انحراف بني اسرائيل

لما خرج موسى واصحابه من البحر نزلوا في صحراء ، لا شجر فيها ولا ماء ، فاعترض بنو اسرائيل على موسى « وكان هذا اول اعتراض واول الانحراف عن الحق ... » وقالوا : يا موسى اهلكتنا وقتلتنا واخرجتنا من العمران الى مفازة « اي الى الصحراء » لا ظل ولا شجر ولا ماء ... فدعى الله موسى عليه السلام فبعث الله لهم غمامة تظلهم من الشمس في النهار ، وينزل عليهم بالليل المن والسلوى فيقع على النبات والشجر فياكلونه كما انزل الله لهم مائدة من السماء ياكلون منها ... فلما اكلوا وشبعوا ، اعترضوا مرة اخرى على موسى عليه السلام وطلبوا منه انواع متعددة من الطعام ... « واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ما سالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبييين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون » (1). استمر بنو اسرائيل على هذه الحالة يؤذون موسى عليه السلام ويعترضون عليه ويطالبونه بانواع الاطعمة والاشربة وهم يعصونه ويستكبرون على الله حتى غضب الله عليهم وتاهوا اربعين سنة في الصحراء حتى ماتوا وهلك اكثرهم. 

_________________________________________

1 ـ البقرة : 61.