باب 31 - عدم وجوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر سوى الزّكاة إذا دفعها إلى غير المستحقّ و الحجّ إذا ترك ركنا منه

317-  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان و ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجليّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال كلّ عمل عمله و هو في حال نصبه و ضلالته ثمّ منّ اللّه عليه و عرّفه الولاية فإنّه يؤجر عليه إلّا الزّكاة فإنّه يعيدها لأنّه وضعها في غير مواضعها لأنّها لأهل الولاية و أمّا الصّلاة و الحجّ و الصّيام فليس عليه قضاء

 أقول المراد الحجّ الّذي لم يترك شيئا من أركانه لما يأتي إن شاء اللّه تعالى

 محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال كتب إليّ أبو عبد اللّه ع ثمّ ذكر مثله إلّا أنّه أسقط لفظ الحجّ

318-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و أحمد بن محمّد جميعا عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال في حديث و كذلك النّاصب إذا عرف فعليه الحجّ و إن كان قد حجّ

 أقول هذا يحتمل الحمل على ترك بعض الأركان و يحتمل الحمل على الاستحباب

319-  و عنهم عن سهل عن عليّ بن مهزيار قال كتب إبراهيم بن محمّد بن عمران الهمدانيّ إلى أبي جعفر ع إنّي حججت و أنا مخالف و كنت صرورة فدخلت متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ فكتب إليه أعد حجّك

320-  محمّد بن مكّيّ الشّهيد في الذّكرى نقلا من كتاب الرّحمة لسعد بن عبد اللّه مسندا عن رجال الأصحاب عن عمّار السّاباطيّ قال قال سليمان بن خالد لأبي عبد اللّه ع و أنا جالس إنّي منذ عرفت هذا الأمر أصلّي في كلّ يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفتي قال لا تفعل فإنّ الحال الّتي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصّلاة

 و رواه الكشّيّ في كتاب الرّجال عن محمّد بن مسعود و محمّد بن الحسن البراثيّ عن إبراهيم بن محمّد بن فارس عن أحمد بن الحسن عن عليّ بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن عمّار السّاباطيّ قال الشّهيد يعني ما تركت من شرائطها و أفعالها و ليس المراد تركها بالكلّيّة

321-  و في الذّكرى نقلا من كتاب عليّ بن إسماعيل الميثميّ عن محمّد بن حكيم قال كنت عند أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه كوفيّان كانا زيديّين فقالا إنّا كنّا نقول بقول و إنّ اللّه منّ علينا بولايتك فهل يقبل شي‏ء من أعمالنا فقال أمّا الصّلاة و الصّوم و الحجّ و الصّدقة فإنّ اللّه يتبعكما ذلك و يلحق بكما و أمّا الزّكاة فلا لأنّكما أبعدتما حقّ امرئ مسلم و أعطيتماه غيره

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في كتاب الزّكاة و في كتاب الحجّ إن شاء اللّه تعالى و اعلم أنّه تأتي أيضا من أحكام العبادات و آدابها أشياء كثيرة متفرّقة في أبواب جهاد النّفس و غيره إن شاء اللّه تعالى لأنّ تلك المواضع أشدّ مناسبة بها و اللّه الموفّق