باب 5- ما ظهر من إعجازه ص في الحيوانات بأنواعها و إخبارها بحقيته و فيه كلام الشاة المسمومة زائدا على ما مر في باب جوامع المعجزات

 1-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن إسحاق مرت امرأة من المشركين شديدة القول في النبي ص و معها صبي لها ابن شهرين فقال الصبي السلام عليك يا رسول الله محمد بن عبد الله فأنكرت الأم ذلك من ابنها فقال له النبي ص يا غلام من أين تعلم أني رسول الله و أني محمد بن عبد الله قال أعلمني ربي رب العالمين و الروح الأمين فقال النبي من الروح الأمين قال جبرئيل و ها هو قائم على رأسك ينظر إليك فقال له النبي ص ما اسمك يا غلام فقال عبد العزى و أنا كافر به فسمني ما شئت يا رسول الله قال أنت عبد الله فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني من خدمك في الجنة فدعا له فقال سعد من آمن بك و شقي من كفر بك ثم شهق شهقة فمات

 شمر بن عطية أنه أتي النبي ص بصبي قد شب و لم يتكلم قط فقال ادن فدنا فقال من أنا قال أنت رسول الله

  الواقدي عن المطلب بن عبد الله قال بينما رسول الله ص جالس بالمدينة في أصحابه إذ أقبل ذئب فوقف بين يدي النبي ص يعوي فقال النبي ص هذا وافد السباع إليكم فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئا لا يعدوه إلى غيره و إن أحببتم تركتموه و أحرزتم منه فما أخذ فهو رزقه فقالوا يا رسول الله ما تطيب أنفسنا له بشي‏ء فأومأ النبي ص بأصابعه الثلاثة إي خالسهم فولى و له عسلان

 و في حكاية عمرو بن المنتشر أنه سأل النبي ص أن يدفع الحية عن الوادي و يرد النخلة من ساعته فخرج النبي ص فإذا الحية تجرجر و تكشكش كالبعير الهائج و تخور كما يخور الثور فلما نظرت إلى النبي ص قامت و سلمت عليه ثم وقف على النخلة و أمر يده عليها و قال بسم الله الذي قدر فهدى و أمات و أحيا فصارت بطول النبي ص و أثمرت و نبع الماء من أصلها و أكل النبي ص يوما رطبا كان في يمينه و كان يحفظ النوى في يساره فمرت شاة فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل في كفه اليسرى و هو يأكل بيمينه حتى فرغ و انصرف الشاة

 معرض بن عبد الله عن أبيه عن جده قال أتي بصبي في خرقة إلى النبي ص في حجة الوداع فوضعه في كفه ثم قال له من أنا يا صبي فقال أنت محمد رسول الله قال صدقت يا مبارك فكنا نسميه مبارك اليمامة

 ابن عباس أن النبي ص خلع خفيه وقت المسح فلما أراد أن يلبسهما تصوب عقاب من الهواء و سلبه و حلق في الهواء ثم أرسله فوقعت من بينه حية فقال النبي ص أعوذ بالله من شر مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ و من شر مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ثم نهى أن يلبس إلا أن يستبرأ

 توضيح العسلان بالتحريك ضرب من العدو يقال عسل الذئب يعسل عسلا و عسلانا إذا أعنق و أسرع و الجرجرة صوت يردده البعير في حنجرته كشيش الأفعى صوتها من جلدها يقال كشت و كشكشت و التصوب المجي‏ء من العلو

 2-  عم، ]إعلام الورى[ من معجزاته ص حديث الغار و أنه ص لما آوى إلى غار بقرب مكة يعتوره النزال و يأوي إليه الرعاء متوجهة إلى الهجرة فخرج القوم في طلبه فعمى الله أثره و هو نصب أعينهم و صدهم عنه و أخذ بأبصارهم دونه و هم دهاة العرب و بعث سبحانه العنكبوت فنسجت في وجه النبي ص فسترته و آيسهم ذلك من الطلب فيه و في ذلك يقول السيد الحميري في قصيدته المعروفة بالمذهبة

حتى إذا قصدوا لباب مغاره ألفوا عليه نسج غزل العنكب‏صنع الإله له فقال فريقهم ما في المغار لطالب من مطلب‏ميلوا و صدهم المليك و من يرد عنه الدفاع مليكه لا يعطب

و بعث الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بعصيهم و هراواهم و سيوفهم حتى إذا كانوا من النبي بقدر أربعين ذراعا تعجل رجل منهم لينظر من في الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا له ما لك لا تنظر في الغار فقال رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أن ليس فيه أحد و سمع النبي ص ما قال فدعا لهن النبي ص و فرض جزاءهن فانحدرن في الحرم

 3-  كا، ]الكافي[ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله ع قال سمت اليهودية النبي ص في ذراع و كان النبي ص يحب الذراع و الكتف و يكره الورك لقربها من المبال

 4-  كا، ]الكافي[ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن من وراء اليمن واديا يقال له وادي برهوت و لا يجاور ذلك الوادي إلا الحيات السود و البوم من الطير في ذلك الوادي بئر يقال لها بلهوت يغدى و يراح إليها بأرواح المشركين يسقون من ماء الصديد خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم الذريح لما أن بعث الله عز و جل محمدا ص صاح عجل لهم فيهم و ضرب بذنبه فنادى فيهم يا آل الذريح بصوت فصيح أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله قالوا لأمر ما أنطق الله هذا العجل قال فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها و نزل فيها سبعة منهم و حملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ثم رفعوا شراعا و سيبوها في البحر فما زالت تسير بهم حتى رمت بهم بجدة فأتوا النبي ص فقال لهم النبي ص أنتم أهل الذريح نادى فيكم العجل قالوا نعم قالوا اعرض علينا يا رسول الله الدين و الكتاب فعرض عليهم رسول الله ص الدين و الكتاب و السنن و الفرائض و الشرائع كما جاء من عند الله عز ذكره و ولى عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم فما بينهم اختلاف حتى الساعة

 5-  كنز الكراجكي، روي أن ذئبا شد على غنم لأهبان بن أنس فأخذ منها شاة فصاح به فخلاها ثم نطق الذئب فقال أخذت مني رزقا رزقنيه الله فقال أهبان سبحان الله ذئب يتكلم فقال الذئب أعجب من كلامي أن محمدا يدعو الناس إلى التوحيد بيثرب و لا يجاب فساق أهبان غنمه و أتى إلى المدينة فأخبر رسول الله ص بما رآه فقال هذه غنمي طعمة لأصحابك فقال أمسك عليك غنمك فقال لا و الله لا أسرحها أبدا بعد يومي هذا فقال اللهم بارك عليه و بارك له طعمته فأخذها أهل المدينة فلم يبق في المدينة بيت إلا ناله منها

 6-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن علي بن مالك النحوي عن محمد بن عبد الواحد الزاهد عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري أنه قال بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فهجهج به الرجل و رماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته قال فأقبل الذئب حتى أقعى مستثفرا بذنبه مقابلا للرجل ثم قال له أ ما اتقيت الله جل و عز حلت بيني و بين شاة رزقنيها الله فقال الرجل تالله ما سمعت كاليوم قط فقال الذئب مم تعجب فقال أعجب من مخاطبتك إياي فقال الذئب أعجب من ذلك رسول الله بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا و يحدثهم بما هو آت و أنت هاهنا تتبع غنمك فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى إذا أحلها فناء قرية الأنصار سأل عن رسول الله ص فصادفه في بيت أبي أيوب فأخبره خبر الذئب فقال له رسول الله صدقت احضر العشية فإذا رأيت الناس قد اجتمعوا فأخبرهم ذلك فلما صلى رسول الله ص الظهر و اجتمع الناس إليه أخبرهم الأسلمي خبر الذئب فقال رسول الله ص صدق صدق صدق تلك الأعاجيب بين يدي الساعة أما و الذي نفس محمد بيده ليوشك الرجل أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده

  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أبي سعد مثله بيان هش الورق يهشه و يهشه ضربه بعصا لتسقط و هجهج بالسبع صاح و الاستثفار إدخال الكلب ذنبه بين فخذيه حتى يلزقه ببطنه قوله بما خلا أي مضى

 7-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن أبي جميلة عن سعد بن ظريف عن الأصبغ عن علي ع قال إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها عبدة فقالوا يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن بني إسرائيل و هدم اليهودية و قد غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السم له و هم جاعلون لك جعلا على أن تسميه في هذه الشاة فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها و أتت رسول الله ص فقالت يا محمد قد علمت ما توجب لي من حق الجوار و قد حضرني رؤساء اليهود فزيني بأصحابك فقام رسول الله ص و معه علي ع و أبو دجانة و أبو أيوب و سهل بن حنيف و جماعة من المهاجرين فلما دخلوا و أخرجت الشاة سدت اليهود آنافها بالصوف و قاموا على أرجلهم و توكئوا على عصيهم فقال لهم رسول الله ص اقعدوا فقالوا إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد و كرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا مايتأذى به و كذبت اليهود عليها لعنة الله إنما فعلت ذلك مخافة سورة السم و دخانه فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت مه يا محمد لا تأكلني فإني مسمومة فدعا رسول الله ص عبدة فقال لها ما حملك على ما صنعت فقالت قلت إن كان نبيا لم يضره و إن كان كاذبا أو ساحرا أرحت قومي منه فهبط جبرئيل ع فقال السلام يقرئك السلام و يقول قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن و به عز كل مؤمن و بنوره الذي أضاءت به السماوات و الأرض و بقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد و انتكس كل شيطان مريد من شر السم و السحر و اللمم بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا هو وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً فقال النبي ص ذلك و أمر أصحابه فتكلموا به ثم قال كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا

 8-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عن أمير المؤمنين ع مثله و زاد بعد قوله و سهل بن حنيف

 و في خبر و سلمان و المقداد و عمار و صهيب و أبو ذر و بلال و البراء بن معرور

 ثم قال بعد تمام الخبر و في خبر أن البراء بن معرور أخذ منه لقمة أول القوم فوضعها في فيه فقال له أمير المؤمنين ع لا تتقدم رسول الله في كلام له جاءت به هذه و كانت يهودية و لسنا نعرف حالها فإن أكلته بأمر رسول الله فهو الضامن لسلامتك منه و إذا أكلته بغير إذنه وكلك إلى نفسك فنطق الذراع و سقط البراء و مات

 و روي أنها كانت زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مسلم و الآكل كان بشر بن البراء بن معرور و أنه دخلت أمه على النبي ص عند وفاته فقال يا أم بشر ما زالت أكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري و لذلك يقال إن النبي ص مات شهيدا

 و عن عروة بن الزبير أن النبي ص بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه

 و في رواية أربع سنين و هو الصحيح

 بيان قوله قد غالى اليهود أي أخذوه بالثمن الغالي و بالغوا فيه و اللمم بالتحريك طرف من الجنون و مس الجن و صغائر الذنوب و الأبهر عرق إذا انقطع مات صاحبه و هما أبهران يخرجان من القلب ثم ينشعب منهما سائر الشرايين

 9-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ المفيد عن عمر بن محمد الصيرفي عن الحسين بن إسماعيل الضبي عن عبد الله بن شبيب عن هارون بن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن زكريا بن إسماعيل الزيدي من ولد زيد بن ثابت عن أبيه عن عمه سلمان بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال خرجنا جماعة من الصحابة في غزاة من الغزوات مع رسول الله ص حتى وقفنا في مجمع طرق فطلع أعرابي بخطام بعير حتى وقف على رسول الله و قال السلام عليك يا رسول الله و رحمة الله و بركاته فقال له رسول الله ص و عليك السلام قال كيف أصبحت بأبي أنت و أمي يا رسول الله قال له أحمد الله إليك كيف أصبحت قال كان وراء البعير الذي يقوده الأعرابي رجل فقال يا رسول الله إن هذا الأعرابي سرق البعير فرغا البعير ساعة و أنصت له رسول الله ص يستمع رغاءه قال ثم أقبل رسول الله على الرجل فقال انصرف عنه فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب قال فانصرف الرجل و أقبل رسول الله ص على الأعرابي فقال أي شي‏ء قلت حين جئتني قال قلت اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة اللهم بارك على محمد حتى لا تبقى بركة اللهم سلم على محمد حتى لا يبقى سلام اللهم ارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة فقال رسول الله ص إني أقول ما لي أرى البعير ينطق بعذره و أرى الملائكة قد سدوا الأفق

 10-  ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ جماعة عن أبي المفضل عن أحمد بن عبد الله بن عمار الثقفي الكاتب عن علي بن محمد النوفلي عن محمد بن الحارث الدهني عن القاسم بن الفضل عن عباد المنقري عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال مر رسول الله ص بظبية مربوطة بطنب فسطاط فلما رأت رسول الله ص أطلق الله عز و جل لها من لسانها فكلمته فقالت يا رسول الله إني أم خشفين عطشانين و هذا ضرعي قد امتلأ لبنا فخلني حتى أنطلق فأرضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت فقال لها رسول الله ص كيف و أنت ربيطة قوم و صيدهم قالت بلى يا رسول الله أنا أجي‏ء فتربطني كما كنت أنت بيدك فأخذ عليها موثقا من الله لتعودن و خلى سبيلها فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت قد فرغت ما في ضرعها فربطها نبي الله كما كانت ثم سأل لمن هذا الصيد قالوا يا رسول الله هذه لبني فلان فأتاهم النبي ص و كان الذي اقتنصها منهم منافقا فرجع عن نفاقه و حسن إسلامه فكلمه النبي ص ليشتريها منه قال بلى أخلي سبيلها فداك أبي و أمي يا نبي الله فقال رسول الله ص لو أن البهائم يعلمون من الموت ما تعلمون أنتم ما أكلتم منها سمينا

 إيضاح الطنب بضمتين حبل الخباء و الخشف مثلثة ولد الظبي أول ما يولد أو أول مشيه و اقتنصه اصطاده

 11-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبيه عن سعد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص ذات يوم قاعدا إذ مر به بعير فبرك بين يديه و رغا فقال عمر يا رسول الله أ يسجد لك هذا الجمل فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل فقال لا بل اسجدوا لله إن هذا الجمل يشكو أربابه و يزعم أنهم انتجوه صغيرا و اعتملوا فلما كبر و صار أعون كبيرا ضعيفا أرادوا نحره و لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ثم قال أبو عبد الله صلوات الله عليه ثلاثة من البهائم أنطقها الله تعالى على عهد النبي ص الجمل و كلامه الذي سمعت و الذئب فجاء إلى النبي ص فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله ص أصحاب الغنم فقال افرضوا للذئب شيئا فشحوا فذهب ثم عاد إليه الثانية فشكا الجوع فدعاهم فشحوا ثم جاء الثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحوا فقال رسول الله ص اختلس و لو أن رسول الله ص فرض للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه شيئا حتى تقوم الساعة و أما البقرة فإنها آذنت بالنبي ص و دلت عليه و كانت في نخل لبني سالم من الأنصار فقالت يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لا إله إلا الله رب العالمين و محمد رسول الله سيد النبيين و علي وصيه سيد الوصيين

 ختص، ]الإختصاص[ الخشاب مثله بيان قوله أعون لعله مأخوذ من العوان و هو النصف من كل حيوان و من البقر و الخيل التي نتجت بعد بطنها البكر و المتعاونة المرأة الطاعنة في السن و في بعض النسخ بالواو و الراء و هو الذي ذهب حس إحدى عينيه و الضعيف الجبان و ذريح أبو حي قولها عمل نجيح خبر مبتدإ محذوف أي ما أدلكم عليه عمل يوجب النجح و الظفر بالمطلوب و النجيح الصواب من الرأي و نجح أمره تيسر و سهل

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن الصادق ع إلى قوله أن تسجد لزوجها

 12-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن الذئاب جاءت إلى النبي ص تطلب أرزاقها فقال لأصحاب الغنم إن شئتم صالحتها على شي‏ء تخرجوه إليها و لا يرزأ من أموالكم شيئا و إن شئتم تركتموها تعدوا و عليكم حفظ أموالكم قالوا بل نتركها كما هي تصيب منا ما أصابت و نمنعها ما استطعنا

 بيان قال الفيروزآبادي رزأه ماله كجعله و عمله رزأ بالضم أصاب منه شيئا

 13-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه و أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن ناضحا كان لرجل من الناس فلما أسن قال بعض أصحابه لو نحرتموه فجاء البعير إلى رسول الله ص فجعل يرغو فأرسل رسول الله ص إلى صاحبه فلما جاء قال له النبي ص إن هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى هرم و أنه قد نفعكم و أنكم أردتم نحره قال فقال صدق فقال رسول الله ص لا تنحروه و دعوه قال فتركوه

 14-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال بينا نحن قعود مع رسول الله ص إذ أقبل بعير حتى برك و رغا و تسافلت دموعه على عينيه فقال رسول الله ص لمن هذا البعير فقيل لفلان الأنصاري قال علي به قال فأتي به فقال له بعيرك هذا يشكوك قال و يقول ما ذا يا رسول الله قال يزعم أنك تستكده و تجوعه قال صدق يا رسول الله ليس لنا ناضح غيره و أنا رجل معيل قال فهو يقول لك استكدني و أشبعني فقال يا رسول الله نخفف عنه و نشبعه قال فقام البعير فانصرف

  بيان استكده أي طلب منه الكد و الشدة و الإلحاح في العمل

 15-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ بهذا الإسناد عن جابر قال بينا نحن يوما من الأيام عند رسول الله ص قعود إذ أقبل بعير حتى برك و رغا و تسيل دموعه قال ص لمن هذا البعير قالوا لفلان قال علي به فقال له بعيرك هذا يزعم أنه ربى صغيركم و كد على كبيركم ثم أردتم أن تنحروه قالوا يا رسول الله لنا وليمة فأردنا أن ننحره قال فدعوه لي قال فتركوه فأعتقه رسول الله ص فكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر فكان العواتق يجبين له حتى يجي‏ء فيقلن هذا عتيق رسول الله ص فسمن حتى تضايق به جلده

 بيان العاتق الجارية أول ما أدركت

 16-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ ابن يزيد عن عبد الحميد بن سالم عن هارون بن خارجة أو غيره عن أبي عبد الله ع قال قالت الناقة ليلة نفروا بالنبي لرسول الله ص لا و الله لا أزلت خفا عن خف و لو قطعت إربا إربا

 بيان الإرب بالكسر العضو

 17-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ عن ابن عباس قال جاء أعرابي من بني سليم و معه ضب اصطاده في البرية في كمه فقال لا أؤمن بك حتى ينطق هذا الضب فقال النبي ص يا ضب من أنا فقال أنت محمد بن عبد الله اصطفاك الله حبيبا فأسلم السلمي

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ مثله

 18-  ختص، ]الإختصاص[ ير، ]بصائر الدرجات[ السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عمرو بن صهبان عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن جابر بن عبد الله قال لما أقبل رسول الله ص من غزوة ذات الرقاع و هي غزوة بني ثعلبة من غطفان حتى إذا كان قريبا من المدينة إذا بعير حل يرقل حتى انتهى إلى رسول الله ص فوضع جرانه على الأرض ثم خرخر فقال رسول الله ص هل تدرون ما يقول هذا البعير قالوا الله و رسوله أعلم قال إنه أخبرني أن صاحبه عمل عليه حتى إذا أكبره و أدبره و أهزله أراد أن ينحره و يبيع لحمه ثم قال رسول الله ص يا جابر اذهب به إلى صاحبه فأتني به فقلت لا أعرف صاحبه قال هو يدلك قال فخرجت معه حتى انتهيت إلى بني واقف فدخل في زقاق فإذا بمجلس فقالوا يا جابر كيف تركت رسول الله ص و كيف تركت المسلمين قلت صالحون و لكن أيكم صاحب هذا البعير فقال بعضهم أنا فقلت أجب رسول الله ص قال ما لي قلت استعدى عليك بعيرك قال فجئت أنا و هو و البعير إلى رسول الله ص فقال إن بعيرك أخبرني أنك عملت عليه حتى إذا أكبرته و أدبرته و أهزلته أردت نحره و بيع لحمه قال الرجل قد كان ذلك يا رسول الله ص قال بعه مني قال بل هو لك يا رسول الله ص قال بل بعه مني فاشتراه رسول الله ص ثم ضرب على صفحته فتركه يرعى في ضواحي المدينة فكان الرجل منا إذا أراد الروحة و الغدوة منحه رسول الله ص فقال جابر رأيته و قد ذهب عنه دبره و صلح

 إيضاح أرقل أسرع و جران البعير بالكسر مقدم عنقه و الضواحي النواحي و دبر و أدبر صار ذا دبر بالتحريك و هو قرحة الدابة

 19-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن إسماعيل بن سعيد عن أحمد بن عبد الله بن نصر عن إبراهيم بن سهل عن حسان بن أغلب بن تميم عن أبيه عن هشام بن حسان عن الحسن بن ظبية بن محصن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان النبي ص يمشي في الصحراء فناداه مناد يا رسول الله مرتين فالتفت فلم ير أحدا ثم ناداه فالتفت فإذا هو بظبية موثقة فقالت إن هذا الأعرابي صادني و لي خشفان في ذلك الجبل أطلقني حتى أذهب و أرضعهما و أرجع فقال و تفعلين قالت نعم إن لم أفعل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فأتاه الأعرابي فقال يا رسول الله أطلقها فأطلقها فخرجت تعدو و تقول أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن أم سلمة مثله

 20-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أبي حامد عن ابن سعدان عن أبي الخير بن بندار بن يعقوب عن جعفر بن درستويه عن اليمان بن سعيد عن يحيى بن عبد الله عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال كنا جلوسا عند رسول الله ص إذ دخل أعرابي على ناقة حمراء فسلم ثم قعد فقال بعضهم إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقها قال أقم بينة فقالت الناقة التي تحت الأعرابي و الذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني و لا ملكني أحد سواه فقال رسول الله ص يا أعرابي ما الذي قلت حتى أنطقها الله بعذرك قال قلت اللهم إنك لست برب استحدثناك و لا معك إله أعانك على خلقنا و لا معك رب فيشركك في ربوبيتك أنت ربنا كما تقول و فوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبرأني ببراءتي فقال النبي ص و الذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يكتبون مقالتك ألا و من نزل به مثل ما نزل بك فليقل مثل مقالتك و ليكثر الصلاة علي

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ مرسلا مثله

 21-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن عبد الله بن حامد عن أحمد بن حمدان عن عمرو بن محمد عن محمد بن مؤيد عن عبد الله بن محمد بن عقبة عن أبي حذيفة عن عبد الله بن حبيب الهذلي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي منصور قال لما فتح الله على نبيه خيبر أصابه حمار أسود فكلم النبي الحمار فكلمه و قال أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا لم يركبها إلا نبي و لم يبق من نسل جدي غيري و لا من الأنبياء غيرك و قد كنت أتوقعك كنت قبلك ليهودي أعثر به عمدا فكان يضرب بطني و يضرب ظهري فقال النبي ص سميتك يعفور ثم قال تشتهي الإناث يا يعفور قال لا و كلما قيل أجب رسول الله ص خرج إليه فلما قبض رسول الله ص جاء إلى بئر فتردى فيها فصارت قبره جزعا

 22-  كا، ]الكافي[ محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله ع و ذكر وصية النبي ص و ما أعطاه أمير المؤمنين إلى أن قال و الحمار عفير فقال اقبضها في حياتي فذكر أمير المؤمنين ع أن أول شي‏ء من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول الله ص قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني حطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت قبره

  -23  و روي أن أمير المؤمنين ع قال إن ذلك الحمار كلم رسول الله ص فقال بأبي أنت و أمي إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه فمسح على كفله ثم قال يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين و خاتمهم و الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار

 24-  ص، ]قصص الأنبياء عليهم السلام[ الصدوق عن أحمد بن الحسين عن جعفر بن شاذان عن جعفر بن علي بن نجيح عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن مصعب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال كان رسول الله ص إذا أراد حاجة أبعد في المشي فأتى يوما واديا لحاجة فنزع خفه و قضى حاجته ثم توضأ و أراد لبس خفه فجاء طائر أخضر فحمل الخف فارتفع به ثم طرحه فخرج منه أسود فقال رسول الله ص هذه كرامة أكرمني الله بها اللهم إني أعوذ بك من شر مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ و من شر مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ و من شر مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ و من شر كل ذي شر و من شر كل دابة أنت آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

 25-  ير، ]بصائر الدرجات[ أحمد بن محمد عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سم رسول الله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال يا رسول الله إني مسموم قال فقال النبي ص عند موته اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر و ما من نبي و لا وصي إلا شهيد

 بيان المطايا جمع المطية و هي الدابة و لعلها استعيرت هنا لما يعتمد عليه الإنسان من الأعضاء و القوى و يحتمل أن يكون في الأصل مطاي أي ظهري فصحف

 26-  ير، ]بصائر الدرجات[ إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال سمت اليهودية النبي ص في ذراع قال و كان رسول الله ص يحب الذراع و الكتف و يكره الورك لقربها من المبال قال لما أوتي بالشواء أكل من الذراع و كان يحبها فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع يا رسول الله إني مسموم فتركه و ما زال ينتفض به سمه حتى مات ص

 27-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن رجلا كان في غنمه يرعاها فأغفلها سويعة من نهاره فأخذ الذئب منها شاة فجعل يتلهف و يتعجب فطرح الذئب الشاة ثم كلمه بكلام فصيح أنتم أعجب هذا محمد يدعو إلى الحق ببطن مكة و أنتم عنه لاهون فأبصر الرجل رشده فأقبل حتى أسلم و حدث القوم بقصته و أولاده يفتخرون على العرب بذلك فيقول أحدهم أنا ابن مكلم الذئب

 28-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ص أتي بشاة مسمومة أهدتها له امرأة يهودية و معه أصحابه فرفع يده ثم قال ارفعوا أيديكم فإنها لتخبرني أنها مسمومة

 29-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن قوما من عبد القيس أتوه بغنم لهم فسألوه أن يجعل لهم علامة يعرفونها بها فغمز بإصبعه في أصول آذانها فابيضت فهي إلى اليوم معروفة النسل

 30-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص كان في أصحابه إذ جاءه أعرابي معه ضب قد صاده و جعله في كمه قال من هذا قالوا هذا النبي قال و اللات و العزى ما أحد أبغض إلي منك و لو لا أن تسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فقال ما حملك على ما قلت آمن بالله قال لا آمنت أو يؤمن بك هذا الضب و طرحه فقال النبي ص يا ضب فأجابه الضب بلسان عربي يسمعه القوم لبيك و سعديك يا زين من وافى القيامة قال من تعبد قال الذي في السماء عرشه و في الأرض سلطانه و في البحر سبيله و في الجنة رحمته و في النار عقابه قال فمن أنا يا ضب قال رسول رب العالمين و خاتم النبيين و قد أفلح من صدقك و خاب من كذبك قال الأعرابي لا أتبع أثرا بعد عين لقد جئتك و ما على ظهر الأرض أحد أبغض إلي منك و إنك الآن أحب إلي من نفسي و والدي أشهد أن لا إله إلا الله و أنك محمد رسول الله فرجع إلى قومه و كان من بني سليم فأخبرهم بالقصة فآمن ألف إنسان منهم

 31-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص بعث برجل يقال له سفينة بكتاب إلى معاذ و هو باليمن فلما صار في بعض الطريق إذا هو بأسد رابض في الطريق فخاف أن يجوز فقال أيها الأسد إني رسول رسول الله إلى معاذ و هذا كتابه إليه فهرول الأسد قدامه غلوة ثم همهم ثم خرج ثم تنحى عن الطريق فلما رجع بجواب الكتاب فإذا بالسبع في الطريق ففعل مثل ذلك فلما قدم على النبي ص أخبره بذلك فقال إنه قال في المرة الأولى كيف رسول الله و قال في المرة الثانية أقرئ رسول الله السلام

 32-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن النبي ص كان في سفر إذ جاء بعير فضرب الأرض بجرانه و بكى حتى ابتل ما حوله من الدموع فقال هل تدرون ما يقول إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره غدا فقال النبي ص لصاحبه تبيعه فقال ما لي مال أحب إلي منه فاستوصى به خيرا

  -33  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن ثورا أخذ ليذبح فتكلم فقال رجل يصيح لأمر نجيح بلسان فصيح بأعلى مكة لا إله إلا الله فخلي عنه

 34-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أنس قال إن النبي ص دخل حائطا للأنصار و فيه غنم فسجدت له فقال أبو بكر نحن أحق لك بالسجود من هذا الغنم فقال إنه لا ينبغي أن يسجد أحد لأحد و لو جاز ذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

 35-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عبد الله بن أبي أوفى قال بينما نحن قعود عند النبي ص إذا أتاه آت فقال ناضح آل فلان قد ند عليهم فنهض و نهضنا معه فقلنا لا تقربه فإنا نخافه عليك فدنا من البعير فلما رآه سجد له ثم وضع رسول الله يده على رأس البعير فقال هات الشكال فوضعه في رأسه و أوصاهم به خيرا

 36-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه ص مر على بعير ساقط فبصبص له فقال إنه يشكو ولاية أهله و سأله أن يخرج عنهم فسأل عن أصحابه فأتاه صاحبه فقال بعه و أخرجه عنك و البعير يرغو ثم نهض و تبع النبي ص فقال يسألني أن أتولى أمره فباعه من علي ع فلم يزل عنده إلى أيام صفين

 37-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن امرأة عبد الله بن مشكم أتته بشاة مسمومة و مع النبي ص بشر بن البراء بن عازب فتناول النبي ص الذراع فتناول بشر الكراع فأما النبي ص فلاكها و لفظها و قال إنها لتخبرني أنها مسمومة و أما بشر فلاك المضغة و ابتلعها فمات فأرسل إليها فأقرت فقال ما حملك على ما فعلت قالت قتلت زوجي و أشراف قومي فقلت إن كان ملكا قتلته و إن كان نبيا فسيطلعه الله

  -38  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن سعد بن عبادة أتاه عشية و هو صائم فدعاه إلى طعامه و دعا معه عليا ع فلما أكلوا قال النبي ص نبي و وصي أفطرا عندك و أكل طعامك الأبرار و أفطر عندك الصائمون و صلت عليك الملائكة فحمله سعد على حمار قطوف و ألقى عليه قطيفة و إنه لهملاج لا يساير

 39-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن ابن الأعرابي أن سفينة مولى رسول الله ص قال خرجت غازيا فكسر بي فغرق المركب و ما فيه و أقبلت و ما علي إلا خرقة قد اتزرت بها و كنت على لوح و أقبل اللوح يرمي بي على جبل في البحر فإذا صعدت و ظننت أني نجوت جاءتني موجه فانتسفتني ففعلت بي مرارا ثم إني خرجت أستند على شاطئ البحر فلم يلحقني فحمدت الله على سلامتي فبينما أنا أمشي إذ بصر بي أسد فأقبل نحوي يريد أن يفترسني فرفعت يدي إلى السماء فقلت اللهم إني عبدك و مولى نبيك نجيتني من الغرق أ فتسلط علي سبعك فألهمت أن قلت أيها السبع أنا سفينة مولى رسول الله احفظ رسول الله في مولاه فو الله إنه لترك الزئير و أقبل كالسنور يمسح خده بهذه الساق مرة و بهذه الساق أخرى و هو ينظر في وجهي مليا ثم طأطأ ظهره و أومأ إلي أن اركب فركبت ظهره فخرج يخب بي فما كان بأسرع من أن هبط جزيرة و إذا فيها من الشجر و الثمار و عين عذبة من ماء فدهشت فوقف و أومأ إلي أن انزل فنزلت فبقي واقفا حذاي ينظر فأخذت من تلك الثمار و أكلت و شربت من ذلك الماء فرويت فعمدت إلى ورقة فجعلتها لي مئزرا و اتزرت بها و تلحفت بأخرى و جعلت ورقة شبيها بالمزود فملأتها من تلك الثمار و بللت الخرقة التي كانت معي لأعصرها إذا احتجت إلى الماء فأشربه فلما فرغت مما أردت أقبل إلي فطأطأ ظهره ثم أومأ إلي أن اركب فلما ركبت أقبل بي نحو البحر في غير الطريق الذي أقبلت منه فلما جزت على البحر إذا مركب سائر في البحر فلوحت لهم فاجتمع أهل المركب يسبحون و يهللون و يرون رجلا راكبا أسدا فصاحوا يا فتى من أنت أ جني أم إنسي قلت أنا سفينة مولى رسول الله ص رعى الأسد في حق رسول الله ففعل ما ترون فلما سمعوا ذكر رسول الله حطوا الشراع و حملوا رجلين في قارب صغير و دفعوا إليهما ثيابا فجاءا إلي و نزلت من الأسد و وقف ناحية مطرقا ينظر ما أصنع فرميا إلي بالثياب و قالا البسها فلبستها فقال أحدهما اركب ظهري حتى أحملك إلى القارب أ يكون السبع أرعى لحق رسول الله من أمته فأقبلت على الأسد فقلت جزاك الله خيرا عن رسول الله فو الله لنظرت إلى دموعه تسيل على خده ما يتحرك حتى دخلت القارب و أقبل يلتفت إلي ساعة حتى غبنا عنه

 بيان انتسفه قلعه و الزئير صوت الأسد من صدره و الخبب بالتحريك ضرب من العدو و لوح بالشي‏ء أشار به و القارب السفينة الصغيرة

 40-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن جابر عن عمار بن ياسر أنه كان مع رسول الله ص في بعض غزواته قال فلما خرجنا من المدينة تأخر عنا رسول الله ص ثم أقبل خلفنا فانتهى إلي و قد قام جملي و برك في الطريق و تخلفت عن الناس بسبب ذلك فنزل رسول الله ص عن راحلته فأخذ من الإداوة ماء في فمه ثم رشه على الجمل و صاح به فنهض كأنه ظبي فقال لي اركبه و سر فركبته و سرت مع رسول الله ص فو الله ما كانت ناقة رسول الله العضباء تفوته فقال لي ما تبيعني الجمل قلت هو لك يا رسول الله قال لا إلا بثمن قلت تعطي من الثمن ما شئت قال مائة درهم قلت قد بعتك قال و لك ظهره إلى المدينة فلما رجعنا و نزلنا المدينة حططت عنه رحلي و أخذت بزمامه فقدمت إلى باب دار رسول الله ص فقال وفيت يا عمار فقلت الواجب هذا يا رسول الله فقال يا أنس ادفع إلى عمار مائة درهم لثمن الجمل و رد عليه الجمل هدية منا إليه لينتفع به قال جابر و كنا يوما جلوسا حوله ص في مسجده فأخذ كفا من حصى المسجد فنطقت الحصيات كلها في يده بالتسبيح ثم قذف بها إلى موضعها في المسجد

 41-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن قوما أتوا النبي شكوا بعيرا لهم جن و قد خرب بستانا لهم فمشى ص إلى بستانهم فلما فتحوا الباب صدم البعير فلما رأى النبي ص وقع في التراب و جعل يصيح بحنين فقال النبي إنه يشكوكم و يقول عملت سنين و أتعبتموني في حوائجكم فلما أن كبرت أردتم أن تنحروني قالوا قد كان كذلك و قد وهبناه لك يا رسول الله قال ص بل بيعونيه فابتاعه و أعتقه فكان يطوف في المدينة و يعلفه أهلها و يقولون عتيق رسول الله

 بيان الصدم الدفع

 42-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن الوليد بن عبادة بن الصامت قال بينما جابر بن عبد الله يصلي في المسجد إذ قام إليه أعرابي فقال أخبرني هل تكلم بهيمة على عهد رسول الله ص قال نعم دعا النبي ص على عتبة بن أبي لهب فقال أكلك كلب الله فخرج رسول الله ص يوما في صحب له حتى إذا نزلنا على مبقلة بمكة خرج عتبة مستخفيا فنزل في أقاصي أصحاب النبي ص و الناس لا يعلمون ليقتل محمدا فلما هجم الليل إذا أسد قبض على عتبة ثم أخرجه خارج الركب ثم زأر زئيرا لم يبق أحد من الركب إلا أنصت له ثم نطق بلسان طلق و هو يقول هذا عتبة بن أبي لهب خرج من مكة مستخفيا يزعم أنه يقتل محمدا ثم مزقه قطعا قطعا فلم يأكل منه ثم قال جابر و قد تثمل قوم من آل ذريح و فتيات لهم ليلة فبينما هم في لهوهم و لعبهم إذ صعد عجل على رابية و قال لهم بلسان ذلق يا آل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح ببطن مكة يدعوهم إلى قول لا إله إلا الله فأجيبوه فترك القوم لهوهم و لعبهم و أقبلوا إلى مكة فدخلوا في الإسلام مع رسول الله ثم قال جابر لقد تكلم ذئب أتى غنما ليصيب منها فجعل الراعي يصده و يمنعه فلم ينته فقال عجبا لهذا الذئب فقال يا هذا أعجب مني محمد بن عبد الله القرشي يدعوكم ببطن مكة إلى قول لا إله إلا الله يضمن لكم عليه الجنة و تأبون عليه فقال الراعي يا لك من طامة من يرعى الغنم حتى آتيه فأؤمن به قال الذئب أنا أرعى الغنم فخرج و دخل مع رسول الله في الإسلام ثم قال جابر و لقد تكلم بعير كان لآل النجار شرد عنهم و منعهم ظهره فاحتالوا له بكل حيلة فلم يجدوا إلى أخذه من سبيل فأخبروا النبي ص فخرج إليه فلما بصر به البعير برك خاضعا باكيا فالتفت النبي إلى بني النجار فقال ألا إنه يشكوكم أنكم قللتم علفه و أثقلتم ظهره فقالوا إنه ذو منعة لا يتمكن منه فقال انطلق مع أهلك فانطلق ذليلا ثم قال جابر لقد تكلم ظبية اصطادها قوم من الصحابة فشدوها إلى جانب رحلهم فمر النبي ص فنادته يا نبي الله يا رسول الله فقال أيتها النجداء ما شأنك قالت إني حافل و لي خشفان فخلني حتى أرضعهما و أعود فأطلقها ثم مضى فلما رجع إذا الظبية قائمة فجعل النبي ص يوثقها فحس أهل الرحل به فحدثهم بحديثها قالوا و هي لك فأطلقها فتكلمت بالشهادتين

 بيان المبقلة موضع البقل و يقال كل نبات اخضرت له الأرض فهو بقل و الثمل محركة السكر و تثمل ما في الإناء تحساه و الرابية ما ارتفع من الأرض قوله يا لك من طامة النداء للتعجب نحو يا للماء و من للبيان و الطامة الأمر العظيم و الداهية الكبرى و النجد ما أشرف من الأرض و الدليل الماهر و الشجاع الماضي فيما يعجز غيره و الكرب و الغم و النجود من الإبل و الأتن الطويلة العنق و الناقة الماضية و المتقدمة و النجدة الشجاعة و الشدة و الهول و الفزع و الحافل الممتلئ ضرعها لبنا

 43-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سلمان قال كنت قاعدا عند النبي ص إذ أقبل أعرابي فقال يا محمد أخبرني بما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق و أؤمن بإلهك و أتبعك فالتفت النبي ص إلى علي ع فقال حبيبي علي يدلك فأخذ ع بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء و قال اللهم إني أسألك بحق محمد و أهل بيت محمد و بأسمائك الحسنى و بكلماتك التامات لما أنطقت هذه الناقة حتى تخبر بما في بطنها فإذا الناقة قد التفتت إلى علي ع و هي تقول يا أمير المؤمنين إنه ركبني يوما و هو يريد زيارة ابن عم له فلما انتهى بي إلى واد يقال له وادي الحسك نزل عني و أبركني في الوادي و واقعني فقال الأعرابي ويحكم أيكم النبي هذا أو هذا قيل هذا النبي و هذا أخوه و وصيه فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و سأل النبي ص أن يسأل الله ليكفيه ما في بطن ناقته فكفاه و أسلم و حسن إسلامه

 44-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن أبي ذر قال دخلت على النبي ص يوما فقال ما فعلت غنيماتك قلت إن لها قصة عجيبة بينما أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي فقلت في نفسي لا أقطع الصلاة فأخذ حملا فذهب به و أنا أحس به إذ أقبل على الذئب أسد فاستنقذ الحمل و رده في القطيع ثم ناداني يا أبا ذر أقبل على صلاتك فإن الله قد وكلني بغنمك فلما فرغت قال لي الأسد امض إلى محمد فأخبره أن الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك و وكل أسدا بغنمه فعجب من حول النبي ص

 45-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ أبو هريرة و عائشة جاء أعرابي إلى النبي ص و في يده ضب فقال يا محمد لا أسلم حتى تسلم هذه الحية فقال النبي ص من ربك فقال الذي في السماء ملكه و في الأرض سلطانه و في البحر عجائبه و في البر بدائعه و في الأرحام علمه ثم قال يا ضب من أنا قال أنت رسول رب العالمين و زين الخلق يوم القيامة أجمعين و قائد الغر المحجلين قد أفلح من آمن بك و أسعد فقال الأعرابي أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ثم ضحك و قال دخلت عليك و كنت أبغض الخلق إلي و أخرج و أنت أحبهم إلي فلما بلغ الأعرابي منزله استجمع أصحابه و أخبرهم بما رأى فقصدوا نحو النبي ص بأجمعهم فاستقبلهم النبي ص فأنشأ الأعرابي

ألا يا رسول الله إنك صادق فبوركت مهديا و بوركت هادياشرعت لنا دين الحنيفي بعد ما عندنا كأمثال الحمير الطواغيافيا خير مدعو و يا خير مرسل إلى الإنس ثم الجن لبيك داعياأتيت ببرهان من الله واضح فأصبحت فينا صادق القول راضيافبوركت في الأقوام حيا و ميتا و بوركت مولودا و بوركت ناشيا

 و روي أن اسم الأعرابي سعد بن معاذ السلمي فسر النبي ص بإسلامهم و أمر الأعرابي عليهم

 زيد بن أرقم و أنس و أم سلمة و الصادق ع أنه مر بظبية مربوطة بطنب خيمة يهودي فقالت يا رسول الله إني أم خشفين عطشانين و هذا ضرعي قد امتلأ لبنا فخلني حتى أرضعها ثم أعود فتربطني فقال أخاف أن لا تعودي قالت جعل الله علي عذاب العشارين إن لم أعد فخلى سبيلها فخرجت و حكت لخشفيها ما جرى فقالا لا نشرب اللبن و ضامنك رسول الله في أذى منك فخرجت مع خشفيها إلى رسول الله ص و أثنت عليه و جعلا يمسحان رءوسهما برسول الله فبكى اليهودي و أسلم و قال قد أطلقتها و اتخذ هناك مسجدا فخنق رسول الله ص في أعناقها بسلسلة و قال حرمت لحومكم على الصيادين ثم قال لو أن البهائم يعلمون من الموت الخبر

 و في رواية زيد فأنا و الله رأيتها تسبح في البرية و هي تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله

 و روي أن الرجل اسمه أهيب بن سماع

 عروة بن الزبير أنه لما فتح خيبر كان في سهم رسول الله ص أربعة أزواج ثقالا و أربعة أزواج خفافا و عشرة أواقي ذهبا و فضة و حمار أقمر فلما ركبه رسول الله نطق و قال يا رسول الله أنا عفير ملكني ملك اليهود و كنت عضوضا جموحا غير طائع فقال له هل لك من أب قال لا لأنه كان منا سبعون مركبا للأنبياء و الآن نسلنا منقطع لم يبق غيري و لم يبق غيرك من الأنبياء و بشرنا بذلك زكريا ع فكان رسول الله ص يبعثه إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله ص فلما قبض النبي ص أتلف نفسه في بئر لأبي الهيثم بن التيهان فصار قبره

 و روى أبو جعفر نحوا منه في علل الشرائع

  عبد الرحمن العنبري خطب النبي ص يوم عرفة و حث على الصدقة فقال رجل يا رسول الله إن إبلي هذه للفقراء فنظر النبي ص إليها فقال اشتروها لي فاشتريت فأتت ليلة إلى حجرة النبي ص فقال النبي ص بارك الله فيك قالت كنت حاميا فاستعرت من صاحبي فشردت منهم و كنت أرعى فكان النبات يدعوني و السباع تصيح علي إنه لمحمد فسألها النبي ص عن اسم مولاها فقالت عضبا فسماها عضبا قال عمر بن الخطاب فلما حضر النبي ص الوفاة قالت لمن توصي بي بعدك قال يا عضبا بارك الله فيك أنت لابنتي فاطمة تركبك في الدنيا و الآخرة فلما قبض النبي ص أتت إلي فاطمة ع ليلا فقالت السلام عليك يا بنت رسول الله قد حان فراقي الدنيا و الله ما تهنأت بعلف و لا شراب بعد رسول الله ص و ماتت بعد النبي ص بثلاثة أيام

 46-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ جابر الأنصاري و عبادة بن الصامت قالا كان في حائط بني النجار جمل قطم لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه فدخل النبي ص الحائط و دعاه فجاءه و وضع مشفره على الأرض و نزل بين يديه فخطمه و دفعه إلى أصحابه فقيل البهائم يعرفون نبوتك فقال ما من شي‏ء إلا و هو عارف بنبوتي سوى أبي جهل و قريش فقالوا نحن أحرى بالسجود لك من البهائم قال إني أموت فاسجدوا للحي الذي لا يموت و جاء جمل آخر يحرك شفتيه ثم أصغى إلى الجمل و ضحك ثم قال هذا يشكو قلة العلف و ثقل الحمل يا جابر اذهب معه إلى صاحبه فأتني به قلت و الله ما أعرف صاحبه قال هو يدلك قال فخرجت معه إلى بعض بني حنظلة و أتيت به إلى رسول الله ص فقال بعيرك هذا يخبرني بكذا و كذا قال إنما كان ذلك لعصيانه ففعلنا به ذلك ليلتين فواجهه رسول الله ص و قال انطلق مع أهلك فكان يتقدمهم متذللا فقالوا يا رسول الله أعتقناه لحرمتك فكان يدور في الأسواق و الناس يقولون هذا عتيق رسول الله

 بيان قطمه يقطمه عضه و كفرح اشتهى الضراب و النكاح و اللحم أو غيره فهو قطم ككتف و القطيم كإردب الفحل الصئول

 47-  م، ]تفسير الإمام عليه السلام[ قوله عز و جل أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ قال الإمام ع قال علي بن محمد بن علي بن موسى صلوات الله عليهم أَمْ تُرِيدُونَ بل تريدون يا كفار قريش و اليهود أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيه صلاحكم أو فسادكم كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ و اقترح عليه لما قيل له لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَ مَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات أو لا يؤمن إذا عرف أنه ليس له أن يقترح و أنه يجب عليه أن يكتفي بما قد أقامه الله تعالى من الدلالات و أوضحه من الآيات البينات فيتبدل الكفر بالإيمان بأن يعاند و لا يلتزم الحجة القائمة فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ أخطأ طريق القصد المؤدية إلى الجنان و أخذ في الطريق المؤدية إلى النيران قال ع قال الله تعالى يا أيها اليهود أَمْ تُرِيدُونَ بل تريدون من بعد ما آتيناكم  أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ و ذلك أن النبي ص قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه و يسألوه عن أشياء يريدون أن يعانتوه بها فبينما هم كذلك إذ جاء أعرابي كأنه يدفع في قفاه قد علق على عصا على عاتقه جرابا مشدود الرأس فيه شي‏ء قد ملأه لا يدرون ما هو فقال يا محمد أجبني عما أسألك فقال رسول الله ص يا أخا العرب قد سبقك اليهود أ فتأذن لهم حتى أبدأ بهم قال الأعرابي لا فإني غريب مجتاز فقال رسول الله فأنت إذا أحق منهم لغربتك و اجتيازك فقال الأعرابي و لفظة أخرى قال رسول الله ص ما هي قال إن هؤلاء أهل الكتاب يدعونه بزعمهم حقا و لست آمن أن تقولشيئا يواطئونك عليه و يصدقونك ليفتنوا الناس عن دينهم و أنا لا أقنع بمثل هذا لا أقنع إلا بأمر بين فقال رسول الله ص أين علي بن أبي طالب فدعى بعلي ع فجاء حتى قرب من رسول الله ص فقال الأعرابي يا محمد و ما تصنع بهذا في محاورتي و إياك قال يا أعرابي سألت البيان و هذا البيان الشافي و صاحب العلم الكافي أنا مدينة الحكمة و هذا بابها فمن أراد الحكمة و العلم فليأت الباب فلما مثل بين يدي رسول الله ص قال رسول الله بأعلى صوته يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته و إلى شيث في حكمته و إلى إدريس في نباهته و مهابته و إلى نوح في شكره لربه و عبادته و إلى إبراهيم في وفائه و خلته و إلى موسى في بغض كل عدو لله و منابذته و إلى عيسى في حب كل مؤمن و معاشرته فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا فأما المؤمنون فازدادوا بذلك إيمانا و أما المنافقون فازداد نفاقهم فقال الأعرابي يا محمد هكذا مدحك لابن عمك إن شرفه شرفك و عزه عزك و لست أقبل من هذا شيئا إلا بشهادة من لا يحتمل شهادته بطلانا و لا فسادا بشهادة هذا

 الضب فقال رسول الله ص يا أخا العرب فأخرجه من جرابك أستشهده فيشهد لي بالنبوة و لأخي هذا بالفضيلة فقال الأعرابي لقد تعبت في اصطياده و أنا خائف أن يطفر و يهرب فقال رسول الله لا تخف فإنه لا يطفر و لا يهرب بل يقف و يشهد لنا بتصديقنا و تفضيلنا فقال الأعرابي أخاف أن يطفر فقال رسول الله ص فإن طفر فقد كفاك به تكذيبا لنا و احتجاجا علينا و لن يطفر و لكنه سيشهد لنا بشهادة الحق فإذا فعل ذلك فخل سبيله فإن محمدا يعوضك عنه ما هو خير لك منه فأخرجه الأعرابي من الجراب و وضعه على الأرض فوقف و استقبل رسول الله ص و مرغ خديه في التراب ثم رفع رأسه و أنطقه الله تعالى فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و صفيه و سيد المرسلين و أفضل الخلق أجمعين و خاتم النبيين و قائد الغر المحجلين و أشهد أن أخاك علي بن أبي طالب على الوصف الذي وصفته و بالفضل الذي ذكرته و أن أولياءه في الجنان مكرمون و أن أعداءه في النار خالدون فقال الأعرابي و هو يبكي يا رسول الله و أنا أشهد بما شهد به هذا الضب فقد رأيت و شاهدت و سمعت ما ليس لي عنه معدل و لا محيص ثم أقبل الأعرابي على اليهود فقال ويلكم أي آية بعد هذه تريدون و معجزة بعد هذه تقترحون ليس إلا أن تؤمنوا أو تهلكوا أجمعين فآمن أولئك اليهود كلهم و قالوا عظمت بركة ضبك علينا يا أخا العرب ثم قال رسول الله ص يا أخا العرب خل الضب على أن يعوضك الله عز و جل عنه ما هو خير منه فإنه ضب مؤمن بالله و برسوله و بأخي رسوله شاهد بالحق ما ينبغي أن يكون مصيدا و لا أسيرا و لكنه يكون مخلى سربه تكون له مزية على سائر الضباب بما فضله الله أميرا فناداه الضب يا رسول الله فخلني و ولني تعويضه لأعوضه فقال الأعرابي و ما عساك تعوضني قال تذهب بي إلى الجحر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار خسروانية و ثلاثمائة ألف درهم فخذها فقال الأعرابي كيف أصنع قد سمع هذا من الضب جماعات الحاضرين هاهنا و أنا تعب فإن من هو مستريح يذهب إلى هناك فيأخذه فقال الضب يا أخا العرب إن الله قد جعله عوضا مني فما كان ليترك أحدا يسبقك إليه و لا يروم أحد أخذه إلا أهلكه الله و كان الأعرابي تعبأ فمشى قليلا و سبقه إلى الجحر جماعة من المنافقين كانوا بحضرة رسول الله فأدخلوا أيديهم إلى الجحر ليتناولوا منه ما سمعوا فخرجت عليهم أفعى عظيمة فلسعتهم و قتلتهم و وقفت حتى حضر الأعرابي فنادته يا أخا العرب انظر إلى هؤلاء كيف أمرني الله بقتلهم دون مالك الذي هو عوضك من ضبك و جعلني هو حافظه فتناوله فاستخرج الأعرابي الدراهم و الدنانير فلم يطق احتمالها فنادته الأفعى خذ الحبل الذي في وسطك و شده بالكيس ثم شد الحبل في ذنبي فإني سأجره لك إلى منزلك و أنا فيه خادمكو حارس مالك هذا فجاءت الأفعى فما زالت تحرسه و المال إلى أن فرقه الأعرابي في ضياع و عقار و بساتين اشتراها ثم انصرفت الأفعى

 بيان عنته تعنيتا شدد عليه و ألزمه ما يصعب عليه أداؤه و يقال جاءه متعنتا أي طالبا زلته و النباهة الشرف