سورة فصلت

{بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4) وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون (5)}

 

عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي قال: بلغني عن أبي عبد الله × أنه قال لداود الرقي: أيكم ينال السماء؟ فوالله إن أرواحنا وأرواح النبيين لتناول العرش كل ليلة جمعة. يا داود, قرأ أبي محمد بن علي × حم السجدة حتى بلغ‏ {فهم لا يسمعون}‏ ثم قال: نزل جبرائيل × على رسول الله |‏ بأن الإمام بعده علي ×, ثم قرأ ×‏ {حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون‏} حتى بلغ‏ {فأعرض أكثرهم}‏ عن ولاية علي × {فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون‏}. [1]

 

{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون (7)}

 

عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله ×: يا أبان, أترى أن الله عز وجل طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون}؟ قلت له: كيف ذلك جعلت فداك, فسره لي, فقال ×: {ويل للمشركين} الذين أشركوا بالإمام الأول وهم بالأئمة الآخرين كافرون، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض. [2]

 

عن جعفر بن محمد × أنه قال: قال أبي × يوما لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر, هل فرض الله الزكاة على مشرك؟ قال: لا, إنما فرضها على المسلمين, قلت أنا له: فأين أنت من قول الله عز وجل {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة}؟ قال جابر: كأني والله ما قرأتها, وإنها لفي كتاب الله عز وجل, قال أبو عبد الله ×: فنزلت فيمن أشرك بولاية أمير المؤمنين ×, وأعطى زكاته من نصب نفسه دونه. [3]

 

{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون} (8)

 

عن الباقر × {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون‏} علي بن أبي طالب‏ ×. [4]

 

{وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون} (17)

 

عن أبي عبد الله‏ × في حديث طويل: وقوله {كذبت ثمود بطغواها} قال: ثمود رهط من الشيعة, فإن الله سبحانه يقول {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} فهو السيف إذا قام القائم #. [5]

 

{فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون (27) ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون (28)}

 

عن أبي عبد الله×  أنه قال: قال الله عز وجل‏ {فلنذيقن‏ الذين‏ كفروا} بتركهم ولاية علي‏ × {عذابا شديدا} في الدنيا {ولنجزينهم‏ أسوأ الذي‏ كانوا يعملون}‏ [6] في الآخرة {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون‏} والآيات الأئمة (عليهم السلام). [7]

 

{وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} (29)

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين‏} قال: هما, ثم قال: وكان فلان شيطانا. [8]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين‏} قال ×: يا سورة, هما, والله هما, ثلاثا, والله يا سورة إنا لخزان علم الله في السماء, وإنا لخزان علم الله في الأرض. [9]

 

قوله {وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس} قال العالم ×: من الجن إبليس الذي دبر على قتل رسول الله | في دار الندوة, وأضل الناس بالمعاصي, وجاء بعد وفاة رسول الله | إلى فلان فبايعه, ومن الإنس فلان‏. [10]

 

عن ابن عباس وعن الباقر × في قوله تعالى {أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس‏} هم الأول والثاني.

عكرمة, عن ابن عباس, قال ×: أول من يدخل النار في مظلمتي: عتيق وابن الخطاب, وقرأ الآية.

وروي أنها لما نزلت دعاهما النبي | وقال: فيكما نزلت. [11]

 

سئل الصادق × عن قوله تعالى {وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس} قال: هما, هما. [12]

 

عن أبي عبد الله ×, في حديث المعراج أن الله تعالى قال لرسول الله |:  وأول من يحكم فيهم محسن بن علي × وفي قاتله ثم في قنفذ, فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها, ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا, فيضربان بها, ثم يجثوا أمير المؤمنين × بين يدي الله للخصومة مع الرابع, فيدخل الثلاثة في جب‏ فيطبق عليهم, لا يراهم أحد ولا يرون أحدا, فيقول الذين كانوا في ولايتهم {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} قال الله عز وجل {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}. [13]

 

{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (30) نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون (31) نزلا من غفور رحيم (32)}

 

عن أبي اليسع قال: دخل حمران بن أعين على أبي جعفر × وقال له: جعلت فداك, يبلغنا أن الملائكة تنزل عليكم, فقال: إن الملائكة والله لتنزل علينا تطأ فرشنا, أ ما تقرأ كتاب الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏}. [14]

 

عن أبي عبد الله × قوله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏} فقال أبو عبد الله ×: أما والله وسدناهم الوسائد في منازلنا. [15]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏} قال: هم الأئمة من آل محمد.[16]

 

عن سليمان بن خالد قال: تلا أبو عبد الله × هذه الآية {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏} إلى آخر الآية, فقال: أما والله يا سليمان لربما, أتكأناهم وسائدنا في بيوتنا. [17]

 

عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله × يقول: {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم} ثم قال: والله إنا لنتكيهم على وسائدنا. [18]

 

عن مسمع البصري قال: كنت لا ازيد على اكلة واحدة بالليل والنهار, وربما استأذنت على أبي عبد الله × فدعا بالطعام عند غيره تأذيت به وتصيابني التخمة, فشكوت ذلك وأخبرته أني إذا أكلت لم أتأذ به، فقال ×: إنك لتأكل طعام قوم تصاحبهم الملائكة على فرشهم، فقلت: ويظهرون لكم؟ قال فمسح × يده على رأس بعض صبيانه وقال: هم الطف بصبياننا منا بهم, ثم تلا × {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} ثم قال ×: ربما وسدنا لهم الوسائد في منازلنا. [19]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} فقال: أما والله لربما وسدناهم الوسائد في منازلنا, فقيل له: الملائكة يظهرون لكم؟ فقال: هم ألطف بصبياننا منا بهم, وضرب بيده إلى مساور في البيت فقال: والله طالما انكب عليها الملائكة, وربما التقطنا من زغبها. [20]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: يا أبا محمد, هم الأئمة من آل محمد |, فقلت له: {تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت بالبشرى {ألا تخافوا ولا تحزنوا} وهي والله تجري فيمن استقام من شيعتنا, وسكت لأمرنا, وكتم حديثنا ولم يذعه‏ عند عدونا. [21]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} قال: هم الأئمة (عليهم السلام), ويجري فيمن استقام من شيعتنا, وسلم لأمرنا, وكتم حديثنا عند عدونا, فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين, فاستقاموا وسلموا لأمرنا, وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا, ولم يشكوا كما شككتم, فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. [22]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا}, قال: نزلت في علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (عليهم السلام), وشيعته. [23]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، قال: هي لنا خاصة، ولشيعتنا على اتباعهم لنا وولايتهم. [24]

 

قال الإمام العسكري ×: قال رسول الله |:‏ لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع‏ روحه وظهور ملك الموت له. وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته، وعظيم‏ ضيق صدره بما يخلفه من أمواله، ولما هو عليه من شدة اضطراب أحواله في معامليه وعياله‏, وقد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه فلم ينلها. فيقول‏ له ملك الموت: ما لك تجرع‏ غصصك فيقول: لاضطراب أحوالي، واقتطاعك لي دون أموالي وآمالي. فيقول له ملك الموت: وهل يحزن‏ عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا, فيقول ملك الموت: فانظر فوقك. فينظر، فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك هاهنا وذريتك صالحا، فهم‏ هناك معك أفترضى به‏ بدلا مما هناك؟‏ فيقول: بلى والله, ثم يقول: انظر. فينظر، فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما (عليهم السلام) في أعلى عليين,‏ فيقول له‏: أوتراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاسك‏ وآناسك, أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا؟ فيقول: بلى وربي. فذلك ما قال الله عز وجل: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا- تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها {ولا تحزنوا} على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال‏، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم‏ {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏} هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم وآناسكم وجلاسكم‏. [25]

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} فقال أبو عبد الله × استقاموا على الأئمة واحد بعد واحد, {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}‏. [26]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} الآية قال: استقاموا على ولاية الأئمة واحدا بعد واحد. [27]

 

عن أبي مريم قال: سمعت أبان بن تغلب يسأل جعفر × عن قول الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب ×. [28]

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} يقول: استكملوا طاعة الله ورسوله وولاية آل محمد (عليهم السلام), ثم استقاموا عليها {تتنزل عليهم الملائكة} يوم القيامة {ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} فأولئك هم الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين يبعثون تتلقاهم الملائكة ويقولون لهم: لا تخافوا ولا تحزنوا, نحن الذين كنا معكم في الحياة الدنيا لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}. [29]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: هو والله ما أنتم عليه, {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} قلت: متى تتنزل عليهم الملائكة ب{ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال: عند الموت ويوم القيامة. [30]

 

عن أبي جعفر ×‏ في قوله‏ {إن‏ الذين‏ قالوا ربنا الله‏ ثم‏ استقاموا} فقال: هو والله ما أنتم عليه‏, {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} يعني ما جرى فيه شي‏ء من شرك الشيطان يعني‏ {على الطريقة} على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ الله الميثاق من ذرية آدم‏ {لأسقيناهم ماء غدقا} قال: كنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب. [31]

 

عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا × عن الاستقامة, فقال: هي والله ما أنتم عليه. [32]

 

{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} (33)

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {واصبروا} يقول: عن المعاصي {وصابروا} على الفرايض، {واتقوا الله} يقول: آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا {ورابطوا} يقول: في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، ونحن الرباط الأدنى، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي |، وما جاء به من عند الله {لعلكم تفلحون} يقول: لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين} ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم. [33]

 

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله |: معاشر الناس, من أحسن {من الله قيلا} و{أصدق من الله حديثا}. معاشر الناس, إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا, وأن أتخذه أخا ووزيرا. معاشر الناس, إن عليا باب الهدى بعدي, والداعي إلى ربي, وهو {صالح المؤمنين} {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين‏}. [34]

 

بمصادر العامة

 

عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: إن عليا × باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربي، و{صالح المؤمنين} {ومن أحسن قولا ممن دعى إلى الله وعمل صالحا}. [35]

 

{إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير} (40)

 

عن الإمام الحسن × في حديث عن شهادة أمير المؤمنين ×: فسمعت هاتفا من عند رأسه يتلو: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} ثم هتف هاتف ثان من رجليه وهو يقول: اليوم والله تضعضع ركن الإسلام، اليوم والله انثلمت حصون الإسلام، اليوم قبض رسول الله |، لقد انقضت اليوم خلافة النبوة. [36]

 

سأل عبد الملك بن مروان الزهري: ما كانت علامة يوم قتل علي؟ قال: ما رفع حصاة من بيت المقدس إلا كان تحتها دم عبيط, ولما ضرب × في المسجد سمع صوت: لله الحكم لا لك يا علي ولا لأصحابك, فلما توفي سمع في داره: {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} الآية, ثم هتف هاتف آخر: مات رسول الله |! ومات أبوكم! [37]

 

عن بشير بن تميم إنه قال: نزل في أبي جهل وعمار: {أفمن يلقى في النار} يعني أبا جهل {خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} يعني عمار بن ياسر. [38]

 

بمصادر العامة

 

عن عبد الله بن عباس‏ في قول الله عز وجل: {أفمن يلقى في النار خير} يعني الوليد بن المغيرة {أم من يأتي آمنا يوم القيامة} من عذاب الله ومن غضب الله وهو علي بن أبي طالب‏ × {اعملوا ما شئتم‏} وعيد لهم. [39]

 

{ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولو لا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب} (45)

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه‏} قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب, وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم # الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير, فيقدمهم فيضرب أعناقهم‏. [40]

 

{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شي‏ء شهيد} (53)

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {سنريهم آياتنا في الآفاق‏ وفي أنفسهم‏ حتى يتبين لهم أنه الحق‏} قال: خسف ومسخ وقذف, قال: قلت: {حتى يتبين لهم}؟ قال: دع ذا ذاك قيام القائم #. [41]

 

عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قول الله عز وجل‏ {سنريهم‏ آياتنا في‏ الآفاق‏ وفي‏ أنفسهم‏ حتى‏ يتبين‏ لهم‏ أنه‏ الحق‏} قال: يريهم {في أنفسهم} المسخ, ويريهم {في الآفاق} انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله عز وجل في أنفسهم وفي الآفاق, قلت له:‏ {حتى‏ يتبين‏ لهم‏ أنه‏ الحق‏}؟ قال: خروج القائم #, هو الحق من عند الله عز وجل يراه الخلق لا بد منه. [42]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قوله عز وجل‏ {سنريهم‏ آياتنا في‏ الآفاق‏ وفي‏ أنفسهم‏ حتى‏ يتبين‏ لهم‏ أنه‏ الحق‏} قال:‏ {في‏ الآفاق‏} انتقاص الأطراف عليهم‏ {وفي‏ أنفسهم}‏ بالمسخ‏ {حتى‏ يتبين‏ لهم‏ أنه‏ الحق‏} أنه القائم #. [43]

 

عن أبي الحسن موسى × في قوله جل قائلا {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} قال: الفتن في الآفاق والمسخ في أعداء الحق. [44]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}‏ يعني به من على الأرض, والحجة من بعد النبي | يقوم مقام النبي | من بعده, وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة, والآخذ بحقوق الناس, والقيام بأمر الله, والمنصف لبعضهم من بعض, فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله وهو يقول‏: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم}‏ فأي آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق؟ وقال:‏ {ما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} فأي آية أكبر منا؟ [45]

 

بمصادر العامة

 

قوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}, عن أبي بصير قال: سئل الباقر × عن هذه الآية قال: يرون قدرة الله في الآفاق وفي أنفسهم الغرائب والعجائب، حتى يتبين لهم أن خروج القائم # هو الحق من الله عز وجل يراه الخلق لا بد منه. [46]

 

 


[1] تأويل الآيات ص 520, تفسير فرات ص 381, البرهان ج 4 ص 778, اللوامع النورانية ص 587, غاية المرام ج 1 ص 223, بحار الأنوار ج 26 ص 96, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 427

[2] تفسير القمي ج 2 ص 262, تفسير الصافي ج 4 ص 53, البرهان ج 4 ص 779, اللوامع النورانية ص 588, بحار الأنوار ج 23 ص 83, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 538. نحوه: تأويل الآيات ص 521, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 428

[3] دعائم الإسلام ج 1 ص 3

[4] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 95, بحار الأنوار ج 35 ص 341

[5] تأويل الآيات ص 777, البرهان ج 4 ص 783, اللوامع النورانية ص 850, بحار الأنوار ج 24 ص 72, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 300

[6] إلى هنا في الكافي والوافي وإثبات الهداة

[7] تأويل الآيات ص 522, البرهان ج 4 ص 785, اللوامع النورانية ص 590, بحار الأنوار ج 23 ص 365, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 444, الكافي ج 1 ص 421, الوافي ج 3 ص 925, إثبات الهداة ج 2 ص 19

[8] الكافي ج 8 ص 334, تأويل الآيات ص 522, الوافي ج 3 ص 935, تفسير الصافي ج 4 ص 358, البرهان ج 4 ص 786, غاية المرام ج 4 ص 365, بحار الأنوار ج 30 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 545, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 445

[9] الكافي ج 8 ص 334, تأويل الآيات ص 522, الوافي ج 3 ص 936, البرهان ج 4 ص 786, غاية المرام ج 4 ص 365, بحار الأنوار ج 30 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 545, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 445

[10] تفسير القمي ج 2 ص 265, تفسير الصافي ج 4 ص 358, البرهان ج 4 ص 787, غاية المرام ج 4 ص 366, بحار الأنوار ج 30 ص 155, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 545

[11] الصراط المستقيم ج 3 ص 39, غاية المرام ج 4 ص 365

[12] قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص 71, بحار الأنوار ج 11 ص 243

[13] كامل الزيارات ص 334, تأويل الآيات ص 840, الجواهر السنية 568, البرهان ج 4 ص 786, بحار الأنوار ج 28 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 535

[14] بصائر الدرجات ص 91, تفسير الصافي ج 4 ص 360, البرهان ج 4 ص 787, مدينة المعاجز ج 3 ص 126, اللوامع النورانية ص 590, بحار الأنوار ج 26 ص 352, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 545, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 447

[15] بصائر الدرجات ص 91, كشف الغمة ج 2 ص 187, بحار الأنوار ج 26 ص 353

[16] بصائر الدرجات ص 93, إثبات الهداة ج 2 ص 143, بحار الأنوار ج 26 ص 355

[17] بصائر الدرجات ص 93, بحار الأنوار ج 26 ص 356

[18] بصائر الدرجات ص 94, بحار الأنوار ج 26 ص 357

[19] عيون المعجزات ص 91

[20] الخرائج ج 2 ص 850, بحار الأنوار ج 56 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 547, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 448, تفسير الصافي ج 4 ص 360 بإختصار

[21] بصائر الدرجات ص 94, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 26 ص 357

[22] بصائر الدرجات ص 524, مختصر البصائر ص 274, اللوامع النورانية ص 591, بحار الأنوار ج 2 ص 202, البرهان ج 4 ص 788

[23] غرر الأخبار ص 164

[24] غرر الأخبار ص 184

[25] تفسير الإمام العسكري × ص 239, المحتضر ص 52, تأويل الآيات ص 524, تفسير الصافي ج 4 ص 359, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 6 ص 176, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 451

[26] الكافي ج 1 ص 220, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 330, الوافي ج 3 ص 892, تفسير الصافي ج 4 ص 359, إثبات الهداة ج 2 ص 19, البرهان ج 4 ص 787, بحار الأنوار ج 24 ص 21, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 546, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 447

[27] تأويل الآيات ص 524, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 24 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 449

[28] تفسير فرات ص 382, بحار الأنوار ج 36 ص 143, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 446

[29] تأويل الآيات ص 524, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 24 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 448

[30] تأويل الآيات ص 524, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 24 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 449

[31] تفسير فرات ص 509

[32] مجمع البيان ج 9 ص 21, جوامع الجامع ج 3 ص 267, تفسير الصافي ج 4 ص 359, البرهان ج 4 ص 789, بحار الأنوار ج 6 ص 148, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 547

[33] تفسير العياشي ج 1 ص 212, بحار الأنوار ج 24 ص 216, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 425, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 332, غاية المرام ج 4 ص 229

[34] الأمالي للصدوق ص 31, روضة الواعظين ج 1 ص 100, بشارة المصطفى | ص 153, البرهان ج 2 ص 239, غاية المرام ج 1 ص 168, حلية الأبرار ج 2 ص 438, بهجة النظر ص 47, بحار الأنوار ج 38 ص 93, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 425

[35] نهج الإيمان ص 548

[36] الدر النظيم ص 419

[37] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 346, بحار الأنوار ج 42 ص 309

[38] شرح الأخبار ج 1 ص 410

[39] شواهد التنزيل ج 2 ص 188

[40] الكافي ج 8 ص 287, تأويل الآيات ص 527, الوافي ج 26 ص 440, تفسير الصافي ج 2 ص 474, البرهان ج 4 ص 793, بحار الأنوار ج 24 ص 313, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 400, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 248

[41] الكافي ج 8 ص 166, الوافي ج 26 ص 439, إثبات الهداة ج 5 ص 63, البرهان ج 4 ص 794, بحار الأنوار ج 52 ص 303, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 555, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 468

[42] الكافي ج 8 ص 381, الغيبة للنعمني ص 269, الوافي ج 26 ص 439, تفسير الصافي ج 4 ص 365, إثبات الهداة ج 5 ص 366, البرهان ج 4 ص 794, بحار الأنوار ج 51 ص 62, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 556, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 468

[43] تأويل الآيات ص 527, البرهان ج 4 ص 794, بحار الأنوار ج 24 ص 164, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 469

[44] الإرشاد ج 2 ص 373, إعلام الورى ص 457, كشف الغمة ج 2 ص 459, تفسير الصافي ج 4 ص 365, إثبات الهداة ج 5 ص 361, بحار الأنوار ج 52 ص 221, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 556, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 468

[45] كامل الزيارات ص 328, تأويل الآيات ص 843, البرهان ج 4 ص 874, اللوامع النورانية ص 621, ينابيع المعاجز ص 189, مدينة المعاجز ج 6 ص 147, بحار الأنوار ج 25 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 538

[46] ينابيع المودة ج 3 ص 248