الصبر والشكر

روي عن ابي عبد الله عليه السلام : انه اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام : ان خلادة (1) بنت اوس بشرها بالجنة ، واعلمها انها قرينتك في الجنة. فانطلق اليها فقرع الباب عليها ، فخرجت وقالت : هل نزل في شيء ؟ قال : نعم ، قالت : وماهو ؟ قال : ان الله تعالى اوحى الي واخبرني انك قرينتي في الجنة وان ابشرك بالجنة. قالت : او يكون اسم وافق اسمي ؟ قال : انك لانتي هي ، قالت : يا نبي الله ما اكذبك ، ولا والله ما اعرف من نفسي ما وصفتني به. قال داود عليه السلام : اخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو ، قالت : اما هذا فساخبرك به. اخبرك انه لم يصبني وجع قط نزل بي كائنا ما كان ، وما نزل ضر بي وحاجة وجوع كائنا ماكان الا صبرت عليه ولم اسأل الله كشفه عني حتى يحوله الله عني الى العافية والسعة ، ولم اطلب بها بدلا ، وشكرت الله عليها وحمدته ، فقال داود عليه السلام : فبهذا بلغت ما بلغت ، ثم قال ابو عبد الله عليه السلام : وهذا دين الله الذي ارتضاه للصالحين. (2) وروي ان داود عليه السلام خرج مصحرا منفردا ، فأوحى الله اليه : يا داود مالي اراك وحدانيا ؟ فقال : الهي اشتد الشوق مني الى لقائك ، وحال بيني وبينك خلقك ، فأوحى الله اليه : ارجع اليهم فانك ان تاتني بعبد آبق اثبتك في اللوح حميدا. (3) 

________________________________________

1 ـ وقيل : « جلادة ». 

2 ـ قصص الانبياء مخطوط : البحار ج 14 ص 39. 

3 ـ ارشاد القلوب : 1 ـ 208.