باب 1- فضل العافية و المرض و ثواب المرض و علله و أنواعه

1-  الخصال، عن جعفر بن علي الكوفي عن جده الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص نعمتان مكفورتان الأمن و العافية

 بيان مكفورتان أي مستورتان عن الناس لا يعرفون قدرهما أو لا يشكرهما الناس لغفلتهم عن عظم شأنهما

2-  الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع قال قال رسول الله ص خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما الصحة و الفراغ

3-  و منه، عن الخليل بن أحمد عن محمد بن معاذ عن الحسين بن الحسن المروزي عن عبد الله بن المبارك و الفضل بن موسى معا عن عبد الله بن سعيد بن   أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله ص نعمتان مفتون مغبون فيهما كثير من الناس الفراغ و الصحة

 توضيح مغبون في بعض النسخ بالغين المعجمة و الباء الموحدة قال في القاموس غبن الشي‏ء و فيه كفرح غبنا و غبنا نسيه أو أغفله أو غلط فيه و رأيه بالنصب غبانة و غبنا محركة ضعف فهو غبين و مغبون و غبنه في البيع يغبنه غبنا و يحرك أو بالتسكين في البيع و بالتحريك في الرأي خدعه و قد غبن كعني فهو مغبون انتهى فالمعنى أنهم مخدوعون من الشيطان في ترك شكرهما و يحتمل بعض المعاني الأخر. و في أكثر النسخ بالفاء و التاء أي مختبرون امتحنهم الله بهما و ابتلاهم ليري كيف شكرهم فيهما أو افتتنوا و وقعوا في الضلال و الإثم بهما و الفراغ التخلي من الشغل و العمل أو فراغ القلب من الخوف و الحزن و الأخير أنسب بالخبر الأول

4-  الخصال، عن أبيه عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن الجاموراني عن سجادة عن درست عن أبي خالد السجستاني عن أبي عبد الله ع قال خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل مشغول القلب فأولاها صحة البدن و الثانية الأمن و الثالثة السعة في الرزق و الرابعة الأنيس الموافق قلت و ما الأنيس الموافق قال الزوجة الصالحة و الولد الصالح و الخليط الصالح و الخامسة و هي تجمع هذه الخصال الدعة

 بيان الدعة السكون و قلة الأشغال قال في النهاية ودع بالضم وداعة و دعة أي سكن و ترفه و في الصحاح الدعة الخفض و الهاء عوض من الواو تقول منه ودع الرجل فهو وديع أي ساكن و رجل متدع أي صاحب دعة   و راحة و الموادعة المصالحة انتهى و يحتمل أن يكون المراد عدم المنازعة و المخاصمة

5-  مجالس الصدوق، عن أحمد بن يحيى المكتب عن أحمد بن محمد الوراق عن بشر بن سعيد بن قلبويه عن عبد الجبار بن كثير قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول العافية نعمة خفية إذا وجدت نسيت و إذا فقدت ذكرت

 قال و سمعت الصادق ع يقول العافية نعمة يعجز الشكر عنها

6-  و منه، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال خمس من لم يكن فيه لم يتهن بالعيش الصحة و الأمن و الغنى و القناعة و الأنيس الموافق

7-  معاني الأخبار، عن محمد بن أحمد بن تميم عن محمد بن إدريس عن محمد بن مهاجر عن الجريري عن أبي الورد بن تمام عن اللجلاج عن معاذ بن كثير قال كنت مع النبي ص فمر برجل يدعو هو يقول أسألك اللهم الصبر فقال له النبي ص سألت البلاء فاسأل الله العافية الخبر

8-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن صفوان عن الحكم الحناط عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال النعيم في الدنيا الأمن و صحة الجسم و تمام النعمة في الآخرة دخول الجنة و ما تمت النعمة على عبد قط ما لم يدخل الجنة

9-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن ابن فضال   عن يونس بن يعقوب عن شعيب بن العقرقوفي قال قلت لأبي عبد الله ع شي‏ء يروى عن أبي ذر رحمه الله أنه قال ثلاثة يبغضها الناس و أنا أحبها أحب الموت و أحب الفقر و أحب البلاء فقال هذا ليس على ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله و الفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله و البلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله

10-  و منه، عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن الحارث بن الحسن الطحان عن إبراهيم بن عبد الله عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة و الفقر أحب إليه من الغنى و المرض أحب إليه من الصحة قلنا و من يكون كذا قال كلكم ثم قال أيما أحب إلى أحدكم يموت في حبنا أو يعيش في بغضنا فقلت نموت و الله في حبكم أحب إلينا قال و كذلك الفقر و الغنى و المرض و الصحة قلت إي و الله

11-  دعوات الراوندي، قال أمير المؤمنين ع الصحة بضاعة و التواني إضاعة ألا إن من النعم سعة المال و أفضل من سعة المال صحة البدن و أفضل من صحة البدن تقوى القلب

 و قال ع السلامة مع الاستقامة

 و قال النبي ص اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك و صحتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك

 و قال ع خير ما يسأل الله العبد العافية

 و قال عيسى ع الناس رجلان معافى و مبتلى فارحموا المبتلى و احمدوا الله على العافية

 و في حكمة آل داود العافية الملك الخفي

    و روي أن النبي ص دخل على مريض فقال ما شأنك قال صليت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة فقلت اللهم إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذبني به في الآخرة فعجل ذلك في الدنيا فصرت كما ترى فقال ص بئسما قلت أ لا قلت رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ فدعا له حتى أفاق

 و قال النبي ص الحسنة في الدنيا الصحة و العافية و في الآخرة المغفرة و الرحمة

 و قال أمير المؤمنين ع كفى بالسلامة داء

 و قال النبي ص لا يذهب حبيبتا عبد فيصبر و يحتسب إلا أدخل الجنة

 و قال إن الله يبغض العفرية النفرية الذي لم يرزأ في جسمه و لا ماله

 و قال إن الرجل ليكون له الدرجة عند الله لا يبلغها بعمله يبتلى ببلاء في جسمه فيبلغها بذلك

 بيان البضاعة بالكسر رأس المال أي الصحة رأس مال الإنسان في اقتناء الصالحات و اكتساب السعادات.

 و قوله ع السلامة مع الاستقامة

أي لا تكون سلامة الجسم و القلب إلا مع الاستقامة في الدين و ما يبتلى به الناس إنما هو لتركهم الاستقامة كما قال سبحانه وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ و قال تعالى وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً أو المعنى أن السلامة إنما تنفع إذا كانت مع الاستقامة و أما السلامة التي غايتها عذاب الآخرة فليست بسلامة و بعبارة أخرى السلامة مع الاستقامة و إن كانت مع بلايا الدنيا و مصائبها. و الحاصل أنه لما كانت السلامة غالبا تصير سببا للتوغل في الشرور و المعاصي   بين ع أن مثل تلك السلامة عين الابتلاء و يؤيده قوله ع كفى بالسلامة داء أي تصير غالبا سببا للأدواء النفسانية و الأمراض الروحانية أو المعنى أن السلامة عن معارضة الناس و المسالمة معهم إنما تجوز إذا كانت مع الانقياد للحق و موافقة رضى الله لا كما اختاره جماعة من الأشقياء في زمانه صلوات الله عليه و خالفوا إمامهم و كفروا و ارتدوا و الأوسط أظهر و الحبيبتان العينان. و قال الجوهري العفر الرجل الخبيث الداهي و المرأة عفرة قال أبو عبيدة العفريت من كل شي‏ء المبالغ يقال فلان عفريت نفريت و عفرية نفرية و في الحديث إن الله يبغض العفرية النفرية الذي لا يرزأ في أهل و لا مال و العفرية المصحح و النفرية إتباع و قال في نفر النفريت إتباع للعفريت و توكيد. و قال في النهاية بعد ذكر الحديث هو الداهي الخبيث الشرير و منه العفريت و قيل هو الجموع المنوع و قيل الظلوم و قال الجوهري في تفسيره العفرية المصحح و النفرية إتباع له و كأنه أشبه لأنه قال في تمامه الذي لا يرزأ في أهل و لا مال. و قال الزمخشري العفر و العفرية و العفريت و العفارية القوي المتشيطن الذي يعفر قرنه و الياء في عفرية و عفارية للإلحاق بشرذمة و عذافرة و الهاء فيهما للمبالغة و التاء في عفريت للإلحاق بقنديل و قال في حديث سراقة فلم يرزءاني شيئا أي لم يأخذا مني شيئا يقال رزأته أرزؤه و أصله النقص و منه ما رزأنا من مالك شيئا أي ما نقصنا منه شيئا و لا أخذنا

12-  نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع ألا و إن من البلاء الفاقة و أشد من الفاقة مرض البدن و أشد من مرض البدن مرض القلب ألا و إن من النعم سعة المال و أفضل من سعة المال صحة البدن و أفضل من صحة البدن تقوى القلب   و قال ع لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين العافية و الغنى بينا تراه معافى إذ سقم و بينا تراه غنيا إذ افتقر

13-  دعائم الإسلام، عن الصادق عن آبائه ع أن رسول الله ص عاد رجلا من الأنصار فشكا إليه ما يلقى من الحمى فقال له رسول الله ص إن الحمى طهور من رب غفور قال الرجل بل الحمى يفور بالشيخ الكبير حتى تحله في القبور فغضب رسول الله ص فقال ليكن بك ما قلت فمات منه

 و عنه ص قال حمى يوم كفارة سنة

 و سمعنا بعض الأطباء و قد حكي له هذا الحديث فقال هذا يصدق قول أهل الطب إن حمى يوم تؤلم البدن سنة

 و عن علي ع قال إذا ابتلى الله عبدا أسقط عنه من الذنوب بقدر علته

14-  كتاب محمد بن المثنى بن القاسم، عن جعفر بن محمد بن شريح عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله ع قال مر أعرابي على رسول الله ص فقال له أ تعرف أم ملدم قال و ما أم ملدم قال صداع يأخذ الرأس و سخونة في الجسد فقال الأعرابي ما أصابني هذا قط فلما مضى قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا

 قال قال أبو عبد الله ع قال علي بن الحسين إني لأكره أن يعافي الرجل في الدنيا و لا يصيبه شي‏ء من المصائب و نحو هذا

 بيان في القاموس أم ملدم الحمى

15-  مجالس الصدوق، عن أحمد بن محمد العطار عن سعد بن عبد الله عن الهيثم النهدي عن ابن محبوب عن سماعة عن الصادق ع قال إن العبد إذا كثرت ذنوبه و لم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله بالحزن في الدنيا ليكفرها به فإن فعل ذلك به و إلا أسقم بدنه ليكفرها به   فإن فعل ذلك به و إلا شدد عليه عند موته ليكفرها به فإن فعل ذلك به و إلا عذبه في قبره ليلقى الله عز و جل يوم يلقاه و ليس شي‏ء يشهد عليه بشي‏ء من ذنوبه

16-  و منه، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع إن المؤمن ليهول عليه في منامه فتغفر له ذنوبه و إنه ليمتهن في بدنه فتغفر له ذنوبه

 إيضاح قال الجوهري المهنة بالفتح الخدمة و قد مهن القوم يمهنهم مهنة أي خدمهم و امتهنت الشي‏ء ابتذلته و أمهنته أضعفته انتهى و لعل المراد هنا الابتذال بالأمراض و يحتمل أن يراد به الخدمة للناس و العمل لهم

17-  مجالس الصدوق، عن حمزة العلوي عن عبد العزيز الأبهري عن محمد بن زكريا الجوهري عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من مرض يوما و ليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع

18-  الخصال، عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن السري بن خالد عن أبي عبد الله ع قال إذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبته في الدنيا و إذا أراد بعبد سوء أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة

19-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى اليقطيني عن   القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه ع عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال توقوا الذنوب فما من بلية و لا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش و الكبوة و المصيبة قال الله عز و جل وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ

 و قال ع ليس من داء إلا و هو من داخل الجوف إلا الجراحة و الحمى فإنهما يردان ورودا

 و قال ع ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه إما في مال أو في ولد و إما في نفسه حتى يلقى الله عز و جل و ما له ذنب و إنه ليبقى عليه الشي‏ء من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته

 بيان قوله ع فإنهما يردان لعل المعنى أن في طريان سائر الأمراض يشترط وجود مادة في البدن سابقا تنجر إليها بخلاف الحمى فإنه قد يكون بسبب الأمور الخارجة كتصرف الهواء البارد أو الحار و الأمر في الجراحة ظاهر

20-  الخصال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن علي بن السندي عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال إذا أحب الله عبدا نظر إليه فإذا نظر إليه أتحفه من ثلاثة بواحدة إما صداع و إما حمى و إما رمد

21-  و منه، عن أحمد بن زياد الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص لا تكرهوا أربعة فإنها لأربعة لا تكرهوا الزكام فإنه أمان من الجذام و لا تكرهوا الدماميل فإنها أمان من البرص و لا   تكرهوا الرمد فإنه أمان من العمى و لا تكرهوا السعال فإنه أمان من الفالج

 دعوات الراوندي، مرسلا مثله

22-  الخصال، عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله الرازي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أربع خصال لا تكون في مؤمن لا يكون مجنونا و لا يسأل على أبواب الناس و لا يولد من الزنا و لا ينكح في دبره

23-  و منه، عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن السياري عن محمد بن يحيى الخزاز عمن أخبره عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل أعفى شيعتنا من ست من الجنون و الجذام و البرص و الأبنة و أن يولد له من زنا و أن يسأل الناس بكفه

24-  و منه، في حديث مرفوع موقوف قال أربعة قليل منها كثير المرض القليل منه كثير الخبر

25-  تفسير علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع قال سمعته يقول إني أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه ثم أقبل علينا فقال ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان الله أحلم و أمجد و أجود و أكرم من أن يعود في عقابه يوم القيامة و ما ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا و عفا عنه إلا كان الله أمجد و أجود و أكرم من أن يعود في عقوبته يوم القيامة ثم قال و قد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الآية وَ ما   أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ و حثا بيده ثلاث مرات

 بيان حثيه ع بيده ثلاث مرات كما يحثي التراب لبيان كثرة ما يعفو الله عنه

26-  التفسير، عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قال أ رأيت ما أصاب عليا و أهل بيته هو بما كسبت أيديهم و هم أهل طهارة معصومين قال إن رسول الله ص كان يتوب إلى الله و يستغفره في كل يوم و ليلة مائة مرة من غير ذنب إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب

 معاني الأخبار، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب مثله توضيح أي كما أن استغفاره ص لم يكن لحط الذنوب بل لرفع الدرجات فكذا ابتلاؤهم و الحاصل أن المخاطب في الآية غيرهم كما سيأتي

27-  التفسير، قال الصادق ع لما أدخل علي بن الحسين ع على يزيد لعنه الله نظر إليه ثم قال له يا علي بن الحسين وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ فقال علي بن الحسين ع كلا ما هذه فينا نزلت و إنما نزلت فينا ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا من أمر الدنيا و لا نفرح بما أوتينا

    بيان لعل المعنى أن الآية الأولى مخصوصة بغيرهم و الثانية و إن كانت عامة لكن المنتفع بها هم ع و ظهرت الفائدة فيهم و لا يبعد اختصاص الخطاب فيها بهم و بأمثالهم من الكاملين لاطلاعهم على حكم الأشياء و تدبرهم فيها بل بهم ع خاصة لما مر في حديث تفسير إنا أنزلناه في ليلة القدر أن الآية نزلت في غصب الخلافة و خطاب لِكَيْلا تَأْسَوْا إلى علي ع و المراد بما فاتكم الخلافة و لا تَفْرَحُوا خطاب إلى الغاصبين. و قال في مجمع البيان ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ مثل قحط المطر و قلة النبات و نقص الثمار وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ من الأمراض و الثكل بالأولاد إِلَّا فِي كِتابٍ أي إلا و هو مثبت مذكور في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق الأنفس

28-  قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أن النبي ص قال لأصحابه يوما ملعون كل مال لا يزكى ملعون كل جسد لا يزكى و لو في كل أربعين يوما مرة فقيل يا رسول الله ص أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد قال لهم أن تصاب بآفة قال فتغيرت وجوه القوم الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم هل تدرون ما عنيت بقولي قالوا لا يا رسول الله قال ص بلى الرجل يخدش الخدش و ينكب النكبة و يعثر العثرة و يمرض المرضة و يشاك الشوكة و ما أشبه هذا حتى ذكر في آخر حديثه اختلاج العين

29-  و منه، عن محمد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد   عن أبيه ع أن لله تبارك و تعالى ضنائن من خلقه يغذوهم بنعمته و يحبوهم بعافيته و يدخلهم الجنة برحمته تمر بهم البلايا و الفتن مثل الرياح ما تضرهم شيئا

 بيان قال في النهاية فيه إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية الضنائن الخصائص واحدهم ضنينة فعيلة بمعنى مفعولة من الضن و هو ما تختصه و تضن به أي تبخل لمكانه منك و موقعه عندك يقال فلان ضني من بين إخواني و ضنتي أي اختص به و أضن بمودته انتهى و ربما يقال سموا ضنائن لأنهم ضن بالبلاء عنهم

30-  قرب الإسناد، عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن علي بن فضال قال سمعت الرضا ع قال ما سلب أحد كريمته إلا عوضه الله منه الجنة

31-  العلل، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال إنما جعلت العاهات في أهل الحاجة لئلا يستروا و لو جعلت في الأغنياء لسترت

32-  و منه، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول حمى ليلة كفارة سنة و ذلك أن ألمها يبقى في الجسد سنة

 ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن عن سعد مثله إلا أنه رواه عن علي بن الحسين زين العابدين ع

    -33  مجالس ابن الشيخ، بإسناده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص ما من مسلم يبتلى في جسده إلا قال الله عز و جل لملائكته اكتبوا لعبدي أفضل ما كان يعمل في صحته

34-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن الهيثم بن أبي مسروق عن شيخ من أصحابنا يكنى بأبي عبد الله عن رجل عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص الحمى رائد الموت و سجن الله في أرضه و فورها و حرها من جهنم و هي حظ كل مؤمن من النار

 توضيح قال في النهاية الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلاء و مساقط الغيث و منه الحديث الحمى رائد الموت أي رسوله الذي يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه

35-  ثواب الأعمال، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاشاني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين ع قال نعم الوجع الحمى تعطي كل عضو قسطه من البلاء و لا خير فيمن لا يبتلى

 و منه عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال حمى ليلة كفارة لما قبلها و لما بعدها

 و منه عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن أحمد عن محمد بن سنان عن الرضا ع قال المرض للمؤمن تطهير و رحمة و للكافر تعذيب و لعنة و إن المرض لا يزال بالمؤمن حتى لا يكون عليه ذنب

    و منه عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن الأصبغ عن إسماعيل بن مهران عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال صداع ليلة تحط كل خطيئة إلا الكبائر

 و منه عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله بن عبد الله عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي إبراهيم موسى بن جعفر ع قال قال رسول الله ص للمريض أربع خصال يرفع عنه القلم و يأمر الله الملك يكتب له كل فضل كان يعمله في صحته و يتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه فإن مات مات مغفورا له و إن عاش عاش مغفورا له

 و منه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سيف عن أخيه علي عن أبيه عن داود بن سليمان عن كثير بن سليم عن الحسن قال قال رسول الله ص إذا مرض المسلم كتب له كأحسن ما كان يعمله في صحته و تساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر

 و منه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر الصيرفي و أبي حمزة الثمالي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال من لقي الله مكفوفا محتسبا مواليا لآل محمد ص لقي الله عز و جل و لا حساب عليه

 و روي لا يسلب الله عز و جل عبدا مؤمنا كريمتيه أو إحداهما ثم يسأله عن ذنب

36-  طب الأئمة، عن محمد بن خلف عن الحسن بن علي عن عبد الله بن   سنان عن أخيه عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع يقول إذا مرض المؤمن أوحى الله تعالى إلى صاحب الشمال لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي و وثاقي و يوحي إلى صاحب اليمين أن اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات

37-  مجالس الصدوق، عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصادق ع قال عاد رسول الله ص سلمان الفارسي رحمة الله عليه في علته فقال يا سلمان إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال أنت من الله عز و جل بذكر و دعاؤك فيها مستجاب و لا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك

38-  الخصال، عن محمد بن علي بن الشاه عن أبي حامد عن أحمد بن خالد عن محمد بن أحمد التميمي عن أبيه عن محمد بن حاتم عن حماد بن عمرو عن جعفر بن محمد عن آبائه ع مثله

39-  طب الأئمة، عن محمد بن خلف عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أخيه محمد عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عن علي ع أنه عاد سلمان الفارسي فقال له يا سلمان ما من أحد من شيعتنا يصيبه وجع إلا بذنب قد سبق منه و ذلك الوجع تطهير له قال سلمان فليس لنا في شي‏ء من ذلك أجر خلا التطهير قال علي ع يا سلمان لكم الأجر بالصبر عليه و التضرع إلى الله و الدعاء له بهما تكتب لكم الحسنات و ترفع لكم الدرجات فأما   الوجع خاصة فهو تطهير و كفارة

 و بهذا الإسناد عن جعفر بن محمد ع قال سهر ليلة في العلة التي تصيب المؤمن عبادة سنة

 و بهذا الإسناد قال قال رسول الله ص حمى ليلة كفارة سنة

40-  ثواب الأعمال، عن أبيه عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن النوفلي عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العمري عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع في المرض يصيب الصبي قال كفارة لوالديه

41-  مجالس المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي عن جعفر بن محمد الحسني عن الفضل بن القاسم عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال سمعت علي بن الحسين زين العابدين ع يقول ما اختلج عرق و لا صدع مؤمن قط إلا بذنبه و ما يعفو الله عنه أكثر و كان إذا رأى المريض قد برئ قال له ليهنئك الطهر أي من الذنوب فاستأنف العمل

42-  مجالس الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر عن الفضل بن القاسم مثله

43-  نوادر الراوندي، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص أربعة يستأنفون العمل المريض إذا برئ و المشرك   إذا أسلم و الحاج إذا فرغ و المنصرف من الجمعة إيمانا و احتسابا

44-  مجالس الشيخ، عن جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين العلوي عن عبد العظيم الحسني عن أبي جعفر الجواد عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع المرض لا أجر فيه و لكنه لا يدع على العبد ذنبا إلا حطه و إنما الأجر في القول باللسان و العمل بالجوارح و إن الله بكرمه و فضله يدخل العبد بصدق النية و السريرة الصالحة الجنة

 و منه عن جماعة عن أبي المفضل عن عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم عن محمد بن علي بن حمزة عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع عن رسول الله ص قال مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها و صفاتها

 و منه عن جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن علي بن معمر عن حمدان بن المعافي عن موسى بن سعدان عن يونس بن يعقوب قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ع يقول المؤمن أكرم على الله أن يمر به أربعون يوما لا يمحصه الله تعالى فيها من ذنوبه و إن الخدش و العثرة و انقطاع الشسع و اختلاج العين و أشباه ذلك ليمحص به ولينا من ذنوبه و أن يغتم لا يدري ما وجهه فأما الحمى فإن أبي حدثني عن آبائه عن رسول الله ص قال حمى ليلة كفارة سنة

45-  دعوات الراوندي، قال النبي ع إن المسلم إذا ضعف من الكبر يأمر الله الملك أن يكتب له في حاله تلك ما كان يعمل و هو شاب نشيط مجتمع و مثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحته

    و قال الباقر ع كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمن إبراهيم ع قال يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت

 و قال ابن عباس لما علم الله أن أعمال العباد لا تفي بذنوبهم خلق لهم الأمراض ليكفر عنهم بها السيئات

 و سئل ص أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل

 و قال إذا أحب الله عبدا ابتلاه فإذا أحبه الله الحب البالغ افتناه قالوا و ما افتناؤه قال لا يترك له مالا و ولدا

 و قال أمير المؤمنين ع أ لا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عز و جل حدثنا رسول الله ص وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ و الله عز و جل أكرم من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة و ما عفي عنه في الدنيا فالله تبارك و تعالى أحلم من أن يعود في عفوه

 و عن أمير المؤمنين ع قال وعك أبو ذر رضي الله عنه فأتيت رسول الله ص فقلت يا رسول الله إن أبا ذر قد وعك فقال ص امض بنا إليه نعوده فمضينا إليه جميعا فلما جلسنا قال رسول الله ص كيف أصبحت يا أبا ذر قال أصبحت وعكا يا رسول الله فقال ص أصبحت في روضة من رياض الجنة قد انغمست في ماء الحيوان و قد غفر الله لك ما يقدح من دينك فأبشر يا أبا ذر

 و قال النبي ص الحمى حظ كل مؤمن من النار الحمى من فيح جهنم الحمى رائد الموت

 و قال النبي ص لو لا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شي‏ء المرض و الموت و الفقر و كلهن فيه و إنه معهن لوثاب

 و قال ص ما يصيب المؤمن من وصب و لا نصب و لا سقم و لا أذى و لا حزن و لا هم حتى الهم يهمه إلا كفر الله به خطاياه و ما ينتظر أحدكم من   الدنيا إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما منفدا أو موتا مجهزا

 و قال ص إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير الخبث من الحديد

 و قال رسول الله ص يا علي أنين المريض تسبيح و صياحه تهليل و نومه على الفراش عبادة و تقلبه جنبا إلى جنب فكأنما يجاهد عدو الله و يمشي في الناس و ما عليه ذنب

 توضيح قوله ع يعتبطون رواه

 في الكافي بسندين عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان إبراهيم ع قال يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت و يسلى بها عن المصاب قال فأنزل الله عز و جل الموم و هو البرسام ثم أنزل بعده الداء

قال في النهاية فيه من اعتبط مؤمنا أي قتله بلا جناية و كل من مات بغير علة فقد اعتبط و مات فلان عبطة أي شابا صحيحا و عبطت الناقة و اعتبطتها إذا ذبحتها من غير مرض و قال الموم هو البرسام مع الحمى و قيل هو بثر أصغر من الجدري و في القاموس البرسام بالكسر علة يهذي فيها و في النهاية فيه أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل أي الأشرف فالأشرف و الأعلى فالأعلى في الرتبة و المنزلة ثم يقال هذا أمثل من هذا أي أفضل و أدنى إلى الخير و أماثل الناس خيارهم. و قال الوعك الحمى و قيل ألمها و قد وعكه المرض وعكا و وعك فهو موعوك و قال أجهز على الجريح أسرع قتله

46-  كتاب الصفين، لنصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن جندب قال لما أقبل أمير المؤمنين ع من صفين و رأينا بيوت الكوفة فإذا نحن بشيخ جالس في ظل بيت على وجهه أثر المرض فقال ع له ما لي   أرى وجهك متكفئا أ من مرض قال نعم قال فلعلك كرهته فقال ما أحب أنه يعتريني قال أ ليس احتساب بالخير فيما أصابك منه قال بلى قال أبشر برحمة ربك و غفران ذنبك ثم سأله عن أشياء فلما أراد أن ينصرف عنه قال له جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه و لكن لا يدع للعبد ذنبا إلا حطه إنما الأجر في القول باللسان و العمل باليد و الرجل و إن الله عز و جل يدخل بصدق النية و السريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة ثم مضى ع

 بيان قال في النهاية فيه أنه انكفأ لونه عام الرمادة أي تغير عن حاله و منه حديث الأنصاري ما لي أرى لونك متكفئا قال من الجوع

47-  نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع لبعض أصحابه في علة اعتلها جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه و لكنه يحط السيئات و يحتها حت الأوراق و إنما الأجر في القول باللسان و العمل بالأيدي و الأقدام و إن الله سبحانه يدخل بصدق النية و السريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة

 قال السيد رضي الله عنه و أقول صدق ع أن المرض لا أجر فيه لأنه من قبيل ما يستحق عليه العوض لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد من الآلام و الأمراض و ما يجري مجرى ذلك و الأجر و الثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد فبينهما فرق قد بينه ع كما يقضيه علمه الثاقب و رأيه الصائب.   توضيح قال الفيروزآبادي حته فركه و قشره فانحت و تحات و الورق سقطت كانحت و تحاتت و الشي‏ء حطه

48-  نهج البلاغة، قال ع من قصر في العمل ابتلي بالهم و لا حاجة لله فيمن ليس لله في نفسه و ماله نصيب

 بيان قيل المقصر في العمل لله يكون غالب أحواله متوفرا على الدنيا مفرطا في طلبها و جمعها و بقدر التوفر عليها يكون شدة الهم في جمعها و تحصيلها ثم في ضبطها و الخوف على فواتها. أقول الأظهر أن المعنى أن الهموم و الأحزان في الدنيا إنما تعرض لمن قصر فيها في العمل كما قال سبحانه ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ و إنما لا تعرض تلك لمن لم يكن لله فيه حاجة أي لم يكن مستحقا للطفه تعالى و رحمته

49-  كنز الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن زياد عن المفضل بن عمر عن يونس بن يعقوب قال سمعت جعفر بن محمد ع يقول ملعون ملعون كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما قلت ملعون قال ملعون فلما رأى عظم ذلك علي قال لي يا يونس إن من البلية الخدشة و اللطمة و العثرة و النكبة و القفزة و انقطاع الشسع و أشباه ذلك يا يونس إن المؤمن أكرم على الله تعالى من أن يمر عليه أربعون لا يمحص فيها ذنوبه و لو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه و الله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة فيغتم بذلك ثم يزنها فيجدها سواء فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه

 و منه قال قال رسول الله ص الحمى تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد

 و قال الصادق ع ساعات الأوجاع يذهبن بساعات الخطايا

    و قال ع إن العبد إذا مرض فإن في مرضه أوحى الله تعالى إلى كاتب الشمال لا تكتب على عبدي خطيئة ما دام في حبسي و وثاقي إلى أن أطلقه و أوحى إلى كاتب اليمين أن اجعل أنين عبدي حسنات

 و روي أن نبيا من الأنبياء مر برجل قد جهده البلاء فقال يا رب أ ما ترحم هذا مما به فأوحى الله إليه كيف أرحمه مما به أرحمه

 و روي أنه لما نزلت هذه الآية لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ فقال رجل لرسول الله ص يا رسول الله جاءت قاصمة الظهر فقال ص كلا أ ما تحزن أ ما تمرض أ ما يصيبك اللأواء و الهموم قال بلى قال فذلك مما يجزى به

 إيضاح قال في النهاية الكير بالكسر كير الحداد و هو المبني على الطين و قيل الزق الذي ينفخ به النار و المبني الكور و قال القصم كسر الشي‏ء و إبانته و قال اللأواء الشدة و ضيق المعيشة

50-  عدة الداعي، فيما أوحى الله إلى داود ع ربما أمرضت العبد فقلت صلاته و خدمته و لصوته إذا دعاني في كربته أحب إلي من صلاة المصلين

 و منه عن أبي جعفر ع لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر لتمنى أنه يقرض بالمقاريض

 و عن النبي ص قال إذا كان العبد على طريقة من الخير فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر كتب الله له مثل ما كان يعمل ثم قرأ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ

 بيان المشهور بين المفسرين أن المراد بغير ممنون غير المقطوع في الآخرة أو لا يمن عليهم بالثواب و يظهر من الخبر أن المراد به أنه لا يقطع أجرهم و   كتابته بعد ترك العمل لعذر من الأعذار

 العدة، ]عدة الداعي[ عن جابر رحمه الله قال أقبل رجل أصم أخرس حتى وقف على رسول الله ص فأشار بيده فقال رسول الله ص أعطوه صحيفة حتى يكتب فيها ما يريد فكتب إني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقال رسول الله ص اكتبوا له كتابا تبشروه بالجنة فإنه ليس من مسلم يفجع بكريمته أو بلسانه أو بسمعه أو برجله أو بيده فيحمد الله على ما أصابه و يحتسب عند الله ذلك إلا نجاه الله من النار و أدخله الجنة ثم قال رسول الله ص إن لأهل البلايا في الدنيا لدرجات في الآخرة ما تنال بالأعمال حتى أن الرجل ليتمنى أن جسده في الدنيا كان يقرض بالمقاريض مما يرى من حسن ثواب الله لأهل البلاء من الموحدين فإن الله لا يقبل العمل في غير الإسلام

 و روى أبو الصباح قال قلت لأبي عبد الله ع ما أصاب المؤمن من بلاء أ فبذنب قال لا و لكن ليسمع الله أنينه و شكواه و دعاءه ليكتب له الحسنات و يحط عنه السيئات و إن الله ليعتذر إلى عبده المؤمن كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول لا و عزتي ما أفقرتك لهوانك علي فارفع هذا الغطاء فيكشف فينظر في عوضه فيقول ما ضرني يا رب ما زويت عني و ما أحب الله قوما إلا ابتلاهم و إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء و إن الله يقول إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى و الصحة في البدن فأبلوهم به و إن من العباد لمن لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة و المسكنة و السقم في أبدانهم فأبلوهم به فيصلح لهم أمر دينهم و إن الله أخذ ميثاق المؤمن على أن لا يصدق في مقالته و لا ينتصر من عدوه و إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء فإذا دعا قال له لبيك عبدي إني على ما سألت لقادر و إن ما ادخرت لك فهو خير لك   و إن حواريي عيسى ع شكوا إليه ما يلقون من الناس فقال إن المؤمنين لا يزالون في الدنيا منغصين و عن النبي ص أن في الجنة منازل لا ينالها العباد بأعمالهم ليس لها علاقة من فوقها و لا عماد من تحتها قيل يا رسول الله من أهلها فقال أهل البلايا و الهموم

توضيح قال في النهاية في حديث الدعاء و ما زويت عني أي صرفته عني و قبضته و الانتصار الانتقام و في النهاية في الحديث يغتهم الله في العذاب غتا أي يغمسهم فيه غمسا متتابعا و في القاموس أنغص الله عليه العيش و نغصه عليه فتنغصت معيشته تكدرت

51-  مسكن الفؤاد، قال النبي ص أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل و قد قال ص الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر

52-  أعلام الدين، للديلمي عن محمد بن عمار عن أبي ذر عن النبي ص قال ما اختلج عرق و لا عثرت قدم إلا بما قدمت أيديكم و ما يعفو الله عنه أكثر

 و روي عن بعضهم قال شكوت إلى الصادق ع ما ألقى من الضيق و الهم فقال ما ذنبي أنتم اخترتم هذا إنه لما عرض الله عليكم ميثاق الدنيا و الآخرة اخترتم الآخرة على الدنيا و اختار الكافر الدنيا على الآخرة فأنتم اليوم تأكلون معهم و تشربون و تنكحون معهم و هم غدا إذا استسقوكم الماء و استطعموكم الطعام قلتم لهم إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ

 و قال النبي ص هبط إلي جبرئيل ع في أحسن صورة فقال يا محمد الحق يقرئك السلام و يقول لك إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري و تكدري و تضيقي و تشددي على أوليائي حتى يحبوا لقائي و تيسري و تسهلي و تطيبي لأعدائي حتى يبغضوا لقائي فإني جعلت الدنيا سجنا لأوليائي و جنة لأعدائي

    و قال ص إن الله ليغذي عبده المؤمن بالبلاء كما تغذي الوالدة ولدها باللبن و إن البلاء إلى المؤمن أسرع من السيل إلى الوهاد و من ركض البراذين و إنه إذا نزل بلاء من السماء بدأ بالأنبياء ثم بالأوصياء ثم الأمثل فالأمثل و إنه سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب و يبغض و لا يعطي الآخرة إلا أهل صفوته و محبته و إنه يقول سبحانه و تعالى ليحذر عبدي الذي يستبطئ رزقي أن أغضب فأفتح عليه بابا من الدنيا

 و روي أن الله سبحانه إذا لم يكن له في العبد حاجة فتح عليه الدنيا

 و قال النبي ص قال الله تعالى و عزتي و جلالي و عظمتي و ارتفاعي لو لا حيائي من عبدي المؤمن لما جعلت له خرقة ليواري بها جسده و إني إذا أكملت له إيمانه ابتليته بفقر في ماله و مرض في بدنه فإن هو حرج أضعفت عليه و إن هو صبر باهيت به ملائكتي و إني جعلت عليا علما للإيمان فمن أحبه و اتبعه كان هاديا مهديا و من أبغضه و تركه كان ضالا مضلا و إنه لا يحبه إلا مؤمن تقي و لا يبغضه إلا منافق شقي

 و قال الصادق ع أربعة لم تخل منها الأنبياء و لا الأوصياء و لا أتباعهم الفقر في المال و المرض في الجسم و كافر يطلب قتلهم منافق يقفو أثرهم

 و قال ع لأصحابه لا تتمنوا المستحيل قالوا و من يتمنى المستحيل فقال أنتم أ لستم تمنون الراحة في الدنيا قالوا بلى فقال الراحة للمؤمن في الدنيا مستحيلة

53-  مسكن الفؤاد، روى عبد الرحمن بن الحجاج قال ذكر عند أبي عبد الله ع البلاء و ما يختص الله عز و جل به المؤمنين فقال سئل رسول الله ص من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال النبيون ثم الأمثل فالأمثل   و يبتلى المؤمن بعد على قدر إيمانه و حسن أعماله فمن صح إيمانه و حسن عمله اشتد بلاؤه و من سخف إيمانه و ضعف عمله قل بلاؤه

 و روى زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال إن عظيم الأجر مع عظيم البلاء و ما أحب الله قوما إلا ابتلاهم

 و عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن لله عز و جل عبادا في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم و لا بلية إلا صرفها إليهم

 و عن الحسين بن علوان عنه ع أنه قال إن الله تعالى إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و إنا أو إياكم لنصبح به و نمسي

 و عن أبي جعفر الباقر ع قال إن الله تبارك و تعالى إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا و ثجه بالبلاء ثجا فإذا دعاه قال لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر و لكن ادخرت لك فما ادخرت لك خير لك

 و عن أبي جعفر ع أنه قال إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه أو قال على حسب دينه

 و عن ناجية قال قلت لأبي جعفر ع إن المغيرة يقول إن الله لا يبتلي المؤمن بالجذام و لا بالبرص و لا بكذا و لا بكذا فقال إن كان لغافلا عن مؤمن آل يس إنه كان مكنعا ثم رد أصابعه فقال كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذرهم ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه ثم قال إن المؤمن يبتلى بكل بلية و يموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه

 و عن عبد الله بن أبي يعفور قال شكوت إلى أبي عبد الله ع ما ألقى من الأوجاع و كان مسقاما فقال لي يا عبد الله لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنى أن يقرض بالمقاريض

    و عن أبي عبد الله ع قال إن أهل الله لم يزالوا في شدة أما إن ذلك إلى مدة قليلة و عافية طويلة

 و عن حمران عن أبي جعفر ع قال إن الله عز و جل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية و يحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض

 و عن أبي عبد الله ع قال دعي النبي إلى طعام فلما دخل إلى منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فوقعت البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه و لم تسقط و لم تنكسر فتعجب النبي ص منها فقال له الرجل أ عجبت من هذه البيضة فو الذي بعثك بالحق ما رزئت شيئا قط فنهض رسول الله ص و لم يأكل من طعامه شيئا و قال من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة

 توضيح قال في القاموس السخف رقة العقل و غيره و سخف ككرم و ثوب سخيف قليل الغزل قوله ع و ثجه قال في القاموس ثج الماء سال و أثجه أساله. أقول يحتمل أن يكون فيه حذف و إيصال و الباء زائدة أي ثج عليه بالبلاء أو يكون تسييله كناية عن شدة ألمه و حزنه كأنه يذوب من البلاء و يسيل أو عن توجهه إلى جناب الحق تعالى للدعاء و التضرع لدفعه. و في القاموس كنع كمنع كنوعا تقبض و انضم و أصابعه ضربها فأيبسها و كفرح يبس و تشنج و كمعظم و محمل المقفع اليد أو المقطوعها و كنع يده أشلها و المسقام بالكسر الكثير السقم و في القاموس تعهده و تعاهده تفقده و أحدث العهد به و قال حمى المريض ما يضره منعه إياه

54-  أعلام الدين، قال النبي ص إن المرض ينقي الجسد من الذنوب كما يذهب الكير خبث الحديد و إذا مرض الصبي كان مرضه كفارة لوالديه

 و عن الحسن بن علي بن فضال عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول في قضاء الله للمؤمنين كل خير و قال ع لا يقضي الله تعالى قضاء للمسلم إلا كان   خيرا له و لو قطع قطعة قطعة كان خيرا له و إن ملك مشارق الأرض و مغاربها كان خيرا له

 و قال ع لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض

 و قال الحسن ع و الله للبلاء و الفقر و القتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين و من السيل إلى ضميره و هو منتهاه

 و قال أبو عبد الله ع إن فيما أوحى الله إلى موسى ع ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن فإني إنما ابتليته لما هو خير له و أعطيته لما هو خير له و أعاقبه لما هو خير له و أروعه لما هو خير له و أنا أعلم بما يصلح عليه عبدي فليصبر على بلائي و ليرض بقضائي و ليشكر نعمائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضاي و أطاعني

 و قال أبو جعفر ع إن الله تبارك و تعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبدا و له عنده ذنب ابتلاه بالسقم فإن لم يفعل فبالحاجة فإن لم يفعل شدد عليه عند الموت و إذا كان من أمره أن يهين عبدا و له عنده حسنة أصح بدنه فإن لم يفعل وسع عليه في معيشته فإن لم يفعل هون عليه الموت

55-  جامع الأخبار، عن أمير المؤمنين ع قال إن البلاء للظالم أدب و للمؤمن امتحان و للأنبياء درجة و للأولياء كرامة

 و عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى ليتعاهد المؤمن بالبلاء إما بمرض في جسده أو بمصيبة في أهل أو مال أو مصيبة من مصائب الدنيا ليأجره عليها

 و قال ع ما من مؤمن إلا و هو يذكر في كل أربعين يوما ببلاء إما   في ماله أو في ولده أو في نفسه فيؤجر عليه أو هم لا يدري من أين هو

 و قال ع إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين إما بذهاب ماله أو بلية في جسده

 و عنه ع قال إن في الجنة لمنزلة لا يبلغها العبد إلا ببلاء في جسده

 و عن أبي جعفر ع قال خرج موسى ع فمر برجل من بني إسرائيل فذهب به حتى خرج إلى الظهر فقال له اجلس حتى أجيئك و خط عليه خطة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال إني أستودعك صاحبي و أنت خير مستودع ثم مضى فناجاه الله بما أحب أن يناجيه ثم انصرف نحو صاحبه فإذا أسد قد وثب عليه فشق بطنه و فرث لحمه و شرب دمه قلت و ما فرث اللحم قال قطع أوصاله فرفع موسى ع رأسه فقال يا رب استودعتك و أنت خير مستودع فسلطت عليه شر كلابك فشق بطنه و فرث لحمه و شرب دمه فقيل يا موسى إن صاحبك كانت له منزلة في الجنة لم يكن يبلغها إلا بما صنعت به انظر و كشف له الغطاء فنظر موسى ع فإذا منزل شريف فقال رب رضيت

 بيان قال الجوهري فرثت كبده أفرثها فرثا و فرثتها تفريثا إذا ضربته و هو حي فانفرثت كبده أي انتثرت و أفرثت الكرش إذا شققتها و ألقيت ما فيها

56-  الجامع، عن الكاظم ع قال لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة و الرخاء مصيبة و ذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء

 و عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن آبائه ع قال قال رسول الله ص إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلي بها بالفقر فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه و إلا ابتلي بالمرض فإن كان ذلك كفارة لذنوبه و إلا ابتلي بالخوف من السلطان يطلبه فإن كان ذلك كفارة لذنوبه و إلا ضيق عليه عند خروج نفسه حتى يلقى   الله حين يلقاه و ما له من ذنب يدعيه عليه فيأمر به إلى الجنة و إن الكافر و المنافق ليهون عليهما خروج أنفسهما حتى يلقيان الله حين يلقيانه و ما لهما عنده من حسنة يدعيانها عليه فيأمر بهما إلى النار

57-  مكارم الأخلاق، عن أبي عبد الله ع قال أما إنه ليس من عرق يضرب و لا نكبة و لا صداع و لا مرض إلا بذنب و ذلك قوله عز و جل في كتابه وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ثم قال و ما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به

 و عن الباقر ع قال سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة

 و عن أبي جعفر ع قال حمى ليلة من مرض تعدل عبادة سنة و حمى ليلتين تعدل عبادة سنتين و حمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة قال أبو حمزة قلت فإن لم يبلغ سبعين سنة قال ع فلأبيه و أمه قال قلت فإن لم يبلغا قال لقرابته قال قلت و إن لم يبلغ قرابته قال ع فجيرانه

 بيان يمكن أن يقال إن العبادات لما كان أثرها رفع الدرجات و تكفير السيئات فإذا لم يكن له سيئة بقدر سبعين سنة يكفر به ذنوب أبويه أو يكون المراد بقوله يعدل عبادة سبعين سنة قبول عباداته في تلك المدة أو المراد عبادة سبعين سنة من عمره و قيل لما كانت العبادات مختلفة بالنظر إلى الأشخاص في الفضل فالمراد أنه إذا لم يكن له سبعون سنة فبم تقاس عباداته فالجواب أنه تقاس البقية بعبادات والديه و لا يخفى بعده

58-  المكارم، عن أبي عبد الله ع قال صداع ليلة يحط كل خطيئة إلا الكبائر

    -59  كتاب دلائل الإمامة للطبري الإمامي، بإسناده عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له أنتم ورثة رسول الله ص قال نعم قلت و رسول الله ص وارث الأنبياء على ما علموا قال نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص قال نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا با محمد فمسح يده على عيني و وجهي فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شي‏ء في الدار قال فقال تحب أن تكون على هذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصة قال قلت أعود كما كنت قال فمسح يده على عيني فعدت كما كنت