باب 12- وفاة موسى و هارون ع و موضع قبرهما و بعض أحوال يوشع بن نون ع

 1-  فس، ]تفسير القمي[ مات هارون و موسى ع في التيه فروي أن الذي حفر قبر موسى هو ملك الموت في صورة آدمي و لذلك لا يعرف بنو إسرائيل موضع قبر موسى ع و سئل النبي ص عن قبره فقال عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر قال و كان بين موسى و بين داود خمسمائة سنة و بين داود و عيسى ألف سنة و مائة سنة

 2-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن إدريس عن ابن عيسى عن ابن أبي نجران عن أبي جميلة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال إن موسى بن عمران ع قال يا رب رضيت بما قضيت تميت الكبير و تبقي الطفل الصغير فقال الله جل جلاله يا موسى أ ما ترضاني لهم رازقا و كفيلا قال بلى يا رب فنعم الوكيل أنت و نعم الكفيل

 ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن أبي جميلة مثله

 3-  كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ع قال أوصى موسى إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون و لم يوص إلى ولده و لا إلى ولد موسى إن الله عز و جل له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء و بشر موسى و يوشع بالمسيح

 4-  كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن أبي معمر قال سألت الرضا ع عن الإمام يغسله الإمام قال سنة موسى بن عمران ع

 بيان أي حيث غسله وصيه يوشع أو المعصومون من الملائكة

 5-  يب، ]تهذيب الأحكام[ ذكر أحمد بن محمد بن داود القمي رحمه الله في نوادره قال روى محمد بن عيسى عن أخيه جعفر بن عيسى عن خالد بن سدير أخي حنان بن سدير قال سألت أبا عبد الله ع عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على أمه أو على أخيه أو على قريب له فقال لا بأس بشق الثوب قد شق موسى بن عمران على أخيه هارون ع

  -6  يب، ]تهذيب الأحكام[ أخبرني الشيخ عن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال الغسل في سبعة عشر موطنا و ساق الحديث إلى أن قال و ليلة إحدى و عشرين أي من شهر رمضان و هي الليلة التي أصيب فيها أوصياء الأنبياء و فيها رفع عيسى ابن مريم ع و قبض موسى ع

 7-  أقول قد مر في الباب الأول عن أبي جعفر ع أنه كان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون و هو فتاه الذي قال الله تبارك و تعالى في كتابه

 8-  ك، ]إكمال الدين[ لي، ]الأمالي للصدوق[ القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه قال قلت للصادق جعفر بن محمد ع أخبرني بوفاة موسى بن عمران ع فقال له إنه لما أتاه أجله و استوفى مدته و انقطع أكله أتاه ملك الموت فقال له السلام عليك يا كليم الله فقال موسى و عليك السلام من أنت قال أنا ملك الموت قال ما الذي جاء بك قال جئت لأقبض روحك فقال له موسى ع من أين تقبض روحي قال من فمك قال له موسى ع كيف و قد كلمت ربي جل جلاله قال فمن يديك قال كيف و قد حملت بهما التوراة قال فمن رجليك قال كيف و قد وطئت بهما طور سيناء قال فمن عينيك قال كيف و لم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة قال فمن أذنيك قال و كيف و قد سمعت بهما كلام ربي جل و عز قال فأوحى الله تبارك و تعالى إلى ملك الموت لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك و خرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك و دعا يوشع بن نون فأوصى إليه و أمره بكتمان أمره و بأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر و غاب موسى ع عن قومه فمر في غيبته برجل و هو يحفر قبرا فقال له أ لا أعينك على حفر هذا القبر فقال له الرجل بلى فأعانه حتى حفر القبر و سوى اللحد ثم اضطجع فيه موسى بن عمران ع لينظر كيف هو فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة فقال يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه مكانه و دفنه في القبر و سوى عليه التراب و كان الذي يحفر القبر ملك في صورة آدمي و كان ذلك في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى كليم الله فأي نفس لا تموت فحدثني أبي عن جدي عن أبيه ع أن رسول الله ص سئل عن قبر موسى ع أين هو فقال عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر ثم إن يوشع بن نون قام بالأمر بعد موسى صابرا من الطواغيت على اللأواء و الضراء و الجهد و البلاء حتى مضى منهم ثلاثة طواغيت فقوى بعدهم أمره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرأة موسى ع في مائة ألف رجل فقاتلوا يوشع بن نون فغلبهم و قتل منهم مقتلة عظيمة و هزم الباقين بإذن الله تعالى ذكره و أسر صفراء بنت شعيب و قال لها قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقى نبي الله موسى فأشكو ما لقيت منك و من قومك فقالت صفراء وا ويلاه و الله لو أبيحت لي الجنة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله و قد هتكت حجابه و خرجت على وصيه بعده

 أقول لم يكن في لي ثم إن يوشع إلى آخر ما نقلنا و لكن نقلناه عن ك و له تتمة سيأتي في أبواب أحوال داود ع

 ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن عمارة عن أبيه عن الصادق ع قال إن يوشع بن نون قام بالأمر إلى آخر الخبر

 9-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال إن ملك الموت أتى موسى بن عمران ع فسلم عليه فقال من أنت فقال أنا ملك الموت فقال ما حاجتك فقال له جئت أقبض روحك فقال له موسى من أين تقبض روحي قال من فمك قال له موسى كيف و قد كلمت ربي عز و جل قال فمن يديك فقال له موسى كيف و قد حملت بهما التوراة فقال من رجليك فقال و كيف و قد وطئت بهما طور سيناء قال و عد أشياء غير هذا قال فقال له ملك الموت فإني أمرت أن أتركك حتى تكون أنت الذي تريد ذلك فمكث موسى ما شاء الله ثم مر برجل و هو يحفر قبرا فقال له موسى أ لا أعينك على حفر هذا القبر فقال له الرجل بلى قال فأعانه حتى حفر القبر و لحد اللحد فأراد الرجل أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو فقال له موسى أنا أضطجع فيه فاضطجع موسى فأري مكانه من الجنة أو قال منزله من الجنة فقال يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه و دفنه في القبر و سوى عليه التراب قال و كان الذي يحفر القبر ملك الموت في صورة آدمي فلذلك لا يعرف قبر موسى

 10-  ك، ]إكمال الدين[ علي بن أحمد الدقاق عن حمزة بن القاسم عن علي بن الجنيد الرازي عن أبي عوانة عن الحسين بن علي عن عبد الرزاق عن أبيه عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال قلت للنبي ص يا رسول الله من يغسلك إذا مت فقال يغسل كل نبي وصيه قلت فمن وصيك يا رسول الله قال علي بن أبي طالب فقلت كم يعيش بعدك يا رسول الله قال ثلاثين سنة فإن يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة و خرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى فقالت أنا أحق بالأمر منك فقاتلها فقتل مقاتلتها و أسرها فأحسن أسرها و إن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا و كذا ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها و يأسرها فيحسن أسرها و فيها أنزل الله تعالى وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى يعني صفراء بنت شعيب

 11-  كا، ]الكافي[ أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله ع ما منزلة الأئمة قال كمنزلة ذي القرنين و كمنزلة يوشع و كمنزلة آصف صاحب سليمان

 12-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أبو جعفر ع لما كانت الليلة التي قتل فيها علي ع لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون الخبر

 13-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قال موسى ع لهارون ع امض بنا إلى جبل طور سيناء ثم خرجا فإذا بيت على بابه شجرة عليها ثوبان فقال موسى لهارون اطرح ثيابك و ادخل هذا البيت و البس هاتين الحلتين و نم على السرير ففعل هارون فلما أن نام على السرير قبضه الله إليه و ارتفع البيت و الشجرة و رجع موسى إلى بني إسرائيل فأعلمهم أن الله قبض هارون و رفعه إليه فقالوا كذبت أنت قتلته فشكا موسى ع ذلك إلى ربه فأمر الله تعالى الملائكة فأنزلته على سرير بين السماء و الأرض حتى رأته بنو إسرائيل فعلموا أنه مات

 14-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال إن ملك الموت أتى موسى فسلم عليه فقال من أنت فقال أنا ملك الموت قال فما جاء بك قال جئت لأقبض روحك و إني أمرت أن أتركك حتى تكون أنت الذي تريد و خرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله ثم دعا يوشع بن نون فأوصى إليه و أمره بكتمان أمره و بأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر و غاب موسى ع عن قومه فمر في غيبته و رأى ملائكة يحفرون قبرا قال لمن تحفرون هذا القبر قالوا نحفره و الله لعبد كريم على الله تعالى فقال إن لهذا العبد من الله لمنزلة فإني ما رأيت مضجعا و لا مدخلا أحسن منه فسألت الملائكة يا صفي الله أ تحب أن تكون ذلك قال وددت قالوا فادخل و اضطجع فيه ثم توجه إلى ربك فاضطجع فيه موسى ع لينظر كيف هو فكشف له من الغطاء فرأى مكانه في الجنة فقال يا رب اقبضني إليك فقبضه ملك الموت و دفنه و كانت الملائكة حثت عليه فصاح صائح من السماء مات موسى كليم الله و أي نفس لا تموت فكان بنو إسرائيل لا يعرفون مكان قبره فسئل رسول الله ص عن قبره قال عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر

 15-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ بالإسناد إلى الصدوق عن أبيه عن محمد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة بإسناده إلى أبي جعفر ع قال إن امرأة موسى ع خرجت على يوشع بن نون راكبة زرافة فكان لها أول النهار و له آخر النهار فظفر بها فأشار عليه بعض من حضره بما لا ينبغي فيها فقال أ بعد مضاجعة موسى لها و لكن أحفظه فيها

  -16  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن ابن جمهور عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن إسماعيل بن محمد عن محمد بن سنان قال كنت عند الرضا ع فقال لي يا محمد إنه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين فأتى واحد منهم الثلاثة و هم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم فقرع الباب و خرج إليه الغلام فقال أين مولاك فقال ليس هو في البيت فرجع الرجل و دخل الغلام إلى مولاه فقال له من كان الذي قرع الباب قال كان فلان فقلت له لست في المنزل فسكت و لم يكترث و لم يلم غلامه و لا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب و أقبلوا في حديثهم فلما كان من الغد بكر إليهم الرجل فأصابهم و قد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم فسلم عليهم و قال أنا معكم فقالوا نعم و لم يعتذروا إليه و كان الرجل محتاجا ضعيف الحال فلما كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلتهم فظنوا أنه مطر فبادروا فلما استوت الغمامة على رءوسهم إذا مناد ينادي من جوف الغمامة أيتها النار خذيهم و أنا جبرئيل رسول الله فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة نفر و بقي الآخر مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم و لا يدري ما السبب فرجع إلى المدينة فلقي يوشع بن نون و أخبره الخبر و ما رأى و ما سمع فقال يوشع بن نون أ ما علمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضيا و ذلك بفعلهم بك قال و ما فعلهم بي فحدثه يوشع فقال الرجل فأنا أجعلهم في حل و أعفو عنهم قال لو كان هذا قبل لنفعهم فأما الساعة فلا و عسى أن ينفعهم من بعد

 17-  ك، ]إكمال الدين[ أبي عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى معا عن الأشعري عن محمد بن يوسف التميمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع عن النبي ص قال عاش موسى مائة و ستا و عشرين سنة و عاش هارون ع مائة و ثلاثا و ثلاثين سنة

 بيان يشكل الجمع بين هذا و ما مر من كون هارون سبق موسى ع في الموت إلا بأن يقال كان هارون أكبر منه و أزيد من سنة

 18-  كا، ]الكافي[ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص مات موسى كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى و أي نفس لا تموت

 ين، ]كتاب حسين بن سعيد و النوادر[ محمد بن الحسين مثله

 19-  صفوة الصفات، للكفعمي روي عن الباقر ع أن يوشع بن نون وصي موسى ع لما حارب العماليق و كانوا في صور هائلة ضعفت نفوس بني إسرائيل عنهم فشكوا إلى الله عز و جل فأمر الله تعالى يوشع ع أن يأمر الخواص من بني إسرائيل أن يأخذ كل واحد منهم جرة من الخزف فارغة على كتفه الأيسر باسم عمليق و يأخذ بيمينه قرنا مثقوبا من قرون الغنم و يقرأ كل واحد منهم في القرن هذا الدعاء يعني دعاء السمات لئلا يسترق السمع بعض شياطين الجن و الإنس فيتعلموه ثم يلقون الجرار في عسكر العماليق آخر الليل و يكسرونها ففعلوا ذلك فأصبح العماليق كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ منتفخي الأجواف موتى الخبر

 ثم قال و لقد وجدت هذا الحديث بعينه مرويا عن الصادق ع إلا أنه ذكر أن محاربة العمالقة كانت مع موسى ع روى ذلك عنه عثمان بن سعيد العمري أقول قال صاحب الكامل أوحى الله تعالى في التيه إلى موسى ع أني متوف هارون فانطلق به إلى جبل كذا و كذا فانطلقا نحوه فإذا هما بشجرة لم يريا مثلها و فيه بيت مبني و سرير عليه فرش و ريح طيبة فلما رآه هارون أعجبه فقال يا موسى إني أحب أن أنام على هذا السرير فقال له موسى نم قال إني أخاف رب هذا البيت أن يأتي فيغضب علي قال موسى لا تخف أنا أكفيك قال فنم معي فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال يا موسى خدعتني فتوفي و رفع على السرير إلى السماء و رجع موسى إلى بني إسرائيل فقال له بنو إسرائيل إنك قتلت هارون لحبنا إياه فقال ويحكم أ فتروني أن أقتل أخي فلما أكثروا عليه صلى و دعا الله تعالى فنزل بالسرير حتى نظروا إليه ما بين السماء و الأرض فأخبرهم أنه مات و أن موسى لم يقتله فصدقوه فكان موته في التيه. قال و كان جميع عمر موسى مائة و عشرين سنة و قيل بينما موسى ع يمشي و معه يوشع بن نون فتاه إذا أقبلت ريح سوداء فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسى و قال لا تقوم الساعة و أنا ملتزم نبي الله فاستل موسى من تحت القميص و بقي القميص في يدي يوشع فلما جاء يوشع بالقميص أخذه بنو إسرائيل و قالوا قتلت نبي الله فقال ما قتلته و لكنه استل مني فلم يصدقوه قال فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام فوكلوا به من يحفظه فدعا الله فأتى كل رجل كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى و أنا رفعناه إلينا فتركوه و قيل إنه مر منفردا برهط من الملائكة يحفرون قبرا و ذكر نحوا مما مر في الأخبار. ثم قال و لما توفي موسى ع بعث الله يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم نبيا إلى بني إسرائيل و أمره بالمسير إلى أريحا مدينة الجبارين. فاختلف العلماء في فتحها على يد من كان فقال ابن عباس أما هارون و موسى توفيا في التيه و توفي فيه كل من دخله و قد جاوز العشرين سنة غير يوشع بن نون و كالب بن يوفنا فلما انقضى أربعون سنة أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون يأمره بالمسير إليها و فتحها ففتحها و مثله قال قتادة و السدي و عكرمة و قال آخرون إن موسى ع عاش حتى خرج من التيه و سار إلى مدينة الجبارين و على مقدمته يوشع بن نون و كالب بن يوفنا و هو صهره على أخته مريم بنت عمران فلما بلغوها اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعوراء و هو من ولد لوط فقالوا له إن موسى قد جاء ليقتلنا و يخرجنا من ديارنا فادع الله عليهم و كان بلعم يعرف اسم الله الأعظم فقال لهم كيف أدعو على نبي الله و المؤمنين و معهم الملائكة فراجعوه في ذلك و هو يمتنع عليهم فأتوا امرأته و أهدوا لها هدية فقبلتها و طلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل فقالت له في ذلك فامتنع فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى فنهاه في المنام فأخبرها بذلك فقالت راجع ربك فعاود الاستخارة فلم يرد إليه جواب فقالت لو أراد ربك لنهاك و لم تزل تخدعه حتى أجابهم فركب حمارا له متوجها إلى جبل يشرف على بني إسرائيل ليقف عليه و يدعو عليهم فما سار عليه إلا قليلا حتى ربض الحمار فنزل عنه فضربه حتى قام فركبه فسار به قليلا فربض فعل ذلك ثلاث مرات فلما اشتد ضربه في الثالثة أنطقه الله فقال له ويحك يا بلعم أين تذهب أ ما ترى الملائكة تردني فلم يرجع فأطلق الله الحمار حينئذ فسار عليه حتى أشرف على بني إسرائيل فكان كلما أراد

  أن يدعو عليهم ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم و إذا أراد أن يدعو لقومه انقلب الدعاء عليهم فقالوا له في ذلك فقال هذا شي‏ء غلبنا الله عليه و اندلع لسانه فوقع على صدره فقال لهم الآن قد ذهبت مني الدنيا و الآخرة و لم يبق إلا المكر و الحيلة و أمرهم أن يزينوا النساء و يعطوهن السلع للبيع و يرسلوهن إلى العسكر و لا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها و قال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم ففعلوا ذلك و دخل النساء عسكر بني إسرائيل فأخذ زمري بن شلوم و هو رأس سبط شمعون بن يعقوب امرأة و أتى بها موسى فقال له أظنك تقول إن هذا حرام فو الله لا نطيعك ثم أدخلها خيمته فوقع عليها فأنزل الله عليهم الطاعون و كان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر عمه موسى غائبا فلما جاء رأى الطاعون قد استقر في بني إسرائيل و أخبر الخبر و كان ذا قوة و بطش فقصد زمري فرآه و هو مضاجع المرأة فطعنهما بحربة بيده فانتظمهما و رفع الطاعون و قد هلك في تلك الساعة عشرون ألفا و قيل سبعون ألفا فأنزل الله في بلعم وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ. ثم إن موسى قدم يوشع بن نون إلى أريحا في بني إسرائيل فدخلها و قتل بها الجبارين و بقيت منهم بقية و قد قاربت الشمس الغروب فخشي أن يدركهم الليل فيعجزوه فدعا الله تعالى أن يحبس عليه الشمس ففعل و حبسها حتى استأصلهم و دخلها موسى فأقام بها ما شاء الله أن يقيم و قبضه الله تعالى إليه لا يعلم بقبره أحد من الخلق و أما من زعم أن موسى كان توفي قبل ذلك فقال إن الله تعالى أمر يوشع بالمسير إلى مدينة الجبارين فسار ببني إسرائيل ففارقه رجل منهم يقال له بلعم بن باعور و كان يعرف الاسم الأعظم و ساق من حديثه نحو ما تقدم فلما ظفر يوشع بالجبارين أدركه المساء ليلة السبت فدعا الله تعالى فرد الشمس عليه و زاد في النهار ساعة فهزم الجبارين و دخل مدينتهم و جمع غنائمهم ليأخذها القربان فلم تأت النار فقال يوشع فيكم غلول فبايعوني فبايعوه فلصقت يده في يد من غل فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل بالياقوت فجعله في القربان و جعل الرجل معه فجاءت النار و أكلتهما و قيل بل حصرها ستة أشهر فلما كان السابع تقدموا إلى المدينة فصاحوا صيحة واحدة فسقط السور فدخلوها و هزموا الجبارين أقبح هزيمة و قتلوا فيهم فأكثروا ثم اجتمع جماعة من ملوك الشام و قصدوا يوشع بن نون فقاتلهم و هزمهم و هرب الملوك إلى غار فأمر بهم يوشع فقتلوا و صلبوا ثم ملك الشام جميعه فصار لبني إسرائيل و فرق فيه عماله ثم توفاه الله فاستخلف على بني إسرائيل كالب بن يوفنا و كان عمر يوشع مائة و ستا و عشرين سنة و كان قيامه بالأمر بعد موسى ع سبعا و عشرين سنة انتهى. و قال المسعودي سار ملك الشام و هو السميدع بن هزبر بن مالك إلى يوشع بن نون فكانت له معه حروب إلى أن قتله يوشع و احتوى على ملكه و ألحق به غيره من الجبابرة و العماليق و شن الغارات بأرض الشام و كانت مدة يوشع بعد موسى تسعا و عشرين سنة و قد كان بقرية من قرى البلقاء من بلاد الشام رجل يقال له بلعم بن باعور و كان مستجاب الدعوة فحمله قومه على الدعاء على يوشع فلم يتأت له ذلك و عجز عنه فأشار إلى بعض ملوك العماليق أن يبرز الحسان من النساء نحو عساكر يوشع ففعلوا ذلك فزنوا بهم فوقع فيهم الطاعون فهلك منهم تسعون ألفا و قيل أكثر من ذلك و قيل أكثر من ذلك و قيل إن يوشع قبض و هو ابن مائة و عشر سنين و قام في بني إسرائيل بعد يوشع كالب بن يوفنا

 20-  مهج، ]مهج الدعوات[ بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتابه رفعه قال قال أبو الحسن الرضا ع وجد رجل من أصحابه صحيفة أتى بها رسول الله فنادى الصلاة جامعة فما تخلف أحد لا ذكر و لا أنثى فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصي موسى ع فإذا فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إن ربكم بكم لرءوف رحيم ألا إن خير عباد الله التقي الخفي و إن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى و أن يؤدي الحقوق التي أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم سبحان الله كما ينبغي لله لا إله إلا الله كما ينبغي لله و الحمد لله كما ينبغي لله و لا حول و لا قوة إلا بالله و صلى الله على محمد و أهل بيته النبي العربي الهاشمي و صلى الله على جميع المرسلين و النبيين حتى يرضى الله

 دعوات الراوندي، عنه ع مثله

 21-  لي، ]الأمالي للصدوق[ بإسناده عن حبيب بن عمرو و قال لما توفي أمير المؤمنين ع قام الحسن ع خطيبا فقال أيها الناس في هذه الليلة رفع عيسى ابن مريم و في هذه الليلة قتل يوشع بن نون الخبر

 22-  د، ]العدد القوية[ في ليلة إحدى و عشرين من رمضان رفع عيسى ابن مريم ع و فيها من رمضان قبض موسى بن عمران ع و في مثلها قبض وصيه يوشع بن نون ع

 أقول قد مضى بعض أحوال يوشع و وفاة موسى و هارون ع في باب التيه