باب 25 - تحريم تعلّم السّحر و أجره و استعماله في العقد و حكم الحلّ

22207-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن شيخ من أصحابنا الكوفيّين قال دخل عيسى بن شفقيّ على أبي عبد اللّه ع و كان ساحرا يأتيه النّاس و يأخذ على ذلك الأجر فقال له جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السّحر و كنت آخذ عليه الأجر و كان معاشي و قد حججت منه و منّ اللّه عليّ بلقائك و قد تبت إلى اللّه عزّ و جلّ فهل لي في شي‏ء من ذلك مخرج فقال له أبو عبد اللّه ع حلّ و لا تعقد

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و رواه الصّدوق بإسناده عن عيسى بن الثّقفيّ نحوه و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ عن أبيه عن عيسى بن الثّقفيّ نحوه أقول خصّه بعض علمائنا بالحلّ بغير السّحر كالقرآن و الذّكر و التّعويذ و نحوها و هو حسن إذ لا تصريح بجواز الحلّ بالسّحر

22208-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال رسول اللّه ص ساحر المسلمين يقتل و ساحر الكفّار لا يقتل قيل يا رسول اللّه لم لا يقتل ساحر الكفّار قال لأنّ الشّرك أعظم من السّحر لأنّ السّحر و الشّرك مقرونان

 و في العلل عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن النّوفليّ عن السّكونيّ مثله

22209-  قال و روي أنّ توبة السّاحر أن يحلّ و لا يعقد

22210-  و في عيون الأخبار عن محمّد بن القاسم المفسّر عن يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار عن أبويهما عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن آبائه ع في حديث قال في قوله عزّ و جلّ و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت قال كان بعد نوح ع قد كثرت السّحرة المموّهون فبعث اللّه عزّ و جلّ ملكين إلى نبيّ ذلك الزّمان بذكر ما يسحر به السّحرة و ذكر ما يبطل به سحرهم و يردّ به كيدهم فتلقّاه النّبيّ عن الملكين و أدّاه إلى عباد اللّه بأمر اللّه عزّ و جلّ و أمرهم أن يقفوا به على السّحر و أن يبطلوه و نهاهم أن يسحروا به النّاس و هذا كما يدلّ على السّمّ ما هو و على ما يدفع به غائلة السّمّ إلى أن قال و ما يعلّمان من أحد ذلك السّحر و إبطاله حتّى يقولا للمتعلّم إنّما نحن فتنة و امتحان للعباد ليطيعوا اللّه فيما يتعلّمون من هذا و يبطلوا به كيد السّحرة و لا يسحروهم فلا تكفر باستعمال هذا السّحر و طلب الإضرار به و دعاء النّاس إلى أن يعتقدوا أنّك به تحيي و تميت و تفعل ما لا يقدر عليه إلّا اللّه عزّ و جلّ فإنّ ذلك كفر إلى أن قال و يتعلّمون ما يضرّهم و لا ينفعهم لأنّهم إذا تعلّموا ذلك السّحر ليسحروا به و يضرّوا به فقد تعلّموا ما يضرّهم في دينهم و لا ينفعهم فيه الحديث

22211-  و عن تميم بن عبد اللّه القرشيّ عن أبيه عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ عن عليّ بن الجهم عن الرّضا ع في حديث قال و أمّا هاروت و ماروت فكانا ملكين علّما النّاس السّحر ليحترزوا به سحر السّحرة و يبطلوا به كيدهم و ما علّما أحدا من ذلك شيئا حتّى قالا إنّما نحن فتنة فلا تكفر فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه و جعلوا يفرّقون بما تعلّموه بين المرء و زوجه قال اللّه تعالى و ما هم بضارّين به من أحد إلّا بإذن اللّه يعني يعلّمه

22212-  و في الخصال عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ عن يحيى بن محمّد بن صاعد عن إبراهيم بن جميل عن المعتمر بن سليمان عن فضيل بن ميسرة عن أبي جرير عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعريّ قال قال رسول اللّه ص ثلاثة لا يدخلون الجنّة مدمن خمر و مدمن سحر و قاطع رحم الحديث

22213-  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع قال من تعلّم شيئا من السّحر قليلا أو كثيرا فقد كفر و كان آخر عهده بربّه و حدّه أن يقتل إلّا أن يتوب

22214-  فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره عن عبد الرّحمن بن الحسن التّميميّ معنعنا عن أبي عبد اللّه عن آبائه عن عليّ ع في حديث قال نحن أهل بيت عصمنا اللّه من أن نكون فتّانين أو كذّابين أو ساحرين أو زنّاءين فمن كان فيه شي‏ء من هذه الخصال فليس منّا و لا نحن منه

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في الحدود و غيرها و لا يخفى أنّه يحتمل كون ما مرّ من جواز الحلّ بالسّحر مخصوصا بتلك الشّريعة المنسوخة