باب 2- معجزاته صلوات الله عليه

1-  ير، ]بصائر الدرجات[ الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن عبد الله بن الكناسي عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي بن أبي طالب ع في بعض عمره و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل قال نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش قال ففرش للحسن ع تحت نخلة و للزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري و رفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال فقال له الحسن ع و إنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن ع يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت و حملت رطبا قال فقال له الجمال الذي اكتروا منه سحر و الله قال فقال له الحسن ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن النبي مجابة قال فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما كفاهم

 يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عبد الله مثله بيان قال الجوهري المنهل المورد و هو عين ماء ترده الإبل في المراعي و تسمى المنازل التي في المفاوز على طرق السفار مناهل لأن فيها ماء قوله إلى حالها أي قبل اليبس و في الخرائج فاخضرت النخلة و أورقت

2-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن الصادق عن آبائه ع أن الحسن ع قال يوما لأخيه الحسين و لعبد الله بن جعفر إن معاوية بعث إليكم بجوائزكم و هي تصل إليكم يوم كذا لمستهل الهلال و قد أضاقا فوصلت في الساعة التي ذكرها لما كان رأس الهلال فلما وافاهم المال كان على الحسن ع دين كثير فقضاه مما بعثه إليه ففضلت فضله ففرقها في أهل بيته و مواليه و قضى الحسين ع دينه و قسم ثلث ما بقي في أهل بيته و مواليه و حمل الباقي إلى عياله و أما عبد الله فقضى دينه و ما فضل دفعه إلى الرسول ليتعرف معاوية من الرسول ما فعلوا فبعث إلى عبد الله أموالا حسنة

 بيان قال الجوهري ضاق الرجل أي بخل و أضاق أي ذهب ماله

3-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي عن مندل بن أسامة عن الصادق عن آبائه ع أن الحسن ع خرج من مكة ماشيا إلى المدينة فتورمت قدماه فقيل له لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم فقال كلا و لكنا إذا أتينا المنزل فإنه يستقبلنا أسود معه دهن يصلح لهذا الورم فاشتروا منه و لا تماكسوه فقال له بعض مواليه ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء فقال بلى إنه أمامنا و ساروا أميالا فإذا الأسود قد استقبلهم فقال الحسن لمولاه دونك الأسود فخذ الدهن منه بثمنه فقال الأسود لمن تأخذ هذا الدهن قال للحسن بن علي بن أبي طالب ع قال انطلق بي إليه فصار الأسود إليه فقال الأسود يا ابن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا و لكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت فإني خلفت امرأتي تمخض فقال انطلق إلى منزلك فإن الله تعالى قد وهب لك ولدا ذكرا سويا فرجع الأسود من فوره فإذا امرأته قد ولدت غلاما سويا ثم رجع الأسود إلى الحسن ع و دعا له بالخير بولادة الغلام له و إن الحسن قد مسح رجليه بذلك الدهن فما قام عن موضعه حتى زال الورم

4-  كا، ]الكافي[ عن الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي بن النعمان عن صندل عن أبي أسامة مثله إلى قوله فقد وهب الله لك ذكرا سويا و هو من شيعتنا

  أقول قد أوردنا كثيرا من معجزاته في باب ما جرى بينه ع و بين معاوية و باب وفاته و غيرهما

5-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ روي أن عليا ع كان في الرحبة فقام إليه رجل فقال أنا من رعيتك و أهل بلادك قال ع لست من رعيتي و لا من أهل بلادي و إن ابن الأصفر بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته و أرسلك إلي لأجلها قال صدقت يا أمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك في خفية و أنت قد اطلعت على ذلك و لا يعلمها غير الله فقال ع سل أحد ابني هذين قال أسأل ذا الوفرة يعني الحسن فأتاه فقال له الحسن جئت تسأل كم بين الحق و الباطل و كم بين السماء و الأرض و كم بين المشرق و المغرب و ما قوس قزح و ما المؤنث و ما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض قال نعم قال الحسن ع بين الحسن و الباطل أربع أصابع ما رأيته بعينك فهو حق و قد تسمع بأذنيك باطلا و بين السماء و الأرض دعوة المظلوم و مد البصر و بين المشرق و المغرب مسيرة يوم للشمس و قزح اسم الشيطان و هو قوس الله و علامة الخصب و أمان لأهل الأرض من الغرق و أما المؤنث فهو الذي لا يدرى أ ذكر أم أنثى فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم و إن كانت أنثى حاضت و بدا ثديها و إلا قيل له بل فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر و إن انتكص بوله على رجليه كما ينتكص بول البعير فهو أنثى و أما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شي‏ء خلق الله الحجر و أشد منه الحديد يقطع به الحجر و أشد من الحديد النار تذيب الحديد و أشد من النار الماء و أشد من الماء السحاب و أشد من السحاب الريح تحمل السحاب و أشد من الريح الملك الذي يردها و أشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك و أشد من ملك الموت الموت الذي يمت ملك الموت و أشد من الموت أمر الله الذي يدفع الموت

6-  قب، ]المناقب لابن شهرآشوب[ محمد بن إسحاق بالإسناد جاء أبو سفيان إلى علي ع فقال يا أبا الحسن جئتك في حاجة قال و فيم جئتني قال تمشي معي إلى ابن عمك محمد فتسأله أن يعقد لنا عقدا و يكتب لنا كتابا فقال يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله عقدا لا يرجع عنه أبدا و كانت فاطمة من وراء الستر و الحسن يدرج بين يديها و هو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا فقال لها يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب و العجم فأقبل الحسن ع إلى أبي سفيان و ضرب إحدى يديه على أنفه و الأخرى على لحيته ثم أنطقه الله عز و جل بأن قال يا أبا سفيان قل لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعا فقال ع الحمد لله الذي جعل في آل محمد من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا

 أبو حمزة الثمالي عن زين العابدين ع قال كان الحسن بن علي جالسا فأتاه آت فقال يا ابن رسول الله قد احترقت دارك قال لا ما احترقت إذ أتاه آت فقال يا ابن رسول الله قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ما شككنا أنها ستحرق دارك ثم إن الله صرفها عنها و استغاث الناس من زياد إلى الحسن بن علي ع فرفع يده و قال اللهم خذ لنا و لشيعتنا من زياد ابن أبيه و أرنا فيه نكالا عاجلا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ قال فخرج خراج في إبهام يمينه يقال لها السلعة و ورم إلى عنقه فمات ادعى رجل على الحسن بن علي ع ألف دينار كذبا و لم يكن له عليه فذهبا إلى شريح فقال للحسن ع أ تحلف قال إن حلف خصمي أعطيه فقال شريح للرجل قل بالله الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فقال الحسن لا أريد مثل هذا لكن قل بالله إن لك علي هذا و خذ الألف فقال الرجل ذلك و أخذ الدنانير فلما قام خر إلى الأرض و مات فسئل الحسن ع عن ذلك فقال خشيت أنه لو تكلم بالتوحيد يغفر له يمينه ببركة التوحيد و يحجب عنه عقوبة يمينه

 محمد الفتال النيسابوري في مونس الحزين بالإسناد عن عيسى بن الحسن عن الصادق ع قال بعضهم للحسن بن علي ع في احتماله الشدائد عن معاوية فقال ع كلاما معناه لو دعوت الله تعالى لجعل العراق شاما و الشام عراقا و جعل المرأة رجلا و الرجل امرأة فقال الشامي و من يقدر على ذلك فقال ع انهضي أ لا تستحين أن تقعدي بين الرجال فوجد الرجل نفسه امرأة ثم قال و صارت عيالك رجلا و تقاربك و تحمل عنها و تلد ولدا خنثى فكان كما قال ع ثم إنهما تابا و جاءا إليه فدعا تعالى فعادا إلى الحالة الأولى

 الحسين بن أبي العلاء عن جعفر بن محمد ع قال الحسن بن علي ع لأهل بيته يا قوم إني أموت بالسم كما مات رسول الله ص فقال له أهل بيته و من الذي يسمك قال جاريتي أو امرأتي فقالوا له أخرجها من ملكك عليها لعنة الله فقال هيهات من إخراجها و منيتي على يدها ما لي منها محيص و لو أخرجتها ما يقتلني غيرها كان قضاء مقضيا و أمرا واجبا من الله فما ذهبت الأيام حتى بعث معاوية إلى امرأته قال فقال الحسن ع هل عندك من شربة لبن فقالت نعم و فيه ذلك السم الذي بعث به معاوية فلما شربه وجد مس السم في جسده فقال يا عدوة الله قتلتيني قاتلك الله أما و الله لا تصيبين مني خلفا و لا تنالين من الفاسق عدو الله اللعين خيرا أبدا

7-  نجم، ]كتاب النجوم[ من كتاب الدلائل لأبي جعفر بن رستم الطبري بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال مرت بالحسن بن علي ع بقرة فقال هذه حبلى بعجلة أنثى لها غرة في جبينها و رأس ذنبها أبيض فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها فقلنا أ و ليس الله عز و جل يقول وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ فكيف علمت فقال ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم الذي لم يطلع عليه ملك مقرب و لا نبي مرسل غير محمد و ذريته

 بيان رد استبعاده ع بأبلغ وجه و لم يبين وجه الجمع بينه و بين ما هو ظاهر الآية من اختصاص العلم بذلك بالله تعالى و قد مر أن المعنى أنه لا يعلم ذلك أحد إلا بتعليمه تعالى و وحيه و إلهامه و أنهم ع إنما يعلمون بالوحي و الإلهام

8-  نجم، ]كتاب النجوم[ من كتاب مولد النبي ص و مولد الأصفياء ع تأليف الشيخ المفيد رحمه الله بإسناده إلى جابر عن أبي جعفر ع قال جاء الناس إلى الحسن بن علي ع فقالوا أرنا من عجائب أبيك التي كان يرينا فقال و تؤمنون بذلك قالوا نعم نؤمن و الله بذلك قال أ ليس تعرفون أبي قالوا جميعا بل نعرفه فرفع لهم جانب الستر فإذا أمير المؤمنين ع قاعد فقال تعرفونه قالوا بأجمعهم هذا أمير المؤمنين ع و نشهد أنك أنت ولي الله حقا و الإمام من بعده و لقد أريتنا أمير المؤمنين ع بعد موته كما أرى أبوك أبا بكر رسول الله ص في مسجد قبا بعد موته فقال الحسن ع ويحكم أ ما سمعتم قول الله عز و جل وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ فإذا كان هذا نزل فيمن قتل في سبيل الله ما تقولون فينا قالوا آمنا و صدقنا يا ابن رسول الله

9-  نجم، ]كتاب النجوم[ وجدت في جزء بخط محمد بن علي بن الحسين بن مهزيار و نسخة في سنة ثمان و أربعين و أربعمائة و كان على ظهر الذي نقل منه هذا الحديث ما هذا المراد من لفظه من حديث أبي الحسن بن علي بن محمد بن عبد الوهاب قدم علينا في سنة أربعين و ثلاثمائة و أما لفظة الحديث فهو حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأحمري المعروف بابن داهر الرازي قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي الصيرفي القرشي أبو سمينة قال حدثني داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله ع لما صالح الحسن بن علي ع معاوية جلسا بالنخيلة فقال معاوية يا أبا محمد بلغني أن رسول الله ص كان يخرص النخل فهل عندك من ذلك علم فإن شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شي‏ء في الأرض و لا في السماء فقال الحسن ع إن رسول الله ص كان يخرص كيلا و أنا أخرص عددا فقال معاوية كم في هذه النخلة فقال الحسن ع أربعة آلاف بسرة و أربع بسرات

 أقول و وجدت قد انقطع من المختصر المذكور كلمات فوجدتها في رواية ابن عباس الجوهري. فأمر معاوية بها فصرمت و عدت فجاءت أربعة آلاف و ثلاث بسرات ثم صح الحديث بلفظها فقال و الله ما كذبت و لا كذبت فنظر فإذا في يد عبد الله بن عامر بن كريز بسرة ثم قال يا معاوية أما و الله لو لا أنك تكفر لأخبرتك بما تعمله و ذلك أن رسول الله ص كان في زمان لا يكذب و أنت تكذب و تقول متى سمع من جده على صغر سنه و الله لتدعن زيادا و لتقتلن حجرا و لتحملن إليك الرءوس من بلد إلى بلد فادعى زيادا و قتل حجرا و حمل إليه رأس عمرو بن الحمق الخزاعي

10-  يج، ]الخرائج و الجرائح[ عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله ع قال إن الحسن بن علي ع كان عنده رجلان فقال لأحدهما إنك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا و كذا فقال الرجل إنه ليعلم ما كان و عجب من ذلك فقال ع إنا لنعلم ما يجري في الليل و النهار ثم قال إن الله تبارك و تعالى علم رسوله ص الحلال و الحرام و التنزيل و التأويل فعلم رسول الله ص عليا علمه كله

 ير، ]بصائر الدرجات[ محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار مثله

11-  كشف، ]كشف الغمة[ قال لابنه ع إن للعرب جولة و لقد رجعت إليها عوازب أحلامها و لقد ضربوا إليك أكباد الإبل حتى يستخرجوك و لو كنت في مثل وجار الضبع

 بيان في أكثر النسخ لابنه و الصواب لأبيه و قد قال ع ذلك له صلوات الله عليه قبل رجوع الخلافة إليه أي إن للعرب جولانا و حركة في اتباع الباطل ثم يرجع إليها أحلامها العازبة البعيدة الغائبة عنهم فيرجعون إليك و ضرب أكباد الإبل كناية عن الركوب و شدة الركض قال الجزري فيه لا تضرب أكباد المطي إلا إلى ثلاثة مساجد أي لا تركب و لا يسار عليها و قال وجار الضبع هو جحره الذي يأوي إليه و منه حديث الحسن لو كنت في وجار الضبع ذكره للمبالغة لأنه إذا حفر أمعن