ابناء البنت

وكذلك بالنسبة لابناء البنت في نسبتهم ذرية لجدهم من امهم ، مثل الحسن والحسين عليه ابناء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقد سمى الله عزوجل عيسى من ذرية ابراهيم وكان ابن بنته من بعده ، ولما صح ان ابن البنت ذرية ، ودعا ابراهيم عليه السلام لذريته بالامامة وجب على محمد صلى الله عليه واله وسلم الاقتداء به في وضع الامامة في المعصومين عليهم السلام من ذريته حذو النعل بالنعل بعدما اوحى الله عزوجل اليه وحكم عليه بقوله تعالى : « ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه » (1) جل نبي الله عن ذلك ، وكذلك قوله تعالى « ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا » (2) وامير المؤمنين علي عليه السلام ابو ذرية النبي صلى الله عليه واله وسلم ، واوضع الامامة فيه وضعها في ذرية المعصومين عليهم السلام وقوله عزوجل : « لا ينال عهدي الظالمين » يعني ان الامامة لا تصلح لمن قد عبد صنما او وثنا او اشرك بالله طرفه عين ، وان اسلم بعد ذلك. وكذلك لا يصلح للامامة لمن ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان او كبيرا وان تاب منه بعد ذلك ، وكذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد. فاذا لا يكون الامام او النبي الا معصوما ، وذلك بنص الله عليه وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم ، لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض ، وهي مغيبة لا تعرف الا بتعريف علام الغيوب عزوجل. 

________________________________________

1 ـ البقرة : 130. 

2 ـ ال عمران : 68.