{عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2)}
عن الصادق × أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي |، فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه، وجمع نفسه، وعبس، وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك، وأنكره عليه. [1]
{أما من استغنى (5) فأنت له تصدى (6) وما عليك ألا يزكى (7)}
عن أبي جعفر × إنه قال في قول الله تعالى: {أما من استغنى}، قال: هو التارك لحقنا، المضيع لما افترضه الله تعالى عليه من ولايتنا, {وما عليك ألا يزكى}، قال: يقول ليس عليك يا محمد ألا يصلي ويزكي ويصوم، فانه إن عمل أعمال الخير كلها وأتى بالفرائض بأسرها ثم لم يقبل بولاية الأوصياء (عليهم السلام) لم يزن ما عمل عند الله سبحانه جناح بعوضة. [2]
{كلا إنها تذكرة (11) فمن شاء ذكره (12) في صحف مكرمة (13) مرفوعة مطهرة (14) بأيدي سفرة (15) كرام بررة (16) قتل الإنسان ما أكفره (17) من أي شيء خلقه (18) من نطفة خلقه فقدره (19) ثم السبيل يسره (20) ثم أماته فأقبره (21) ثم إذا شاء أنشره (22) كلا لما يقض ما أمره (23)}
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي × في قوله تعالى: {كلا إنها تذكرة} قال: الولاية. [3]
عن أبو عبد الله × في قوله {كلا إنها تذكرة} إلى قوله {سفرة} قال: الأئمة (عليهم السلام) {كرام بررة قتل الإنسان ما أكفره} قال: الإنسان أمير المؤمنين ×, يقول: ما أكفره عندهم حتى قتلوه. [4]
عن أبي عبد الله ؛ في قوله تعالى {بأيدي سفرة كرام بررة} قال: هم الأئمة (عليهم السلام). [5]
عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله {قتل الإنسان ما أكفره} قال: نعم, نزلت في أمير المؤمنين × {ما أكفره} يعني بقتلكم إياه, ثم نسب أمير المؤمنين × فنسب خلقه, وما أكرمه الله به فقال: {من أي شيء خلقه} يقول: من طينة الأنبياء خلقه, {فقدره} للخير {ثم السبيل يسره} يعني سبيل الهدى {ثم أماته} ميتة الأنبياء {ثم إذا شاء أنشره} قلت: ما قوله: {ثم إذا شاء أنشره}؟ قال: يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره. [6]
عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {كلا لما يقض ما أمره} قلت له: جعلت فداك, متى ينبغي له أن يقضيه؟ قال: نعم, نزلت في أمير المؤمنين ×, فقوله {قتل الإنسان} يعني أمير المؤمنين × {ما أكفره} يعني قاتله بقتله إياه, ثم نسب أمير المؤمنين × فنسب خلقه وما أكرمه الله به, فقال: {من أي شيء خلقه} من نطفة الأنبياء, {خلقه فقدره} للخير {ثم السبيل يسره} يعني سبيل الهدى {ثم أماته} ميتة الأنبياء {ثم إذا شاء أنشره} قلت: ما معنى قوله {إذا شاء أنشره}؟ قال يمكث بعد قتله ما شاء الله ثم يبعثه الله وذلك قوله {إذا شاء أنشره} وقوله {لما يقض ما أمره} في حياته بعد قتله في الرجعة. [7]
{يوم يفر المرء من أخيه (34) وأمه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36)}
عن أبو هريرة: سمعت أبا القاسم | يقول: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} إلا من ولاية علي بن أبي طالب ×, فإنه لا يفر من والاه, ولا يعادي من أحبه, ولا يحب من أبغضه. [8]
{وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39)}
بمصادر العامة
عن أنس بن مالك قال: سألت رسول الله | عن قوله: {وجوه يومئذ مسفرة} قال: يا أنس, هي وجوهنا بني عبد المطلب: أنا, وعلي, وحمزة, وجعفر, والحسن, والحسين, وفاطمة (عليهم السلام)، نخرج من قبورنا ونور وجوهنا كالشمس الضاحية يوم القيامة، قال الله تعالى: {وجوه يومئذ مسفرة} يعني مشرقة بالنور في أرض القيامة {ضاحكة} فرحانة برضا الله عنا {مستبشرة} بثواب الله الذي وعدنا. [9]
[1] مجمع البيان ج 10 ص 266, تفسير الصافي ج 5 ص 284, البرهان ج 5 ص 582, بحار الأنوار ج 30 ص 175, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 509, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 133
[2] شرح الأخبار ج 1 ص 239
[3] الكافي ج 1 ص 434, إثبات الهداة ج 2 ص 22, البرهان ج 5 ص 528, اللوامع النورانية ص 787, بحار الأنوار ج 24 ص 339
[4] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 103
[5] تأويل الآيات ص 739, البرهان ج 5 ص 583, اللوامع النورانية ص 810, بحار الأنوار ج 24 ص 90, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 135
[6] تفسير القمي ج 2 ص 405, الإبقاظ من الهجعة ص 347, البرهان ج 5 ص 584, اللوامع النورانية ص 812, بحار الأنوار ج 53 ص 99
[7] تأويل الآيات ص 740, البرهان ج 5 ص 584, اللوامع النورانية ص 812, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 137
[8] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 154, تفسير فرات ص 539, نوادر الأخبار ص 350, بحار الأنوار ج 7 ص 186
[9] شواهد التنزيل ج 2 ص 423