باب 16- ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين صلى الله عليه و على ذريته

 أقول و قد جمع الجاحظ من علماء العامة مائة كلمة من مفردات كلامه ع و هي رسالة معروفة شائعة و قد جمع بعض علمائنا أيضا كلماته ع في كتاب نثر اللآلي و السيد الرضي رحمه الله قد أورد كلماته ع في مطاوي نهج البلاغة و لا سيما في أواخره و كذا في كتاب خصائص الأئمة ع ثم جمع بعده الآمدي من أصحابنا أيضا كثيرا من ذلك في كتاب الغرر و الدرر و هو كتاب مشهور متداول. ثم قد أوردها مع كلمات النبي و سائر الأئمة ع جماعة أخرى من العامة و الخاصة أيضا في مؤلفاتهم و منهم الحسن بن علي بن شعبة في كتاب تحف العقول و الحسين بن محمد بن الحسن في كتاب النزهة الناظر و الشهيد في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة و كذا الشيخ علي بن محمد الليثي الواسطي في كتاب عيون الحكم و المواعظ و خيرة المتعظ و الواعظ الذي قد سمينا بكتاب العيون و المحاسن و هو يشتمل على كثير من كلماته و كلمات باقي الأئمة ع. و قد جمع الشيخ سعد بن عبد القاهر أيضا من علمائنا بين كلمات النبي ص المذكور في كتاب الشهاب للقاضي القضاعي من العامة و بين كلماته ع المذكورة في النهج في كتاب مجمع البحرين و نحن قد أوردنا كل كلام له ع و له خبر في باب يناسبه في مطاوي هذا الكتاب أعني كتابنا بحار الأنوار بقدر الإمكان و الآن لنذكر شطرا صالحا من ذلك إن شاء الله تعالى

1-  ف، ]تحف العقول[ قال ع من كنوز الجنة البر و إخفاء العمل و الصبر على   الرزايا و كتمان المصائب

2-  و قال ع حسن الخلق خير قرين و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه

3-  و قال ع الزاهد في الدنيا من لم يغلب الحرام صبره و لم يشغل الحلال شكره

4-  و كتب ع إلى عبد الله بن عباس أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه فليكن سرورك بما نلته من آخرتك و ليكن أسفك على ما فاتك منها و ما نلته من الدنيا فلا تكثرن به فرحا و ما فاتك منها فلا تأسفن عليه حزنا و ليكن همك فيما بعد الموت

5-  و قال ع في ذم الدنيا أولها عناء و آخرها فناء في حلالها حساب و في حرامها عقاب من صح فيها أمن و من مرض فيها ندم من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن من ساعاها فاتته و من قعد عنها أتته و من نظر إليها أعمته و من نظر بها بصرته

6-  و قال ع أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يعصيك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما

7-  و قال ع لا غنى مثل العقل و لا فقر أشد من الجهل

8-  و قال ع قيمة كل امرئ ما يحسن

    -9  و قال ع قرنت الهيبة بالخيبة و الحياء بالحرمان و الحكمة ضالة المؤمن فليطلبها و لو في أيدي أهل الشر

10-  و قال ع لو أن حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله و ملائكته و أهل طاعته من خلقه و لكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله و هانوا على الناس

11-  و قال ع أفضل العباد الصبر و الصمت و انتظار الفرج

12-  و قال ع إن للنكبات غايات لا بد أن تنتهي إليها فإذا حكم على أحدكم بها فليطأطأ لها و يصبر حتى تجوز فإن إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها

13-  و قال ع للأشتر يا مالك احفظ عني هذا الكلام و عه يا مالك بخس مروته من ضعف يقينه و أزرى بنفسه من استشعر الطمع و رضي بالذل من كشف عن ضره و هانت عليه نفسه من اطلع على سره و أهلكها من أمر عليه لسانه الشره جزار الخطر من أهوى إلى متفاوت خذلته الرغبة البخل عار و الجبن منقصة و الورع جنة و الشكر ثروة و الصبر شجاعة و المقل غريب في بلده و الفقر يخرس الفطن عن حجته و نعم القرين   الرضى الأدب حلل جدد و مرتبة الرجل عقله و صدره خزانة سره و التثبت حزم و الفكر مرآة صافية و الحلم سجية فاضلة و الصدقة دواء منجح و أعمال القوم في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم و الاعتبار تدبر صلح و البشاشة فخ المودة

14-  و قال ع الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد فمن لا صبر له لا إيمان له

15-  و قال ع أنتم في مهل من ورائه أجل و معكم أمل يعترض دون العمل فاغتنموا المهل و بادروا الأجل و كذبوا الأمل و تزودوا من العمل هل من خلاص أو مناص أو فرار أو مجاز أو معاذ أو ملاذ أو لا فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ

16-  و قال ع أوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة للطالب الراجي و ثقة للهارب الراجي استشعروا التقوى شعارا باطنا و اذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة و تسلكوا به طرق النجاة و انظروا إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق فإنها تزيل الثاوي الساكن و تفجع المترف الآمن لا يرجى منها ما ولى فأدبر و لا يدرى ما هو آت منها فيستنظر وصل الرخاء منها بالبلاء و البقاء منها إلى الفناء سرورها مشوب بالحزن و البقاء منها إلى الضعف و الوهن

17-  و قال ع إن الخيلاء من التجبر و التجبر من النخوة و النخوة من التكبر و إن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل إن المسلم أخ المسلم   فلا تخاذلوا و لا تنابزوا فإن شرائع الدين واحدة و سبله قاصدة فمن أخذ بها لحق و من فارقها محق و من تركها مرق ليس المسلم بالكذوب إذا نطق و لا بالمخلف إذا وعد و لا بالخائن إذا ائتمن

18-  و قال ع العقل خليل المؤمن و الحلم وزيره و الرفق والده و اللين أخوه و لا بد للعاقل من ثلاث أن ينظر في شأنه و يحفظ لسانه و يعرف زمانه ألا و إن من البلاء الفاقة و أشد من الفاقة مرض البدن و أشد من مرض البدن مرض القلب ألا و إن من النعم سعة المال و أفضل من سعة المال صحة البدن و أفضل من صحة البدن تقوى القلب

19-  و قال ع إن للمؤمن ثلاث ساعات فساعة يناجي فيها ربه و ساعة يحاسب فيها نفسه و ساعة يخلي بين نفسه و بين لذاتها فيما يحل و يجمل و ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث مرمة لمعاشه و خطوة لمعاده أو لذة في غير محرم

20-  و قال ع كم مستدرج بالإحسان إليه و كم من مغرور بالستر عليه و كم من مفتون بحسن القول فيه و ما ابتلى الله عبدا بمثل الإملاء له قال الله عز و جل إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً

21-  و قال ع ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس و الاستغناء عنهم يكون افتقارك إليهم في لين كلامك و حسن بشرك و يكون استغناؤك عنهم في   نزاهة عرضك و بقاء عزك

22-  و قال ع لا تغضبوا و لا تعضبوا أفشوا السلام و أطيبوا الكلام

23-  و قال ع الكريم يلين إذا استعطف و اللئيم يقسو إذا ألطف

24-  و قال أ لا أخبركم بالفقيه حق الفقيه من لم يرخص الناس في معاصي الله و لم يقنطهم من رحمة الله و لم يؤمنهم من مكر الله و لم يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه و لا خير في عبادة ليس فيها تفقه و لا خير في علم ليس فيه تفكر و لا خير في قراءة ليس فيها تدبر

25-  و قال ع إن الله إذا جمع الناس نادى فيهم مناد أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا و إن أحبكم إلى الله أحسنكم له عملا و إن أفضلكم عنده منصبا أعملكم فيما عنده رغبة و إن أكرمكم عليه أتقاكم

26-  و قال ع عجبت لأقوام يحتمون الطعام مخافة الأذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار و عجبت ممن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه فيملكهم ثم قال إن الخير و الشر لا يعرفان إلا بالناس فإذا أردت أن تعرف الخير فاعمل الخير تعرف أهله و إذا أردت أن تعرف الشر فاعمل الشر تعرف أهله

27-  و قال ع إنما أخشى عليكم اثنين طول الأمل و اتباع الهوى أما طول الأمل فينسي الآخرة و أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق

28-  و سأله رجل بالبصرة عن الإخوان فقال الإخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم الكهف و الجناح و الأهل و   المال فإن كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك و يدك و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سره و عيبه و أظهر منه الحسن اعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن منهم لذتك و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم و ابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان

29-  و قال ع لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعدي صديقك

30-  و قال ع لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب

31-  و قال ع ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة الفاجر و الأحمق و الكذاب فأما الفاجر فيزين لك فعله و يحب أنك مثله و لا يعينك على أمر دينك و معادك فمقارنته جفاء و قسوة و مدخله عار عليك و أما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير و لا يرجه لصرف السوء عنك و لو جهد نفسه و ربما أراد نفعك فضرك فموته خير من حياته و سكوته خير من نطقه و بعده خير من قربه و أما الكذاب فإنه لا يهنؤك معه عيش ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث كلما أقنى أحدوثة مطاها بأخرى مثلها حتى أنه   يحدث بالصدق فلا يصدق يغري بين الناس بالعداوة فيثبت الشحناء في الصدور فاتقوا الله و انظروا لأنفسكم

32-  و قال ع لا عليك أن تصحب ذا العقل و إن لم تجمد كرمه و لكن انتفع بعقله و احترس من سيئ أخلاقه و لا تدعن صحبة الكريم و إن لم تنتفع بعقله و لكن انتفع بكرمه بعقلك و افرر الفرار كله من اللئيم الأحمق

33-  و قال ع الصبر ثلاثة الصبر على المصيبة و الصبر على الطاعة و الصبر عن المعصية

34-  و قال ع من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا قيل و ما هن قال العجلة و اللجاجة و العجب و التواني

35-  و قال ع الأعمال ثلاثة فرائض و فضائل و معاصي فأما الفرائض فبأمر الله و مشيئته و برضاه و بعلمه و بقدره يعملها العبد فينجو من الله بها و أما الفضائل فليس بأمر الله لكن بمشيئته و برضاه و بعلمه و بقدره يعملها العبد فيثاب عليها و أما المعاصي فليس بأمر الله و لا بمشيئته و لا برضاه لكن بعلمه و بقدره يقدرها لوقتها فيفعلها العبد باختياره فيعاقبه الله عليها لأنه قد نهاه عنها فلم ينته

36-  و قال ع يا أيها الناس إن لله في كل نعمة حقا فمن أداه زاده و من قصر عنه خاطر بزوال النعمة و تعجل العقوبة فليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من الذنوب فرقين

37-  و قال ع من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر   من الله له فقد ضيع مأمولا و من وسع عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك استدراج من الله فقد أمن مخوفا

38-  و قال ع يا أيها الناس سلوا الله اليقين و ارغبوا إليه في العافية فإن أجل النعم العافية و خير ما دام في القلب اليقين و المغبون من غبن دينه و المغبوط من حسن يقينه

39-  و قال ع لا يجد رجل طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه

40-  و قال ع ما ابتلي المؤمن بشي‏ء هو أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل و ما هن قال المواساة في ذات يده و الإنصاف من نفسه و ذكر الله كثيرا أما إني لا أقول لكم سبحان الله و الحمد لله و لكن ذكر الله عند ما أحل له و ذكر الله عند ما حرم عليه

41-  و قال ع من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيه يكفيه و من لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شي‏ء يكفيه

42-  و قال ع المنية لا الدنية و التجلد لا التبلد و الدهر يومان فيوم لك و يوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر و إذا كان عليك فلا تحزن فبكليهما ستختبر

43-  و قال ع أفضل على من شئت يكن أسيرك

44-  و قال ع ليس من أخلاق المؤمن الملق و لا الحسد إلا في طلب   العلم

45-  و قال ع أركان الكفر أربعة الرغبة و الرهبة و السخط و الغضب

46-  و قال ع الصبر مفتاح الدرك و النجح عقبى من صبر و لكل طالب حاجة وقت يحركه القدر

47-  و قال ع اللسان معيار أطاشه الجهل و أرجحه العقل

48-  و قال ع من طلب شفا غيظ بغير حق أذاقه الله هوانا بحق إن الله عدو ما كره

49-  و قال ع ما حار من استخار و لا ندم من استشار

50-  و قال ع عمرت البلدان بحب الأوطان

51-  و قال ع ثلاث من حافظ عليها سعد إذا ظهرت عليك نعمة فاحمد الله و إذا أبطأ عنك الرزق فاستغفر الله و إذا أصابتك شدة فأكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله

52-  و قال ع العلم ثلاثة الفقه للأديان و الطب للأبدان و النحو للسان

53-  و قال ع حق الله في العسر الرضى و الصبر و حقه في اليسر الحمد و الشكر

54-  و قال ع ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة و كم من شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا و الموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فيها فرحا و لا لعاقل لذة

55-  و قال ع العلم قائد و العمل سائق و النفس حرون

56-  و قال ع كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى ع   خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله و رجع نبيا و خرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان ع و خرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين

57-  و قال ع الناس بأمرائهم أشبه منهم بآبائهم

58-  و قال ع أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه و لا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه الناس أبناء ما يحسنون و قدر كل امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركم

59-  و قال ع رحم الله امرأ راغب ربه و توكف ذنبه و كابر هواه و كذب مناه زم نفسه من التقوى بزمام و ألجمها من خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها و قدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر عزوفا عن الدنيا كدوحا لآخرته جعل الصبر مطية نجاته و التقوى عدة وفاته و دواء داء جواه فاعتبر و قاس فوتر الدنيا و الناس يتعلم للتفقه و السداد قد وقر قلبه ذكر المعاد فطوى مهاده و هجر وساده قد عظمت فيما عند الله رغبته و اشتدت منه رهبته يظهر دون ما يكتم و يكتفي بأقل مما يعلم أولئك ودائع الله في بلاده المدفوع بهم عن عباده لو أقسم أحدهم على الله لأبره آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ

    -60  و قال ع وكل الرزق بالحمق و وكل الحرمان بالعقل و وكل البلاء بالصبر

61-  و قال ع للأشعث يعزيه بأخيه عبد الرحمن إن جزعت فحق عبد الرحمن وفيت و إن صبرت فحق الله أديت على أنك إن صبرت جرى عليك القضاء و أنت محمود و إن جزعت جرى عليك القضاء و أنت مذموم فقال الأشعث إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فقال أمير المؤمنين ع أ تدري ما تأويلها فقال الأشعث لأنت غاية العلم و منتهاه فقال ع أما قولك إِنَّا لِلَّهِ فإقرار منك بالملك و أما قولك وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فإقرار منك بالهلك

62-  و ركب ع يوما فمشى معه قوم فقال ع لهم أ ما علمتم أن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب و مذلة للماشي انصرفوا

63-  و قال ع الأمور ثلاثة أمر بان لك رشده فاتبعه و أمر بان   لك غيه فاجتنبه و أمر أشكل عليك فرددته إلى عالمه

64-  و قال له ع جابر يوما كيف أصبحت يا أمير المؤمنين فقال ع و بنا من نعم الله ربنا ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري ما نشكر أ جميل ما ينشر أم قبيح ما يستر

65-  و عزى عبد الله بن عباس عن مولود صغير مات له فقال ع لمصيبة في غيرك لك أجرها أحب إلي من مصيبة فيك لغيرك ثوابها فكان لك الأجر لا بك و حسن لك العزاء لا عنك و عوضك الله عنه مثل الذي عوضه منك

66-  و قيل له ما التوبة النصوح فقال ع ندم بالقلب و استغفار باللسان و القصد على أن لا يعود

67-  و قال ع إنكم مخلوقون اقتدارا و مربوبون اقتسارا و مضمنون أجداثا و كائنون رفاتا و مبعوثون أفرادا و مدينون حسابا فرحم الله عبدا اقترب فاعترف و وجل فعمل و حاذر فبادر و عمر فاعتبر و حذر فازدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اقتدى فاحتذى فباحث طلبا و نجا هربا و أفاد ذخيرة و أطاب سريرة و تأهب للمعاد و استظهر بالزاد ليوم رحيله و وجه سبيله و حال حاجته و موطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم و أهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم و أهل مدة البقاء إلا مفاجاة الفناء و اقتراف الفوت و دنو الموت

    -68  و قال ع اتقوا الله تقية من شمر تجريدا و جد تشميرا و انكمش في مهل و أشفق في وجل و نظر في كثرة المال و عاقبة الصبر و مغبة المرجع فكفى بالله منتقما و نصيرا و كفى بالجنة ثوابا و نوالا و كفى بالنار عقابا و نكالا و كفى بكتاب الله حجيجا و خصيما

69-  و سأله رجل عن السنة و البدعة و الفرقة و الجماعة فقال ع أما السنة فسنة رسول الله ص و أما البدعة فما خالفها و أما الفرقة فأهل الباطل و إن كثروا و أما الجماعة فأهل الحق و إن قلوا و قال ص لا يرجو العبد إلا ربه و لا يخاف إلا ذنبه و لا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد

70-  و قال له رجل أوصني فقال ع أوصيك أن لا يكونن لعمل الخير عندك غاية في الكثرة و لا لعمل الإثم عندك غاية في القلة

71-  و قال له آخر أوصني فقال ع لا تحدث نفسك بفقر و لا طول عمر

72-  و قال ع إن لأهل الدين علامات يعرفون بها صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء بالعهد و صلة للأرحام و رحمة للضعفاء و قلة مؤاتاة   للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الحلم و اتباع العلم و ما يقرب من الله زلفى و طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ

73-  و قال ع ما أطال العبد الأمل إلا أنساه العمل

74-  و قال ع ابن آدم أشبه شي‏ء بالمعيار إما ناقص بجهل أو راجح بعلم

75-  و قال ع سباب المؤمن فسق و قتاله كفر و حرمة ماله كحرمة دمه

76-  و قال ع ابذل لأخيك دمك و مالك و لعدوك عدلك و إنصافك و للعامة بشرك و إحسانك تسلم على الناس يسلموا عليك

77-  و قال ع سادة الناس في الدنيا الأسخياء و في الآخرة الأتقياء

78-  و قال ع الشي‏ء شيئان فشي‏ء غيري لم أرزقه فيما مضى و لا آمله فيما بقي و شي‏ء لا أناله دون وقته و لو أجلبت عليه بقوة السماوات و الأرض فبأي هذين أفنى عمري

79-  و قال ع إن المؤمن إذا نظر اعتبر و إذا سكت تفكر و إذا تكلم ذكر و إذا استغنى شكر و إذا أصابته شدة صبر فهو قريب الرضى بعيد السخط يرضيه عن الله اليسير و لا يسخطه الكثير و لا يبلغ بنيته إرادته في الخير ينوي كثيرا من الخير و يعمل بطائفة منه و يتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به و المنافق إذا نظر لها و إذا سكت سها و إذا تكلم لغا و إذا استغنى طغا و إذا أصابته شدة ضغا فهو قريب السخط بعيد الرضى يسخط على الله اليسير و لا   يرضيه الكثير ينوي كثيرا من الشر و يعمل بطائفة منه و يتلهف على ما فاته من الشر كيف لم يعمل به

80-  و قال ع الدنيا و الآخرة عدوان متعاديان و سبيلان مختلفان من أحب الدنيا و والاها أبغض الآخرة و عاداها مثلهما مثل المشرق و المغرب و الماشي بينهما لا يزداد من أحدهما قربا إلا ازداد من الآخر بعدا

81-  و قال ع من خاف الوعيد قرب عليه البعيد و من كان من قوت الدنيا لا يشبع لم يكفه منها ما يجمع و من سعى للدنيا فاتته و من قعد عنها أتته إنما الدنيا ظل ممدود إلى أجل معدود رحم الله عبدا سمع حكما فوعى و دعي إلى الرشاد فدنا و أخذ بحجزة ناج هاد فنجا قدم صالحا و عمل صالحا قدم مذخورا و اجتنب محذورا رمى غرضا و قدم عوضا كابر هواه و كذب مناه جعل الصبر مطية نجاته و التقوى عدة وفاته لزم الطريقة الغراء و المحجة البيضاء و اغتنم المهل و بادر الأجل و تزود من العمل

82-  و قال ع لرجل كيف أنتم فقال نرجو و نخاف فقال ع من رجا شيئا طلبه و من خاف شيئا هرب منه ما أدري ما خوف رجل عرضت له شهوة فلم يدعها لما خاف منه و ما أدري ما رجاء رجل نزل به بلاء فلم يصبر عليه لما يرجو

83-  و قال ع لعباية بن ربعي و قد سأله عن الاستطاعة التي نقوم   و نقعد و نفعل إنك سألت عن الاستطاعة فهل تملكها من دون الله أو مع الله فسكت عباية فقال له أمير المؤمنين ع إن قلت تملكها مع الله قتلتك و إن قلت تملكها دون الله قتلتك فقال عباية فما أقول قال ع تقول إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك فإن ملكك إياها كان ذلك من عطائه و إن سلبكها كان ذلك من بلائه فهو المالك لما ملكك و القادر على ما عليه أقدرك

84-  قال الأصبغ بن نباتة سمعت أمير المؤمنين ع يقول أحدثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أن يعيه ثم أقبل علينا فقال ع ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلا كان أجود و أمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة و لا ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا و عفا عنه إلا كان أمجد و أجود و أكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة ثم قال ع و قد يبتلي الله المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله و تلا هذه الآية ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ و ضم يده ثلاث مرات و يقول وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ

85-  و قال ع أول القطيعة السجا و لا تأس أحدا إذا كان ملولا   أقبح المكافاة المجازاة بالإساءة

86-  و قال ع أول إعجاب المرء بنفسه فساد عقله من غلب لسانه أمنه من لم يصلح خلائقه كثرت بوائقه من ساء خلقه مله أهله رب كلمة سلبت نعمة الشكر عصمة من الفتنة الصيانة رأس المروة شفيع المذنب خضوعه أصل الحزم الوقوف عند الشبهة في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق

87-  و قال ع المصائب بالسوية مقسومة بين البرية لا ييأس لذنبك و باب التوبة مفتوح الرشد في خلاف الشهوة تاريخ المنى الموت النظر إلى البخيل يقسي القلب النظر إلى الأحمق يسخن العين السخاء فطنة و اللوم تغافل

88-  و قال ع الفقر الموت الأكبر و قلة العيال أحد اليسارين و هو نصف العيش و الهم نصف الهرم و ما عال امرؤ اقتصد و ما عطب امرؤ استشار و الصنيعة لا تصلح إلا عند ذي حسب أو دين و السعيد من وعظ بغيره و المغبون لا محمود و لا مأجور البر لا يبلى و الذنب لا ينسى

89-  و قال ع اصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد و استشعروا الحمد يؤنس بكم العقلاء و دعوا الفضول يجانبكم السفهاء و أكرموا الجليس تعمر ناديكم و حاموا عن الخليط يرغب في جواركم و أنصفوا الناس من أنفسكم يوثق بكم و عليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة و إياكم و الأخلاق الدنية فإنها تضع الشريف و تهدم المجد

90-  و قال ع اقنع تعز

    -91  و قال ع الصبر جنة من الفاقة و الحرص علامة الفقر و التجمل اجتناب المسكنة و الموعظة كهف لمن لجأ إليها

92-  و قال ع من كساه العلم ثوبه اختفى عن الناس عيبه

93-  و قال ع لا عيش لحسود و لا مودة لملوك و لا مروة لكذوب

94-  و قال ع تروح إلى بقاء عزك بالوحدة

95-  و قال ع كل عزيز داخل تحت القدرة فذليل

96-  و قال ع أهلك الناس اثنان خوف الفقر و طلب الفخر

97-  و قال ع أيها الناس إياكم و حب الدنيا فإنها رأس كل خطيئة و باب كل بلية و قران كل فتنة و داعي كل رزية

98-  و قال ع جمع الخير كله في ثلاث خصال النظر و السكوت و الكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو و كل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة و كل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرة و سكوته فكرة و كلامه ذكرا و بكى على خطيئته و أمن الناس من شره

99-  و قال ع ما أعجب هذا الإنسان مسرور بدرك ما لم يكن ليفوته محزون على فوت ما لم يكن ليدركه و لو أنه فكر لأبصر و علم أنه مدبر و أن الرزق عليه مقدر و لاقتصر على ما تيسر و لم يتعرض لما تعسر

100-  و قال ع إذا طاف في الأسواق و وعظهم قال يا معشر التجار قدموا الاستخارة و تبركوا بالسهولة و اقتربوا من المبتاعين و تزينوا بالحلم و تناهوا عن اليمين و جانبوا الكذب و تخافوا عن الظلم و أنصفوا المظلومين و لا تقربوا الربا وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ   وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ

101-  و سئل أي شي‏ء مما خلق الله أحسن فقال ع الكلام فقيل أي شي‏ء مما خلق الله أقبح قال الكلام ثم قال بالكلام ابيضت الوجوه و بالكلام اسودت الوجوه

102-  و قال ع قولوا الخير تعرفوا به و اعملوا به تكونوا من أهله

103-  و قال ع إذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم و إذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم و اعلموا أن الهالك من هلك دينه و الحرب من سلب دينه ألا و إنه لا فقر بعد الجنة و لا غنى بعد النار

104-  و قال ع لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله و جده

105-  و قال ع ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب إنه يكذب حتى يجي‏ء بالصدق فما يصدق

106-  و قال ع أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق

107-  و قال ع من خاف القصاص كف عن ظلم الناس

108-  و قال ع ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد

109-  و قال ع العامل بالظلم و المعين عليه و الراضي به شركاء ثلاثة

110-  و قال ع الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل و أحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك و الذكر ذكران ذكر عند المصيبة حسن جميل و أفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم الله عليك فيكون ذلك حاجزا

    -111  و قال ع اللهم لا تجعل بي حاجة إلى أحد من شرار خلقك و ما جعلت بي من حاجة فاجعلها إلى أحسنهم وجها و أسخاهم بها نفسا و أطلقهم بها لسانا و أقلهم علي بها منا

112-  و قال ع طوبى لمن يألف الناس و يألفونه على طاعة الله

113-  و قال ع إن من حقيقة الإيمان أن يؤثر العبد الصدق حتى نفر عن الكذب حيث ينفع و لا يعد المرء بمقالته علمه

114-  و قال ع أدوا الأمانة و لو إلى قاتل ولد الأنبياء

115-  و قال ع التقوى سنخ الإيمان

116-  و قال ع ألا إن الذل في طاعة الله أقرب إلى العز من التعاون بمعصية الله

117-  و قال ع المال و البنون حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الآخرة و قد جمعها الله لأقوام

118-  و قال ع مكتوب في التوراة في صحيفتين إحداهما من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا و من أصبح من المؤمنين يشكو مصيبة نزلت به إلى من يخالفه على دينه فإنما يشكو ربه إلى عدوه و من تواضع لغني طلبا لما عنده ذهب ثلثا دينه و من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن يتخذ آياتِ اللَّهِ هُزُواً و قال في الصحيفة الأخرى من لم يستشر يندم و من يستأثر من الأموال يهلك و الفقر الموت الأكبر

119-  و قال ع الإنسان لبه لسانه و عقله دينه و مروته حيث يجعل   نفسه و الرزق مقسوم و الأيام دول و الناس إلى آدم شرع سواء

120-  و قال ع لكميل بن زياد رويدك لا تشهر و أخف شخصك لا تذكر تعلم تعلم و اصمت تسلم لا عليك إذا عرفك دينه لا تعرف الناس و لا يعرفونك

121-  و قال ع ليس الحكيم من لم يدار من لا يجد بدا من مداراته

122-  و قال ع أربع لو ضربتم فيهن أكباد الإبل لكان ذلك يسيرا لا يرجون أحد إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه و لا يستحي أن يقول لا أعلم إذا هو لم يعلم و لا يستكبر أن يتعلم إذا لم يعلم

123-  و كتب إلى عبد الله بن العباس أما بعد فاطلب ما يعنيك و اترك ما لا يعنيك فإن في ترك ما لا يعنيك درك ما يعنيك و إنما تقدم على ما أسلفت لا على ما خلفت و ابن ما تلقاه غدا على ما تلقاه السلام

124-  و قال ع إن أحسن ما يألف به الناس قلوب أودائهم و نفوا به الضغن عن قلوب أعدائهم حسن البشر عند لقائهم و التفقد في غيبتهم و البشاشة بهم عند حضورهم

125-  و قال ع لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه

126-  و قال ع يا رب ما أشقى جد من لم يعظم في عينه و قلبه ما رأى من ملكك و سلطانك في جنب ما لم تر عينه و قلبه من ملكك و سلطانك و أشقى منه من لم يصغر في عينه و قلبه ما رأى و ما لم ير من ملكك و سلطانك في جنب عظمتك و جلالك لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

127-  و قال ع إنما الدنيا فناء و عناء و غير و عبر فمن فنائها أنك   ترى الدهر موترا قوسه مفوقا نبله لا تخطئ سهامه و لا تشفى جراحه يرمي الصحيح بالسقم و الحي بالموت و من عنائها أن المرء يجمع ما لا يأكل و يبني ما لا يسكن ثم يخرج إلى الله لا مالا حمل و لا بناء نقل و من غيرها أنك ترى المغبوط مرحوما و المرحوم مغبوطا ليس بينهم إلا نعيم زال و بؤس نزل و من عبرها أن المرء يشرف على أمله فيتخطفه أجله فلا أمل مدروك و لا مؤمل متروك فسبحان الله ما أعز سرورها و أظمأ ريها و أضحى فيئها فكأن ما كان من الدنيا لم يكن و كأن ما هو كائن قد كان و إن الدار الآخرة هي دار المقام و دار القرار و جنة و نار صار أولياء الله إلى الأجر بالصبر و إلى الأمل بالعمل

128-  و قال ع من أحب السبل إلى الله جرعتان جرعة غيظ تردها بحلم و جرعة حزن تردها بصبر و من أحب السبل إلى الله قطرتان قطرة دموع في جوف الليل و قطرة دم في سبيل الله و من أحب السبل إلى الله خطوتان خطوة امرئ مسلم يشد بها صفا في سبيل الله و خطوة في صلة الرحم و هي أفضل من خطوة يشد بها صفا في سبيل الله

129-  و قال ع لا يكون الصديق لأخيه صديقا حتى يحفظه في نكبته و غيبته و بعد وفاته

130-  و قال ع إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع و ترهنها المنى و تستعلقها الخدائع

    -131  و قال ع من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير اغتفرت ما سواها و لا أغتفر فقد عقل و لا دين مفارقة الدين مفارقة الأمن و لا حياة مع مخافة و فقد العقل فقد الحياة و لا يقاس إلا بالأموات

132-  و قال ع من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن و من كتم سره كانت الخيرة في يده

133-  قال ع إن الله يعذب ستة بستة العرب بالعصبية و الدهاقين بالكبر و الأمراء بالجور و الفقهاء بالحسد و التجار بالخيانة و أهل الرستاق بالجهل

134-  و قال ع أيها الناس اتقوا الله فإن الصبر على التقوى أهون من الصبر على عذاب الله

135-  و قال ع الزهد في الدنيا قصر الأمل و شكر كل نعمة و الورع عن كل ما حرم الله

136-  و قال ع إن الأشياء لما ازدوجت ازدوج الكسل و العجز فنتج منهما الفقر

    -137  و قال ع ألا إن الأيام ثلاثة يوم مضى لا ترجوه و يوم بقي لا بد منه و يوم يأتي لا تأمنه فالأمس موعظة و اليوم غنيمة و غدا لا تدري من أهله أمس شاهد مقبول و اليوم أمين مؤد و غد يجعل بنفسك سريع الظعن طويل الغيبة أتاك و لم تأته أيها الناس إن البقاء بعد الفناء و لم تكن إلا و قد ورثنا من كان قبلنا و لنا وارثون بعدنا فاستصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه و اسلكوا سبل الخير و لا تستوحشوا فيها لقلة أهلها و اذكروا حسن صحبة الله لكم فيها ألا و إن العواري اليوم و الهبات غدا و إنما نحن فروع لأصول قد مضت فما بقاء الفروع بعد أصولها أيها الناس إنكم إن آثرتم الدنيا على الآخرة أسرعتم إجابتها إلى العرض الأدنى و رحلت مطايا آمالكم إلى الغاية القصوى يورد مناهل عاقبتها الندم و تذيقكم ما فعلت بالأمم الخالية و القرون الماضية من تغير الحالات و تكون المثلات

138-  و قال ع الصلاة قربان كل تقي و الحج جهاد كل ضعيف و لكل شي‏ء زكاة و زكاة البدن الصيام و أفضل عمل المرء انتظاره فرج الله و الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر و من أيقن بالخلف جاد بالعطية استنزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا أموالكم بالزكاة ما عال امرؤ اقتصد و التقدير نصف العيش و التودد نصف العقل و الهم نصف الهرم و قلة العيال أحد اليسارين و من حزن والديه عقهما و من ضرب بيده على فخذه عند المصيبة حبط أجره و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين و الله ينزل الرزق على قدر المصيبة فمن قدر رزقه الله و من بذر حرمه الله و الأمانة تجر الرزق و الخيانة تجر الفقر و لو أراد الله بالنملة صلاحا ما أنبت لها جناحا

139-  و قال ع متاع الدنيا حطام و تراثها كباب بلغتها أفضل من   أثرتها و قلعتها أركن من طمأنينتها حكم بالفاقة على مكثرها و أعين بالراحة من رغب عنها من راقه رواؤها أعقبت ناظريه كمها و من استشعر شعفها ملأت قلبه أشجانا لهن رقص على سويداء قلبه كرقيص الزبدة على أعراض المدرجة هم يحزنه و هم يشغله كذلك حتى يؤخذ بكظمه و يقطع أبهراه و يلقى هاما للقضاء طريحا هينا على الله مداه و على الأبرار ملقاه و إنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار و يقتات منها ببطن الاضطرار و يسمع فيها بأذن النفث

    -140  و قال ع تعلموا الحلم فإن الحلم خليل المؤمن و وزيره و العلم دليله و الرفق أخوه و العقل رفيقه و الصبر أمير جنوده

141-  و قال ع لرجل تجاوز الحد في التقشف يا هذا أ ما سمعت قول الله وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فو الله لابتذالك نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال

142-  و قال لابنه الحسن ع أوصيك بتقوى الله و إقام الصلاة لوقتها و إيتاء الزكاة عند محلها و أوصيك بمغفرة الذنب و كظم الغيظ و صلة الرحم و الحلم عند الجاهل و التفقه في الدين و التثبت في الأمر و التعهد للقرآن و حسن الجوار و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و اجتناب الفواحش كلها في كل ما عصى الله فيه

143-  و قال ع قوام الدنيا بأربعة بعالم مستعمل لعلمه و بغني باذل لمعروفه و بجاهل لا يتكبر أن يتعلم و بفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره و إذا عطل العالم علمه و أمسك الغني معروفه و تكبر الجاهل أن يتعلم و باع الفقير آخرته بدنيا غيره فعليهم الثبور

144-  و قال ع من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا قيل و ما هن يا أمير المؤمنين قال العجلة و اللجاجة و العجب و التواني

145-  و قال ع اعلموا عباد الله أن التقوى حصن حصين و الفجور حصن ذليل لا يمنع أهله و لا يحرز من لجأ إليه ألا و بالتقوى تقطع حمة الخطايا و بالصبر على طاعة الله ينال ثواب الله و باليقين تدرك الغاية القصوى عباد الله إن الله لم يحظر على أوليائه ما فيه نجاتهم إذ دلهم عليه و لم يقنطهم من رحمته   لعصيانهم إياه إن تابوا إليه

146-  و قال الصمت حكم و السكوت سلامة و الكتمان طرف من السعادة

147-  و قال ع تذل الأمور للمقدور حتى تصير الآفة في التدبير

148-  و قال ع لا يتم مروة الرجل حتى يتفقه في دينه و يقتصد في معيشته و يصبر على النائبة إذا نزلت به و يستعذب مرارة إخوانه

149-  و سئل ع ما المروة فقال لا تفعل شيئا في السر تستحيي منه في العلانية

150-  و قال ع الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة

151-  و قال ع سكنوا في أنفسكم معرفة ما تعبدون حتى ينفعكم ما تحركون من الجوارح بعبادة من تعرفون

152-  و قال ع المستأكل بدينه حظه من دينه ما يأكله

153-  و قال ع الإيمان قول مقبول و عمل معمول و عرفان بالعقول

154-  و قال ع الإيمان على أربعة أركان التوكل على الله و التفويض إلى الله و التسليم لأمر الله و الرضى بقضاء الله و أركان الكفر أربعة الرغبة و الرهبة و الغضب و الشهوة

155-  و قال ع من زهد في الدنيا و لم يجزع من ذلها و لم ينافس في عزها هداه الله بغير هداية من مخلوق و علمه بغير تعليم و أثبت الحكمة في   صدره و أجراها على لسانه

156-  و قال ع إن لله عبادا عاملوه بخالص من سره فشكر لهم بخالص من شكره فأولئك تمر صحفهم يوم القيامة فرغا فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سر ما أسروا إليه

157-  و قال ع ذللوا أخلاقكم بالمحاسن و قودوها إلى المكارم و عودوا أنفسكم الحلم و اصبروا على الإيثار على أنفسكم فيما تحمدون عنه و لا تداقوا الناس وزنا بوزن و عظموا أقداركم بالتغافل عن الدني من الأمور و أمسكوا رمق الضعيف بجاهكم و بالمعونة له إن عجزتم عما رجاه عندكم و لا تكونوا بحاثين عما غاب عنكم فيكثر عائبكم و تحفظوا من الكذب فإنه من أدنى الأخلاق قدرا و هو نوع من الفحش و ضرب من الدناءة و تكرموا بالتعامي عن الاستقصاء و روي بالتعامس من الاستقصاء

158-  و قال ع كفى بالأجل حرزا إنه ليس أحد من الناس إلا و معه حفظة من الله يحفظونه أن لا يتردى في بئر و لا يقع عليه حائط و لا يصيبه سبع فإذا جاء أجله خلوا بينه و بين أجله

 أقول وجدت في مناقب ابن الجوزي فصلا في كلام أمير المؤمنين ع فأحببت إيراده قال قال أبو نعيم في الحلية

1-  حدثنا عمر بن محمد حدثنا الحسين بن محمد بن عفير حدثنا الحسن بن علي حدثنا خلف بن تميم حدثنا عمر بن الرحال عن العلاء بن المسيب عن   عبد خير قال قال لي أمير المؤمنين ع ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك و لكن الخير أن يكثر علمك و يعظم حلمك و أن تباهي الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله و إن أسأت استغفرت الله و لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنبا فهو يتدارك ذلك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات و لا يقل عمل في تقوى و كيف يقل ما يتقبل

2-  و قال أبو نعيم حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال كتب إلي أحمد بن إبراهيم بن هشام الدمشقي حدثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة عن ابن حرث عن ابن عجلان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال شيع أمير المؤمنين ع جنازة فلما وضعت في لحدها عج أهلها و بكوا فقال ما تبكون أما و الله لو عاينوا ما عاين ميتهم لأذهلهم ذلك عن البكاء عليه أما و الله إن له إليهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحدا ثم قام فيهم فقال أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال و وقت لكم الآجال و جعل لكم أسماعا تعي ما عناها و أبصارا لتجلو عن غشاها و أفئدة تفهم ما دهاها في تركيب صورها و ما أعمرها فإن الله لم يخلقكم عبثا و لم يضرب عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً بل أكرمكم بالنعم السوابغ و أرفدكم بأوفر الروافغ و أحاط بكم الإحصاء و أرصد لكم الجزاء في السراء و الضراء فاتقوا الله عباد الله و جدوا في الطلب و بادروا بالعمل قبل مقطع النهمات و هاذم اللذات و مفرق الجماعات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها و لا تؤمن فجائعها غرور حائل و شبح فائل و سناد مائل و نعيم زائل   و جيد عاطل فاتعظوا عباد الله بالعبر و اعتبروا بالآيات و الأثر و ازدجروا بالنذر و انتفعوا بالمواعظ فكان قد علقتكم مخالب المنية و أحاطت بكم البلية و ضمكم بيت التراب و دهمتكم مفظعات الأمور بنفخة الصور و بعثرة القبور و سياقة المحشر و موقف الحساب في المنشر و برز الخلائق حفاة عراة وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ و نوقش الناس على القليل و الكثير و الفتيل و النقير وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِي‏ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ فارتجت لذلك اليوم البلاد و خشع العباد و ناد الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ و حشرت الوحوش و زوجت النفوس مكان مواطن الحشر و بدت الأسرار و هلكت الأشرار و ارتجت الأفئدة فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيحة و عقوبة منيحة وَ بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لها كلب و لجب و قصيف رعد و تغيظ و وعيد قد تأجج جحيمها و غلا حميمها فاتقوا الله عباد الله تقية من كنع فخنع و جل و رحل و حذر فأبصر و ازدجر فاحتث طلبا و نجا هربا و قدم للمعاد و استظهر من الزاد و كفى بالله منتقما و بالكتاب خصيما و حجيجا و بالجنة ثوابا و نعيما و بالنار وبالا و عقابا و أستغفر الله لي و لكم   قلت قد رفعت إلينا ألفاظا من هذا الكتاب يشتمل على فصل الخطاب حذفنا إسنادها طلبا للاختصار و خوفا للإكثار

3-  قوله ع الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم و أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ففيها اختبرتم و لغيرها خلقتم إن الجنازة إذا حملت قال الناس ما ذا ترك و قالت الملائكة ما ذا قدم فقدموا بعضا يكن لكم و لا تؤخروا كلا يكن عليكم

4-  و قال ع إذا رأيتم الله تتابع نعمه عليكم و أنتم تعصونه فاحذروه

5-  و قال ع من كفارة الذنوب العظام إغاثة الملهوف و التنفس عن المكروب

6-  و قال ع إذا كنت في إدبار و الموت في إقبال فما أسرع الملتقى

7-  و قال ع من أطال الأمل أساء العمل و سيئة تسوؤك خير من حسنة تسرك

8-  و قال ع الدهر يخلق الأبدان و يجدد الآمال و يقرب المنية و يباعد الأمنية من ظفر به تعب و من فاته نصب

9-  و قال ع عجبت لمن يقنط و معه الاستغفار

10-  و قال ع لكان في الأرض أمانان فرفع أحدهما و هو رسول الله ص فتمسكوا بالآخر و هو الاستغفار قال تعالى وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ الآية

11-  و قال ع من أصلح ما بينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس و من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه و من كان له في نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ

12-  و قال ع كم من مستدرج بالإحسان إليه و مغرور بالستر عليه و مفتون بحسن القول فيه و شتان بين عملين عمل تذهب لذته و يبقى تبعته و عمل   تذهب مئونته و تبقى أجره

13-  و قال ع استنزلوا الرزق بالصدقة فمن أيقن بالخلف جاد بالعطاء

14-  و قال ع من أعطي أربعا لم يحرم أربعا من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة و من أعطي التوبة لم يحرم القبول و من أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة و من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة و قال مصداق ذلك في كتاب الله قال الله تعالى في الدعاء ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قال في التوبة إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ الآية و قال في الاستغفار وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ الآية و قال في الشكر لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

15-  و قال ع الاستغفار درجة العليين و هو اسم واقع على ستة معان أولها الندم على الفعل و الثاني العزم على الترك و أن لا يعود و الثالث تأدية الحقوق ليلقى الله تعالى و ليس عليه تبعة و الرابع أن يعمد إلى كل فريضة فيؤدي حقها و الخامس أن يذيب اللحم الذي نبت منه السحت بالهموم و الأحزان حتى يكتسي لحما آخر من الحلال و السادس أن يذيق جسمه ألم الطاعة كما أذاقه لذة المعصية

16-  و قال صلوات الله عليه لا تكن ممن يريد الآخرة بعمل الدنيا أو بغير عمل و يؤخر التوبة بطول الأمل يقول في الدنيا قول الزاهدين و يعمل فيها عمل الراغبين إن أعطي منها لم يشبع و إن ملك الكثير لم يقنع يأمر بالمعروف و لا يأتمر و ينهى و لا ينتهي يحب الصالحين و لا يعمل بعملهم و يبغض العاصين و هو أحدهم يكره الموت لكثرة ذنوبه و يقيم على ما يكره الله منه تعجبه نفسه إذا عوفي و يقنط إذا ابتلي إن أصابه بلاء دعا مضطرا و إن ناله رخاء أعرض مغترا تغلبه نفسه على ما يظن و لا يغلبها على ما يستيقن إن استغنى بطر و إن افتقر قنط يقدم المعصية و يسوف التوبة يصف العبر و لا يعتبر و يبالغ في الموعظة و لا يتعظ فهو من القول مكثر و من العمل مقل يناقش فيما يفنى و يسامح فيما يبقى يرى   المغنم مغرما و المغرم مغنما يخشى الموت و لا يبادر الفوت يستعظم من معاصي غيره ما يستقله من معاصي نفسه و يستكثر من طاعته ما يحتقره من طاعة غيره فهو على الناس طاعن و لنفسه مداهن اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء يرشد غيره و يغوي نفسه أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ

17-  و قال ع من أصبح على الدنيا حزينا أصبح لقضاء الله ساخطا و من أصبح يشكو مصيبة نزلت به إلى مخلوق مثله فإنما يشكو ربه و من أتى غنيا يتواضع له لأجل دنياه ذهب ثلثا دينه قالوا و معنى هذا أن المرء إنسان بجسده و قلبه و لسانه و التواضع يحتاج فيه إلى استعمال الجسد و اللسان فإن أضاف إلى ذلك القلب ذهب جميع دينه

18-  و قال ع إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار و إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و إن قوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار

19-  و قال ع احذروا نفار النعم فما كل شارد بمردود

20-  و قال ع أفضل الأعمال ما أكرهت عليه نفسك

21-  و قال ع لو لم يتواعد الله عباده على معصيته لكان الواجب ألا يعصى شكرا لنعمه و من هاهنا أخذ القائل و قيل إنها لأمير المؤمنين ع

هب البعث لم تأتنا رسله و جاحمة النار لم تضرم‏أ ليس من الواجب المستحق حياء العباد من المنعم

22-  و قال ع ما أكثر العبر و ما أقل المعتبرين

23-  و قال ع أقل ما يلزمك لله تعالى ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه

24-  و قال ع المدة و إن طالت قصيرة و الماضي للمقيم عبرة و الميت للحي عظة و ليس الأمس عودة و لا أنت من غد على ثقة و كل لكل مفارق   و به لاحق فاستعدوا ليوم لا يَنْفَعُ فيه مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ و اصبروا على عمل لا غنى لكم عن ثوابه و ارجعوا عن عمل لا صبر لكم على عقابه فإن الصبر على الطاعة أهون من الصبر على العذاب و إنما أنتم نفس معدود و أمل ممدود و أجل محدود و لا بد للأجل أن يتناهى و للنفس أن يحصى و للعمل أن يطوى وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ

25-  و قال ع اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم

26-  و قال ع كم من مؤمل ما لا يبلغه و بان ما لا يسكنه مما سوف يتركه و لعله من باطل جمعه أصابه حراما و احتمل منه آثاما و ربما استقبل الإنسان يوما و لم يستدبره و رب مغبوط في أول يومه قامت بواكيه في آخره و من هاهنا أخذ القائل

يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحاراأفنى القرون التي كانت مسلطة من الحوادث إقبالا و إدبارايا من يكابد دنيا لا بقاء لها يمسي و يصبح تحت الأرض سياراكم قد أبادت صروف الدهر من ملك قد كان في الأرض نفاعا و ضرارا

27-  و قال ع الزهد كله في كلمتين من القرآن قال الله تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ فمن لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فهو الزاهد

28-  و قال ع أفضل الزهد إخفاؤه

29-  و قال ع أخذوا من الله ما حذركم من نفسه و اخشوه خشية يظهر أثرها عليكم و اعملوا بغير رياء و لا سمعة فإن من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له

30-  و قال ع يوشك أن يفقد الناس ثلاثا درهما حلالا و لسانا صادقا و أخا يستراح إليه

31-  و قال ع استعدوا للموت فقد أظلكم غمامه و كونوا قوما صيح بهم فانتبهوا و انتهوا فما بينكم و بين الجنة و النار سوى الموت و إن غاية تنقصها اللحظة   و تهدمها الساعة لجديرة بقصر المدة و إن غائبا يحدوه الجديدان لحري بسرعة الأوبة فرحم الله عبدا سمع حكمة فوعى و دعي إلى خلاص نفسه فدنا و استقام على الطريقة فنجا و أحب ربه و خاف ذنبه و قدم صالحا و عمل خالصا و اكتسب مذخورا و اجتنب محذورا و رمى غرضا و أحرز عوضا و كابد هواه و كذب مناه و جعل الصبر مطية نجاته و التقوى عدة عند وفاته ركب الطريق الغراء و لزم المحجة البيضاء و اغتنم المهل و بادر الأجل و تزود من العمل

32-  و قال ع في صفة الدنيا دار أولها عناء و آخرها فناء و حلالها فيه حساب و حرامها فيه عقاب من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن و من سعى إليها فاتته و من قعد عنها أتته و من أبصر بها بصرته و من أبصر إليها أعمته

33-  و قال ع من لم يقنعه اليسير لم ينفعه الكثير

34-  و قال ع عليك بمداراة الناس و إكرام العلماء و الصفح عن زلات الإخوان فقد أدبك سيد الأولين و الآخرين بقوله ص اعف عمن ظلمك و صل من قطعك و أعط من حرمك

35-  و قال ع و قد مر على المقابر قال السلام عليكم يا أهل القبور أنتم لنا سلف و نحن لكم خلف و إنا إن شاء الله بكم لاحقون أما المساكن فسكنت و أما الأزواج فنكحت و أما الأموال فقسمت هذا خبر ما عندنا فليت شعري ما خبر ما عندكم ثم قال أما إنهم إن نطقوا لقالوا وجدنا التقوى خير زاد

    -36  و قال كميل بن زياد سمع أمير المؤمنين كرم الله وجهه قائلا ينشد أبيات الأسود بن يعفر

ما ذا أؤمل بعد آل محرق تركوا منازلهم و بعد أباد

فقال هلا قرأتم كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ الآية

37-  و قال ع العجب ممن يدعو و يستبطئ الإجابة و قد سد طريقها بالمعاصي

38-  و قال ع في وصف التائبين غرسوا أشجار ذنوبهم نصب عيونهم و قلوبهم و سقوها بمياه الندم فأثمرت لهم السلامة و أعقبتهم الرضا و الكرامة

39-  و قال ع في صفة الأولياء قال أبو نعيم حدثنا عبد الله محمد حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا هناد عن ابن الفضيل عن الحسن البصري قال قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه طوبى لمن عرف الناس و لم يعرفه الناس أولئك مصابيح الهدى بهم يكشف الله عن هذه الأمة كل فتنة مظلمة أولئك سيدخلهم الله في رحمة منه و فضل ليسوا بالمذاييع البذر و لا الجفاة المراءين المذياع الذي لا يكتم السر

40-  و قال ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن الجعدي أخبرنا عمرو بن شمر عن السدي عن أبي أراكة قال صليت مع أمير المؤمنين ع صلاة الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه ثم مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح أو رمحين قلب يده و قال لقد رأيت أصحاب محمد ص فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا صفرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا و قياما يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم   و أقدامهم فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم ريح عاصف و هملت عيونهم حتى تبل ثيابهم و الله لكان القوم باتوا غافلين ثم نهض فما رئي مفترا حتى ضربه اللعين ابن ملجم

41-  و روى مجاهد عن ابن عباس قال قال أمير المؤمنين ع يوما قد وصف المؤمن فقال حزنه في قلبه و بشره في وجهه و أوسع الناس صدرا و أرفعهم قدرا يكره الرفعة و لا يحب السمعة طويل غمه بعيد همه كثير صمته مشغول بما ينفعه صبور شكور قلبه بذكر الله معمور سهل الخليقة لين العريكة

42-  و في رواية عن أبي أراكة و عن ابن عباس أيضا قالا سمعنا أمير المؤمنين كرم الله وجهه يقول أما بعد فإن الله سبحانه خلق الخلائق حين خلقهم و هو غني عن طاعتهم و لا يتضرر بمعصيتهم لأنه سبحانه لا تضره معصية من عصاه و لا ينفعه طاعة من أطاعه و اتقاه فالمتقون في هذه الدار هم أهل الفضائل منطقهم الصواب و ملبسهم الاقتصاد و عيشهم التواضع غضوا أبصارهم عن المحارم و وقفوا أسماعهم على العلم النافع و لو لا الرجاء لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى جزيل الثواب و خوفا من وبيل العقاب عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم فهم في الجنة كمن قد رآها منعمون و في النار كمن قد رآها معذبون قلوبهم محزونة و شرورهم مأمونة أجسادهم نحيفة و حاجاتهم خفيفة صبروا أياما يسيرة فأعقبتهم راحة طويلة أما الليل فصافون أقدامهم تالين كلام ربهم يحبرونه تحبيرا و يرتلونه   ترتيلا فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا و تطلعت نفوسهم إليها شوقا و هلعا و إذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها بمسامع قلوبهم و مثلوا زفير جهنم في آذانهم فهم مفترشون جباههم و ركبهم و أطراف أقدامهم يجأرون إلى الله في فك رقابهم و أما النهار فعلماء حلماء بررة أتقياء قد براهم الخوف بري القداح ينظر إليهم الناظر فحسبهم مرضى و ما بالقوم مرض و يقول قد خولطوا و لقد خالطهم أمر عظيم لا يرضون في أعمالهم بالقليل و لا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون و من أعمالهم مشفقون إذا زكي أحدهم خاف أشد الخوف يقول أنا أعلم بنفسي من غيري اللهم فلا تؤاخذني بما يقولون و اجعلني أفضل مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون و من علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين و ورعا في يقين و حزما في علم و عزما في حلم و قصدا في غنى و خشوعا في عبادة و تجملا في فاقة و صبرا في شدة و طلبا للحلال و تحرجا عن الطمع يعمل الأعمال الصالحة على وجل و يجتهد في إصلاح ذات البين يمسي و همه الشكر و يصبح و شغله الفكر الخير منه مأمول و الشر منه مأمون و يعفوا عمن ظلمه و يعطي من حرمه و يصل من قطعه و في الزلازل صبور و في المكاره وقور و في الرضا شكور لا ينابز بالألقاب و لا يعرف العاب و لا يؤذي الجار و لا يشمت بالمصائب و لا يدخل في الباطل و لا يخرج من الحق إن بغى عليه صبر ليكون الله تعالى هو المنتقم له نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة أتعب نفسه لأخراه و زهد في الفاني شوقا إلى مولاه

43-  قال ع في صفة الفقيه قال أبو نعيم حدثنا أبي حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن يعقوب عن إبراهيم الدورقي عن شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه قال ألا إن الفقيه كل الفقيه هو الذي لم يقنط الناس من رحمة الله تعالى و لا يؤمنهم من عذابه و لا يرخص لهم في معصيته و لا يدع القرآن رغبة في غيره   و لا خير في عبادة لا علم فيها و لا خير في قراءة لا تدبر فيها

44-  و سأله رجل عن المروة فقال ع إطعام الطعام و تعاهد الإخوان و كف الأذى عن الجيران ثم قرأ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ الآية

45-  و من وصاياه ع أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله المقري أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا عبد القادر بن يوسف أخبرنا أبو إسحاق البرمكي حدثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي حدثنا جدي الحسن بن سفيان حدثنا حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن سفيان عن السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي قال قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه يا أيها الناس خذوا عني هذه الكلمات فلو ركبتم المطي حتى تنضوها ما أصبتم مثلها لا يرجون عبد إلا ربه و لا يخافن إلا ذنبه و لا يستحي إذا لم يعلم أن يتعلم و لا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم و اعلم أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا خير في جسد لا رأس له و قد بلغني أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبيائه أنه ليس من أهل بيت و لا أهل دار و لا أهل قرية يكونون لي على ما أحب فيتحولون إلى ما أكره إلا تحولت لهم مما يحبون إلى ما يكرهون ليس من أهل دار و لا قرية يكونون لي على ما أكره فيتحولون إلى ما أحب إلا تحولت لهم مما يكرهون إلى ما يحبون

46-  ذكر وصيته ع لكميل بن زياد أخبرنا عبد الوهاب بن علي الصوفي أخبرنا علي بن محمد بن عمر أخبرنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أخبرنا أحمد بن علي بن الباد أخبرنا حبيب بن الحسن القزاز حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا ضرار بن ضمرة حدثنا عاصم بن حميد حدثنا أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد قال أخذ بيدي أمير المؤمنين كرم الله وجهه فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس فتنفس الصعداء   ثم قال يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس ثلاثة عالم رباني و متعلم على سبيل نجاة و همج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجئوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك و أنت تحرس المال العلم يزكو على الإنفاق و المال يزول و محبة العالم دين يدان به و به يكسب العالم الطاعة في حياته و جميل الأحدوثة بعد مماته المال تنقصه النفقة العلم حاكم و المال محكوم عليه يا كميل مات خزان المال و هم أحياء و العلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة ثم قال آه آه إن هاهنا علما جما لو أصبت له حملة و أشار بيده إلى صدره ثم قال اللهم بلى قد أصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بنعم الله على عباده و بحججه على كتابه أو معاند لأهل الحق ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا ذا و لا ذاك بل منهوما باللذات سلس القياد للشهوات مغري بجمع الأموال و الادخار ليس من الدين في شي‏ء أقرب شبها بالبهائم السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله على عباده أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يحفظ الله دينه حتى يؤدونه إلى نظرائهم و يزرعونه في قلوب أشباههم و في رواية بهم يحفظ الله حججه هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه و دعاته إلى دينه آه ثم آه وا شوقاه إلى رؤيتهم و أستغفر الله لي و لك إذا شئت فقم

47-  وصيته لبنيه عليه و عليهم السلام و به قال أبو حمزة الثمالي حدثنا إبراهيم بن سعيد عن الشعبي عن ضرار بن ضمرة قال أوصى أمير المؤمنين ع   بنيه فقال يا بني عاشروا الناس بالمعروف معاشرة إن عشتم حنوا إليكم و إن متم بكوا عليكم ثم قال

أريد بذاكم أن تهشوا لطلقتي و أن تكثروا بعدي الدعاء على قبري‏و أن يمنحوني في المجالس ودهم و إن كنت عنهم غائبا أحسنوا ذكري

48-  و قال ابن عباس سأل رجل أمير المؤمنين ع فقال أوصني فقال لا تحدث نفسك بفقر و لا بطول عمر

49-  و قال ع و قد سئل عن أحاديث رسول الله ص من رواية الشعبي عن ضرار بن ضمرة و عبد خير قالا قيل له ما سبب اختلاف الناس في الحديث فقال الناس أربعة منافق مظهر للإسلام و قلبه يأبى الإيمان لا يتحرج عن الكذب كذب على رسول الله ص متعمدا فلو علم الناس حاله ما أخذوا عنه و لكنهم قالوا صاحب رسول الله ص فأخذوا بقوله و قد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر و وصفهم بما وصف ثم إنهم عاشوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال و الدعاة إلى النار بالزور و البهتان فولوهم الأعمال و جعلوهم على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا و إنما هم تبع للملوك إلا من عصمه الله تعالى و رجل سمع رسول الله ص يقول قولا أو رآه يعمل عملا ثم غاب عنه و نسخ ذلك القول و الفعل و لم يعلم فلو علم أنه نسخ ما حدث به و لو علم الناس أيضا أنه نسخ لما نقلوه عنه و رجل سمع رسول الله ص يقول قولا فوهم فيه و لو علم أنه وهم فيه لما حدث عنه و لا عمل به و رجل لم يكذب و لم يغب حدث بما سمع و عمل به فأما الأول فلا اعتبار بروايته و لا يحل الأخذ عنه و أما الباقون فينزعون إلى غاية و يرجعون إلى نهاية و يسقون من قليب واحد و كلامهم أشرق بنور النبوة ضياؤه و من الشجرة المباركة اقتبست ناره

 و في رواية أنه قال في أيدي الناس حقا و باطلا و صدقا و كذبا و ناسخا و منسوخا و عاما و خاصا و محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول الله ص في عهده حتى قام خطيبا فقال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده   من النار و إنما يأتيك الحديث أربعة رجال ليس لهم خامس و ذكرهم

 قلت و قد روي عن رسول الله ص هذا الحديث و هو قوله من كذب علي عامدا فليتبوأ مقعده من النار عدة من الصحابة منهم العشرة فأما الطريق إلى أمير المؤمنين فأنبأ غير واحد عن عبد الأول الصوفي أنبأ ابن المظفر الداوي أنبأ ابن أعين أنبأ السرخسي أنبأ الفربري أنبأ البخاري أنبأ علي بن الجعد أنبأ شعبة عن منصور عن ربعي بن خراش قال سمعت عليا ع يقول سمعت النبي ص يقول من كذب علي و ذكر متفق عليه و قد أخرجه أحمد في المسند و الجماعة

50-  كشف، ]كشف الغمة[ ذكر محمد بن طلحة أخبارا رواها الجواد ع عن آبائه ع عن علي ع قال بعثني النبي ص إلى اليمن فقال لي و هو يوصيني يا علي ما حار من استخار و لا ندم من استشار يا علي عليك بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار يا علي اغد باسم الله فإن الله عز و جل بارك لأمتي في بكورها

51-  و قال ع من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة

52-  و عنه ع و قد سئل عن حديث النبي ص أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار فقال خاص للحسن و الحسين

53-  و عنه عن علي ع قال في كتاب علي بن أبي طالب ع ابن آدم أشبه شي‏ء بالمعيار إما راجح بعلم و قال مرة بعقل أو ناقص بجهل

54-  و عنه عن علي ع قال لأبي ذر رضي الله عنه إنما غضبت لله عز و جل فارج من غضبت له إن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك و الله لو كانت السماوات و الأرضون رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل الله له منها مخرجا لا يؤنسنك إلا الحق و لا يوحشنك إلا الباطل

    -55  و عنه عن علي ع أنه قال لقيس بن سعد و قد قدم عليه من مصر يا قيس إن للمحن غايات لا بد أن تنتهي إليها فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها فإن مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها

56-  و عنه ع قال من وثق بالله أراه السرور و من توكل عليه كفاه الأمور و الثقة بالله حصن لا يتحصن فيه إلا مؤمن أمين و التوكل على الله نجاة من كل سوء و حرز من كل عدو و الدين عز و العلم كنز و الصمت نور و غاية الزهد الورع و لا هدم للدين مثل البدع و لا أفسد للرجال من الطمع و بالراعي تصلح الرعية و بالدعاء تصرف البلية و من ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر و من عاب عيب و من شتم أجيب و من غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى

57-  و قال ع أربع خصال تعين المرء على العمل الصحة و الغنى و العلم و التوفيق

58-  و قال ع إن لله عبادا يخصهم بالنعم و يقرها فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها عنهم و حولها إلى غيرهم

59-  و قال ما عظمت نعمة الله على أحد إلا عظمت عليه مئونة الناس فمن لم يحتمل تلك المئونة عرض النعمة للزوال

60-  و قال ع أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه لأن لهم أجره و فخره و ذكره فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه فلا يطلبن شكر ما صنع إلى نفسه من غيره

61-  و قال ع من أمل إنسانا فقد هابه و من جهل شيئا عابه و الفرصة خلسة و من كثر همه سقم جسده و المؤمن لا يشتفي غيظه و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه

 و قال في موضع آخر عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه

62-  و قال ع من استغنى بالله افتقر الناس إليه و من اتقى الله أحبه الناس و إن كرهوا

    -63  و قال ع عليكم بطلب العلم فإن طلبه فريضة و البحث عنه نافلة و هو صلة بين الإخوان و دليل على المروة و تحفة في المجالس و صاحب في السفر و أنس في الغربة

64-  و قال ع العلم علمان مطبوع و مسموع و لا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع و من عرف الحكمة لم يصبر عن الازدياد منها الجمال في اللسان و الكمال في العقل

65-  و قال ع العفاف زينة الفقر و الشكر زينة الغنى و الصبر زينة البلاء و التواضع زينة الحسب و الفصاحة زينة الكلام و العدل زينة الإيمان و السكينة زينة العبادة و الحفظ زينة الرواية و خفض الجناح زينة العلم و حسن الأدب زينة العقل و بسط الوجه زينة الحلم و الإيثار زينة الزهد و بذل المجهود زينة النفس و كثرة البكاء زينة الخوف و التقلل زينة القناعة و ترك المن زينة المعروف و الخشوع زينة الصلاة و ترك ما لا يعني زينة الورع

66-  و قال ع حسب المرء من كمال المروة تركه ما لا يجمل به و من حيائه أن لا يلقى أحدا بما يكره و من عقله حسن رفقه و من أدبه أن لا يترك ما لا بد له منه و من عرفانه علمه بزمانه و من ورعه غض بصره و عفة بطنه و من حسن خلقه كفه أذاه و من سخائه بره بمن يجب حقه عليه و إخراجه حق الله من ماله و من إسلامه تركه ما لا يعنيه و تجنبه الجدال و المراء في دينه و من كرمه إيثاره على نفسه و من صبره قلة شكواه و من عقله إنصافه من نفسه و من حلمه تركه الغضب عند مخالفته و من إنصافه قبوله الحق إذا بان له و من نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه و من حفظه جوارك تركه توبيخك عند إساءتك مع علمه بعيوبك و من رفقه تركه عذلك عند غضبك بحضرة من تكره و من حسن صحبته لك إسقاطه عنك مئونة أذاك و من صداقته كثرة موافقته و قلة مخالفته و من صلاحه شدة خوفه من ذنوبه و من شكره معرفة إحسان من أحسن إليه و من تواضعه   معرفته بقدره و من حكمته علمه بنفسه و من سلامته قلة حفظه لعيوب غيره و عنايته بإصلاح عيوبه

67-  و قال ع لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته و لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه

68-  و قال ع الفضائل أربعة أجناس أحدها الحكمة و قوامها في الفكرة و الثاني العفة و قوامها في الشهوة و الثالث القوة و قوامها في الغضب و الرابع العدل و قوامه في اعتدال قوى النفس

69-  و قال ع العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء

70-  و قال ع يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم

71-  و قال ع أقصد العلماء للمحجة الممسك عند الشبهة و الجدل يورث الرياء و من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل و الطامع في وثاق الذل و من أحب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا

72-  و قال ع العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم

73-  و قال ع الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها

74-  و قال ع التوبة على أربعة دعائم ندم بالقلب و استغفار باللسان و عمل بالجوارح و عزم أن لا يعود و ثلاث من عمل الأبرار إقامة الفرائض و اجتناب المحارم و احتراس من الغفلة في الدين و ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله كثرة الاستغفار و خفض الجانب و كثرة الصدقة و أربع من كن فيه استكمل الإيمان من أعطى لله و منع في الله و أحب لله و أبغض فيه و ثلاث من كن فيه لم يندم ترك العجلة و المشورة و التوكل عند العزم على الله عز و جل

75-  و قال ع لو سكت الجاهل ما اختلف الناس

76-  و قال ع مقتل الرجل بين لحييه و الرأي مع الأناة و بئس الظهير الرأي الفطير

    -77  و قال ع ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة الإنصاف في المعاشرة و المواساة في الشدة و الانطواع و الرجوع على قلب سليم

78-  و قال ع فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء و صلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء و الخلق أشكال ف كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ و الناس إخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله فإنها تحوز عداوة و ذلك قوله تعالى الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ

79-  و قال ع من استحسن قبيحا كان شريكا فيه

80-  و قال ع كفر النعمة داعية المقت و من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ منك

81-  و قال ع لا يفسدك الظن على صديق و قد أصلحك اليقين له و من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه استصلاح الأخيار بإكرامهم و الأشرار بتأديبهم و المودة قرابة مستفادة و كفى بالأجل حرزا و لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه و ما أنعم الله عز و جل على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله جل اسمه له شكرها قبل أن يحمده عليها و لا أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه و إن شاء غفر له إلا غفر الله له قبل أن يستغفره

82-  و قال ع الشريف كل الشريف من شرفه علمه و السؤدد حق السؤدد لمن اتقى الله ربه و الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه

    -83  و قال ع من أمل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان

84-  و قال ع اثنان عليلان أبدا صحيح محتم و عليل مخلط موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل و حياته بالبر أكثر من حياته بالعمر

85-  و قال ع لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا و لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم و ارحموا ضعفاءكم و اطلبوا الرحمة من الله بالرحمة لهم

86-  من كتاب مطالب السئول، من كلامه ع غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك فاخش فاحش فعلك فعلك بهذا تهدا

87-  و من كلامه ع العالم حديقة سياحها الشريعة و الشريعة سلطان تجب له الطاعة و الطاعة سياسة يقوم بها الملك و الملك راع يعضده الجيش و الجيش أعوان يكفلهم المال و المال رزق يجمعه الرعية و الرعية سواد يستعبدهم العدل و العدل أساس به قوام العالم

88-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع الأقاويل محفوظة و السرائر مبلوة و كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ و الناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله سائلهم متعنت و مجيبهم متكلف يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضا و السخط و يكاد أصلبهم عودا تنكؤه اللحظة و تستحيله الكلمة الواحدة معاشر الناس اتقوا الله   فكم من مؤمل ما لا يبلغه و بان ما لا يسكنه و جامع ما سوف يتركه و لعله من باطل جمعه و من حق منعه أصابه حراما و احتمل به آثاما فباء بوزره و قدم على ربه آسفا لاهفا قد خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ

89-  و قال ع المنية و لا الدنية و التقلل و لا التوسل و من لم يعط قاعدا لم يعط قائما و الدهر يومان يوم لك و يوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر و إذا كان عليك فاصبر

90-  و قال ع مسكين ابن آدم مكتوم الأجل مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة و تقتله الشرقة و تنتنه العرقة

91-  كنز الكراجكي، و روي أن أمير المؤمنين ع مر على المدائن فلما رأى آثار كسرى و قرب خرابها قال رجل ممن معه

جرت الرياح على رسوم ديارهم فكأنهم كانوا على ميعاد

فقال أمير المؤمنين ع أ فلا قلتم كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ

92-  من كتاب مطالب السئول، لكمال الدين محمد بن طلحة من   نظمه ع

دليلك أن الفقر خير من الغنى و أن قليل المال خير من المثري‏لقاؤك مخلوقا عصى الله بالغنى و لم تر مخلوقا عصى الله بالفقر

 و قوله

لكل اجتماع من خليلين فرقة و كل الذي دون الوفاة قليل‏و إن افتقادي واحدا بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل

 و قوله

علل النفس بالكفاف و إلا طلبت منك فوق ما يكفيهاما لما قد مضى و لا للذي لم يأت من لذة لمستحليهاإنما أنت طول مدة ما عمرت كالساعة التي أنت فيها

 و قوله ع يرثي رسول الله ص

أ من بعد تكفين النبي و دفنه بأثوابه آسى على هالك ثوى‏رزينا رسول الله فينا فلن نرى بذاك عديلا ما حيينا من الرزى‏و كان لنا كالحصن من دون أهله لهم معقل فيها حصين من العدى‏و كنا بمرآة نرى النور و الهدى صباح مساء راح فينا أو اغتدى‏فقد غشيتنا ظلمة بعد موته نهارا و قد زادت على ظلمة الدجى‏فيا خير من ضم الجوانح و الحشا و يا خير ميت ضمه الترب و الثرى‏كان أمور الناس بعدك ضمنت سفينة موج البحر و البحر قد سماو ضاق فضاء الأرض عنهم برحبه لفقد رسول الله إذ قيل قد مضى‏فقد نزلت للمسلمين مصيبة كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفافلن يستقل الناس تلك مصيبة و لن يجبر العظم الذي منهم وهى‏و في كل وقت للصلاة يهيجه بلال و يدعو باسمه كل من دعا

   و يطلب أقوام مواريث هالك و فينا مواريث النبوة و الهدى

 و قد نقلت هذه المرثية عنه بزيادة أخرى فما رأيت إسقاطها فأثبتها على صورتها و هي هذه

أ من بعد تكفين النبي و دفنه بأثوابه آسى على ميت ثوى‏لقد غاب في وقت الظلام لدفنه عن الناس من هو خير من وطئ الحصارزينا رسول الله فينا فلن نرى لذاك عديلا ما حيينا من الرزى‏رزينا رسول الله فينا و وحيه فخير خيار ما رزينا و لا سوى‏فمثل رسول الله إذ حان يومه لفقدانه فليبك يا عيش من بكى‏و كان لنا كالحصن من دون أهله لهم معقل منه حصين من العدى‏و كنا برؤياه نرى النور و الهدى صباح مساء راح فينا أو اغتدى‏فقد غشيتنا ظلمة بعد موته نهارا فقد زادت على ظلمة الدجى‏و كنا به شم الأنوف بنجوة على موضع لا يستطاع و لا يرى‏فيا خير من ضم الجوانح و الحشا و يا خير ميت ضمه الترب و الثرى‏كأن أمور الناس بعدك ضمنت سفينة موج البحر و البحر قد طمى‏و هم كالأسارى من توقع هجمة من الشر يرجو من رجاها على شفاو ضاق فضاء الأرض عنهم برحبه لفقد رسول الله إذ قيل قد قضى‏فيا لانقطاع الوحي عنا بنوره إذا أمرنا أعشى لفقدك أو دجى‏لقد نزلت بالمسلمين مصيبة كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفافيا حزننا إنا رزينا نبينا على حين تم الدين و اشتدت القوى‏فلن يستقل الناس تلك مصيبة و لن يجبر العظم الذي منهم وهى‏كأنا لأولى شبهة سفر ليلة أضلوا الهدى لا نجم فيها و لا ضوافيا من لأمر اعترانا بظلمة و كنت له بالنور فينا إذا اعترى

   فتجلو العمى عنا فيصبح مسفرا لنا الحق من بعد الرخا مسفر اللواو تجلو بنور الله عنا و وحيه عمى الشرك حتى يذهب الشك و العمى‏تطاول ليلى أنني لا أرى له شبيها و لم يدرك له الخلق منتهى‏و في كل وقت للصلاة يهيجه بلال و يدعو باسمه كل من دعايذكرني رؤيا الرسول بدعوة ينوه فيها باسمه كل من دعافولى أبا بكر إمام صلاتنا و كان الرضا منا له حين يجتبى‏أبي الصبر إلا أن يقوم مقامه و خاف بأن يقلب الصبر و العنا

 و قوله ع يرثيه ص

ألا طرق الناعي بليل فراعني و أرقني لما استهل مناديافقلت له لما رأيت الذي أتى أ غير رسول الله إذ كنت ناعيافحقق ما أشفقت منه و لم يبل و كان خليلي عزنا و جماليافو الله ما أنساك أحمد ما مشت بي العيس في أرض تجاوزن وادياو كنت متى أهبط من الأرض تلعة أرى أثرا منه جديدا و عافياشديد جري الصدر نهد مصدر هو الموت معذور عليه و عاديا

 و مما نقل عنه ع قوله و قيل هما لغيره

زعم المنجم و الطبيب كلاهما أن لا معاد فقلت ذاك إليكماإن صح قولكما فلست بخاسر أو صح قولي فالوبال عليكما

 و مما نقل عنه ع قوله

و لي فرس للخير بالخير ملجم و لي فرس للشر بالشر مسرج‏فمن رام تقويمي فإني مقوم و من رام تعويجي فإني معوج

 و مما نقل عنه ع قوله

و لو أني أطعت حملت قومي على ركن اليمامة و الشام

   و لكني متى أبرمت أمرا تنازعني أقاويل الطغام

 و قوله يرثي عمه حمزة لما قتل بأحد

أتاني أن هندا حل صخر دعت دركا و بشرت الهنودافإن تفخر بحمزة يوم ولى مع الشهداء محتسبا شهيدافإنا قد قتلنا يوم بدر أبا جهل و عتبة و الوليداو شيبة قد قتلنا يوم أحد على أثوابه علقا جسيدافبوئ في جهنم شر دار عليه لم يجد عنها محيدافما سيان من هو في حميم يكون شرابه فيها صديداو من هو في الجنان يدر فيها عليه الرزق مغتبطا حميدا

 و قوله

ألا أيها الموت الذي ليس تاركي أرحني فقد أفنيت كل خليل‏أراك بصيرا بالذين أحبهم كأنك تسعى نحوهم بدليل

 و قوله أيضا فيه يرثيه

رأيت المشركين بغوا علينا و لجوا في الغواية و الضلال‏و قالوا نحن أكثر إذ نفرنا غداة الروع بالأسل النبال‏فإن يبغوا و يفتخروا علينا بحمزة فهو في غرف العوالي‏فقد أودى بعتبة يوم بدر و قد أبلى و جاهد غير آل‏و قد غادرت كبشهم جهادا بحمد الله طلحة في المجال‏فخر لوجهه و رفعت عنه رقيق الحد حودث بالصقال

و حضر لديه إنسان فقال يا أمير المؤمنين أسألك أن تخبرني عن واجب و أوجب و عجب و أعجب و صعب و أصعب و قريب و أقرب فما انبجس بيانه بكلماته و لا خنس لسانه في لهواته حتى أجابه ع بأبياته و قال

توب رب الورى واجب عليهم و تركهم للذنوب أوجب‏و الدهر في صرفه عجيب و غفلة الناس فيه أعجب

   و الصبر في النائبات صعب لكن فوت الثواب أصعب‏و كلما يرتجى قريب و الموت من كل ذاك أقرب

 فيا ما أوضح لذوي الهداية جوابه المتين و يا ما أفصح عند أولي الدراية نظم خطابه المستبين فلقد عبر أسلوبا من علم البيان مستوعرا عند المتأدبين و مهد مطلوبا من حقيقة الإيمان مستعذبا عند المقربين

 و قال ع إذا أقبلت الدنيا فأنفق منها فإنها لا بقي و إذا ما أدبرت فأنفق منها فإنها لا تفنى و أنشد

لا تبخلن بدنيا و هي مقبلة فليس ينقصها التبذير و السرف‏و إن تولت فأحرى أن تجود بها فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف

 و قوله ع

إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الخلق طرا إنها تتقلب‏فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت و لا البخل يبقيها إذا هي تذهب

 و قوله ع

أصم عن الكلم المحفظات و أحلم و الحلم بي أشبه‏و إني لأترك بعض الكلام لئلا أجاب بما أكره‏إذا ما اجتررت سفاه السفيه علي فإني إذن أسفه‏فلا تغترر برواء الرجال و إن زخرفوا لك أو موهوافكم من فتى تعجب الناظرين له السن و له أوجه

 و قوله ع

أتم الناس أعلمهم بنقصه و أقمعهم لشهوته و حرصه‏فلا تستغل عافية بشي‏ء و لا تسترخصن داء لرخصه

93-  الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة، قال أمير المؤمنين ع العفو عن المقر لا عن المصر و ما أقبح الخشوع عند الحاجة و الجفاء عند الغناء   بلاء الإنسان من اللسان اللسان سبع إن خلي عنه عقر العافية و العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله و واحد في ترك مجالسة السفهاء و العاقل من رفض الباطل عماد الدين الورع و فساده الطمع

94-  دعوات الراوندي، قال أمير المؤمنين ع كيف يكون حال من يفنى ببقائه و يسقم بصحته و يؤتى ما منه يفر

 و قال ع في كل جرعة شرقة و مع كل أكلة غصة و قال الناس في أجل منقوص و عمل محفوظ

 نهج، ]نهج البلاغة[ قال عيبك مستور ما أسعدك جدك

95-  كنز الكراجكي، قال أمير المؤمنين ع من ضاق صدره لم يصبر على أداء حق من كسل لم يؤد حق الله من عظم أوامر الله أجاب سؤاله من تنزه عن حرمات الله سارع إليه عفو الله و من تواضع قلبه لله لم يسأم بدنه من طاعة الله الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ليس مع قطيعة الرحم نماء و لا مع الفجور غنى عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر تصفية العمل خير من العمل عند الخوف يحسن العمل رأس الدين صحة اليقين أفضل ما لقيت الله به نصيحة من قلب و توبة من ذنب إياكم و الجدال فإنه يورث الشك في دين الله بضاعة الآخرة كاسدة فاستكثروا منها في أوان كسادها دخول الجنة رخيص و دخول النار غال التقي سابق إلى كل خير من غرس أشجار التقى جنى ثمار الهدى الكريم من أكرم عن ذل النار وجهه ضاحك معترف بذنبه أفضل من باك مدل على ربه من عرف عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره من نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره و من نظر في عيوب الناس و رضيها لنفسه فذاك الأحمق بعينه كفاك أدبك لنفسك ما كرهته   لغيرك اتعظ بغيرك و لا تكن متعظا بك لا خير في لذة تعقب ندامة تمام الإخلاص تجنب المعاصي من أحب المكارم اجتناب المحارم جهل المرء بعيوبه من أكبر ذنوبه من أحبك نهاك و من أبغضك أغراك من أساء استوحش من عاب عيب و من شتم أجيب أدوا الأمانة و لو إلى قاتل الأنبياء الرغبة مفتاح العطب و التعب مطية النصب و الشر داع إلى التقحم في الذنوب و من تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمدرجات النوائب من لزم الاستقامة لزمته السلامة

96-  و قال ع العفاف زينة الفقر و الشكر زينة الغنى و الصبر زينة البلاء و التواضع زينة الحسب و الفصاحة زينة الكلام و العدل زينة الإمارة و السكينة زينة العبادة و الحفظ زينة الرواية و خفض الجناح زينة العلم و حسن الأدب زينة العقل و بسط الوجه زينة الحلم و الإيثار زينة الزهد و بذل المجهود زينة المعروف و الخشوع زينة الصلاة ترك ما لا يعني زينة الورع

97-  و من بديع كلامه ع أن رجلا قطع عليه خطبته و قال له صف لنا الدنيا فقال أولها عناء و آخرها بلاء حلالها حساب حرامها عقاب من صح فيها أمن و من مرض فيها ندم و من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن و من ساعاها فاتته و من قعد عنها أتته و من نظر إليها ألهته و من تهاون بها نصرته ثم عاود إلى مكانه من خطبته

98-  كنز الكراجكي، عن أمير المؤمنين ع الجواد من بذل ما يضن بنفسه من كرم أصله حسن فعله

 و قال ع أزرى بنفسه من استشعر الطمع من أهوى إلى متفاوت الأمور خذلته الرغبة أشرف الغنى ترك المنى من ترك الشهوات كان حرا الحرص مفتاح التعب و داع إلى التقحم في الذنوب و الشره جامع لمساوي العيوب الحرص علامة الفقر من أطلق طرفه كثر أسفه قل ما تصدقك الأمنية رب   طمع كاذب و أمل خائب من لجأ إلى الرجاء سقطت كرامته همة الزاهد مخالفة الهوى و السلو عن الشهوات ما هدم الدين مثل البدع و لا أفسد الرجل مثل الطمع إياك و الأماني فإنها بضائع النوكى لن يكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته و لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه من تيقن أن الله سبحانه يراه و هو يعمل بمعاصيه فقد جعله أهون الناظرين

99-  و قال ع إياكم و سقطات الاسترسال فإنها لا تستقال

100-  و قال ع صديق كل إنسان عقله و عدوه جهله و العقول ذخائر و الأعمال كنوز و النفوس أشكال فما تشاكل منها اتفق و الناس إلى أشكالهم أميل

101-  و قال ع الفكرة مرآة صافية و الاعتبار منذر ناصح من تفكر اعتبر و من اعتبر اعتزل و من اعتزل سلم العجب ممن خاف العقاب فلم يكف و رجا الثواب فلم يعمل الاعتبار يقود إلى الرشاد كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو و كل صمت ليس فيه فكر فسهو و كل نظر ليس فيه اعتبار فلهو

102-  و تروى هذه الأبيات عن أمير المؤمنين ع

إذا كنت تعلم أن الفراق فراق الحياة قريب قريب‏و أن المعد جهاز الرحيل ليوم الرحيل مصيب مصيب‏و أن المقدم ما لا يفوت على ما يفوت معيب معيب

   و أنت على ذاك لا ترعوي فأمرك عندي عجيب عجيب

103-  قال أمير المؤمنين ع ما زالت نعمة عن قوم و لا غضارة عيش إلا بذنوب اجترحوها إن اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

104-  و قال ع المرء حيث يجعل نفسه من دخل مداخل السوء اتهم من عرض نفسه التهمة فلا يلومن من أساء به الظن من أكثر من شي‏ء عرف به من مزح استخف به من اقتحم البحر غرق المزاح يورث العداوة من عمل في السر عملا يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ما ضاع امرؤ عرف قدره اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعا كان أم وضيعا من تعدى الحق ضاق مذهبه من جهل شيئا عاداه أسوأ الناس حالا من لم يثق بأحد لسوء ظنه و لم يبق به أحد لسوء فعله لا دليل أنصح من استماع الحق من نظف ثوبه قل همه الكريم يلين إذا استعطف و اللئيم يقسو إذا لوطف حسن الاعتراف يهدم الاقتراف أخر الشر فإنك إذا شئت تعجلته أحسن إذا أحببت أن يحسن إليك إذا جحد الإحسان حسن الامتنان العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم من بالغ في الخصومة أثم و من قصر عنها خصم لا تظهر العداوة لمن لا سلطان لك عليه

105-  و قال ع الهم نصف الهرم و السلامة نصف الغنيمة

106-  أعلام الدين، قال أمير المؤمنين ع أفضل رداء تردى به الحلم و إن لم تكن حليما فتحلم فإنه من تشبه بقوم أوشك أن يكون منهم

 قال ع الناس في الدنيا صنفان عامل في الدنيا للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته يخشى على من يخلفه الفقر و يأمنه على نفسه فيفنى عمره في منفعة غيره و آخر عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمله فأصبح ملكا لا يسأل الله تعالى شيئا فيمنعه

    -107  و قال ع عجبت للبخيل الذي استعجل الفقر الذي منه هرب و فاته الغنى الذي إياه طلب يعيش في الدنيا عيش الفقراء و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء و عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة و هو غدا جيفة و عجبت لمن شك في الله و هو يرى خلق الله و عجبت لمن نسي الموت و هو يرى من يموت و عجبت لمن أنكر النشأة الآخرة و هو يرى النشأة الأولى و عجبت لعامر الدنيا دار الفناء و هو نازل دار البقاء

108-  و قال ع الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله و لا يؤمنهم من مكر الله و لا يؤيسهم من روح الله و لا يرخص لها في معاصي الله