أبواب أفعال الصّلاة

باب 1 - كيفيّتها و جملة من أحكامها و آدابها

7077-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عيسى أنّه قال قال لي أبو عبد اللّه ع يوما تحسن أن تصلّي يا حمّاد قال قلت يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصّلاة قال فقال ع لا عليك قم صلّ قال فقمت بين يديه متوجّها إلى القبلة فاستفتحت الصّلاة و ركعت و سجدت فقال ع يا حمّاد لا تحسن أن تصلّي ما أقبح بالرّجل أن يأتي عليه ستّون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة قال حمّاد فأصابني في نفسي الذّلّ فقلت جعلت فداك فعلّمني الصّلاة فقام أبو عبد اللّه ع مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضمّ أصابعه و قرّب بين قدميه حتّى كان بينهما ثلاثة أصابع مفرّجات و استقبل بأصابع رجليه جميعا لم يحرّفهما عن القبلة بخشوع و استكانة فقال اللّه أكبر ثمّ قرأ الحمد بترتيل و قل هو اللّه أحد ثمّ صبر هنيئة بقدر ما تنفّس و هو قائم ثمّ قال اللّه أكبر و هو قائم ثمّ ركع و ملأ كفّيه من ركبتيه مفرّجات و ردّ ركبتيه إلى خلفه حتّى استوى ظهره حتّى لو صبّ عليه قطرة ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره و تردّد ركبتيه إلى خلفه و نصب عنقه و غمّضعينيه ثمّ سبّح ثلاثا بترتيل و قال سبحان ربّي العظيم و بحمده ثمّ استوى قائما فلمّا استمكن من القيام قال سمع اللّه لمن حمده ثمّ كبّر و هو قائم و رفع يديه حيال وجهه و سجد و وضع يديه إلى الأرض قبل ركبتيه فقال سبحان ربّي الأعلى و بحمده ثلاث مرّات و لم يضع شيئا من بدنه على شي‏ء منه و سجد على ثمانية أعظم الجبهة و الكفّين و عيني الرّكبتين و أنامل إبهامي الرّجلين و الأنف فهذه السّبعة فرض و وضع الأنف على الأرض سنّة و هو الإرغام ثمّ رفع رأسه من السّجود فلمّا استوى جالسا قال اللّه أكبر ثمّ قعد على جانبه الأيسر و وضع ظاهر قدمه اليمنى على باطن قدمه اليسرى و قال أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه ثمّ كبّر و هو جالس و سجد الثّانية و قال كما قال في الأولى و لم يستعن بشي‏ء من بدنه على شي‏ء منه في ركوع و لا سجود و كان مجّنّحا و لم يضع ذراعيه على الأرض فصلّى ركعتين على هذا ثمّ قال يا حمّاد هكذا صلّ و لا تلتفت و لا تعبث بيديك و أصابعك و لا تبزق عن يمينك و لا يسارك و و بين يديك

 و رواه في المجالس عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى إلّا أنّه قال و سجد و وضع كفّيه مضمومتي الأصابع بين ركبتيه حيال وجهه و ترك قوله و الأنف

  -7078  و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى إلّا أنّه زاد بعد قوله بقدر ما يتنفّس و هو قائم ثمّ رفع يديه حيال وجهه و قال اللّه أكبر و زاد بعد قوله حيال وجهه ثمّ سجد و بسط كفّيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه فقال سبحان ربّي الأعلى و بحمده ثمّ زاد بعد قوله و الأنف و قال سبعة منها فرض يسجد عليها و هي الّتي ذكرها اللّه في كتابه فقال و أنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدا و هي الجبهة و الكفّان و الرّكبتان و الإبهامان و وضع الأنف على الأرض سنّة و قال ثمّ قعد على فخذه الأيسر و زاد بعد قوله فصلّى ركعتين على هذا و يداه مضمومتا الأصابع و هو جالس في التّشهّد فلمّا فرغ من التّشهّد سلّم فقال يا حمّاد هكذا صلّ و لم يزد على ذلك شيئا

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

7079-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد ابن إسماعيل عن الفضل بن شاذان و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد كلّهم عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا قمت في الصّلاة فلا تلصق قدمك بالأخرى دع بينهما فصلا إصبعا أقلّ ذلك إلى شبر أكثره و اسدل منكبيك و أرسل يديك و لا تشبّك أصابعك و ليكونا على فخذيك قبالة ركبتيك و ليكن نظرك إلى موضع سجودك فإذا ركعت فصفّ في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر و تمكّن راحتيك من ركبتيك و تضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى و بلّع أطراف أصابعك عين الرّكبة و فرّج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك فإن وصلت أطراف أصابعك في ركوعك إلى ركبتيك أجزأك ذلك و أحبّ إليّ أن تمكّن كفّيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الرّكبة و تفرّج بينهما و أقم صلبك و مدّ عنقك و ليكن نظرك إلى بين قدميك فإذا أردت أن تسجد فارفع يديك بالتّكبير و خرّ ساجدا و ابدأ بيديك فضعهما على الأرض قبل ركبتيك تضعهما معا و لا تفترش ذراعيك افتراش السّبع ذراعيه و لا تضعنّ ذراعيك على ركبتيك و فخذيك و لكن تجنّح بمرفقيك و لا تلزق كفّيك بركبتيك و لا تدنهما من وجهك بين ذلك حيال منكبيك و لا تجعلهما بين يدي ركبتيك و لكن تحرّفهما عن ذلك شيئا و ابسطهما على الأرض بسطا و اقبضهما إليك قبضا و إن كان تحتهما ثوب فلا يضرّك و إن أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل و لا تفرّجنّ بين أصابعك في سجودك و لكن ضمّهنّ جميعا قال و إذا قعدت في تشهّدك فألصق ركبتيك بالأرض و فرّج بينهما شيئا و ليكن ظاهر قدمك اليسرى على الأرض و ظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى و أليتاك على الأرض و أطراف إبهامك اليمنى على الأرض و إيّاك و القعود على قدميك فتتأذّى بذلك و لا تكون قاعدا على الأرض فيكون إنّما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتّشهّد و الدّعاء

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

7080-  و بهذه الأسانيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال إذا قامت المرأة في الصّلاة جمعت بين قدميها و لا تفرّج بينهما و تضمّ يديها إلى صدرها لمكان ثدييها فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها لئلّا تطأطأ كثيرا فترتفع عجيزتها فإذا جلست فعلى أليتيها ليس كما يجلس الرّجل و إذا سقطت للسّجود بدأت بالقعود و بالرّكبتين قبل اليدين ثمّ تسجد لاطئة بالأرض فإذا كانت في جلوسها ضمّت فخذيها و رفعت ركبتيها من الأرض و إذا نهضت انسلّت انسلالا لا ترفع عجيزتها أوّلا

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب بالإسناد الأوّل عن حمّاد مثله إلّا أنّه أسقط لفظ ليس من قوله ليس كما يقعد الرّجل

و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد ابن إسماعيل عن عيسى بن محمّد عن محمّد بن أبي عمير عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع مثله

7081-  و بالإسنادين الأوّلين عن حمّاد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا قمت إلى الصّلاة فعليك بالإقبال على صلاتك فإنّما لك منها ما أقبلت عليه و لا تعبث فيها بيديك و لا برأسك و لا بلحيتك و لا تحدّث نفسك و لا تتثاءب و لا تتمطّ و لا تكفّر فإنّما يفعل ذلك المجوس و لا تلثّم و لا تحتفز و تفرّج كما يتفرّج البعير و لا تقع على قدميك و لا تفترش ذراعيك و لا تفرقع أصابعك فإنّ ذلك كلّه نقصان من الصّلاة و لا تقم إلى الصّلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا فإنّها من خلال النّفاق فإنّ اللّه سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصّلاة و هم سكارى يعني سكر النّوم و قال للمنافقين و إذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤن النّاس و لا يذكرون اللّه إلّا قليلا

7082-  و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد نحوه و زاد بعد قوله المجوس و لا تقولنّ إذا فرغت من قراءتك آمين فإن شئت قلت الحمد للّه ربّ العالمين

7083-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال أتى النّبيّ ص رجلان رجل من الأنصار و رجل من ثقيف فقال الثّقفيّ يا رسول اللّه حاجتي فقال سبقك أخوك الأنصاريّ فقال يا رسول اللّه إنّي على سفر و إنّي عجلان و قال الأنصاريّ إنّي قد أذنت له فقال إن شئت سألتني و إن شئت أنبأتك قال أنبئني يا رسول اللّه فقال جئت تسألني عن الصّلاة و عن الوضوء و عن السّجود فقال الرّجل إي و الّذي بعثك بالحقّ فقال أسبغ الوضوء و املأ يديك من ركبتيك و عفّر جبينيك في التّراب و صلّ صلاة مودّع الحديث

7084-  و رواه الشّهيد في الأربعين بإسناده عن ابن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع مثله

 قال و خرّجه ابن أبي عمير عن معاوية عن رفاعة و لم يذكر وضوءا

7085-  محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن داود الخندقيّ عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إذا قمت في الصّلاة فاعلم أنّك بين يدي اللّه فإن كنت لا تراه فاعلم أنّه يراك فأقبل قبل صلاتك و لا تمتخط و لا تبزق و لا تنقض أصابعك و لا تورّك فإنّ قوما قد عذّبوا بنقض الأصابع و التّورّك في الصّلاة و إذا رفعت رأسك من الرّكوع فأقم صلبك حتّى ترجع مفاصلك و إذا سجدت فاقعد مثل ذلك و إذا كان في الرّكعة الأولى و الثّانية فرفعت رأسك من السّجود فاستتمّ جالسا حتّى ترجع مفاصلك فإذا نهضت فقل بحول اللّه و قوّته أقوم و أقعد فإنّ عليّا ع هكذا كان يفعل

7086-  محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن أبيه و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير و محمّد بن سنان جميعا عن الصّبّاح المزنيّ و سدير الصّيرفيّ و محمّد بن النّعمان مؤمن الطّاق و عمر بن أذينة كلّهم عن أبي عبد اللّه ع و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار و سعد جميعا عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و يعقوب بن يزيد و محمّد بن عيسى جميعا عن عبد اللّه بن جبلة عن الصّبّاح المزنيّ و سدير الصّيرفيّ و محمّد بن نعمان الأحول و عمر بن أذينة عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل قال إنّ اللّه عرج بنبيّه ص فأذّن جبرئيل فقال اللّه أكبر اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ص أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ص حيّ على الصّلاة حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل حيّ على خير العمل قد قامت الصّلاة قد قامت الصّلاة ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ قال يا محمّد استقبل الحجر الأسود )و هو بحيالي( و كبّرني بعدد حجبي فمن أجل ذلك صار التّكبير سبعا لأنّ الحجب سبعة و افتتح )القراءة( عند انقطاع الحجب فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنّة و الحجب مطابقة ثلاثا بعدد النّور الّذي نزل على محمّد ص ثلاث مرّات فلذلك كان الافتتاح ثلاث مرّات فلأجل ذلك كان التّكبير سبعا و الافتتاح ثلاثا فلمّا فرغ من التّكبير و الافتتاح قال اللّه عزّ و جلّ الآن وصلت إليّ فسمّ باسمي فقال بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم في أوّل السّورة ثمّ قال له احمدني فقال الحمد للّه ربّ العالمين و قال النّبيّ ص في نفسه شكرا فقال اللّه عزّ و جلّ يا محمّد قطعت حمدي فسمّ باسمي فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرّحمن الرّحيم مرّتين فلمّا بلغ و لا الضّالّين قال النّبيّ ص الحمد للّه ربّ العالمين شكرا فقال اللّه العزيز الجبّار قطعت ذكري فسمّ باسمي فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بعد الحمد في استقبال السّورة الأخرى فقال له اقرأ قل هو اللّه أحد كما أنزلت فإنّها نسبتي و نعتي ثمّ طأطئ يديك و اجعلهما على ركبتيك فانظر إلى عرشي قال رسول اللّه ص فنظرت إلى عظمة ذهبت لها نفسي و غشي عليّ فألهمت أن قلت سبحان ربّي العظيم و بحمده لعظم ما رأيت فلمّا قلت ذلك تجلّى الغشي عنّي حتّى قلتها سبعا ألهم ذلك فرجعت إليّ نفسي كما كانت فمن أجل ذلك صار في الرّكوع سبحان ربّي العظيم و بحمده فقال ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت إلى شي‏ء ذهب منه عقلي فاستقبلت الأرض بوجهي و يديّ فألهمت أن قلت سبحان ربّي الأعلى و بحمده لعلوّ ما رأيت فقلتها سبعا فرجعت إليّ نفسي و كلّما قلت واحدة منها تجلّى عنّي الغشي فقعدت فصار السّجود فيه سبحان ربّي الأعلى و بحمده و صارت القعدة بين السّجدتين استراحة من الغشي و علوّ ما رأيت فألهمني ربّي عزّ و جلّ و طالبتني نفسي أن أرفع رأسي فرفعت فنظرت إلى ذلك العلوّ فغشي عليّ فخررت لوجهي و استقبلت الأرض بوجهي و يديّ و قلت سبحان ربّي الأعلى و بحمده فقلتها سبعا ثمّ رفعت رأسي فقعدت قبل القيام لأثنّي النّظر في العلوّ فمن أجل ذلك صارت سجدتين و ركعة و من أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدة خفيفة ثمّ قمت فقال يا محمّد اقرأ الحمد فقرأتها مثل ما قرأتها أوّلا ثمّ قال لي اقرأ إنّا أنزلناه فإنّها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ثمّ ركعت فقلت في الرّكوع و السّجود مثل ما قلت أوّلا و ذهبت أن أقوم فقال يا محمّد اذكر ما أنعمت عليك و سمّ باسمي فألهمني اللّه أن

 قلت بسم اللّه و باللّه لا إله إلّا اللّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه فقال لي يا محمّد صلّ عليك و على أهل بيتك فقلت صلّى اللّه عليّ و على أهل بيتي و قد فعل ثمّ التفتّ فإذا أنا بصفوف من الملائكة و النّبيّين و المرسلين فقال لي يا محمّد سلّم فقلت السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته فقال يا محمّد إنّي أنا السّلام و التّحيّة و الرّحمة و البركات أنت و ذرّيّتك ثمّ أمرني ربّي العزيز الجبّار أن لا ألتفت يسارا و أوّل سورة سمعتها بعد قل هو اللّه أحد إنّا أنزلناه في ليلة القدر فمن أجل ذلك كان السّلام مرّة واحدة تجاه القبلة و من أجل ذلك صار التّسبيح في الرّكوع و السّجود شكرا و قوله سمع اللّه لمن حمده لأنّ النّبيّ ص قال سمعت ضجّة الملائكة فقلت سمع اللّه لمن حمده بالتّسبيح و التّهليل فمن أجل ذلك جعلت الرّكعتان الأوّلتان كلّما حدث فيهما حدث كان على صاحبهما إعادتهما و هي الفرض الأوّل و هي أوّل ما فرضت عند الزّوال يعني صلاة الظّهر

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي عبد اللّه ع نحوه إلّا أنّه قال فأوحى اللّه إليه اركع لربّك يا محمّد فركع فأوحى اللّه إليه قل سبحان ربّي العظيم ففعل ذلك ثلاثا ثمّ أوحى اللّه إليه أن ارفع رأسك يا محمّد ففعل فقام منتصبا فأوحى اللّه إليه أن اسجد لربّك يا محمّد فخرّ رسول اللّه ص ساجدا فأوحى اللّه إليه قل سبحان ربّي الأعلى و بحمده ففعل ذلك ثلاثا

7087-  و عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن صبّاح الحذّاء عن إسحاق بن عمّار قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفر ع كيف صارت الصّلاة ركعة و سجدتين و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين فقال إذا سألت عن شي‏ء ففرّغ قلبك لتفهم إنّ أوّل صلاة صلّاها رسول اللّه ص إنّما صلّاها في السّماء بين يدي اللّه تبارك و تعالى قدّام عرشه جلّ جلاله و ذلك أنّه لمّا أسري به فقال يا محمّد ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهّرها و صلّ لربّك فتوضّأ و أسبغ وضوءه ثمّ استقبل عرش الجبّار تبارك و تعالى قائما فأمره بافتتاح الصّلاة ففعل فقال يا محمّد اقرأ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. الحمد للّه ربّ العالمين إلى آخرها ففعل ذلك ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه عزّ و جلّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. قل هو اللّه أحد. اللّه الصّمد ثمّ أمسك عنه القول فقال كذلك اللّه كذلك اللّه كذلك اللّه فلمّا قال ذلك قال اركع يا محمّد لربّك فركع فقال له و هو راكع قل سبحان ربّي العظيم و بحمده ففعل ذلك ثلاثا ثمّ قال له ارفع رأسك يا محمّد ففعل فقام منتصبا بين يدي اللّه فقال له اسجد يا محمّد لربّك فخرّ رسول اللّه ص ساجدا فقال قل سبحان ربّي الأعلى و بحمده ففعل ذلك ثلاثا فقال له استو جالسا يا محمّد ففعل فلمّا استوى جالسا ذكر جلال ربّه فخرّ للّه ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ و جلّ فسبّح اللّه ثلاثا فقال انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربّه جلّ جلاله فقال له اقرأ يا محمّد و افعل كما فعلت في الرّكعة الأولى ففعل ذلك ثمّ سجد سجدة واحدة فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة ربّه تبارك و تعالى الثّانية فخرّ رسول اللّه ص ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربّه عزّ و جلّ فسبّح أيضا ثمّ قال له ارفع رأسك ثبّتك اللّه و اشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه ص و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت و مننت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد اللّهمّ تقبّل شفاعته و ارفع درجته ففعل فقال له ]سلّم[ يا محمّد و استقبل ربّه تبارك و تعالى مطرقا فقال السّلام عليك فأجابه الجبّار جلّ جلاله فقال و عليك السّلام يا محمّد قال أبو الحسن ع و إنّما كانت الصّلاة الّتي أمر بها ركعتين و سجدتين و هو ص إنّما سجد سجدتين في كلّ ركعة كما أخبرتك من تذكّره لعظمة ربّه تبارك و تعالى فجعله اللّه عزّ و جلّ فرضا الحديث

7088-  و عن عليّ بن أحمد عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن العبّاس عن عكرمة بن عبد العرش عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن علّة الصّلاة كيف صارت ركعتين و أربع سجدات أ لا كانت ركعتين و سجدتين فذكر نحو حديث إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن ع يزيد اللّفظ و ينقص

7089-  و رواه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه ع و ذكر نحوه إلّا أنّه حذف ذكر التّشهّد و التّسليم

7090-  و في الخصال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا تعاد الصّلاة إلّا من خمسة الطّهور و الوقت و القبلة و الرّكوع و السّجود ثمّ قال ع القراءة سنّة و التّشهّد سنّة و التّكبير سنّة و لا ينقض السّنّة الفريضة

 أقول قد عرفت معنى السّنّة في مثل هذا

7091-  و بإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمّد ع في حديث شرائع الدّين قال و فرائض الصّلاة سبع الوقت و الطّهور و التّوجّه و القبلة و الرّكوع و السّجود و الدّعاء

7092-  و بإسناده عن عليّ ع في حديث الأربعمائة قال ليخشع الرّجل في صلاته فإنّ من خشع قلبه للّه عزّ و جلّ خشعت جوارحه فلا يعبث بشي‏ء اجلسوا في الرّكعتين حتّى تسكن جوارحكم ثمّ قوموا فإنّ ذلك من فعلنا إذا قام أحدكم )من الصّلاة فليرجع يده حذاء صدره( فإذا كان أحدكم بين يدي اللّه جلّ جلاله فليتحرّى بصدره و ليقم صلبه و لا ينحني إذا فرغ أحدكم من الصّلاة فليرفع يده إلى السّماء و لينصب في الدّعاء لا ينفتل العبد من صلاته حتّى يسأل اللّه الجنّة و يستجير به من النّار و يسأله أن يرزقه من الحور العين إذا قام أحدكم إلى صلاة فليصلّ صلاة مودّع لا يقطع الصّلاة التّبسّم و تقطعها القهقهة ليرفع الرّجل السّاجد مؤخّره في الفريضة إذا سجد إذا صلّيت فأسمع نفسك القراءة و التّكبير و التّسبيح إذا انفتلت من الصّلاة فانفتل عن يمينك

7093-  عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة المحكم و المتشابه نقلا من تفسير النّعمانيّ بإسناده الآتي عن عليّ ع في حديث قال حدود الصّلاة أربعة معرفة الوقت و التّوجّه إلى القبلة و الرّكوع و السّجود و هذه عوامّ في جميع النّاس العالم و العامل و ما يتّصل بها من جميع أفعال الصّلاة و الأذان و الإقامة و غير ذلك و لمّا علم اللّه سبحانه أنّ العباد لا يستطيعون أن يؤدّوا هذه الحدود كلّها على حقائقها جعل فيها فرائض و هي الأربعة المذكورة )و جعل فيها من غير هذه الأربعة المذكورة( من القراءة و الدّعاء و التّسبيح و التّكبير و الأذان و الإقامة و ما شاكل ذلك سنّة واجبة )من أحبّها يعمل بها( فهذا ذكر حدود الصّلاة

7094-  محمّد بن مكّيّ الشّهيد في كتاب الأربعين بإسناده عن ابن بابويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن حمّاد بن عثمان عن محمّد بن موسى الهذليّ عن عليّ بن الحسين ع قال أتى الثّقفيّ رسول اللّه ص يسأل عن الصّلاة فقال إذا قمت إلى الصّلاة فأقبل على اللّه بوجهك يقبل عليك فإذا ركعت فانشر أصابعك على ركبتيك و ارفع صلبك فإذا سجدت فمكّن جبهتك من الأرض و لا تنقره كنقرة الدّيك

7095-  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن عبد اللّه بن الحسن عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن النّساء هل عليهنّ افتتاح الصّلاة و التّشهّد و القنوت و القول في صلاة اللّيل و صلاة الزّوال ما على الرّجال قال نعم

 أقول و يأتي ما يدلّ على تفصيل الأحكام المشار إليها إن شاء اللّه تعالى

باب 2 - تأكّد استحباب الخشوع في الصّلاة و استحضار عظمة اللّه و استشعار هيبته و أن يصلّي صلاة مودّع

7096-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كنت في صلاتك فعليك بالخشوع و الإقبال على صلاتك فإنّ اللّه تعالى يقول الّذين هم في صلاتهم خاشعون

  -7097  و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حمّاد بن عيسى عن ربعيّ بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع إذا قام إلى الصّلاة تغيّر لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتّى يرفضّ عرقا

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن إسماعيل مثله

7098-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد و عن أبي داود جميعا عن الحسين بن سعيد عن عليّ بن أبي جهمة عن جهم بن حميد عن أبي عبد اللّه ع قال كان أبي ع يقول كان عليّ بن الحسين ع إذا قام في الصّلاة كأنّه ساق شجرة لا يتحرّك منه شي‏ء إلّا ما حرّكت الرّيح منه

7099-  محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن عليّ بن إسماعيل عن محمّد بن عمر عن أبيه عن عليّ بن المغيرة عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي رأيت عليّ بن الحسين ع إذا قام في الصّلاة غشي لونه لون آخر فقال لي و اللّه إنّ عليّ بن الحسين كان يعرف الّذي يقوم بين يديه

7100-  و في المجالس عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال قال أبو عبد اللّه ع )يا عبد اللّه( إذا صلّيت صلاة فريضة فصلّها لوقتها صلاة مودّع يخاف أن لا يعود إليها ثمّ اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك و شمالك لأحسنت صلاتك و اعلم أنّك بين يدي من يراك و لا تراه

7101-  و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخيّ عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال إنّي لأحبّ للرّجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى اللّه تعالى و لا يشغل قلبه بأمر الدّنيا فليس من عبد يقبل بقلبه في صلاته إلى اللّه تعالى إلّا أقبل اللّه إليه بوجهه و أقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبّة بعد حبّ اللّه إيّاه

 و في ثواب الأعمال بالإسناد نحوه

7102-  و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن سلمة بن الخطّاب عن الحسين بن يوسف عن سيف بن عميرة عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين اللّه ذنب إلّا غفر له

 و رواه الكلينيّ كما يأتي

7103-  و في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد اللّه ع اعلم أنّ الصّلاة حجزة اللّه في الأرض فمن أحبّ أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش و المنكر فإنّما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز و من أحبّ أن يعلم ما له عند اللّه فليعلم ما للّه عنده الحديث

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 3 - تأكّد استحباب الإقبال بالقلب على الصّلاة و تدبّر معاني القراءة و الأذكار

7104-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه ع أنّهما قالا إنّما لك من صلاتك ما أقبلت عليه منها فإن أوهمها كلّها أو غفل عن أدائها لفّت فضرب بها وجه صاحبها

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن إسماعيل مثله

7105-  و عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن الحسين بن سيف عن أبيه عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما انصرف و ليس بينه و بين اللّه ذنب

 و رواه الصّدوق كما تقدّم

7106-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع لا تجتمع الرّغبة و الرّهبة في قلب إلّا وجبت له الجنّة فإذا صلّيت فأقبل بقلبك على اللّه عزّ و جلّ فإنّه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على اللّه عزّ و جلّ في صلاته و دعائه إلّا أقبل اللّه عليه بقلوب المؤمنين إليه و أيّده مع مودّتهم إيّاه بالجنّة

7107-  و في الخصال بإسناده عن عليّ ع في حديث الأربعمائة قال لا يقومنّ أحدكم في الصّلاة متكاسلا و لا ناعسا و لا يفكّرنّ في نفسه فإنّه بين يدي ربّه عزّ و جلّ و إنّما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه

7108-  و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ركعتان خفيفتان في تفكّر خير من قيام ليلة

7109-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي حمزة الثّماليّ قال رأيت عليّ بن الحسين ع يصلّي فسقط رداؤه عن منكبه قال فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته قال فسألته عن ذلك فقال ويحك أ تدري بين يدي من كنت إنّ العبد لا يقبل منه صلاة إلّا ما أقبل منها فقلت جعلت فداك هلكنا فقال كلّا إنّ اللّه متمّم ذلك للمؤمنين بالنّوافل

 و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن الحسن عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك هنا و في أعداد الصّلوات

باب 4 - كراهة تخفيف الصّلاة و استحباب الإطالة لمن حدّثته نفسه أنّه مراء

7110-  أحمد بن فهد في عدّة الدّاعي عن النّبيّ ص قال أسرق النّاس من سرق من صلاته تلفّ كما يلفّ الثّوب الخلق فيضرب بها وجهه

7111-  أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن خلف بن حمّاد عن ابن مسكان عن الحلبيّ و أبي بصير جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال تخفيف الفريضة و تطويل النّافلة من العبادة

 أقول تقدّم وجهه في أعداد الصّلوات

7112-  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة عن جعفر عن أبيه أنّ النّبيّ ص قال إذا أتى الشّيطان أحدكم و هو في صلاته فقال إنّك مراء فليطل صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت الفريضة و إن كان على شي‏ء من أمر الآخرة فليتمكّث ما بدا له و إن كان على شي‏ء من أمر الدّنيا فليبرح الحديث

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أعداد الصّلوات