{ق والقرآن المجيد} (1)
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنا {ق والقرآن المجيد}. [1]
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} (16)
عن ميسر, عن بعض آل محمد (عليهم السلام) في قوله {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} قال: هو الأول.[2] وقال في قوله تعالى {قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} قال: هو زفر. [3]
{وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} (21)
عن أبي عبد الله ×، في قول الله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد}، قال: السائق أمير المؤمنين ×, والشهيد رسول الله |. [4]
بمصادر العامة
عن أم سلمة في قول الله عز وجل: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} أن رسول الله | السائق, وعلي × الشهيد. [5]
{ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} (24)
عن علي بن أبي طالب × في قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: فقال النبي |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش, فيقال لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار. [6]
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب ×: أدخلا الجنة من أحبكما, وأدخلا النار من أبغضكما. وذلك قوله {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. [7]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا محمد يا علي! {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} فهما الملقيان في النار. [8]
عن علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله | في قوله عز وجل {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: نزلت في وفي علي بن أبي طالب ×, وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي, وكساني وكساك يا علي, ثم قال لي ولك يا علي: ألقيا في جهنم كل من أبغضكما, وأدخلا الجنة كل من أحبكما, فإن ذلك هو المؤمن.[9]
عن الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك قال: فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضعفا شديدا، وذكر ما يتخوف من خطيئاته، وأدركته رنة فبكى، فأقبل عليه أبو حنيفة، فقال: يا أبا محمد، اتق الله، وانظر لنفسك، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث، لو رجعت عنها كان خيرا لك. قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: أنا قسيم النار, قال: أولمثلي تقول يا يهودي؟ أقعدوني سندوني أقعدوني، حدثني- والذي إليه مصيري- موسى بن طريف، ولم أر أسديا كان خيرا منه قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت عليا أمير المؤمنين × يقول: أنا قسيم النار، أقول: هذا وليي دعيه، وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبو المتوكل الناجي، في إمرة الحجاج، وكان يشتم عليا × شتما مقذعا- يعني الحجاج (لعنه الله)- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي × على الصراط، ويقال لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما. قال أبو سعيد: قال رسول الله |: ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتول - أو قال: لم يحب - عليا، وتلا {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. قال فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه، وقال: قوموا بنا، لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا. قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبد الله: فما أمسى - يعني الأعمش- حتى فارق الدنيا. [10]
عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة, فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش وقال: يا سليمان الأعمش, اتق الله وحده لا شريك له, واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا, وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب × أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل, فقال سليمان الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ أقعدوني, أسندوني, ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة, حدثني أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ×: أدخلا الجنة كل من أحبكما, والنار من أبغضكما, وهو قول الله عز وجل {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال أبو حنيفة: قوموا بنا, لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا. قال الفضل: سألت الحسن فقلت: من الكافر؟ قال الكافر بجدي رسول الله |, قلت: ومن العنيد؟ قال: الجاحد حق علي بن أبي طالب ×. [11]
عن عباية بن ربعي قال: سمعت عليا × يقول: أنا قاسم الجنة والنار، أقول: هذا لي وهذا لك، وأنا مع رسول الله | جالسان على الصراط، فمن أنكر نبوة النبي وأنكر ولايتي ألقي في جهنم، وذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. الكفار: من جحد نبوة محمد |، والعنيد: من جحد ولايتي وعاندني. [12]
عن ابن مسعود, عن رسول الله | في حديث طويل: يا ابن مسعود, إذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لعلي بن أبي طالب × ولي: أدخلا الجنة من شئتما, وأدخلا النار من شئتما, وذلك قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}, فالكافر من جحد نبوتي, والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب ×. فالنار أمده, والجنة لشيعته ومحبيه. [13]
عن محمد بن حمران قال: سألت أبا عبد الله × عن قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} فقال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد | وعلي × على الصراط, فلا يجوز عليه إلا من كان معه براة, قلت: وما براته؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب ولأئمة (عليهم السلام) من ولده, وينادي مناد: يا محمد يا علي! {ألقيا في جهنم كل كفار} بنبوتك {عنيد} لعلي بن أبي طالب وولده (عليهم السلام). [14]
عن جعفر, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به, إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة, لا كمراقيكم, فأصعد حتى أعلو فوقه, فيأتيني جبرئيل × بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فأقول لعلي ×: اصعد, فيكون أسفل مني بدرجة, فأضع لواء الحمد في يده, ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فيضعها في يدي, فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, هذه مفاتيح النار, ادخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار, فأخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها, فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار. ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي, ثم أثني على الملائكة المقربين, ثم أثني على الانبياء والمرسلين, ثم أنثي على الامم الصالحين, ثم أجلس فيثني الله ويثني عليّ ملائكته, ويثني عليّ أنبياءه ورسله, ويثني عليّ الامم الصالحة, ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق, غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها, فتمر فاطمة ÷ بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء, فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما, والحسين ‘ نائما مقطوع الرأس, فتقول للحسن ×: من هذا؟ فيقول: هذا أخي, إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه, فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله, إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه, إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك, ومن أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد, فتدخل فاطمة ÷ ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن والاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها, فهو قول الله تعالى في كتابه: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} وقال: هو يوم القيمة {وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} هي والله فاطمة ÷ وذريتها وشيعتها ومن أولاهم, معروفا ممن ليس هو من شيعتها. [15]
عن جعفر بن محمد × قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر, فيتطاول الخلائق لذلك المنبر, إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان, متزر بواحد مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يجيء رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يغيبان ما شاء الله, ثم يطلعان فيعرفان: محمد | وعلي ×, وعن يسار النبي | ملك, وعن يمينه ملك, فيقول الملك التي عن يمينه: يا معشر الخلائق, أنا رضوان خازن الجنان, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وطاعة علي بن أبي طالب ×. وهو قول الله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} يا محمد يا علي! ويقول الملك الذي عن يساره: يا معشر الخلائق, أنا مالك خازن جهنم, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وعلي ×. [16]
عن عباية بن ربعي في قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} فقال: النبي | وعلي بن أبي طالب ×. [17]
عن صباح المزني قال: كنا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرأ القرآن, فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل, حتى إذا فرغوا قام إليه شاب فقال له: قول الله تعالى في كتابه {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} فنكت نكتة في الأرض طويلا ثم قال: عن العنيد تسألني؟ قال: لا, أسألك عن {ألقيا}, قال: فمكث الحسن ساعة ينكت في الأرض ثم قال: إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله | وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب × على شفير جهنم, فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال: هذا لي, وهذا لك. [18]
بمصادر العامة
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد | وعلي ×: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي × على شفير جهنم, فيقول لها: هذا لي وهذا لك، وهو قوله: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. [19]
قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى ولعلي بن أبي طالب ×: أدخلا النار من أبغضكما, وأدخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} أي كفار بنبوتي وعنيد عن إطاعة علي. [20]
عن شريك بن عبد الله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا له: يا أبا محمد, إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث, فتب إلى الله منها! فقال: أسندوني أسندوني. فأسند، فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله | إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي ×: ألقيا في النار من أبغضكما, وأدخلا الجنة من أحبكما، فذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال: أبو حنيفة للقوم: قوموا بنا, لا يجيء بشيء أشد من هذا. [21]
عن علي × في قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: قال لي رسول الله |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقال لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار. [22]
عن محمد بن حمران, عن جعفر الصادق × في تفسير {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد | وعلي × على الصراط, وينادى مناد: يا محمد يا علي! ألقيا في جهنم كل كفار بنبوتك يا محمد، وعنيد بولايتك يا علي. [23]
{ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} عن عباية بن ربعي، أن المأمورين بالإلقاء النبي | وعلي ×. [24]
عن عكرمة في قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: النبي | وعلي × يلقيان. [25]
{قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} (27)
عن ميسر, عن بعض آل محمد (عليهم السلام) في قوله {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} قال: هو الأول.[26] وقال في قوله تعالى {قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد} قال: هو زفر. [27]
{ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد} (29)
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, هذا علي أخي ووصيي, وواعي علمي, وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل, والداعي إليه, والعامل بما يرضاه, والمحارب لأعدائه, والموالي على طاعته, والناهي عن معصيته, خليفة رسول الله, وأمير المؤمنين, والإمام الهادي, وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين, بأمر الله أقول و{ما يبدل القول لدي}. [28]
{هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ} (32)
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد, عن آبائه, عن أمير المؤمنين عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل: يا علي, أهل مودتك كل {أواب حفيظ}, وكل ذي طمر, لو أقسم على الله لأبر قسمه. [29]
{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} (37)
عن أمير المؤمنين عليهم السلام في خطبة طويلة: وأنا ذو القلب, فيقول الله {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}. [30]
قال ابن عباس: أهدي إلى رسول الله | ناقتان عظيمتان سمينتان, فقال للصحابة: هل فيكم أحد يصلي ركعتين بقيامهما وركوعهما وسجودهما ووضوئهما وخشوعهما لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء, ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا, أهدي إليه إحدى هاتين الناقتين؟ فقالها مرة ومرتين وثلاثة, لم يجبه أحد من أصحابه, فقام أمير المؤمنين × فقال: أنا يا رسول الله, أصلي ركعتين أكبر تكبيرة الأولى وإلى أن أسلم منهما لا أحدث نفسي بشيء من أمر الدنيا, فقال: يا علي, صل صلى الله عليك, فكبر أمير المؤمنين × ودخل في الصلاة, فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل × على النبي | فقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: أعطه إحدى الناقتين, فقال رسول الله |: إني شارطته أن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما بشيء من الدنيا أعطيه إحدى الناقتين إن صلاهما, وإنه جلس في التشهد فتفكر في نفسه أيهما يأخذ, فقال جبرئيل ×: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: تفكر أيهما يأخذها أسمنهما وأعظمهما فينحرها ويتصدق بها لوجه الله, فكان تفكره لله عز وجل لا لنفسه ولا للدنيا, فبكى رسول الله | وأعطاه كليهما, وأنزل الله فيه {إن في ذلك لذكرى} لعظة {لمن كان له قلب} عقل {أو ألقى السمع} يعني يستمع أمير المؤمنين × بأذنيه إلى من تلاه بلسانه من كلام الله {وهو شهيد} يعني وأمير المؤمنين × شاهد القلب لله في صلاته لا يتفكر فيها بشيء من أمر الدنيا. [31]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي. فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}. فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي. فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من {كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: إليه وإلى ذريته ×. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله. فقال النبي |: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون. فقال النبي |: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون. قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين × الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي | بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ×. [32]
بمصادر العامة
عن علي × في قوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال: فأنا ذو القلب الذي عنى الله بهذا.[33]
عن ابن عباس قال: أهدي إلى رسول الله | ناقتان عظيمتان، فنظر إلى أصحابه وقال: هل فيكم أحد يصلي ركعتين لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء, ولا يحدث قلبه بذكر الدنيا, أعطيته إحدى الناقتين, فقام علي × ودخل في الصلاة، فلما سلم هبط جبرئيل × فقال: أعطه إحداهما, فقال رسول الله |: إنه جلس في التشهد فتفكر أيهما يأخذ, فقال جبرئيل ×: تفكر أن يأخذ أسمنهما فينحرها ويتصدق بها لوجه الله، فكان تفكره لله لا لنفسه ولا للدنيا. فأعطاه رسول الله | كلتيهما وأنزل الله {إن في ذلك} أي في صلاة علي × لعظة {لمن كان له قلب} أي عقل {أو ألقى السمع} يعني استمع بأذنيه إلى ما تلاه بلسانه، {وهو شهيد} يعني حاضر القلب لله عز وجل. قال رسول الله |: ما من عبد صلى لله ركعتين لا يتفكر فيهما من أمور الدنيا بشيء إلا رضي الله عنه وغفر له ذنوبه. [34]
{يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} (42)
عن أبي عبد الله × في قوله {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} قال: هي الرجعة. [35]
[1] الفضائل لابن شاذان ص 3, نوادر المعجزات ص 112, عيون المعجزات ص 26, مدينة المعاجز ج 1 ص 248
[2] إلى هنا في تفسير كنز الدقائق
[3] تأويل الآيات ص 589, البرهان ج 5 ص 132, بحار الأنوار ج 30 ص 254, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 376
[4] غرر الأخبار ص 161, تأويل الآيات ص 589, البرهان ج 5 ص 139, اللوامع النورانية ص 669, بحار الأنوار ج 23 ص 352, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 382
[5] شواهد التنزيل ج 2 ص 260
[6] تفسير القمي ج 2 ص 324, تفسير فرات ص 436, تفسير الصافي ج 5 ص 62, البرهان ج 5 ص 139, اللوامع النورانية ص 669, غاية المرام ج 4 ص 165, بحار الأنوار ج 39 ص 199, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 112, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 384. مئة منقبة ص 48, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 157
[7] الأمالي للطوسي ص 290, بشارة المصطفى ص 144, إرشاد القلوب ج 2 ص 258, الأربعون حديثا للرازي ص 52, تأوسل الآيات ص 590, الجواهر السنية ص 542, البرهان ج 5 ص 143, اللوامع النورانية ص 670, بحار الأنوار ج 7 ص 338, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 113, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 385
[8] تفسير فرات ص 437, بحار الأنوار ج 7 ص 334
[9] الأمالي للطوسي ص 368, تأويل الآيات ص 590, البرهان ج 5 ص 141, اللوامع النورانية ص 670, غاية المرام ج 4 ص 165, بحار الأنوار ج 7 ص 338, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 113, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 385
[10] الأمالي للطوسي ص 628, البرهان ج 5 ص 144, اللوامع النورانية ص 670, غاية المرام ج 4 ص 165, بحار الأنوار ج 39 ص 196. بإختصار: مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 158, رياض الأبرار ج 2 ص 268
[11] بشارة المصطفى | ص 49, بحار الأنوار ج 47 ص 357. نحوه: تأويل الآيات ص 591, البرهان ج 5 ص 145, غاية المرام ج 7 ص 57, اللوامع النورانية ص 672, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 386
[12] غرر الأخبار ص 169
[13] الفضائل لابن شاذان ص 129, الروضة في الفضائل ص 113, الدر النظيم ص 765, تأويل الآيات ص 592, حلية الأبرار ج 3 ص 9, مدينة المعاجز ج 3 ص 221, اللوامع النورانية ص 673, بحار الأنوار ج 40 ص 44
[14] تأويل الآيات ص 590, البرهان ج 5 ص 146, اللوامع النورانية ص 674, غاية المرام ج 4 ص 167, بحار الأنوار ج 36 ص 72, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 385, غرر الأخبار ص 169 نحوه
[15] تفسير فرات ص 437، بحار الأنوار ج 7 ص 335
[16] تفسير فرات ص 438, بحار الأنوار ج 7 ص 336
[17] تفسير فرات ص 436, بحار الأنوار ج 36 ص 74
[18] تفسير فرات ص 440, بحار الأنوار ج 7 ص 337
[19] شواهد التنزيل ج 2 ص 264
[20] ينابيع المودة ج 1 ص 252
[21] شواهد التنزيل ج 2 ص 262
[22] شواهد التنزيل ج 2 ص 265
[23] ينابيع المودة ج 1 ص 251
[24] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 325
[25] شواهد التنزيل ج 2 ص 265
[26] إلى هنا في تفسير كنز الدقائق
[27] تأويل الآيات ص 589, البرهان ج 5 ص 132, بحار الأنوار ج 30 ص 254, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 376
[28] الإحتجاج ج 1 ص 61, التحصين ص 583, اليقين ص 352, العدد القوية ص 174, تفسير الصافي ج 2 ص 60, بحار الأنوار ج 37 ص 209, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 178
[29] الأمالي للصدوق ص 561, تفسير فرات ص 266, كفاية الأثر ص 184, شرح الأخبار ج 2 ص 396, فضائل الشيعة ص 15, بشارة المصطفى | ص 180, مشارق أنوار اليقين ص 70, البرهان ج 3 ص 843, غاية المرام ج 1 ص 193, الإنصاف في النص ص 61, بحار الأنوار ج 36 ص 347
[30] معاني الأخبار ص 59, بشارة المصطفى | ص 13, الدر النظيم ص 239, تفسير الصافي ج 5 ص 64, البرهان ج 4 ص 329, اللوامع النورانية ص 44, بحار الأنوار ج 33 ص 284, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 599, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 326
[31] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 20, تأويل الآيات ص 593, تسلية المجالس ج 1 ص 286, البرهان ج 5 ص 150, بحار الأنوار ج 36 ص 161, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 394
[32] الغيبة للنعماني ص 39, غاية المرام ج 2 ص 172, بحار الأنوار ج 36 ص 112
[33] شواهد التنزيل ج 2 ص 266
[34] شواهد التنزيل ج 2 ص 267
[35] تفسير القمي ج 2 ص 327, مختصر البصائر ص 92, نوادر الأخبر ص 160, تفسير الصافي ج 5 ص 65, الإيقاظ من الهجعة ص 259, البرهان ج 5 ص 152, بحار الأنوار ج 53 ص 65, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 119, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 400