أبواب فعل المعروف

باب 1 - استحبابه و كراهة تركه

21557-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد عن حريز عن إسماعيل بن عبد الخالق قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ من بقاء المسلمين و بقاء الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحقّ و يصنع فيها المعروف و إنّ من فناء الإسلام و فناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحقّ و لا يصنع فيها المعروف

21558-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص كلّ معروف صدقة

21559-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن داود الرّقّيّ عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال لي أبو جعفر ع إنّ اللّه جعل للمعروف أهلا من خلقه حبّب إليهم فعاله و وجّه لطلّاب المعروف الطّلب إليهم و يسّر لهم قضاءه كما يسّر الغيث الأرض المجدبة و إنّ اللّه جعل للمعروف أعداء من خلقه بغّض إليهم فعاله و حظر على طلّاب المعروف الطّلب إليهم و حظر عليهم قضاه كما يحظر الغيث على الأرض المجدبة ليهلكها و يهلك أهلها و ما يعفو اللّه أكثر

21560-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن يقطين عن محمّد بن سنان عن داود الرّقّيّ عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ من أحبّ عباد اللّه إلى اللّه لمن حبّب إليه المعروف و حبّب إليه فعاله

 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان مثله

21561-  و عنهم عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن ابن القدّاح عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص كلّ معروف صدقة و الدّالّ على الخير كفاعله و اللّه يحبّ إغاثة اللّهفان

 و رواه الصّدوق في الخصال عن حمزة بن محمّد العلويّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن عبد اللّه بن ميمون مثله

21562-  و بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال صنائع المعروف تقي مصارع السّوء

21563-  و عنهم عن سهل و أحمد بن محمّد جميعا عن الحسن بن محبوب عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد اللّه ع المعروف شي‏ء سوى الزّكاة فتقرّبوا إلى اللّه عزّ و جلّ بالبرّ و صلة الرّحم

21564-  و عن عليّ بن إبراهيم عن النّوفليّ عن أبيه عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ البركة أسرع إلى البيت الّذي يمتار فيه المعروف من الشّفرة في سنام الجزور أو من السّيل إلى منتهاه

21565-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي المغراء عن عبد اللّه بن سليمان قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنّ صنائع المعروف تدفع مصارع السّوء

  و رواه الصّدوق مرسلا و كذا الأحاديث الأربعة الّتي قبله

21566-  محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن عليّ بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبد اللّه بن الوليد الوصّافيّ قال قال أبو جعفر الباقر ع صنائع المعروف تقي مصارع السّوء و كلّ معروف صدقة و أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدّنيا هم أهل المنكر في الآخرة و أوّل أهل الجنّة دخولا إلى الجنّة أهل المعروف و إنّ أوّل أهل النّار دخولا إلى النّار أهل المنكر

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد مثله

21567-  و عن عليّ بن أحمد بن موسى عن محمّد بن هارون عن عبيد اللّه بن موسى عن عبد العظيم الحسنيّ عن عليّ بن محمّد عن آبائه ع في حديث قال قال أمير المؤمنين ع من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة

21568-  و في العلل عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر بإسناده رفعه إلى عليّ بن أبي طالب ع أنّه كان يقول أفضل ما توسّل به المتوسّلون الإيمان باللّه إلى أن قال و صلة الرّحم فإنّها مثراة للمال و منسأة للأجل و صدقة السّرّ فإنّها تطفئ الخطيئة و تطفئ غضب الرّبّ و صنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السّوء و تقي مصارع الهوان الحديث

 و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن حمّاد بن عيسى مثله

21569-  و عن أبيه عن سعد عن محمّد بن الحسين عن ابن محبوب عن إبراهيم الجازيّ عن أبي بصير قال ذكرنا عند أبي عبد اللّه ع الأغنياء من الشّيعة فكأنّه كره ما سمع منّا فيهم فقال يا با محمّد إذا كان المؤمن غنيّا وصولا رحيما له معروف إلى أصحابه أعطاه اللّه أجر ما ينفق في البرّ مرّتين ضعفين لأنّ اللّه يقول في كتابه و ما أموالكم و لا أولادكم بالّتي تقرّبكم عندنا زلفى إلّا من آمن و عمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضّعف بما عملوا و هم في الغرفات آمنون

21570-  و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن يقطين قال قال لي أبو الحسن موسى ع كان في بني إسرائيل مؤمن و كان له جار كافر فكان الكافر يرفق بالمؤمن و يولّيه المعروف في الدّنيا فلمّا أن مات الكافر بنى اللّه له بيتا في النّار من طين و كان يقيه حرّها و يأتيه الرّزق من غيرها و قيل له هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرّفق و تولّيه من المعروف في الدّنيا

  -21571  و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن درّاج عن حديد أو مرازم قال قال أبو عبد اللّه ع أيّما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول اللّه ص

 و رواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن درّاج عن حديد بن حكيم أو مرازم نحوه

21572-  و عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن أبي ولّاد الحنّاط عن ميسّر عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن منكم يوم القيامة ليمرّ به الرّجل له المعرفة به في الدّنيا و قد أمر به إلى النّار و الملك ينطلق به فيقول له يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدّنيا و أسعفك بالحاجة تطلبها منّي فهل عندك اليوم مكافأة قال فيقول المؤمن للملك الموكّل به خلّ سبيله قال فيسمع اللّه قول المؤمن فيأمر الملك )الموكّل به( أن يجيز قول المؤمن فيخلّي سبيله

21573-  و عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن أبيه يرفع الحديث قال قال رسول اللّه ص أهل المعروف في الدّنيا أهل المعروف في الآخرة قيل يا رسول اللّه و كيف ذلك قال يغفر لهم بالتّطوّل منه عليهم و يدفعون حسناتهم إلى النّاس فيدخلون بها الجنّة فيكونون أهل المعروف في الدّنيا و الآخرة

21574-  و عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّ اللّه يقول للفقراء يوم القيامة انظروا و تصفّحوا وجوه النّاس فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده و أدخلوه الجنّة

21575-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال فاعل الخير خير منه و فاعل الشّرّ شرّ منه

21576-  قال و قال ع في قول اللّه عزّ و جلّ إنّ اللّه يأمر بالعدل و الإحسان العدل الإنصاف و الإحسان التّفضّل

21577-  قال و قال ع من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطّويلة

 قال الرّضيّ و اليدان هنا عبارة عن النّعمتين و قد فرّق بين نعمة العبد و نعمة الرّبّ فجعل هذه قصيرة و هذه طويلة أقول و الأقرب أنّ اليد هنا بمعنى القدرة أو من باب المشاكلة

  -21578  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن يعقوب بن زياد عن إسماعيل بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر قال سمعت أبي جعفر بن محمّد ع يقول أحسن من الصّدق قائله و خير من الخير فاعله

21579-  و عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن أبي سعيد القمّاط عن المفضّل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يقول لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه أربع خصال يحسن خلقه و تسخو نفسه و يمسك الفضل من قوله و يخرج الفضل من ماله

21580-  و عن أبيه عن ابن الغضائريّ عن التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد عن أبي قتادة قال قال أبو عبد اللّه ع أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة لأنّهم في الآخرة ترجع لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 2 - استحباب المبادرة بالمعروف مع القدرة قبل التّعذّر

21581-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى و أحمد بن أبي عبد اللّه جميعا عن محمّد بن خالد عن سعدان بن مسلم عن أبي اليقظان عن أبي عبد اللّه ع قال رأيت المعروف كاسمه و ليس شي‏ء أفضل من المعروف إلّا ثوابه و ذلك يراد منه و ليس كلّ من يحبّ أن يصنع المعروف إلى النّاس يصنعه و ليس كلّ من يرغب فيه يقدر عليه و لا كلّ من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرّغبة و القدرة و الإذن فهنالك تمّت السّعادة للطّالب و المطلوب إليه

 و رواه الصّدوق مرسلا و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع مثله أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 3 - استحباب فعل المعروف مع كلّ أحد و إن لم يعلم كونه من أهله

21582-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال اصنع المعروف إلى من هو أهله و إلى من ليس من أهله فإن لم يكن هو أهله فكن أنت من أهله

21583-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع اصنعوا المعروف إلى كلّ أحد فإن كان أهله و إلّا فأنت أهله

 و رواه الصّدوق مرسلا

21584-  و عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن موسى بن عمران عن عمّه الحسين بن عيسى بن عبد اللّه عن عليّ بن جعفر عن أخيه أبي الحسن موسى ع قال أخذ أبي بيدي ثمّ قال يا بنيّ إنّ أبي محمّد بن عليّ ع أخذ بيدي كما أخذت بيدك و قال إنّ أبي عليّ بن الحسين ع أخذ بيدي و قال يا بنيّ افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه و إن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله و إن شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره

21585-  محمّد بن عليّ بن الحسين في عيون الأخبار بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص اصنعوا المعروف إلى من هو أهله و إلى من ليس من أهله فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله

21586-  و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص رأس العقل بعد الإيمان التّودّد إلى النّاس و اصطناع الخير إلى كلّ برّ و فاجر

 و رواه الطّبرسيّ في صحيفة الرّضا ع و كذا الّذي قبله

21587-  و عن محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغداديّ عن عليّ بن محمّد بن عنبسة عن دارم بن قبيصة عن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع عن النّبيّ ص قال اصطنع المعروف إلى أهله و إلى غير أهله فإن كان أهله فهو أهله و إن لم يكن أهله فأنت أهله

  -21588  و بهذا الإسناد عن الرّضا عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال إنّما سمّي الأبرار أبرارا لأنّهم برّوا الآباء و الأبناء و الإخوان

21589-  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن ابن أبي عمير عن منصور عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للجنّة بابا يقال له باب المعروف فلا يدخله إلّا أهل المعروف

21590-  و عنه عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال اصنع المعروف إلى من هو أهله و من ليس هو أهله فإن لم يكن أهله فأنت أهله

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما ظاهره المنافاة و نبيّن وجهه

باب 4 - تأكّد استحباب فعل المعروف مع أهله

21591-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن درّاج عن حديد بن حكيم أو مرازم قال قال أبو عبد اللّه ع أيّما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول اللّه ص

 و رواه الصّدوق مرسلا

21592-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إنّ أعرابيّا من بني تميم أتى النّبيّ ص فقال أوصني فكان فيما أوصى به أن قال يا فلان لا تزهدنّ في المعروف عند أهله

21593-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن زرارة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ثلاثة إن تعلّمهنّ المؤمن كانت زيادة في عمره و بقاء النّعمة عليه فقلت و ما هنّ فقال تطويله لركوعه و سجوده في صلاته و تطويله لجلوسه على طعامه إذا طعم على مائدته و اصطناعه المعروف إلى أهله

21594-  و عن عليّ بن محمّد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن موسى بن القاسم عن أبي جميلة عن ضريس قال قال أبو عبد اللّه ع إنّما أعطاكم اللّه هذه الفضول من الأموال لتوجّهوها حيث وجّهها اللّه و لم يعطكموها لتكنزوها

  و رواه الصّدوق مرسلا

21595-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول لو أنّ النّاس أخذوا ما أمرهم اللّه عزّ و جلّ به فأنفقوه فيما نهاهم اللّه عنه ما قبله منهم و لو أنّهم أخذوا ما نهاهم عنه فأنفقوه فيما أمرهم اللّه به ما قبله منهم حتّى يأخذوه من حقّ و ينفقوه في حقّ

 و رواه الصّدوق مرسلا

21596-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكر عن زرارة عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال الصّنيعة لا تكون صنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين الحديث

 و رواه ابن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب موسى بن بكر و رواه الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن إبراهيم بن عبّاد عن أبي عبد اللّه ع مثله

21597-  و بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن إسماعيل عن عبد اللّه بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق جعفر بن محمّد ع قال أربع تذهب ضياعا مودّة تمنح من لا وفاء له و معروف يوضع عند من لا يشكره و علم يعلّم من لا يستمع له و سرّ )يوضع عند من لا حضانة له(

21598-  و في الخصال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن سيف بن عميرة عن أبي عبد اللّه ع قال لا تصلح الصّنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 5 - عدم جواز وضع المعروف في غير موضعه و مع غير أهله

21599-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة قال قال أبو عبد اللّه ع لمفضّل بن عمر يا مفضّل إذا أردت أن تعلم أ شقيّ الرّجل أم سعيد فانظر سيبه و معروفه إلى من يصنعه فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنّه إلى خير و إن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنّه ليس له عند اللّه خير

 و رواه الشّيخ في المجالس و الأخبار عن الحسين بن عبيد اللّه عن هارون بن موسى عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن جعفر عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة و رواه الصّدوق بإسناده عن المفضّل بن عمر مثله

21600-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن مفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع إذا أردت أن تعرف إلى خير يصير الرّجل أم إلى شرّ فانظر أين يصنع معروفه فإن كان يصنع معروفه عند أهله فاعلم أنّه يصير إلى خير و إن كان يصنع معروفه مع غير أهله فاعلم أنّه ليس له في الآخرة من خلاق

21601-  و عنهم عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن أحمد بن عمرو بن سالم البجليّ عن )الحسن بن إسماعيل بن شعيب عن ميثم التّمّار( عن إبراهيم بن إسحاق المدائنيّ عن رجل عن أبي مخنف الأزديّ عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قال من كان له منكم مال فإيّاه و الفساد فإنّ إعطاءه في غير حقّه تبذير و إسراف و هو يرفع ذكر صاحبه في النّاس و يضعه عند اللّه و لم يضع امرؤ ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا حرمه اللّه شكرهم و كان لغيره ودّهم فإن بقي معه بقيّة ممّن يظهر الشّكر له و يريد النّصح فإنّما ذلك ملق و كذب فإن زلّت به النّعل ثمّ احتاج إلى معونتهم و مكافأتهم فألأم خليل و شرّ خدين و لم يضع امرؤ ماله في غير حقّه و عند غير أهله إلّا لم يكن له من الحظّ فيما أتى إلّا محمدة اللّئام و ثناء الأشرار ما دام منعما مفضلا و مقالة الجاهل ما أجوده و هو عند اللّه بخيل فأيّ حظّ أبور و أخسر من هذا الحظّ و أيّ فائدة معروف أقلّ من هذا المعروف فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة و ليحسن منه الضّيافة و ليفكّ به العاني و الأسير و ابن السّبيل فإنّ الفوز بهذه الخصال مكارم الدّنيا و شرف الآخرة

 و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن عليّ بن بلال عن عليّ بن عبد اللّه بن أسد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن محمّد بن عبد اللّه بن عثمان عن عليّ بن أبي سيف عن عليّ بن أبي حباب عن ربيعة و عمارة عن أمير المؤمنين ع نحوه و رواه الرّضيّ في نهج البلاغة مرسلا نحوه و اقتصر على حكم وضع المال في غير حقّه

21602-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أربعة تذهب ضياعا الأكل على الشّبع و السّراج في القمر و الزّرع في السّبخة و الصّنيعة عند غير أهلها

21603-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب أبان بن تغلب عن إسماعيل بن مهران عن عبد اللّه بن الحارث الهمدانيّ عن أمير المؤمنين ع في حديث أنّه قال أيّها النّاس إنّه ليس من الشّكر لواضع المعروف عند غير أهله إلّا محمدة اللّئام و ثناء الجهّال فإن زلّت بصاحبه النّعل فشرّ خدين و ألأم خليل

21604-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أبي محمّد الفحّام عن المنصوريّ عن عمّ أبيه عن الإمام عليّ بن محمّد عن أبيه عن آبائه واحدا واحدا ع قال قال أمير المؤمنين ع خمس تذهب ضياعا سراج تقده في شمس الدّهن يذهب و الضّوء لا ينتفع به و مطر جود على أرض سبخة المطر يضيع و الأرض لا ينتفع بها و طعام يحكمه طاهيه يقدّم إلى شبعان فلا ينتفع به و امرأة حسناء تزفّ إلى عنّين فلا ينتفع بها و معروف يصطنع إلى من لا يشكره

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 6 - وجوب تعظيم فاعل المعروف و تحقير فاعل المنكر

21605-  محمّد بن يعقوب عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان بن يحيى عن عبد اللّه بن الوليد الوصّافيّ عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدّنيا هم أهل المنكر في الآخرة

21606-  و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص أوّل من يدخل الجنّة المعروف و أهله و أوّل من يرد عليّ الحوض

 و رواه الصّدوق مرسلا

21607-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي عبد اللّه ع قال أجيزوا لأهل المعروف عثراتهم و اغفروها لهم فإنّ كفّ اللّه عزّ و جلّ عليهم هكذا و أومأ بيده كأنّه يظلّ بها شيئا

21608-  و عنهم عن أحمد عن زكريّا المؤمن عن داود بن فرقد أو قتيبة الأعشى عن أبي عبد اللّه ع قال قال أصحاب رسول اللّه ص يا رسول اللّه فداك آباؤنا و أمّهاتنا إنّ أهل المعروف في الدّنيا عرفوا بمعروفهم فبم يعرفون في الآخرة فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أدخل أهل الجنّة الجنّة أمر ريحا عبقة فلصقت بأهل المعروف فلا يمرّ أحد منهم بملإ من أهل الجنّة إلّا وجدوا ريحه فقالوا هذا من أهل المعروف

21609-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ للجنّة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلّا أهل المعروف و أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة

21610-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي عبد اللّه البرقيّ عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد اللّه ع قال أهل المعروف في الدّنيا هم أهل المعروف في الآخرة يقال لهم إنّ ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم

  و رواه الصّدوق مرسلا نحوه و زاد و ادخلوا الجنّة

21611    محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن أحمد بن أبي الثّلج عن محمّد بن يحيى الخنسيّ عن منذر بن جيفر العبديّ عن الوصّافيّ عبيد اللّه بن الوليد عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع عن أمّ سلمة قالت قال رسول اللّه ص صنائع المعروف تقي مصارع السّوء و الصّدقة خفيّا تطفئ غضب الرّبّ و صلة الرّحم زيادة في العمر و كلّ معروف صدقة و أهل المعروف في الدّنيا أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدّنيا أهل المنكر في الآخرة و أوّل من يدخل الجنّة المعروف

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 7 - استحباب مكافأة المعروف بمثله أو ضعفه أو بالدّعاء له و كراهة طلب فاعله للمكافأة

21612-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد اللّه الدّهقان عن درست بن أبي منصور عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول من صنع بمثل ما صنع إليه فإنّما كافأه و من أضعفه كان شكورا و من شكر كان كريما و من علم أنّ ما صنع إنّما صنع إلى نفسه لم يستبطئ النّاس في شكرهم و لم يستزدهم في مودّتهم و لا تلتمس من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك و وقيت به عرضك و اعلم أنّ الطّالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن ردّه

 و رواه الصّدوق في معاني الأخبار عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن عبد اللّه الدّهقان عن درست بن أبي منصور عن عمر بن أذينة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول و ذكر مثله

21613-  و عن عليّ بن محمّد عن أحمد بن بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن محبوب عن سيف بن عميرة قال قال أبو عبد اللّه ع ما أقلّ من شكر المعروف

21614-  الحسين بن سعيد في كتاب الزّهد عن عثمان بن عيسى عن عليّ بن سالم قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول آية في كتاب اللّه مسجّلة قلت ما هي قال هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان جرت في المؤمن و الكافر و البرّ و الفاجر من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به و ليست المكافأة أن يصنع كما صنع به بل يرى مع فعله لذلك أنّ له الفضل المبتدأ

21615-  و رواه الطّبرسيّ في مجمع البيان قال روى العيّاشيّ بإسناده عن الحسين بن سعيد و ذكر مثله إلّا أنّه قال و ليس المكافأة أن يصنع كما صنع حتّى يربي عليه فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء

21616-  و عن إبراهيم بن أبي البلاد رفعه قال قال رسول اللّه ص من سألكم باللّه فأعطوه و من أتاكم معروفا فكافئوه و إن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا اللّه له حتّى تظنّوا أنّكم قد كافأتموه

21617-  و عن بعض أصحابنا عن القاسم بن محمّد عن إسحاق بن إبراهيم قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ اللّه خلق خلقا من عباده فانتجبهم لفقراء شيعتنا ليثيبهم بذلك

21618-  قال و قال رسول اللّه ص كفاك بثنائك على أخيك إذا أسدى إليك معروفا أن تقول له جزاك اللّه خيرا و إذا ذكر و ليس هو في المجلس أن تقول جزاه اللّه خيرا فإذا أنت قد كافأته

21619-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا يزهّدنّك في المعروف من لا يشكره لك فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشي‏ء منه و قد يدرك من شكر الشّاكر أكثر ممّا أضاع الكافر و اللّه يحبّ المحسنين

21620-  محمّد بن عليّ بن الحسين في العلل عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ بإسناده يرفعه إلى أبي عبد اللّه ع أنّه قال إنّ المؤمن مكفّر و ذلك أنّ معروفه يصعد إلى اللّه عزّ و جلّ فلا ينشر في النّاس و الكافر مشهور و ذلك أنّ معروفه للنّاس ينتشر في النّاس و لا يصعد إلى السّماء

21621-  و عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص يد اللّه عزّ و جلّ فوق رءوس المكفّرين ترفرف بالرّحمة

21622-  و عن عليّ بن حاتم عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن إسماعيل عن الحسين بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال كان رسول اللّه ص مكفّرا لا يشكر معروفه و لقد كان معروفه على القرشيّ و العربيّ و العجميّ و من كان أعظم من رسول اللّه ص معروفا على هذا الخلق و كذلك نحن أهل البيت مكفّرون لا يشكر معروفنا و خيار المؤمنين مكفّرون لا يشكر معروفهم

  -21623  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن أبي شيبة عن إبراهيم بن سليمان التّميميّ عن أبي حفص الأعشى عن زياد بن المنذر عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال قال عليّ ع حقّ من أنعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن معرفة المنعم و محبّة المنعم بها فإن قصر عن ذلك فليس للنّعمة بأهل

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 8 - تحريم كفر المعروف من اللّه كان أو من النّاس

21624-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي جعفر البغداديّ عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال قال لعن اللّه قاطعي سبيل المعروف قيل و ما قاطعو سبيل المعروف قال الرّجل يصنع إليه المعروف فيكفره فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره

21625-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أتي إليه معروف فليكافئ به فإن عجز فليثن عليه فإن لم يفعل فقد كفر النّعمة

 و رواه الصّدوق مرسلا و كذا الّذي قبله و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن همّام عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن عبيد اللّه عن الرّبيع بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم السّكونيّ مثله

21626-  عنه عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة عن عمّار الدّهنيّ قال سمعت عليّ بن الحسين ع يقول إنّ اللّه يحبّ كلّ قلب حزين و يحبّ كلّ عبد شكور يقول اللّه تبارك و تعالى لعبد من عبيده يوم القيامة أ شكرت فلانا فيقول بل شكرتك يا ربّ فيقول لم تشكرني إن لم تشكره ثمّ قال أشكركم للّه أشكركم للنّاس

21627-  و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الطّاعم الشّاكر له من الأجر كأجر الصّائم المحتسب و المعافى الشّاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصّابر و المعطى الشّاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن العبّاس بن معروف عن موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه ع نحوه

21628-  و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ما فتح اللّه على عبد باب شكر فخزن عنه باب الزّيادة

21629-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن جعفر بن محمّد البغداديّ عن عبد اللّه بن إسحاق الجعفريّ عن أبي عبد اللّه ع قال مكتوب في التّوراة اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنّه لا زوال للنّعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت الشّكر زيادة في النّعم و أمان من الغير

21630-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من العيون و المحاسن للمفيد قال قال الباقر ع ما أنعم اللّه على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلّا استوجب المزيد قبل أن يظهر شكره على لسانه

21631-  قال و قال أبو عبد اللّه ع من قصرت يده بالمكافأة فليطل لسانه بالشّكر

21632-  قال و قال ع من حقّ الشّكر للّه أن تشكر من أجرى تلك النّعمة على يده

  -21633  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن عمر بن محمّد بن الزّيّات عن عبيد اللّه بن جعفر بن أعين عن مسعر بن يحيى النّهديّ عن شريك بن عبد اللّه القاضي عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن أبيه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص ثلاث من الذّنوب تعجّل عقوبتها و لا تؤخّر إلى الآخرة عقوق الوالدين و البغي على النّاس و كفر الإحسان

21634-  و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن عبد اللّه بن راشد الطّاهريّ عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ عن الرّضا عن آبائه ع قال قال النّبيّ ص أسرع الذّنوب عقوبة كفران النّعمة

21635-  و بهذا الإسناد قال قال النّبيّ ص يؤتى العبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيأمر به إلى النّار فيقول أي ربّ أمرت بي إلى النّار و قد قرأت القرآن فيقول اللّه أي عبدي إنّي قد أنعمت عليك و لم تشكر نعمتي فيقول أي ربّ أنعمت عليّ بكذا و شكرتك بكذا و أنعمت عليّ بكذا و شكرتك بكذا فلا يزال يحصي النّعمة و يعدّد الشّكر فيقول اللّه تعالى صدقت عبدي إلّا أنّك لم تشكر من أجريت لك )النّعمة على يديه( و إنّي قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتّى يشكر من ساقها من خلقي إليه

  -21636  و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن حنان بن بشير عن عامر بن عمران الضّبّيّ عن محمّد بن مفضّل الضّبّيّ عن أبيه عن مالك بن أعين الجهنيّ قال أوصى عليّ بن الحسين ع بعض ولده فقال يا بنيّ اشكر من أنعم عليك و أنعم على من شكرك فإنّه لا زوال للنّعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت و الشّاكر بشكره أسعد منه بالنّعمة الّتي وجب عليها الشّكر و تلا لئن شكرتم لأزيدنّكم و لئن كفرتم إنّ عذابي لشديد

21637-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال من ألفاظ رسول اللّه ص لا يشكر اللّه من لا يشكر النّاس

21638-  و في عيون الأخبار عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق و محمّد بن أحمد السّنانيّ و الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب جميعا عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسنيّ عن إبراهيم بن أبي محمود قال سمعت الرّضا ع يقول من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر اللّه عزّ و جلّ

21639-  محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه منّ على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا و ابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 9 - استحباب تصغير المعروف و ستره و تعجيله و كراهة خلاف ذلك

21640-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد عن سعدان عن حاتم عن أبي عبد اللّه ع قال رأيت المعروف لا يتمّ إلّا بثلاث تصغيره و ستره و تعجيله فإنّك إذا صغّرته عظّمته عند من تصنعه إليه و إذا سترته تمّمته و إذا عجّلته هنّأته و إذا كان غير ذلك سخّفته و نكّدته

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه في الخصال عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن حاتم مثله

21641-  و عنه عن أحمد بن محمّد بن خالد عن خلف بن حمّاد عن موسى بن بكر عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لكلّ شي‏ء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيل السّراح

 و رواه الصّدوق مرسلا إلّا أنّه قال و ثمرة المعروف تعجيله

 و رواه في الخصال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد البرقيّ عن أبيه عن خلف بن حمّاد مثله إلّا أنّه قال تعجيل السّراج

21642-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا يستقيم قضاء الحوائج إلّا بثلاث باستصغارها لتعظم و باستكتامها لتظهر و بتعجيلها لتهنأ

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمة العبادات

باب 10 - أنّه يكره للإنسان أن يدخل في أمر مضرّته له أكثر من منفعته لأخيه

21643-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّه ع قال لا تدخل لأخيك في أمر مضرّته عليك أعظم من منفعته له قال ابن سنان يكون على الرّجل دين كثير و لك مال فتؤدّي عنه فيذهب مالك و لا تكون قضيت عنه

21644-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن إبراهيم بن محمّد الأشعريّ عمّن سمع أبا الحسن موسى ع يقول لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرّه عليك أكثر من منفعته لهم

21645-  و عنهم عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن الحسن بن عليّ الجرجانيّ عمّن حدّثه عن أحدهما ع قال لا توجب على نفسك الحقوق و اصبر على النّوائب و لا تدخل في شي‏ء مضرّته عليك أعظم من منفعته لأخيك

21646-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال الرّضا ع لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرّه عليك أكثر من نفعه لهم

21647-  محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن زكريّا بن عمرو عن رجل عن إسماعيل بن جابر قال قال لي رجل صالح لا تعرّض للحقوق و اصبر على النّائبة و لا تعط أخاك من نفسك ما مضرّته لك أكثر من منفعته له

21648-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمّد بن همّام عن عبد اللّه بن العلاء عن الحسن بن محمّد بن شمّون عن حمّاد بن عيسى عن إسماعيل بن خالد قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد ع يقول جمعنا أبو جعفر ع فقال يا بنيّ إيّاكم و التّعرّض للحقوق و اصبروا على النّوائب و إن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه له فلا تجيبوه

باب 11 - استحباب قرض المؤمن

21649-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ لا خير في كثير من نجواهم إلّا من أمر بصدقة أو معروف قال يعني بالمعروف القرض

21650-  و عنه عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن ربعيّ بن عبد اللّه عن فضيل بن يسار قال قال أبو عبد اللّه ع ما من مؤمن أقرض مؤمنا يلتمس به وجه اللّه إلّا حسب اللّه له أجره بحساب الصّدقة حتّى يرجع ماله إليه

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن ابن سنان عن الفضيل مثله إلّا أنّه قال ما من مسلم أقرض مسلما

21651-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال مكتوب على باب الجنّة الصّدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر

 و رواه الصّدوق مرسلا و كذا الحديثان قبله

21652-  قال الكلينيّ و في رواية أخرى بخمسة عشر

21653-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص الصّدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر و صلة الإخوان بعشرين و صلة الرّحم بأربعة و عشرين

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الزّكاة و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه

باب 12 - وجوب إنظار المعسر و استحباب إبرائه

21654-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال من أراد أن يظلّه اللّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه قالها ثلاثا فهابه النّاس أن يسألوه فقال فلينظر معسرا أو ليدع له من حقّه

 و رواه الصّدوق مرسلا نحوه

21655-  و عنه عن عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ رسول اللّه ص قال في يوم حارّ و حنا كفّه من أحبّ أن يستظلّ من فور جهنّم قالها ثلاث مرّات فقال النّاس في كلّ مرّة نحن يا رسول اللّه فقال من أنظر غريما أو ترك المعسر ثمّ قال لي أبو عبد اللّه ع قال عبد اللّه بن كعب بن مالك إنّ أبي أخبرني أنّه لزم غريما له في المسجد فأقبل رسول اللّه ص فدخل بيته و نحن جالسان ثمّ خرج في الهاجرة فكشف رسول اللّه ص ستره فقال يا كعب ما زلتما جالسين قال نعم بأبي و أمّي قال فأشار رسول اللّه ص بكفّه خذ النّصف قال فقلت بأبي و أمّي ثمّ قال له أتبعه ببقيّة حقّك قال فأخذت النّصف و وضعت له النّصف

21656-  و عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عليّ بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن أبي عبد اللّه ع قال خلّوا سبيل المعسر كما خلّاه اللّه عزّ و جلّ

21657-  و عنهم عن سهل عن الحسن بن محبوب عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبي عبد اللّه ع قال صعد رسول اللّه ص المنبر ذات يوم فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال أيّها النّاس ليبلّغ الشّاهد منكم الغائب ألا و من أنظر معسرا كان له على اللّه عزّ و جلّ في كلّ يوم صدقة بمثل ماله حتّى يستوفيه ثمّ قال أبو عبد اللّه ع و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة و أن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون إنّه معسر فتصدّقوا عليه بما لكم عليه فهو خير لكم

 و رواه الصّدوق مرسلا و كذا الّذي قبله أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 13 - استحباب تحليل الميّت و الحيّ من الدّين

21658-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحسن بن خنيس قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ لعبد الرّحمن بن سيابة دينا على رجل قد مات و كلّمناه أن يحلّله فأبى فقال ويحه أ ما يعلم أنّ له بكلّ درهم عشرة إذا حلّله فإذا لم يحلّله فإنّما له درهم بدل درهم

 و رواه الصّدوق مرسلا و رواه أيضا بإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد و رواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير مثله إلّا أنّه ترك الحسن بن خنيس من السّند

21659-  و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن خالد عمّن ذكره عن الوليد بن أبي العلاء عن معتّب قال دخل محمّد بن بشر الوشّاء على أبي عبد اللّه ع فسأله أن يكلّم شهابا أن يخفّف عنه حتّى ينقضي الموسم و كانت له عليه ألف دينار فأرسل إليه فأتاه فقال له قد عرفت حال محمّد و انقطاعه إلينا و قد ذكر أنّ لك عليه ألف دينار لم تذهب في بطن و لا فرج و إنّما ذهبت دينا على الرّجال و وضائع وضعها فأنا أحبّ أن تجعله في حلّ فقال لعلّك ممّن تزعم أنّه يقتصّ من حسناته فتعطاها فقال كذلك هو في أيدينا فقال أبو عبد اللّه ع اللّه أكرم و أعدل من أن يتقرّب إليه عبده فيقوم في اللّيلة القرّة و يصوم في اليوم الحارّ و يطوف بهذا البيت ثمّ يسلبه ذلك فتعطاه و لكن للّه فضل كثير يكافئ المؤمن فقال هو في حلّ

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 14 - استحباب استدامة النّعمة باحتمال المئونة

21660-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن سليمان الفرّاء مولى طربال عن حديد بن حكيم عن أبي عبد اللّه ع قال من عظمت نعمة اللّه عليه اشتدّت مئونة النّاس إليه فاستديموا النّعمة باحتمال المئونة و لا تعرّضوها للزّوال فقلّ من زالت عنه النّعمة فكادت أن تعود إليه

 و رواه الصّدوق مرسلا

21661-  و عن عليّ بن إبراهيم عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عن أبي أيّوب المدائنيّ عن داود بن عبد اللّه الجعفريّ عن إبراهيم بن محمّد قال قال أبو عبد اللّه ع ما من عبد تظاهرت عليه من اللّه نعمة إلّا اشتدّت مئونة النّاس عليه فمن لم يقم للنّاس بحوائجهم فقد عرّض النّعمة للزّوال قال فقلت جعلت فداك و من يقدر أن يقوم لهذا الخلق بحوائجهم فقال إنّما النّاس في هذا الموضع و اللّه المؤمنون

21662-  و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد اللّه ع للحسين الصّحّاف يا حسين ما ظاهر اللّه على عبد النّعم حتّى ظاهر عليه مئونة النّاس فمن صبر لهم و قام بشأنهم زاده اللّه في نعمه عليه عندهم و من لم يصبر لهم و لم يقم بشأنهم أزال اللّه عزّ و جلّ عنه تلك النّعمة

21663-  و عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه ع قال من عظمت عليه النّعمة اشتدّت مئونة النّاس عليه فإن هو قام بمئونتهم اجتلب زيادة النّعم عليه من اللّه و إن لم يفعل فقد عرّض النّعمة لزوالها

 و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم مثله

21664-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن إسحاق بن عمّار عن الصّادق ع قال تنزل المعونة من السّماء على قدر المئونة

21665-  و في معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن سعدان بن مسلم عن الحسين بن عثمان بن نعيم عن أبي عبد اللّه ع قال يا حسين أكرم النّعمة قلت و ما إكرام النّعمة قال اصطناع المعروف فيما يبقى عليك

21666-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال إنّ للّه تعالى في كلّ نعمة حقّا فمن أدّاه زاده اللّه منها و من قصّر خاطر بزوال نعمته

21667-  قال و قال ع احذروا نفار النّعم فما كلّ شارد بمردود

21668-  قال و قال ع لجابر يا جابر من كثرت نعم اللّه عليه كثرت حوائج النّاس إليه )فإن قام بما يجب للّه منها عرّض نعمته لدوامها و إن ضيّع ما يجب للّه فيها عرّض نعمته لزوالها(

21669-  قال و قال ع إنّ للّه عبادا يختصّهم بالنّعم لمنافع العباد فيقرّها في أيديهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم ثمّ حوّلها إلى غيرهم

21670-  محمّد بن إدريس في آخر السّرائر نقلا من كتاب موسى بن بكر عن العبد الصّالح ع قال تنزل المعونة على قدر المئونة و ينزل الصّبر على قدر المصيبة

21671-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس عن أحمد بن جعفر بن سلمة عن الحسن بن عنبر الوشّاء عن محمّد بن الوزير الواسطيّ عن محمّد بن معدان عن نور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول اللّه ص ما عظمت نعمة اللّه على عبد إلّا عظمت مئونة النّاس عليه فمن لم يحتمل تلك المئونة فقد عرّض تلك النّعمة للزّوال

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 15 - وجوب حسن جوار النّعم بالشّكر و أداء الحقوق

21672-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن زيد الشّحّام قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أحسنوا جوار نعم اللّه و احذروا أن تنتقل عنكم إلى غيركم أما إنّها لم تنتقل عن أحد قطّ فكادت ترجع إليه قال و كان عليّ ع يقول قلّما أدبر شي‏ء فأقبل

 و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى  و رواه الصّدوق مرسلا

21673-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن محمّد بن عرفة قال قال أبو الحسن الرّضا ع يا ابن عرفة إنّ النّعم كالإبل المعتقلة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساءوا معاملتها و إبالتها نفرت عنهم

 و رواه الصّدوق في عيون الأخبار عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله

21674-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عثمان بن عيسى عن محمّد بن عجلان قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أحسنوا جوار النّعم قلت و ما حسن جوار النّعم قال الشّكر لمن أنعم بها و أداء حقوقها

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

21675-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع قال لا تتعرّضوا للحقوق فإذا لزمتكم فاصبروا لها

  -21676  و في العلل عن أبيه عن سعد عن محمّد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع أنّ أمير المؤمنين ع قال أحسنوا صحبة النّعم قبل فراقها فإنّها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها

21677-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إذا وصلت إليكم أطراف النّعم فلا تنفّروا أقصاها بقلّة الشّكر

21678-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن ابن الغضائريّ عن التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبي قتادة القمّيّ عن داود بن سرحان قال كنّا عند أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه سدير الصّيرفيّ فسلّم و جلس فقال له يا سدير ما كثر مال أحد قطّ إلّا كثرت الحجّة للّه تعالى عليه فإن قدرتم تدفعونها عن أنفسكم فافعلوا فقال يا ابن رسول اللّه بما ذا فقال بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم ثمّ قال تلقّوا النّعم يا سدير بحسن مجاورتها و اشكروا من أنعم عليكم و أنعموا على من شكركم فإنّكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من اللّه الزّيادة و من إخوانكم المناصحة ثمّ تلا لئن شكرتم لأزيدنّكم

  -21679  و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن محمّد بن جعفر بن هشام عن محمّد بن إسماعيل عن وهب بن حريز عن أبيه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال من أعطي الدّعاء لم يحرم الإجابة و من أعطي الشّكر لم يحرم الزّيادة و تلا أبو جعفر ع و إذ تأذّن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 16 - استحباب إطعام الطّعام

21680-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال من موجبات المغفرة إطعام الطّعام

  -21681  و عن عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عثمان قال قال أبو عبد اللّه ع من الإيمان حسن الخلق و إطعام الطّعام

21682-  و عن عليّ بن محمّد القاسانيّ عمّن حدّثه عن عبد اللّه بن القاسم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص خيركم من أطعم الطّعام و أفشى السّلام و صلّى و النّاس نيام

21683-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن الحسن بن عليّ عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال كان أمير المؤمنين ع يقول إنّا أهل بيت أمرنا أن نطعم الطّعام و نؤدّي في النّاس النّائبة و نصلّي إذا نام النّاس

21684-  و بالإسناد عن سيف بن عميرة عن فيض بن المختار عن أبي عبد اللّه ع قال من المنجيات إطعام الطّعام و إفشاء السّلام و الصّلاة باللّيل و النّاس نيام

21685-  و عن محمّد بن يحيى عن عبد اللّه بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ إهراق الدّماء و إطعام الطّعام

21686-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد و ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إنّ اللّه يحبّ إطعام الطّعام و إراقة الدّماء

21687-  و عنه عن محمّد بن عيسى عن ابن فضّال عن عبد اللّه بن ميمون عن جعفر عن أبيه ع أنّ النّبيّ ص قال الرّزق أسرع إلى من يطعم الطّعام من السّكّين في السّنام

21688-  و عن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن ابن المغيرة عن موسى بن بكر عن أبي الحسن ع قال كان رسول اللّه ص يقول من موجبات مغفرة الرّبّ عزّ و جلّ إطعام الطّعام

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 17 - تأكّد استحباب اصطناع المعروف إلى العلويّين و السّادات

21689-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن النّوفليّ عن عيسى بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته به يوم القيامة

21690-  )و عنهم عن أحمد( عن أبيه عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف و لو جاءوا بذنوب أهل الدّنيا رجل نصر ذرّيّتي و رجل بذل ماله لذرّيّتي عند الضّيق و رجل أحبّ ذرّيّتي باللّسان و القلب و رجل سعى في حوائج ذرّيّتي إذا طرّدوا أو شرّدوا

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب و كذا الّذي قبله محمّد بن عليّ بن الحسين مرسلا مثله و مثل الّذي قبله

  -21691  قال و قال الصّادق ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيّها الخلائق أنصتوا فإنّ محمّدا ص يكلّمكم فتنصت الخلائق فيقوم النّبيّ ص فيقول يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منّة أو معروف فليقم حتّى أكافئه فيقولون بآبائنا و أمّهاتنا و أيّ يد و أيّ منّة و أيّ معروف لنا بل اليد و المنّة و المعروف للّه و لرسوله على جميع الخلائق فيقول لهم بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برّهم أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم فليقم حتّى أكافئه فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النّداء من عند اللّه تعالى يا محمّد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنّة حيث شئت قال فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمّد و أهل بيته ع

21692-  و في عيون الأخبار و في الخصال عن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب عن منصور بن عبد اللّه الأصفهانيّ عن عليّ بن عبد اللّه عن داود بن سليمان عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص أربعة أنا الشّفيع لهم يوم القيامة و لو أتوني بذنوب أهل الأرض معين أهل بيتي و القاضي لهم حوائجهم عند ما اضطرّوا إليه و المحبّ لهم بقلبه و لسانه و الدّافع عنهم بيده

 و رواه الطّبرسيّ في صحيفة الرّضا ع

21693-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن هلال بن محمّد الحفّار عن محمّد بن أحمد الصّوّاف عن إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة عن زيدان بن عبد الغفّار عن حسين بن موسى بن جعفر عن أخيه عليّ بن موسى بن جعفر عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص قال أيّما رجل اصطنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها

21694-  و عن أبيه عن الحفّار عن إسماعيل بن عليّ الدّعبليّ عن عليّ بن دعبل أخي دعبل بن عليّ عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذرّيّتي من بعدي و القاضي لهم حوائجهم و السّاعي لهم في أمورهم عند ما اضطرّوا إليه و المحبّ لهم بقلبه و لسانه

 و رواه الصّدوق في عيون الأخبار عن عليّ بن عيسى المجاور عن إسماعيل بن رزين عن دعبل بن عليّ و رواه أيضا بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء

21695-  و عن أبيه عن ابن الغضائريّ عن الصّدوق عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جدّه ع قال قال رسول اللّه ص من أراد التّوسّل إليّ و أن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي و يدخل السّرور عليهم

21696-  و بالإسناد عن الصّدوق عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد عن محمّد بن عمر عن أبيه عن أبي عبد اللّه الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من وصل أحدا من أهل بيتي في دار الدّنيا بقيراط كافأته بقنطار

21697-  أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين و الآخرين فينادي مناد من كانت له عند رسول اللّه ص يد فليقم فيقوم عنق من النّاس فيقول ما كانت أياديكم عند رسول اللّه ص فيقولون كنّا نصل أهل بيته من بعده فيقال لهم اذهبوا فطوفوا في النّاس فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده و أدخلوه الجنّة

  -21698  قال و قال أبو عبد اللّه ع من وصلنا وصل رسول اللّه ص و من وصل رسول اللّه ص فقد وصل اللّه تبارك و تعالى

21699-  و عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن عيسى بن عبد اللّه العلويّ عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته يوم القيامة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 18 - وجوب الاهتمام بأمور المسلمين

21700-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن محمّد بن القاسم الهاشميّ عن أبي عبد اللّه ع قال من لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم

21701-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم

  -21702  و عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن سليمان بن سماعة عن عمر بن عاصم الكوفيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّ النّبيّ ص قال من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس منهم و من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم

21703-  و عنه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال إنّ المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتمّ بها قلبه فيدخله اللّه تبارك و تعالى بهمّه الجنّة

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 19 - استحباب رحمة الضّعيف و إصلاح الطّريق و إيواء اليتيم و الرّفق بالمملوك

21704-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع في وصيّة النّبيّ ص لعليّ ع قال يا عليّ أربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة من آوى اليتيم و رحم الضّعيف و أشفق على والديه و رفق بمملوكه ثمّ قال يا عليّ من كفى يتيما في نفقته بماله حتّى يستغني وجبت له الجنّة البتّة يا عليّ من مسح يده على رأس يتيم ترحّما له أعطاه اللّه بكلّ شعرة نورا يوم القيامة

21705-  و في المجالس عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن عليّ عن شريف بن سابق عن إبراهيم بن محمّد عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص مرّ عيسى ابن مريم ع بقبر يعذّب صاحبه ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذّب فقال يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل و هو يعذّب و مررت به العام و هو ليس يعذّب فأوحى اللّه جلّ جلاله إليه يا روح اللّه قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا و آوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه

21706-  و في الخصال عن الخليل بن أحمد السّحريّ عن ابن معاذ عن الحسين المروزيّ عن عبد اللّه عن يحيى بن عبد اللّه عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه ص دخل عبد الجنّة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه

21707-  أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ في المحاسن عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال أربع من كنّ فيه بنى اللّه له بيتا في الجنّة من آوى اليتيم و رحم الضّعيف و أشفق على والديه و أنفق عليهما و رفق بمملوكه

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن عليّ بن عقبة عن عبد اللّه بن سنان إلّا أنّه ترك قوله و أنفق عليهما

باب 20 - استحباب بناء مكان على ظهر الطّريق للمسافرين و حفر البئر ليشربوا منها و الشّفاعة للمؤمن

21708-  محمّد بن عليّ بن الحسين في عقاب الأعمال بسند تقدّم في عيادة المريض عن النّبيّ ص قال و من بنى على ظهر طريق مأوى عابر سبيل بعثه اللّه يوم القيامة على نجيب من درّ و جوهر و وجهه يضي‏ء لأهل الجمع نورا حتّى يزاحم إبراهيم خليل الرّحمن في قبّته فيقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم نر مثله قطّ و دخل في شفاعته الجنّة أربعون ألف ألف رجل و من شفع لأخيه شفاعة طلبها نظر اللّه إليه فكان حقّا على اللّه أن لا يعذّبه أبدا فإن هو شفع لأخيه شفاعة من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا و من حفر بئرا للماء حتّى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضّأ منها و صلّى و كان له بعدد كلّ شعرة لمن شرب منها من إنسان أو بهيمة أو سبع أو طير عتق ألف رقبة و ورد يوم القيامة و دخل في شفاعته عدد النّجوم حوض القدس فقلنا يا رسول اللّه و ما حوض القدس قال حوضي حوضي حوضي ثلاث مرّات

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 21 - وجوب نصيحة المسلمين و حسن القول فيهم حتّى يتبيّن غيره

21709-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أنسك النّاس نسكا أنصحهم جيبا و أسلمهم قلبا لجميع المسلمين

21710-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و قولوا للنّاس حسنا قال قولوا للنّاس حسنا و لا تقولوا إلّا خيرا حتّى تعلموا ما هو

21711-  و عنهم عن أحمد عن ابن أبي نجران عن المفضّل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال في قول اللّه عزّ و جلّ و قولوا للنّاس حسنا قال قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في العشرة و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه

باب 22 - استحباب نفع المؤمنين

21712-  محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص الخلق عيال اللّه فأحبّ الخلق إلى اللّه من نفع عيال اللّه و أدخل على أهل بيت سرورا

21713-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عمّن سمع أبا عبد اللّه ع يقول سئل رسول اللّه ص من أحبّ النّاس إلى اللّه قال أنفع النّاس للنّاس

21714-  و عنهم عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد اللّه بن جبلة عن رجل عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ و جعلني مباركا أين ما كنت قال نفّاعا

21715-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عن الفضل عن قيس عن أيّوب بن محمّد المسليّ عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ع قال من كان وصولا لإخوانه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم ثبّت اللّه عزّ و جلّ قدميه يوم تزلّ فيه الأقدام

21716-  محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن عبّاد بن سليمان الدّيلميّ عن أبيه عن محمّد بن يزيد النّيسابوريّ عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال من قضى لأخيه حاجة فبحاجة اللّه بدأ و قضى اللّه له بها مائة حاجة في إحداهنّ الجنّة و من نفّس عن أخيه كربة نفّس اللّه عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت و من أعانه على ظالم له أعانه اللّه على إجازة الصّراط عند دحض الأقدام و من سعى له في حاجته حتّى قضاها فيسرّ بقضائها كان إدخال السّرور على رسول اللّه ص و من سقاه من ظمإ سقاه اللّه من الرّحيق المختوم و من أطعمه من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و من كساه من عري كساه اللّه من إستبرق و حرير و من كساه من غير عري لم يزل في ضمان اللّه ما دام على المكسوّ من الثّوب سلك و من عاده عند مرضه حفّته الملائكة تدعو له حتّى ينصرف و تقول له طبت و طابت لك الجنّة و من زوّجه زوجة يأنس بها و يسكن إليها آنسه اللّه في قبره بصورة أحبّ أهله إليه و من كفاه بما هو يمتهنه و يكفّ وجهه و يصل به ولده أخدمه اللّه عزّ و جلّ من الولدان المخلّدين و من حمله من رحله بعثه اللّه يوم القيامة في الموقف على ناقة من نوق الجنّة يباهي به الملائكة و من كفّنه عند موته فكأنّما كساه من يوم ولدته أمّه إلى يوم يموت و اللّه لقضاء حاجته أحبّ إلى اللّه من صيام شهرين متتابعين و اعتكافهما في المسجد الحرام

21717-  و في عقاب الأعمال بإسناد تقدّم في باب عيادة المريض عن رسول اللّه ص أنّه قال في آخر خطبة خطبها و من قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب اللّه له بكلّ قدم رفعها و وضعها عتق رقبة و صلّت عليه الملائكة حتّى يفارقه و من كفى ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتّى يقضيها أعطاه اللّه براءتين براءة من النّار و براءة من النّفاق و قضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدّنيا و لم يزل يخوض في رحمة اللّه حتّى يرجع و من قام على مريض يوما و ليلة بعثه اللّه مع إبراهيم الخليل ع فجاز على الصّراط كالبرق الخاطف اللّامع و من سعى لمريض في حاجة قضاها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه فقال رجل من الأنصار يا رسول اللّه فإن كان المريض من أهله فقال رسول اللّه ص من أعظم النّاس أجرا ممّن سعى في حاجة أهله و من ضيّع أهله و قطع رحمه حرمه اللّه حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين و ضيّعه و من يضيّعه اللّه في الآخرة فهو يتردّد مع الهالكين حتّى يأتي بالمخرج و لن يأتي به و من أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل و أعطاه اللّه بكلّ درهم ألف قنطار من الجنّة و من فرّج عن أخيه كربة من كرب الدّنيا نظر اللّه إليه برحمته فنال بها الجنّة و فرّج اللّه عنه كربه في الدّنيا و الآخرة و من مشى في إصلاح بين امرأة و زوجها أعطاه اللّه أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل اللّه حقّا و كان له بكلّ خطوة يخطوها و كلمة في ذلك عبادة سنة قيام ليلها و صيام نهارها

21718-  و في المقنع قال قال أبو جعفر ع ما من عبد مؤمن يكسو مؤمنا ثوبا من عري إلّا كساه اللّه عزّ و جلّ من الثّياب الخضر و ما من مؤمن يكسو مؤمنا و هو مستغن عنه إلّا كان في حفظ اللّه ما بقيت منه خرقة و ما من مؤمن يطعم مؤمنا إلّا أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و ما من مؤمن يسقي مؤمنا من ظمإ إلّا سقاه اللّه من الرّحيق المختوم

21719-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من قضى لمؤمن حاجة قضى اللّه له حوائج كثيرة

21720-  و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الخلق كلّهم عيال اللّه فأحبّهم إلى اللّه عزّ و جلّ أنفعهم لعياله

21721-  و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و من سقاه من ظمإ سقاه اللّه من الرّحيق المختوم و من كساه ثوبا لم يزل في ضمان اللّه عزّ و جلّ ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثّوب سلك و اللّه لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر و اعتكافه

 أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 23 - استحباب تذاكر فضل الأئمّة ع و أحاديثهم و كراهة ذكر أعدائهم

21722-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن فضالة بن أيّوب عن عليّ بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول شيعتنا الرّحماء بينهم الّذين إذا خلوا ذكروا اللّه إنّا إذا ذكرنا ذكر اللّه و إذا ذكر عدوّنا ذكر الشّيطان

21723-  و عنهم عن سهل بن زياد عن الوشّاء عن منصور بن يونس عن عبّاد بن كثير قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّي مررت بقاصّ يقصّ و هو يقول هذا المجلس لا يشقى به جليس قال فقال أبو عبد اللّه ع هيهات هيهات أخطأت أستاههم الحفرة إنّ للّه ملائكة سيّاحين سوى الكرام الكاتبين فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمّدا و آل محمّد قالوا قفوا فيجلسون فيتفقّهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضاهم و شهدوا جنائزهم و تعاهدوا غائبهم فذلك المجلس الّذي لا يشقى به جليس

21724-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه ع قال تزاوروا فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكرا لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم

21725-  و عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن المستورد النّخعيّ عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ من الملائكة الّذين في السّماء ليطّلعون إلى الواحد و الاثنين و الثّلاثة و هم يذكرون فضل آل محمّد ص قال فتقول أ ما ترون إلى هؤلاء في قلّتهم و كثرة عدوّهم يصفون فضل آل محمّد ص قال فتقول الطّائفة الأخرى من الملائكة ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم

  -21726  و عنه عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن ابن مسكان عن ميسّر عن أبي جعفر ع قال قال لي أ تخلون و تتحدّثون و تقولون ما شئتم فقلت إي و اللّه إنّا لنخلو و نتحدّث و نقول ما شئنا فقال أما و اللّه لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن أما و اللّه إنّي لأحبّ ريحكم و أرواحكم و إنّكم على دين اللّه و دين ملائكته فأعينوا بورع و اجتهاد

21727-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد جميعا عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد

21728-  و عن الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى جميعا عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن مسلم عن أحمد بن زكريّا عن محمّد بن خالد بن ميمون عن عبد اللّه بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع قال ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلّا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمّنوا و إن استعاذوا من شرّ دعوا اللّه ليصرفه عنهم و إن سألوا حاجة شفعوا إلى اللّه و سألوه قضاءها الحديث

21729-  و بهذا الإسناد عن محمّد بن سليمان عن محمّد بن محفوظ عن أبي المغراء قال سمعت أبا الحسن ع يقول ليس شي‏ء أنكى لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان في اللّه بعضهم لبعض قال و إنّ المؤمنين يلتقيان فيذكران اللّه ثمّ يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلّا تخدّد حتّى إنّ روحه لتستغيث من شدّة ما يجد من الألم فتحسّ ملائكة السّماء و خزّان الجنان فيلعنونه حتّى لا يبقى ملك مقرّب إلّا لعنه فيقع خاسئا حسيرا مدحورا

21730-  محمّد بن عليّ بن الحسين قال قال رسول اللّه ص ذكر عليّ ع عبادة

21731-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن جعفر بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جدّه عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن جميل بن درّاج عن معتّب مولى أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لداود بن سرحان يا داود أبلغ مواليّ عنّي السّلام و أنّي أقول رحم اللّه عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما و ما اجتمع اثنان على ذكرنا إلّا باهى اللّه تعالى بهما الملائكة فإن اجتمعتم فاشتغلوا بالذّكر فإنّ في اجتماعكم و مذاكرتكم إحياءنا و خير النّاس بعدنا من ذاكر بأمرنا و دعا إلى ذكرنا

21732-  أحمد بن محمّد البرقيّ في المحاسن عن القاسم بن يحيى عن جدّه عن ابن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك و الأسقام و وسواس الرّيب و حبّنا رضى الرّبّ تبارك و تعالى

  أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 24 - استحباب إدخال السّرور على المؤمن و تحريم إدخال الكرب عليه

21733-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثّماليّ قال سمعت أبا جعفر ع يقول قال رسول اللّه ص من سرّ مؤمنا فقد سرّني و من سرّني فقد سرّ اللّه عزّ و جلّ

21734-  و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن رجل عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال تبسّم الرّجل في وجه أخيه حسنة و صرفه القذى عنه حسنة و ما عبد اللّه بشي‏ء أحبّ إلى اللّه من إدخال السّرور على المؤمن

21735-  و عنهم عن أحمد عن أبيه عن خلف بن حمّاد عن مفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنّه عليه أدخله فقط بل و اللّه علينا بل و اللّه على رسول اللّه ص

 و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بسنده عن خلف بن حمّاد رفعه عن أحدهما ع مثله

21736-  و عنهم عن سهل عن محمّد بن أورمة عن عليّ بن يحيى عن الوليد بن العلاء عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من أدخل السّرور على مؤمن فقد أدخله على رسول اللّه ص و من أدخله على رسول اللّه ص فقد وصل ذلك إلى اللّه و كذلك من أدخل عليه كربا

21737-  و عنهم عن سهل عن إسماعيل بن منصور عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما مسلم لقي مسلما فسرّه سرّه اللّه عزّ و جلّ

21738-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه ع قال من أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ إدخال السّرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه

 و رواه الشّيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله

  -21739  و عنه عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى داود ع إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي فقال داود ع يا ربّ و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة قال داود يا ربّ حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك

 و رواه الصّدوق في المجالس و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النّهديّ عن الحسن بن محبوب مثله

21740-  و عنه عن أبيه و عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنّ من أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ إدخال السّرور على المؤمن من شبعة مسلم أو قضاء دينه

21741-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن مسكين عن أبي عبد اللّه ع قال من أدخل على مؤمن سرورا خلق اللّه من ذلك السّرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له أبشر يا وليّ اللّه بكرامة من اللّه و رضوان ثمّ لا يزال معه حتّى يدخله قبره فيقول له مثل ذلك فإذا بعث تلقّاه فيقول له مثل ذلك ثمّ لا يزال معه عند كلّ هول يبشّره و يقول له مثل ذلك فيقول له من أنت يرحمك اللّه فيقول أنا السّرور الّذي أدخلته على فلان

  -21742  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن سدير الصّيرفيّ قال قال أبو عبد اللّه ع في حديث طويل إذا بعث اللّه المؤمن خرج معه مثال يقدمه أمامه كلّما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال لا تفزع و لا تحزن و أبشر بالسّرور و الكرامة من اللّه عزّ و جلّ حتّى يقف بين يدي اللّه فيحاسبه حسابا يسيرا و يأمر به إلى الجنّة و المثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك اللّه نعم الخارج خرجت معي من قبري و ما زلت تبشّرني بالسّرور و الكرامة من اللّه حتّى رأيت ذلك فمن أنت فيقول أنا السّرور الّذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدّنيا خلقني اللّه منه لأبشّرك

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب و رواه أيضا فيه عن أبيه عن الحميريّ عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب و رواه الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن محمّد بن محمّد عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع مثله

  -21743  و عنه عن محمّد بن أحمد عن السّيّاريّ عن محمّد بن جمهور في حديث النّجاشيّ عامل الأهواز و فارس أنّ أبا عبد اللّه ع كتب إليه مع بعض أهل عمله سرّ أخاك يسرّك اللّه فلمّا أوصله الكتاب أدّى عنه عشرين ألف درهم من الخراج و أمر له بمركب و جارية و غلام و تخت ثياب و بفرش البيت الّذي كان فيه و أمره برفع حوائجه إليه ففعل ثمّ صار الرّجل إلى أبي عبد اللّه ع فحدّثه و قال له كأنّه قد سرّك ما فعل بي قال إي و اللّه لقد سرّ اللّه و رسوله

21744-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن مالك بن عطيّة عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص أحبّ الأعمال إلى اللّه سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته و تكشف عنه كربته

21745-  و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن منصور عن عمّار أبي اليقظان عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد اللّه ع عن حقّ المؤمن على المؤمن فقال حقّ المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدّثتكم لكفرتم إنّ المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من اللّه و السّرور فيقول له بشّرك اللّه بخير قال ثمّ يمضي معه يبشّره بمثل ما قال و إذا مرّ بهول قال ليس هذا لك و إذا مرّ بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه ممّا يخاف و يبشّره بما يحبّ حتّى يقف معه بين يدي اللّه عزّ و جلّ فإذا أمر به إلى الجنّة قال له المثال أبشر فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد أمر بك إلى الجنّة فيقول له من أنت يرحمك اللّه إلى أن قال فيقول أنا السّرور الّذي كنت تدخله على إخوانك في الدّنيا خلقت منه لأبشّرك و أونس وحشتك

 و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال مثله

21746-  و عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن عبد اللّه بن سنان قال كان رجل عند أبي عبد اللّه ع فقرأ هذه الآية و الّذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا قال فقال أبو عبد اللّه ع فما ثواب من أدخل عليه السّرور فقلت جعلت فداك عشر حسنات قال إي و اللّه و ألف ألف حسنة

21747-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لكميل بن زياد يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم و يدلجوا في حاجة من هو نائم فو الّذي وسع سمعه الأصوات ما من عبد أودع قلبا سرورا إلّا و خلق اللّه من ذلك السّرور لطفا فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتّى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل )عن حياضها(

  -21748  محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن السّعدآباديّ عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن عليّ عن عليّ بن أبي حمزة قال قال أبو عبد اللّه ع من سرّ امرأ مؤمنا سرّه اللّه يوم القيامة و قيل له تمنّ على ربّك ما أحببت فقد كنت تحبّ أن تسرّ أوليائي في دار الدّنيا فيعطى ما تمنّى و يزيده اللّه من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم الجنّة

21749-  و عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبي محمّد الغفاريّ عن لوط بن إسحاق عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص ما من عبد يدخل على أهل بيت سرورا إلّا خلق اللّه من ذلك السّرور خلقا يجيئه يوم القيامة كلّما مرّت عليه شديدة يقول يا وليّ اللّه لا تخف فيقول له من أنت يرحمك اللّه فلو أنّ الدّنيا كانت لي ما رأيتها لك شيئا فيقول أنا السّرور الّذي كنت أدخلته على آل فلان

21750-  و عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد عن نصر بن وكيع عن الرّبيع بن صبيح رفع الحديث إلى النّبيّ ص قال من لقي أخاه بما يسرّه سرّه اللّه يوم القيامة و من لقي أخاه بما يسوؤه ساءه اللّه يوم القيامة

21751-  و في المقنع عن أبي عبد اللّه ع قال من أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخله على اللّه و من آذى مؤمنا فقد آذى اللّه عزّ و جلّ في عرشه و اللّه ينتقم ممّن ظلمه

21752-  عبد اللّه بن جعفر في قرب الإسناد عن السّنديّ بن محمّد عن أبي البختريّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال سئل رسول اللّه ص أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه تعالى قال اتّباع سرور المسلم قيل يا رسول اللّه و ما اتّباع سرور المسلم قال شبع جوعته و تنفيس كربته و قضاء دينه

 و روى الصّدوق في كتاب الإخوان أحاديث كثيرة في هذا المعنى أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 25 - استحباب قضاء حاجة المؤمن و الاهتمام بها

21753-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن عليّ عن بكّار بن كردم عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال في حديث و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى اللّه له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوّلها الجنّة و من ذلك أن يدخل قرابته و معارفه و إخوانه الجنّة بعد أن لا يكونوا نصّابا

 و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بإسناده نحوه

21754-  و عنه عن محمّد بن زياد عن خالد بن يزيد عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنّة فإن استطعت أن تكون منهم فكن الحديث

 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن زياد مثله

21755-  و عنه عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد اللّه بن محمّد الجعفيّ عن أبي جعفر ع قال إنّ المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده يهتمّ بها قلبه فيدخله اللّه بهمّه الجنّة

  -21756  و عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه ع قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلّا ناداه اللّه تبارك و تعالى عليّ ثوابك و لا أرضى لك بدون الجنّة

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن إسحاق و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق مثله

21757-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللّه ع المؤمن رحمة على المؤمن قال نعم قلت و كيف ذاك قال أيّما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنّما ذلك رحمة من اللّه ساقها إليه و سيّبها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرّحمة بقبولها و إن ردّه عن حاجته و هو يقدر على قضائها فإنّما ردّ عن نفسه رحمة من اللّه عزّ و جلّ ساقها إليه و سيّبها له و ذخر اللّه عزّ و جلّ تلك الرّحمة إلى يوم القيامة حتّى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه و إن شاء صرفها إلى غيره إلى أن قال استيقن أنّه لن يردّها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلّط اللّه عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذّبا

  و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن هارون بن الجهم مثله

21758-  و عنهم عن سهل بن زياد عن محمّد بن أورمة عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع تنافسوا في المعروف لإخوانكم و كونوا من أهله فإنّ للجنّة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلّا من اصطنع المعروف في الحياة الدّنيا و إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللّه عزّ و جلّ به ملكين واحد عن يمينه و آخر عن شماله يستغفران له ربّه يدعوان له بقضاء حاجته ثمّ قال و اللّه لرسول اللّه ص أسرّ بحاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة

21759-  و عنهم عن سهل عن أحمد بن الحسن بن عليّ عن أبيه عن عقبة بن خالد عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال لعثمان بن عمران يا عثمان إنّك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربّه ما توانيت في حاجته و من أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخل على رسول اللّه ص و قضاء حاجة المؤمن تدفع الجنون و الجذام و البرص

  -21760  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عليّ صاحب الشّعير عن محمّد بن قيس عن أبي جعفر ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى موسى ع إنّ من عبادي لمن يتقرّب إليّ بالحسنة فأحكّمه في الجنّة قال موسى يا ربّ و ما تلك الحسنة قال يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أم لم تقض

21761-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن عليّ بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنّما هي رحمة من اللّه تبارك و تعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا و هو موصول بولاية اللّه و إن ردّه عن حاجته و هو يقدر على قضائها سلّط اللّه عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذّبا فإن عذره الطّالب كان أسوأ حالا

21762-  محمّد بن الحسن في المجالس و الأخبار بإسناده الآتي عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة و هو يقدر على قضائها فردّه عنها سلّط اللّه عليه شجاعا في قبره ينهش من أصابعه

  أقول هذا و أمثاله محمول على اضطرار صاحب الحاجة فتجب معونته

21763-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن أحمد بن هوذة الباهليّ عن إبراهيم بن الحسن الأحمريّ عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاريّ عن أبي بصير يحيى بن القاسم الأسديّ عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق عن أبيه عن جدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد اللّه دهره الحديث

21764-  محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب الإخوان عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي عبد اللّه ع قال من قضى لمسلم حاجة كتب اللّه له عشر حسنات و محا عنه عشر سيّئات و رفع له عشر درجات و أظلّه اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه

21765-  و عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن النّبيّ ص قال المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج بعض أقضي حوائجهم يوم القيامة

  -21766  و عن أبي عبد اللّه ع قال يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له اذكر هل لك من حسنة فيقول ما لي من حسنة إلّا أنّ فلانا عبدك المؤمن مرّ بي فطلب منّي ماء يتوضّأ به ليصلّي فأعطيته فيدعى بذلك المؤمن فيذكّره ذلك فيقول نعم يا ربّ فيقول الرّبّ تبارك و تعالى قد غفرت لك أدخلوا عبدي الجنّة

21767-  و عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص إنّ للّه عبادا يحكّمهم في جنّته قيل )و من هم( قال من قضى لمؤمن حاجة بنيّة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 26 - استحباب اختيار قضاء حاجة المؤمن على غيرها من القربات حتّى العتق و الطّواف و الحجّ المندوب

21768-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن زياد عن الحكم بن أيمن عن صدقة الأحدب عن أبي عبد اللّه ع قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة و خير من حملان ألف فرس في سبيل اللّه

 و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن زياد مثله و رواه الصّدوق في كتاب الإخوان بإسناده مثله

21769-  و عنه عن أبيه عن محمّد بن زياد عن صندل عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال قال أبو عبد اللّه ع لقضاء حاجة امرئ مؤمن أحبّ إلى اللّه من عشرين حجّة كلّ حجّة ينفق فيها صاحبها مائة ألف

21770-  و عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحكم بن أيمن عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من طاف بالبيت أسبوعا كتب اللّه عزّ و جلّ له ستّة آلاف حسنة و محا عنه ستّة آلاف سيّئة و رفع له ستّة آلاف درجة قال و زاد فيه إسحاق بن عمّار و قضى له ستّة آلاف حاجة قال ثمّ قال و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتّى عدّ عشرا

21771-  و عن الحسين بن محمّد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قال من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب اللّه له ستّة آلاف حسنة و محا عنه ستّة آلاف سيّئة و رفع له ستّة آلاف درجة حتّى إذا كان عند الملتزم فتح له سبعة أبواب من أبواب الجنّة قلت جعلت فداك هذا الفضل كلّه في الطّواف قال نعم و أخبرك بأفضل من ذلك قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف و طواف حتّى بلغ عشرا

21772-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن إبراهيم الخارقيّ قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند اللّه حتّى تقضى له كتب اللّه عزّ و جلّ له بذلك مثل أجر حجّة و عمرة مبرورتين و صوم شهرين من أشهر الحرم و اعتكافهما في المسجد الحرام و من مشى فيها بنيّة و لم تقض كتب اللّه له بذلك مثل حجّة مبرورة فارغبوا في الخير

21773-  محمّد بن عليّ بن الحسين في المجالس عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن ربيع عن محمّد بن سنان عن أبي الأغرّ النّخّاس قال سمعت الصّادق جعفر بن محمّد ع يقول قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبّلة بمناسكها و عتق ألف رقبة لوجه اللّه و حملان ألف فرس في سبيل اللّه بسرجها و لجمها

21774-  و في كتاب الإخوان بسنده عن أبي عبد اللّه ع قال قال مشي المسلم في حاجة أخيه المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في الطّواف و غيره و يأتي ما يدلّ عليه

باب 27 - استحباب السّعي في قضاء حاجة المؤمن قضيت أو لم تقض

21775-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن محمّد بن مروان عن أبي عبد اللّه ع قال مشي الرّجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات و تمحى عنه عشر سيّئات و ترفع له عشر درجات قال و لا أعلمه إلّا قال و يعدل عشر رقاب و أفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام

  و رواه الصّدوق في المقنع مرسلا نحوه

21776-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن معمّر بن خلّاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول إنّ للّه عبادا في الأرض يسعون في حوائج النّاس هم الآمنون يوم القيامة و من أدخل على مؤمن سرورا فرّح اللّه قلبه يوم القيامة

21777-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبيدة الحذّاء قال قال أبو جعفر ع من مشى في حاجة أخيه المسلم أظلّه اللّه بخمس و سبعين ألف ملك و لم يرفع قدما إلّا كتب اللّه له بها حسنة و حطّ عنه بها سيّئة و يرفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته كتب اللّه عزّ و جلّ له بها أجر حاجّ و معتمر

21778-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته

21779-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ عن أبي عبد اللّه ع قال ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجته إلّا كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ خطوة حسنة و حطّ عنه بها سيّئة و رفع له بها درجة و زيد بعد ذلك عشر حسنات و شفّع في عشر حاجات

  -21780  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي أيّوب الخرّاز عن أبي عبد اللّه ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه اللّه كتب اللّه عزّ و جلّ له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه و معارفه و جيرانه و إخوانه و من صنع إليه معروفا في الدّنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النّار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدّنيا فأخرجه بإذن اللّه عزّ و جلّ إلّا أن يكون ناصبيّا

21781-  و عن عليّ عن أبيه عن الحسن بن عليّ عن أبي جميلة عن ابن سنان قال قال أبو عبد اللّه ع قال اللّه عزّ و جلّ الخلق عيالي فأحبّهم إليّ ألطفهم بهم و أسعاهم في حوائجهم

21782-  و عنهم عن ابن خالد عن بعض أصحابه عن أبي عمارة قال إنّا روّينا أنّ عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشّاء في حوائج النّاس عانيا بما يصلحهم

21783-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن جعفر بن عبد اللّه عن عمرو بن خالد عن محمّد بن يحيى المدنيّ قال سمعت جعفر بن محمّد ع يقول من كان في حاجة أخيه المسلم كان اللّه في حاجته ما كان في حاجة أخيه

  -21784  و عن أبيه عن جماعة عن أبي المفضّل عن أحمد بن سعيد الثّقفيّ عن محمّد بن سلمة الأمويّ عن محمّد بن القاسم الأمويّ عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع عن رسول اللّه ص قال أوحى اللّه إلى داود ع إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكّمه في الجنّة قال داود يا ربّ و ما هذا العبد الّذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكّمه بها في الجنّة قال عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحبّ قضاءها قضيت له أم لم تقض

 محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب الإخوان بإسناده عن أبي جعفر ع مثله

21785-  و عنه ع قال من ذهب مع أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد اللّه عمره

 و روى الصّدوق أيضا في كتاب الإخوان أحاديث كثيرة في هذا المعنى و روى جملة من الأحاديث السّابقة أيضا أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 28 - استحباب اختيار السّعي في حاجة المؤمن على العتق و الحجّ و العمرة و الاعتكاف و الطّواف المندوبات

21786-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن هارون بن خارجة عن صدقة رجل من أهل حلوان عن أبي عبد اللّه ع قال لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمة و أحمل في سبيل اللّه على ألف فرس مسرجة ملجمة

21787-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه عن خلف بن حمّاد عن إسحاق بن عمّار عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى اللّه على يديه قضاءها كتب اللّه عزّ و جلّ له حجّة و عمرة و اعتكاف شهرين في المسجد الحرام و صيامهما و إن اجتهد و لم يجر اللّه قضاءها على يديه كتب اللّه عزّ و جلّ له حجّة و عمرة

21788-  و عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن بعض أصحابنا عن صفوان الجمّال قال كنت جالسا مع أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه رجل من أهل مكّة يقال له ميمون فشكا إليه تعذّر الكراء عليه فقال لي قم فأعن أخاك فقمت معه فيسّر اللّه كراه فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد اللّه ع ما صنعت في حاجة أخيك فقلت قضاها اللّه بأبي أنت و أمّي فقال أما إنّك أن تعين أخاك المسلم أحبّ إليّ من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ثمّ قال إنّ رجلا أتى الحسن بن عليّ ع فقال بأبي أنت و أمّي أعنّي على قضاء حاجة فانتعل و قام معه فمرّ على الحسين ع و هو قائم يصلّي فقال أين كنت عن أبي عبد اللّه تستعينه على حاجتك قال قد فعلت بأبي أنت و أمّي فذكر أنّه معتكف فقال أما لو أنّه أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 29 - استحباب تفريج كرب المؤمن

21789-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن ابن محبوب عن زيد الشّحّام قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من أغاث أخاه المؤمن اللّهفان عند جهده فنفّس كربته و أعانه على نجاح حاجته كتب اللّه عزّ و جلّ له بذلك ثنتين و سبعين رحمة من اللّه يعجّل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته و يدّخر له إحدى و سبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة و أهواله

21790-  و بالإسناد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن ذريح قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أيّما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة و هو معسر يسّر اللّه له حوائجه في الدّنيا و الآخرة و من ستر على مؤمن عورة يخافها ستر اللّه عليه سبعين عورة من عورات الدّنيا و الآخرة قال و اللّه في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة و ارغبوا في الخير

21791-  و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن محمّد بن يحيى مثله إلّا أنّه قال أيّما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة نفّس اللّه عنه سبعين كربة من كرب الدّنيا و كرب يوم القيامة و قال من يسّر على مؤمن و هو معسر يسّر اللّه له حوائجه و ذكر الباقي مثله

 و روى الّذي قبله عن محمّد بن موسى بن المتوكّل عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ عن أحمد بن محمّد مثله و رواه أيضا عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن محمّد نحوه

21792-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبي سيّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من نفّس عن مؤمن كربة نفّس اللّه عنه كرب الآخرة و خرج من قبره و هو ثلج الفؤاد و من أطعمه من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و من سقاه شربة سقاه اللّه من الرّحيق المختوم

  و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم مثله

21793-  و عنه عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أعان مؤمنا نفّس اللّه عنه ثلاثا و سبعين كربة واحدة في الدّنيا و اثنتين و سبعين كربة عند كربه العظمى قال حيث يتشاغل النّاس بأنفسهم

21794-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى بن محمّد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن الرّضا ع قال من فرّج عن مؤمن فرّح اللّه قلبه يوم القيامة

21795-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه عن رسول اللّه ص في حديث المناهي قال و من فرّج عن مؤمن كربة فرّج اللّه عنه اثنتين و سبعين كربة من كرب الآخرة و اثنتين و سبعين كربة من كرب الدّنيا أهونها المغص

21796-  و في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن شرحبيل بن سعد الأنصاريّ عن أسيد بن حضيرة قال قال رسول اللّه ص من أغاث أخاه المسلم حتّى يخرجه من همّ و كربة و ورطة كتب اللّه له عشر حسنات و رفع له عشر درجات و أعطاه ثواب عتق عشر نسمات و دفع عنه عشر نقمات و أعدّ له يوم القيامة عشر شفاعات

21797-  و في عيون الأخبار و معاني الأخبار عن محمّد بن عليّ ماجيلويه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن داود بن سليمان عن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال أوحى اللّه إلى داود ع إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنّة قال يا ربّ و ما تلك الحسنة قال يفرّج عن المؤمن كربه و لو بتمرة فقال داود ع يا ربّ حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك

 و رواه الحميريّ في قرب الإسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان عن جعفر بن محمّد عن أبيه مثله

21798-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال من كفّارات الذّنوب العظام إغاثة الملهوف و التّنفيس عن المكروب

21799-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن الحسين بن محمّد التّمّار عن محمّد بن القاسم الأنباريّ عن أبيه عن الحسين بن سليمان عن أبي جعفر الطّائيّ عن وهب بن منبّه أنّه قرأ في الزّبور يا داود اسمع منّي ما أقول و الحقّ أقول من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة قال داود يا ربّ و ما تلك الحسنة قال من فرّج عن عبد مسلم قال داود إلهي لذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 30 - استحباب إلطاف المؤمن و إتحافه

21800-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن هاشم عن سعدان بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب اللّه عزّ و جلّ له عشر حسنات و من تبسّم في وجه أخيه كانت له حسنة

21801-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال من قال لأخيه مرحبا كتب اللّه له مرحبا إلى يوم القيامة

21802-  و عنه عن أحمد عن ابن محبوب عن نصر بن إسحاق عن الحارث بن النّعمان عن الهيثم بن حمّاد عن أبي داود عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّه ص ما في أمّتي عبد ألطف أخاه في اللّه بشي‏ء من لطف إلّا ألطفه اللّه من خدم الجنّة

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد عن نصر بن إسحاق نحوه

21803-  و عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن المفضّل عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ المؤمن ليتحف أخاه التّحفة قلت و أيّ شي‏ء التّحفة قال من مجلس و متّكإ و طعام و كسوة و سلام فتتطاول الجنّة مكافأة له و يوحي اللّه عزّ و جلّ إليها أنّي قد حرّمت طعامك على أهل الدّنيا إلّا على نبيّ أو وصيّ نبيّ فإذا كان يوم القيامة أوحى اللّه عزّ و جلّ إليها أن كافئي أوليائي بتحفهم فيخرج منها وصفاء و وصائف معهم أطباق مغطّاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنّم و هولها و إلى الجنّة و ما فيها طارت عقولهم و امتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش إنّ اللّه عزّ و جلّ قد حرّم جهنّم على من أكل من طعام جنّته فيمدّ القوم أيديهم فيأكلون

  أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 31 - استحباب إكرام المؤمن

21804-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى )عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عيسى( عن يونس عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنّما أكرم اللّه عزّ و جلّ

21805-  و عنه عن أحمد بن محمّد عن بكر بن صالح عن الحسن بن عليّ عن عبد اللّه بن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها و فرّج عنه كربته لم يزل في ظلّ اللّه الممدود عليه )من الرّحمة( ما كان في ذلك

 و رواه الصّدوق في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عبد اللّه بن محمّد الغفاريّ عن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد اللّه ع أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 32 - استحباب البرّ بالمؤمن و التّعاون على البرّ

21806-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول إنّ ممّا خصّ اللّه به المؤمن أن يعرّفه برّ إخوانه و إن قلّ و ليس البرّ بالكثرة و ذلك أنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ثمّ قال و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون و من عرفه اللّه عزّ و جلّ بذلك أحبّه و من أحبّه اللّه تبارك و تعالى وفّاه أجره يوم القيامة بغير حساب ثمّ قال يا جميل ارو هذا الحديث لإخوانك فإنّه ترغيب في البرّ

21807-  و عن الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى جميعا عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن أسلم عن محمّد بن عليّ بن عديّ قال أملى عليّ محمّد بن سليمان عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت فما أحسن مؤمن إلى مؤمن و لا أعانه إلّا خمش وجه إبليس و قرح قلبه

  -21808  محمّد بن عليّ بن الحسين في ثواب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن عبد اللّه بن جعفر عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن أمير المؤمنين ع أنّه قال إنّ رسول اللّه ص قال )رحم اللّه ولدا أعان والديه على برّه( و رحم والدا أعان ولده على برّه و رحم اللّه جارا أعان جاره على برّه رحم اللّه رفيقا أعان رفيقه على برّه و رحم اللّه خليطا أعان خليطه على برّه و رحم اللّه رجلا أعان سلطانه على برّه

 و في المجالس عن عليّ بن الحسين بن شاذويه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أبيه مثله

21809-  عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد عن أحمد بن إسحاق عن بكر بن محمّد قال أكثر ما كان يوصينا به أبو عبد اللّه ع البرّ و الصّلة

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 33 -  وجوب السّتر على المؤمن و تكذيب من نسب إليه السّوء إلى أن يتيقّن

21810-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة

21811-  محمّد بن الحسين الرّضيّ في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين ع قال أيّها النّاس من عرف من أخيه وثيقة في دين و سداد طريق فلا يسمعنّ فيه أقاويل الرّجال أما إنّه قد يرمي الرّامي و تخطئ السّهام و يحيك الكلام و باطل ذلك يبور و اللّه سميع و شهيد )ألا إنّه ما بين الحقّ و الباطل( إلّا أربع أصابع و جمع أصابعه و وضعها بين أذنه و عينه ثمّ قال الباطل أن تقول سمعت و الحقّ أن تقول رأيت

21812-  قال و قال ع ليس من العدل القضاء على الثّقة بالظّنّ

  -21813  قال و قال ع لا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محتملا

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في العشرة و غيرها و يأتي ما يدلّ عليه

باب 34 - استحباب خدمة المسلمين و معونتهم بالجاه و غيره

21814-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن سلمة بن الخطّاب عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ عن إسماعيل بن أبان عن صالح بن أبي الأسود رفعه عن أبي المعتمر قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول قال رسول اللّه ص أيّما مسلم خدم قوما من المسلمين إلّا أعطاه اللّه مثل عددهم خدّاما في الجنّة

21815-  عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ اللّه فرض التّمحّل في القرآن قلت و ما التّمحّل جعلت فداك قال أن يكون وجهك أعود من وجه أخيك فتمحّل له

21816-  و عن أبيه عن بعض رجاله رفعه عن أمير المؤمنين ع قال إنّ اللّه فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث السّفر و غيره

باب 35 - وجوب نصيحة المؤمن

21817-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عمر بن أبان عن عيسى بن أبي منصور عن أبي عبد اللّه ع قال يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه

21818-  و عنهم عن أحمد عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللّه ع قال يجب للمؤمن على المؤمن النّصيحة له في المشهد و المغيب

21819-  و بالإسناد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع قال يجب للمؤمن على المؤمن النّصيحة

21820-  و عن ابن محبوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لينصح الرّجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه

21821-  و عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أعظم النّاس منزلة عند اللّه يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنّصيحة لخلقه

21822-  و عنه عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن المنقريّ عن سفيان بن عيينة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول عليكم بالنّصح للّه في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه

21823-  الحسن بن محمّد الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن المفيد عن عليّ بن خالد المراغيّ عن أحمد بن إسماعيل بن ماهان عن زكريّا بن يحيى عن بندار بن عبد الرّحمن عن سفيان بن الجرّاح عن عطاء بن يزيد عن تميم الدّاريّ قال قال رسول اللّه ص الدّين نصيحة قيل لمن يا رسول اللّه قال للّه و لرسوله و لأئمّة الدّين و لجماعة المسلمين

  أقول و يأتي ما يدلّ على ذلك

باب 36 - تحريم ترك نصيحة المؤمن و مناصحته

21824-  محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن عليّ بن النّعمان عن أبي حفص الأعشى عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول قال رسول اللّه ص من سعى في حاجة لأخيه فلم ينصحه فقد خان اللّه و رسوله

21825-  و عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أيّما مؤمن مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان اللّه و رسوله

21826-  و عنهم عن ابن خالد و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن عبد الجبّار عن محمّد بن حسّان جميعا عن إدريس بن الحسن عن مصبّح بن هلقام عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أيّما رجل من أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكلّ جهده فقد خان اللّه و رسوله و المؤمنين قلت ما تعني بقولك المؤمنين قال من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم

  -21827  و بالإسناد عنهما جميعا عن محمّد بن عليّ عن أبي جميلة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول من مشى في حاجة أخيه ثمّ لم يناصحه فيها كان كمن خان اللّه و رسوله و كان اللّه خصمه

 و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن أبي جميلة و الّذي قبله عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ عن إدريس بن الحسن و رواه البرقيّ في المحاسن عن محمّد بن عليّ و الّذي قبله عن إدريس بن الحسن مثله

21828-  و عنهم عن ابن خالد عن بعض أصحابه عن حسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع قال من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرّأي سلبه اللّه عزّ و جلّ رأيه

21829-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن سماعة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أيّما مؤمن مشى مع أخيه المؤمن فلم يناصحه فقد خان اللّه و رسوله

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك

باب 37 - تحريم ترك معونة المؤمن عند ضرورته

21830-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألت أبا عبد اللّه ع قلت قوم عندهم فضول و بإخوانهم حاجة شديدة و ليس تسعهم الزّكاة أ يسعهم أن يشبعوا و يجوع إخوانهم فإنّ الزّمان شديد فقال ع المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحرمه فيحقّ على المسلمين الاجتهاد فيه و التّواصل و التّعاون عليه و المواساة لأهل الحاجة و العطف منكم تكونون على ما أمر اللّه فيهم رحماء بينكم متراحمين

21831-  و عنهم عن أحمد بن محمّد بن خالد و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن عليّ عن سعدان عن حسين بن أمين عن أبي جعفر ع قال من بخل بمعونة أخيه و القيام له في حاجته إلّا ابتلي بمعونة من يأثم عليه و لا يؤجر

21832-  و عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه و هو يقدر إلّا ابتلاه اللّه بأن يقضي حوائج عدّة من أعدائنا يعذّبه اللّه عليها يوم القيامة

  و رواه البرقيّ في المحاسن عن إدريس بن الحسن عن يونس بن عبد الرّحمن و الّذي قبله عن سعدان بن مسلم عن حسين بن انس و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرّار عن يونس و الّذي قبله عن محمّد بن الحسن عن الصّفّار عن العبّاس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن الحسين بن أبان عن أبي جعفر ع مثله

21833-  و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن حسّان عن محمّد بن أسلم عن الخطّاب بن مصعب عن سدير عن أبي عبد اللّه ع قال لم يدع رجل معونة أخيه المسلم حتّى يسعى فيها و يواسيه إلّا ابتلي بمعونة من يأثم و لا يؤجر

21834-  و عن الحسين بن محمّد عن معلّى عن محمّد بن عبد اللّه عن عليّ بن جعفر عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية اللّه عزّ و جلّ

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 38 - كراهة البخل على المؤمن

21835-  محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب الإخوان بسنده عن الرّضا ع قال قال عليّ بن الحسين ع إنّي لأستحيي من ربّي أن أرى الأخ من إخواني فأسأل اللّه له الجنّة و أبخل عليه بالدّينار و الدّرهم فإذا كان يوم القيامة قيل لي لو كانت الجنّة لك لكنت بها أبخل و أبخل و أبخل

 أقول و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه

باب 39 - تحريم منع المؤمن شيئا من عنده أو عند غيره عند ضرورته

21836-  محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد و عن أبي عليّ الأشعريّ عن محمّد بن حسّان جميعا عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن سنان عن فرات بن أحنف عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما مؤمن منع مؤمنا شيئا ممّا يحتاج إليه و هو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه اللّه يوم القيامة مسودّا وجهه مزرقّة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الّذي خان اللّه و رسوله ثمّ يؤمر به إلى النّار

 و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن أبيه عن سعد عن محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان مثله

21837-  و بالإسناد عن ابن سنان عن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد اللّه ع يا يونس من حبس حقّ المؤمن أقامه اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتّى يسيل عرقه أو دمه و ينادي مناد من عند اللّه هذا الظّالم الّذي حبس عن اللّه حقّه قال فيوبّخ أربعين يوما ثمّ يؤمر به إلى النّار

 و رواه البرقيّ في المحاسن عن ابن سنان و الّذي قبله عن محمّد بن عليّ و رواه الصّدوق في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ نحوه

21838-  و بالإسناد عن ابن سنان عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إيّاها قال اللّه عزّ و جلّ ملائكتي أ بخل عبدي على عبدي بسكنى الدّنيا و عزّتي لا يسكن جناني أبدا

  -21839  الحسن بن محمّد بن الحسن الطّوسيّ في مجالسه عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن الصّلت عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن أحمد بن يحيى عن حسين بن محمّد عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خلف عن صفوان بن مهران عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما رجل أتاه رجل مسلم في حاجة و يقدر على قضائها فمنعه إيّاها عيّره اللّه يوم القيامة تعييرا شديدا و قال له أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاءها في يديك فمنعته إيّاها زهدا منك في ثوابها و عزّتي و جلالي لا أنظر إليك في حاجة معذّبا كنت أو مغفورا لك

21840-  محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصّادق عن آبائه ع في حديث المناهي قال نهى رسول اللّه ص أن يمنع أحد الماعون جاره و قال من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة و وكله إلى نفسه و من وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله إلى أن قال و من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض و هو يقدر عليه فلم يفعل حرّم اللّه عليه ريح الجنّة إلى أن قال و من أكرم أخاه المسلم فإنّما يكرم اللّه عزّ و جلّ

21841-  و في عقاب الأعمال عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفيّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال أيّما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله و هو محتاج إليه لم يذقه اللّه من طعام الجنّة و لا يشرب من الرّحيق المختوم

  -21842  و بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول اللّه ص في آخر خطبة خطبها قال و من شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرّم اللّه عليه الجنّة يوم يجزي المحسنين و من منع طالبا حاجته و هو يقدر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشّار فقام إليه مالك بن عوف فقال و ما يبلغ من خطيئة عشّار يا رسول اللّه فقال على العشّار في كلّ يوم و ليلة لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين و من يلعن اللّه فلن تجد له نصيرا