باب 2- استجابة دعواته صلوات الله عليه في إحياء الموتى و شفاء المرضى و ابتلاء الأعداء بالبلايا و نحو ذلك

1-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أنه اختصم رجل و امرأة إليه فعلا صوت الرجل على المرأة فقال له علي ع اخسأ و كان خارجيا فإذا رأسه رأس الكلب فقال رجل يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية قال ويحك لو أشاء أن آتي معاوية إلى هاهنا على سريره لدعوت الله حتى فعل و لكنا لله خزان لا على ذهب و لا على فضة و لا إنكارا بل على أسرار تدبير الله أ ما تقرأ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و في رواية قال إنما أدعوهم لثبوت الحجة و كمال المحنة و لو أذن لي في الدعاء بهلاك معاوية لما تأخر

  -2  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الصادق ع قال كان قوم من بني مخزوم لهم خئولة من علي ع فأتاه شاب منهم يوما فقال يا خال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا قال فتحب أن تراه قال نعم فانطلق بنا إلى قبره فدعا الله و قال قم يا فلان بإذن الله فإذا الميت جالس على رأس القبر و هو يقول وينه وينه سألا معناه لبيك لبيك سيدنا فقال أمير المؤمنين ع ما هذا اللسان أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال نعم و لكني مت على ولاية فلان و فلان فانقلب لساني على ألسنة أهل النار

3-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الباقر ع أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا فقال انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا فأنكر الرجل و قال متى صار الجريث إسرائيليا فقال علي ع أما إنه إذا كان يوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه فأصابه في اليوم الخامس ذلك فمات فحمل إلى قبره فلما دفن جاء أمير المؤمنين ع مع جماعة إلى قبره فدعا الله ثم رفسه برجله فإذا الرجل قائم بين يديه يقول الراد على علي كالراد على الله و على رسوله فقال عد في قبرك فعاد فيه فانطبق القبر عليه

4-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن علي بن حمزة عن علي بن الحسين عن أبيه ع قال كان علي ع ينادي من كان له عند رسول الله ص عدة أو دين فليأتني فكان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه إليه فقال الثاني للأول ذهب هذا بشرف الدنيا في هذا دوننا فما الحيلة فقال لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك كما يجد هو و إذا كان إنما تقضي عن رسول الله فنادى أبو بكر كذلك فعرف أمير المؤمنين ع الحال فقال أما إنه سيندم على ما فعل فلما كان من الغد أتاه أعرابي و هو جالس في جماعة من المهاجرين و الأنصار فقال أيكم وصي رسول الله فأشير إلى أبي بكر فقال أنت وصي رسول الله و خليفته قال نعم فما تشاء قال فهلم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله قال و ما هذه النوق قال ضمن لي رسول الله ص ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فقال لعمر كيف نصنع الآن قال إن الأعراب جهال فاسأله أ لك شهود بما تقول فطلبهم منه قال و مثلي يطلب الشهود على رسول الله ص بما يتضمنه و الله ما أنت بوصي رسول الله و خليفته فقام إليه سلمان و قال يا أعرابي اتبعني أدلك على وصي رسول الله ص فتبعه الأعرابي حتى انتهى إلى علي ع فقال أنت وصي رسول الله قال نعم فما تشاء قال إن رسول الله ص ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها فقال له علي ع أسلمت أنت و أهل بيتك فانكب الأعرابي على يديه يقبلها و هو يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أنك وصي رسول الله ص و خليفته فبهذا وقع الشرط بيني و بينه و قد أسلمنا جميعا فقال علي ع يا حسن انطلق أنت و سلمان مع هذا الأعرابي إلى وادي فلان فناد يا صالح يا صالح فإذا أجابك فقل إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام و يقول لك هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول الله ص لهذا الأعرابي قال سلمان فمضينا إلى الوادي فنادى الحسن فأجابه لبيك يا ابن رسول الله فأدى إليه رسالة أمير المؤمنين ع فقال السمع و الطاعة فلم يلبث إذا خرج إلينا زمام ناقة من الأرض فأخذ الحسن ع الزمام فناوله الأعرابي فقال خذ و جعلت النوق يخرج حتى تم الثمانون على الصفة

5-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عيسى الهرهري عن أبي عبد الله ع قال إن فلانا و فلانا و ابن عوف أتوا النبي ص ليعتبوه فقال الأول اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا فما ذا صنع بك ربك و قال الثاني كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً فما صنع بك ربك و قال ابن عوف عيسى ابن مريم يحيي الموتى بإذن الله فما صنع بك ربك فقال للأول اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا و اتخذني حبيبا و قال للثاني كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً من وراء حجاب و قد رأيت عرش ربي و كلمني و قال للثالث عيسى ابن مريم يحيي الموتى بإذن الله و أنا إن شئتم أحييت لكم موتاكم قالوا قد شئنا و على ذلك داروا فأرسل النبي ص إلى علي ع فدعاه فأتاه فقال له أقدمهم على القبور ثم قال لهم اتبعوه فلما توسط الجبانة تكلم بكلمة فاضطربت و ارتجت قلوبهم و دخلهم من الذعر ما شاء الله و امتقعت ألوانهم و لم تقبل ذلك قلوبهم فقالوا يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا قال إنما رددتم على الله ثم إن النبي ص بعث إلى علي ع فدعاه

 أقول رواه السيد المرتضى رضي الله عنه في عيون المعجزات عن أحمد بن زيد عن أحمد بن محمد بن أيوب بإسناده مثله و فيه فقالوا حسبك يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله فأمسك عن استتمام كلامه و دعائه و رجع إلى رسول الله ص فقالوا له أقلنا فقال لهم إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة

 يل، ]الفضائل لابن شاذان[ مرسلا مثله بيان قوله و على ذلك داروا أي اتفقوا و اجتمعوا و يقال امتقع لونه على بناء المفعول إذا تغير من حزن أو فزع

6-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سعد الخفاف عن زاذان أبي عمرو قلت له يا زاذان إنك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلى من قرأت قال فتبسم ثم قال إن أمير المؤمنين مر بي و أنا أنشد الشعر و كان لي خلق حسن فأعجبه صوتي فقال يا زاذان فهلا بالقرآن قلت يا أمير المؤمنين و كيف لي بالقرآن فو الله ما أقرأ منه إلا بقدر ما أصلي به قال فادن مني فدنوت منه فتكلم في أذني بكلام ما عرفته و لا علمت ما يقول ثم قال افتح فاك فتفل في في فو الله ما زالت قدمي من عنده حتى حفظت القرآن بإعرابه و همزه و ما احتجت أن أسأل عنه أحدا بعد موقفي ذلك قال سعد فقصصت قصة زاذان على أبي جعفر ع قال صدق زاذان إن أمير المؤمنين ع دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذي لا يرد

7-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله ع قال دخل الأشتر على علي ع فسلم فأجابه ثم قال ما أدخلك علي في هذه الساعة قال حبك يا أمير المؤمنين قال ع فهل رأيت ببابي أحدا قال نعم أربعة نفر فخرج الأشتر معه فإذا بالباب أكمه و مكفوف و مقعد و أبرص فقال ع ما تصنعون هاهنا قالوا جئناك لما بنا فرجع ففتح حقا له فأخرج رقا صفراء فقرأ عليهم فقاموا كلهم من غير علة

8-  ير، ]بصائر الدرجات[ سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أمير المؤمنين عليا ع كانت له خئولة في بني مخزوم و إن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي و ابن أبي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا قال فتشتهي أن تراه قال نعم قال فأرني قبره فخرج و معه برد رسول الله ص السحاب فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول رميكا بلسان الفارس فقال له ع أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا

9-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الرضا عن آبائه ع أن غلاما يهوديا قدم على أبي بكر في خلافته فقال السلام عليك يا أبا بكر فوجا عنقه و قيل له لم لا تسلم عليه بالخلافة ثم قال له أبو بكر ما حاجتك قال مات أبي يهوديا و خلف كنوزا و أموالا فإن أنت أظهرتها و أخرجتها لي أسلمت على يديك و كنت مولاك و جعلت لك ثلث ذلك المال و ثلثا للمهاجرين و الأنصار و ثلثا لي فقال أبو بكر يا خبيث و هل يعلم الغيب إلا الله و نهض أبو بكر ثم انتهى اليهودي إلى عمر فسلم عليه و قال إني أتيت أبا بكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا و أنا أسألك عن المسألة و حكى قصته قال و هل يعلم الغيب إلا الله ثم خرج اليهودي إلى علي ع و هو في المسجد فسلم عليه و قال يا أمير المؤمنين و قد سمعه أبو بكر و عمر فوكزوه و قالوا يا خبيث هلا سلمت على الأول كما سلمت على علي و الخليفة أبو بكر فقال اليهودي و الله ما سميته بهذا الاسم حتى وجدت ذلك في كتب آبائي و أجدادي في التوراة فقال أمير المؤمنين ع و تفي بما تقول قال نعم و أشهد الله و ملائكته و جميع من يحضرني قال نعم فدعا برق أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال تحسن أن تكتب قال نعم قال خذ معك ألواحا و صر إلى بلاد اليمن و سل عن وادي برهوت بحضرموت فإذا صرت بطرف الوادي عند غروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها و هي تنعب فإذا نعبت هي فاهتف باسم أبيك و قل يا فلان أنا رسول وصي محمد ص فكلمني فإنه سيجيبك أبوك و لا تقر عن سؤاله عن الكنوز التي خلفها فكل ما أجابك به في ذلك الوقت و تلك الساعة فاكتب في ألواحك فإذا انصرفت إلى بلادك بلاد خيبر فتتبع ما في ألواحك و أعمل بما فيها فمضى اليهودي حتى انتهى إلى وادي اليمن و قعد هناك كما أمره فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب فهتف اليهودي فأجابه أبوه و قال ويلك ما جاء بك في هذا الوقت إلى هذا الموطن و هو من مواطن أهل النار قال جئتك أسألك عن كنوزك أين خلفتها قال في جدار كذا في موضع كذا في حيطان كذا فكتب الغلام ذلك ثم قال ويلك اتبع دين محمد و انصرفت الغرابيب و رجع اليهودي إلى بلاد خيبر و خرج بغلمانه و فعلته و إبل و جواليق و تتبع ما في ألواحه فأخرج كنزا من أواني الفضة و كنزا من أواني الذهب ثم أوقر عيرا و جاء حتى دخل على علي ع فقال يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي محمد و أخوه و أمير المؤمنين حقا كما سميت و هذه عير دراهم و دنانير فاصرفها حيث أمرك الله و رسوله و اجتمع الناس فقالوا لعلي كيف علمت هذا قال سمعت رسول الله ص و إن شئت خبرتكم بما هو أصعب من هذا قالوا فافعل قال كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول الله ص و إني لأحصي ستا و ستين وطأة كل ملائكة أعرفهم بلغاتهم و صفاتهم و أسمائهم و وطئهم

 بيان وجأت عنقه وجاء ضربته قوله مات أبوه إنما غير كلامه لئلا يتوهم نسبة ذلك إلى نفسه صلوات الله عليه و نعب الغرابيب ينعب بالفتح و الكسر أي صاح

  -10  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبي ص و قالوا نخرج و نجي‏ء بأهلينا و قومنا فإن أنت أخرجت لنا مائة ناقة من الحجر سوداء من كل واحدة فصيل آمنا فضمن ذلك رسول الله ص و انصرفوا إلى بلادهم فلما كان بعد وفاة رسول الله ص رجعوا فدخلوا المدينة فسألوا عن النبي ص فقيل لهم توفي ص فقالوا نجد في كتبنا أنه لا يخرج من الدنيا نبي إلا و يكون له وصي فمن كان وصي نبيكم محمد فدلوا على أبي بكر فدخلوا عليه و قالوا لنا دين على محمد قال و ما هو قالوا مائة ناقة مع كل ناقة فصيل و كلها سود فقال ما ترك رسول الله ص تركة تفي بذلك فقال بعضهم لبعض بلسانهم ما كان أمر محمد إلا باطلا و كان سلمان حاضرا و كان يعرف لغتهم فقال لهم أنا أدلكم على وصي محمد فإذا بعلي قد دخل المسجد فنهضوا إليه و جثوا بين يديه فقالوا لنا على نبيكم دين مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة قال علي ع و تسلمون حينئذ قالوا نعم فواعدهم إلى الغد ثم خرج بهم إلى الجبانة و المنافقون يزعمون أنه يفتضح فلما وصل إليهم صلى ركعتين و دعا خفيا ثم ضرب بقضيب رسول الله على الحجر فسمع منه أنين يكون للنوق عند مخاضها فبينما كذلك إذا انشق الحجر و خرج منه رأس ناقة و قد تعلق منه رأس الزمام فقال ع لابنه الحسن خذه فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الألوان فأسلم النصارى كلهم ثم قالوا كانت ناقة صالح النبي واحدة و كان بسببها هلاك قوم كثير فادع يا أمير المؤمنين حتى تدخل النوق و فصالها في الحجر لئلا يكون شي‏ء منها سبب هلاك أمة محمد فدعا فدخلت كما خرجت

11-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى جميع بن عمير قال اتهم علي ع رجلا يقال له الغيرار برفع أخباره إلى معاوية فأنكر ذلك و جحده فقال ع أ تحلف بالله أنك ما فعلت ذلك قال نعم و بدر فحلف فقال له أمير المؤمنين ع إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك فما دارت الجمعة حتى أخرج أعمى يقاد قد أذهب الله بصره

 شا، ]الإرشاد[ عبد القاهر بن عبد الملك بن عطاء عن الوليد بن عمران عن جميع بن عمير مثله

12-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الأصبغ بن نباتة قال كنا نمشي خلف علي بن أبي طالب ع و معنا رجل من قريش فقال لأمير المؤمنين ع قد قتلت الرجال و أيتمت الأولاد و فعلت ما فعلت فالتفت إليه ع و قال اخسأ فإذا هو كلب أسود فجعل يلوذ به و يتبصبص فوافاه برحمة حتى حرك شفتيه فإذا هو رجل كما كان فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا و يناويك معاوية فقال نحن عباد الله مكرمون لا نسبقه بالقول و نحن بأمره عاملون

13-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سليمان الأعمش عن سمرة بن عطية عن سلمان الفارسي قال إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض على نكث بيعة أبي بكر و تحث على بيعة علي ع فبلغ أبا بكر فأحضرها و استتابها فأبت عليه فقال يا عدوة الله أ تحضين على فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون فما قولك في إمامتي قالت ما أنت بإمام قال فمن أنا قالت أمير قومك و ولوك فإذا أكرموك فالإمام المخصوص من الله و رسوله لا يجوز عليه الجور و على الأمير و الإمام المخصوص أن يعلم ما في الظاهر و الباطن و ما يحدث في المشرق و المغرب من الخير و الشر فإذا قام في شمس أو قمر فلا في‏ء له و لا يجوز الإمامة لعابد وثن و لا لمن كفر ثم أسلم فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة قال أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده فقالت كذبت على الله و لو كنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كما ذكر غيرك فقال عز و جل وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ ويلك إن كنت إماما حقا فما اسم سماء الدنيا و الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة فبقي أبو بكر لا يحير جوابا ثم قال اسمها عند الله الذي خلقها قالت لو جاز للنساء أن يعلمن علمتك فقال يا عدوة الله لتذكرن اسم سماء و سماء إلا قتلتك قالت أ بالقتل تهددني و الله ما أبالي أن يجري قتلي على يد مثلك و لكني أخبرك أما السماء الدنيا أيلول و الثانية ربعول و الثالثة سحقوم و الرابعة ذيلول و الخامسة ماين و السادسة ماجير و السابعة أيوث فبقي أبو بكر و من معه متحيرين فقالوا لها ما تقولين في علي قالت و ما عسى أن أقول في إمام الأئمة و وصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض و السماء و من لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته و لكنك نكثت و استبدلت و بعت دينك قال أبو بكر اقتلوها فقد ارتدت فقتلت و كان علي ع في ضيعة له بوادي القرى فلما قدم و بلغه قتل أم فروة فخرج إلى قبرها و إذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرها حمر في منقار كل واحد حبة رمان و هي تدخل في فرجة في القبر فلما نظر الطيور إلى علي ع رفرفن و قرقرن فأجابهن بكلام يشبه كلامهن قال أفعل إن شاء الله و وقف عند قبرها و مد يده إلى السماء و قال يا محيي النفوس بعد الموت و يا منشئ العظام الدارسات أحي لنا أم فروة و اجعلها عبرة لمن عصاك فإذا بهاتف امض لأمرك يا أمير المؤمنين و خرجت أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس الأخضر و قالت يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبى الله لنورك إلا ضياء و بلغ أبا بكر و عمر ذلك فبقيا متعجبين فقال لهما سلمان لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي الأولين و الآخرين لأحياهم و ردها أمير المؤمنين ع إلى زوجها و ولدت غلامين له و عاشت بعد علي ستة أشهر

14-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روى الرضا ع بإسناده عن علي ع أنه كان في مجلسه و الناس حوله إذا وافى رجل من العرب فسلم عليه و قال لي على رسول الله وعد و قد سألت عن منجز وعده فأرشدت إليك أ هو حاصل لي قال ع ما هو قال مائة ناقة حمراء قال لي إن أنا قبضت فأت قاضي ديني و خليفتي من بعدي فإنه يدفعها إليك و ما كذبني فإن يكن ما ادعيته حقا فعجل فقال علي ع لابنه الحسن قم يا حسن فنهض إليه فقال له اذهب فخذ قضيب رسول الله ص الفلاني و صر إلى البقيع فأقرع به الصخرة الفلانية ثلاث قرعات و انظر ما يخرج منها فادفعه إلى الرجل و قل له يكتم ما يرى فصار الحسن ع إلى الموضع و القضيب معه ففعل ما أمر به فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها فجذب مائة ناقة ثم انضمت الصخرة فدفع النوق إلى الرجل و أمره بكتمان ما يرى فقال الأعرابي صدق رسول الله و صدق أبوك

15-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن أسودا دخل على علي ع فقال يا أمير المؤمنين إني سرقت فطهرني فقال لعلك سرقت من غير حرز و نحى رأسه عنه فقال يا أمير المؤمنين سرقت من حرز فطهرني فقال ع لعلك سرقت غير نصاب و نحى رأسه عنه فقال يا أمير المؤمنين سرقت نصابا فلما أقر ثلاث مرات قطعه أمير المؤمنين ع فذهب و جعل يقول في الطريق قطعني أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب الدين و سيد الوصيين و جعل يمدحه فسمع ذلك منه الحسن و الحسين ع و قد استقبلاه فدخلا على أمير المؤمنين ع و قالا رأينا أسودا يمدحك في الطريق فبعث أمير المؤمنين ع من أعاده إلى عنده فقال ع قطعتك و أنت تمدحني فقال يا أمير المؤمنين إنك طهرتني و إن حبك قد خالط لحمي و عظمي فلو قطعتني إربا إربا لما ذهب حبك من قلبي فدعا له أمير المؤمنين ع و وضع المقطوع إلى موضعه فصح و صلح كما كان

16-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن سعد بن خالد الباهلي أن رسول الله ص اشتكى و كان محموما فدخلنا عليه مع علي ع فقال رسول الله ص ألمت بي أم ملدم فحسر على يده اليمنى و حسر رسول الله ص يده اليمنى فوضعها علي على صدر رسول الله ص و قال يا أم ملدم اخرجي فإنه عبد الله و رسوله قال فرأيت رسول الله استوى جالسا ثم طرح عنه الإزار و قال يا علي إن الله فضلك بخصال و مما فضلك به أن جعل الأوجاع مطيعة لك فليس من شي‏ء تزجره إلا انزجر بإذن الله

17-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن خارجيا اختصم مع آخر إلى علي ع فحكم بينهما فقال الخارجي لا عدلت في القضية فقال ع اخسأ يا عدو الله فاستحال كلبا و طار ثيابه في الهواء فجعل يبصبص و قد دمعت عيناه فرق له علي و دعا فأعاده الله إلى حال الإنسانية و تراجعت ثيابه من الهواء إليه فقال علي ع إن آصف وصي سليمان فقص الله عنه بقوله قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ أيهما أكرم على الله نبيكم أم سليمان فقيل ما حاجتك في قتال معاوية إلى الأنصار قال إنما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة و كمال المحنة و لو أذن لي في الدعاء بهلاكه لما تأخر

18-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن قصابا كان يبيع اللحم من جارية إنسان و كان يحيف عليها فبكت و خرجت فرأت عليا ع فشكته إليه فمشى معها نحوه و دعاه إلى الإنصاف في حقها و يعظه و يقول له ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي فلا تظلم الجارية و لم يكن القصاب يعرف عليا فرفع يده و قال اخرج أيها الرجل فانصرف ع و لم يتكلم بشي‏ء فقيل للقصاب هذا علي بن أبي طالب ع فقطع يده و أخذها و خرج إلى أمير المؤمنين ع معتذرا فدعا له ع فصلحت يده

19-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ شا، ]الإرشاد[ روى الوليد بن الحارث و غيره عن رجالهم أن أمير المؤمنين ع لما بلغه ما فعل بسر بن أرطاة باليمن قال اللهم إن بسرا قد باع دينه بالدنيا فاسلبه عقله و لا تبق من دينه ما يستوجب به عليك رحمتك فبقي بسر حتى اختلط و كان يدعو بالسيف فاتخذ له سيف من خشب و كان يضرب به حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال السيف السيف فيدفع إليه فيضرب به فلم يزل كذلك حتى مات

20-  شا، ]الإرشاد[ إسماعيل بن عمير عن مسعر بن كدام عن طلحة بن عميرة قال نشد علي ع في قول النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار و أنس بن مالك في القوم لم يشهد فقال له أمير المؤمنين ع يا أنس قال لبيك قال ما يمنعك أن تشهد و قد سمعت ما سمعوا قال يا أمير المؤمنين كبرت و نسيت فقال أمير المؤمنين ع اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض أو بوضح لا تواريه العمامة قال طلحة فأشهد بالله لقد رأيتها بيضا بين عينيه

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن طلحة مثله

  -21  شا، ]الإرشاد[ روى أبو إسرائيل عن الحكم بن أبي سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال نشد علي ع في المسجد فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا ستة من الجانب الأيمن و ستة من الجانب الأيسر فشهدوا بذلك فقال زيد بن أرقم و كنت أنا فيمن سمع ذلك فكتمته فذهب الله ببصري و كان يندم على ما فاته من الشهادة و يستغفر الله

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن زيد مثله

22-  شا، ]الإرشاد[ روي عن ابن محسن مسهر عن الأعمش عن موسى بن طريف عن عباية بن موسى بن أكيل النميري عن عمران بن ميثم عن عباية و موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث و عثمان بن سعيد و عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير قال شهدنا عليا أمير المؤمنين ع على المنبر يقول أنا عبد الله و أخو رسول الله ص و ورثت نبي الرحمة و نكحت سيدة نساء أهل الجنة و أنا سيد الوصيين و آخر أوصياء النبيين لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه الله بسوء فقال رجل من عبس كان جالسا بين القوم من لا يحسن أن يقول هذا أنا عبد الله و أخو رسول الله فلم يبرح من مكانه حتى تخبطه الشيطان فجر برجله إلى باب المسجد فسألنا قومه هل تعرفون به عارضا قبل هذا قالوا اللهم لا

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الأعمش عن رواته عن حكيم بن جبير و عن عقبة الهجري عن عمته و عن أبي يحيى قال شهدت عليا ع إلى آخر ما مر

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن حكيم بن جبير و جماعة مثله

23-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ عبد الله بن مسعود قال لا تتعرضوا لدعوة علي فإنها لا ترد

 الأعثم في الفتوح إن عليا ع رفع يده إلى السماء و هو يقول اللهم إن طلحة بن عبد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم فعاجله و لا تمهله اللهم و إن الزبير بن العوام قطع قرابتي و نكث عهدي و ظاهر عدوي و هو يعلم أنه ظالم لي فاكفنيه كيف شئت و أنى شئت

 تاريخ الطبري قال أمير المؤمنين ع و من العجب انقيادهما لأبي بكر و عمر و خلافهما علي و الله إنهما يعلمان أني لست بدون رجل ممن قد مضى اللهم فاحلل ما عقدا و لا تبرم ما أحكما في أنفسهما و أرهما المساءة فيما قد عملا

 فضائل العشرة و أربعين الخطيب روى زاذان أنه كذبه رجل في حديثه فقال ع أدعو عليك إن كنت كذبتني أن يعمي الله بصرك قال نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره

 تاريخ البلاذري و حلية الأولياء و كتب أصحابنا عن جابر الأنصاري أنه استشهد أمير المؤمنين ع أنس بن مالك و البراء بن عازب و الأشعث و خالد بن يزيد قول النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه فكتموا فقال لأنس لا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة و قال للأشعث لا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك و قال لخالد لا أماتك الله إلا ميتة الجاهلية و قال للبراء لا أماتك الله إلا حيث هاجرت فقال جابر و الله لقد رأيت أنسا و قد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره و رأيت الأشعث و قد ذهبت كريمتاه و هو يقول الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بالعمى في الدنيا و لم يدع علي في الآخرة فأعذب و أما خالد فإنه لما مات دفنوه في منزله فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل و الإبل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية و أما البراء فإنه ولي من جهة معاوية باليمن فمات بها و منها كان هاجر و هي السراة و دعا ع على رجل في غزاة بني زبيد و كان في وجهه خال فتغشى في وجهه حتى أسود لها وجهه كله و قوله ع لرجل إن كنت كاذبا فسلط الله عليك غلام ثقيف قالوا و ما غلام ثقيف قال غلام لا يدع لله حرمة إلا انتهكها و أدرك الرجل الحجاج فقتله و حكم ع بحكم فقال المحكوم عليه ظلمت و الله يا علي فقال إن كنت كاذبا فغير الله صورتك فصار رأسه رأس خنزير

 و ذكر الصاحب في رسالة الفرا عن أبي العيناء أنه لقي جد أبي العيناء الأكبر أمير المؤمنين ع فأساء مخاطبته فدعا عليه و على أولاده بالعمى فكل من عمى من أولاده فهو صحيح النسب

 و يقال إنه ع دعا على وابصة بن معبد الجهني و كان من أهل الصفة بالرقة لما قال له فتنت أهل العراق و جئت تفتن أهل الشام بالعمى و الخرس و الصمم و داء السوء فأصابه في الحال و الناس إلى اليوم يرجمون المنارة التي كان يؤذن عليها

 أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أن عليا ع دعا على ولد العباس بالشتات فلم يروا بني أم أبعد قبورا منهم فعبد الله بالمشرق و معبد بالمغرب و قثم بمنفعة الرواح و ثمامة بالأرجوان و متمم بالخازر و في ذلك يقول كثير 

دعا دعوة ربه مخلصا فيا لك عن قاسم ما أبرادعا بالنوى فتناءت بهم معارفة الدار برا و بحرافمن مشرق ظل ثاو به و من مغرب منهم ما أضرا

 فضائل العشرة و خصائص العلوية قال ابن مسكين مررت أنا و خالي أبو أمية على دار في دور حي من مراد فقال أ ترى هذه الدار قلت نعم قال فإن عليا ع مر بها و هم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجته فدعا أن لا يتم بناؤها فما وضعت عليها لبنة قال فكنت تمر عليها لا تشبه الدور

 و في حديث الطرماح بن عدي و صعصعة بن صوحان أن أمير المؤمنين ع اختصم إليه خصمان فحكم لأحدهما على الآخر فقال المحكوم عليه ما حكمت بالسوية و لا عدلت في الرعية و لا قضيتك عند الله بالمرضية فقال أمير المؤمنين ع اخسأ يا كلب فجعل في الحال يعوي و لما قال ألا و إني أخو رسول الله و ابن عمه و وارث علمه و معدن سره و عيبة ذخره ما يفوتني ما عمله رسول الله ص و لا ما طلب و لا يعزب علي ما دب و درج و ما هبط و ما عرج و ما غسق و انفرج و كل ذلك مشروح لمن سأل مكشوف لمن وعى قال هلال بن نوفل الكندي في ذلك و تعمق إلى أن قال فكن يا ابن أبي طالب بحيث الحقائق و احذر حلول البوائق فقال أمير المؤمنين ع هب إلى سقر فو الله ما تم كلامه حتى صار في صورة الغراب الأبقع يعني الأبرص و أصاب دعاؤه ع على جماعة منهم زيد بن أرقم فإنه قد عمى و بلعاء بن قيس فإنه برص

 عبد الله بن أبي رافع سمعته يقول اللهم أرحني منهم فرق الله بيني و بينكم أبدلني الله بهم خيرا منهم و أبدلهم شرا مني فما كان إلا يومه حتى قتل

  و في رواية اللهم إنني قد كرهتهم و كرهوني و مللتهم و ملوني فأرحني و أرحهم فمات تلك الليلة و ممن دعا له ع أم عبد الله بن جعفر قالت مررت بعلي و أنا حبلى فدعاني فمسح على بطني و قال اللهم اجعله ذكرا ميمونا مباركا فولدت غلاما

 انتباه الخرگوشي، أن أمير المؤمنين ع سمع في ليلة الإحرام مناديا باكيا فأمر الحسين ع بطلبه فلما أتاه وجد شابا يبس نصف بدنه فأحضره فسأله علي ع عن حاله فقال كنت رجلا ذا بطر و كان أبي ينصحني فكان يوما في نصحه إذ ضربته فدعا علي بهذا الموضع و أنشأ شعرا فلما تم كلامه يبس نصفي فندمت و تبت و طيبت قلبه فركب على بعير ليأتي بي إلى هاهنا و يدعو لي فلما انتصف البادية نفر البعير من طيران طائر و مات والدي فصلى علي ع أربعا ثم قال قم سليما فقام صحيحا فقال صدقت لو لم يرض عنك لما سمعت و سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين ع اللهم إني أسألك يا رب الأرواح الفانية و رب الأجساد البالية أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها و بطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها و بانشقاق القبور عن أهلها و بدعوتك الصادقة فيهم و أخذك بالحق بينهم إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك و يرون سلطانك و يخافون بطشك و يرجون رحمتك يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ أسألك يا رحمان أن تجعل النور في بصري و اليقين في قلبي و ذكرك بالليل و النهار على لساني أبدا ما أبقيتني إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ قال فسمعها الأعمى و حفظها و رجع إلى بيته الذي يأويه فتطهر للصلاة و صلى ثم دعا بها فلما بلغ إلى قوله أن تجعل النور في بصري ارتد الأعمى بصيرا بإذن الله

 عقد المغربي أن عمر أراد قتل الهرمزان فاستسقى فأتي بقدح فجعل ترعد يده فقال له في ذلك فقال إني خائف أن تقتلني قبل أن أشربه فقال اشرب و لا بأس عليك فرمى القدح من يده فكسره فقال ما كنت لأشربه أبدا و قد آمنتني فقال قاتلك الله لقد أخذت أمانا و لم أشعر به

 و في رواياتنا أنه شكا ذلك إلى أمير المؤمنين ع فدعا الله تعالى فصار القدح صحيحا مملوا من الماء فلما رأى الهرمزان المعجز أسلم

 و استجابة الدعوات المتواترات من الآيات الباهرات في خلق الله المستمرة في العادات التي لا يغيرها إلا لخطب عظيم و إقامة حق يقين و ذلك خصوصية للأنبياء و الأئمة ع

24-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ الباقر ع مرض رسول الله ص مرضه فدخل علي ع المسجد فإذا جماعة من الأنصار فقال لهم أ يسركم أن تدخلوا على رسول الله ص قالوا نعم فاستأذن لهم فدخلوا فجاء علي ع و جلس عند رأس رسول الله ص فأخرج يده من اللحاف و بين صدر رسول الله ص فإذا الحمى تنفضه نفضا شديدا فقال يا أم ملدم اخرجي عن رسول الله ص و انتهرها فجلس رسول الله ص و ليس به بأس فقال يا ابن أبي طالب لقد أعطيت من خصال الخير حتى أن الحمى لتفزع منك

 الحاتمي بإسناده عن ابن عباس أنه دخل أسود على أمير المؤمنين ع و أقر أنه سرق فسأله ثلاث مرات قال يا أمير المؤمنين طهرني فإني سرقت فأمر ع بقطع يده فاستقبله ابن الكواء فقال من قطع يدك فقال ليث الحجاز و كبش العراق و مصادم الأبطال المنتقم من الجهال كريم الأصل شريف الفضل محل الحرمين وارث المشعرين أبو السبطين أول السابقين و آخر الوصيين من آل ياسين المؤيد بجبرائيل المنصور بميكائيل الحبل المتين المحفوظ بجند السماء أجمعين ذلك و الله أمير المؤمنين على رغم الراغمين في كلام له قال ابن كواء قطع يدك و تثني عليه قال لو قطعني إربا إربا ما ازددت له إلا حبا فدخل على أمير المؤمنين ع و أخبره بقصة الأسود فقال يا ابن كواء إن محبينا لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا لنا إلا حبا و إن في أعدائنا من لو ألعقناهم السمن و العسل ما ازدادوا منا إلا بغضا و قال للحسن ع عليك بعمك الأسود فأحضر الحسن ع الأسود إلى أمير المؤمنين ع فأخذ يده و نصبها في موضعها و تغطى بردائه و تكلم بكلمات يخفيها فاستوت يده و صار يقاتل بين يدي أمير المؤمنين ع إلى أن استشهد بالنهروان و يقال كان اسم هذا الأسود أفلح و أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ علي ع يده و قرأ شيئا و ألصقها فقال يا أمير المؤمنين ما قرأت قال فاتحة الكتاب قال فاتحة الكتاب كأنه استقلها فانفصلت يده نصفين فتركه علي ع و مضى

 و روى ابن بابويه في كتابه المعروف بالفضائل و كتاب علل الشرائع أيضا عن حنان بن سدير عن الصادق ع في خبر و قد سئل لم أخر أمير المؤمنين ع العصر في بابل قال إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة ملقاة فكلمها أمير المؤمنين ع فقال يا أيتها الجمجمة من أين أنت فقال أنا فلان بن فلان ملك بلد آل فلان قال لها أمير المؤمنين ع فقصي علي الخبر و ما كنت و ما كان في عصرك فأقبلت الجمجمة تقص خبرها و ما كان في عصرها من شر فاشتغل بها حتى غابت الشمس فكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لئلا تفقه العرب كلامه القصة و قالت الغلاة نادى ع الجمجمة ثم قال يا جلندى بن كركر أين الشريعة فقال هاهنا فبنى هناك مسجدا و سمي مسجد الجمجمة و جلندى هذا ملك الحبشة صاحب الفيل الهادم للبيت أبرهة و قالت أيضا أنه ع نادى لسمكة يا ميمونة أين الشريعة فأطلعت رأسها من الفرات و قالت من عرف اسمي في الماء لا تخفى عليه الشريعة

 أمالي الشيباني قال رشيد الهجري كنت في بعض الطريق مع علي بن أبي طالب ع إذا التفت فقال يا رشيد أ ترى ما أرى قلت لا يا أمير المؤمنين و إنه ليكشف لك من الغطاء ما لا يكشف لغيرك قال إني أرى رجلا في ثبج من نار يقول يا علي استغفر لي لا غفر الله له

 بيان ثبج الشي‏ء بالتحريك وسطه و معظمه

25-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ كتاب العلوي البصري أن جماعة من اليمن أتوا النبي ص فقالوا نحن من بقايا الملل المتقدمة من آل نوح و كان لنبينا وصي اسمه سام و أخبر في كتابه أن لكل نبي معجزا و له وصي يقوم مقامه فمن وصيك فأشار ص بيده نحو علي ع فقالوا يا محمد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل فقال ص نعم بإذن الله و قال يا علي قم معهم إلى داخل المسجد و اضرب برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي ع و بأيديهم صحف إلى أن دخل إلى محراب رسول الله ص داخل المسجد فصلى ركعتين ثم قام و ضرب برجله الأرض فانشقت الأرض و ظهر لحد و تابوت فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر و ينفض التراب من رأسه و له لحية إلى سرته و صلى على علي ع و قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله سيد المرسلين و أنك علي وصي محمد سيد الوصيين و أنا سام بن نوح فنشروا أولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف ثم قالوا نريد أن تقرأ من صحفه سورة فأخذ في قراءته حتى تمم السورة ثم سلم على علي ع و نام كما كان فانضمت الأرض و قالوا بأسرهم إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ و آمنوا و أنزل الله أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَ هُوَ يُحْيِ الْمَوْتى إلى قوله أُنِيبُ

  -26  كش، ]رجال الكشي[ عبد الله بن إبراهيم عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال خرج علي بن أبي طالب ع من القصر فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم فقالوا السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا مولانا فقال علي ع من هاهنا من أصحاب رسول الله ص فقام خالد بن زيد أبو أيوب و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و قيس بن سعد بن عبادة و عبد الله بن بديل بن ورقاء فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه فقال علي ع لأنس بن مالك و البراء بن عازب ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ثم قال اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما فعمى البراء بن عازب و برص قدما أنس بن مالك فأما أنس فحلف أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ع و لا فضلا أبدا و أما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله فيقال هو في موضع كذا و كذا فيقول كيف يرشد من أصابته الدعوة

27-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ عن أبي الأحوص عن أبيه عن عمار الساباطي قال قدم أمير المؤمنين ع المدائن فنزل بإيوان كسرى و كان معه دلف بن مجير فلما صلى قام و قال لدلف قم معي و كان معه جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف منازل كسرى و يقول لدلف كان لكسرى في هذا المكان كذا و كذا و يقول دلف هو و الله كذلك فما زال كذلك حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده و دلف يقول يا سيدي و مولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكين ثم نظر ع إلى جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه خذ هذه الجمجمة ثم جاء ع إلى الإيوان و جلس فيه و دعا بطشت فيه ماء فقال للرجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثم قال أقسمت عليك يا جمجمة لتخبريني من أنا و من أنت فقالت الجمجمة بلسان فصيح أما أنت فأمير المؤمنين و سيد الوصيين و إمام المتقين و أما أنا فعبد الله و ابن أمة الله كسرى أنوشيروان فقال له أمير المؤمنين ع كيف حالك قال يا أمير المؤمنين إني كنت ملكا عادلا شفيقا على الرعايا رحيما لا أرضى بظلم و لكن كنت على دين المجوس و قد ولد محمد ص في زمان ملكي فسقط من شرفات قصري ثلاث و عشرون شرفة ليلة ولد فهممت أن أؤمن به من كثرة ما سمعت من الزيادة من أنواع شرفه و فضله و مرتبته و عزه في السماوات و الأرض و من شرف أهل بيته و لكني تغافلت عن ذلك و تشاغلت عنه في الملك فيا لها من نعمة و منزلة ذهبت مني حيث لم أؤمن فأنا محروم من الجنة بعدم إيماني به و لكني مع هذا الكفر خلصني الله تعالى من عذاب النار ببركة عدلي و إنصافي بين الرعية و أنا في النار و النار محرمة علي فوا حسرتى لو آمنت لكنت معك يا سيد أهل بيت محمد ص و يا أمير أمته قال فبكى الناس و انصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى أهلهم و أخبروهم بما كان و بما جرى فاضطربوا و اختلفوا في معنى أمير المؤمنين فقال المخلصون منهم إن أمير المؤمنين ع عبد الله و وليه و وصي رسول الله ص و قال بعضهم بل هو النبي ص و قال بعضهم بل هو الرب و هو عبد الله بن سبأ و أصحابه و قالوا لو لا أنه الرب كيف يحيي الموتى قال فسمع بذلك أمير المؤمنين و ضاق صدره و أحضرهم و قال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن أنا إلا عبد الله أنعم علي بإمامته و ولايته و وصية رسوله ص فارجعوا عن الكفر فأنا عبد الله و ابن عبده و محمد ص خير مني و هو أيضا عبد الله و إن نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعضهم من الكفر و بقي قوم على الكفر ما رجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين ع بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار و تفرق منهم قوم في البلاد و قالوا لو لا أن فيه الربوبية ما كان أحرقنا في النار فنعوذ بالله من الخذلان

 أقول روي في عيون المعجزات من كتاب الأنوار تأليف أبي علي الحسن بن همام عن العباس بن الفضل عن موسى بن عطية الأنصاري عن حسان بن أحمد الأزرق عن أبي الأحوص عن عمار مثله و زاد في آخره أن الذين أحرقوا و سحقوا و ذروا في الريح أحياهم الله بعد ثلاثة أيام فرجعوا إلى منازلهم

28-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ روى أبو رواحة الأنصاري عن المغربي قال كنت مع أمير المؤمنين ع و قد أراد حرب معاوية فنظر إلى جمجمة في جانب الفرات و قد أتت عليها الأزمنة فمر عليها أمير المؤمنين ع فدعاها فأجابته بالتلبية و تدحرجت بين يديه و تكلمت بكلام فصيح فأمرها بالرجوع فرجعت إلى مكانها فلما فرغ من حرب النهروان أبصرنا جمجمة نخرة بالية فقال هاتوها فحركها بسوطه فقال أخبريني من أنت فقير أم غني شقي أم سعيد ملك أم رعية فقالت بلسان فصيح السلام عليك يا أمير المؤمنين أنا كنت ملكا ظالما و أنا دويز بن هرمز ملك الملوك فملكت مشارقها و مغاربها سهلها و جبلها برها و بحرها أنا الذي أخذت ألف مدينة في الدنيا و قتلت ألف ملك من ملوكها يا أمير المؤمنين أنا الذي بنيت خمسين مدينة و افتضضت خمسمائة ألف جارية بكرا و اشتريت ألف عبد تركي و ألف أرمني و ألف رومي و ألف زنجي و تزوجت بسبعين من بنات الملوك و ما ملك في الأرض إلا غلبته و ظلمت أهله فلما جاءني ملك الموت قال لي يا ظالم يا طاغي خالفت الحق فتزلزلت أعضائي و ارتعدت فرائصي و عرض علي أهل حبسي فإذا هم سبعون ألفا من أولاد الملوك قد شقوا من حبسي فلما رفع ملك الموت روحي سكن أهل الأرض من ظلمي فأنا معذب في النار أبد الآبدين فوكل الله بي سبعين ألفا من الزبانية في يد كل منهم مرزبة من نار لو ضربت بها جبال الأرض لاحترقت الجبال فتدكدكت و كلما ضربني الملك بواحدة من تلك المرازيب اشتعل بي النار و احترق فيحييني الله تعالى و يعذبني بظلمي على عباده أبد الآبدين و كذلك وكل الله تعالى بعدد كل شعرة في بدني حية تلسعني و عقربا تلدغني فتقول لي الحيات و العقارب هذا جزاء ظلمك على عباده ثم سكتت الجمجمة فبكى جميع عسكر أمير المؤمنين ع و ضربوا على رءوسهم و قالوا يا أمير المؤمنين جهلنا حقك بعد ما أعلمنا رسول الله ص و إنما خسرنا حقنا و نصيبنا فيك و إلا أنت ما ينقص منك شي‏ء فاجعلنا في حل مما فرطنا فيك و رضينا بغيرك على مقامك فإنا نادمون فأمر ع بتغطية الجمجمة فعند ذلك وقف ماء النهروان من الجري و صعد على وجه الماء كل سمك و حيوان كان في النهر فتكلم كل واحد منهم مع أمير المؤمنين ع و دعا له و شهد له بإمامته و في ذلك يقول بعضهم

سلامي على زمزم و الصفا سلامي على سدرة المنتهى‏لقد كلمتك لدى النهروان نهارا جماجم أهل الثرى‏و قد بدأت لك حيتانها تناديك مذعنة بالولاء

29-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ روي أنه ع كان يطلب قوما من الخوارج فلما بلغ الموضع المعروف اليوم بساباط أتاه رجل من شيعته و قال يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك و كان لي أخ و كنت شفيقا عليه فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص إلى قتال أهل المدائن فقتل هنالك فأرني قبره و مقتله فأراه إياه فمد الرمح و هو راكب بغلته الشهباء فركز القبر بأسفل الرمح فخرج رجل أسمر طويل يتكلم بالعجمية فقال له أمير المؤمنين ع لم تتكلم بالعجمية و أنت رجل من العرب قال إني كنت أبغضك و أوالي أعداءك فانقلب لساني في النار فقال يا أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه فقال له أمير المؤمنين ع ارجع فرجع إلى القبر فانطبق عليه

30-  يل، ]الفضائل لابن شاذان[ قيل إن أمير المؤمنين ع صعد المنبر يوما في البصرة بعد الظفر بأهلها و قال أقول قولا لا يقوله أحد غيري إلا كان كافرا أنا أخو نبي الرحمة و ابن عمه و زوج ابنته و أبو سبطيه فقام إليه رجل من أهل البصرة و قال أنا أقول مثل قولك هذا أنا أخو الرسول و ابن عمه ثم لم يتم كلامه حتى إذا أخذته الرجفة فما زال يرجف حتى سقط ميتا لعنه الله

31-  فض، ]كتاب الروضة[ يل، ]الفضائل لابن شاذان[ بالإسناد يرفعه إلى ابن أبي جعدة قال حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدث فقام إليه رجل من القوم و قال يا صاحب رسول الله ص ما هذه الشيمة التي أراها بك فأنا حدثني أبي عن رسول الله ص أنه قال البرص و الجذام لا يبلي الله به مؤمنا قال فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلى الأرض و عيناه تذرفان بالدموع ثم رفع رأسه و قال دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب ع نفذت في قال فعند ذلك قام الناس حوله و قصدوه و قالوا يا أنس حدثنا ما كان السبب فقال لهم انتهوا عن هذا فقالوا لا بد من أن تخبرنا بذلك فقال اقعدوا مواضعكم و اسمعوا مني حديثا كان هو السبب لدعوة علي اعلموا أن النبي ص كان قد أهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قرى المشرق يقال لها عندف فأرسلني رسول الله ص إلى أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و سعيد و عبد الرحمن بن عوف الزهري فأتيته بهم و عنده ابن عمه علي بن أبي طالب ع فقال لي يا أنس ابسط البساط و أجلسهم عليه ثم قال يا أنس اجلس حتى تخبرني بما يكون منهم ثم قال قل يا علي يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فقال سيروا على بركة الله قال فسرنا ما شاء الله ثم قال يا ريح ضعينا فوضعتنا فقال أ تدرون أين أنتم قلنا الله و رسوله و علي أعلم فقال هؤلاء أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آيات الله عجبا قوموا يا أصحاب رسول الله حتى تسلموا عليهم فعند ذلك قام أبو بكر و عمر فقالا السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم قال فلم يجبهما أحد قال فقمنا أنا و عبد الرحمن بن عوف و قلنا السلام عليكم يا أصحاب الكهف أنا خادم رسول الله ص فلم يجبنا أحد فعند ذلك قام الإمام ع و قال السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آيات الله عجبا فقالوا و عليك السلام يا وصي رسول الله ص و رحمة الله و بركاته فقال يا أصحاب الكهف ألا رددتم على أصحاب رسول الله ص قالوا يا خليفة رسول الله إنا فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ و زادهم الله هدى و ليس معنا إذن برد السلام إلا بإذن نبي أو وصي نبي و أنت وصي خاتم النبيين و المرسلين و أنت خاتم الأوصياء ثم قال أ سمعتم يا أصحاب رسول الله قالوا نعم يا أمير المؤمنين قال فاقعدوا في مواضعكم فقعدنا في مجالسنا ثم قال يا ريح احملينا فسرنا ما شاء الله إلى أن غربت الشمس ثم قال يا ريح ضعينا فإذا نحن على أرض كأنها الزعفران ليس فيها حسيس و لا أنيس نباتها الشيح و ليس فيها ماء فقلنا يا أمير المؤمنين دنت الصلاة و ليس معنا ماء نتوضأ به فقام و جاء إلى موضع من تلك الأرض فرفسه برجله فنبعت عين ماء فقال دونكم و ما طلبتم و لو لا طلبتكم لجاءنا جبرئيل بماء من الجنة قال فتوضأنا و صلينا إلى أن انتصف الليل ثم قال خذوا مواضعكم ستدركون الصلاة مع رسول الله ص أو بعضها ثم قال يا ريح احملينا فإذا نحن برسول الله ص و قد صلى من الغداة ركعة واحدة فقضيناها و كان قد سبقنا بها رسول الله ص فالتفت إلينا و قال يا أنس تحدثني أو أحدثك فقلت بل من فيك أحلى يا رسول الله قال فابتدأ بالحديث من أوله إلى آخره كأنه كان معنا ثم قال يا أنس تشهد لابن عمي بها إذا استشهدك فقلت نعم يا رسول الله فلما ولي أبو بكر الخلافة أتى علي ع و كنت حاضرا عند أبي بكر و الناس حوله و قال لي يا أنس أ لست تشهد لي بفضيلة البساط و يوم عين الماء و يوم الجب فقلت له يا علي نسيت من كبري فعندها قال لي يا أنس إن كنت كتمته مداهنة بعد وصية رسول الله ص فرماك الله ببياض في وجهك و لظى في جوفك و عمى في عينيك فما قمت من مقامي حتى برصت و عميت و الآن لا أقدر على الصيام في شهر رمضان و لا غيره من الأيام لأن البرد لا يبقى في جوفي و لم يزل أنس على تلك الحال حتى مات بالبصرة

32-  بشا، ]بشارة المصطفى[ محمد بن أحمد بن شهريار عن الحسين بن أحمد بن خيران عن أحمد بن عيسى السدي عن أحمد بن محمد البصري عن عبد الله بن الفضل المالكي عن عبد الرحمن الأزدي عن عبد الواحد بن زيد قال خرجت إلى مكة فبينما أنا أطوف فإذا أنا بجارية خماسية و هي متعلقة بستارة الكعبة و هي تخاطب جارية مثلها و هي تقول لا و حق المنتجب بالوصية الحاكم بالسوية الصحيح البينة زوج فاطمة المرضية ما كان كذا و كذا فقلت لها يا جارية من صاحب هذه الصفة قالت ذلك و الله علم الأعلام و باب الأحكام و قسيم الجنة و النار و رباني هذه الأمة و رأس الأئمة أخو النبي و وصيه و خليفته في أمته ذلك مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقلت لها يا جارية بما يستحق علي منك هذه الصفة قالت كان أبي و الله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين و لقد دخل يوما على أمي و هي في خبائها و قد ارتكبتني و أخا لي من الجدري ما ذهب به أبصارنا فلما رآنا تأوه و أنشأ يقول

ما إن تأوهت من شي‏ء رزيت به كما تأوهت للأطفال في الصغرقد مات والدهم من كان يكفلهم في النائبات و في الأسفار و الحضر

ثم أدنانا إليه ثم أمر يده المباركة على عيني و عيني أخي ثم دعا بدعوات ثم شال يده فها أنا بأبي أنت و الله أنظر إلى الجمل على فرسخ كل ذلك ببركته صلوات الله عليه فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية نفقة كانت معي فتبسمت في وجهي و قالت مه خلفنا أكرم سلف على خير خلف فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي ع ثم قالت أ تحب عليا قلت أجل قالت أبشر فقد استمسكت بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى التي لَا انْفِصامَ لَها قال ثم ولت و هي تقول

ما بث حب علي في ضمير فتى إلا له شهدت من ربه النعم‏و لا له قدم زل الزمان بها إلا له ثبتت من بعدها قدم‏ما سرني أنني من غير شيعته و أن لي ما حواه العرب و العجم

 قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عبد الواحد بن زيد مثله

33-  كنز، ]كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة[ روى بحذف الأسانيد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة اليهود فوقف في وسطها و نادى يا يهود يا يهود فأجابوه في جوف القبر لبيك لبيك مطلايخ يعنون بذلك يا سيدنا فقال كيف ترون العذاب فقالوا بعصياننا لك كهارون فنحن و من عصاك في العذاب إلى اليوم القيامة ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين ع على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر و عليه حلل خضر و صفر و وجهه كدائرة القمر فقلت يا سيدي هذا ملك عظيم قال نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود و سلطاننا أعظم من سلطانه ثم رجع و دخلنا الكوفة و دخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات و هو يقول لا و الله لا فعلت لا و الله لا كان ذلك أبدا فقلت يا مولاي بمن تكلم و من تخاطب و ليس أرى أحدا فقال يا جابر كشف لي برهوت فرأيت الأول و الثاني يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك و نقر بالولاية لك فقلت لا و الله لا فعلت لا و الله لا كان ذلك أبدا ثم تلا هذه الآية وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ يا جابر و ما من أحد خالف وصي نبي إلا حشره الله أعمى يتكبكب في عرصات القيامة

34-  عيون المعجزات، حدث محمد بن همام القطان عن الحسن بن الحليم عن عباد بن صهيب عن الأعمش قال نظرت ذات يوم و أنا في المسجد الحرام إلى رجل كان يصلي فأطال و جلس يدعو بدعاء حسن إلى أن قال يا رب إن ذنبي عظيم و أنت أعظم منه و لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم ثم انكب على الأرض يستغفر و يبكي و يشهق في بكائه و أنا أسمع و أريد أن يتمم سجوده و يرفع رأسه و أقايله و أسأله عن ذنبه العظيم فلما رفع رأسه أدرت إليه وجهي و نظرت في وجهه فإذا وجهه وجه كلب و وبر كلب و بدنه بدن إنسان فقلت له يا عبد الله ما ذنبك الذي استوجبت به أن يشوه الله خلقك فقال يا هذا إن ذنبي عظيم و ما أحب أن يسمع به أحد فما زلت به إلى أن قال كنت رجلا ناصبيا أبغض علي بن أبي طالب ع و أظهر ذلك و لا أكتمه فاجتاز بي ذات يوم رجل و أنا أذكر أمير المؤمنين ع بغير الواجب فقال ما لك إن كنت كاذبا فلا أخرجك الله من الدنيا حتى يشوه بخلقك فتكون شهرة في الدنيا قبل الآخرة فبت معافى و قد حول الله وجهي وجه كلب فندمت على ما كان مني و تبت إلى الله مما كنت عليه و أسأل الله الإقالة و المغفرة قال الأعمش فبقيت متحيرا أتفكر فيه و في كلامه و كنت أحدث الناس بما رأيته فكان المصدق أقل من المكذب

35-  كا، ]الكافي[ علي بن محمد عن علي بن الحسن عن الحسين بن راشد عن المرتجل بن معمر عن ذريح المحاربي عن عباية الأسدي عن حبة العرني قال خرجت مع أمير المؤمنين ع إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم جلست حتى مللت ثم قمت و جمعت ردائي فقلت يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته قال قلت يا أمير المؤمنين و إنهم لكذلك قال نعم و لو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون فقلت أجسام أم أرواح فقال أرواح و ما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه الحقي بوادي السلام و إنها لبقعة من جنة عدن

  -36  أقول قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة روى عثمان بن سعيد عن عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير قال خطب علي ع فقال في خطبته أنا عبد الله و أخو رسوله لا يقولها أحد قبلي و لا بعدي إلا كذب ورثت نبي الرحمة و نكحت سيدة نساء هذه الأمة و أنا خاتم الوصيين فقال رجل من عبس من لا يحسن أن يقول مثل هذا فلم يرجع إلى أهله حتى جن و صرع فسألوهم هل رأيتم به عرضا قبل هذا قالوا و ما رأينا به قبل هذا عرضا

37-  مهج، ]مهج الدعوات[ روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي ع قال كنت مع علي بن أبي طالب ع في الطواف في ليلة ديجوجة قليلة النور و قد خلا الطواف و نام الزوار و هدأت العيون إذ سمع مستغيثا مستجيرا مترحما بصوت حزين من قلب موجع و هو يقول

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم يا كاشف الضر و البلوى مع السقم‏قد نام وفدك حول البيت و انتبهوا يدعو و عينك يا قيوم لم تنم‏هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي يا من أشار إليه الخلق في الحرم‏إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالنعم

قال الحسين بن علي صلوات الله عليهما فقال لي أبي يا أبا عبد الله أ سمعت المنادي لذنبه المستغيث ربه فقلت نعم قد سمعته فقال اعتبره عسى أن تراه فما زلت أختبط في طخياء الظلام و أتخلل بين النيام فلما صرت بين الركن و المقام بدا لي شخص منتصب فتأملته فإذا هو قائم فقلت السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابن عم رسول الله ص فأسرع في سجوده و قعوده و سلم فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن تقدمني فتقدمته فأتيت به أمير المؤمنين فقلت دونك ها هو فنظر إليه فإذا هو شاب حسن الوجه نقي الثياب فقال له ممن الرجل فقال له من بعض العرب فقال له ما حالك و مم بكاؤك و استغاثتك فقال ما حال من أخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب و غمرة الاكتئاب فإن تاب فدعاؤه لا يستجاب فقال له علي ع و لم ذاك فقال إني كنت ملتهيا في العرب باللعب و الطرب أديم العصيان في رجب و شعبان و ما أراقب الرحمن و كان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الحدثان و يخوفني العقاب بالنيران و يقول كم ضج منك النهار و الظلام و الليالي و الأيام و الشهور و الأعوام و الملائكة الكرام و كان إذا ألح علي بالوعظ زجرته و انتهرته و وثبت عليه و ضربته فعمدت يوما إلى شي‏ء من الورق و كانت في الخباء فذهبت لآخذها و أصرفها فيما كنت عليه فما نعني عن أخذها فأوجعته ضربا و لويت يده و أخذتها و مضيت فأومأ بيده إلى ركبته يريد النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحركها من شدة الوجع و الألم فأنشأ يقول

جرت رحم بيني و بين منازل سواء كما يستنزل القطر طالبه

 و ربيت حتى صار جلدا شمردلا إذا قام ساوى غارب العجل غاربه‏و قد كنت أوتيه من الزاد في الصبا إذا جاع منه صفوه و أطايبه‏فلما استوى في عنفوان شبابه و أصبح كالرمح الرديني خاطبه‏تهضمني ما لي كذا و لوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه

ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام فيستعدي الله علي فصام أسابيع و صلى ركعات و دعا و خرج متوجها على عيرانه يقطع بالسير عرض الفلاة و يطوي الأودية و يعلو الجبال حتى قدم مكة يوم الحج الأكبر فنزل عن راحلته و أقبل إلى بيت الله الحرام فسعى و طاف به و تعلق بأستاره و ابتهل بدعائه و أنشأ يقول

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد فوق المهادي من أقصى غاية البعدإني أتيتك يا من لا يخيب من يدعوه مبتهلا بالواحد الصمدهذا منازل من يرتاع من عققي فخذ بحقي يا جبار من ولدي‏حتى تشل بعون منك جانبه يا من تقدس لم يولد و لم يلد

قال فو الذي سمك السماء و أنبع الماء ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى ثم كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شل فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي فلم يجبني حتى إذا كان العام أنعم علي فخرجت به على ناقة عشراء أجد السير حثيثا رجاء العافية حتى إذا كنا على الأراك و حطمة وادي السياك نفر طائر في الليل فنفرت منها الناقة التي كان عليها فألقته إلى قرار الوادي فارفض بين الحجرين فقبرته هناك و أعظم من ذلك أني لا أعرف إلا المأخوذ بدعوة أبيه فقال له أمير المؤمنين ع أتاك الغوث أتاك الغوث أ لا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله ص و فيه اسم الله الأكبر الأعظم الأكرم الذي يجيب به من دعاه و يعطي به من سأله و يفرج به الهم و يكشف به الكرب و يذهب به الغم و يبرئ به السقم و يجبر به الكسير و يغني به الفقير و يقضي به الدين و يرد به العين و يغفر به الذنوب و يستر به العيوب إلى آخر ما ذكره ع في فضله قال الحسين ع فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته ثم ذكر الدعاء على ما سيأتي في كتابه ثم قال للفتى إذا كانت الليلة العاشرة فادع و ائتني من غد بالخبر قال الحسين بن علي ع و أخذ الفتى الكتاب و مضى فلما كان من غد ما أصبحنا حسنا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافى و الكتاب بيده و هو يقول هذا و الله الاسم الأعظم استجيب لي و رب الكعبة قال له علي صلوات الله عليه حدثني قال لما هدأت العيون بالرقاد و استحلك جلباب الليل رفعت يدي بالكتاب و دعوت الله بحقه مرارا فأجبت في الثانية حسبك فقد دعوت الله باسمه الأعظم ثم اضطجعت فرأيت رسول الله ص في منامي و قد مسح يده الشريفة علي و هو يقول احتفظ بالله العظيم فإنك على خير فانتبهت معافى كما ترى فجزاك الله خيرا

 أقول سيأتي شرحه في كتاب الدعاء

38-  ختص، ]الإختصاص[ خص، ]منتخب البصائر[ من كتاب البصائر لسعد بن عبد الله عن عباد بن سليمان عن أبيه عن عيثم بن أسلم عن معاوية بن عمار قال دخل أبو بكر على أمير المؤمنين ع فقال له إن رسول الله ص لم يحدث إلينا في أمرك شيئا بعد أيام الولاية في الغدير و أنا أشهد أنك مولاي مقر بذلك و قد سلمت عليك على عهد رسول الله ص بإمرة المؤمنين و أخبرنا رسول الله ص أنك وصيه و وارثه و خليفته في أهله و نسائه و أنك وارثه و ميراثه قد صار إليك و لم يخبرنا أنك خليفته في أمته من بعده و لا جرم لي فيما بيني و بينك و لا ذنب لنا فيما بيننا و بين الله تعالى فقال له علي ع إن أريتك رسول الله ص حتى يخبرك بأني أولى بالأمر الذي أنت فيه منك و أنك إن لم تعزل نفسك عنه فقد خالفت الله و رسوله ص فقال إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به فقال ع فتلقاني إذا صليت المغرب حتى أريكه قال فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده و أخرجه إلى مسجد قباء فإذا هو برسول الله ص جالس في القبلة فقال له يا فلان وثبت على مولاك علي ع و جلست مجلسه و هو مجلس النبوة لا يستحقه غيره لأنه وصيي و خليفتي فنبذت أمري و خالفت ما قلته لك و تعرضت لسخط الله و سخطي فانزع هذا السربال الذي تسربلته بغير حق و لا أنت من أهله و إلا فموعدك النار قال فخرج مذعورا ليسلم الأمر إليه و انطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدث سلمان بما كان جرى فقال له سلمان ليبدين هذا الحديث لصاحبه و ليخبرنه بالخبر فضحك أمير المؤمنين ع و قال أما إنه سيخبره و ليمنعنه إن هم بأن يفعل ثم قال لا و الله لا يذكران ذلك أبدا حتى يموتا قال فلقي صاحبه فحدثه بالحديث كله فقال له ما أضعف رأيك و أخور قلبك أ ما تعلم أن ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة أ نسيت سحر بني هاشم فأقم على ما أنت عليه

39-  ختص، ]الإختصاص[ أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن خالد بن ماد القلانسي و محمد بن حماد عن محمد بن خالد الطيالسي عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي ع فقال له أ ما علمت أن أبا بكر قد استخلف فقال له علي ع فمن جعله كذلك قال المسلمون رضوا بذلك فقال له علي ع و الله لأسرع ما خالفوا رسول الله ص و نقضوا عهده و لقد سموه بغير اسمه و الله ما استخلفه رسول الله ص فقال عمر ما تزال تكذب على رسول الله ص في حياته و بعد موته فقال له انطلق بنا يا عمر لتعلم أينا الكذاب على رسول الله ص في حياته و بعد موته فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب أ كفرت يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا فقال له علي ع أ رضيت و الله لقد فضحك الله في حياته و بعد موته

 أقول قد مر أمثالها بأسانيد جمة في كتاب الفتن