سورة يس

{يس (1) والقرآن الحكيم (2) إنك لمن المرسلين (3) على صراط مستقيم (4)}

 

قال الصادق ×: {يس‏} اسم رسول الله |. [1]

 

عن صفوان رفعه إلى أبي جعفر أو أبي عبد الله ‘ قال: هذا محمد أذن لهم في التسمية به, فمن أذن لهم في {يس} يعني التسمية, وهو اسم النبي |. [2]

 

عن الكلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: قال × لي: كم لمحمد | اسم في القرآن؟ قال: قلت: اسمان أو ثلاث, فقال ×: يا كلبي, له عشرة أسماء, {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} و{لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} و{طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} و{يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} و{ن والقلم وما يسطرون} و{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} و{يا أيها المزمل} و{يا أيها المدثر} و{قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر اسم من أسماء محمد | ونحن أهل الذكر,[3] فاسأل يا كلبي عما بدا لك, قال: فأنسيت والله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه. [4]

 

عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × قال: إن لرسول الله | عشرة أسماء, خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن, فأما التي في القرآن: ف{محمد} و{أحمد} و{عبد الله} و{يس} و{ن} [5] وأما التي ليست في القرآن: فالفاتح, والخاتم, والكافي, والمقفى, والحاشر. [6]

 

عن أبي عبد الله × في حديث: وأما {يس‏} فاسم من أسماء النبي |, ومعناه: يا أيها السامع للوحي, {والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم}. [7]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: قوله {سلام على ال ياسين} لأن الله سمى به النبي | حيث قال: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين‏}. [8]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: فصار محمد | {يس والقرآن الحكيم}. [9]

 

عن الريان بن الصلت‏‏, عن الإمام الرضا × في حديث طويل حول العترة, قال المأمون: فهل عندك في الآل شي‏ء أوضح من هذا في القرآن؟ فقال أبو الحسن ×: نعم, أخبروني عن قول الله عز وجل {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} فمن عنى بقوله {يس}؟ قالت العلماء: {يس} محمد |, لم يشك فيه أحد, قال أبو الحسن ×: فإن الله عز وجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله, وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء (عليهم السلام), فقال تبارك وتعالى {سلام على نوح في العالمين} وقال{ سلام على إبراهيم} وقال {سلام على موسى وهارون} ولم يقل: سلام على آل نوح, ولم يقل سلام على آل إبراهيم, ولا قال سلام على آل موسى وهارون, وقال عز وجل: {سلام على ال يا سين} يعني آل محمد |. [10]

 

ابن شاذان القمي بالإسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار أنهم وضح لهم فيما وجدوا و بان لهم من أسماء أمير المؤمنين × ثلاثمائة اسم في القرآن منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود: وقوله تعالى {إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم‏}. [11]

 

عن أبي عبد الله × في زيارة أمير المؤمنين× يوم مولد رسول الله |: ...السلام عليك يا سيد الوصيين، السلام عليك يا إمام المتقين، السلام عليك يا غياث المكروبين، السلام عليك يا عصمة المؤمنين، السلام عليك يا مظهر البراهين، السلام عليك يا {طه} و{يس}، السلام عليك يا حبل الله المتين... [12]

 

من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري هذا الدعاء، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة, وكر دعاء الندبة: ...يا ابن {طه} والمحكمات, يا ابن‏ {يس‏} و{الذاريات}‏, يا ابن‏ {الطور} و{العاديات}‏, يا ابن من‏ {دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}‏ دنوا واقترابا من العلي الأعلى... [13]

 

بمصادر العامة

 

عن الريان بن صلت, عن الإمام الرضا × في حديث طويل حول العترة, قال المأمون: فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن؟ فقال أبو الحسن ×: نعم، أخبروني عن قول الله عز وجل: {يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم}، فمن عني بقوله {يس}؟ قالت العلماء: {يس} محمد | لم يشك فيه أحد, قال أبو الحسن ×: فان انه عز وجل أعطى محمد وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله، وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء (صلوات الله عليهم) فقال الله تبارك وتعالى: {سلام على نوح في العالمين}, وقال: {سلام على إبراهيم}. وقال في {سلام على موسى وهارون}. ولم يقل: سلام على آل نوح, ولم يقل: سلام على آل إبراهيم, ولا قال: سلام على آل موسى وهارون, وقال الله تعالى: {سلام على إل ياسين}. يعني آل محمد | ولم يسلم على آل أحد من الأنبياء عليهم السلام سواه. [14]

 

{لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون (6) لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون (7) إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون (8) وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون (9) وسواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (10) إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم (11)}

 

عن أبي بصير عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال وسألته عن قول الله {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم‏ فهم غافلون}‏ قال ×: لتنذر القوم الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم {فهم غافلون} عن الله وعن رسوله  |وعن وعيده {لقد حق القول‏ على أكثرهم‏} ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) من بعده‏ {فهم لا يؤمنون‏} بإمامة أمير المؤمنين والأوصياء من بعده, فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله‏ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون}‏ في نار جهنم ثم قال: {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون‏} عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) من بعده, هذا في الدنيا وفي الآخرة في نار جهنم مقمحون,[15] ثم قال: يا محمد {وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم‏ لا يؤمنون}‏ بالله وبولاية علي × ومن بعده ثم قال:‏ {إنما تنذر من اتبع الذكر} يعني أمير المؤمنين ×‏ {وخشي الرحمن بالغيب‏ فبشره}‏ يا محمد {بمغفرة وأجر كريم‏}. [16]

 

عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه, عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال له اليهودي: فإن إبراهيم × حجب عن نمرود بحجب ثلاث, قال علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | حجب عمن أراد قتله بحجب خمس, فثلاثة بثلاثة واثنان فضل, قال الله عز وجل وهو يصف أمر محمد | {وجعلنا من بين أيديهم سدا} فهذا الحجاب الأول, {ومن خلفهم سدا} فهذا الحجاب الثاني, {فأغشيناهم فهم لا يبصرون‏} فهذا الحجاب الثالث, ثم قال‏ {إذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} فهذا الحجاب الرابع, ثم قال‏ {فهي إلى الأذقان فهم مقمحون}‏ فهذه حجب خمس. [17]

 

{إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} (12)

 

عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد الله × يقرأ {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} قال: في أمير المؤمنين ×. [18]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: لما أنزلت هذه الآية على رسول الله | {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله, هو التوراة؟ قال: لا, قالا: فهو الإنجيل؟ قال |: لا, قالا: فهو القرآن؟ قال: لا, قال: فأقبل أمير المؤمنين علي × فقال رسول الله |: هو هذا, إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شي‏ء. [19]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر × قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله | {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} قام رجلان من مجلسهما فقالا: يا رسول الله, هو التوراة؟ قال |: لا, قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا, قالا: فهو القرآن؟ قال |: لا, قال: فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال رسول الله |: هو هذا, إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شي‏ء. [20]

 

عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} قام رجلان فقالا: يا رسول الله، أهي التوراة؟ قال: لا, قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا, قالا: فهو القرآن؟ قال: لا, فأقبل أمير المؤمنين × فقال |: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شي‏ء، وإن السعيد كل السعيد من أحب عليا × على حياته وبعد وفاته، والشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته. [21]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, ما من علم إلا وقد أحصاه الله في, وكل علم علمته فقد علمته عليا × والمتقين من ولده (عليهم السلام), وهو الإمام المبين الذي ذكره الله في سورة يس {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين‏}. [22]

 

ذكر ابن عباس, عن أمير المؤمنين × أنه قال: أنا والله الإمام المبين, أبين للحق من الباطل, وورثته من رسول الله |. [23]

 

عن عمار بن ياسر قال: كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في بعض غزواته, فمررنا بواد مملوء نملا فقلت: يا أمير المؤمنين, ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم كم عدد هذا؟ قال ×: نعم يا عمار, أنا أعرف رجلا يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى, فقلت: من ذلك الرجل يا مولاي؟ فقال: يا عمار, أما قرأت في سورة يس {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}؟ فقلت: بلى يا مولاي, فقال ×: أنا ذلك الإمام المبين. [24]

 

عن أبي عبد الله, عن أبي جعفر ‘ في حديث طويل: إن الله جل ذكره أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}. وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء}. وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى الله تعالى إلى نبيه |: أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. [25]

 

عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله × وقد اجتمع على ماله بيان, فأحببت دفعه إليه وكنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل الناس, فوضعت المال بين يديه فقال لي: يا سدير, خنتنا ولم ترد بخيانتك إيانا قطيعتنا, قلت: جعلت فداك, وما ذلك؟ قال ×: أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا, قلت: صدقت جعلت فداك, إنما أردت أن أعلم قول أصحابي, فقال×  لي: أما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه وعندنا ذلك, أما سمعت قول الله تعالى {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}؟ اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا مجتمع عندنا, وعلمنا من علم الأنبياء, فأين يذهب بك؟ قلت: صدقت, جعلت فداك. [26]

 

عن موسى بن جعفر × قال: قلت: لأبي عبد الله ×: أليس كان أمير المؤمنين × كاتب الوصية ورسول الله | المملي عليه, وجبرئيل والملائكة المقربون × شهود؟ قال ×: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن, قد كان ما قلت, ولكن حين نزل برسول الله | الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل × مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة, فقال جبرئيل ×: يا محمد, مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها, يعني عليا ×, فأمر النبي | بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا وفاطمة ‘ فيما بين الستر والباب, فقال جبرئيل ×: يا محمد, ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك, وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا, قال: فارتعدت مفاصل النبي | فقال: يا جبرئيل, ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام, صدق عز وجل وبر, هات الكتاب, فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ×, فقال له: اقرأه, فقرأه حرفا حرفا, فقال |: يا علي, هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي, وشرطه علي وأمانته, وقد بلغت ونصحت وأديت, فقال علي ×: وأنا أشهد لك بأبي وأمي, أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت, ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي, فقال جبرئيل ×: وأنا لكما على ذلك من الشاهدين, فقال رسول الله |: يا علي, أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها, فقال علي ×: نعم بأبي أنت وأمي, علي ضمانها, وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها, فقال رسول الله |: يا علي, إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة, فقال علي ×: نعم أشهد, فقال النبي |: إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك, فقال ×: نعم ليشهدوا, وأنا بأبي أنت وأمي أشهدهم, فأشهدهم رسول الله | وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل × فيما أمر الله عز وجل أن قال له: يا علي, تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله, والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ, وعلى ذهاب حقي, وغصب خمسك, وانتهاك حرمتك, فقال ×: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين ×: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل × يقول للنبي |: يا محمد, عرفه أنه ينتهك الحرمة, وهي حرمة الله وحرمة رسول الله |, وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط, قال أمير المؤمنين ×: فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل × حتى سقطت على وجهي, وقلت: نعم قبلت ورضيت, وإن انتهكت الحرمة, وعطلت السنن, ومزق الكتاب, وهدمت الكعبة, وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط, صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك, ثم‏ دعا رسول الله | فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ×, فقالوا مثل قوله, فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار, ودفعت إلى أمير المؤمنين ×. فقلت لأبي الحسن ×: بأبي أنت وأمي, ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله, فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين ×؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا, أما سمعت قول الله عز وجل {إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} والله لقد قال رسول الله | لأمير المؤمنين وفاطمة ×: أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا ‘: بلى, وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا. [27]

 

عن المفضل بن عمر الجعفي‏ في حديث طويل أن الإمام الصادق × فعل معجزة معه ومع صفوان الجمال, وثم دله على قبر أمير المؤمنين ×, قال الإمام الصادق × لهما: والله يا مفضل ويا صفوان, ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا ولا نقصتما عنها قدما, فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي وشكرا لهذه النعمة, وقرأ ×: {وكل شي‏ء أحصيناه كتابا} وقوله: {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين}. [28]

 

ابن شاذان القمي بالإسناد يرفعه إلى الثقات الذين كتبوا الأخبار أنهم وضح لهم فيما وجدوا وبان لهم من أسماء أمير المؤمنين × ثلاثمائة اسم في القرآن منها ما رواه بالإسناد الصحيح عن ابن مسعود: قوله تعالى {وكل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين‏} معناه علي ×. [29]

 

بمصادر العامة

 

عن الباقر × قال: لما نزل قوله تعالى {كل شئ أحصيناه في إمام مبين} قام رجلان من مجلسهما فقالا: يا رسول الله, هو التوراة؟ قال: لا, قالا: هو الإنجيل؟ قال: لا, قالا: هو القرآن؟ قال: لا, فأقبل علي ×، فقال النبي |: هذا هو الإمام الذي أحصى الله تعالى فيه كل شئ. [30]

 

عن صالح بن سهل, عن جعفر الصادق × قال: {وكل شئ أحصيناه في إمام مبين}: في أمير المؤمنين × نزلت. [31]

 

عن عمار بن ياسر قال: ترى أحدا من خلق الله يعلم عدد هذا النمل؟ قال (الإمام علي) ×: نعم يا عمار أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى, فقلت: من ذلك القرآن؟ فقال: يا عمار, ما قرأت في سورة يس {وكل شئ أحصيناه في امام مبين}؟ فقلت: بلى يا مولاي, قال: أنا ذلك الامام المبين. [32]

 

{إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون} (14)

 

عن عبد الله بن أبي يعقوب قال: قلت لزيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: إن الناس قد اختلفوا في أمركم، فأخبرني بذلك بشي‏ء أعلمه من كتاب الله عز وجل, قال: أما تقرأ من سورة يس قوله تعالى‏: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث}؟ قلت: نعم, قال: مثلهم في هذه الامة مثل علي والحسن والحسين (عليهم السلام) والرابع بعدهم الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، وهو المنتظر من آل محمد |، يدعوا الى ما دعوا إليه. [33]

 

{وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين} (20)

 

الإمام العسكري ×, عن الإمام الجواد ×: شيعتنا الخلص‏: حزقيل المؤمن مؤمن آل فرعون, وصاحب يس الذي قال الله تعالى فيه‏: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى}, وسلمان, وأبو ذر, والمقداد, وعمار. [34]

 

{وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون} (33)

 

عن علي بن الحسين × قال: يقبل القائم # من المدينة حتى ينتهي إلى الحفر وتصيبهم مجاعة شديدة, قال: فيصبحون وقد نبتت لهم ثمرة، فيأكلونها ويتزودون منها، وهو قول الله تعالى: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون}، ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وقد بايعوا السفياني. [35]

 

{وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون} (37)

 

عن جابر, عن أبي جعفر × في حديث طويل: وقال الله عز وجل لمحمد |: {قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم} قال: لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي, فكان مثلكم كما قال الله عز وجل {كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله‏} يقول: أضاءت الأرض بنور محمد | كما تضي‏ء الشمس, فضرب الله مثل محمد | الشمس ومثل الوصي × القمر, وهو قوله عز وجل {جعل الشمس ضياء والقمر نورا} وقوله‏ {وآية لهم‏ الليل‏ نسلخ‏ منه‏ النهار فإذا هم‏ مظلمون‏}. [36]

 

{قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} (52)

 

عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا ×: أشكو جفاء أهل واسط وحملهم علي, وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني, فوقع بخطه ×: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل, فاصبر لحكم ربك, فلو قد قام سيد الخلق × لقالوا {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن‏ وصدق المرسلون‏}. [37]

 

{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم (78) قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (79)}

 

عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه, عن الحسين بن علي عليهم السلام في إحتجاج طويل بين أمير المؤمنين × واليهود في فضل رسول الله |, قال له اليهودي: فإن هذا إبراهيم × قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته, قال علي ×: لقد كان كذلك, ومحمد | أتاه مكذب بالبعث بعد الموت, وهو أٌبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال: يا محمد, {من يحي العظام وهي رميم} فأنطق محمدا | بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته فقال {يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم} فانصرف مبهوتا. [38]

 

 


[1] تفسير القمي ج 2 ص 211, تفسير الصافي ج 4 ص 245, البرهان ج 4 ص 564, بحار الأنوار ج 16 ص 86, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 55

[2] الكافي ج 6 ص 20, الوافي ج 23 ص 1325, تفسير الصافي ج 4 ص 244, وسائل الشيعة ج 21 ص 398, بحار الأنوار ج 16 ص 86, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 374, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 53

[3] إلى هنا في إثبات الهداة

[4] بصائر الدرجات ص 512, مختصر البصائر ص 211, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 16 ص 101, إثبات الهداة ج 1 ص 213

[5] إلى هنا في تفسير الصافي والبرهان وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[6] الخصال ج 2 ص 427, بحار الأنوار ج 16 ص 96, تفسير الصافي ج 4 ص 244, البرهان ج 4 ص 564, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 374, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 52

[7] معاني الأخبار ص 22, تفسير الصافي ج 4 ص 244, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 16 ص 86

[8] الإحتجاج ج 1 ص 253, تفسير الصافي ج 4 ص 282, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 89 ص 46, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 374, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 54

[9] المناقب للعلوي ص 72, بحار الأنوار ج 26 ص 4

[10] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 236, تحف العقول ص 433, الأمالي للصدوق ص 530, البرهان ج 4 ص 625, بشارة المصطفى | ص 233, تأويل الآيات ص 490, البرهان ج 4 ص 625, بحار الأنوار ج 16 ص 87, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 300, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 54, سعد السعود ص 273 نحوه

[11] الفضائل لابن شاذان ص 174, الروضة في الفضائل ص 232

[12] المزار الكبير ص 209, الإقبال ج 2 ص 609, المزار للشهيد الأول ص 94, بحار الأنوار ج 97 ص 375, زاد المعاد ص 267

[13] المزار الكبير ص 580, مصباح الزائر ص 451, إقبال الأعمال ج 1 ص 298, بحار الأنوار ج 99 ص 87, زاد المعاد ص 307

[14] ينابيع المودة ج 1 ص 142

[15] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[16] الكافي ج 1 ص 432, تأويل الآيات ص 476, الوافي ج 3 ص 913, البرهان ج 4 ص 564, بحار الأنوار ج 24 ص 333, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 56

[17] الإحتجاج ج1 ص 213, البرهان ج 4 ص 564, بحار الأنوار ج 10 ص 32, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 377, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 58

[18] تأويل الآيات ص 477, البرهان ج 4 ص 569, مدينة المعاجز ج 2 ص 128, اللوامع النورانية ص 542, غاية المرام ج 5 ص 213, بحار الأنوار ج 24 ص 158, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 62

[19] معاني الأخبار ص 95, تفسير الصافي ج 4 ص 247, إثبات الهداة ج 3 ص 39, البرهان ج 4 ص 568, مدينة المعاجز ج 2 ص 127, اللوامع النورانية ص 542, غاية المرام ج 5 ص 213, بحار الأنوار ج 35 ص 427, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 379, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 61

[20] الأمالي للصدوق ص 170, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 64, تأويل الآيات ص 477, الفصول المهمة ج 1 ص 509, غاية المرام ج 1 ص 174, الصراط المستقيم ج 1 ص 270 بإختصار

[21] مشارق أنوار اليقين ص 85, البرهان ج 4 ص 570, مدينة المعاجز ج 2 ص 128, اللوامع النورانية ص 543, غاية المرام ج 5 ص 214

[22] اليقين ص 350, نحو: روضة الواعظين ج 1 ص 93, الإحتجاج ج 1 ص 60, التحصين ص 582, العدد القوية ص 173, تفسير الصافي ج 4 ص 247, إثبات الهداة ج 3 ص 119, البرهان ج 2 ص 231, غاية المرام ج 1 ص 331, بحار الأنوار ج 35 ص 428, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 379, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 62

[23] تفسير القمي ج 2 ص 212, تفسير الصافي ج 4 ص 247, البرهان  4 ص 566, بحار الأنوار ج 35 ص 427, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 379, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 62

[24] الفضائل لابن شاذان ص 94, الروضة في الفضائل ص 26, البرهان ج 4 ص 569, مدينة المعاجز ج 2 ص 133, اللوامع النورانية ص 543, غاية المرام ج 5 ص 214, بحار الأنوار ج 40 ص 176

[25] دلائل الإمامة ص 236, نوادر المعجزات ص 139, عيون المعجزات ص 279, الأمان من أخطار الأسفار ص 68, الدر النظيم ص 606, البرهان ج 1 ص 739, مدينة المعاجز ج 5 ص 70, بحار الأنوار ج 46 ص 308, رياض الأبرار ج 2 ص 109

[26] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 227, مناقب آل أبي طالب ج 6 ص 106, بحار الأنوار ج 47 ص 130

[27] الكافي ج 1 ص 281, الوافي ج 2 ص 264, البرهان ج 4 ص 566, حلية الأبرار ج 2 ص 385, بحار الأنوار ج 22 ص 479

[28] الهداية الكبرى ص 98

[29] الفضائل ص 174, الروضة في الفضائل ص 232

[30] نهج الإيمان ص 153, ينابيع المودة ج 1 ص 230 نحوه

[31] ينابيع المودة ج 1 ص 230

[32] ينابيع المودة ج 1 ص 230

[33] شرح الأخبار ج 2 ص 496

[34] تفسير الإمام العسكري × ص 315, البرهان ج 4 ص 605, بحار الأنوار ج 65 ص 159

[35] سرور أهل الإيمان ص 100, بحار الأنوار ج 52 ص 387

[36] الكافي ج 8 ص 380, الوافي ج 3 ص 941, البرهان ج 4 ص 574, اللوامع النورانية ص 283, بحار الأنوار ج 23 ص 321, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 36

[37] الكافي ج 8 ص 247, تأويل الآيات ص 481, الوافي ج 5 ص 761, الإيقاظ من الهجعة ص 295, البرهان ج 4 ص 579, بحار الأنوار ج 53 ص 89, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 388, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 85

[38] الإحتجاج ج 1 ص 214, البرهان ج 4 ص 583, بحار الأنوار ج 10 ص 32, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 395, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 101