تبليغ الرسالة

خرج موسى عليه السلام مع اهله وغنمه يريد مصر ، فلما صار في الصحراء ومعه اهله اصابهم برد شديد وريح وظلمة ، وقد جنهم الليل ونظر موسى الى نار قد ظهرت من بعيد فقال لاهله اني ارى نارا انتظروا هنا لعلي آتيكم منها بخبر ، او اجلب لكم منها للتدفئة بها .. « فلما قضى موسى الاجل وسار باهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني ءآنست نارا لعلي ءآتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون » (1). فلما وصل موسى الى النار رأى شجرة تلتهب عليها النار ، فذهب اليها ليقتبس منها اهوت اليه ففزع منها ورجع ورجعت النار ، كرر العملية ثلاث مرات فلم يتمكن منها فرجع عنها. وعند رجوعه سمع صوت « نداء من الله » ان يا موسى اني انا الله رب العالمين ، وان القي عصاك ، فالقاها واذا هي تهتز كانها جان ، فصارت حية ، ففزع منها موسى وهرب فناداه الله : خذها ولا تخف انك من الآمنين ، اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ، ففعل ذلك موسى ومسك الحية عادت عصا ، واخرج يده فاذا هي بيضاء يشع منها النور ، فقال له الله هذه آيتين ، يدك والعصاء اذهب الى فرعون انه طغا وتكبر وبلغ رسالتك له وادعوه الى التوحيد. فقال موسى يا رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف ان يقتلوني وهذا اخي هارون افصح مني لسانا فارسله معي ليساعدني واشد به ازري ، فارسل الله معه هارون وقال له : انطلق برسالتي هذه الى فرعون وانت بعيني وحمايتي ونصرتي ، وقل له في البداية قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ، ولا تخف منه ومن حاشيته وجنده.

________________________________________

1 ـ القصص : 29.