أبواب مقدّمات الطّواف و ما يتبعها

باب 1 - أنّه يستحبّ لمن أراد دخول الحرم أن يغتسل و يأخذ نعليه بيديه و يدخله ماشيا حافيا و لو ساعة

17552-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن القاسم بن إبراهيم عن أبان بن تغلب قال كنت مع أبي عبد اللّه ع مزامله فيما بين مكّة و المدينة فلمّا انتهى إلى الحرم نزل و اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثمّ دخل الحرم حافيا فصنعت مثل ما صنع فقال يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا للّه محا اللّه عنه مائة ألف سيّئة و كتب له مائة ألف حسنة و بنى اللّه له مائة ألف درجة و قضى له مائة ألف حاجة

  و رواه الصّدوق مرسلا و رواه البرقيّ في المحاسن عن القاسم بن إسماعيل عن أبان و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17553-  و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن حسين بن المختار عن أبي عبيدة قال زاملت أبا جعفر ع فيما بين مكّة و المدينة فلمّا انتهى إلى الحرم اغتسل و أخذ نعليه بيديه ثمّ مشى في الحرم ساعة

 و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن المختار مثله

17554-  و عن محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن عيسى بن محمّد بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن عليّ بن منصور عن كلثوم بن عبد المؤمن الحرّانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال أمر اللّه إبراهيم أن يحجّ و يحجّ بإسماعيل معه فحجّا على جمل أحمر و جاء معهما جبرئيل فلمّا بلغا الحرم قال له جبرئيل يا إبراهيم انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم فنزلا فاغتسلا الحديث

 أقول و تقدّم ما يدلّ على الغسل في الطّهارة و يأتي ما يدلّ عليه

باب 2 - جواز تقديم الغسل على دخول الحرم و تأخيره حتّى يدخل و لو بمكّة

17555-  محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن ذريح قال سألته عن الغسل في الحرم قبل دخوله أو بعد دخوله قال لا يضرّك أيّ ذلك فعلت و إن اغتسلت بمكّة فلا بأس و إن اغتسلت في بيتك حين تنزل بمكّة فلا بأس

17556-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا انتهيت إلى الحرم إن شاء اللّه فاغتسل حين تدخله و إن تقدّمت فاغتسل من بئر ميمون أو من فخّ أو من منزلك بمكّة

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله

باب 3 - استحباب مضغ الإذخر عند دخول الحرم للرّجل و المرأة

17557-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا دخلت الحرم فخذ من الإذخر فامضغه

 قال الكلينيّ سألت بعض أصحابنا عن هذا فقال يستحبّ ذلك ليطيب به الفم لتقبيل الحجر

17558-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إذا دخلت الحرم فتناول من الإذخر فامضغه و كان يأمر أمّ فروة بذلك

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب

باب 4 - دخول مكّة من أعلاها لمن جاء من المدينة و الخروج من أسفلها و قطع التّلبية عند رؤية بيوتها للمتمتّع و تحريم دخولها بغير إحرام إلّا ما استثني

17559-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل في صفة حجّ رسول اللّه ص قال و دخل من أعلى مكّة من عقبة المدنيّين و خرج من أسفل مكّة من ذي طوى

 و رواه بإسناد آخر و رواه الكلينيّ و غيره كما مرّ في كيفيّة الحجّ

17560-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد اللّه ع من أين أدخل مكّة و قد جئت من المدينة قال ادخل من أعلى مكّة و إذا خرجت تريد المدينة فاخرج من أسفل مكّة

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17561-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب قال خرج رسول اللّه ص لأربع بقين من ذي القعدة و دخل مكّة لأربع مضين من ذي الحجّة دخل من أعلى مكّة من عقبة المدنيّين و خرج من أسفلها

  أقول و تقدّم ما يدلّ على حكم قطع التّلبية و على الإحرام لدخول مكّة في الإحرام

باب 5 - استحباب الغسل لدخول مكّة من فخّ أو بئر ميمون أو بئر عبد الصّمد أو غيرها و دخولها ماشيا حافيا و الابتداء بدخول المنزل ثمّ الطّواف

17562-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان عن الحلبيّ قال أمرنا أبو عبد اللّه ع أن نغتسل من فخّ قبل أن ندخل مكّة

17563-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد جميعا عن الحسن بن عليّ عن أبان بن عثمان عن عجلان أبي صالح قال قال أبو عبد اللّه ع إذا انتهيت إلى بئر ميمون أو بئر عبد الصّمد فاغتسل و اخلع نعليك و امش حافيا و عليك السّكينة و الوقار

17564-  و عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن محمّد الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه طهّرا بيتي للطّائفين و العاكفين و الرّكّع السّجود فينبغي للعبد أن لا يدخل مكّة إلّا و هو طاهر قد غسل عرقه و الأذى و تطهّر

 و رواه الصّدوق في العلل نحوه كما يأتي و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا كلّ ما قبله

17565-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع أنّه كان إذا قدم مكّة بدأ بمنزله قبل أن يطوف

 أقول و تقدّم ما يدلّ على الغسل في الأغسال المسنونة و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه

باب 6 - أنّ من اغتسل لدخول مكّة ثمّ نام انتقض غسله و استحبّ له إعادته و لا يجزيه الوضوء

17566-  محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا إبراهيم ع عن الرّجل يغتسل لدخول مكّة ثمّ ينام فيتوضّأ قبل أن يدخل أ يجزيه ذلك أو يعيد قال لا يجزيه لأنّه إنّما دخل بوضوء

17567-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد و سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي الحسن ع قال قال لي إن اغتسلت بمكّة ثمّ نمت قبل أن تطوف فأعد غسلك

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 7 - استحباب دخول مكّة بسكينة و وقار و تواضع خاليا من الكبر لابسا خلقان الثّياب

17568-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من دخلها بسكينة غفر له ذنبه قلت كيف يدخلها بسكينة قال يدخلها غير متكبّر و لا متجبّر

 و رواه الصّدوق مرسلا

17569-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن أبان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال لا يدخل مكّة رجل بسكينة إلّا غفر له قلت ما السّكينة قال يتواضع

17570-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن النّضر بن سويد عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال انظروا إذا هبط الرّجل منكم وادي مكّة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سمل ثيابكم فإنّه لم يهبط وادي مكّة أحد ليس في قلبه من الكبر إلّا غفر له

17571-  و عن محمّد بن عليّ عن المفضّل بن صالح عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال من دخل مكّة بسكينة غفر اللّه له ذنوبه

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 8 - استحباب دخول المسجد الحرام حافيا بسكينة و وقار و خشوع و الدّعاء بالمأثور على باب المسجد و عند دخوله و عند استقبال الكعبة

17572-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى و ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافيا على السّكينة و الوقار و الخشوع و قال من دخله بخشوع غفر اللّه له إن شاء اللّه قلت ما الخشوع قال السّكينة لا تدخله بتكبّر فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم و قل السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و السّلام على أنبياء اللّه و رسله و السّلام على رسول اللّه و السّلام على إبراهيم و الحمد للّه ربّ العالمين فإذا دخلت المسجد فارفع يديك و استقبل البيت و قل اللّهمّ إنّي أسألك في مقامي هذا في أوّل مناسكي أن تقبل توبتي و أن تجاوز عن خطيئتي و تضع عنّي وزري الحمد للّه الّذي بلّغني بيته الحرام اللّهمّ إنّي أشهد أنّ هذا بيتك الحرام الّذي جعلته مثابة للنّاس و أمنا و مباركا و هدى للعالمين اللّهمّ إنّي عبدك و البلد بلدك و البيت بيتك جئت أطلب رحمتك و أؤمّ طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك مسألة المضطرّ إليك الخائف لعقوبتك اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك و استعملني بطاعتك و مرضاتك

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17573-  قال الكلينيّ و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال تقول و أنت على باب المسجد بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و على ملّة رسول اللّه ص و خير الأسماء للّه و الحمد للّه و السّلام على رسول اللّه ص السّلام على محمّد بن عبد اللّه السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته السّلام على أنبياء اللّه و رسله السّلام على إبراهيم خليل الرّحمن السّلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد وارحم محمّدا و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد عبدك و رسولك و على إبراهيم خليلك و على أنبيائك و رسلك و سلّم عليهم و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك و استعملني في طاعتك و مرضاتك و احفظني بحفظ الإيمان أبدا ما أبقيتني جلّ ثناء وجهك الحمد للّه الّذي جعلني من وفده و زوّاره و جعلني ممّن يعمر مساجده و جعلني ممّن يناجيه اللّهمّ إنّي عبدك و زائرك في بيتك و على كلّ مأتيّحقّ لمن أتاه و زاره و أنت خير مأتيّ و أكرم مزور فأسألك يا اللّه يا رحمان و بأنّك أنت اللّه لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك و بأنّك واحد أحد صمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد و أنّ محمّدا عبدك و رسولك صلّى اللّه عليه و على أهل بيته يا جواد يا كريم يا ماجد يا جبّار يا كريم أسألك أن تجعل تحفتك إيّاي بزيارتي إيّاك أوّل شي‏ء تعطيني فكاك رقبتي من النّار اللّهمّ فكّ رقبتي من النّار تقولها ثلاثا و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطّيّب و ادرأ عنّي شرّ شياطين الإنس و الجنّ و شرّ فسقة العرب و العجم

 و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن مهزيار عن الحسن عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير

باب 9 - استحباب دخول المسجد الحرام من باب بني شيبة و السّواك عند إرادة الطّواف أو الاستلام

17574-  محمّد بن عليّ بن الحسين عن محمّد بن أحمد السّنانيّ و عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق جميعا عن أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبديّ عن سليمان بن مهران عن جعفر بن محمّد ع في حديث المأزمين قال إنّه موضع عبد فيه الأصنام و منه أخذ الحجر الّذي نحت منه هبل الّذي رمى به عليّ ع من ظهر الكعبة لمّا علا ظهر رسول اللّه ص فأمر به فدفن عند باب بني شيبة فصار الدّخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك

 و رواه في العلل كما يأتي في التّكبير بين المأزمين

17575-  و قد تقدّم في الطّهارة عن أبي جعفر ع قال شكت الكعبة إلى اللّه ما تلقى من أنفاس المشركين فأوحى اللّه إليها قرّي كعبة فإنّي مبدلك بهم أقواما يتنظّفون بقضبان الشّجر فلمّا بعث اللّه محمّدا ص أوحى إليه مع جبرئيل بالسّواك و الخلال

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث كيفيّة الحجّ

باب 10 - استحباب كسوة الكعبة

17576-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر ع أنّ سليمان ع قد حجّ البيت في الجنّ و الإنس و الطّير و الرّياح و كسا البيت القباطيّ

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن أبيه عن زرارة مثله

  -17577  قال و إنّ أوّل من كسا البيت إبراهيم ع

17578-  و بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ آدم ع هو الّذي بنى هذا البيت و وضع أساسه و أوّل من كساه الشّعر و أوّل من حجّ إليه ثمّ كساه تبّع بعد آدم ع الأنطاع ثمّ كساه إبراهيم ع الخصف و أوّل من كساه الثّياب سليمان بن داود ع كساه القباطيّ

17579-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر بن محمّد ع عن أبيه أنّ عليّ بن أبي طالب ع كان يبعث لكسوة البيت كلّ سنة من العراق

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 11 - وجوب بناء الكعبة إن انهدمت و كيفيّة بنائها

17580-  محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة قال إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل الحجر الأسود من الجنّة و كان البيت درّة بيضاء فرفعه اللّه إلى السّماء و بقي أسّه إلى أن قال فأمر اللّه عزّ و جلّ إبراهيم و إسماعيل ع يبنيان البيت على القواعد

 و رواه الصّدوق بإسناده عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع و رواه في العلل عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللّه ع مثله

17581-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و أحمد بن محمّد جميعا عن ابن محبوب عن محمّد بن إسحاق عن أبي جعفر عن آبائه ع في حديث أنّ اللّه أوحى إلى جبرئيل أن اهبط على آدم و حوّاء فنحّهما عن مواضع قواعد بيتي و ارفع قواعد بيتي لملائكتي ثمّ ولد آدم إلى أن قال فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصّفا و حجر من المروة و حجر من طور سيناء و حجر من جبل السّلام و هو ظهر الكوفة و أوحى اللّه إلى جبرئيل أن ابنه و أتمّه فاقتلع جبرئيل الأحجار الأربعة بأمر اللّه تعالى من مواضعهنّ بجناحه فوضعها حيث أمر اللّه عزّ و جلّ في أركان البيت على قواعده الّتي قدّرها اللّه الجبّار و نصب أعلامها ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى جبرئيل ع أن ابنه و أتمّه بحجارة من أبي قبيس و اجعل له بابين بابا شرقيّا و بابا غربيّا قال فأتمّه جبرئيل ع فلمّا أن فرغ طافت حوله الملائكة فلمّا نظر آدم و حوّاء إلى الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ثمّ خرجا يطلبان ما يأكلان

 و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب مثله

17582-  و عن محمّد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن عيسى بن محمّد بن أيّوب عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن عليّ بن منصور عن كلثوم بن عبد المؤمن الحرّانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال أمر اللّه إبراهيم أن يحجّ و يحجّ بإسماعيل معه فحجّا إلى أن قال فلمّا كان من قابل أذن اللّه لإبراهيم ع في الحجّ و بناء الكعبة و كانت العرب تحجّ إليه و إنّما كان ردما إلّا أنّ قواعده معروفة فلمّا صدر النّاس جمع إسماعيل الحجارة و طرحها في جوف الكعبة فلمّا أذن اللّه له في البناء قدم إبراهيم ع فقال يا بنيّ قد أمرنا اللّه تعالى ببناء الكعبة و كشفا عنها فإذا هو حجر واحد أحمر فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه ضع بناءها عليه و أنزل اللّه عزّ و جلّ أربعة أملاك يجمعون إليه الحجارة فكان إبراهيم و إسماعيل يضعان الحجارة و الملائكة تناولها حتّى تمّت اثني عشر ذراعا و هيّأ له بابين بابا يدخل منه و بابا يخرج منه و وضعا عليه عتبا و سرحا من حديد على أبوابه و كانت الكعبة عريانة فصدر إبراهيم و قد سوّى البيت و أقام إسماعيل إلى أن قال فقالت له امرأته و كانت عاقلة فهلّا تعلّق على هذين البابين سترين سترا من هاهنا و سترا من هاهنا فقال لها نعم فعملا لهما سترين طولهما اثنا عشر ذراعا فعلّقاهما على البابين فأعجبها ذلك فقالت فهلّا أحوك للكعبة ثيابا فتسترها كلّها فإنّ هذه الحجارة سمجة فقال لها إسماعيل بلى فأسرعت في ذلك و بعثت إلى قومها بصوف كثير تستغزلهم قال أبو عبد اللّه ع و إنّما وقع استغزال النّساء من ذلك بعضهنّ لبعض لذلك قال فأسرعت و استعانت في ذلك فكلّما فرغت من شقّة علّقتها فجاء الموسم و قد بقي وجه من وجوه الكعبة فقالت لإسماعيل كيف نصنع بهذا الوجه الّذي لم تدركه الكسوة فكسوه خصفا فجاء الموسم و جاءته العرب على حال ما كانت تأتيه فنظروا إلى أمر أعجبهم فقالوا ينبغي لعامل هذا البيت أن يهدى إليه فمن ثمّ وقع الهدي فأتى كلّ فخذ من العرب بشي‏ء يحمله من ورق و من أشياء غير ذلك حتّى اجتمع شي‏ء كثير فنزعوا ذلك الخصف و أتمّوا كسوة البيت و علّقوا عليها بابين و كانت الكعبة ليست بمسقّفة فوضع إسماعيل لها أعمدة مثل هذه الأعمدة الّتي ترون من خشب و سقّفها إسماعيل بالجرائد و سوّاها بالطّين فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة و رأوا عمارتها فقالوا ينبغي لعامل هذا البيت أن يزاد فلمّا كان من قابل جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل كيف يصنع به فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن انحره و أطعمه الحاجّ الحديث

 و رواه الصّدوق مرسلا نحوه و رواه في العلل عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار مثله

17583-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن الحسين بن محمّد عن عبد ربّه بن عامر و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد جميعا عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن عقبة بن بشير عن أحدهما ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر إبراهيم ببناء الكعبة و أن يرفع قواعدها و يري النّاس مناسكهم فبنى إبراهيم و إسماعيل البيت كلّ يوم سافا حتّى انتهى إلى موضع الحجر الأسود قال أبو جعفر ع فنادى أبو قبيس إبراهيم ع أنّ لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه

17584-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال قال قال أبو الحسن يعني الرّضا ع للحسن بن الجهم أيّ شي‏ء السّكينة عندكم فقال لا أدري جعلت فداك و أيّ شي‏ء هي قال ريح تخرج من الجنّة طيّبة لها صورة كصورة وجه الإنسان فتكون مع الأنبياء و هي الّتي نزلت على إبراهيم حيث بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذا و كذا فبنى الأساس عليها

 و رواه الصّدوق بإسناده عن أبي همّام إسماعيل بن همّام عن الرّضا ع نحوه و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن أسباط قال سألت أبا الحسن ع عن السّكينة فذكر مثله

17585-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا أمر إبراهيم و إسماعيل ببناء البيت و تمّ بناؤه قعد إبراهيم ع على ركن ثمّ نادى هلمّ الحجّ

17586-  و عنهم عن أحمد بن محمّد عن سعيد بن جناح عن عدّة من أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال كانت الكعبة على عهد إبراهيم ع تسعة أذرع و كان لها بابان فبناها عبد اللّه بن الزّبير فرفعها ثمانية عشر ذراعا فهدمها الحجّاج و بناها سبعة و عشرين ذراعا

  -17587  قال الكلينيّ و روي عن ابن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال كان طول الكعبة يومئذ تسعة أذرع و لم يكن لها سقف فسقّفها قريش ثمانية عشر ذراعا فلم تزل ثمّ كسرها الحجّاج على ابن الزّبير فبناها و جعلها سبعة و عشرين ذراعا

 و رواه الصّدوق مرسلا

17588-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن سعيد بن عبد اللّه الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ قريشا في الجاهليّة هدموا البيت فلمّا أرادوا بناءه حيل بينهم و بينه و ألقي في روعهم الرّعب حتّى قال قائل منهم ليأتي كلّ رجل منكم بأطيب ماله و لا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ففعلوا فخلّي بينهم و بين بنائه فبنوه حتّى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا فيه أيّهم يضع الحجر الأسود في موضعه حتّى كاد أن يكون بينهم شرّ فحكّموا أوّل من يدخل من باب المسجد فدخل رسول اللّه ص فلمّا أتاهم أمر بثوب فبسط ثمّ وضع الحجر في وسطه ثمّ أخذت القبائل بجوانب الثّوب فرفعوه ثمّ تناوله ص فوضعه في موضعه فخصّه اللّه به

 و رواه الصّدوق بإسناده عن سعيد بن عبد اللّه الأعرج مثله

17589-  و عن عليّ بن إبراهيم و غيره بأسانيد مختلفة رفعوه قالوا إنّما هدمت قريش الكعبة لأنّ السّيل كان يأتيهم من أعلى مكّة فيدخلها فانصدعت و سرق من الكعبة غزال من ذهب رجلاه جوهر و كان حائطها قصيرا و كان ذلك قبل مبعث النّبيّ ص بثلاثين سنة فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة و يبنوها و يزيدوا في عرضها ثمّ أشفقوا من ذلك و خافوا إن وضعوا فيها المعاول أن ينزل عليهم عقوبة فقال الوليد بن المغيرة دعوني أبدأ فإن كان للّه رضى لم يصبني شي‏ء و إن كان غير ذلك كففنا و صعد على الكعبة و حرّك منه حجرا فخرجت عليه حيّة و انكسفت الشّمس فلمّا رأوا ذلك بكوا و تضرّعوا و قالوا اللّهمّ إنّا لا نريد إلّا الإصلاح فغابت عنهم الحيّة فهدموه و نحّوا حجارته حوله حتّى بلغوا القواعد الّتي وضعها إبراهيم ع فلمّا أرادوا أن يزيدوا في عرضه و حرّكوا القواعد الّتي وضعها إبراهيم ع أصابتهم زلزلة شديدة و ظلمة فكفّوا عنه و كان بنيان إبراهيم الطّول ثلاثون ذراعا و العرض اثنان و عشرون ذراعا و السّمك تسعة أذرع فقالت قريش نزيد في سمكها فبنوها فلمّا بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تشاجرت قريش في وضعه و قالت كلّ قبيلة نحن أولى به نحن نضعه فلمّا كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة فطلع رسول اللّه ص فقالوا هذا الأمين قد جاء فحكّموه فبسط رداءه و قال بعضهم كساء طارونيّ كان له و وضع الحجر فيه ثمّ قال يأتي من كلّ ربع من قريش رجل فكانوا عتبة بن ربيعة بن عبد الشّمس و الأسود بن المطّلب من بني أسد بن عبد العزّى و أبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم و قيس بن عديّ من بني سهم فرفعوه و وضعه النّبيّ ص في موضعه و قد كان بعث ملك الرّوم بسفينة فيها سقوف و آلات و خشب و قوم من الفعلة إلى الحبشة ليبنى له هناك بيعة فطرحتها الرّيح إلى ساحل الشّريعة فبطحت فبلغ قريشا خبرها فخرجوا إلى السّاحل فوجدوا ما يصلح للكعبة من خشب و زينة و غير ذلك فابتاعوه و صاروا به إلى مكّة فوافق ذلك ذرع الخشب البناء ما خلا الحجر فلمّا بنوها كسوها الوصائد و هي الأردية

17590-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ رسول اللّه ساهم قريشا في بناء البيت فصار لرسول اللّه ص من باب الكعبة إلى النّصف ما بين الرّكن اليمانيّ إلى الحجر الأسود

 و رواه الصّدوق بإسناده عن البزنطيّ عن داود بن سرحان مثله

17591-  قال الكلينيّ و الصّدوق و في رواية أخرى كان لبني هاشم من الحجر الأسود إلى الرّكن الشّاميّ

17592-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي أنّ الحجّاج لمّا فرغ من بناء الكعبة سأل عليّ بن الحسين ع أن يضع الحجر في موضعه فأخذه و وضعه في موضعه

  -17593  قال و روي أنّه كان بنيان إبراهيم ع الطّول ثلاثين ذراعا و العرض اثنين و عشرين ذراعا و السّمك تسعة أذرع و إنّ قريشا لمّا بنوها كسوها الأردية

17594-  العيّاشيّ في تفسيره عن عبد الصّمد بن سعد قال طلب أبو جعفر من أهل مكّة أن يشتري بيوتهم ليزيد في المسجد فأبوا فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فسأل أبا عبد اللّه ع عن ذلك فقال إنّي سألت هؤلاء شيئا من منازلهم و أفنيتهم لنزيد في المسجد و قد منعوني فقد غمّني ذلك غمّا شديدا فقال أبو عبد اللّه ع لم يغمّك ذلك و حجّتك عليهم فيه ظاهرة قال و بما أحتجّ عليهم قال بكتاب اللّه فقال في أيّ موضع فقال قول اللّه إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا قد أخبرك اللّه أنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة فإن كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم و إن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبو جعفر فاحتجّ عليهم بهذا فقالوا له اصنع ما أحببت

17595-  و عن الحسن بن عليّ بن النّعمان قال لمّا بنى المهديّ في المسجد الحرام بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا فسأل عن ذلك الفقهاء فكلّ قال له إنّه لا ينبغي أن تدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا فقال له عليّ بن يقطين يا أمير المؤمنين لو كتبت إلى موسى بن جعفر ع لأخبرك بوجه الأمر في ذلك فكتب إلى والي المدينة أن سل موسى بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك فقال ذلك لأبي الحسن ع فقال أبو الحسن ع و لا بدّ من الجواب فقال له الأمير لا بدّ منه فقال له اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إن كانت الكعبة هي النّازلة بالنّاس فالنّاس أولى بفنائها و إن كان النّاس هم النّازلين بفناء الكعبة فالكعبة أولى بفنائها فلمّا أتى الكتاب المهديّ أخذ الكتاب فقبّله ثمّ أمر بهدم الدّار فأتى أهل الدّار أبا الحسن ع فسألوه أن يكتب لهم إلى المهديّ كتابا في ثمن دارهم فكتب إليه أن ارضخ لهم شيئا فأرضاهم

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 12 - أنّه لا يجوز أن يؤخذ شي‏ء من تراب الكعبة و المسجد و حصاهما و أنّ من أخذ من ذلك شيئا وجب أن يردّه

17596-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن أبي عليّ صاحب الأنماط عن أبان بن تغلب قال لمّا هدم الحجّاج الكعبة فرّق النّاس ترابها فلمّا صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حيّة فمنعت النّاس البناء حتّى هربوا فأتوا الحجّاج فأخبروه فخاف أن يكون قد منع بناءها فصعد المنبر ثمّ نشد النّاس و قال أنشد اللّه عبدا عنده ممّا ابتلينا به علم لمّا أخبرنا به قال فقام إليه شيخ فقال إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثمّ مضى فقال الحجّاج من هو قال عليّ بن الحسين ع فقال معدن ذلك فبعث إلى عليّ بن الحسين ع فأتاه فأخبره ما كان من منع اللّه إيّاه البناء فقال عليّ بن الحسين ع يا حجّاج عمدت إلى بناء إبراهيم و إسماعيل فألقيته في الطّريق و أنهبته كأنّك ترى أنّه تراث لك اصعد المنبر و انشد النّاس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلّا ردّه قال ففعل و أنشد النّاس أن لا يبقى منهم أحد عنده شي‏ء إلّا ردّه قال فردّوه فلمّا رأى جمع التّراب أتى عليّ بن الحسين ع فوضع الأساس و أمرهم أن يحفروا قال فتغيّبت عنهم الحيّة و حفروا حتّى انتهوا إلى موضع القواعد قال لهم عليّ بن الحسين ع تنحّوا فتنحّوا فدنا منها فغطّاها بثوبه ثمّ بكى ثمّ غطّاها بالتّراب بيد نفسه ثمّ دعا الفعلة فقال ضعوا بناءكم فوضعوا البناء فلمّا ارتفعت حيطانها أمر بالتّراب فقلب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدّرج

 و رواه الصّدوق مرسلا نحوه و رواه في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن أبي عمير

  -17597  و عنهم عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن داود بن النّعمان عن أبي أيّوب الخرّاز عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لا ينبغي لأحد أن يأخذ من تربة ما حول الكعبة و إن أخذ من ذلك شيئا ردّه

 و رواه الشّيخ بإسناده عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن أبي أيّوب و بإسناده عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن ابن أبي عمير و رواه الصّدوق بإسناده عن محمّد بن مسلم مثله

17598-  و عنهم عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن المفضّل بن صالح عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع أخذت سكّا من سكّ المقام و ترابا من تراب البيت و سبع حصيات فقال بئس ما صنعت أمّا التّراب و الحصا فردّه

 و رواه الصّدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله

17599-  و عن أحمد بن مهران عمّن حدّثه عن محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ عمّي كنس الكعبة و أخذ من ترابها فنحن نتداوى به فقال ردّه إليها

 و رواه الصّدوق بإسناده عن حذيفة بن منصور مثله

17600-  و عن حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن زيد الشّحّام قال قلت لأبي عبد اللّه ع أخرج من المسجد و في ثوبي حصاة قال فردّها أو اطرحها في مسجد

 و رواه الصّدوق بإسناده عن زيد الشّحّام و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في المساجد

باب 13 - وجوب احترام الحرم و حكم صيده و شجره

17601-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمّد يعني ابن أبي نصر قال سألت أبا الحسن ع عن الحرم و أعلامه فقال إنّ آدم ع لمّا هبط على أبي قبيس شكا إلى ربّه الوحشة و أنّه لا يسمع ما كان يسمع في الجنّة فأهبط اللّه عزّ و جلّ عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها فكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام فيعلّم الأعلام على ضوئها فجعله اللّه حرما

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه في عيون الأخبار و في العلل عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن أبي الحسن الرّضا ع و رواه أيضا في عيون الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي همّام إسماعيل بن همّام عن أبي الحسن الرّضا ع نحوه و رواه أيضا عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن الرّضا ع مثله محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال سألت أبا الحسن الرّضا ع و ذكر نحوه و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى نحوه و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر مثله

17602-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا البيت عنى أم الحرم قال من دخل الحرم من النّاس مستجيرا به فهو آمن من سخط اللّه و من دخل من الوحش و الطّير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتّى يخرج من الحرم

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17603-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن أصرم بن حوشب عن عيسى بن عبد اللّه عن جعفر بن محمّد ع قال أودية الحرم تسيل في الحلّ و أودية الحلّ لا تسيل في الحرم

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد عن البرقيّ عن أصرم مثله

17604-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول حرّم اللّه حرمه أن يختلى خلاه أو يعضد شجره إلّا الإذخر أو يصاد طيره

17605-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي عن النّبيّ و الأئمّة ع أنّه حرّم الحرم لعلّة المسجد

17606-  محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن عطاء عن أبي جعفر عن آبائه ع عن رسول اللّه ص في حديث قال و اشتدّ ضوء العمود فجعله اللّه حرما فهو مواضع الحرم اليوم من كلّ ناحية من حيث بلغ ضوء العمود فجعله اللّه حرما لحرمة الخيمة و العمود لأنّهما من الجنّة قال و لذلك جعل اللّه الحسنات في الحرم مضاعفة و السّيّئات فيه مضاعفة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في تروك الإحرام و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه

باب 14 - أنّ من جنى ثمّ لجأ إلى الحرم لم يقم عليه حدّ و لا قصاص و لا يبايع و لا يطعم و لا يسقى حتّى يخرج فإن جنى في الحرم أقيم عليه الحدّ فيه و عدم جواز التّحصّن بالحرم

17607-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل قتل رجلا في الحلّ ثمّ دخل الحرم فقال لا يقتل و لا يطعم و لا يسقى و لا يبايع و لا يؤذى حتّى يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ قلت فما تقول في رجل قتل في الحرم أو سرق قال يقام عليه الحدّ في الحرم صاغرا لأنّه لم ير للحرم حرمة و قد قال اللّه عزّ و جلّ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم فقال هذا هو في الحرم و قال فلا عدوان إلّا على الظّالمين

 و رواه الشّيخ بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمّار و رواه أيضا بإسناده عن عليّ بن مهزيار عن فضالة عن معاوية بن عمّار نحوه

17608-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا قال إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثمّ فرّ إلى الحرم لم يسع لأحد أن يأخذه في الحرم و لكن يمنع من السّوق و لا يبايع و لا يطعم و لا يسقى و لا يكلّم فإنّه إذا فعل ذلك يوشك أن يخرج فيؤخذ و إذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحدّ في الحرم لأنّه لم يرع للحرم حرمة

17609-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا قال إن سرق سارق بغير مكّة أو جنى جناية على نفسه ففرّ إلى مكّة لم يؤخذ ما دام في الحرم حتّى يخرج منه و لكن يمنع من السّوق فلا يبايع و لا يجالس حتّى يخرج منه فيؤخذ و إن أحدث في الحرم ذلك الحدث أخذ فيه

17610-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي أنّ من جنى جناية ثمّ لجأ إلى الحرم لم يقم عليه الحدّ و لا يطعم و لا يشرب و لا يؤذى حتّى يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ فإن أتى الحدّ في الحرم أخذ به في الحرم لأنّه لم ير للحرم حرمة

17611-  و في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختريّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يجني الجناية في غير الحرم ثمّ يلجأ إلى الحرم أ يقام عليه الحدّ قال لا و لا يطعم و لا يسقى و لا يكلّم و لا يبايع فإنّه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيقام عليه الحدّ و إذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحدّ في الحرم لأنّه لم ير للحرم حرمة

 و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير نحوه

17612-  محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد يعني ابن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن بعض أصحابنا يرفع الحديث عن بعض الصّادقين قال التّحصين بالحرم إلحاد

17613-  و بإسناده عن محمّد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أيّوب بن أعين عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ امرأة كانت تطوف و خلفها رجل فأخرجت ذراعها فقال بيده حتّى وضعها على ذراعها فأثبت اللّه يده في ذراعها حتّى قطع الطّواف و أرسل إلى الأمير و اجتمع النّاس و أرسل إلى الفقهاء فجعلوا يقولون اقطع يده فهو الّذي جنى الجناية فقال هاهنا أحد من ولد محمّد رسول اللّه ص فقالوا نعم الحسين بن عليّ ع قدم اللّيلة فأرسل إليه فدعاه و قال انظر ما لقيا ذان فاستقبل القبلة و رفع يده و مكث طويلا يدعو ثمّ جاء إليها حتّى خلّص يده من يدها فقال الأمير أ لا نعاقبه بما صنع فقال لا

 أقول هذا محمول على ندم الجاني و توبته

17614-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرّضا ع قال سأله صفوان و أنا حاضر عن الرّجل يؤدّب مملوكه في الحرم فقال كان أبو جعفر ع يضرب فسطاطه في حدّ الحرم بعض أطنابه في الحرم و بعضها في الحلّ فإذا أراد أن يؤدّب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدّبه في الحلّ

17615-  و عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال قال أبو عبد اللّه ع من رأى أنّه في الحرم و كان خائفا أمن

17616-  محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره عن المثنّى عن أبي عبد اللّه ع و سأله عن قول اللّه عزّ و جلّ و من دخله كان آمنا قال إذا أخذ السّارق في غير الحرم ثمّ دخل الحرم لم ينبغ لأحد أن يأخذه و لكن يمنع من السّوق و لا يبايع و لا يكلّم فإنّه إذا فعل ذلك به أوشك أن يخرج فيؤخذ و إذا أخذ أقيم عليه الحدّ فإن أحدث في الحرم أخذ و أقيم عليه الحدّ في الحرم لأنّه من جنى في الحرم أقيم عليه الحدّ في الحرم

17617-  و عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن قوله و من دخله كان آمنا قال يأمن فيه كلّ خائف ما لم يكن عليه حدّ من حدود اللّه ينبغي أن يؤخذ به قلت فيأمن فيه من حارب اللّه و رسوله و سعى في الأرض فسادا قال هو مثل من يكرّ في الطّريق فيأخذ الشّاة و الشّي‏ء فيصنع به الإمام ما شاء قال و سألته عن طائر أدخل الحرم قال لا يؤخذ و لا يمسّ لأنّ اللّه يقول و من دخله كان آمنا

17618-  و عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له أ رأيت قوله و من دخله كان آمنا البيت عنى أم الحرم قال من دخل الحرم من النّاس مستجيرا به فهو آمن و من دخل البيت مستجيرا به من المذنبين فهو آمن من سخط اللّه و من دخل الحرم من الوحش و السّباع و الطّير فهو آمن من أن يهاج أو يؤذى حتّى يخرج من الحرم

17619-  و عن عمران الحلبيّ عن أبي عبد اللّه في قوله و من دخله كان آمنا فقال إذا أحدث العبد في غير الحرم ثمّ فرّ إلى الحرم لم ينبغ أن يؤخذ و لكن يمنع من السّوق و لا يبايع و لا يطعم و لا يسقى و لا يكلّم فإنّه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيؤخذ و إن كان إحداثه في الحرم أخذ في الحرم

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه في الحدود

باب 15 - استحباب المجاورة بمكّة مع التّحوّل في أثناء السّنة

17620-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال عليّ بن الحسين ع الطّاعم بمكّة كالصّائم فيما سواها و الماشي بمكّة في عبادة اللّه عزّ و جلّ

17621-  قال و قال أبو جعفر ع من جاور سنة غفر له ذنوبه و لأهل بيته و لكلّ من استغفر له و لعشيرته و لجيرانه ذنوب تسع سنين و قد مضت و عصموا من كلّ سوء أربعين و مائة سنة و الانصراف و الرّجوع أفضل من المجاورة و النّائم بمكّة كالمجتهد في البلدان و السّاجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك هنا و في الزّيارات

باب 16 - كراهة سكنى مكّة و الحرم سنة إلّا أن يتحوّل في أثنائها فتستحبّ المجاورة

17622-  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم فقال كلّ الظّلم فيه إلحاد حتّى لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يكون إلحادا فلذلك كان الفقهاء يكرهون سكنى مكّة

17623-  و بإسناده عن عليّ بن مهزيار قال سألت أبا الحسن ع المقام بمكّة أفضل أو الخروج إلى بعض الأمصار فكتب المقام عند بيت اللّه أفضل

 أقول هذا محمول على من يتحوّل في أثناء السّنة لما يأتي أو على من يأمن قسوة القلب و ارتكاب الذّنب

17624-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قوله عزّ و جلّ و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم فقال كلّ ظلم يظلمه الرّجل نفسه بمكّة من سرقة أو ظلم أحد أو شي‏ء من الظّلم فإنّي أراه إلحادا و لذلك كان يتّقى أن يسكن الحرم

 و رواه الصّدوق بإسناده عن أبي الصّبّاح الكنانيّ مثله إلّا أنّه قال و لذلك كان يتّقي الفقهاء أن يسكنوا مكّة

 و رواه في العلل عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن الفضيل مثله إلّا أنّه قال و لذلك كان ينهى أن يسكن الحرم

17625-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و من يرد فيه بإلحاد بظلم قال كلّ ظلم إلحاد و ضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد

 و رواه الصّدوق بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله

17626-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن الحكم و صفوان جميعا عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال لا ينبغي للرّجل أن يقيم بمكّة سنة قلت كيف يصنع قال يتحوّل عنها و لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة

 و رواه الصّدوق بإسناده عن العلاء و رواه في العلل عن أبيه عن عليّ بن سليمان الرّازيّ عن محمّد بن خالد الخزّاز عن العلاء إلّا أنّه قال يتحوّل عنها إلى غيرها

 و رواه الشّيخ عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن العلاء بن رزين و بإسناده عن عليّ بن مهزيار عن فضالة مثله

17627-  قال الكلينيّ و الصّدوق و روي أنّ المقام بمكّة يقسّي القلوب

17628-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمّن ذكره عن ذريح عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إذا فرغت من نسكك فارجع فإنّه أشوق لك إلى الرّجوع

 محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن داود الرّقّيّ عن أبي عبد اللّه ع مثله

17629-  قال روي عن النّبيّ و الأئمّة ع أنّه يكره المقام بمكّة لأنّ رسول اللّه ص خرج عنها و المقيم بها يقسو قلبه حتّى يأتي فيها ما يأتي في غيرها

 و في العلل عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ عن جماعة من أصحابنا رفعه عن أبي عبد اللّه ع مثله

  -17630  و بالإسناد عن السّيّاريّ عن محمّد بن جمهور رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال إذا قضى أحدكم نسكه فليركب راحلته و ليلحق بأهله فإنّ المقام بمكّة يقسّي القلب

17631-  و في العلل و في عيون الأخبار عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن معروف عن أخيه عمر عن جعفر بن عقبة عن أبي الحسن ع قال إنّ عليّا ع لم يبت بمكّة بعد إذ هاجر منها حتّى قبضه اللّه عزّ و جلّ إليه قلت و لم ذاك قال كان يكره أن يبيت بأرض قد هاجر منها فكان يصلّي العصر و يخرج منها و يبيت بغيرها

17632-  محمّد بن محمّد المفيد في المقنعة قال قال الصّادق ع لا أحبّ للرّجل أن يقيم بمكّة سنة و كره المجاورة بها و قال ذلك يقسّي القلب

باب 17 - كراهة رفع البناء بمكّة فوق الكعبة و تحريم دخول المشركين إليها

17633-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن الحكم عن صفوان عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في حديث قال و لا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة

 و رواه الشّيخ كما مرّ في الباب السّابق محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن العلاء مثله

17634-  و في العلل عن عليّ بن حاتم عن القاسم بن محمّد عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد قال قلت لأبي عبد اللّه ع لم سمّي بيت اللّه الحرام قال لأنّه حرّم على المشركين أن يدخلوه

17635-  محمّد بن محمّد المفيد في المقنعة قال نهى ع أن يرفع الإنسان بمكّة بناء فوق الكعبة

باب 18 - وجوب احترام الكعبة و تعظيمها و تحريم هدمها و أذى مجاوريها

17636-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن محمّد بن حمران و هشام بن سالم جميعا عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مرّوا بإبل لعبد المطّلب فاستاقوها فتوجّه عبد المطّلب إلى صاحبهم يسأله ردّ إبله عليه فاستأذن عليه فأذن له و قيل له إنّ هذا شريف قريش أو عظيم قريش و هو رجل له عقل و مروءة فأكرمه و أدناه ثمّ قال لترجمانه سله ما حاجتك فقال له إنّ أصحابك مرّوا بإبل لي فاستاقوها فأحببت أن تردّها عليّ قال فتعجّب من سؤاله إيّاه ردّ الإبل و قال هذا الّذي زعمتم أنّه عظيم قريش و ذكرتم عقله يدع أن يسألني أن أنصرف عن بيته الّذي يعبده أمّا لو سألني أن أنصرف عن هدّه لانصرفت له عنه فأخبره التّرجمان بمقالة الملك فقال له عبد المطّلب إنّ لذلك البيت ربّا يمنعه و إنّما سألته ردّ إبلي لحاجتي إليها فأمر بردّها عليه و مضى عبد المطّلب حتّى لقي الفيل على طرف الحرم فقال له محمود فحرّك رأسه فقال له أ تدري لم جي‏ء بك فقال برأسه لا فقال جاءوا بك لتهدم بيت ربّك أ فتفعل فقال برأسه لا قال فانصرف عنه عبد المطّلب و جاءوا بالفيل ليدخل الحرم فلمّا انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدّخول فضربوه فامتنع )من الدّخول فضربوه فامتنع( فأداروا به نواحي الحرم كلّها كلّ ذلك يمتنع عليهم فلم يدخل و بعث اللّه عليهم الطّير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرّجل ثمّ ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتّى لم يبق منهم أحد إلّا رجل هرب فجعل يحدّث النّاس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطّير منها و جاء الطّير حتّى حاذى رأسه ثمّ ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات

17637-  و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن النّعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ العرب لم يزالوا على شي‏ء من الحنيفيّة يصلون الرّحم و يقرون الضّيف و يحجّون البيت و يقولون اتّقوا مال اليتيم فإنّ مال اليتيم عقال و يكفّون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة و كانوا لا يملى لهم إذا انتهكوا المحارم و كانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلّقونه في أعناق الإبل فلا يجترئ أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيث ذهبت و لا يجترئ أحد أن يعلّق من غير لحاء شجر الحرم أيّهم فعل ذلك عوقب فأمّا اليوم فأملي لهم و لقد جاء أهل الشّام فنصبوا المنجنيق على أبي قبيس فبعث اللّه عليهم سحابة كجناح الطّير فأمطرت عليه صاعقة فأحرقت سبعين رجلا حول المنجنيق

17638-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ تبّعا لمّا أن جاء من قبل العراق و جاء معه العلماء و أبناء الأنبياء فلمّا انتهى إلى هذا الوادي لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا إنّك تأتي أهل بلدة قد لعبوا بالنّاس زمانا طويلا حتّى اتّخذوا بلادهم حرما و بنيتهم ربّا أو ربّة فقال إن كان كما تقولون قتلت مقاتلتهم و سبيت ذرّيّتهم و هدمت بنيتهم قال فسالت عيناه حتّى وقعتا على خدّيه قال فدعا العلماء و أبناء الأنبياء فقال انظروني أخبروني لما أصابني هذا قال فأبوا أن يخبروه حتّى عزم عليهم قالوا حدّثنا بأيّ شي‏ء حدّثت نفسك فقال حدّثت نفسي بأن أقتل مقاتلتهم و أسبي ذرّيّتهم و أهدم بنيتهم فقالوا إنّا لا نرى الّذي أصابك إلّا لذلك قال و لم هذا قالوا لأنّ البلد حرم اللّه و البيت بيت اللّه و سكّانه ذرّيّة إبراهيم خليل الرّحمن فقال صدقتم فما مخرجي ممّا وقعت فيه فقالوا تحدّث نفسك بغير ذلك فعسى اللّه أن يردّ عليك قال فحدّث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتّى ثبتا مكانهما قال فدعا بالقوم الّذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم ثمّ أتى البيت و كساه و أطعم الطّعام ثلاثين يوما كلّ يوم مائة جزور حتّى حملت الجفان إلى السّباع في رءوس الجبال و نثرت الأعلاف في الأودية للوحش ثمّ انصرف من مكّة إلى المدينة فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسّان و هم الأنصار

 و رواه الصّدوق مرسلا نحوه

17639-  قال الكلينيّ و في رواية أخرى كساه النّطاع و طيّبه

17640-  و عنه عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان قال سألت عن قول اللّه عزّ و جلّ إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا و هدى للعالمين. فيه آيات بيّنات ما هذه الآيات البيّنات قال مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثّرت فيه قدماه و الحجر الأسود و منزل إسماعيل ع

17641-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عمران العجليّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع أيّ شي‏ء كان موضع البيت حيث كان الماء في قول اللّه عزّ و جلّ و كان عرشه على الماء قال كان مهاة بيضاء يعني درّة

  و رواه الصّدوق بإسناده عن محمّد بن عمران العجليّ مثله

17642-  و عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن منصور بن العبّاس عن صالح اللّفائفيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه دحا الأرض من تحت الكعبة الحديث

17643-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن الحسين بن عليّ بن مروان عن عدّة من أصحابنا عن أبي حمزة الثّماليّ قال قلت لأبي جعفر ع في المسجد الحرام لأيّ شي‏ء سمّاه اللّه العتيق فقال إنّه ليس من بيت وضعه اللّه على وجه الأرض إلّا له ربّ و سكّان يسكنونه غير هذا البيت فإنّه لا ربّ له إلّا اللّه عزّ و جلّ و هو الحرّ ثمّ قال إنّ اللّه عزّ و جلّ خلقه قبل الأرض ثمّ خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته

17644-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن أبان بن عثمان عمّن أخبره عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سمّي البيت العتيق قال هو بيت حرّ عتيق من النّاس لم يملكه أحد

17645-  و عنه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال سئل أمير المؤمنين ع عن إساف و نائلة و عبادة قريش لهما فقال كانا شابّين صبيحين و كان بأحدهما تأنيث و كانا يطوفان بالبيت فصادفا من البيت خلوة فأراد أحدهما صاحبه ففعل فمسخهما اللّه فقالت قريش لو لا أنّ اللّه رضي أن يعبد هذان معه لما حوّلهما عن حالهما

17646-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي زرارة التّميميّ عن أبي حسّان عن أبي جعفر ع قال لمّا أراد اللّه أن يخلق الأرض أمر الرّياح فضربن وجه الماء حتّى صار موجا ثمّ أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثمّ جعله جبلا من زبد ثمّ دحا الأرض من تحته و هو قول اللّه عزّ و جلّ إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا

 قال و رواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرميّ عن أبي عبد اللّه ع مثله

17647-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي عن النّبيّ ص و الأئمّة ع أنّه سمّي البيت العتيق لأنّه أعتق من الغرق

17648-  قال و روي أنّه سمّي عتيقا لأنّه بيت عتيق من النّاس و لم يملكه أحد و وضع البيت في وسط الأرض لأنّه الموضع الّذي من تحته دحيت الأرض و ليكون الغرض لأهل المشرق و المغرب سواء و حرّم المسجد لعلّة الكعبة

17649-  قال و روي عن الصّادق ع أنّ اللّه اختار من كلّ شي‏ء شيئا و اختار من الأرض موضع الكعبة

17650-  قال و قال ع لا يزال الدّين قائما ما قامت الكعبة

17651-  قال و في خبر آخر ما خلق اللّه تعالى بقعة في الأرض أحبّ إليه منها و أومأ بيده إلى الكعبة و لا أكرم على اللّه عزّ و جلّ منها لها حرّم اللّه الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السّماوات و الأرض

17652-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن بعض أصحابنا عن الحسن بن يوسف عن زكريّا عن عليّ بن عبد العزيز قال قال أبو عبد اللّه ع من أتى الكعبة فعرف من حقّها و حرمتها لم يخرج من مكّة إلّا و قد غفر اللّه له ذنوبه و كفاه اللّه ما يهمّه من أمر دنياه و آخرته

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 19 - وجوب احترام مكّة و تعظيمها

17653-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن سعيد بن عبد اللّه الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال أحبّ الأرض إلى اللّه تعالى مكّة و ما تربة أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من تربتها و لا حجر أحبّ إلى اللّه من حجرها و لا شجر أحبّ إلى اللّه من شجرها و لا جبال أحبّ إلى اللّه من جبالها و لا ماء أحبّ إلى اللّه من مائها

17654-  و بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه ع قال وجد في حجر إنّي أنا اللّه ذو بكّة صنعتها يوم خلقت السّماوات و الأرض و يوم خلقت الشّمس و القمر و حففتها بسبعة أملاك حفّا مبارك لأهلها في الماء و اللّبن يأتيها رزقها من ثلاث سبل من أعلاها و أسفلها و الثّنيّة

17655-  قال و روي أنّه في حجر آخر مكتوب هذا بيت اللّه الحرام بمكّة تكفّل اللّه برزق أهلها من ثلاثة سبل مبارك لهم في اللّحم و الماء

17656-  قال و روي في أسماء مكّة أنّها مكّة و بكّة و أمّ القرى و أمّ رحم و البسّاسة كانوا إذا ظلموا بها بسّتهم أي أهلكتهم و كانوا إذا ظلموا رحموا

17657-  محمّد بن يعقوب قال روي أنّ معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم فوضع أنصابه و كان أوّل من وضعها ثمّ غلبت جرهم على ولاية البيت فكان يلي منهم كابر عن كابر حتّى بغت جرهم بمكّة و استحلّوا حرمتها و أكلوا مال الكعبة و ظلموا من دخل مكّة و عتوا و بغوا و كانت مكّة في الجاهليّة لا يظلم و لا يبغى فيها و لا يستحلّ حرمتها ملك إلّا هلك مكانه و كانت تسمّى بكّة لأنّها تبكّ أعناق الباقين إذا بغوا فيها و تسمّى بسّاسة كانوا إذا ظلموا فيها بسّتهم و أهلكتهم و تسمّى أمّ رحم كانوا إذا لزموها رحموا فلمّا بغت جرهم و استحلّوا فيها بعث اللّه عليهم الرّعاف و النّمل و أفناهم و غلبت خزاعة و اجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم إلى إن قال فهزمت خزاعة جرهم و خرج من بقي من جرهم إلى أرض من أرض جهينة فجاءهم سيل أتيّ فذهب بهم و ولّيت خزاعة البيت الحديث

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 20 - استحباب الشّرب من ماء زمزم و سقي الحاجّ منه و إهدائه و استهدائه

17658-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن عليّ الكرخيّ عن جعفر بن محمّد عن عبد اللّه بن ميمون عن جعفر عن أبيه قال كان النّبيّ ص يستهدي من ماء زمزم و هو بالمدينة

17659-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع ماء زمزم شفاء لما شرب له

17660-  قال و روي أنّ من روي من ماء زمزم أحدث به شفاء و صرف عنه داء

17661-  قال و كان رسول اللّه ص يستهدي ماء زمزم و هو بالمدينة

17662-  و في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن البرقيّ عن عبد العظيم الحسنيّ عن الحسن بن الحسين عن شيبان عن جابر عن أبي جعفر ع قال جاء رسول اللّه ص و هم يجرّون دلاء من زمزم فقال نعم العمل الّذي أنتم عليه لو لا أنّي أخشى أن تغلبوا عليه لجررت معكم انزعوا دلوا فتناوله فشرب منه

17663-  و في الخصال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن أيمن بن محرز عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال أسماء زمزم ركضة جبرئيل و حفيرة إسماعيل و حفيرة عبد المطّلب و زمزم و برّة و المضمونة و الرّدا و شبعة و طعام و مطعم و شفاء سقم

17664-  و بإسناده عن عليّ ع في حديث الأربعمائة قال الاطّلاع في بئر زمزم يذهب الدّاء فاشربوا من مائها ممّا يلي الرّكن الّذي فيه الحجر الأسود فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك في الأشربة

باب 21 - استحباب الدّعاء عند شرب ماء زمزم بالمأثور

17665-  أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن بعض أصحابنا رفعه يقول إذا شربت من ماء زمزم فقل اللّهمّ اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كلّ داء و سقم قال و كان أبو الحسن ع يقول إذا شرب من زمزم بسم اللّه الحمد للّه الشّكر للّه

باب 22 - تحريم أكل مال الكعبة و ما يهدى إليها أو يوصى لها به و وجوب صرفه في معونة المحتاج من الحاجّ و عدم جواز دفعه إلى الخدّام

17666-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن موسى بن القاسم عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن رجل جعل جاريته هديا للكعبة فقال مر مناديا يقوم على الحجر فينادي ألا من قصرت به نفقته أو قطع به أو نفد طعامه فليأت فلان بن فلان و مره أن يعطي أوّلا فأوّلا حتّى ينفد ثمن الجارية

17667-  و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن عبد اللّه بن الحسن عن جدّه عليّ بن جعفر مثله إلّا أنّه قال جعل ثمن جاريته و زاد و سألته عن رجل يقول هو يهدي كذا و كذا ما عليه فقال إذا لم يكن نذر فليس عليه شي‏ء

17668-  و بإسناده عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن ابن أبي حمزة قال يحجّ القائم ع يوم السّبت يوم عاشوراء اليوم الّذي قتل فيه الحسين ع و يقطع أيدي بني شيبة و يعلّقها في الكعبة

17669-  و قد تقدّم في حديث قال بغت جرهم بمكّة و استحلّوا حرمتها و أكلوا مال الكعبة فبعث اللّه عليهم الرّعاف و النّمل و أفناهم

17670-  و تقدّم حديث كلثوم بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع في حديث عمارة الكعبة قال فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة و رأوا عمارتها فقالوا ينبغي لعامل هذا البيت أن يزاد فلمّا كان من قابل جاء الهدي فلم يدر إسماعيل كيف يصنع به فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن انحره و أطعمه الحاجّ

17671-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن ياسين قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ قوما أقبلوا من مصر فمات منهم رجل فأوصى بألف درهم للكعبة فلمّا قدم الوصيّ مكّة سأل فدلّوه على بني شيبة فأتاهم فأخبرهم الخبر فقالوا قد برئت ذمّتك ادفعها إلينا فقام الرّجل فسأل النّاس فدلّوه على أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال أبو جعفر ع فأتاني فسألني فقلت إنّ الكعبة غنيّة عن هذا انظر إلى من أمّ هذا البيت فقطع به أو ذهبت نفقته أو ضلّت راحلته و عجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤلاء الّذين سمّيت لك فأتى الرّجل بني شيبة فأخبرهم بقول أبي جعفر ع فقالوا هذا ضالّ مبتدع ليس يؤخذ عنه و لا علم له و نحن نسألك بحقّ هذا و بحقّ كذا و كذا لمّا أبلغته عنّا هذا الكلام قال فأتيت أبا جعفر ع فقلت له لقيت بني شيبة فأخبرتهم فزعموا أنّك كذا و كذا و أنّك لا علم لك ثمّ سألوني بالعظيم إلّا أبلغتك ما قالوا قال و أنا أسألك بما سألوك لمّا أتيتهم فقلت لهم إنّ من علمي أن لو وليت شيئا من أمر المسلمين لقطعت أيديهم ثمّ علّقتها في أستار الكعبة ثمّ أقمتهم على المصطبّة ثمّ أمرت مناديا ينادي ألا إنّ هؤلاء سرّاق اللّه فاعرفوهم

 و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن محمّد بن إسماعيل عن حمّاد بن عيسى مثله

17672-  و عن محمّد بن يحيى عن بنان بن محمّد عن موسى بن القاسم عن عليّ بن جعفر عن أخيه أبي الحسن ع قال سألته عن رجل جعل جاريته هديا للكعبة كيف يصنع قال إنّ أبي أتاه رجل قد جعل جاريته هديا للكعبة فقال له قوّم الجارية أو بعها ثمّ مر مناديا يقوم على الحجر فينادي ألا من قصرت به نفقته أو قطع به طريقه أو نفد طعامه فليأت فلان بن فلان و مره أن يعطي أوّلا فأوّلا حتّى ينفد ثمن الجارية

 و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن جعفر إلّا أنّه قال جعل ثمن جاريته و ترك قوله قوّم الجارية أو بعها و قال في آخره حتّى يتصدّق بثمن الجارية

 و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله

17673-  و عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السّنديّ عن جعفر بن بشير عن أبان عن أبي الحرّ عن أبي عبد اللّه ع قال جاء رجل إلى أبي جعفر ع فقال له إنّي أهديت جارية إلى الكعبة فأعطيت بها خمسمائة دينار فما ترى فقال بعها ثمّ خذ ثمنها ثمّ قم على حائط الحجر ثمّ ناد و أعط كلّ منقطع به و كلّ محتاج من الحاجّ

 و رواه في موضع آخر و قال عن أبي الحسن بدل قوله عن أبي الحرّ عن أبي عبد اللّه ع و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن الحسن عن الحسن بن متّيل عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن جعفر بن بشير عن أبان عن ابن الحرّ عن أبي عبد اللّه ع و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن العبّاس بن عامر عن أبان عن أبي الحسن ع مثله

17674-  و عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحسن التّيميّ عن أخويه محمّد و أحمد عن عليّ بن يعقوب الهاشميّ عن مروان بن مسلم عن سعيد بن عمر الجعفيّ عن رجل من أهل مصر قال أوصى إليّ أخي بجارية كانت له مغنّية فارهة و جعلها هديا لبيت اللّه الحرام فقدمت مكّة فسألت فقيل ادفعها إلى بني شيبة و قيل لي غير ذلك من القول فاختلف عليّ فيه فقال لي رجل من أهل المسجد أ لا أرشدك إلى من يرشدك في هذا إلى الحقّ قلت بلى قال فأشار إلى شيخ جالس في المسجد فقال هذا جعفر بن محمّد ع فاسأله قال فأتيته ع فسألته و قصصت عليه القصّة فقال إنّ الكعبة لا تأكل و لا تشرب و ما أهدي لها فهو لزوّارها بع الجارية و قم على الحجر فناد هل من منقطع به و هل من محتاج من زوّارها فإذا أتوك فسل عنهم و أعطهم و اقسم فيهم ثمنها قال فقلت له إنّ بعض من سألته أمرني بدفعها إلى بني شيبة فقال أما إنّ قائمنا لو قد قام لقد أخذهم فقطع أيديهم و طاف بهم و قال هؤلاء سرّاق اللّه

 و رواه الشّيخ بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال و رواه الصّدوق في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد مثله

17675-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن أبي عبد اللّه البرقيّ عن بعض أصحابنا قال دفعت إليّ امرأة غزلا فقالت ادفعه بمكّة ليخاط به كسوة للكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة و أنا أعرفهم فلمّا صرت بالمدينة دخلت على أبي جعفر ع فقلت له جعلت فداك إنّ امرأة أعطتني غزلا و أمرتني أن أدفعه بمكّة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة فقال اشتر به عسلا و زعفرانا و خذ طين قبر أبي عبد اللّه ع و اعجنه بماء السّماء و اجعل فيه شيئا من العسل و الزّعفران و فرّقه على الشّيعة ليداووا به مرضاهم

 و رواه الصّدوق في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه بإسناده عن بعض أصحابنا مثله أقول لعلّ المراد على حجّاج الشّيعة المحتاجين على أنّ ذلك الدّواء لا يستعمل إلّا مع الحاجة و الضّرورة أو لعلّه مخصوص بهذه الصّورة أو بالمال القليل جدّا الّذي لا يمكن قسمته على المحتاجين كالغزل المذكور

17676-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي عن الأئمّة ع أنّ الكعبة لا تأكل و لا تشرب و ما جعل هديا لها فهو لزوّارها

17677-  قال و روي أنّه ينادي على الحجر ألا من انقطعت به النّفقة فليحضر فيدفع إليه

17678-  و في العلل و في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمذانيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ عن الرّضا ع في حديث قال قلت له بأيّ شي‏ء يبدأ القائم منكم إذا قام قال يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم لأنّهم سرّاق بيت اللّه تعالى

  -17679  محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ في كتاب الغيبة عن عليّ بن الحسين بن بابويه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن الرّازيّ عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عليّ الحنفيّ عن بندار الصّيرفيّ عن رجل من أهل الجزيرة عن أبي جعفر ع قال قلت له معي جارية جعلتها عليّ نذرا لبيت اللّه في يمين كانت عليّ و قد ذكرت ذلك للحجبة فقالوا جئنا بها فقد وفى اللّه بنذرك فقال أبو جعفر ع يا عبد اللّه إنّ البيت لا يأكل و لا يشرب فبع جاريتك و استقض و انظر أهل بلادك ممّن حجّ هذا البيت فمن عجز منهم عن نفقة فأعطه حتّى يفيئوا إلى بلادهم الحديث

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 23 - حكم حليّ الكعبة

17680-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة قال روي أنّه ذكر عند عمر في أيّامه حليّ الكعبة و كثرته فقال قوم لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر و ما تصنع الكعبة بالحليّ فهمّ عمر بذلك و سأل عنه أمير المؤمنين ع فقال إنّ القرآن أنزل على رسول اللّه ص و الأموال أربعة أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض و الفي‏ء فقسمه على مستحقّيه و الخمس فوضعه اللّه حيث وضعه و الصّدقات فجعلها اللّه حيث جعلها و كان حليّ الكعبة فيها يومئذ فتركه اللّه على حاله و لم يتركه نسيانا و لم يخف عليه مكانا فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله فقال عمر لولاك لافتضحنا و ترك الحليّ بحاله

باب 24 - عدم استحباب الإهداء إلى الكعبة مع الخوف من صرفه في غير مستحقّيه

17681-  محمّد بن عليّ بن الحسين عن النّبيّ و الأئمّة ع قال إنّما لا يستحبّ الهدي إلى الكعبة لأنّه يصير إلى الحجبة دون المساكين

17682-  و في العلل عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن إبراهيم بن هاشم عن عبد اللّه بن المغيرة عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع قال لو كان لي واديان يسيلان ذهبا و فضّة ما أهديت إلى الكعبة شيئا لأنّه يصير إلى الحجبة دون المساكين

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 25 - كراهة إظهار السّلاح بمكّة و الحرم

17683-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن حريز عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينبغي أن يدخل الحرم بسلاح إلّا أن يدخله في جوالق أو يغيّبه يعني يلفّ على الحديد شيئا

 و رواه الصّدوق بإسناده عن حريز بن عبد اللّه مثله

17684-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسن عن صفوان عن شعيب العقرقوفيّ عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يريد مكّة أو المدينة يكره أن يخرج معه بالسّلاح فقال لا بأس بأن يخرج بالسّلاح من بلده و لكن إذا دخل مكّة لم يظهره

 محمّد بن الحسين بإسناده عن أبي بصير مثله

  -17685  و في العلل و في الخصال بالإسناد الآتي عن عليّ ع في حديث الأربعمائة قال لا تخرجوا بالسّيوف إلى الحرم

باب 26 - حكم الانتفاع بكسوة الكعبة

17686-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن عبد اللّه بن جبلة عن عبد اللّه بن عتبة قال سألت أبا عبد اللّه ع عمّا يصل إلينا من ثياب الكعبة هل يصلح لنا أن نلبس منها شيئا قال يصلح للصّبيان و المصاحف و المخدّة يبتغي بذلك البركة إن شاء اللّه

 و رواه الصّدوق بإسناده عن عبد الملك بن عتبة و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17687-  قال الكلينيّ و في رواية أخرى أنّه يجوز استعماله و بيع بقيّته

  -17688  و عن أبي عليّ الأشعريّ عن بعض أصحابنا عن ابن فضّال عن مروان بن عبد الملك قال سألت أبا الحسن ع عن رجل اشترى من كسوة الكعبة شيئا فاقتضى ببعضه حاجته و بقي بعضه في يده هل يصلح بيعه قال يبيع ما أراد و يهب ما لم يرد و يستنفع به و يطلب بركته قلت أ يكفّن به الميّت قال لا

 و رواه الصّدوق مرسلا عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع و رواه الشّيخ بإسناده عن أبي عليّ الأشعريّ مثله

17689-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع قال لا بأس أن يأخذ من ديباج الكعبة فيجعله غلاف مصحف أو مصلّى يصلّي عليه

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الصّلاة و في التّكفين

باب 27 - استحباب التّعلّق بأستار الكعبة و الدّعاء عندها

17690-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ قال سألت محمّد بن عثمان العمريّ رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم و آخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام و هو يقول اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني

17691-  و عنه عن محمّد بن عثمان قال رأيته صلوات اللّه عليه متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللّهمّ انتقم لي من أعدائك

 و رواه في كتاب إكمال الدّين عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر و كذا الّذي قبله أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في كيفيّة الحجّ

باب 28 - أحكام لقطة الحرم

17692-  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد اللّه ع عن اللّقطة و نحن يومئذ بمنى فقال أمّا بأرضنا هذه فلا يصلح و أمّا عندكم فإنّ صاحبها الّذي يجدها يعرّفها سنة في كلّ مجمع ثمّ هي كسبيل ماله

17693-  و عنه عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا جعفر ع عن لقطة الحرم فقال لا تمسّ أبدا حتّى يجي‏ء صاحبها فيأخذها قلت فإن كان مالا كثيرا قال فإن لم يأخذها إلّا مثلك فليعرّفها

17694-  و عنه عن ابن جبلة عن عليّ بن أبي حمزة قال سألت العبد الصّالح ع عن رجل وجد دينارا في الحرم فأخذه قال بئس ما صنع ما كان ينبغي له أن يأخذه قلت ابتلي بذلك قال يعرّفه قلت فإنّه قد عرّفه فلم يجد له باغيا قال يرجع إلى بلده فيتصدّق به على أهل بيت من المسلمين فإن جاء طالبه فهو له ضامن

17695-  و عنه عن عبد الرّحمن عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال اللّقطة لقطتان لقطة الحرم و تعرّف سنة فإن وجدت صاحبها و إلّا تصدّقت بها و لقطة غيرها تعرّف سنة فإن لم تجد صاحبها فهي كسبيل مالك

 محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى مثله إلّا أنّه قال في آخره فإن جاء صاحبها و إلّا فهي كسبيل مالك

 و رواه الصّدوق بإسناده عن إبراهيم بن عمر نحوه

17696-  و عنه عن أبيه عن إسماعيل بن مرّار عن يونس عن الفضيل بن يسار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل يجد اللّقطة في الحرم قال لا يمسّها و أمّا أنت فلا بأس لأنّك تعرفها

17697-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن فضيل بن غزوان قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فقال له الطّيّار إنّي وجدت دينارا في الطّواف قد انسحق كتابته قال هو له

17698-  و عنه عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن رجاء الأرّجانيّ قال كتبت إلى الطّيّب ع إنّي كنت في المسجد الحرام فرأيت دينارا فأهويت إليه لآخذه فإذا أنا بآخر فنحّيت الحصا فإذا أنا بثالث فأخذتها فعرّفتها فلم يعرفها أحد فما ترى في ذلك فكتب فهمت ما ذكرت من أمر الدّنانير فإن كنت محتاجا فتصدّق بثلثها و إن كنت غنيّا فتصدّق بالكلّ

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في تروك الإحرام في أحاديث صيد الحرم و غير ذلك و يأتي ما يدلّ عليه في اللّقطة

باب 29 - استحباب إكثار النّظر إلى الكعبة و اختياره على النّظر إلى بيت المقدس و جميع الأماكن المشرّفة

17699-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال كنت قاعدا إلى جنب أبي جعفر ع و هو محتب مستقبل الكعبة فقال أما إنّ النّظر إليها عبادة فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر ع إنّ كعب الأحبار كان يقول إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة فقال أبو جعفر ع فما تقول فيما قال كعب الأحبار فقال صدق القول ما قال كعب فقال أبو جعفر ع كذبت و كذب كعب الأحبار معك و غضب قال زرارة ما رأيته استقبل أحدا بقول كذبت غيره قال ما خلق اللّه عزّ و جلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها ثمّ أومأ بيده نحو الكعبة و لا أكرم على اللّه عزّ و جلّ منها لها حرّم اللّه الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السّماوات و الأرض ثلاثة متوالية للحجّ شوّال و ذو القعدة و ذو الحجّة و شهر مفرد للعمرة رجب

  -17700  و بهذا الإسناد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل حول الكعبة عشرين و مائة رحمة منها ستّون للطّائفين و أربعون للمصلّين و عشرون للنّاظرين

 و رواه الصّدوق مرسلا نحوه و رواه في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن ابن أبي عمير مثله

17701-  و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عبد اللّه الخزّاز عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للكعبة للحظة في كلّ يوم يغفر لمن طاف بها أو حنّ قلبه إليها أو حبسه عنها عذر

17702-  و عنه عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد اللّه ع قال النّظر إلى الكعبة عبادة و النّظر إلى الوالدين عبادة و النّظر إلى الإمام عبادة و قال من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة و محيت عنه عشر سيّئات

17703-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي عمير عن عليّ بن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه ع قال من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقّنا و حرمتنا مثل الّذي عرف من حقّها و حرمتها غفر اللّه له ذنوبه و كفاه همّ الدّنيا و الآخرة

 و رواه الصّدوق مرسلا

17704-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن الحسن بن عليّ بن رباط عن سيف التّمّار عن أبي عبد اللّه ع قال من نظر إلى الكعبة لم يزل تكتب له حسنة و تمحى عنه سيّئة حتّى ينصرف ببصره عنها

 و رواه الصّدوق مرسلا

17705-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال روي أنّ النّظر إلى الكعبة عبادة و النّظر إلى الوالدين عبادة و النّظر إلى المصحف من غير قراءة عبادة و النّظر إلى وجه العالم عبادة و النّظر إلى آل محمّد ع عبادة

17706-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إذا خرجتم حجّاجا إلى بيت اللّه فأكثروا النّظر إلى بيت اللّه فإنّ للّه مائة و عشرين رحمة عند بيته الحرام ستّون للطّائفين و أربعون للمصلّين و عشرون للنّاظرين

  و رواه الصّدوق في الخصال بإسناده الآتي عن عليّ ع في حديث الأربعمائة مثله

17707-  و عن إسماعيل بن مسلم عن جعفر عن أبيه عن النّبيّ ص قال النّظر إلى الكعبة حبّا لها يهدم الخطايا هدما

17708-  و عن عليّ بن حديد عن مرازم عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال من أيسر ما يعطى من ينظر إلى الكعبة أن يعطيه اللّه بكلّ نظرة حسنة و تمحى عنه سيّئة و ترفع له درجة

باب 30 - كراهة مطالبة الغريم في الحرم و التّسليم عليه حتّى يخرج

17709-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن شاذان بن الخليل أبي المفضّل عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل لي عليه مال فغاب عنّي زمانا ثمّ رأيته يطوف حول الكعبة أ فأتقاضاه مالي قال لا لا تسلّم عليه و لا تروّعه حتّى يخرج من الحرم

  و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن سماعة بن مهران

باب 31 - جواز الاحتباء مستقبل الكعبة على كراهية في المسجد الحرام و كذا الاحتذاء فيه

17710-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال كنت قاعدا عند أبي جعفر ع و هو محتب مستقبل الكعبة الحديث

17711-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال يكره الاحتباء للمحرم و يكره في المسجد الحرام

17712-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال لا ينبغي لأحد أن يحتبي قبالة البيت

 و رواه الشّيخ بإسناده عن سهل بن زياد مثله

17713-  و عنهم عن أحمد بن محمّد عن خالد عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال لا يجوز للرّجل أن يحتبي قبالة الكعبة

17714-  محمّد بن عليّ بن الحسين عنهم ع قال يكره الاحتذاء و في نسخة الاحتباء في المسجد الحرام تعظيما للكعبة

17715-  و في العلل عن أبيه عن سعد )عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن يحيى( عن حمّاد بن عثمان قال رأيت أبا عبد اللّه ع يكره الاحتباء للمحرم قال و يكره الاحتباء في المسجد الحرام إعظاما للكعبة

 أقول الأوّل لبيان الجواز فلا ينافي الكراهية و يمكن حمله على كونه خارج المسجد الحرام أو خارجا عمّا كان في زمن الرّسول ص و تقدّم ما يدلّ على استحباب الحفاء في الحرم و ترك الاحتذاء فيه

باب 32 - أنّه يكره أن يعلّق لدور مكّة أبواب و أن يمنع الحاجّ من نزول دورها و أن يؤخذ لها أجرة

17716-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ معاوية أوّل من علّق على بابه مصراعين بمكّة فمنع حاجّ بيت اللّه ما قال اللّه عزّ و جلّ سواء العاكف فيه و الباد و كان النّاس إذا قدموا مكّة نزل البادي على الحاضر حتّى يقضي حجّه الحديث

17717-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبد اللّه عن أبيه ع قال لم يكن لدور مكّة أبواب و كان أهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فيضربون بها و كان أوّل من بوّبها معاوية

17718-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ سواء العاكف فيه و الباد فقال لم يكن ينبغي أن يضع على دور مكّة أبواب لأنّ للحاجّ أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدّار حتّى يقضوا مناسكهم و إنّ أوّل من جعل لدور مكّة أبوابا معاوية

 و في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان النّاب عن عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ سواء العاكف فيه و الباد ثمّ ذكر مثله

  -17719  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبي العلاء قال ذكر أبو عبد اللّه ع هذه الآية سواء العاكف فيه و الباد قال كانت مكّة ليس على شي‏ء منها باب و كان أوّل من علّق على بابه المصراعين معاوية بن أبي سفيان و ليس لأحد أن يمنع الحاجّ شيئا من الدّور منازلها

17720-  و بإسناده عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختريّ عن أبي عبد اللّه ع قال ليس ينبغي لأهل مكّة أن يجعلوا على دورهم أبوابا و ذلك أنّ الحاجّ ينزلون معهم في ساحة الدّار حتّى يقضوا حجّهم

17721-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع أنّه نهى أهل مكّة أن يؤاجروا دورهم و أن يعلّقوا عليها أبوابا و قال سواء العاكف فيه و الباد قال و فعل ذلك أبو بكر و عمر و عثمان و عليّ حتّى كان في زمن معاوية

17722-  و عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر عن أبيه عن عليّ ع أنّه كره إجارة بيوت مكّة و قرأ سواء العاكف فيه و الباد

17723-  عليّ بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى ع قال و ليس ينبغي لأهل مكّة أن يمنعوا الحاجّ شيئا من الدّور ينزلونها

باب 33 - اشتراط طواف الرّجل بالختان و عدم اشتراط طواف المرأة بالخفض

17724-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال الأغلف لا يطوف بالبيت و لا بأس أن تطوف المرأة

17725-  محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن إبراهيم بن ميمون عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يسلم فيريد أن يحجّ و قد حضر الحجّ أ يحجّ أم يختتن قال لا يحجّ حتّى يختتن

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن ابن مسكان عن إبراهيم بن ميمون و بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبد اللّه بن مسكان مثله  و رواه الصّدوق بإسناده عن ابن مسكان مثله

17726-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد اللّه ع قال لا بأس أن تطوف المرأة غير المخفوضة فأمّا الرّجل فلا يطوف إلّا و هو مختتن

 و رواه الشّيخ بإسناده عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن ابن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن حريز بن عبد اللّه و إبراهيم بن عمر عن أبي عبد اللّه ع مثله محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حريز و إبراهيم بن عمر جميعا قال قال أبو عبد اللّه ع و ذكر نحوه

17727-  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن محمّد بن عبد الحميد و عبد الصّمد بن محمّد جميعا عن حنان بن سدير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن نصرانيّ أسلم و حضر الحجّ و لم يكن اختتن أ يحجّ قبل أن يختتن قال لا و لكن يبدأ بالسّنّة

باب 34 - استحباب دخول الكعبة

17728-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن فضّال عن ابن القدّاح عن جعفر عن أبيه ع قال سألته عن دخول الكعبة قال الدّخول فيها دخول في رحمة اللّه و الخروج منها خروج من الذّنوب معصوم فيما بقي من عمره مغفور له ما سلف من ذنوبه

 و رواه الصّدوق مرسلا

17729-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عمر بن عثمان عن عليّ بن خالد عمّن حدّثه عن أبي جعفر ع قال كان يقول الدّاخل الكعبة يدخل و اللّه راض عنه و يخرج عطلا من الذّنوب

 و رواه البرقيّ في المحاسن مثله و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله

17730-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال ع من دخل الكعبة بسكينة و هو أن يدخلها غير متكبّر و لا متجبّر غفر له

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 35 - تأكّد استحباب دخول الكعبة للصّرورة

17731-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن النّعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال لا بدّ للصّرورة أن يدخل البيت قبل أن يرجع الحديث

17732-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن أبان بن عثمان عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال يستحبّ للصّرورة أن يطأ المشعر الحرام و أن يدخل البيت

 محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله و كذا الّذي قبله

17733-  و بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن حمّاد بن عثمان قال سألت أبا عبد اللّه ع عن دخول البيت فقال أمّا الصّرورة فيدخله و أمّا من قد حجّ فلا

17734-  محمّد بن عليّ بن الحسين عن محمّد بن أحمد السّنانيّ و عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق عن أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان عن بكر بن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبديّ عن سليمان بن مهران عن جعفر بن محمّد ع في حديث قال قلت له و كيف صار الصّرورة يستحبّ له دخول الكعبة دون من قد حجّ قال لأنّ الصّرورة قاضي فرض مدعوّ إلى حجّ بيت اللّه فيجب أن يدخل البيت الّذي دعي إليه ليكرم فيه

 و رواه في العلل كما يأتي

17735-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن عبد اللّه بن الحسن عن جدّه عليّ بن جعفر قال سألت أخي موسى بن جعفر ع عن دخول الكعبة أ واجب هو على كلّ من حجّ قال هو واجب أوّل حجّة ثمّ إن شاء فعل و إن شاء ترك

17736-  محمّد بن محمّد المفيد في المقنعة عن الصّادق ع قال أحبّ للصّرورة أن يدخل الكعبة و أن يطأ المشعر الحرام و من ليس بصرورة فإن وجد إلى ذلك سبيلا و أحبّ ذلك فعل و كان مأجورا و إن كان على باب الكعبة زحام فلا يزاحم النّاس

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه و على نفي الوجوب

باب 36 - أنّه يستحبّ لمن أراد دخول الكعبة أن يغتسل ثمّ يدخلها بسكينة و وقار بغير حذاء و لا يبزق و لا يمتخط و يدعو بالمأثور و يصلّي بين الأسطوانتين على الرّخامة الحمراء ركعتين و في كلّ زاوية ركعتين و يكبّر مستقبلا لكلّ ركن

17737-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان و ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها و لا تدخلها بحذاء و تقول إذا دخلت اللّهمّ إنّك قلت و من دخله كان آمنا فآمنّي من عذاب النّار ثمّ تصلّي ركعتين بين الأسطوانتين على الرّخامة الحمراء تقرأ في الرّكعة الأولى حم السّجدة و في الثّانية عدد آياتها من القرآن و تصلّي في زواياه و تقول اللّهمّ من تهيّأ أو تعبّأ أو أعدّ أو استعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله و فواضله فإليك يا سيّدي تهيئتي و تعبئتي و إعدادي و استعدادي رجاء رفدك و نوافلك و جائزتك فلا تخيّب اليوم رجائي يا من لا يخيب عليه سائل و لا ينقصه نائل فإنّي لم آتك اليوم بعمل صالح قدّمته و لا شفاعة مخلوق رجوته و لكنّي أتيتك مقرّا بالظّلم و الإساءة على نفسي فإنّه لا حجّة لي و لا عذر فأسألك يا من هو كذلك أن تعطيني مسألتي و تقيلني عثرتي و تقلبني برغبتي و لا تردّني مجبوها ممنوعا و لا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذّنب العظيم لا إله إلّا أنت قال و لا تدخلها بحذاء و لا تبزق فيها و لا تمتخط فيها و لم يدخلها رسول اللّه ص إلّا يوم فتح مكّة

 و رواه الشّيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب و صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمّار نحوه

17738-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن إسماعيل بن همّام قال قال أبو الحسن ع دخل النّبيّ ص الكعبة فصلّى في زواياها الأربع و صلّى في كلّ زاوية ركعتين

 و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله

17739-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد اللّه ع و ذكرت الصّلاة في الكعبة قال بين العمودين تقوم على البلاطة الحمراء فإنّ رسول اللّه ص صلّى عليها ثمّ أقبل على أركان البيت و كبّر إلى كلّ ركن منه

17740-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن معاوية قال رأيت العبد الصّالح ع دخل الكعبة فصلّى ركعتين على الرّخامة الحمراء ثمّ قام فاستقبل الحائط بين الرّكن اليمانيّ و الغربيّ فرفع يده عليه و لصق به و دعا ثمّ تحوّل إلى الرّكن اليمانيّ فلصق به و دعا ثمّ أتى الرّكن الغربيّ ثمّ خرج

 و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد و بإسناده عن الحسين بن سعيد مثله

17741-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمّار في دعاء الولد قال أفض عليك دلوا من ماء زمزم ثمّ ادخل البيت فإذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثمّ قل اللّهمّ إنّ البيت بيتك و العبد عبدك و قد قلت و من دخله كان آمنا فآمنّي من عذابك و أجرني من سخطك ثمّ ادخل البيت فصلّ على الرّخامة الحمراء ركعتين ثمّ قم إلى الأسطوانة الّتي بحذاء الحجر و ألصق بها صدرك ثمّ قل يا واحد يا أحد يا ماجد يا قريب يا بعيد يا عزيز يا حليم لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين هب لي من لدنك ذرّيّة طيّبة إنّك سميع الدّعاء ثمّ در بالأسطوانة فألصق بها ظهرك و بطنك و تدعو بهذا الدّعاء فإن يرد اللّه شيئا كان

 و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله

17742-  و عنه عن أحمد عن عليّ بن النّعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال لا بدّ للصّرورة أن يدخل البيت قبل أن يرجع فإذا دخلته فادخله بسكينة و وقار ثمّ ائت كلّ زاوية من زواياه ثمّ قل اللّهمّ إنّك قلت و من دخله كان آمنا فآمنّي من عذاب يوم القيامة و صلّ بين العمودين اللّذين يليان الباب على الرّخامة الحمراء و إن كثر النّاس فاستقبل كلّ زاوية في مقامك حيث صلّيت و ادع اللّه و سله

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

17743-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن يونس بن يعقوب قال رأيت أبا عبد اللّه ع قد دخل الكعبة ثمّ أراد بين العمودين فلم يقدر عليه فصلّى دونه ثمّ خرج فمضى حتّى خرج من المسجد الحرام

17744-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضّال عن سفيان بن إبراهيم الجريريّ عن الحارث بن حصيرة الأسديّ عن أبي جعفر ع قال كنت مع أبي في الكعبة فصلّى على الرّخامة الحمراء بين العمودين الحديث

17745-  محمّد بن محمّد المفيد في المقنعة قال قال ع لا تصلّ الفريضة في الكعبة و لا بأس أن تصلّي النّافلة

 أقول و يأتي ما يدلّ على بعض المقصود

باب 37 - استحباب السّجود في الكعبة و الدّعاء بالمأثور

17746-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن المجاهد عن ذريح قال سمعت أبا عبد اللّه ع في الكعبة و هو ساجد و هو يقول لا يردّ غضبك إلّا حلمك و لا يجير من عذابك إلّا رحمتك و لا ينجي منك إلّا التّضرّع إليك فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة الّتي بها تحيي أموات العباد و بها تنشر ميت البلاد و لا تهلكني يا إلهي حتّى تستجيب لي دعائي و تعرّفني الإجابة اللّهمّ ارزقني العافية إلى منتهى أجلي و لا تشمت بي عدوّي و لا تمكّنه من عنقي من ذا الّذي يرفعني إن وضعتني و من ذا الّذي يضعني إن رفعتني و إن أهلكتني فمن ذا الّذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره فقد علمت يا إلهي أنّه ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة إنّما يعجل من يخاف الفوت و يحتاج إلى الظّلم الضّعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا و لا لنقمتك نصبا و مهّلني و نفسي و أقلني عثرتي و لا تردّ يدي في نحري و لا تتبعني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي و تضرّعي إليك و وحشتي من النّاس و أنسي بك أعوذ بك اليوم فأعذني و أستجير بك فأجرني و أستعين بك على الضّرّاء فأعنّي و أستنصرك فانصرني و أتوكّل عليك فاكفني و أؤمن بك فآمنّي و أستهديك فاهدني و أسترحمك فارحمني و أستغفرك ممّا تعلم فاغفر لي و أسترزقك من فضلك الواسع فارزقني و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم

باب 38 - استحباب البكاء في الكعبة و حولها من خشية اللّه

17747-  محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن العزرميّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّما سمّيت مكّة بكّة لأنّ النّاس يتباكون فيها

  -17748  و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه ع لم سمّيت الكعبة بكّة فقال لبكاء النّاس حولها و فيها

 أقول و تقدّم ما يدلّ على استحباب البكاء من خشية اللّه و يأتي ما يدلّ عليه

باب 39 - استحباب الغسل لدخول الكعبة للرّجل و المرأة

17749-  محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان عن عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع أ يغتسل النّساء إذا أتين البيت قال نعم إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول طهّرا بيتي للطّائفين و العاكفين و الرّكّع السّجود فينبغي للعبد أن لا يدخل إلّا و هو طاهر قد غسل عنه العرق و الأذى و تطهّر

 و رواه الكلينيّ نحوه كما مرّ  و رواه العيّاشيّ في تفسيره عن الحلبيّ أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 40 - استحباب التّكبير ثلاثا عند الخروج من الكعبة و الدّعاء بالمأثور و صلاة ركعتين عن يمين الدّرجة

17750-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن عبد اللّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللّه ع و هو خارج من الكعبة و هو يقول اللّه أكبر اللّه أكبر حتّى قالها ثلاثا ثمّ قال اللّهمّ لا تجهد بلاءنا ربّنا و لا تشمت بنا أعداءنا فإنّك أنت الضّارّ النّافع ثمّ هبط فصلّى إلى جانب الدّرجة جعل الدّرجة عن يساره مستقبل الكعبة ليس بينه و بينها أحد ثمّ خرج إلى منزله

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال خرج أبو عبد اللّه ع من الكعبة و هو يقول و ذكر نحوه

17751-  و عنه عن أحمد عن ابن فضّال عن يونس قال قلت لأبي عبد اللّه ع إذا دخلت الكعبة كيف أصنع قال خذ بحلقتي الباب إذا دخلت ثمّ امض حتّى تأتي العمودين فصلّ على الرّخامة الحمراء ثمّ إذا خرجت من البيت فنزلت من الدّرجة فصلّ عن يمينك ركعتين

 و رواه الشّيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال

باب 41 - استحباب دخول النّساء الكعبة و عدم تأكّد الاستحباب لهنّ

17752-  محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم عن عبد الرّحمن يعني ابن أبي نجران عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سئل عن دخول النّساء الكعبة فقال ليس عليهنّ و إن فعلن فهو أفضل

17753-  و بإسناده عن سعد بن عبد اللّه عن موسى بن الحسن عن العبّاس بن معروف عن فضالة بن أيّوب عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه وضع عن النّساء أربعا و عدّ منهنّ دخول الكعبة

17754-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيّوب الخرّاز عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع في حديث قال ليس على النّساء جهر بالتّلبية و لا دخول البيت

17755-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ وضع عن النّساء أربعا و عدّ منهنّ دخول الكعبة

17756-  قال و قال الصّادق ع ليس على النّساء أذان إلى أن قال و لا دخول الكعبة الحديث

 أقول و تقدّم ما يدلّ على الاستحباب عموما

باب 42 - عدم وجوب دخول الحاجّ و المعتمر الكعبة و إن كان صرورة و كراهة صلاة الفريضة فيها مع الاختيار

17757-  محمّد بن الحسن بإسناده عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال ما دخل رسول اللّه ص الكعبة إلّا مرّة و بسط فيها ثوبه تحت قدميه و خلع نعليه

  -17758  و بإسناده عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن حمّاد بن عثمان قال سألت أبا عبد اللّه ع عن دخول البيت فقال أمّا الصّرورة فيدخله و أمّا من قد حجّ فلا

17759-  و عنه عن فضالة عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال لا تصلّ المكتوبة في الكعبة فإنّ النّبيّ ص لم يدخل الكعبة في حجّ و لا عمرة و لكنّه دخلها في الفتح فتح مكّة و صلّى ركعتين بين العمودين و معه أسامة بن زيد

17760-  و بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل حجّ فلم يستلم الحجر و لم يدخل الكعبة قال هو من السّنّة فإن لم يقدر فاللّه أولى بالعذر

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك هنا و في الصّلاة و تقدّم أنّ رسول اللّه ص حجّ عشرين حجّة و أنّه لم يحجّ بعد الهجرة إلّا مرّة

باب 43 - كراهة الخروج من الحرمين بعد ارتفاع النّهار قبل أن يصلّي الظّهرين و استحباب كثرة الصّلاة فيهما و إتمام المسافر بهما و ما يستحبّ اختيار الصّلاة فيه منهما

17761-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرّحمن بن حمّاد عن إبراهيم بن عبد الحميد قال سمعته يقول من خرج من الحرمين بعد ارتفاع النّهار قبل أن يصلّي الظّهر و العصر نودي من خلفه لا صحبك اللّه

 محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله و بإسناده عن محمّد بن عبد الجبّار عن عبد الرّحمن بن حمّاد عن إبراهيم بن عبد الحميد قال سمعت محمّد بن إبراهيم يقول و ذكر مثله أقول و تقدّم ما يدلّ على بقيّة المقصود في أحكام المساجد و في صلاة المسافر

باب 44 - استحباب دفن الميّت في الحرم و إن مات في غيره و اختياره على الدّفن بعرفات

17762-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن إسماعيل يعني ابن بزيع عن أبي إسماعيل السّرّاج عن هارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر فقلت من برّ النّاس و فاجرهم قال من برّ النّاس و فاجرهم

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن إسماعيل عن عبد اللّه بن عثمان عن هارون بن خارجة مثله

17763-  و عن عليّ بن إبراهيم عن عليّ بن محمّد بن شيرة عن عليّ بن سليمان قال كتبت إليه أسأله عن الميّت يموت بعرفات يدفن بعرفات أو ينقل إلى الحرم فأيّهما أفضل فكتب يحمل إلى الحرم و يدفن فهو أفضل

 محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن محمّد عن سليمان قال كتبت إلى أبي الحسن ع أسأله عن الميّت يموت بمنى أو بعرفات الوهم منّي ثمّ ذكر مثله

17764-  و بإسناده عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حفص و هشام بن الحكم أنّهما سألا أبا عبد اللّه ع أيّهما أفضل الحرم أو عرفة فقال الحرم الحديث

 و رواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير

باب 45 - استحباب الإكثار من ذكر اللّه و قراءة القرآن و العبادة و خصوصا الصّلاة بمكّة

17765-  محمّد بن الحسن بإسناده عن عمرو بن عثمان عن عليّ بن عبد اللّه البجليّ عن خالد بن مادّ القلانسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال عليّ بن الحسين ع تسبيحة بمكّة أفضل من خراج العراقين ينفق في سبيل اللّه

17766-  و قال من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول اللّه ص و يرى منزله من الجنّة

  -17767  و رواه الصّدوق مرسلا و زاد و من صلّى بمكّة سبعين ركعة فقرأ في كلّ ركعة ب قل هو اللّه أحد و إنّا أنزلناه و آية السّخرة و آية الكرسيّ لم يمت إلّا شهيدا و الطّاعم بمكّة كالصّائم فيما سواها و صيام يوم بمكّة يعدل صيام سنة فيما سواها و الماشي بمكّة في عبادة اللّه

17768-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن نصر بن سعيد عن خالد بن مادّ القلانسيّ عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال من ختم القرآن بمكّة من جمعة إلى جمعة أو أقلّ من ذلك أو أكثر و ختم في يوم جمعة كتب له من الأجر و الحسنات من أوّل جمعة كانت في الدّنيا إلى آخر جمعة تكون فيها و إن قرأه في سائر الأيّام فكذلك

 و رواه الصّدوق كما مرّ في القراءة

17769-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن عمرو بن عثمان و أبي عليّ الكنديّ عن عليّ بن عبد اللّه بن جبلة عن رجاله عن أبي عبد اللّه ع قال تسبيح بمكّة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل اللّه

17770-  و عنه عن عليّ بن خالد عمّن حدّثه عن أبي جعفر ع قال السّاجد بمكّة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه

17771-  و عنه عن عليّ بن عبد اللّه عن عليّ بن خالد عمّن حدّثه عن أبي جعفر ع قال من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول اللّه ص و يرى منزله من الجنّة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 46 - وجوب تعزير من أحدث في المسجد الحرام متعمّدا و قتل من أحدث في الكعبة متعمّدا

17772-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع أيّهما أفضل الإسلام أو الإيمان إلى أن قال فقال الإيمان قلت فأوجدني ذلك قال ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام متعمّدا قال قلت يضرب ضربا شديدا قال أصبت فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمّدا قلت يقتل قال أصبت أ لا ترى أنّ الكعبة أفضل من المسجد الحديث

  -17773  و عنهم عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال سألته عن الإيمان و الإسلام قال قال مثل الإيمان من الإسلام مثل الكعبة من الحرم إلى أن قال و لو أنّ رجلا دخل الكعبة فأفلت منه بوله خرج من الكعبة و لم يخرج من الحرم فغسل ثوبه و تطهّر ثمّ لم يمنع أن يدخل الكعبة و لو أنّ رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة و من الحرم و ضربت عنقه

 و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن عثمان بن عيسى مثله

17774-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الصّادق ع في حديث يذكر فيه الإسلام و الإيمان و لو أنّ رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة و من الحرم و ضربت عنقه

17775-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محبوب عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام متعمّدا قال يضرب رأسه ضربا شديدا ثمّ قال ما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمّدا قال يقتل

 أقول و تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود

باب 47 - استحباب إماطة الأذى عن طريق مكّة و كراهة إنشاد الشّعر في الحرم

17776-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد اللّه بن جبلة عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال من أماط أذى عن طريق مكّة كتب اللّه له حسنة و من كتب له حسنة لم يعذّبه

 و رواه الصّدوق مرسلا أقول و تقدّم ما يدلّ على كراهة إنشاد الشّعر في الحرم في تروك الإحرام و يأتي ما يدلّ على إنشاد الشّعر في الطّواف