باب 42- الإملاء و الإمهال على الكفار و الفجار و الاستدراج و الافتتان زائدا على ما مر في كتاب العدل و من يرحم الله بهم على أهل المعاصي

الآيات آل عمران وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ   و قال سبحانه لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ المائدة وَ حَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ الأنعام فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ الأعراف وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَ قالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَ السَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ التوبة فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ لا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ يونس وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ و قال تعالى وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ هود وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ الرعد وَ لَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ الحجر ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ يُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ النحل وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ   يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ الكهف وَ رَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا مريم فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا طه وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَ أَجَلٌ مُسَمًّى الأنبياء بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَ آباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ و قال تعالى وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ الحج فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ إلى قوله تعالى وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَ هِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ المؤمنون فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ الفرقان وَ لكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَ آباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَ كانُوا قَوْماً بُوراً الشعراء 146-  أَ تُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ نَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ وَ تَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُونِ و قال تعالى أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ العنكبوت وَ لَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَ لَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ   لا يَشْعُرُونَ لقمان نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ فاطر وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً يس وَ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَ لا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَ مَتاعاً إِلى حِينٍ المؤمن فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ الْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَ هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَ جادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ السجدة وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ حمعسق وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ الزخرف بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَ آباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَ رَسُولٌ مُبِينٌ الفتح لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً الذاريات وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ القلم فَذَرْنِي وَ مَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَ أُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ المدثر ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَ بَنِينَ   شُهُوداً وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً المرسلات كُلُوا وَ تَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ الطارق إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً

1-  لي، ]الأمالي للصدوق[ عن ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إبراهيم بن زياد عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى أهبط ملكا إلى الأرض فلبث فيها دهرا طويلا ثم عرج إلى السماء فقيل له ما رأيت قال رأيت عجائب كثيرة و أعجب ما رأيت إني رأيت عبدا متقلبا في نعمتك يأكل رزقك و يدعي الربوبية فعجبت من جرأته عليك و من حلمك عنه فقال الله جل جلاله فمن حلمي عجبت قال نعم قال قد أمهلته أربعمائة سنة لا يضرب عليه عرق و لا يريد من الدنيا شيئا إلا ناله و لا يتغير عليه فيها مطعم و لا مشرب

2-  ل، ]الخصال[ عن ابن الوليد عن محمد العطار و أحمد بن إدريس معا عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن مصعب قال قال أبو عبد الله ع إن لله عز و جل في كل يوم و ليلة ملكا ينادي مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلو لا بهائم رتع و صبية رضع و شيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا

3-  ع، ]علل الشرائع[ الفامي عن محمد الحميري عن أبيه عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق ع عن آبائه ع أن رسول الله ص قال إن الله عز و جل إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي و فيها ثلاث نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله   و تقدست أسماؤه يا أهل معصيتي لو لا ما فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين بصلاتهم أرضي و مساجدي المستغفرين بالأسحار خوفا مني لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي

 ع، ]علل الشرائع[ عن أبيه عن الحميري مثله

4-  ع، ]علل الشرائع[ أبي عن محمد العطار عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه عن أبيه عن علي ع قال إن الله عز و جل إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال لو لا الذين يتحابون بجلالي و يعمرون مساجدي و يستغفرون بالأسحار لأنزلت عذابي

 ثو، ]ثواب الأعمال[ عن أبيه عن علي بن الحسن الكوفي عن أبيه عن ابن المغيرة عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع مثله

5-  ع، ]علل الشرائع[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن علي بن الحكم عن ابن عميرة عن ابن طريف عن ابن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع إن الله عز و جل ليهم بعذاب أهل الأرض جميعا حتى لا يريد أن يحاشي منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي و اجترحوا السيئات فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات و الولدان يتعلمون القرآن رحمهم و أخر عنهم ذلك

6-  شي، ]تفسير العياشي[ عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إن الله يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا و إن الله يدفع بمن يصوم منهم عمن لا يصوم من شيعتنا و لو أجمعوا على ترك الصيام لهلكوا و إن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي منهم و لو اجتمعوا   على ترك الزكاة لهلكوا و إن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج منهم و لو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا و هو قول الله تعالى وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَ لكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ فو الله ما أنزلت إلا فيكم و لا عني بها غيركم

7-  ختص، ]الإختصاص[ عن ربعي عن عمر بن يزيد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين

8-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع يا ابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمه و أنت تعصيه فاحذره

 و قال ع في كلامي له الحذر الحذر فو الله لقد ستر حتى كأنه غفر

 و قال ع كم من مستدرج بالإحسان إليه و مغرور بالستر عليه و مفتون بحسن القول فيه و ما ابتلى الله أحدا بمثل الإملاء له

 و قال ع أيها الناس ليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد أمن مخوفا و من ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيع مأمولا