باب 2- آخر في اتصال الوصية و ذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر

 1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله الصادق ع قال قال رسول الله ص أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصيائي سادة الأوصياء إن آدم سأل الله عز و جل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عز و جل إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي و جعلت خيارهم الأوصياء ثم أوحى الله عز و جل إليه يا آدم أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث و هو هبة الله بن آدم و أوصى شيث إلى ابنه شبان و هو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا و أوصى شبان إلى محلث و أوصى محلث إلى محوق و أوصى محوق إلى عميشا و أوصى عميشا إلى أخنوخ و هو إدريس النبي و أوصى إدريس إلى ناحور و دفعها ناحور  إلى نوح النبي و أوصى نوح إلى سام و أوصى سام إلى عثامر و أوصى عثامر إلى برعيثاشا و أوصى برعيثاشا إلى يافث و أوصى يافث إلى بره و أوصى بره إلى جفيسة و أوصى جفيسة إلى عمران و دفعها عمران إلى إبراهيم الخليل و أوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل و أوصى إسماعيل إلى إسحاق و أوصى إسحاق إلى يعقوب و أوصى يعقوب إلى يوسف و أوصى يوسف إلى يثريا و أوصى يثريا إلى شعيب و دفعها شعيب إلى موسى بن عمران و أوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع بن نون إلى داود و أوصى داود إلى سليمان و أوصى سليمان إلى آصف بن برخيا و أوصى آصف بن برخيا إلى زكريا و دفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم و أوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا و أوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا و أوصى يحيى بن زكريا إلى منذر و أوصى منذر إلى سليمة و أوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول الله ص و دفعها إلي بردة و أنا أدفعها إليك يا علي و أنت تدفعها إلى وصيك و يدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتى يدفع إلى خير أهل الأرض بعدك و لتكفرن بك الأمة و لتختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي و الشاذ عنك في النار و النار مثوى للكافرين

 ما، ]الأمالي للشيخ الطوسي[ الغضائري عن الصدوق مثله   ك، ]إكمال الدين[ ابن الوليد عن الصفار و سعد و الحميري جميعا عن ابن عيسى و ابن أبي الخطاب و النهدي و إبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن محبوب عن مقاتل مثله بيان لعله ع غير الأسلوب من أوصى إلى دفع بالنسبة إلى أرباب الشرائع للإشارة إلى أنهم ع لم يكونوا نوابا عمن تقدمهم و لا حافظين لشريعتهم و أما التعبير بالدفع في الأئمة ع فلعله للمشاكلة أو لتعظيمهم بجعلهم بمنزلة أولي العزم من الرسل أو لأن الدفع لم يكن عند الوصية أو لاختلاف الوصية بالنبوة و الإمامة و يمكن أن يقال التعبير بالدفع ليس لكون المدفوع إليه صاحب شريعة مبتدأة بل لبيان عظم شأن المدفوع إليه و كونه إماما و الإمامة تختص بأولي العزم و أئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين كما سيأتي في الأخبار ثم إن الخبر يدل على بقاء يحيى بعد زكريا ع خلافا للمشهور و ينافي بعض الأخبار الدالة على موت يحيى قبل عيسى كما مر و ربما قيل بتعدد يحيى بن زكريا و لا يخفى بعده و قد مر بعض القول فيه

 2-  شي، ]تفسير العياشي[ عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر ع قال لما قرب ابنا آدم القربان فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قال تقبل من هابيل و لم يتقبل من قابيل دخله من ذلك حسد شديد و بغى على هابيل و لم يزل يرصده و يتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا عن آدم فوثب عليه فقتله فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله قال فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا و دخله حزن شديد قال فشكا إلى الله ذلك فأوحى الله إليه أني واهب لك ذكرا يكون خلفا لك من هابيل قال فولدت حواء غلاما زكيا مباركا فلما كان يوم السابع سماه آدم شيث فأوحى الله إلى آدم أنما هذا الغلام هبة مني لك فسمه هبة الله قال فسماه هبة الله  قال فلما دنا أجل آدم أوحى الله إليه أن يا آدم أني متوفيك و رافع روحك إلي يوم كذا و كذا فأوص إلى خير ولدك و هو هبتي الذي وهبته لك فأوص إليه و سلم إليه ما علمناك من الأسماء و الاسم الأعظم فاجعل ذلك في تابوت فإني أحب أن لا يخلو أرضي من عالم يعلم علمي و يقضي بحكمي أجعله حجتي على خلقي قال فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال و النساء فقال لهم يا ولدي إن الله أوحى إلي أنه رافع إليه روحي و أمرني أن أوصي إلى خير ولدي و إنه هبة الله و إن الله اختاره لي و لكم من بعدي اسمعوا له و أطيعوا أمره فإنه وصيي و خليفتي عليكم فقالوا جميعا نسمع له و نطيع أمره و لا نخالفه قال فأمر بالتابوت فعمل ثم جعل فيه علمه و الأسماء و الوصية ثم دفعه إلى هبة الله و تقدم إليه في ذلك و قال له انظر يا هبة الله إذا أنا مت فاغسلني و كفني و صل علي و أدخلني في حفرتي فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما فأخرج عظامي كلها من حفرتي فأجمعها جميعا ثم اجعلها في التابوت و احتفظ به و لا تأمنن عليه أحد غيرك فإذا حضرت وفاتك و أحسست بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك و ألزمهم لك صحبة و أفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت به إليك و لا تدعن الأرض بغير عالم منا أهل البيت يا بني إن الله تبارك و تعالى أهبطني إلى الأرض و جعلني خليفته فيها حجة له على خلقه فقد أوصيت إليك بأمر الله و جعلتك حجة لله على خلقه في أرضه بعدي فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة و وصيا و تسلم إليه التابوت و ما فيه كما سلمته إليك و أعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان و الغرق فمن ركب في فلكه نجا و من تخلف عن فلكه غرق و

  أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت و بما فيه فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده و ألزمهم له و أفضلهم عنده و سلم إليه التابوت و ما فيه و ليضع كل وصي وصيته في التابوت و ليوص بذلك بعضهم إلى بعض فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه و ليحمل التابوت و جميع ما فيه في فلكه و لا يتخلف عنه أحد و احذر يا هبة الله و أنتم يا ولدي الملعون قابيل و ولده فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه و ولده و لا تناكحوهم و لا تخالطوهم و كن أنت يا هبة الله و إخوتك و أخواتك في أعلى الجبل و اعزله و ولده و دع الملعون قابيل و ولده في أسفل الجبل قال فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت و أذعن به قال و هبط عليه ملك الموت فقال آدم دعني يا ملك الموت حتى أتشهد و أثنى على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي فقال آدم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أني عبد الله و خليفته في أرضه ابتدأني بإحسانه و خلقني بيده لم يخلق خلقا بيده سواي و نفخ في من روحه ثم أجمل صورتي و لم يخلق على خلقي أحدا قبلي ثم أسجد لي ملائكته و علمني الأسماء كلها و لم يعلمها ملائكته ثم أسكنني جنته و لم يكن جعلها دار قرار و لا منزل استيطان و إنما خلقني ليسكنني الأرض للذي أراد من التقدير و التدبير و قدر ذلك كله قبل أن يخلقني فمضيت في قدرته و قضائه و نافذ أمره ثم نهاني أن آكل من الشجرة فعصيته و أكلت منها فأقالني عثرتي و صفح لي عن جرمي فله الحمد على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني قال فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه فقال أبو جعفر ع إن جبرئيل نزل بكفن آدم و بحنوطه و بالمسحاة معه قال و نزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم قال فغسله هبة  الله و جبرئيل و كفنه و حنطه ثم قال يا هبة الله تقدم فصل على أبيك و كبر عليه خمسا و عشرين تكبيرة فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله و قام جبرئيل عن يمينه و الملائكة خلفهما فصلى عليه و كبر عليه خمسا و عشرين تكبيرة و انصرف جبرئيل و الملائكة فحفروا له بالمسحاة ثم أدخلوه في حفرته ثم قال جبرئيل يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت فقال أبو جعفر ع فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله و بما أوصاه أبوه فاعتزل ولد الملعون قابيل فلما حضرت وفاة هبة الله أوصى إلى ابنه قينان و سلم إليه التابوت و ما فيه و عظام آدم و قال له إن أنت أدركت نبوة نوح فاتبعه و احمل التابوت معك في فلكه و لا تخلفن عنه فإن في نبوته يكون الطوفان و الغرق فمن ركب في فلكه نجا و من تخلف عنه غرق قال فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته و ولد أبيه بطاعة الله قال فلما حضرت قينان الوفاة أوصى إلى مهلائيل و سلم إليه التابوت و ما فيه و الوصية فقام مهلائيل بوصية قينان و سار بسيرته فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى ابنه برد فسلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية فتقدم إليه في نبوة نوح فلما حضرت وفاة برد أوصى به إلى ابنه أخنوخ و هو إدريس فسلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية فقام أخنوخ بوصية برد فلما قرب أجله أوحى الله إليه أني رافعك إلى السماء و قابض روحك في السماء فأوص إلى  ابنك حرقاسيل فقام حرقاسيل بوصية أخنوخ فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية قال فلم يزل التابوت عند نوح حتى حمله معه في فلكه فلما حضرت نوحا الوفاة أوصى إلى ابنه سام و سلم إليه التابوت و جميع ما فيه و الوصية قال حبيب السجستاني ثم انقطع حديث أبي جعفر ع عندها

 3-  شي، ]تفسير العياشي[ عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال لما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الأرض فولد له هابيل و أخته توأم ثم ولد قابيل و أخته توأم ثم إن آدم أمر هابيل و قابيل أن يقربا قربانا و كان هابيل صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا من أفضل غنمه و قرب قابيل من زرعه ما لم يكن ينقى كما أدخل بيته فتقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل و هو قول الله وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ و كان القربان يأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا و هو أول من بنى بيوت النار فقال لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني ثم إن إبليس عدو الله أتاه و هو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فقال له يا قابيل قد تقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربانك و إنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك يقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه و أنتم أبناء الذي ترك قربانه فاقتله لكيلا يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله فلما رجع قابيل إلى آدم قال له يا قابيل أين هابيل فقال اطلبوه حيث قربنا القربان فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا فقال آدم لعنت  من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ثم إن آدم سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لأن الله وهبه له و أخته توأم فلما انقضت نبوة آدم و استكملت أيامه أوحى الله إليه أن يا آدم قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك فإني لم أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأعظم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني و يعرف به طاعتي و يكون نجاة لمن يولد فيما بينك و بين نوح و بشر آدم بنوح و قال إن الله باعث نبيا اسمه نوح فإنه يدعو إلى الله و يكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان فكان بين آدم و بين نوح عشرة آباء كلهم أنبياء و أوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه و ليصدق به فإنه ينجو من الغرق ثم إن آدم مرض المرضة التي مات فيها فأرسل هبة الله فقال له إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فأقرئه مني السلام و قل له يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة فقال جبرئيل يا هبة الله إن أباك قد قبض ص و ما نزلنا إلا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد آدم قد قبض فأراه جبرئيل كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل إن الله أمرنا أن نسجد لأبيك آدم و هو في الجنة فليس لنا أن نؤم شيئا من ولده فتقدم هبة الله فصلى على أبيه آدم و جبرئيل خلفه و جنود الملائكة و كبر عليه ثلاثين تكبيرة فأمره جبرئيل فرفع من ذلك خمسا و عشرين تكبيرة و السنة اليوم فينا خمس تكبيرات و قد كان يكبر على أهل بدر تسعا و سبعا  ثم إن هبة الله لما دفن آدم ص أتاه قابيل فقال يا هبة الله إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا و هو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل منه قربانه و إنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن أبناء الذي تقبل منه قربانه و أنتم أبناء الذي ترك قربانه و إنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة الله و العقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث النبوة و آثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا و ظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به أبوهم آدم فآمنوا به و اتبعوه و صدقوه و قد كان آدم أوصى إلى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم فيتعاهدون بعث نوح و زمانه الذي يخرج فيه و كذلك في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا ص

 قال هشام بن الحكم قال أبو عبد الله ع لما أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله أمره أن يستر ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان فأوصى إليه و ستر ذلك

 أقول قد مضى الخبر بتمامه و طوله في باب جوامع أحوال الأنبياء ع من كتاب النبوة و مضى خبر آخر طويل في اتصال الوصية في باب أحوال ملوك الأرض من ذلك الكتاب فلم نعدهما حذرا من التكرار و الإطناب