{ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد} (12)
عن أبي عبد الله ×, قال: قلت: جعلت فداك, قوله {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال ×: أوتي معرفة إمام زمانه. [1]
{ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير (14) وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون (15)}
عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين × عن قوله تعالى {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} فقال ×: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم, وورثا الحكم, وأمر الناس بطاعتهما, ثم قال الله {إلي المصير} فمصير العباد إلى الله, والدليل على ذلك الوالدان, ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه, فقال في الخاص والعام {وإن جاهداك على أن تشرك بي} يقول: في الوصية, وتعدل عمن أمرت بطاعته, {فلا تطعهما} ولا تسمع قولهما, ثم عطف القول على الوالدين فقال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما, وذلك قوله {واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم} فقال: إلى الله ثم إلينا, فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين, فإن رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله. [2]
{ووصينا الإنسان بوالديه} عن عبد الله بن سليمان قال: شهدت جابر الجعفي عند أبي جعفر × وهو يحدث الناس أن رسول الله | وعليا × الوالدان. [3]
عن عبد الواحد بن مختار قال: دخلت على أبي جعفر × فقال: أما علمت أن عليا × أحد الوالدين الذين قال الله عز وجل {أن اشكر لي ولوالديك}. قال زرارة: فكنت لا أدري أي آية هي, التي في بني إسرائيل أو التي في لقمان, قال: فقضى لي أن حججت فدخلت على أبي جعفر × فخلوت به, فقلت: جعلت فداك, حديثا جاء به عبد الواحد, قال: نعم, قلت: أي آية هي, التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل؟ فقال ×: التي في لقمان. [4]
عن أبي جعفر ×, قال: سمعته × يقول: {ووصينا الإنسان بوالديه} رسول الله | وعلي ×. [5]
{ووصينا الإنسان بوالديه} عن بشير الدهان أنه سمع أبا عبد الله × يقول: رسول الله | أحد الوالدين, قال: قلت: والآخر؟ قال: هو علي بن أبي طالب ×. [6]
عن زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر × وسأله جابر عن هذه الآية {اشكر لي ولوالديك} قال ×: رسول الله | وعلي بن أبي طالب ×. [7]
عن الصادق × أن قوله تعالى {أن اشكر لي ولوالديك} نزلت فيه – أمير المؤمنين × -. [8]
عن أبي جعفر × في قوله {واتبع سبيل من أناب إلي} يقول: اتبع سبيل محمد |. [9]
عن الصادق × في قوله تعالى {واتبع سبيل من أناب إلي} قال: اتبع سبيل محمد | وعلي ×. [10]
{واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} (19)
روي في تفسير قوله تعالى: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} قال: سأل رجل أمير المؤمنين ×: ما معنى هذه الحمير؟ فقال أمير المؤمنين ×: الله أكرم من أن يخلق شيئا ثم ينكره، إنما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار في صورة حمارين, إذا شهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما. [11]
{ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} (20)
عن جابر قال: قرأ رجل عند أبي جعفر × {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال ×: أما النعمة الظاهرة فهو النبي | وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده, وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا,[12] فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة, واعتقدها قوم ظاهره ولم يعتقدوا باطنه، فأنزل الله {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} ففرح رسول الله | عند نزولها, إذ لم يتقبل الله تعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا. [13]
عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر × عن قول الله عز وجل {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} فقال ×: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر, والباطنة الإمام الغائب, فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟ قال: نعم, يغيب عن أبصار الناس شخصه, ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره, وهو الثاني عشر منا, يسهل الله له كل عسير,[14] ويذلل له كل صعب, ويظهر له كنوز الأرض, ويقرب له كل بعيد, ويبير به كل جبار عنيد, ويهلك على يده كل شيطان مريد, ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته, ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل, فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. [15]
{ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور} (22)
عن أبي الحسن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام في قوله عز وجل {فقد استمسك بالعروة الوثقى} قال ×: مودتنا أهل البيت. [16]
عن أنس بن مالك في قوله تعالى {ومن يسلم وجهه إلى الله} قال: نزل في علي ×, كان أول من أخلص وجهه لله {وهو محسن} أي مؤمن مطيع {فقد استمسك بالعروة الوثقى} قول: لا إله إلا الله وإلى الله عاقبة الأمور, والله ما قتل علي بن أبي طالب × إلا عليها. [17]
بمصادر العامة:
عن أنس بن مالك في قوله تعالى: {و من يسلم وجهه إلى الله} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×، كان أول من أخلص لله الإيمان, وجعل نفسه وعلمه لله {وهو محسن} يقول: مؤمن مطيع {فقد استمسك بالعروة الوثقى} هي قول: لا إله إلا الله, وإلى الله ترجع الأمور. [18]
{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (27)
عن الإمام الهادي × في حديث طويل: وأما قوله {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} فهو كذلك, لو أن أشجار الدنيا أقلام والبحر مداد له بعد سبعة مدد البحر حتى فجرت الأرض عيونا فغرق أصحاب الطوفان لنفدت قبل أن تنفد كلمات الله عز وجل, وهي عين الكبريت, وعين اليمن, وعين برهوت, وعين الطبرية, وحمة ماسبذان وتدعى المنيات, وحمة إفريقية وتدعى بسلان, وعين باحروان, وبحر بحر, ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى. [19]
عن أبي جعفر × قال: قال الله عز وجل في ليلة القدر {فيها يفرق كل أمر حكيم} يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم, والمحكم ليس بشيئين إنما هو شيء واحد, فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل, ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت, إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة, يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا, وفي أمر الناس بكذا وكذا, وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر, ثم قرأ {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}. [20]
{إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} (34)
عن عبد الله بن عباس قال: مرت بالحسن بن علي × بقرة فقال: هذه حبلى بعجلة أنثى، لها غرة في جبهتها، وأس ذنبها أبيض. فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوليس الله يقول: {ويعلم ما في الأرحام} فكيف علمت هذا؟ فقال ×: إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد | وذريته (عليهم السلام). [21]
عن المفضل بن عمر قال: سألت سيدي أبا عبد الله الصادق × قال: حاش لله أن يوقت له وقتا أو توقت شيعتنا، قال: قلت يا مولاي, ولم ذلك؟ قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى فيها: {يسئلونك عن الساعة أيان مرساها} وقوله: {قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وقوله: {عنده علم الساعة} ولم يقل أحد دونه وقوله: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم} وقوله: {اقتربت الساعة وانشق القمر} وقوله: {وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا}{يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد}. [22]
[1] تفير القمي ج 2 ص 161, تفسير الصافي ج 4 ص 141, البرهان ج 4 ص 366, بحار الأنوار ج 24 ص 86, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 196, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 236
[2] الكافي ج 1 ص 248, تفسير القمي ج 2 ص 148, الوافي ج 3 ص 909, البرهان ج 4 ص 370, غاية المرام ج 5 ص 300, اللوامع النورانية ص 501, بحار الأنوار ج 23 ص 270, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 202, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 251
[3] تأويل الآيات ص 429, البرهان ج 4 ص 370, اللوامع النورانية ص 502, بحار الأنوار ج 71 ص 33, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 249
[4] تأويل الآيات ص 429, البرهان ج 4 ص 371, اللوامع النورانية ص 502, بحار الأنوار ج 71 ص 33, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 250
[5] تأويل الآيات ص 430, البرهان ج 4 ص 371, اللوامع النورانية ص 502, بحار الأنوار ج 71 ص 34
[6] تأويل الآيات ص 430, البرهان ج 4 ص 371, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 250
[7] تفسير فرات ص 326, بحار الأنوار ج 36 ص 325, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 105 نحوه
[8] الصراط المستقيم ج 1 ص 242
[9] تفسير القمي ج 2 ص 165, تفسير الصافي ج 4 ص 145, البرهان ج 4 ص 373, بحار الأنوار ج 13 ص 409, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 204, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 249
[10] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 283, بحار الأنوار ج 24 ص 21
[11] مشارق أنورا اليقين ص 125, البرهان ج 4 ص 375, بحار الأنوار ج 30 ص 277
[12] إلى هنا في مناقب آل أبي طالب وتأويل الآيات وتفسير الصافي
[13] تفسير القمي ج 2 ص 165, البرهان ج 4 ص 375, بحار الأنوار ج 24 ص 52, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 212, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 180, تأويل الآيات ص 431 , تفسير الصافي ج 4 ص 148
[14] إلى هنا في إصبات الهداة
[15] كمال الدين ج 2 ص 368, كفاية الأثر ص 270, نوادر الأخبار ص 225, البرهان ج 4 ص 375, اللوامع النورانية ص 504, الإنصاف في النص ص 39, بحار الأنوار ج 51 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 261, إثبات الهداة ج 2 ص 93, الصراط المستقيم ج 2 ص 229 بإختصار
[16] تأويل الآيات ص 432, البرهان ج 4 ص 379, غاية المرام ج 4 ص 323, بحار الأنوار ج 24 ص 85, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 265
[17] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 76, البرهان ج 4 ص 380, غاية المرام ج 4 ص 323, اللوامع النورانية ص 505, بحار الأنوار ج 36 ص 16
[18] شواهد التنزيل ج 1 ص 571. نحوه: نهج الإيمان ص 545, ينابيع المودة ج 1 ص 331
[19] الإختصاص ص 94, تحف العقول ص 479, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 404, البرهان ج 4 ص 833, حلية الأبرار ج 5 ص 14, بحار الأنوار ج 10 ص 388. بإختصار: الإحتجاج ج 2 ص 454, تأويل الآيات ص 433, اللوامع النورانية ص 12, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 216, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 267
[20] الكافي ج 1 ص 248, تأويل الآيات ص 794, الوافي ج 2 ص 45, تفسير الصافي ج 4 ص 403, البرهان ج 5 ص 705, بحار الأنوار ج 25 ص 79, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 635, تفسير كنز الدقائق 12 ص 115
[21] دلائل الإمامة ص 171, نوادر المعجزات ص 235, فرج المهموم ص 223, مدينة المعاجز ج 3 ص 241, بحار الأنوار ج 55 ص 273, رياض الأبرار ج 1 ص 103
[22] الهداية الكبرى ص 392, مختصر البصائر ص 433, نوادر الأخبار ص 252, حلية الأبرار ج 5 ص 371, بحار الأنوار ج 53 ص 1, رياض الأبرار ج 3 ص 212