8 ص 379, تأويل الآيات ص 532, الوافي ج 3 ص 939, البرهان ج 4 ص 527, غاية المرام 3 ص 236, بحار الأنوار ج 23 ص 252, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 342, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 519
[37] مصباح الزائر ص 447, الإقبال ج 1 ص 296, بحار الأنوار ج 99 ص 105, زاد المعاد ص 305, المزار الكبير ص 576 بعضه
[38] ينابيع المودة ج 1 ص 292
[39] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 774, بحار الأنوار ج 33 ص 157
[40] تفسير العياشي ج 2 ص 57, البرهان ج 4 ص 529, بحار الأنوار ج 52 ص 342
[41] تفسير القمي ج 2 ص 205, تفسير الصافي ج 4 ص 227, بحار الأنوار ج 52 ص 316, البرهان ج 4 ص 528, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 523
[42] تأويل الآيات ص 467, البرهان ج 4 ص 529, بحار الأنوار ج 52 ص 187, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 523
[43] تفسير القمي ج 2 ص 205, تفسير الصافي ج 4 ص 227, البرهان ج 4 ص 529, بحار الأنوار ج 52 ص 185, بحار الأنوار ج 52 ص 316, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 523
[44] الغيبة للنعماني ص 304, البرهان ج 4 ص 528, بحار الأنوار ج 52 ص 252
[45] الهداية الكبرى ص 163, إرشاد القلوب ج 2 ص 286, مدينة المعاجز ج 2 ص 245
[46] مختصر البصائر ص 469, سرور أهل الإيمان ص 51, بحار الأنوار ج 52 ص 273
[47] المناقب للعلوي ص 74, بحار الأنوار ج 26 ص 5
[48] تفسير الثعلبي ج 8 ص 91, جامع البيان ج 22 ص 129, الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 316, التذكرة في أحوال الموتى ج 2 ص 323